لان يعبد وحده عز وجل الذي لا يغيب عن العالم قال الله عز وجل بالاياء في في سورة الاعراف عن ابراهيم فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي لان قومه الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم شرح عمدة الاحكام. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ثم اما بعد نبدأ اليوم ان شاء الله عز وجل في باب صلاة الكسوف وسوف نأخذ فيها جملا من الاحاديث عن عائشة رضي الله تعالى عنها ان الشمس خسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث مناديا ينادي الصلاة جامعة فاجتمعوا وتقدم فكبر وصلى اربع ركعات في ركعتين واربع واربع سجدات الحديث الثاني حديث ابي مسعود عقبة بن عمرو الانصاري رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله يخوف الله بهما عباده وانهما لا ينخسفان لموت احد ولا لحياته فاذا رأيتم منها شيئا فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم الكلام على هذه على هذا الباب وهذه الاحاديث في جمل من المسائل المسألة الاولى اعلم ارشدنا الله واياك ان لفظة الكسوف والخسوف من الالفاظ التي اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت فاذا فاذا ذكر الكسوف وحده دخل معه الخسوف تبع واذا ذكر الخسوف وحده دخل معه الكسوف تبعا واما اذا ذكر الخسوف والخسوف فقد اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في هذين الاطلاقين واصح الاقوال في هذه المسألة هو ان الكسوف يطلق على الحجاب نور الشمس والخسوف يطلق على الحجاب نور القمر فاذا اجتمع لفظ الكسوف والخسوف صار معناه افترق معناهما واذا افترقا اتحد معناهما فاذا قيل لك الخسوف والكسوف فيكون الخسوف هو انخساف نور القمر والكسوف ذهاب نور الشمس سواء ذهابه كليا او او جزئيا هذا هو فيصل الكلام او فيصل الخلاف في هذه المسألة المسألة الثانية قوله رحمه الله صلاة الكسوف هذا من باب اضافة الشيء الى سببه يعني صلاة سببها سببها الكسوف وعرف العلماء الكسوف بانه ان حجاب نور احد النيرين. ان حجابا كليا او او جزئيا فصلاة الكسوف تشرع عند الانحجاب الكلي وهو الانحجاب المطلق او مطلق الانحجاب اي الانحجاب اي الانحجاب الجزئي المسألة الثالثة اعلم رحمنا الله واياك ان صلاة الكسوف مشروعة بالكتاب والسنة والاجماع اما من القرآن فقد استنبطها بعض السلف رحمهم الله تعالى من قوله عز وجل ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون فاستنبط بعض السلف رحمهم الله تعالى ان هذه الاية تدل بمضمونها على مشروعية السجود لله عز وجل عند عند ظهور شيء من هذه الايات من ايات الشمس والقمر. واما من السنة فقد كثرت الاحاديث في مشروعيتها وهذان وهذا الباب بما من احاديث يدل على هذه المشروعية واما من الاجماع فقد حكى جمع من اهل العلم اجماع العلماء على مشروعية على مشروعية صلاة الكسوف المسألة الرابعة بعد ان اجمع العلماء على مشروعيتها اختلفوا في وجه هذه المشروعية اهي مشروعية ايجاب ام مشروعية استحباب على اقوال لاهل العلم واكثر الامة بل جماهير العلماء على انها تشريع استحباب فقالوا ان صلاة الكسوف عند وجود سببها مستحبة. ولكنها لا تجب وقد حكى بعض اهل العلم الاجماع على انهما سنة ان انها سنة ولكن في الحقيقة هذا الاجماع فيه نظر