العباس عن النبي صلى الله عليه وسلم والحديث ذكر الشارح الحفيد الشيخ سليمان رحمه الله في التيسير انه وجد بخط المصنف تعليقا على هذا الحديث انه قال ان في اسناده بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا يا رب العالمين. قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في باب ما جاء في التطير ولهما عن انس رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل. قالوا وما الفأل؟ قال الكلمة الطيبة ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذا الحديث الذي بين ايدينا وهو مخرج في الصحيحين فيه ذكر ثلاثة امور العدوى والطيرة والفأل اما الاولان فجاء الحديث بما فيهما واما الثالث فجاء الحديث باثباته وقد مر بنا الكلام عن العدوى والطيرة وعلمنا ان نفي النبي صلى الله عليه وسلم للعدوى لا يراد به نفي انتقال المرض بقدرة الله سبحانه وتعالى ومشيئته انما المراد نفي ما كان يعتقده اهل الجاهلية من ان من الامراض ما ينتقل بذاته و يؤيد هذا المعنى ما ثبت في الصحيحين من ان النبي صلى الله عليه وسلم لما حدث بحديث لا عدوى قال له اعرابي يا رسول الله هذه الابل تكون على الرمل كالظباء يعني جيدة ونشيطة فيجرب منها جمل فلا تلبث ان تجرب جميعا ما تلبث الا ان تجرب جميعا فماذا كان جواب النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام فمن اعدى الاول لاحظ يا رعاك الله ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينفي ان الجمل الاول قد تسبب في جرب البقية هذا القدر ما نفاه النبي صلى الله عليه وسلم انما بين النبي صلى الله عليه وسلم ان ما وقع انما كان بتقدير الله سبحانه وتعالى فجربوا الاول كان بتقدير الله وجربوا البقية كان بتقدير الله وان كان ايش؟ البقية قد اصيبوا بسبب معلوم وهو الجمل الاول واما الاول فقد يكون له سبب معلوم وقد لا يكون له سبب معلوم المهم ان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لم ينفي وجود العدوى. انما بين ان ذلك واقع بمشيئة الله سبحانه وتعالى هذا عن قوله عليه الصلاة والسلام لا عدوى واما قوله لا طيرة فمر بنا ان الطيرة التشاؤم وهذا النفي من النبي صلى الله عليه وسلم نهي وزيادة كما قد علمنا ففيه النهي عن التطير وبيان ان ظن تأثير هذا الذي تطير به في وقوع النحس والسوء امر غير صحيح ومضى الكلام في هذا الامر على وجه التفصيل لكن بقي ها هنا التنبيه على ما قد يظن انه معارض لهذا الحديث الا وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم الشؤم في ثلاثة وفي رواية ان كان الشؤم في شيء ففي ثلاثة المرأة والدار والفرس وفي رواية الدابة ولاحظي رعاك الله ان هذا الحديث مخرج في الصحيحين من حديث ابن عمر ومن حديث سهل ابن سعد كما جاء ايضا في كتب السنة من حديث ابي هريرة ومن حديث جابر اذا رواه اربعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عنهم وبالتالي فان انكار من انكره كعائشة رضي الله عنها اجتهاد منها فانها انكرت على ابي هريرة رضي الله عنه تحديثه بهذا الحديث على انه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم اقرارا انما بينت او ظنت ان النبي صلى الله عليه وسلم انما قال هذا الحديث حكاية عن حال الكفار انه هكذا كان يقع في نفوسهم ولم يرد تقرير ان الشؤم في هذه الامور الثلاثة ولكن ذلك غير صحيح ولا يمكن ان يخطأ هؤلاء الصحابة الاجلاء اذا الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم على جهة الاثبات واختلف اهل العلم في توجيه هذا الحديث ولا يخرج ما قيل في التوجيه عن رأيه الرأي الاول القول بالنسخ والثاني القول بالجمع اما القول بالنسخ فقال بعضهم ان حديث لا عدوى ولا طيرة ناسخ لحديث انما الشؤم في ثلاثة وبعضهم عكس لا شك ان القول الجمع مقدم على القول بالنسخ بل القول بالنسخ قول ضعيف لا ينبغي ان يلتفت اليه وذلك انه قد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا يرى والشؤم في ثلاثة اذا لا يمكن ان يكون الحديث حديثا واحدا وفيه ناسخ ومنسوخ. هذا لا يمكن ان يكون. اذا القول بالنسخ ضعيف بالمرة يبقى القول بالجمع وقد قيلت اقوال عدة الاقوى والاقرب والله تعالى اعلم ان يقال هذا الحديث يتحدث ويتكلم عن الشؤم لا التشاؤم عندنا امران عندنا تشاؤم هو الطيرة وهو ما نفاه الحديث اولا وعندنا شيء اخر وهو الشؤم وهذا ما جاء اثباته. اذا لا يمكن ان يكون الشؤم هو التشاؤم لانه لا يمكن ان ينفى لا يمكن ان يثبت ما نفي اليس كذلك؟ لا يمكن ان يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا طيرة يعني لا تشاؤم ثم يثبت التشاؤم هذا غير وارد اذا النبي صلى الله عليه وسلم يتحدث عن الشؤم والشؤم في كتب اللغة هو الشر اذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول الشر في ثلاثة امور ومعنى هذا الحديث ان الله جل وعلا جعل للخير اسبابا وجعل للشر اسبابا ومن اهم اسباب الشر التي تلحق الانسان هذه الامور الثلاثة والحديث جاء على سبيل ذكر الغالب والا فالشر قد يكون بمقارنة غير هذه الامور الثلاثة. لكن الغالب ان يناله البلاء والشر والمصائب من قبل هذه الامور الثلاثة لانه لا ينفك عنها غالبا لا ينفك الانسان غالبا عن زوجة يأوي اليها ودار يسكنها دابة يستخدمها فقد يبتلى الانسان اه كدر في حياته من قبل هذه الامور الثلاثة التي هي من اقرب ما يكون اليه فيبتلى الانسان بامرأة سيئة الخلق تكدر عليه حياته وتنغص عليه معيشته او يبتلى بدار ضيقة يضيق صدره بسببها او ان له جيرانا آآ سيئين في ضيق صدره ايضا ويتكدر حاله او يبتلى بدابة عسرة او كثيرة الاعطاب والامراض اذا غالب ما يرد على الانسان انما هذه الامور الثلاثة وقد يبتلى بغيرها. قد يبتلى بابن عاق تناله انواع الشرور بسببه لكن في الغالب انه يناله من هذه الامور الثلاثة. اذا الحديث يتحدث عن الشؤم بين النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه اسباب ثلاثة لوصول الشر الى الانسان قرنتها وهذا لا اشكال فيه ولا تعارض بينه وبين الطيرة او التشاؤم التي جاء نفي وفي الشطر الاول من الحديث نأتي الان الى الامر الثالث الوارد في الحديث وهو الفأل الفأل هو الاستبشار بمسموع او مرئي الاستبشار بمسموع او مرئي يعني ان يحصل على الانسان استبشار وفرح وسرور ورجاء بسبب كلمة يسمعها او شيء يراه يدخله الامل والرجاء بسبب ذلك فهذا لون والطيرة لون اخر والنبي صلى الله عليه وسلم فصل بين الامرين لما بينهما من التمايز. نعم الكل اعني الطيرة والتفاؤل يجتمعان في التأثير على النفس ولكن بينهما بول شاسع النبي صلى الله عليه وسلم فرق بينهما لان بين هذا وهذا فارق كما فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين الرقية المشروعة والرقية الممنوعة في نظائر كثيرة في الشريعة اذا النبي صلى الله عليه وسلم نفى وحذر من الطيرة واثبت التفاؤل بل بين ان هذا امر مستحب لانه يعجب النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعجب الا بامر حسن والحديث جاء في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه وجاء ايضا من حديث ابي هريرة في حديث انس الذي بين ايدينا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم باعجابه بالفأل وفي حديث ابي هريرة