دليلا على ان من انعم الله عليه بنعمة لا ينبغي له ان يسخطها لعارض عرظ له فيها. وانما يسأل ربه بقاء اصلها ورفع العارض من اللي فهم ما فهمت عيد مرة اخرى الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم شرح عمدة الاحكام. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد نكمل ما تبقى من فوائد حديث انس رضي الله تعالى عنه في باب صلاة الاستسقاء من فوائد هذا الحديث ان فيه دليلا على استحباب رفع اليدين في دعاء الاستسقاء على منبر الجمعة مع ان الاصل في دعاء الخطيب على منبر الجمعة انه يدعو ويشير باصبعه فقط ولكن اذا دعا في شيء يخص الاستسقاء فمن السنة ان يرفع يديه في هذا الرفع في هذا الدعاء فان قلت وما دليلك على انه لا يرفع في غيرها فيقول الدليل على ذلك ما في صحيح الامام مسلم رحمه الله تعالى من حديث عمارة ابن رويبة رضي الله عنه انه دخل المسجد وبشر ابن مروان على المنبر رافعا يديه فقال قبح الله تلك اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على المنبر ولا يزيد على ان يقول بيديه هكذا واشار واشار باصبعه فاذا قال لك قائل كيف نجمع بين حديث عمارة بن رهيبة هذا وبين حديث انس في رفع اليدين في دعاء الاستسقاء على المنبر. فنقول الجمع بينهما ان الاصل ان الخطيب لا يرفع يديه على المنبر في خطبة الجمعة في اي دعاء. ويستثنى من ذلك ويستثنى من ذلك دعاء الاستسقاء والمتقرر عند العلماء ان الجمع بين الادلة واجب واجب ما امكن ومن فوائد هذا الحديث ومن فوائد هذا الحديث ان نقول اعلم رحمنا الله واياك ان الدعاء مقرونا برفع اليدين او مقرونا بعدم الرفع لا يخلو من ثلاثة احوال ادعية ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم وثبت فيها انه رفع فيها يديه فالسنة في هذا الدعاء بخصوصه رفع اليدين. رفع اليدين كدعاء كدعاء الاستسقاء فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رفع يديه في في مواضع متعددة من الاستسقاء سواء كان الاستسقاء المجرد عن الصلاة او الاستسقاء المقرون بصلاة بعده. كل ذلك ثابت عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وكذلك الدعاء على الصفا والمروة ايضا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه رفع يديه. فاذا هذه المواضع يسن فيها رفع اليدين لان النبي صلى الله عليه وسلم دعا فيها ورفع يديه القسم الثاني مواضع ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه دعا فيها ولم يثبت عنه انه رفع يديه فالسنة في هذه المواضع بخصوصها عدم رفع اليدين كالدعاء في السجود اليس كذلك دعا ولم يرفع فيه يديه وبعض الادعية الواردة في بعض الاذكار عقيب الصلوات المكتوبة. كقوله اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وقوله اللهم اني اعوذ بك من البخل واعوذ بك من الجبن الى اخر الحديث حديث سعد ابن ابي وقاص في صحيح البخاري وقوله وكذلك ادعية التشهد. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الاخير قال ثم ليتخير من اعجبه اليه فيدعو وكذلك الدعاء فيما بين السجدتين ايضا موضع ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه دعا فيه ولم يثبت عنه انه رفع يديه وكذلك الدعاء في غير الاستسقاء على المنبر يوم الجمعة. ايضا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه دعا فيه ولم يرفع فيه يديه فماذا نقول في هذه المواضع؟ السنة فيها ان يدعو ولا يرفع فيها يديه بقينا في موضع ثالث وهي وهي مواضع حث النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء فيها بقوله هو لم يباشر دعاء فيها ولكن حث عليها بقوله ولم يذكر الراوي ان النبي صلى الله عليه وسلم امر فيها برفع اليدين او انه امر فيها بعدم الرفع ماذا نقول في هذه المواضع؟ نقول في هذه المواضع اننا نردها الى الاصل. وهي ان القاعدة تقول الاصل في كل دعاء اليدين فان مما تتحرى عنده استجابة الرب عز وجل لدعاء العبد ان يرفع ان يرفع يديه. ولان الدعاء حال ذل وافتقار وخضوع ورفع العبد يديه ذليلا خاضعا لربه اظهر لمظهر ها لمظهر الذل والخضوع بين يدي الله عز وجل عز وجل فان قلت لكم فان قال لنا قائل وما الدليل على ان الاصل في كل دعاء ان يرفع الانسان يديه؟ فنقول لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ها ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر ايش؟ يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك فهذا دليل على ان هذا العبد قد جاء بموجبات استجابة الدعاء فهو اشعث اغبر يعني ضعيف فقير مسكين لا حيلة له. ويمد يديه ويلح يا رب يا رب فاذا اسباب الاستجابة موجودة لكن الذي منع من الاستجابة هو اكله للحرام. وبالمناسبة فان اكل الحرام لا يمنع الاستجابة. بل يبطئ الاستجابة لانه قال ويبعدها لانه قال فانى يستجاب لذلك وانا في اللغة العربية يقصد بها التبعيد. يعني بعد ان يستجاب له بعد يعني انه سيبطئ يعني انه يحتاج الى الحاح كثير حتى يستجيب الله عز وجل له كما ذكرناها في شرح النووية كنتم تذكرون في شرح هذا الحديث. فالشاهد ايها الاخوان ان هذا الموظع الثالث نقول فيه ان الاصل فيه رفع اليدين ان الاصل في كل دعاء ان يرفع الانسان يديه مثل ماذا؟ فان قلت ومثل ماذا؟ فاقول كساعة الجمعة ساعة الاستجابة. فقد رغب في النبي صلى الله عليه وسلم فيها بالدعاء وقال ان في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله عز وجل امرا الا اعطاه اياه. فهنا رغب بقوله في الدعاء في هذه الساعة. لكن لم يذكر رفع اليدين ولم يذكر عدم الرفع فنرد الدعاء الى اصله وهو ان المشروع في كل دعاء ان يرفع العبد يديه. فاذا جئت في فيما بين صلاة العصر الى المغرب في يوم الجمعة ورفعت يديك تدعو لا حق لاحد ان يأتيك ويقول لقد او احدثت في الدين لان هذا موضع رغب فيه بالدعاء ولم يذكر فيه لا رفع ولا عدم رفع يرد الى اصله. مثال اخر الدعاء بين الاذان والاقامة. فقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء في هذا الموضع ففي سنن الامام النسائي بسند صححه ابن خزيمة من حديث انس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد الدعاء بين الاذان والاقامة فهنا موضع رغب فيه بقوله في الدعاء ولكن لم يذكر لا رفعا ولا عدم رفع فنرد الدعاء الى الى اصله. وكذلك الدعاء في ثلث الليل الاخر. فقد رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم وذكر فظله ففي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول من يستغفرني من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له. هل ذكر رفعا او عدم رفع؟ الجواب لا ماذا نقول في هذا الموضع؟ الجواب نقول فيه ان السنة ان يرفع العبد فيه يديه. وكذلك دعوة المسافر وكذلك دعوة الصائم وكذلك دعوة الوالد لولده او على ولده. كل ذلك مما ذكر فيه الدعاء ولم يذكر فيه رفع اليدين اذا كم صارت المواضع عندنا؟ الجواب ثلاث مواضع. الاول موضع ثبت فيه انه دعا ان النبي دعا ورفع يديه فنقول فيه بان المشروع رفع اليدين الموضع الثاني موضع ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه انه دعا ولم يثبت عنه انه رفع فيه يديه فنقول بان السنة في هذا الموضع بخصوصه الدعاء بلا رفع. الموضع الثالث موضع ثبت ترغيب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله فيه بالدعاء ولم يذكر فيه لا رفعا ولا عدم رفع فنرد الموضع الى اصله افهمتم هذا؟ فان سألتكم ما قلت ما الفرق بين الموضع الثالث والثاني ما الفرق بين الموضع الثالث والثاني؟ الاول واضح لكن الفرق بين الموضع الثالث والثاني؟ نعم يا اخ طيب والموضع الثالث لم ينقل فيه انه رفع يديه ايوا هذا هو الذي اريد اعد احسنت نعم رغب فيه بقوله افهمتم ماذا قال الاجابة بنعم او لا ليس ثمة ثالثة افهمتم ماذا قال من فهم نعم يا خالد ماذا قال ها ايه يعني دعا بفعله ولم يرفع يديه طيب سؤال اللي قال لك كيف عرفت انه لم يرفع يديه عدم ورود الرفع عن الراوي مع شدة ايش تحريهم لنقل جميع الافعال التي فعلها فلما ذكر انه دعا ولم يذكر انه رفع يديه دل على ان المشروع عدم الرفع طيب والموضع الثالث بفعله بقوله نعم رغب فيه بقوله فاذا الفرق بين الموضعين ان نقول ان الموضع الثاني ثبت الدعاء فيه بفعله هو فلو كان رفع اليدين مشروعا لرفع ولو رفع لنقل. فلما لم ينقل دل على انه لم ولا نقبل اي احتمال ولا نقبل اي احتمال يقول لعل الراوي لم ينقله لاننا لو فتحنا هذا هذه الاحتمالات على نصوص السنة لابطلنا وادخلنا في السنة كثيرا. اذ كل مبطل يريد ان يدخل شيئا في السنة قال لا ندري لعل الراوي لم ينقله فاذا لما ترك الراوي نقل الرفع علمنا انه دعا ولم يرفع لان الراوي لو حفظ انه رفع رفع في هذا الموضع لنقله لشدة تحريهم للسنة لشدة تحريهم لنقل جميع احوال وافعال والافعال الصادرة من النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. اذا لا اشكال في هذا ولله الحمد والمنة ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان فيه دليلا على استحباب المبالغة في رفع اليدين في دعاء الاستسقاء فيستحب للانسان اذا دعا للاستسقاء ان يبالغ في رفع يديه ان يبالغ في رفع يديه وهذا وان لم يكن يظهر من هذا الحديث بخصوصه لكنه ظاهر في حديث انس رضي الله تعالى عنه في صحيح الامام مسلم قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دعا في الاستسقاء اشار بظهر كفه الى السماء. ما معنى بظهر كفه؟ اي من شدة لرفع اليدين صارت ظهورهما الى السماء ولان دعاء الاستسقاء دعاء اضطرار واستغاثة فلابد من زيادة ماذا؟ من زيادة الرفع اظهارا لعظم ماذا؟ لعظم الحاجة وعظم الافتقار للمدعو به فلا ينبغي للانسان في الحاجات التي يفتقر لها ها ان يظهر امام الله عدم الحاجة اما بقلة الدعاء فيها واما بعدم الالحاح فيها واما بشيء يظهر منه انه غير محتاج لها كتعليقها بالمشيئة او غيره. فالامور التي انت محتاج ومفتقر لله عز وجل ليحققها لك اظهر كمال الالحاح. واظهر كمال الافتقار واظهر كمال الانطراح بين يدي الله عز وجل فاذا دعاء الاستسقاء لما كان دعاء اضطرار واستغاثة وعظم افتقار شرع فيه المبالغة في رفع اليدين حتى يشير بظهره ما بظهر الكفين الى السماء. بظهر الكفين الى السماء. كهذه الصورة من شدة الرفع صارت ايش ظهور الكفين الى الى السماء. وهذا ثابت في حديث انس رضي الله تعالى عنه. ومن فوائد هذا الحديث ايضا انه يستحب المشروعية الاستسقاء على المنبر يوم الجمعة وهو صورة من صور الاستسقاء الثابتة عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم فيستحب للامام احيانا ان يدعو ان يدعو بالاستسقاء لا سيما في مواسم في مواسم نزول المطر ويكثر من ذلك ولا سيما ان هذا الدعاء يوافق ساعة الاستجابة فقد اختلف العلماء في ساعة الاستجابة على اربعين قولا. وارجحها قولان انها فيما بين ان يجلس الامام على المنبر الى ان تقضى الصلاة وعلى ذلك حديث ابي بردة ابن ابي موسى الاشعري عن ابيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم والوقت الثاني فيما بين صلاة العصر الى صلاة المغرب وعلى ذلك حديث عبد الله ابن سلام عند ابن ماجة وحديث جابر عند ابي داود والنسائي ايضا وكلاهما من الاحاديث الصحيحة فهذه اصح الاوقات في الاستجابة فاما ان نقول بانها منقسمة بين هذا الوقت والوقت الثاني واما ان نقول انها في بعض الجمع تكون فيما بين ان يجلس الامام تقضى الصلاة وفي بعض الجمع تكون فيما بعد صلاة العصر الى غروب الشمس لكن الجمع بين الادلة واجب في هذه المسألة وقد شرحناها في باب صلاة الجمعة ولله الحمد والمنة فيستحب للانسان ان يدعو على المنبر ان يدعو على المنبر. ومن فوائد هذا الحديث ان فيه دليلا على جواز مخاطبة الامام على المنبر وهو يخطب يوم الجمعة اذا كان ثمة حاجة اذا كان ثمة حاجة فاذا عرظ لبعظ المأمومين في وقت الخطبة حاجة فلا بأس ان يكلم بها الامام حتى ولو لم يستأذن. يكلم الامام مباشرة فان قلت اوليس هذا الكلام من المأموم داخلا؟ في قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا قلت لصاحبك انصت يوم الجمعة فقد لغوت وفي قوله صلى الله عليه وسلم من تكلم يوم الجمعة والامام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل اسفارا؟ الجواب لا لان ذاك الكلام عام هذه الاحاديث عامة ويستثنى منها من خاطبه الامام او من خاطب الامام فكلام الامام اذا توجه الى احد من المأمومين يسأله عن شيء فللمأموم ان يتكلم في هذه الحالة جوابا لخطاب امامه واذا تكلم احد المأمومين للامام فللامام ان يخاطبه ويتكلم معه وثبت ان اعرابيا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب على المنبر فنادى باعلى صوته رجل لا يعلم من دينه شيئا فامر النبي صلى الله عليه وسلم بالكرسي فوضع له ونزل على المنبر فعلمه شرائع الدين ثم عاد ثم عاد الى خطبته ومرة كان يخطب صلى الله عليه وسلم ورأى الحسن والحسين يتعثران في ثيابهما فنزل النبي صلى الله عليه وسلم وضمهما اليه. ثم رجعا الى المنبر وقال انما اموالكم واولادكم فتنة او كما قال صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. فاذا لا بأس بذلك ان شاء الله واما الكلام المنهي عنه فهو الكلام فيما بين المأمومين انتم معي في هذا؟ هو الكلام فيما بين المأموم ميم فيما بينهم. فهذا لا يجوز للانسان ان لا يجوز للانسان ان يفعله المسألة لو ان احدا تكلم مع الامام فهل يحل لاحد المأمومين ان يقول له اسكت كلم الامام بعد الخطبة يا اخي لا وش قلنا فهل يجوز لاحد المأمومين ان يسكت او يصمت من تكلم مع الامام؟ الجواب لا يجوز له ذلك لا يجوز له ذلك. ما دام مخاطبته للامام في حيز الادب وفي حيز المعقول وفي حيز الجائز. انما الامام وحده هو الذي له الحق ان يقول له اصمت. واما احاد في المسجد فلا يحل لاحدهم ان يقول له انصت. لقول النبي صلى الله عليه وسلم من قال لاخيه يوم الجمعة انصت والامام يخطب اذا قلت لصاحبك انصت يوم الجمعة والامام يخطب فقد لغوت. وفي الحديث الاخر من تكلم يوم الجمعة والامام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل اسفارا. والذي يقول له انصت ها ليست له جمعة رواه احمد باسناد لا بأس لا بأس به ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان فيه دليلا على مشروعية الالحاح في الدعاء ان فيه دليلا على انه ينبغي للانسان ان يلح في الدعاء لا سيما فيما اشتد فقره وحاجته وضرورته كيف ينبغي له ان يظهر كمال الافتقار وعظيم الابتهال لله عز وجل حتى يحقق له مطلوبه حتى يحقق له مطلوبه واني لاعجب من بعض الناس بالامور العظيمة المهمة سواء كانت الامور الدينية او الامور الدنيوية لا يلهج لله عز وجل بكثرة بكثرة الدعاء ولا يلح على ربه بالدعاء ثم يرجو من الله عز وجل بعد ذلك ان يستجيب له ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان فيه دليلا على جواز التوسل بدعاء الرجل الحي الحاضر القادر وقد بينت لكم في دروس العقيدة ان الاصل في التوسل المنع الا بتلك الوسائل التي نص الدليل على جوازها ومن جملة ما نص الدليل على جوازه انه يجوز لك اذا احتجت الى شيء من الله عز وجل بعد ان دعوت ودعوت ودعوت الله لا بأس ان تنظر الى احد الصالحين ممن ترجى اجابته وتقول ادعوا لي ربك عز وجل في هذا في كيت وكيت لا بأس انت تدعو وهذا يدعو. فلربما تكون انت في كمانع من موانع الاستجابة او من الموانع التي تعجل الاستجابة. فتتأخر استجابة الله لك. ولكن هذا الرجل ليس بينه وبين دعاء ليس بين دعائه وبين الله حجاب من الموانع