لو ثبوت لثبوت الخلاف لثبوت الخلاف والقول الثاني قالوا بانها واجبة وهذا القول عندي والله اعلى واعلم هو الاقرب فالاقرب ان شاء الله تعالى ان صلاة الكسوف عند وجود سببها من الواجبات على كل مكلف لا يجوز لاحد ان يتخلف عن صلاتها فالرجال يصلونها جماعة في المسجد وان شاركهم النساء فلا حرج او يقمنها النساء اذا كن يعلمن صفتها في بيوتهن فلا يجوز لاحد ان يتخلف عن هذه الصلاة. والدليل على ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بها في عدة احاديث منها مثلا يعني قال عليه الصلاة والسلام في حديث ابي مسعود المذكور قبل قليل قال فاذا رأيتم من ذلك شيئا فصلوا فصلوا وهذا امر والامر يقتضي والامر يقتضي الوجوب ولا نعلم لهذا الوجوب صارفا. ولا نعلم لهذا الوجوب صارفا فالقول الاقرب في هذه المسألة ان شاء الله هو ان صلاة الكسوف من الواجبات. اذا تحقق سببها المسألة التي بعدها وهي المسألة الخامسة لعلكم ترقمون معي المسألة الخامسة اعلم رحمك الله تعالى ان المتقرر عند اهل السنة والجماعة انه لا يجوز ربط الحوادث الارظية بشيء حصل في السماء ولا شيء حصل في السماء بامر حدث في الارض قال الناظم عفا الله عنه لا تربط الحوادث الارضية بحادثات في السماء العلوية فاذا حدث امر في السماء فلا ينسب الى امر حدث في الارظ الا بدليل. واذا حدث امر في الارظ فلا ينسب الى امر حدث في السماء الا بدليل لان هذا الربط والسببية امر غيبي وامور الغيب مبناها على التوقيف فلا يجوز للانسان ان يتخرص وان يتفوه ويهذر بما لا يدري ويخرف بما لا يعرف فينسب حوادث لاسباب معينة علوية او سفلية بلا برهان ولا دليل ولذلك في الصحيحين من حديث خالد زيد بن خالد الجهني ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم على صلاة الصبح في الحديبية على اثر سماء كانت من الليل. فلما سلم التفت الينا بوجهه وقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله اعلم قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب واما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب فاذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن نسبة المطر الى الى امر حدث في السماء وهو خروج النوء الفلاني او غياب النجم الفلاني. فهذا امر حصل بتقدير الله عز وجل ورحمته واحسانه على عباده فلا يجوز للانسان ان يربط المطر بالانواء كما قال الله عز وجل فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن كريم في كتاب نون لا يمسه الا المطهرون الى ان قال وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. يعني كلما رزقكم الله عز وجل رزقا من السماء او من الارض نسبتموه الى نوء كذا وكذا او الى او الى منزل كذا وكذا او الى نجم كذا وكذا. وهذا نسبة وصفها الله عز وجل بانها كذب ومن ذلك كذلك اسأل الكسوف والخسوف فانهما حادثان حدثا يحدثان في السماء لان الشمس والقمر في السماء الدنيا فاذا حصل كسوف او خسوف فاياك ايها المسلم ان تنسبه لامر حصل في الارض وقد كانت من عادة الجاهلية ينسبون الكسوف والخسوف الى امور عظيمة حدثت في الارض فاذا حصل كسوف للشمس او خسوف للقمر فانهم يقولون ولد الليلة رجل عظيم او في الليلة رجل عظيم. ومن كمال ابتلاء الله عز وجل لعباده المؤمنين. ان اليوم