الله وبركاته. في مقطع لي في الثلاثيات التي اجريها دائما في حالة الواتساب. اشكل على بعض الناس كلامي في الجنة والنار ومما اشكل عليهم قولي انه ليس في الجنة والنار مما في الدنيا الا مجرد الاسماء. وبيان ذلك مختصرا ان المتقرر في القواعد ان الاتفاق في الاسماء لا يستلزم الاتفاق في الصفات والله عز وجل اخبرنا ان في الجنة نخلا وفاكهة واخبرنا ان فيها رمانا وخياما وقصورا وكل هذه نجدها في الدنيا. واخبرنا ان في الجنة ماء واخبرنا ان في الجنة خمرا. واخبرنا ان في الجنة لبنا. وكل هذه ماء نعيم في الدنيا عندنا ولكن ليس في الجنة مما في الدنيا الا مجرد الاسماء. فلبن الجنة وان اتفق مع لبن الدنيا فان انما يتفق معه في الاسم فقط واما في الحقيقة والكيفية واللذة والصفة فهذا لا يعلم به الا الله عز وجل. ولذلك قال الله عز وجل فلا تعلموا نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. اوليس ما مما اخفاه لنا اللبن؟ ونحن نعلم اللبن؟ فاذا نحن انما اعلم من لبن الجنة اسمه فقط. واما كيفيته وحقيقته فلا يعلم بها الا الله. وكذلك نخل الجنة وان اتفق مع نخل الدنيا فان ما هو اتفاق في الاسم فقط؟ واما في الحقيقة والكيفية والصفة فلا يعلم بها الا الله. وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ونحن رأينا لبن الدنيا فدل ذلك على ان لبن الجنة لم تره عيوننا ولا اذن ولا خطر على قلب بشر هذا هو معناها. ولذلك يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال انه كان يقول ليس في الجنة مما في الدنيا الا مجرد الاسماء وكذلك في النار وجحيمها فالله عز وجل اخبرنا ان في الجنة سلاسل واغلالا واصفاد وو الى اخره ولكن ليست صفتها على صفة الاغلال التي نعرفها والسلاسل التي نعرفها فليس فليس في جهنم مما في الدنيا الا مجرد الاسماء فقط هذا بالنسبة لي الاشكال الاول. الاشكال الثاني اشكل عليهم لما قلت بان الله قد وعد كلا منهما ملئها هذا وارد في كتاب الله عز وجل لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين. وفي الحديث الصحيح لما احتجت لما اشتكت النار والجنة قالت يا ربي ما لي لا يدخلني الا فقراء العباد ومساكينهم. وقالت النار يا ربي ما لا يدخلني الا كذا وكذا. فالمهم في اخر حديث قال ولكليكما ملؤها. فالله عز وجل وعد الجنة ان تمتلئ. ووعد النار ان تمتلئ. فاذا دخل اهل الجنة الجنة يبقى فيها مواضع من النعيم ليس فيها احد وقد انتهى بنو ادم والجن من المؤمنين. انتهى اهل الجنة عددا وبقي مواضع كيف الله يوسئ الله خلقا لا ندري عن صفتهم ولا ندري عن كيفيتهم لانهم من علم الغيب. فينشئ لها خلقا اخر ويدخلهم الجنة. واما النار فيضع رب العزة عليها رجله فينزوي بعضها الى بعض على بعض وتقول قط قط والحديث في الصحيح. والله اعلم