بين النبي صلى الله عليه وسلم ان خير الطيرة الفأل. قال وخيرها الفأل لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الفأل فسره بمثال له وهو الكلمة الصالحة اسمعها الانسان وهذه الكلمة وصفت بالصحيحين في مجموع الروايات بالكلمة الطيبة والكلمة الصالحة والكلمة الحسنة والمعنى متقارب يعني ان يسمع الانسان كلمة حسنة طيبة فينشرح صدره بذلك ويستبشر كأن يكون يريد سفرا فيسمع من ينادي يا راشد او يكون مريضا فيسمع من ينادي يا سالم فيبتهج بذلك يستبشر ويتفائل فهذا هو الذي جاء في هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث الذي فيه اعجاب النبي صلى الله عليه وسلم بالفأل فيه ابانة عن غريزة جعلها الله عز وجل في النفوس الله جل وعلا جعل جبل النفوس البشرية على محبة اشياء فهي تحب رؤية المناظر الانيقة والرياضي النظرة والالوان الحسنة تستلذ بالمطعوم الطيب وتبتهج بالرائحة الطيبة وما الى ذلك. فهذا من هذا الجنس كون الانسان يسمع كلمة حسنة فيستبشر بها هذا مما يدخل عليه الفرح والسرور والنشاط ولا يضره في ايمانه بشيء لا يتأثر ايمانه وتوحيده بذلك فمثل هذا امر حسن بل هذا هو الكمال وهذه هي حال النبي صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم كان له اكمل الاحوال البشرية عليه الصلاة والسلام. اذا الفأل لا يعدو ان يكون استبشارا وانشراح صدر وتفاؤلا وامدادا للعمل بسبب شيء يسمعه او شيء يراه وهذا له شواهد كثيرة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ما ثبت في صحيح البخاري في قصة الحديبية ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اقبل سهيل بن عمرو ليفاوض النبي صلى الله عليه وسلم في الصلح قال النبي صلى الله عليه وسلم سهل عليكم من امركم من اين اخذ النبي صلى الله عليه وسلم هذا التفاؤل ها من اسم الرجل اقبل رجل اسمه سهيل فقال سهل عليكم من امركم فهذا لا يعدو ان فرحا واستبشارا تغدو النفس على اثره اكثر نشاطا اه جدة او جدية في الامور. وبالتالي فانها تقبل على شأنها من امر الدين. او من امر الدنيا وهي منشرحة النفس ولا شك ان الانسان لا يمكن ان يؤدي الحقوق التي عليه لله او للخلق او للنفس الا وهو منشرح النفس الا وهو طيب الخاطر اما المغبون والمتكدر والمتضايق والذي نفسيته سيئة كما يقال فانه في الغالب لا يعبد الله عز وجل على الوجه الاكمل ولا يؤدي الحقوق الواجبة عليه على احسن حال. اذا الشريعة تدعو الى ان يكون الانسان منشرح الخاطر دائما ومن تلك الاسباب ان يتعاطى الاشياء التي تؤدي الى حصول هذه الحالة الحسنة. ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يتفائل بالكلمة الطيبة. كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل. كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الرائحة الحسنة وكان اطيب الناس ريحا عليه الصلاة والسلام. كان يحب الشراب الحلو البارد اذا كل هذه اسباب تؤدي الى راحة للنفس ونشاط للخاطر وبالتالي فانه لا حرج في اعطيها بشرط ان يقف الامر عند هذا الحد بمعنى مشروعية الفأل لا تتجاوز هذا القدر وهو ان يحصل عرضا سماع او رؤية ما تبتهج وتستبشر به النفس فينشرح صدره وخاطره لذلك ويؤمل الخير ويحسن الظن في الله جل وعلا. اما ان يكون هذا الذي تفاءل به هو الذي يعتمد عليه في الاقدام او عدمه فهذا يجعل الفأل من جنس الطيرة انتبه لهذا. فرق بين انسان خرج من بيته فسمع كلمة حسنة فاستبشر. وقال ان شاء الله هذا يوم خير سمع كلمة بشارة فوز طيب الى اخره فاستبشر ومضى في عمله وهو ماض عليه اصلا. لكنه شرح لذلك واكمل عمله. هذا امر حسن