الذي انكسفت فيه الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان يوم مات ابنه ابراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم. فلما انكسفت الشمس في يوم موته يتحدث الناس على ما كانوا يعهدونه من امر الجاهلية ان ان الشمس انما انكسفت لموت ابراهيم ابن النبي عليه الصلاة والسلام فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك خطب وقال ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله يخوف الله بهما عباده وانهما لا ينكسفان او قالا لا ينخسفان لموت احد ولا لحياته وهذا يدلنا على صحة هذه القاعدة العظيمة المقررة عند اهل السنة والجماعة وهي ان حادثات السماء لا تنسب الى حادثات الارض الا بدليل وحادثات الارض لا تنسب الى حادثات السماء الى الى امر حدث في السماء الا بدليل وان شئت ان تحفظها احفظ هذا البيت الذي يقول فيه صاحبه لا تربط الحوادث الارضية بحادثات في السما العلوية. ولعلي استطعت ان اوصل لكم هذا المعنى وهي مسألة عقدية المسألة السابعة او السادسة المسألة السادسة اعلم ارشدنا الله واياك ان العلماء ذكروا ان للكسوف والخسوف سببين سبب او سبب كوني قدري وسبب شرعي ديني هذه اسباب الخسوف والكسوف الاسباب الكونية القدرية قد جعل الله عز وجل من المكتشفات عند اهل الفلك والهيئة العارفين بهذه الصنعة ما يكتشفون به مواقيتهما فهؤلاء يعرفون اسباب الكسوف او الخسوف الكونية القدرية فقط ويقولون في بيان اسبابهما انه اذا انخسفت الشمس فانه اذا انخسفت الشمس فذلك لتوسط القمر بينها وبين الارظ واذا انخسف نور القمر فذلك لتوسط الارض بينه وبين وبين الشمس هكذا قالوا وهذا الامر قد جعل الله عز وجل من باب رحمته لعباده ما يكتشفون ما يكتشفونه فيكتشفه المؤمن والكافر والبر والفاجر فليس اكتشاف السبب الكوني القدري وقفا على اهل الاسلام ولكن لا يجوز للمسلمين ان يقفوا عند الاسباب الكونية القدرية لان لهم ربا يتصرف في هذين النيرين تصرف حكمة لا تصرف عبث وسدى عز وجل فاذا انخسفت الشمس فاذا انخسف القمر او انكسبت الشمس فان لله عز وجل حكمة شرعية امرية دينية لا بد ان تقف عندها قلوب المؤمنين من عباده وهي انه يجري هذه الايات الكونية لتخويف عباده حتى يحدثوا توبة فاذا تفسير الكسوف والخسوف شرعا هو تخويف العباد فيجب علينا الا تقف قلوبنا عند النظر في الاسباب الكونية القدرية. وانما نتعداها الى النظر والتأمل والتدبر في الاسباب الشرعية الدينية فيجب علينا ان نحدث عند الله عند عند رؤية هذه الايات ما يعني يجعل المقصود الشرعية متحققا. من من خوف القلوب ومن الفزع ومن الصلاة ومن الصدقة ومن غيرها مما ويأتينا طرقه وبيانه ان شاء الله عز وجل ولذلك ايها الاخوان لا بد ان تعلموا ان الله لا يجري هذه الايات من باب التسلية وانما يجريها من باب التخويف والزجر جر فان من الناس الان من يجعلون من يجعل قدوم الكسوف والخسوف سببا للتسلية فيستعد له العالم بالمناظير الالات الرصد يجتمع الناس في البلاد التي سيحصل فيها الكسوف وتجد حجوزات الطائرات قد امتلأت حتى يأتوا الى هذه البلاد ليرقبوه في هذه المناظير والمكتسبات الحديثة ظنا منهم ان هذا هو المقصود او ان الامر مجرد تسلية. وهذا كله خروج عن المقصود الشرعي وبعد عن عن عن عن معرفة الحكمة