فيستجيب الله عز وجل له في دعائه لك فهذا لا بأس به ولكن العلماء اشترطوا شروطا الشرط الاول ان يكون حيا وبناء على اشتراط الحياة فلا يجوز دعاء الاموات وطلب الدعاء منهم. فمن جاء الى قبر من القبور وطلب منه الدعاء فانه يكون بذلك مشركا الشرك الاكبر خالع الرقة الاسلام من عنقه بالكلية. لانه دعا غير الله في امر لا يقدر عليه الا الله عز وجل قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يأسوا من الاخرة كما يأس الكفار من اصحاب القبور يدعونهم ولا يستجيبون لهم والادلة في ذلك مذكورة في غير هذا الموضع اذا دعاء الاموات شرك وطلب الدعاء منهم شرك لكن ما حكم الدعاء للنفس عند قبر الرجل الصالح طلبا للبركة هو لم يدعو الرجل الصالح. ولم يطلب من الرجل الصالح الميت ان يدعو وانما هو بنفسه دعا الله لنفسه ولكنه اختار هذه البقعة رجاء ماذا رجاء البركة الجواب هي محرمة باتفاق اهل السنة وشرك اصغر لانها وسيلة الى ايش الى الشرك الاكبر والمتقرر في القواعد ان كل وسيلة للشرك الاكبر فانها تكون شركا اصغر فقطعا لمادة الشرك ووسائله وذرائعه التي تفضي له وتوقع فيه حجب منع الشارع هذا هذا الامر الشرط الثاني قولهم الحاضر وبناء على اشتراط الحضور يخرج الحي الغائب عنك وليس بينك وبينه وسيلة اتصال معلومة كالذي يكون في مصر في نادي باعلى صوته يا حسين هذا ميت ميت لكن لو يقول يا فلان الحي وهو في العراق هذا فلان حي وهو يستغيث به وينفيه اين هو؟ وهو في مصر فهو دعا حيا طلب من الحي ان يدعو له ولكنه غائب عنه. وهذا ان فعله الانسان فانه يكون الشرك الاكبر فالذين يطلبون المدد من الاحياء الغائبين عنهم. وليس ثمة وسيلة اتصال فيما بينهم وبينهم معلومة. هؤلاء واقعون في الشرك الاكبر لانه لم يفعل ذلك الا لاعتقاده ان لهذا المدعو تصرف خفي في الكون. عفوا ان لهذا المدعو تصرفا خفيا في الكون. وهذا هو حقيقة الشرك الاكبر الشرط الثالث ان يكون صالحا وهذا لا نظن احدا سيخالف فيه. لانك تطلب الدعاء من ممن مظهره الصلاح. فلا نظن ان انسانا يأتي الى سكير نكير تارك للصلوات ويقول ادعوا الله لي فاذا اشتراط الصلاح لا يحتاج الى التنبيه عليه كثيرا ولكننا نبهنا ولكن اهل السنة نبهوا عليه رحمهم الله خوفا ممن يظهر الصلاح من الاولياء وهو في باطنه خبيث منافق قذر كالذين يدعون الناس الى عبادتهم من دون الله كالحلاج وغيره ممن يظهرون التنسك والتعبد لله عز وجل والصلاة وهم في باطنهم يدعون الناس الى عبادتهم من دون الله عز وجل والتمسح بهم والتبرك باثارهم فهؤلاء فسقة هؤلاء مردة هؤلاء طواغيت هؤلاء شياطين فهؤلاء لا يجوز طلب الدعاء منهم ولا حضور مجالسهم مطلقا. فهم وان اظهروا الصلاح لكنهم من افسق الناس. وابعدهم عن الله عز وجل الشرط الرابع القادر القدرة وهذه ايضا واظحة وظاهرة فلا يجوز لك ان تطلب الدعاء من رجل عاجز عن عن الدعاء لك. ويمثلون بعدم القدرة على الميت الميت غير قادر على ان يدعو ان يدعو لك. ويمثلون عليها كذلك بالغائب عنك. فهو غير قادر على الدعاء لك لعدم علمه بحاجتك. فان قلت وما الحكم فيما لو هاتفت رجلا في امريكا وطلبت منه ان يدعو لي الان هو غائب الان اليس كذلك؟ هو غائب عنك فكيف تطلب الدعاء منه وهو غائب عنك الجواب احسنت الجواب هو ان العلماء قسموا الحضور الى قسمين الى حضور حقيقي والى حضور حكمي. الحضور الحقيقي هو ان تبصره امامك في المجلس الذي انت فيه كما ابصركم الان امامي. فحضوركم امامي الان حضور حقيقي واما الحضور الثاني فهو الوصول الى من غاب عنك بطريقة معلومة. كالمراسة والمهاتفة او ببعض وسائل التواصل المعروفة فيما بين الناس في هذا الزمان. فهو وان كان غائبا عنك حقيقة الا انه في حكم الحاضر بمعنى ان علمه بطلبك لم يحصل له كيفما اتفق وانما حصل له بوسيلة معلومة من مهاتفة او مراسلة او مكاتبة او وصية حتى لو كنت ستذهب يا شيخ الى امريكا فقلت لك اذا رأيت العالم الفلاني في امريكا فاوصه لي بالدعاء اذا هذا ايضا في حكم الحاضر عندي في حكم الحاضر فاذا لا حرج في ذلك ان شاء الله لانه في حكم الحاضر عندنا ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان فيه دليلا على كمال عفوا ان فيه دليلا على وجود الله عز وجل فان من اعظم ما يستدل به على وجود الله بعد النقل والعقل الحس وقد اه ذكر العلماء ان الحس يدل على وجود الله من جهتين من جهة براهين الانبياء ومعجزاتهم التي اجراها الله على ايديهم ومن جهة استجابة الدعاء لمن دعا فهذان البرهانان دليلان على ان الله موجود عز وجل وانه حي انتبهوا ايها الاخوة كيف تدل براهين الانبياء على ان الله موجود الجواب لان تلك البراهين والمعجزات والايات والبينات التي يجريها الله على يد هؤلاء الانبياء الكرماء ليست داخلة في مقدورهم ولا في حدود طاقتهم وانما هناك قوة رهيبة عظيمة هي التي تجري على ايديهم ايش ها هذه الاشياء كون ناقة تخرج من جبل وكون يضرب على القبر فيخرج الميت وكون يمسح على موضع البرص بدون اي عقاقير ولا حبوب فيبرأ وكون رجل امي لا يعرف الكتابة ولا القراءة يأتي بقرآن عجز عن مجاراته افصح الفصحاء وابلغوا البلغاء هذه براهين ومعجزات وكون الجبل ينتق من مكانه ويكون