لا حرج فيه الحالة الثانية ان يخرج الانسان وهو يترقب يريد ان يرى مثلا طائرا ذا لون حسن او طائرا يمضي من جهة اليمين وفي نفسه انه ان رأى هذا الشيء الذي يستبشر به والا رجع وما عمل الذي اراد هذا نقول وقع فيما هو من جنس الطيرة الممنوعة. ولذلك سيأتي معنا في اخر الباب انما الطيرة ما امضاك او ردك الذي يدفعك الى الشيء او الذي يحجزك عن الشيء هذا حد الطيرة الممنوعة. ولذلك قد علمنا في شأن العيافة ان اهل الجاهلية كانوا يستثيرون الطير فان طار جهة اليمين وسموه سانحا فانه ماذا؟ يبنون على هذا المضيء. والا قعدوا وما عملوا. اذا هذا يدلك على ان التفاؤل لو زاد عن حده فاصبح هو الذي يعتمد عليه الانسان في مضيه في الامر فانه يكون قد وقع في امر محظور. لو خرج انسان مثلا من بيته وقال ان كانت الاشارات كلها خضراء فانني سوف اسافر فان كانت حمراء رجعت نقول هذا ماذا امر منكر ومحرم ولا يجوز. واضح؟ طيب. هذا اذا ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم من بيانه ان خير هذه ان خير هذه المؤثرات هو الفأل يعني ما يستبشر به الانسان من قول او اه مرأى شيء يراه وبين ايضا الحديث في بعض برواياته ان هذا مما كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم والله اعلم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولابي داود بسند صحيح عن عقبة ابن عامر رضي الله عنه انه قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال احسنها الفأل. ولا ترد مسلما. فاذا رأى احدكم ما يكره فليقل اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت ولا ادفعوا السيئات الا انت ولا حول ولا قوة الا بك هذا الحديث فيه بحث من جهة ثبوته من جهتين اولا ان نسبة هذا الحديث الى عقبة ابن عامر وهم وقد وقع في هذا الوهم بعض من تقدم الشيخ محمدا رحمه الله كالنووي وابن القيم وغيرهما والصواب ان الحديث من حديث عروة ابن عامر قيل القرشي وقيل الجهني. وقد اختلف في صحبته كثير من اهل العلم رأوا انه تابعي ولا يصح له صحبة ونص على هذا رحمه الله وجماعة من انه لم يثبت له صحبة من وجه يصح وبعض اهل العلم اثبت له الصحبة وبعضهم توقف في ذلك اذا على القول بثبوت صحبته فالحديث متصل وعلى القول بانه تابعي فالحديث مرسل. هذا اولا ثانيا الحديث في اسناده حبيب ابن ابي ثابت وهو على كونه ثقة جليلا كثير التدليس والارسال وقد نص الحافظ رحمه الله في التهذيب على ان روايته عن عروة ابن عامر الظاهر انها منقطعة. يعني لم يسمع من عروة ابن عامر فالحديث اذا في ثبوته نظر لكن الشيخ صححه وتقدمه ايضا في هذا التصحيح النووي رحمه الله في رياض الصالحين وغير واحد من اهل العلم وعلى كل حال الحديث فيه آآ التنبيه على ان الطيرة امر من في وانها لا ترد مسلما والنهي والنفي والتحذير من الطيرة امر قد تكاثرت تكاثرت فيه الاحاديث في الصحيحين وغيرهما وكونها لا ترد مسلما فيه اشارة الى ان حال اهل الشرك على خلاف ذلك. ويشهد لهذا المعنى ما ثبت في صحيحه مسلم من حديث معاوية ابن الحكم رضي الله عنه لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم ومنا اناس يتطيرون قال ذلك شيء يجدونه في انفسهم فلا يصدنهم او قال فلا يصدنكم فالشاهد ان هذا مثل هذا ويبقى فقط آآ ما يتعلق بالشطر الاخير من الحديث وهو ان مما يدفع به الانسان عن نفسه هذا الدعاء اللهم لا يأتي بالحسنات الا انت الى اخره والحسنة والسيئة هنا هي الحسنة الدنيوية والسيئة الدنيوية يعني لا بالخير ولا يدفع الشر الا انت يا الله فكان الملاذ المفزع الى تحقيق توحيد الله سبحانه وتعالى. وهكذا الانسان لا يدفع