الربانية في اجراء هذه الايات فالواجب علينا معاشر المسلمين الا تقف قلوبنا عند الاسباب الكونية بل نتعداها الى الاسباب القدرية الى الاسباب الشرعية الدينية ولذلك انا اتمنى من وسائل الاعلام الا تعلن ذلك مطلقا لان الامر اذا جاء فجأة تحقق منه المقصود الشرعي. واما اذا جاء بعد علم مسبق فلربما لا تنزجر قلوب كثير من الخلق لا سيما مع ضعف وازع الدين وبعد الناس عن عن منهج رب العالمين عز وجل فكلما كان الامر ياتي فجأة كلما كان اوقع في النفس وافزع للروح واسجر للانسان عن مواقعة الذنوب والمعاصي. ولذلك لما انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ظن ان خرج النبي صلى الله عليه وسلم فزعا يجر رداءه يظن انها انها الساعة فتحقق من آآ من الكسوف في زمنه المقصود الشرعي ولكن قد ابتلانا يعني هؤلاء بتلك المكتشفات التي يعرفون فيها مواقيت الكسوف والخسوف على مدار مئة عام او او اقل او اكثر. وكل ذلك من الحساب وكل ذلك دليل على دقة حركة هذه الافلاك العظيمة. وهو دليل على عظمة صانعها وخالقها عز وجل فلا يتقدم شيء عن وقته خروجا وغروبا تقدما وتأخرا كل هذه الافلاك تجري في نظام بديع على نسق رفيع يدل على ان مبدعهما له القدرة الكاملة والحكمة البالغة فاذا كلما كان القلب متطلعا للحكمة الشرعية من الكسوف والخسوف كلما كان اوقع في تحقيق المقصود الشرعي عند هذه عند هذه الايات ما اكثر غفلة قلوب كثير من الخلق عند مرور هذه الايات بل اننا في بعض السنوات في هذا في هذا المسجد نصلي كسوفا للشمس في بداية الصباح ونسمع صوت التفحيط ونسمع صوت التفحيط في هذا المسجد نحن نصلي ونسمع صوت التفحيط هذا دليل على بعد القلوب عن الله عز وجل فيجب علينا ان نتقي الله وان نعلم اننا ما خلقنا للعبث ولا للسدى وان الله عز وجل من رحمته انه يجري هذه الايات حتى حتى له توبة ورجوعا وانكسارا واعترافا بذنوبنا ونعود في جملة قوافل العائدين الى الله عز عز وجل ومن فوائد هذا الباب وهذه الاحاديث ايضا. لو سألنا سائل وقال هل العلم بوقت الكسوف والخسوف من ادعاء علم الغيب هل العلم بوقت الكسوف والخسوف من ادعاء علم الغيب؟ الجواب قبل ان نتعرف على الجواب لابد ان نعرف قاعدة كونية قدرية وهي ان الغيب بيد الله عز وجل فلا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله فالله عز وجل عنده مفاتح الغيب وهو عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احد عز وجل فاذا تكلم الانسان في امر خفي غيبي فاننا ننظر الى مستنده وبرهانه الذي به تكلم فاذا كان المستند والبرهان قد ثبت بالتجربة الحقيقية انه مما اخرجه الله لاكتشاف هذا الامر الغيبي الخفي. فحينئذ لا يكون كلام من تكلم دجلا ولا كهانة ولا استعانة بالشياطين ولا كفرا وانما يكون من الامر الجائز ويكون ذلك مما يحمد الله عز وجل عليه. فالله عز وجل اجرى في كونه وقدره ان الناس يكتشفون هذه المخترعات الحديثة التي بها يستطلعون ما وراء الغيب مما مما خفي عنهم مما سيأتيهم غدا او بعد غد او نحو ذلك وهذه وكلامهم ليس من باب التخرص والظنون وانما مبني على هذه المكتشبات التي اثبتت التجارب صحة نتائجها فهذا امر لا بأس به. ولكن حتى وان قلنا لا بأس به فانه من كمال الادب مع الله عز وجل الا يجزم بوقوعه. لان ازمة امور هذا العالم