فوق رؤوس الناس كالسحابة فارسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم. واذ نتقن الجبل فوقهم هذه ناقة الله لكم اية قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله. وايات كثيرة. من الذي اجرى هذه البراهين العظيمة على ايدي هؤلاء الانبياء الذين لا تتجاوز قدراتهم قدرات البشر. انما هو الله عز وجل اذا تلك المعجزات وتلك البراهين التي اخبر الله بها في كتابه او اخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم في صحيح سنته دليل ظاهر على ان الله موجود وهذا الخطاب تخاطب به الملاحدة الذين لا يؤمنون بماذا بايش بالقرآن ولا بالسنة. وهم ملاحدة لا يؤمنون بوجود الله فخاطبهم بالاموال المحسوسة عندهم البرهان الثاني استجابة الدعاء انت مفتقر ومحتاج الى امر من الامور عجزت عن تحصيله قوتك. وسدت ابواب تحصيله في وجهك. ثم في دعوة بصوت منخفض في السجود يأتيك تأتيك حاجتك كفلق الصبح من الذي سمع دعاءك ومن الذي سمع تضرعك ومن الذي سمع تلك هذا الالحاح ومن الذي رآك وتقلبك وانت ساجد؟ تدعو وتنطرح بين يدي الله. الله لم يسمعك ملك من ملوك الدنيا ليحقق لك مطلوبك ليحقق لك مطلوبك ولم يسمعك تاجر من التجار وانما الله الله هو الذي سمعك فاستجاب لك ومن جميل ما يذكر هنا قصة ذكرها الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى وقد كان قاضيا من قضاة الشام وكان يسمر في الليل في مدارسة العلم والقضايا ومع زملاء له قضاة وكتاب عدل يقول فاحسست في ليلة من الليالي بضيق من هذا المجلس يقول ضاق صدري من هذا المجلس واحسست انني اريد ان اشم الهواء يقول فاعتذرت منهم قليلا لاتمشى وارجع يقول فخرجت فمررت على حديقة فاذا امرأة تبكي وترفع يديها وتبتهل الى الله فاقتربت منها وقلت ما لك يا امة الله فقالت ان زوجي ظربني وطردني من البيت واخذ اولادي فقلت لها او لا ترفعين امرك الى القاضي فقالت ومن يصل الى القاضي؟ قاضي يعني من اللي يصل للقاضي فقال فبكى يقول بكيت فقلت انت لم تصلي للقاضي الله هو الذي اخرج القاضي ليصل اليك في مكانك من الذي سمع تضرعها من الذي سمع استغاثتها؟ الله من الذي اخرج الشيخ؟ الله اوصله الى مكانه شدة الاستغاثة والافتقار والانطراح بين يدي الله تحقق لك الاعاجيب وانت لا تشعر. اياك ان تزدري الدعاء مهما عظمت الحاجة التي تريدها. فانها لا تخرج عن كونها ها داخلة تحتكن وانت اذا دعوت لا تقس الامور بقدرتك احذر فتيأس اعظم من يدخل في اليأس هو من يقيس مطلوبه بماذا؟ بقدرة البشر لكن اذا تأملت عظيم قدرة الله عز وجل فحين اذ اتحداك ان يدخل في قلبك اليأس قد يحتاج الانسان الى مبلغ ما لي يسدد دينه ثم يدعو ويقول اللي بيعطيني قل لله عني اذا اذا قست حاجتك بماذا بقدرات البشر لكن لو قستها بقدرة الله عز وجل لعلمت ان ربك لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الارض انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض. انتم معي اخوان ولا لا فالله عز وجل قادر على ان يلغي الاسباب وقدرته عز وجل لا تفتقر اصلا الى ايش؟ الى اسباب وانما الله عز وجل يحتاج منك الانطراح مع كمال الايمان بعظيم قدرته فان الانسان بالدعاء يظهر ايمانه بعدة امور اولا بدعائه يظهر يظهر ايمانه بان الله موجود. لانه كان لو كان في قرارة نفسه يعتقد ان ربه ميتا لما لمدى وكذلك بدعائه يظهر ايمانه بان ربه قادر حي موجود موجود وحي وقادر. اذ لو كان في قرارة نفسه ان ربه عاجز عن تحقيق مطلوبه لما دعا وبدعائه يظهر ايمانه بان ربه سميع بصير اذ لو كان في قرارة نفسه ان ربه غير سميع ولا بصير لما دعا. بل من شدة ايماننا بان الله سميع نحن على الارض وشفاهنا تكاد تمس التراب والفرش وندعوه باخفت صوت وهو اين هو فوق عرشه فوق سابع سماء اليس هذا ايمانا ظاهر منا بانه سميع بلى فاذا الدعاء وانت تدعو؟ استشعر انك مؤمن بهذه الامور. فالدعاء عبادة عظيمة يظهر ايمانك بان الله موجود ويظهر ايمانك بان الله حي. ويظهر ايمانك بان الله قادر. ويظهر يرحمك الله. ويظهر ايمانك بان الله وبصير بل انني اقول ما رأيت سلاحا اعظم من الدعاء في الانتصار على الاعداء فان قلت لي وكيف هذا اقول ان الاسلحة الطبيعية المادية فيها اصوات مزعجة بنادق واصواتها مزعجة مدافع واصواتها مزعجة. طائرات واصواتها مزعجة جدا. اليس كذلك لكن الدعاء بصوت خافت ينصرك الله على عدوك بصوت خافض لا مدافع تزعج ولا دبابات تنطلق ولا صواريخ تتفجر ما يحتاج ان تنتصر الى ادائك باصوات مزعجة وانما بكلمات خفيفة في سجودك ها تظهر فيها كمال اللجأ كمال الايمان بقدرة الله عز وجل على تحقيق مطلوبك الا والله عز وجل يستجيب لك اعظم سلاح ننتصر به على الاعداء هو الدعاء ولذلك في بعض الغزوات ها يتفقدون تفقد الامير الجيش فقال اين محمد بن واسع وهو سلفي مستجاب الدعوة وكان من افقر الناس ولا يأبه به ولا ينظر له بعين الاعتبار وكان في اواخر صفوف الجوف قد قد مسك سيفه في الساقة يمشي معهم لا هو بقائد ولا شي فانتدب القادة وانتدب الرؤساء والامراء ومن محمد بن واسع الذي كنا موجودين يعني قال اعطوني محمد ابن واسع وين محمد ابن واسع ان سبابة محمد ابن واسع اعظم عندي