بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وبارك الله في شيخنا عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان امتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء فمن استطاع منكم ان يطيل غرته فليفعل. وفي لفظ لمسلم رأيت ابا هريرة يتوضأ فغسل وجهه يديه حتى كاد يبلغ المنكبين. تكاد المنكبين. اي نعم. حتى رفع الى الساقين. هم. ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان امتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من اثر الوضوء فمن استطاع منكم ان يقيل غرته وتأجيله فليفعل وفي لفظ المسلم سمعت خليلي خليلي صلى الله عليه وسلم يقول من المؤمن حيث يبلغ الوضوء. نعم. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. هذا الحديث فيه فوائد اتكلم على مختصرها من فوائد هذا الحديث ان فيه بيان فضيلة لهذه الامة زادها الله شرفا ورفعة. التي هي خير الامم والتي اختصها الله جل وعلا بخير نبي واخر نبي عليه الصلاة والسلام. واختصها الله جل وعلا بالشريعة السمحة السهلة هي افضل الشرائع واحبها وايسرها واخفها عند الله جل وعلا. فهذه الامة تميزت على سائر الامم بعدة بعدة امور منها هذا الامر انه اذا حشرت هذه الامة يوم القيامة فانها لا تحشر هكذا. وانما يجعل لها ميزة وعلامة. يجعل لها هاي علامة تتميز بها على سائر الامم وهي بياض في جباهنا وبياض في قوائمنا في ايدينا وارجلنا يعني بياض في اعلانا وبياض في في اسفلنا بياض في جبهتك وبياض في يدك الى مرفقك وبياض في رجلك الى كعبيك هذا البياض مما اختصت به هذه الامة. وخصائص الامم لو ذهبنا الامة لو لو ذهبنا نتكلم عنها لطال بنا المقام. لكن من اعظم ما خص الله جل وعلا به هذه الامة ما يلي. الامر الاول انه اخرها جعل نبيها هو خير الانبياء. فالنبي صلى الله عليه وسلم المبعوث في هذه الامة هو اخر الانبياء. فالله جل وعلا اختار لنا ان نتأخر في في في خلقنا حتى يكون حتى يتوافى حتى يتوافق وجودنا مع مع قرب بعثة هذا النبي العظيم. وهذا من اعظم ما خصنا الله به ومن افضل ما شرفنا الله جل وعلا به ان جعل نبينا هو محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. ومن ذلك ان الله خصها بخير كتبه واجمعها واحسنها وافصحها واكملها عند الله جل وعلا. فالشاهد يا اخوان ان الله خصنا بهذا القرآن الذي جعله مهيمنا على جميع الكتب. قال الله جل وعلا ونزلنا عليك القرآن ها؟ تبيانا كل شيء ففيه خبر من قبلنا ونبأ من بعدنا وفصل ما بيننا. وقال الله جل وعلا ونزلنا عليك الكتاب بالحق انتبه مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه. يعني ان القرآن مهيمن على جميع الكتب فهذا من اعظم ايضا ما خصنا الله جل وعلا به الامر الثالث ان الله من خصائص هذه الامة او من اعظم خصائص هذه الامة انه خصها بهذه الشريعة العظيمة التي هي احب شريعة الى الله فشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم احب الى الله من الشريعة التي جاء بها نوح واحب الى الله من الشريعة التي جاء بها ابراهيم واحب الى الله من الشريعة التي جاء بها موسى وعيسى وجميع الانبياء عليهم عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام. هذي افضل شريعة. وهي الشريعة السمحة التي امتدح التي مدحها الله جل وعلا في كتابه وامتدحها نبينا صلى الله عليه وسلم في صحيح سنته. وهي شريعة مبنية على رفع الاثار والاغلال والتخفيف والتيسير لا على التعسير والاثقال. يقول الله جل وعلا اه لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. واعظم الشرائع واعظم المناهج هي شريعة محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. يقول الله جل وعلا ما جعل عليكم في الدين من حرج. والتفاصيل في هذا كثيرة. ومن جملة ما خصنا الله جل وعلا به ما اكرمنا الله جل وعلا به من تعظيم الاجور. تعظيم اجور هذه الامة. فان الله قد رتب فعلى اجور هذه الامة اعظم مما رتبه على اجور الامة الامم السابقة حتى وان كانوا اكثر عملا. حتى وان كانوا اكثر عملا فقوم عملوا من الصباح الى ها؟ الى الزوال. وهم اليهود. وقوم عملوا من من الظهر الى الى قبيل الى العصر وهم النصارى اذا هؤلاء ازمنة عملهم طويلة ولا لا يا جماعة؟ ازمنة عملهم طويلة. ونحن عملنا من العصر الى المغرب ومع ذلك فضلنا الله جل وعلا في اعمالنا على على من هم اكثر منا عملا واشد منا اجتهادا. فهذه الامة قصر في اعمار افرادها ولكن ظوعف في اجور اعمالها. فالحسنة بعشر امثالها وغير ذلك مما هو مقرر في الادلة. فهذا مما خصنا الله جل وعلا ليلة القدر خير من من الف شهر خليلة القدر خير من الف شهر. وغير ذلك مما انتم تعرفونه ثابتا في ومما خصنا الله جل وعلا به ايضا انه جعلنا الامة التي تسبق كل الامم يوم القيامة. يقول عليه الصلاة والسلام نحن الاخرون الاولون يوم القيامة والسابقون يوم القيامة. يعني الاخرون وجودا لكن السابقون ايش؟ الى ابواب الجنة. نحن سابقون في ثابنا ونحن السابقون في حشرنا ونحن السابقون في في فصل ما بيننا ونحن السابقون في دخول الجنة. هذه الامة هذه الامة هي السابقة يوم القيامة وهذا ببركة آآ نبيا صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم بعد فضل الله وكمال احسانه ومنته على هذه الامة مما فضل الله به هذه الامة ايضا انها جعلها انه جعلها اول امة تدخل الجنة. يقول عليه الصلاة والسلام آآ اتي الجنة فاطرقه فاجده مغلقا. الحديث في صحيح الامام مسلم من حديث انس. قال فاطرقه فيقول الخازن من انت؟ فيقول انا محمد عليه الصلاة والسلام فيقول بك امرت لا افتح لاحد قبلك. فاكون اول من يدخل الجنة ثم تتبعه ايش؟ بعد ذلك تتبعه بعد ذلك امته ومن فضائل هذه الامة ايضا السيما والعلامة التي خصها الله بها من بين سائر الامم. وهي هذه وهي ما دل عليها هذا الحديث. ومنها ايضا ان اكثر اهل الجنة هم هذه الامة. اكثر اهل الجنة هم هذه الامة والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال الا ترضون ان تكونوا دعاء اهل الجنة قالوا فحمدنا الله وكبرنا. ثم قال الا ترضون ان تكونوا ثلث اهل الجنة؟ قال فحمدنا الله وكبرنا قال والذي نفسي بيده اني لارجو ان تكونوا شطر اهل الجنة. وما ذلك الا يعني ظرب مثلا ان مثلنا في الامم قبلنا كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الاسود. او الشعرة السوداء في جلد الثوري الاحمر او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. هذه الشعرة هي نصف الجنة. والنصف الباقي هي من شعر هذا الثور. فنحن اكثر الامة دخولا للجنة وهذا من فظل الله علينا نسأل الله ان لا يحرمنا واياكم دخولها. هذه جمل من فضائل هذه الامة وما تميزت به. فهذا يبرز هذه الميزة العظيمة لهذه الامة وهي ان اننا نحشر يوم القيامة على هذه الصورة. ولذلك هذه العلامة هي العلامة التي يعرفنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. لانه مات ولم يرى بقية امته. طيب كيف يعرفنا وينادينا يوم القيامة اصحابي كيف يعرفنا؟ لانه ينادينا بندائين قوله امتي امتي واصحابي وصيحابي. اصحابي اصحاب او صيحابي وصيحاب. كل يقصد امته كيف يعرفنا هذا الحديث طرأ هذا الاشكال طرأ في ذهن الصحابة فقالوا يا رسول الله او تعرفنا يوم القيامة؟ عفوا اه نعم هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اه قال النبي عليه الصلاة والسلام وددت انا رأينا اخواننا قال او لسنا اخوانك يا رسول الله؟ قال بل انتم اصحابي واخواننا الذين لم يرونا بعد او لم نراهم بعد فقالوا كيف تعرف من لم يأتي من امتك يا رسول الله؟ فضرب لهم مثلا. قال ارأيتم لو ان رجلا له خيل غر محجلة بين ظهراني خيل دهم بهم يعني لون واحد. اكان هذا الرجل يعرف قايلة قالوا بلى يا رسول الله يعني نعم يعرف خيله فقال فانهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء اذا هذا مما تميزنا به على سائر الامم. ومن ومن فوائد هذا الحديث ايضا تقسيم الامة الى امتي فان المراد بالامة في قوله ان امتي انما يقصد بهم النبي صلى الله عليه وسلم امة الاجابة فقط. وقد العلماء الامة الى امة امة اجابة وامة دعوة. فاما امة الدعوة فهم كل من جاء بعد الى ان تقوم الساعة ولن يؤمن به. ما دخل في الاسلام. كاليهودي الموجودين والنصارى الموجودين والمجوسي والمجوس الموجودين وغيرهم من سائر في اصناف الكفرة هؤلاء من امة محمد عليه الصلاة والسلام ولا لا؟ الجواب من امته ولكن من امة الدعوة. من امة الدعوة واما القسم الثاني فهم امة الاجابة وهم المسمون باهل القبلة وهم كل من امن بالنبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم حتى وان كان عنده نوع او نوع بدعة هذا لا لا يظره ولا يخرجه عن امة الاجابة. فالخوارج من امة الاجابة والمعتزلة من امة الاجابة والاشاعرة من امة الاجابة واهل السنة من امة الاجابة. فليس وجود المعصية او الذنب او البدعة مخرجا للانسان من امة الاجابة. فقوله ان امتي يدعون يوم القيامة ما الذي يريد به امة الاجابة ولا امة الدعوة؟ لا جرم انه يريد امة لا جرم انه يريد بها امة الاجابة. ومن هذه هذا الحديث ايضا ان فيه اثبات قيام الساعة ومجيئها وانها حق لا محيص ولا مناص من قيامها. وسميت بيوم القيامة لان الناس يقومون من قبورهم يوم القيامة الى ربهم حفاة عراة غرلا. وهذا يتضمن الايمان بكل تفاصيل العرصات الواردة فيها. لان ايمان بيوم القيامة ايمان اجمالي وهو الايمان بان الناس يعني سيموتون وان تؤمن بكل ما سيكون بعد الموت من وحساب وبعث وميزان وصحف وجنة ونار وقنطرة وغيرها. هذا ايمان اجمالي. واما الايمان التفصيلي فهو ان تؤمن بكل قضية من قضايا من القضايا التي ستكون يوم القيامة على وجه الخصوص فتؤمن بالصحف ايمانا خاصا وتؤمن بالميزان ايمانا خاصا اما الايمان الاجمالي هذا فهو فرض على كل احد واما الايمان التفصيلي فهذا يختلف باختلاف علم الناس فمن علم وثبت عنده ان هذا سيكون يوم القيامة فانه يجب عليه ان يؤمن به اذا هذا فيه اثبات قيام الساعة لان هذا الدعاء لان دعاء الامة يوم القيامة انما سيكون بعد آآ قيام الناس من قبورهم الى رب العالمين جل وعلا نقول ومن فضائل هذا الحديث ايضا ان فيه من لا يتوضأ ان من لا يتوضأ فانه يكون تائها بين الامم لا يدري الى اي امة ينتسب. وقد سئل ابن تيمية رحمه الله تعالى عن حال الذي لا يتوضأ. اذا كانت علامة معرفة النبي صلى الله عليه وسلم لنا في هذه العلامة. فكيف فكيف الحال بمن لا يتوضأ؟ فيقول ابن تيمية رحمه الله فيما معنى في معنى جوابه انه يكون تائها بين الامم لا يدري الى اي امة لا يدري الى اي امة ينتسب؟ وانا اقول والله اعلم ان من لا يتوضأ فان صلاته اصلا لا تصح ومن لا يصلي فانه كافر فينقلب من كونه من امة الى امة الى امة الدعوة. وهذا الفضل خاص بامة خاص بامة الاجابة لا بامة الدعوة. وفيها ان الدعاء يوم القيامة يكون دعاء اجماليا ودعاء تفصيليا. اما الدعاء الاجمالي فان كل امة سوف تدعى على وجه الاجمال من غير تفصيل بين افراد وعلى ذلك هذا الحديث. فامة النبي صلى الله عليه وسلم سوف تدعى يا امة محمد. ثم نأتي لفصل فاذا هذا دعاء اجمالي. ولكن هناك دعاء خاص وهو انه يدعى كل انسان ويحاسب كل انسان بمفرده. يا فلان ابن فلان وهكذا فاذا الدعاء اما يوم القيامة اما ان يكون دعاء اجماليا بحيث ان تدعى الامة كلها امة نوح كلها امة امة هود كلها امة موسى امة عيسى كلها وامة محمد عليهم الصلاة والسلام كلها واما واما دعاء خاص. وقد دل على الدعاء العام قول الله جل وعلا وترى كل امة جافية. كل امة تدعى الى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون هذا كتاب ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. ومن فوائد هذا الحديث ايضا ما ذكره العلماء في بيان الغرة والتحديد فقالوا الغرة هي بيان في جبين الفرس. الغرة هي بياض في جبين الفرس. واما التحزيل فهو بياض في قوائمه في يديه بياض في قوائمه في يديه ورجليه ولا تسمى الغرة غرة في الاعم الاغلب عند العرب الا اذا كانت في الفرس. لا تسمى الغرة غرة في الاعم الاغلب عند العرب الا اذا كانت في الفرس ومنها ايضا من فوائد هذا الحديث ايضا ان فيه الترغيب على ادامة الوضوء والاستكثار منه ما استطعت فكلما استكثرت من الوضوء كلما كان تحقق هذه العلامة فيك ادعى واكمل. فينبغي للانسان الا يستثقل التجديد لان بعض الناس يفرح بكونه لم يحدث بين الوقتين استثقالا منه للوضوء. فنقول لا يستحب للانسان ان يستكثر من الوضوء. ولذلك يقول بلال ما توضأت من ليل او نهار الا رأيت حقا لله علي ان اصلي الا صليت بعده ركعتين. ويقول عليه الصلاة والسلام ما منكم من احد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يصلي ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه الا وجبت له الجنة. وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم من علامة المؤمن المحافظة على الوضوء نستقيموا ولن تحصوا واعلموا ان خير اعمالكم الصلاة لن يحافظ على الوضوء الا مؤمن ولا يحافظ على الوضوء الا مؤمن. فاذا استدامة الوضوء والاستكثار منه مما يجعل الانسان ادخل في تحقيق هذه السيمة باذن الله جل وعلا. ومنها ايضا ومنها ايضا هل الغسل يدخل مع الوضوء في هذه الفضيلة؟ هل الغسل يدخل مع الوضوء في هذه الفضيلة؟ نقول والله ان الغيبية مبنية على ايش؟ على التوقيف ولا قياس فيها. ان الامور الغيبية مبنية على التوقيف ولا قياس فيها. وآآ القول الاقرب ان الغسل لا يدخل معه. لماذا؟ لامرين. الامر الاول لان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اثار من اثار ايش؟ الوضوء فخص الوضوء هنا ولم يدخل معه الغسل. والامر الثاني ان المتقرر عند العلماء ان الجزاء من جنس العمل. فلما كان في الوضوء وجهه استنار استنار جبينه ولما كان الغسل الى المرفقين استنار يديه استنارت يداه ولما كان غسل الرجلين للكعبين استنار رجلاه فاذا هذا جزاء من جنس العلم العمل. طيب الغسل؟ يجب فيه ان يعمم بدنه كله. فلو كان الغسل يدخل لكانت السيما والعلامة عامة لكل الجسد فهذا من باب الجزاء من جنس العلم العمل مما يفيدنا ان الامر مخصوص بالوضوء ضوئي ولا يدخل معه الغسل. ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان فيه بيان عظم ان فيه ان فيه بيان عظم ما له الله جل وعلا لهذه الامة من الاجور العظيمة والدرجات العلا والنعيم المقيم. والمنزلة العالية الرفيعة على سائر الامم فاول كرامات الله لهذه الامة يوم القيامة انها في اول دعائها انها في اول ما تدعى لفصل الجزاء تدعى على هذه الكرامة وعلى هذه وعلى هذه الكيفية ومن فوائد هذا الحديث ايضا ان فيه بيان فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم في بيان فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم لان اكرمت لانه نبيها لان الامة اكرمت لانه نبيها ولان الامة طبقت ما شرعه نبيها لها. فهي اكرمت لاتباع النبي صلى الله عليه انتم معي في هذا فهي اكرمت باتباع نبيها صلى الله عليه وسلم في صفة الوضوء. ولذلك لو توضأ الانسان على غير الصفة التي توضأ عليها النبي عليه الصلاة والسلام هل ستكون له هذه السمة يوم القيامة؟ الجواب لا. لكن هذا النور وهذه الكرامة للامة انما هي لاتباعها لنبيها صلى الله عليه وسلم فهذا فيه فضيلة للنبي عليه الصلاة والسلام. بل وفيه فضيلة اخرى وهي ان هذا امر غيبي. ولم يطلع الله عليه احدا من الانبياء لم يخبرنا احد من الانبياء ان ان امته سوف تحشر كذلك. وانما هذا شيء من الغيب خص الله نبيه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم بها مما يدل على انه اطلعه من المغيبات على شيء لم يطلع عليه غيره من الانبياء فهذا دليل على فضله على اخوانه من الانبياء ومن فضيلة هذا الحديث فيه فيه استحباب اسباغ الوضوء. فيه استحباب اسباغ الوضوء. والمراد بالاسباغ احد بل عفوا مجموع والمراد بالاسباغ مجموع امرين. الامر الاول اه ان تسيل الماء على العضو المغسول. فلا يكفي في العضو المغسول ان تمسح فقط بل لا بد ان تعممه لابد ان يسيل الماء من عليه. ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام آآ اذا اذا توضأ العبد المسلم او المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر اليها بعينيه مع الماء او مع اخر قطر الماء. قطر الماء هذا ما يكون الا اذا ها اي نعم اذا حصل الاسباغ واما مجرد المسح فان هذا لا يدخل الانسان في هذا الفضل. اذا اسباغ الوضوء لا بد فيه من مجموع امرين. الامر الاول في الاعضاء المغسولة وهي الوجه واليدان والرجلان والامر الثاني ان يصل بالوضوء الى محالة الشرعية ان يصل بالوضوء الى محالة الشرعية. وهي ان يغسل وجهه كله كما فصلنا في الحديثين السابقين. وحده من منابت شعر الرأس المعتاد غالبا الى من حدر ومن اللحيين والذقن طولا ومن الاذن الى الاذن عرضا وكذلك اليد الى المرفق. فلو قصر الانسان فيها فلا يعد مسبغا لوضوئه ولا يترتب انا اه وضوئي هذا الفضل ولذلك لما فسر ابو هريرة هذا الغر والتحجيل غسل يديه حتى كاد يبلغ المنكبين ثم غسل رجليه حتى رفع الى الساقين تفضل. حتى حتى رفع الى الساقين. فاذا فيه استحباب اسباغ الوضوء. ومن فوائد هذا الحديث ايضا آآ اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في اطالة اه الغرة والتحديد. واذا قلت الغر والتحجيل فاعني بها هل يشرع للانسان ان يغسل يده الى منتصف الى منتصف العضد يعني يتجاوز المرفق حتى يطيل غرته حتى يطيل عفوا تحجيله وهل يستحب للانسان في غسل رجله ان يرفع من فوق الكعبين الى اوصاف الساقين الراوي ابو هريرة رضي الله تعالى عنه فهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم ان امتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء فهم انه كلما طال اثر الماء طالت النور والحلية. انتم بعد هذا؟ فلذلك كان يغسل يده حتى كاد يبلغ المنكبين. وكان يغسل رجليه حتى انصاف الساقين. وكما ذكر عندكم في الحديث قال فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين ثم غسل رجليه حتى رفع الى الساقين ثم استدل بهذا الحديث. اذا هو راوي الحديث ويفهم هذا الفهم انتبه ويفهم هذا الفهم. ولذلك اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في هذه المسألة على قولين. فذهب بعض اهل العلم الى استحباب اطالة الماء. اذا اذا استحباب اطالة الغسل. لانه كلما طولت الغسل ومددته كلما طالت غرتك وتحجيلك وعلى رأسهم ابو هريرة رضي الله تعالى عنه. واظنه فيما اظن انه قول آآ الجمهور هو قول الجمهور فقد ذهب جمهور اهل العلم رحمهم الله اه الى استحباب الغرة الى استحباب اطالة الغرة والتحجير عملا بظاهر هذا الحديث. وذهب وذهب بعض اهل العلم وعلى رأسهم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه العلامة ابن القيم وهو الذي اه يختاره الشيخ ابن وجمع من اهل العلم المعاصرين الى انه لا يستحب الزيادة على المرفقين ولا على الكعبين. بل السنة ان يصل بغسلهما الى بغسل اليدين الى المرفقين وبغسل الرجلين الى الكعبين. يقول هذا هو السجود. هذه هي السنة. وهذا القول هو الصحيح ان شاء الله تعالى. هذا القول هو الصحيح في هذه المسألة ان شاء الله تعالى. والدليل على صحته عدة امور. الامر الاول ان جميع الواصفين انتبهوا لهذه المسألة. ان جميع الواصفات لوضوئه صلى الله عليه وسلم انما كانوا يذكرون انه يغسل يديه الى المرفقين وقد ورجليه الى الكعبة. ولم يثبت عن احد منهم فيما نعلم انه نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم انه تجاوز المرفقين الى ما فوقهما او الكعبين الى ما فوقهما. فلو كانت اطالة الغرة والتحجيم. يعني مجاوزة محل الفرظ لو كانت من المشروع لبينه لنا صلى الله عليه وسلم لان المتقرر في قواعد الاصول ان تأخير البيان عن وقت الحاجة ان تأخير بيان البيان عن وقت الحاجة اليهم. طيب طيب وفعل ابي هريرة هنا طب فين ابي هريرة هنا؟ نقول فعله انما بناه على اجتهاد منه رضي الله تعالى عنه انما بناه على اجتهاد منه رضي الله عنه. وانتم تعرفون ان اجتهاد الصحابي او قول الصحابي او مذهب الصحابي متى يكون اذا لم يخالف المعروف عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. ولكن هنا فعل ابي هريرة خالف المعروف عن من حال النبي صلى الله عليه وسلم وهو انه لم يكن يتجاوز المرفقين ولم يكن يتجاوز الكعبين. فان قلت وكيف نصنع بقول ابي هريرة في الحديث فمن استطاع منكم ان يطيل غرته فليفعل. نقول هذا تختلف الحكم فيه باختلاف قائله. هل هو من جملة ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل هو مدرج من كلام ابي هريرة مساق التفسير لو كان من كلام النبي صلى الله عليه وسلم لجعلنا السنة اطالة الغرة والتحديد. لكن القول الصحيح عند المحدثين علماء الحديث ان ان قوله فمن استطاع منكم ان يطيل غرته فليفعل ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وان انما هو مدرج من كلام ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. وعلى ذلك اغلب علماء الحديث كالامام احمد وغيره الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى فيفتح الباري وكما رجحه الامام الالباني رحمه الله تعالى في اه الضعيف وفي غيرها من كتبه. فاذا نقاد الحديث يقولون ان قوله فمن استطاع منكم ان يطيل غرته فليفعل. ليس مرفوعا للنبي الله عليه وسلم بل هو موقوف مدرج من كلام ابي هريرة. فاذا قال هل عن اجتهاد ولا عن نص مرفوع؟ عن اجتهاد منه فنقول هذا فهم لابي هريرة رضي الله تعالى عنه وارضاه. فاذا القول الصحيح انه ليس من السنة اطالة اطالة الغرة والتحجيل. بل السنة ان نقتصر على الموضع والحد الذي آآ نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم في ان يغسل الانسان يده الى المرفقين فقط ولا يرفع ان يغسل رجليه الى الكعبة قدميه رجليه الى الكعبين ولا ولا يرفع. ومن فوائد هذا الحديث ايضا من فوائد هذا الحديث ايضا لو سألنا سائل وقال اليس فعل ابي هريرة تفسيرا لروايته اجمعه لو سألنا سائل وقال اليس فعل ابي هريرة هذا تفسيرا لروايته؟ الجواب نعم هو اراد ان يفسر روايته لنا. طيب اولم يتقرر في قواعد الاصول؟ ان تفسير الراوي مقدم على تفسير غيره فلماذا تهملون تفسير ابي هريرة وتقدمون عليه غيره؟ فيل ابي هريرة هذا يعتبر تفسيرا لروايته. وهو الراوي وتفسير الراوي مقدم على ها تفسير غيره. نقول نعم. هذا حق وهي قاعدة اصولية. ولكننا قيدنا هذه القاعدة ايش؟ بالا يخالف تفسيره ظاهر الحديث. يقولون تفسير الراوي مقدم على غيره ما لم يخالف ظاهر الحديث. وفعل ابي هريرة هنا خالف ظاهر الحديث بدليل انه لو كان هو هذا هو الفهم الصحيح من الحديث لكان ذلك وقع من بيان النبي عفوا لبينه لنا النبي صلى الله عليه وسلم ولفعله غيره من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم. فاذا فعل ابي هريرة هذا لا يتوافق مع ظاهر الحديث بل يخالف ظاهر الحديث فهو فعله اجتهاد منه رضي الله تعالى عنه وارضاه وقد خالف تفسيره ظاهر الحديث فحينئذ لا نقبل تفسيره لماذا؟ لان المعروف من حال النبي صلى الله عليه وسلم آآ عدمه اه طيب ومن فوائد هذا الحديث ايضا اعلم رحمك الله تعالى انه يجب عليك اذا ذكر شيء من نعيم الجنة فلابد ان انه انه ليس بينه وبين نعيم الدنيا الا مجرد الاسماء فقط. انه ليس بين نعيم الاخرة وبين نعيم الدنيا الا مجرد الاسماء فقط فاذا قيل غرا محجلين فنعرف ان الغرة والتحجيل هي نور وبياض ولكن كيفية هذا البياض وحقيقة هذا البياض على ما سيكون عليه الله اعلم. وقوله آآ تبلغ الحلية يعني الحلية في الجنة. تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء فهي حلية في الجنة فهي حلية في الجنة ولكن حقيقة هذا ونحن نعرف معنى الحلية ولكن حقيقة هذه الحلية وكيفية هذه الحلية ليس داخلا تحت علمنا فاذا نعيم الجنة نعرف معانيه نعرف معانيه ونجهل ونجهل كيفياته وحقائقه نعيم الجنة نعرف معانيه فقط ونجهل حقائقه وكيفياته فينبغي لنا ان تفهموا هذا. فاذا سمعتم ان في الجنة قصورا وبساتين وفاكهة ورمان وغيرها نحن نعرف هذه الاشياء معاني هذه الاشياء نعرفها. نحن نعرف معنى القصور ومعنى الخياء ومعنى النساء ومعنى الخمر ومعنى ماء ومعنى اللبن لكن ليس بين نعيم الجنة ونعيم الدنيا في هذه الاشياء الا مجرد الاتفاق في الاسم وقد تقرر باجماع اهل السنة ان الاتفاق الاسماء لا يستلزم الاتفاق في الصفات. ومن فوائد هذا الحديث ايضا انه يجوز تنقيب الرجل بالحرفة او الامر الذي اشتهر عنه. يجوز ان نلقب الرجل من باب التعريف بحرفة لا يعرفه الناس الا بها. مثل مثلا واحد حداد نسميه ايش؟ فلان الحداد. هذا من باب اللقب بحرفته وهو كثير عند السلف رحمهم الله تجد ان كثيرا من رواة الاحاديث ينتسبون لحرفهم مثل الحذاء ها وكذلك الطراز كان يطرز الثياب وكذلك الامام الذهبي. ها رحمه الله فانه كان يعني يعرف ببيع الذهب او او كما قالوا عنه. فهذه يسمونها حرفة الانتساب للحرفة. قالوا او نسبته الى الامر الذي اشتهر عنه كنسبة نعيم المجمر هنا. فانه كان ابوه حريصا على تجميل المسجد وتبخيره قبل مجيء الناس فيه سمي ابوه المجمر. الولد اسمه نعيم ولكن ابوه اسمه المجمر. فقوله النعيم المجمر سموه بالمجبر لان ابوه كان يبخر المسجد. ثم ورث هذه الصفة الطيبة ولده نعيم فكان نعيم رحمه الله تعالى الا يبخر المسجد؟ فاذا لقب هو وابوه بالمجمل لان كل واحد منهما كان يجمل المسجد اي يبخره فعرف فعرف به اخر من الفوائد في هذا الحديث اه كيف يقول ابو هريرة رضي الله تعالى عنه سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم وان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اني ابرأ الى الله ان يكون لي منكم خليل. ابو هريرة هنا يقول سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم يقول اني ابرأ الى الله ان يكون لي منكم خليل. نقول اسمع ان الخلة لا تخلو من من خلة تصدر منه لنا وخلة تصدر منا له اما خلة منه لنا واما خلة منا له المحرم والممنوع في حقه هي الخلة الصادرة منه لنا. فهو لا ولا يجوز له ان يتخذ احدا خليلا من امته. يتخذ اصحابا واصدقاء نعم. اما ان يتخذهم اه اخلة لا لماذا؟ لان الله اتخذه خليلا. فالنبي صلى الله عليه وسلم خليله الرحمن. قال فان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم فاذا لا يجوز ان تصدر الخلة منه لاحد من امته. لماذا؟ لان خلته من خصائص الرب جل وعلا. فالله لا يرضى بان يشاركه في خلة محمد وابراهيم احد من الناس. فالله اتخذ ابراهيم خليلا كما اتخذ عفوا اتخذ محمدا خليلا عليه الصلاة والسلام كما اتخذ ابراهيم عليه الصلاة والسلام خليلا. ولذلك احب اصحابه اليه من؟ ابو بكر ومع ذلك يقول ولو كنت متخذا من خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا ولكن اخوة الاسلام ومحبته او صحبته او كما قال عليه الصلاة والسلام. طيب ابو هريرة الان الخلة صدرت من النبي له ولا منه الى النبي صلى الله عليه وسلم؟ فهذا يجوز مهوب يجوز بل هذا اصل الدين. لانه لا يتم اسلام المرء ولن يذوق طعم الايمان الا اذا كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما. فالخلة التي تصدر منا له هذا من ومما يتقرب به الى الله ومن اعظم الطاعات لله جل وعلا. وانما الممنوع في الحديث هي الخلة الصادرة منه لنا. انتم فهمتم هذا ولا ما انا له وله منا. من فوائد حديث وعلم المجمل هذا ان فيه دليلا على قاعدة كبرى نبهنا عليها كثيرا وهي ان الجزاء من جنس العمل ان الجزاء من جنس العمل فان فان هذه الاعضاء من الوجه واليدين والرجلين لما نالت كرامة التطهير لما لما نالت كرامة التطهير تطبيقا لشرع الله جل وعلا وامتثالا لامره جزيت هذه الاعضاء بان جعل الله فيها نورا يوم القيامة فهذا النور مكافأة لهذه الاعضاء ولصاحب الاعضاء على تطبيقه لشريعة الله جل وعلا وامتثال امره فهذا دليل على ان جاء من جنس العمل ان الجزاء من جنس العمل. فلما كان العبد حريصا على على توضيئتها والوضوء مأخوذ من النظارة كما هو معناه في اللغة العربية جزيت هذه الاعضاء بانارتها لهذا العبد يوم القيامة. والفائدة الاخيرة ان في هذا الحديث دليلا على ما قرره اهل العلم من انه ليس كل حرام في الدنيا يكون حراما يوم القيامة. فان في الجنة اشياء هي هي من نعيم الجنة ولكنها حرام على الناس في الدنيا. مثل التحلي تحلي الرجال بالذهاب هذا لا يجوز. ولكن في الجنة وحل رجال بالذهب يتحلون بالذهب تحلون من اه حلي الذهب كما قال في الحديث هنا تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء فليس كل حرام في الدنيا يكون حراما في الاخرة. فهناك اشياء منعنا الله جل وعلا من من استعمالها في الدنيا سواء منع مطلق على كلا الجنسين الذكور او او يكون محرما على الذكور دون الاناث او الاناث دون الذكور فيكون ذلك من الامور التي تحل في الجنة. مثل الخمر حرام في الدنيا لكنه حرام في الجنة ولكنه من جملة نعيم الجنة. وكذلك الحرير حرام لبسه على الرجال ولكن الرجال يلبسونه في كما ذكر ذلك ابن تيمية رحمه الله تعالى فهذه قاعدة طيبة انه ليس كل حرام في الدنيا يكون حراما يكون حراما في الاخرة والله اعلم صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وجزاكم الله خيرا