بيد الله عز وجل. فلا يجوز لنا ان نجزم ببقوع شيء مما يستقبل الا معلقا بماذا الا معلقا بالمشيئة فيقال نحسب كذلك اذا اراد الله عز وجل او نقول ان شاء الله عز وجل او نقول باذن الله عز وجل او بامره عز وجل او اذا قدر الله عز وجل ذلك او نحو تلك العبارات التي فيها ادب مع الله عز عز وجل وكم من امر قدرته هذه المكتسبات ثم ظهر بالحساب خطؤه لان الله عز وجل لا لا تقف قدرته عندما تكتشف هذه المخترعات فهو الذي يتصرف في كونه كيفما شاء على ما يشاء او وما تقتضيه حكمته وعلمه ورحمته وفضله عز وجل فاذا اذا تكلم احد في مثل هذه المسائل وكان مبدأ كلامه مبنيا على تلك المخترعات والمكتشفات الحديثة التي اخرجها الله عز وجل لعباده والتي اذن الله بوجودها بين ايدي الناس كونا فلا حرج لكن مع التقييد بالمشيئة يقول لعموم قول الله عز وجل ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله. فالامور المستقبلية كلها لا يجوز الجزم بها الا بعد الا بعد المسألة واما اذا كان الذي تكلم في هذا الامر الغيبي الخفي استند على وسائل لا صحة لها اصلا. لا لا شرعا ولا قدرا فان هذا كهانة وردة وكفر كالكهان الذين يستطلعون امور الغيب بالنظر في الفنجال مثلا وهل النظر في الفنجال وسيلة صحيحة لاستكشاف ما وراء ما وراء حواس الانسان؟ الجواب لا. فاذا هذه كيهانة وهذا دجل. او او ظرب بالحصى او الخط في اليد او الرمل او صب الرصاص او قراءة ما في الظمير او التركيز في العينين او نحو ذلك او تغميظ العينين والاستطلاع بالظمير كل هذه لم يجعلها الله عز وجل وسائلا لاستكشاف هذه الامور الغيبية الخفية. ولا ولا ولاء ولم يدل عليها لا دليل الشرع ولا دليل ايش يا جماعة؟ ولا دليل القدر وبناء على ذلك فهذا الكلام المبني على هذه الوسائل كله تخرص ودجل وظنون وكهانة بل ان الانسان يكون بذلك مرتدا عن دين الله لانه يدعي ماذا يدعي علم الغيب ومن ادعى انه عالم للغيب مع الله عز وجل فقط فقد كفر افهمتم هذا؟ فاذا اذا قال هؤلاء بان الكسوف سيكون بعد شهر او بعد سنة او بعد عدة ايام وكان كلامهم هذا مبنيا الا تلك المكتشفات والمخترعات الحديثة فلا نرى بذلك بأسا لان هذا مما اخرجه الله عز وجل مما اخرجه الله عز وجل لعباده لكن مع ذلك يقول ايش ؟ ان شاء الله بامر الله باذن الله. هذا ظننا والله عز وجل فوق ذلك ان قدر الله ذلك ونحو تلك العبارات التي يتبرأ بها العبد من تمام الجزم بما سيكون في المستقبل ومن باب الادب مع الله عز وجل ومن مسائل هذا الباب وهذه الاحاديث ايضا من عجائب الفوائد التي نظرت اليها في هذه الاحاديث ان الصحابة كانوا يعدون الكسوف والخسوف من من البركات مع انهم كانوا يخافون ولكنهم يجعلون مجيئهما بركة ولذلك روى الامام البخاري رحمه الله تعالى بسنده الى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كانوا او قال كنا نعد الايات بركة من الله وانتم تعدونها تخويفا كنا نعد هذه الايات بركة من الله. وانتم تعدونها تخويفا لا يفهم من كلام ابن مسعود انهم لم يكونوا يخافون ولكنهم كانوا يمزجون هذا الخوف بتحقيق المقاصد الشرعية واداء العبادات المرعية المشروعة لهم في هذا في هذا الوقت. فكان وقت الكسوف والخسوف يزدادون به ماذا؟ عبادة توبة وانطراحا وذكرا وعتقا. فتنشط النفوس في هذا الوقت على التوبة لخوفها وانزجارها وتنشط النفوس على كثرة الذكر وكثرة الاستغفار. اوليس هذا من البركات؟ نعم هم يخافون ولكنهم ها يحققون المطلوب منهم شرعا عند برود هذه الايات. ويوضح ذلك ما بوبه الامام ابن حبان رحمه الله تعالى في صحيحه على هذا الاثر بقوله ذكر ما يجب على المرء ان يتبرك. شف كيف فهم السلف. ذكر ما يجب على المرء برؤية ان يتبرك برؤية كسوف الشمس والقمر فيحدث توبة او يقدم لنفسه طاعة فيحدث هذا بيان التبرك بالكسوف والخسوف. فقد كان السلف لا يقفون عند حد الخوف وانزجار القلوب فقط. بل كانوا يجتهدون الاجتهاد كامل العظيم في اداء هذه العبادات المشروعة لهم في هذا في هذا الوقت. افهمتم هذا طيب ومن فوائد هذا الحديث من فوائد هذا الباب وهذه الاحاديث ايضا لقد ذكر العلماء رحمهم الله تعالى ان لظاهرة الكسوف والخسوف جملا من الفوائد جملا من الفوائد من هذه الفوائد ظهور عظمة الله عز وجل وكمال قدرته فان قدرة الناس عن بكرة ابيهم لا تستطيع ان تعيد للشمس ولا للقمر نورهما فمن الذي طمس نورهما الله مع عظم هذه الافلاك وكبر احجامها واجرامها هائلة ولكن الله عز وجل يطمس نورها ثم يعيد لها ويجلي نورها مرة اخرى فيتحقق للعبد الايمان الكامل بان هذا الرب الذي صدر منه هذا التصرف عظيم العظمة المطلقة المتناهية وقدير القدرة المطلقة المتناهية الامر الثاني ظهور عجز الخلق وضعفهم امام القدرة الهائلة ظهور عجز الخلق اوليس الخلق يتأذون من انطماس النورين؟ الجواب؟ بلى ولكن مع نزول هذا الظرر بهم فلا يستطيعون بما اخرجه الله لهم من قوة عسكرية واقتصادية وقوة بدنية جسدية لا يستطيعون ان يكشفوا هذا الظر عنهم ابدا لا يستطيعون ان يكشفوا هذا الظر عنهم ابدا وهذا اظهار لعجز هذه المخلوقات وافتقارها لافتقار الذاتي لرب الارض والسماوات عز وجل وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده فلينظر هؤلاء المتغطرسون الجبارون المتكبرون الذين اذوا وتسلطوا على عباد الله قدرة الله العالية الهائلة في تحريك هذه الاجرام العظيمة وانطماس نورها او يستطيعون بقوتهم؟ وجبروتهم وعتوهم وطغيانهم ان يعيدوا الامر كما كان؟ الجواب لا فليتأملوا اذا ايقنوا بقدرتهم على عباد الله ان ثمة قادرا فوقهم اعظم قدرة منهم واعظم قوة منهم فان قدرة الانسان وقوته لا تنكف ولا تنكسر غالبا الا اذا تذكر قوة فوقه ولذلك الجبار لا تنكسر قوته الا اذا تذكر من هو اشد منه جبروتا ولو من الخلق ولو من الخلق ولو هدد جبار من الجبابرة بمن هو اشد منه جبروتا لانكسر جبروته. اليس كذلك فاذا لا تنكسر قوة هؤلاء لا تنكسروا قوة هؤلاء الجبارين الا بان يتذكروا جبروت الله عز وجل فمن اسمائه الجبار ومن صفاته الجبروت المطلق فحينئذ تنكسر نفس الانسان العدوانية ويخف ظلمه عن الناس وتسلطه وعدوانه لكن متى ما غفل قلب العبد عن جبروت الله. وكمال قدرته عليه حينئذ وقع في الناس طغيانا وعدوانا وظلما وايذاء فنسأل الله عز وجل ان يجعل جبروته حاضرا في قلوبنا وان يجعل رحمته حاضرة كذلك في قلوبنا حتى نعبد الله بماذا وماذا؟ بالخوف والرجاء ومن فوائد الكسوف والخسوف ايضا ازعاج القلوب الغافلة وتصحيح مسار النفوس التي ابعدت عن الصراط المستقيم فان من الناس من لا تنفع فيه المواعظ الكلامية لبعده عن الله عز وجل لكن من اعظم ما يزجره المواعظ الفعلية من الناس من لو استمع الى الف خطبة لم يتب لكن ان اصابه حادث واحد ونجا منه تاب فاحيانا بعض الناس لا تنفع معه المواضع المواعظ الكلامية فيجري الله عز وجل من باب رحمته به حتى ينزعج قلبه ويتأمل حاله ويراجع نفسه ويتوب الى ربه عز وجل من باب الرحمة به يجري عليه بعض الزواجر والمواعظ الفعلية فالخسوف والكسوف من جملة المواعظ ماذا من جملة المواعظ الفعلية التي يجريها الله عز وجل في كونه حتى تنزعج القلوب وتنزجر النفوس وتعود الارواح الى الله عز وجل فينبغي لنا ان نحدث توبة عند رؤية هذه الايات ومنا ومنها كذلك ان الله يجري هذه التغييرات الكونية المفاجئة من باب التنبيه للخلق بان التغييرات المفاجئة كما اجراها الله هنا ها في في تلك الاجرام الهائلة فهو قادر القدرة الكاملة على ان يجريها في جسدك وفي مالك وفي صحتك وفي ولدك مع صغر اجسام بكم فلا تأمن مكر الله عز وجل اياك ان تأمن مكر الله فهمتم هذا لا بد ان نتأمل هذه المعاني العظيمة اذا كان الله اذا كانت الشمس والقمر لا ينكسفان الا في وقت تمام نورهما انه لانكساف للقمر لانخساف للقمر الا في ليالي الابدار في تمام نوره وكمال هيئته وعظمة جماله وبهائه وفجأة يذهب ذلك النور ويذهب ذلك الجمال ويختفي ذلك تلك العظمة فهذا تغير في اكمل احوال القمر وانت اذا كمل مالك وكملت صحتك وارتحت في هذه الدنيا وانفتحت لك ابواب الخير اياك ان تأمن من مكر الله فما فما مقدارك عند مقدار الشمس والقمر ليس بشيء الذي اجرى هذه التغييرات الكونية قادر على ان يجري عليك هذه التغييرات من باب اولى قال الله عز وجل ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم فالواجب علينا ان نتأمل ذلك وان نتدبره وان نشكر الله عز وجل وان نحمده على نعمه فان نعم الله تبقى بالشكر وتذهب بالكفر ولا يمكن ان يغير الله عليك نعمة وعدا منه فظلا واحسانا لاستحقاقا قال اذا كنت قائما بحقوقها اذا كنت قائما بحقوقها لا يغيره الله عز وجل عليك لكن متى ما تنكبت نفسك وطغت واعتدت واستبدلت النعمة بالكفر والحمد اه التسخط حينئذ يسحب بساط النعم من تحت قدميك فتتغير حالك وتفتقر بعد غنى او تمرض بعد صحة او يموت اولادك او يفنى مالك او او او تتغير حالك باي نوع من انواع التغيير اسأل الله ان لا يغير علينا نعمه وان يجعلنا واياكم من الشاكرين ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام من الامور التي كان يستعيذ منها ها وفجاءة نقمتك وتحول عافيتك هذه التغييرات المفاجئة بالامس غني واليوم فقير. بالامس صحيح واليوم مريظ بالامس ذو ولد ثم يركب ابناؤه في سيارة فيموتون جميعا وغدا لا زوجة ولا ولد فلنترقب دائما مكر الله عز وجل ولا يجوز لنا ان نأمن من مكره فان الامن من مكر الله من كبائر الذنوب بل عده جمع من اهل العلم انه كفر وردة اذا امن الانسان من مكر الله فقد كفر كيف هذا؟ لقول الله عز وجل فلا يأمن مكر الله الا القوم الكافرون اذا كان الامن من مكر الله لا يقابله مطلق الخوف فهو كفر ولكن اذا كان الامن من مكر الله يقابله ولو واحد في المئة من الخوف فهذا فسق وكبيرة من كبائر الذنوب فاذا متى يكون الامن من مكر الله كفرا اجمع اذا لم يقابله ولا مطلق الخوف امن الامن المطلق هذا كافر هذا مرتد هذا خارج عن ملة الاسلام واما اذا كان الامن من مكر الله يقابله ولو مطلق الخوف فهذا فهذا فاسق. فاذا ما الذي ينبغي على العبد الا يأمن من مكر الله ولا يقنط من روح الله فيعيش المؤمن بين الخوف والرجاء قال الله عز وجل وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان ما اجملها واعذبها شو اللي حصل ما الذي جرى فكفرت بانعم الله فبدل الله حالها فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. يقول الله عز وجل ولا يظلم ربك ولا يظلم ربك احدا قال الله عز وجل وهذا يخص العلماء وطلبة العلم واضرب لهم قال واتل عليهم مثل الذي واتل عليهم نبأ الذي كذا يا استاذ احمد واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين هل بقيت حاله على ما هي عليه من العلم والدعاء ها والمعرفة بالكتاب؟ الجواب لا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث. يدلع لسانه في الحالتين ولذلك تلقى الكلب شبعان ريان في وسط ظلال ويلهث وتلقى لو تشيل عليه بعض الاحمال تحمل عليه يعني تلحقه. تحمل عليه يعني تلحقه يلهث فهو يلهث في الحالتين هذا الرجل يلهث سواء انعم الله عليه او لم ينعم عليه فهو يلهث وراء الدنيا مخلدا مخلدا لزينتها وشهواتها. فاحذروا يا من انعم الله عليهم احذروا يا من انعم الله عليهم احذروا يا من انعم الله عليهم من تغيرات من تغيرات الله عز وجل وهذا التغيير لا يأتي الا مع الكفر. لكن ما دام العبد قائما بما اوجبه الله عليه تجاه هذه النعم فهي باقية بل ان الله بالشكر يزيدها زيادة معنوية و حسية. كما قال الله عز وجل واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد هذي من فوائد الكسوف والخسوف ولكن كثير من الناس يغفل عنها ومن فوائده ايضا التذكير بيوم القيامة الاعظم الذي تنطمس فيه ينطمس فيه نور الشمس اذا الشمس كورت ويطفأ فيه نور القمر قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه الشمس والقمر ثوران مكوران يوم القيامة. في النار يوم القيامة يا مهب ومن فوائده ايضا تبكيت عابديها تبكيت من يعبدها مع الله عز وجل فان هناك طوائف عبدوا الشمس والقمر. اليس كذلك عبدوها لماذا لما فيها من النور والجمال والفائدة والعظمة فيطفئ الله عز وجل نورهما احيانا ليبكت من عابديها ويطلعهم على انهما خلقان مسخران وعبدان مربوبان لله عز وجل حتى تتأمل قلوبهم من الذي اطفأ نورها؟ فان من اطفأ نورها هو المستحق حقيقة لماذا كانوا من الصابئة الذين يعبدون الافلاك ويبنون لها الهياكل في الارض ثم قال فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي فلما افلت اذا الشمس والقمر تقفل يذهب نورها فلو كانت هي الله لو كانت هي المستحقة للعبادة لكانت ظاهرة على العالم لا تغيب عنهم مطلقا. ومن فوائد هذه الاحاديث ايضا ولعله اخر مسألة ما وقتها ما وقت صلاة الكسوف الجواب وقتهما من رؤيتهما وقتها من رؤية من رؤيتهما رؤية عيان من غير معونة شيء اخر فمن حين ما يتحقق الناس رؤيتهما يبتدئ وقت الصلاة ويستمر وقتها الى كمال الى كمال التجلي وعود النور الى حالته الاولى. كذا نص العلماء رحمهم الله رحمهم الله تعالى. ولعلنا نقف عند هذا القدر والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد تابع بقية هذه المادة من خلال المادة التالية