من الف فارس مدجج بالسلاح دبابته يرفعها جاء النصر لا اسلحة ولا شي هذا هو الرب هذا هو الرب العظيم الذي الذي نفخر بالسجود والانطراح بين يديه نفخر بالسجود والانطراح بين يديه اللي جاب هذا اي نعم نقول ان فيه دليلا على وجود الله عز وجل ومن فوائد هذا الحديث ان فيه دليلا على كمال قدرته عز وجل. فالله هو القادر القدرة الكاملة المتناهية. فلا يعجزه شيء في الارض في السماوات ولا في الارض عز وجل ووجه ذلك ان الله بمجرد دعائه صلى الله عليه وسلم اخرج سحابة من وراء سلع فامطرت وانتشرت وانتهت القضية الشكاية انتهت والله لو اجتمع من باقطاره على ان ينشئوا ذلك في تلك اللحظات اليسيرة لما استطاعوا حتى ما يسمونه بالاستمطار هم لا يستطيعون ان ينشئوا شيئا جديدا وانما يستفيدون مما في الكون مما خلقه الله عز وجل فالله امر هذه السحابة ان تتجه للمدينة مباشرة. في لحظات انشأها الله عز وجل ولم تتفرق وهي بعيدة بل اقبلت عليهم سوداء من شدة وعظم ما فيها من المطر. فلما توسطت السماء انتشرت من في مشارق المدينة ومغاربها ثم امطرت. يقول الراوي فلا والله ما رأينا الشمس كاملة اسبوع كامل وهم وهي تنزل عليهم الامطار. اوليس هذا دليلا على كمال قدرته عز وجل؟ بلى انه من اعظم الادلة على ذلك ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان فيه دليلا على جواز تعداد النقم التي تحل بالعبد اذا كان ذلك من باب الاخبار بها لا من باب الشكاية ان فيه دليلا على جواز تعداد النقم التي تحل بالعبد لا من باب ها الشكاية وانما من باب الاخبار بها. لو سألتكم وقلت من اين اتينا بهذه الفائدة الجواب من قول من قول ذلك الصحابي الكريم يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل وفي رواية وجاع العيال فادعوا الله يغيثنا فهل قالها من باب التذمر والتشكي والتسخط على قضاء الله؟ الجواب لا. وانما قالها من باب الاخبار بناء على ذلك فلو ان الانسان ذهب الى الطبيب وشكى حالته واخبره بحالته من باب ماذا؟ من باب الاخبار فقط لا من باب التشكي والتسخط فهذا لا بأس به ولا حرج. لا بأس به ولا حرج. ومن فوائد هذا الحديث ان فيه دليلا على جواز قطع الخطبة للمصلحة الراجحة فالنبي صلى الله عليه وسلم قطع الخطبة وادخل في ثنايا الخطبة موضوعا اجنب اجنبيا عنها ثم عاد الى خطبته فهذا فيه دليل على ان الخطيب اذا رأى قطع الخطبة لمصلحة الراجح والكلام في موضوع اخر فله ذلك لان ان الشريعة جاءت بتقرير المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها. فاذا اقتضت المصلحة الخالصة او المصلحة الراجحة ان يقطع الخطيب خطبته ويتكلم بكلام اجنبي فلا حرج عليه. ثم بعد ذلك يعود الى خطبته ومن فوائد هذا الحديث استحباب هذا الدعاء في الاستسقاء وقد بينت لكم في السابق جملا من الادعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء. فيستحب ان يخص هذا الدعاء يستحب ان يخص هذا الدعاء على المنبر في الاستسقاء. ان يكرر اللهم اغثنا ومن فوائد هذا الحديث ومن فوائد هذا الحديث ان فيه استحباب تكرار الدعاء ثلاثا فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا سلم على قوم سلم عليهم ثلاثا واذا دعا دعا ثلاثا. فكان يدعو ثلاث مرات صلى الله عليه وسلم. فان قلت وان زدنا على ذلك من باب الالحاح قل لا حرج في ذلك لا حرج في ذلك ان شاء الله تعالى. لان المقصود العامة من تكراره ثلاثا ليس مجرد العدد وانما اظهار ماذا؟ الافتقار والخضوع وشدة الحاجة الى الله عز وجل ومن فوائد هذا الحديث ايضا جواز الدعاء بامساك المطر ان خيف منه لان المقصود بالاستغاثة حصول المصلحة. فاذا نزل المطر واستمر نزوله وهطوله حتى خيف منه المفسدة فحينئذ ماذا نقول يستحب لنا ان ندعو الله عز وجل بامساك هذا المطر او بتفريق السحاب او بصرفه على الاكام والضراب الاودية ومنابت الشجر اي لا على البنيان. فهذا لا حرج فيه ومن فوائد هذا الحديث اذان الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن فوائد هذا الحديث ان فيه دليلا على جواز رفع الصوت في المسجد اذا كان هناك حاجة مع ان الاصل ان المساجد لا يجوز فيها رفع الصوت الذي يؤذي الناس. في صلاتهم والذي يؤذي الناس في تلاوتهم للقرآن وفي تعبداتهم وفي انقطاعهم لله عز وجل. فالمساجد ليست موضعا يجوز فيه رفع الاصوات وانما اذا كان هناك حاجة لرفع الصوت فلا حرج فيه ومن يعطيني من اين اخذنا هذه الفائدة اخذناها من ان هذا الصحابي الكريم رفع صوته بهذا الطلب واقره رسول الله صلى الله عليه وسلم قرروا عند العلماء ان اقرار النبي صلى الله عليه وسلم حجة على الجواز فان قلت وكيف نصنع بما في صحيح البخاري من حديث السائب ابن يزيد قال كنت نائما في المسجد اي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؟ فاذا رجل يحسبني فنظرت فاذا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فقال اذهب فاتني بهذين فجيء بهما فقال من اين انتما؟ او ممن انتما؟ قال من اهل الطائف يا امير المؤمنين. قال لو كنت ما من اهل المدينة لاوجعتكما ضربا. اترفعان اصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا من شأن المساجد الا يرفع فيها الصوت بل حتى بقراءة القرآن لا يجوز للانسان ان يرفع صوته ولا بالذكر. ولذلك قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم يوما من الايام مسجد فسمع اصواتهم مرتفعة فقال لا يؤذي بعضكم بعضا او لقال لا ترفعوا اصواتكم على بعض في القراءة او كما قال صلى الله عليه وسلم. وقال ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته. او كما قال صلى الله عليه وسلم. فالشاهد وان الانسان في المسجد مأمور بخفض الصوت لا يجوز رفع الصوت في المسجد الا للمصلحة. كمصلحة اسماع المأمومين القراءة في الصلاة الجهرية الامام يرفع صوته ولا لا؟ لكن للمصلحة الراجحة. وكمصلحة التعليم الان اليس كذلك؟ هذه مصلحة راجحة. ورفع الخطيب صوته في الخطبة ليسمع الناس او اذا كان هناك حاجة لخطيبك هذا الرجل الذي رفع صوته واقره رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن فوائد هذه ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان فيه دليلا على وجوب مراعاة الادب في الدعاء ان فيه دليلا على وجوب مراعاة الادب في الدعاء وان قلت ومن اين اخذت هذا؟ وماذا تقصد به فاقول اخذنا هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء في دعاء الاستصحاء لم يطلب من ربه ان يرفع المطر مطلقا وانما طلب ربه ان يبعد ما هو في حدود المفسدة فقط وان يبقي هذه الامطار وهذا الخير الذي لا غنى لنا عن بركتك فيه على الاكام وعلى الضراب وبطون الاودية ومنابت الشجر. فاذا هذا فيه دليل على ان على اننا معاشر الخلق لسنا مستغنيين ولن نستغني ابدا عن عن غيثك وعن رحمتك ولكننا نسألك سؤال المفتقرين ان ترفع عنا وجه الضرر فيه فقط وتبقي لنا ما فيه ما فيه مصلحة. ارأيتم الادب في الدعاء؟ هذا هو الادب في الدعاء مع الله عز وجل فلم يدعو برفع المطر مطلقا لاحتمال الاحتياج الى استمراره فيما بعد. فاحترز فيه بما يقضي رفع الظرر وابقاء النفع. كما قاله العلماء رحمهم الله. ومن فوائد هذا الحديث ان فيه هذا الحديث فيه دليل على ان من اعطاه الله عز وجل نعمة ورأى في هذه النعمة بعض ما يعرض ينكدها. فلا ينبغي له ان يسأل ربه ذهاب النعمة مطلقا وانما يسأل ربه بقاء اصلها وزوال العارض نعم هذا هو ولكنه من وجه اخر. فنقول ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع تلك المفاسد التي ذكرها ذلك الاعرابي يا رسول هلكت الاموال وانقطعت السبل ومات المال. فادعوا الله يرفعها عنا لم يدعو النبي صلى الله عليه وسلم برفعها مطلقا لماذا؟ لان اصل نزول المطر هذا نعمة عظيمة من الله. فمن اشد ما تحتاجه الاراضي ايش؟ الغيث المطر فسأل ربه ابقاء اصلها واذهاب ضررها. وبناء على ذلك فلو انك دعوت الله عز وجل بالولد ثم جاءك اولاد ورأيت منهم ما يسوؤك لا يجوز لك ان تقول اللهم اذهبهم لا تدعو برفع اصل النعمة ولكن قل اللهم اصلحهم يعني حتى يذهب وجه الضرر فيها ويبقى لك غنمها ويذهب غرمها هذي واظحة؟ طيب والذي ومن مسائل هذا الحديث هو فوائده ان فيه دليلا على ان الدعاء برفع الضرر لا ينافي التوكل وهذه قاعدة احفظوها طلب الدعاء طلب الدعاء دعاء الله عز وجل برفع شيء من الضرر الذي انزله الله عليك بقدره لا ينافي صبرك ولا ينافي توكلك ولا يدخلك في عداد المتسخطين على قضاء الله وقدره فان المتقرر عند العلماء ان القدر يرد بالقدر. فاي قدر نزل عليك من الامور المكروهة فدافعه بقدر الدعاء. ولا يرد القضاء الا ايش؟ لا يرد القضاء الا الدعاء وعندنا قاعدة جميلة احفظوها. قدر البلاء يدفع بقدر الدعاء قدر البلاء يدفع بقدر الدعاء. فالذي قدر عليك نزول هذا البلاء هو الذي امرك بان تدعو برفعه. ولذلك لما حل البلاء في بدر ابتهل النبي صلى الله عليه وسلم الى ربه برفع هذا الضرر ولما حل البلاء بسبب قحوط السماء حتى هلك حتى هلك المال وانقطعت السبل دعا النبي صلى الله عليه وسلم طبقوا برفع هذا ايش يا جماعة؟ برفع الضرر. ولما ولما طرد من مكة وطرد من الطائف دعا الله عز وجل برفع الضرر عنه. فالعبد مأمور برفع الضرر. فطلبك من الله ان يرفع الضرر عنك. لا تظنن انه ينافي توكلك او صبرك او يدخلك في عداد المتسخطين على قضاء الله وقدره. فهذا شيء وهذا شيء. ومن فوائد هذا الحديث جواز ان فيه دليلا على جواز قيام امر الواحد او على قيام الواحد بامر الجماعة ان فيه دليلا على جواز قيام الواحد بامر الجماعة. فان قلت ومن اين اخذنا هذا؟ فاقول اولم يتضرر المطر الا هذا الاعرابي فقط! اولم يهلك الا ماله! اولم تنقطع الا سبله! اولم يجع الا عياله! الجواب لا انما جماعات كثيرة حصل لها هذا الامر فقام هذا الاعرابي بامر الجماعة يعني سأل النبي صلى الله عليه وسلم في امر تحتاجه امم وجماعات كثيرة فلا حرج في ذلك هذا الذي ينبغي علينا حتى في مسألتنا التي نكررها وهي في مسألة الانكار على الحاكم. لماذا تذهب الجموع الكثيرة والسيارات الغفيرة هذا هذه مظاهرة هذا ليس انكارا. ان كنت تريد الانكار على حاكم من امير او وزير تنتدب من المجموعة اثنين او بعض الاشخاص خاص العقلاء الذين يعرفون كيفية المخاطبة مع هؤلاء مع عليه القوم. حتى يكون ذلك ادعى للقبول. اما ان تجمع في الانكار من هب ودب ومن يلقاهم في ونقونه في الطريق ويجتمعون عند الابواب بسياراتهم يكبرون. هذا لن ينزل لك احد ولن ولن احلى كبات ان جئت تظاهر جئت تنكر بطريقة خاطئة انتم معي في هذا ولا لا؟ ولذلك حتى حتى ميقات الله عز وجل قال فتم ميقات ربه اربعين ليلة من الذي انتدب عن بني اسرائيل لميقات الله موسى عليه الصلاة والسلام وقال الله عز وجل وبعثنا منهم ايش؟ اثني عشر نقيبا مهوب لازم الجماعة تأتي كلها. ولا هو بلازم الحشود والجموع تجتمع عند ابواب الملوك والامرا. لن يفتح لك باب وسوف تؤخذ عليك سوف يؤخذ على يديك لانك جئت الان محاربا لا منكرا جئت مخوفا تبث الذعر وتريد ان ترهب من امامك. ومن امامك عنده القوة التي اعظم منك لذلك لا بد من الادب ولابد من معرفة مواضع الخطأ والزلل حتى نتجنبها. فهنا واحد قام بامر الجماعة فصار طلبه فرجا على الجماعة كلها ولله الحمد. ومن فوائد هذا الحديث ايضا فيه تقديم عفوا من فوائدها ايضا جاءت الان لو سألنا سائل وقال بما ان الجميع يحتاج للمطر. فلماذا لم يسأل الصحابة الذين امام النبي صلى الله عليه وسلم واشد ملازمة له وصحبة له لماذا لم يسألوه ان يدعو لهم وان يطلب لهم الغيث قد يسأل سائل يقول لماذا ينتظرون حتى يأتي هذا الاعرابي فيسأل لقد اختلفت اجوبة العلماء عن ذلك والاقرب ان الصحابة رضي الله تعالى عنهم يمتثلون سلوك الادب مع النبي صلى الله عليه وسلم فلا يبدأونه بسؤال وقد كانوا يعجبون ويفرحون بالرجل الاعرابي الذي ماذا؟ الذي يسأل فاذا جاء الرجل من البادية الاعرابي يسأل عن شيء فرحوا بمجيئه انتم معي؟ فكانوا فلسلوكهم طريق الادب مع النبي صلى كمال الادب اقصد. فلسلوكهم كمال الادب بالتسليم وترك الابتداء بالسؤال لم كونوا يطلبونه ان يدعو لهم بان يغيثهم. الله عز وجل ومنها ايضا ان فيه دليلا على تقديم المصالح العامة على المصالح الخاصة ان فيه دليلا على تقديم المصالح العامة على المصالح الخاصة وذلك يظهر من عدة وجوه في الحديث اذكر لكم منها وجهين الوجه الاول اوليس استمرار النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته مصلحة لمن امامه لكن قطع الخطبة لكنه قطع هذه المصلحة الخاصة بمن في المسجد لمراعاة ايش يا جماعة؟ المصلحة العامة وهي اغاثة الناس بالدعاء لهم فهذا لا بأس به هذا دليل على ان المصالح العامة مقدمة على المصالح الخاصة والوجه الثاني اوليس في استمرار المطر المطر مصالح وبقاء السحاب فوق الرؤوس يسد الشمس. اوليس في هذا مصالح خاصة لبعض الناس لكن تركها النبي صلى الله عليه وسلم ودعا ربه بامساك المطر وتفريق السحاف مراعاة لماذا؟ للمصالح العامة مراعاة للمصالح العامة. وهذا واضح ان شاء الله تعالى. ولا ليس بواضح واضح ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان فيه دليلا على جواز الدعاء بدون استقبال القبلة فلا بأس للانسان ان يدعو غير مستقبل للقبلة مع ان الافظل اذا امكن الاستقبال يستقبل فانها من جملة ها ما يتحرى عنده استجابة الدعاء. لكن ان دعا بغير استقبال فلا يكون بذلك قد خالف سنة او فعل امرا مكروها او ممنوع وعن شرع ومن فوائد هذا الحديث جواز اليمين لتأكيد الكلام ولو لم يستحلف الانسان جواز جواز الحلف بلا استحلاف ولذلك قال انس في نفس الحديث قال ووالله ما في السماء من سحاب ولا قزعة. طب هل احد طلب من انس ان يحلف؟ الجواب لا فهذا دليل على جواز الحلف بلا استحلاف ان كان المقام يقتضي التأكيد ومن فوائد هذا الحديث ان فيه دليلا على على ان الكلام الاجنبي في ثنايا الخطبة لا يقطع اتصالها ان كان لمصلحة ان الكلام الاجنبي في ثنايا الخطبة لا يعتبر قاطعا لاتصالها اذا كان مبدأ الكلام المصالح ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان سألنا سائل وقال هل من السنة ان يرفع المأمومون ايديهم في دعاء الاستسقاء كما يرفع امامهم الجواب؟ عرفتوا السؤال؟ الجواب فيه خلاف بين اهل العلم رحمهم الله تعالى والقول الصحيح نعم يرفعون ايديهم فان قلت ولماذا؟ فاقول للدليل الاثري والنظري. اما الدليل الاثري ففي رواية قال ورفع الناس ايديهم في رواية قال ورفع الناس ايديهم وهذه فيما اظن رواية يحيى ابن سعيد في رواية يحيى بن سعيد لهذا الحديث قال ورفع الناس ايديهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون واخر فائدة في هذا الحديث المبارك جواز تبسم الخطيب على المنبر تعجبا من احوال الناس لا بأس اذا كان الموضع موضع تبسم ها وتبسم الخطيب فان تبسمه لا يعتبر من لا يعتبر من الامور الممنوعة. ولذلك لما جاء الصحابي في المرة الثانية وقال ما قال قال تبسم النبي صلى الله عليه عليه وسلم اي تعجبا من احوال الناس. ففي الجمعة السابقة كان يرجو نزولها وفي الجمعة اللاحقة يطلب رفعها. فاحوال الناس اوجبت للنبي فاختلاف الاحوال اوجبت للنبي صلى الله عليه وسلم ان يتبسم وهو على وهذا لا بأس لا بأس به وبهذا ننتهي من فوائد هذا الحديث. كما اخذنا من فائدة تذكرون طيب هذه فوائد ان شاء الله ولعلنا ولعل بعظكم يستنبط من الحديث اكثر مع النظر وتقليب كلام العلماء والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد تابع بقية هذه المادة من خلال المادة التالية