عن نفسه وساوس الشيطان الا اذا اعتصم بحبل وثيق من الايمان بالله عز وجل وتوحيده. اقول ان كون هذا الذكر مما يحافظ عليه الانسان ان وقع في نفسه شيء من ذلك موقوف على ثبوت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والله تعالى اعلم. نعم قال رحمه الله وابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا الطيرة شرك الطيرة شرك وما منا الا ولكن الله يذهبه بالتوكل رواه ابو داوود والترمذي وصححه وجعل اخره من قول ابن مسعود هذا الحديث حديث ابن مسعود مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم الطيرة شرك الطيرة شرك هذا القدر ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه بيان حكم الطيرة وهذا موضع يحتاج الى تفصيل فانتبه. الطيرة لها احوال وكل حال لها حكمها فاولا من تطير بشيء لاعتقاده ان هذا الذي تطير به هو الذي يعطي الخير او يعطي الشر بذاته فهذا شرك اكبر مشاركة لله عز وجل في ربوبيته ثانيا من تطير بشيء لاعتقاده انه سبب لنزول الشر مجرد سبب والا فالامر راجع الى الله عز وجل وتقديره فهذا شرك اصغر وعلى هاتين الحالتين يتنزل قول النبي صلى الله عليه وسلم الطيرة شرك اما كون هذه الحالة الثانية آآ شركا اصغر فذلك ان هذا المتطير اعتقد هذا الشيء سببا والواقع ان الله جل وعلا لم يجعله سببا في نزول البلاء والقاعدة ان من اتخذ واعتقد سببا لم يجعله الله سببا لا شرعا ولا قدرا فانه يكون قد اشرك الشرك الاصغر الحال الثالثة ان يتطير و يمضي في عمله الحالة الثانية عفوا قيدها بانه يتطير ويبني على هذا التطير رجوعه عن العمل ورده آآ عنه هذا الذي اردت ان اقول انه شرك اصغر. ان كنت ما ذكرته فقيده. اذا بنى على هذا التطير انه ترك العمل وما اقبل فانه يكون قد وقع في الشرك الاصغر وهذا الذي يؤيده ما سيمر معنا ان شاء الله انما الطيرة ما امضاك او ردك والحالة الثالثة ان يتطير ولكنه يمضي في عمله تنقبض نفسه ويضيق صدره ويبقى متوجسا منتظرا ان مكروها ينزل به هذا محرم لانه سوء ظن بالله جل وعلا و قبول لوساوس الشيطان ولا شك ان هذا امر لا يجوز الحالة الرابعة ان يقع في نفسه خاطر ولكنه يدفعه لتوكله على الله عز وجل واحسان ظنه به فهذا قدر معفو عنه وهذا الذي جاء فيه وما منا الا يعني الغالب ان كل احد يعتريه هذا الخاطر يقع في نفسه شيء وقد خرج من بيته فرأى دعاها او رأى حادثا او رأى منظرا قبيحا وقع في نفسه شيء من الضيق ثم دفعه متوكلا على الله عز وجل فزال الذي في نفسه ومضى الى عمله فهذا لا يضره ان شاء الله. ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تتكلم او امل. اذا عندنا في حكم الطيرة اربع احوال قد تكون الطيرة شركا اكبر وقد تكون الطيرة شركا اصغر اذا كف عن العمل وما كان ينوي القيام به بسببها وقد تكون امرا محرما وقد تكون اه امرا جائزا على التفصيل الذي قد سمعت بقي البحث في الشطر الاخير من الحديث وما منا الا ولكن الله يذيبه بالتوكل هذا القدر اختلف الحفاظ في كونه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم او هو مدرج يعني من قول ابن مسعود وقد ذهب كثير من اهل العلم او اكثرهم الى ان هذا القدر مدرج والترمذي رحمه الله في جامعه وكذلك في العلل الكبير اه حكى عن شيخه الامام البخاري والبخاري حكى عن شيخه سليمان ابن حرب ان هذه اللفظة مدرجة من قول ابن مسعود. وما منا الا يعني وما منا الا من يعتريه ذلك وسكت ابن مسعود عن بيان الامر وحذفه لعلم السامع به واتكالا على معرفته له وما منا الا وحذف ما يعلم جائز وفيه ايضا ادب لطيف وهو عدم التصريح بما يقبح وذهبت طائفة من اهل العلم الى ان هذا القدر ايضا مرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم مثل الذي تقدمه وهذا ما اختاره ابن القطان الفاسي وتابعه عليه من المعاصرين الشيخ الالباني رحمه الله اذ انه صحح ان هذه اللفظة مرفوعة الى النبي صلى الله عليه وسلم. والاقرب هو الاول بل نص الحافظ رحمه الله في النكت على ان القول بادراج هذه اللفظة امر متعين فالمهم ان الاقرب والاصح ان هذا ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم لما وصف الطيرة بانها شرك ليس آآ من المقبول ان يقال انه يقول انه يقع في هذا الامر حاشاه عليه الصلاة والسلام فانه عليه الصلاة والسلام ابعد الناس عن التطير واكمل الناس ايمانا وتوكلا واحسانا للظن بالله جل وعلا. ومن عداه لا يخلو من وقوع شيء في نفسه ولكنه يدفع بتوفيق الله عز وجل بالاعتصام به جل على نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولاحمد من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما انه قال من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك. قالوا فما ذلك قال ان تقول اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك ولا اله غيرك هذا الحديث يؤيد الضابط السابق الذي ذكرناه ان من ردته الطيرة عن حاجته فقد اشرك على التفصيل الذي مر معنا وهذا الحديث فيه بحث ايضا من جهة ثبوته فان في اسناده ابن لهيعة وفيه كلام معروف لكن هذا الحديث جاء من رواية ابن وهب عنه وكذلك من رواية عبدالله ابن يزيد المقرئ عنه طائفة من اهل العلم وما رواه آآ العبادلة عنه يعني تقوي الاسناد الذي فيه ابن لاهيعة وقد روى عن العبادلة عبد الله بن وهب وعبد الله بن يزيد المقرئ وعبد الله بن المبارك. اضافة الى جماعة من الرواة ولاجل هذا صحح هذا الحديث آآ غير واحد من اهل العلم ومنهم الشيخ الالباني رحمة الله تعالى على الجميع الشاهد ان الحديث فيه بيان ضابط كون الطيرة شرك وايضا فيه ذكر كفارة من يقع في هذا الامر من وقع في هذا الامر واراد ان يكفر او ان يدفع ما وقع في نفسه فليدعوا بهذا الدعاء. اللهم لا خير الا خيرك ولا طير الا طيرك يعني لا يأتي الخير الا من قبلك يا الله الا من قبلك يا الله كما ان الطير الذي يتطير به الناس او كثير من الناس يتطيرون بالطير ما هو الا مخلوق من مخلوقاتك يا الله. اذا هو لا يملك جلب خير ولا يملك جلب شر. انما الامر كله اليك يا الله. ولا اله غيرك. فجمع هذا الدعاء والذكر كره بين اثبات التوحيد العلمي واثبات التوحيد العملي بين اثبات توحيد المعرفة والاثبات واثبات توحيد قصد والطلب وهذا كما اسلفنا خير ما يلجأ اليه الانسان اذا اصابه الشيطان بهذا الوساوس التي لا حقيقة لها والله اعلم نعم قال رحمه الله وله من حديث الفضل ابن عباس رضي الله عنهما انما طيرة ما امضاك او ردك هذا الحديث آآ قال فيه وله يعني الامام احمد في المسند من حديث الفضل ابن رجلا مختلفا في اه مختلفا فيه كما ان فيه انقطاعا يعني ذكر ان الحديث قد اعل بعلتين الاولى ان في اسناده رجل مختلفا في توثيقه وهو محمد ابن عبدالله ابن علاثة وهذا الرجل قد ظعفه طائفة من اهل العلم ووثقه طائفة والحافظ رحمه الله قال في التقريب انه صدوق نخطئ هذه هي العلة الاولى اما العلة الثانية فهي الانقطاع. لان محمد ابن عبد الله ابن علافة روى هذا الحديث عن مسلمة ابن عبد الله عن الفضل ابن العباس والصحيح انه لم يسمع منه. لم يسمع مسلمة من الفضل. وبالتالي فالحديث فيه انقطاع. لكن يشهد له الحديث الذي قبله. فانه يدور في المعنى نفسه. والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان