الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد في باب قول الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين وقوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم الاية الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد وقبل ان نتكلم عن هذه الاية التي سمعناها ينبغي ان نقدم بالكلام على الاية التي بوب المؤلف رحمه الله هذا الباب عليها الا وهي قول الله سبحانه وتعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين هذه الاية مقول للرجلين اللذان للرجلين اللذين هما من الذين يخافون وانعم الله عليهما وكان من قوم موسى عليه السلام وسياق الاية ان موسى عليه السلام قال لقومه يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على ادباركم فتنقلبوا خاسرين وكان جواب بني اسرائيل قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فليخرجوا منها فانا داخلون هنا قال رجلان من بني اسرائيل من قوم موسى من المؤمنين قال رجلان من الذين يخافون وصفهم الله سبحانه وتعالى بالخوف منه جل وعلا وهذا هو الاقرب باقوال اهل التفسير قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهما انعم الله عليهما بالتوفيق وبقول كلمة الحق في ذلك الموضع قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانكم غالبون وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين هذه الاية وجدت ان تأملت فيها فوائد اولا فيها الدليل على وجوب التوكل ووجوب اخلاص التوكل على الله وذلك من وجهين اولا من تقديم الجاري من تقديم الجار والمجرور وعلى الله فتوكلوا ومعلوم في لغة العرب ان تقديم المعمول الذي هو هنا الجار والمجرور حقيقته وقيامه بالقلب شيء وتصور معناه شيء اخر كثير من الناس يعلم ما هو التوكل ويمكن ان يشرحه ويفسره يتكلم ويتكلم فيه الساعات لكن هذا شيء و كونه يقوم بالتوكل حقيقة يفيد الحصر اي معنى الاية فتوكلوا على الله لا غيره وتوكلوا على الله لا غيره والوجه الثاني ان الله سبحانه وتعالى بين في هذه الاية ان تحقيق التوكل شرط في الايمان. قال ان كنتم مؤمنين. لاحظ ان هنا الشرطية ان كنتم مؤمنين وجواب الشرط محذوف للعلم به. ان كنتم مؤمنين فتوكلوا عليه فهذه الاية دليل صريح على وجوب التوكل على الله سبحانه واخلاص هذا التوكل له جل وعلا وفي الاية فائدة اخرى الا وهي الجمع بين بذل السبب وتفويض الامر الى الله سبحانه وتعالى والاعتماد عليه الم تر الى ان الاية كان فيها اولا حث على بذل السبب ادخلوا عليهم الباب ثم كان الاعتماد على الله عز وجل وعلى الله فتوكلوا ابذلوا ما تستطيعون بحزم وعزم ومن ثم يكون الاعتماد والتفويض الى الله سبحانه وتعالى وهذا يؤكد ما ذكرناه سابقا من ان بذل السبب والتوكل امران مقترنان لا متنافران والاية فيها مباحث كثيرة ولكن الشاهد في هذا الموضع بيان ان التوكل على الله عز وجل عبادة واجبة و نظير هذه الاية قول الله سبحانه وتعالى وعلى الله فليتوكل المؤمنون فان فيها اجابة التوكل على الله عز وجل وحسرا وقصرا هذا التوكل على الله سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم الاية هذه الاية في مطلع سورة الانفال انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون هذا هو موضع الشاهد من الاية الله سبحانه وتعالى وصف المؤمنين حقا بهذه الصفات الخمس العظيمة انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما فهم ينفقون والحكم بعد ذلك من العلي العظيم سبحانه وتعالى كان اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم الشاهد ان من صفات اهل الايمان حقا الذين حققوا الايمان انهم يتوكلون على الله سبحانه وتعالى. وعلى ربهم يتوكلون فدل هذا على فضيلة عبودية التوكل لله سبحانه وايضا على وجوب الاخلاص في التوكل. وعلى ربهم يتوكلون. اي يتوكلون عليه لا على غيره وبالتالي فانه لا يجوز بحال ان يتوكل الانسان على غير الله سبحانه. كما انه لا يجوز له ان لغير الله كما انه لا يجوز له ان يسجد لغير الله كما انه لا يجوز ان يطوف بمحل الا لله سبحانه وتعالى. والطواف لا يكون عبادة الا اذا كان ببيت الله. الشاهد ان التوكل عبادة شأنها شأن بقية العبادات التي يجب اخلاصها لله عز وجل ولا يجوز مع الله لا يجوز الاشراك فيها مع الله عز وجل. واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله يا ايها النبي حسبك الله هذه الاية اختلف المفسرون فيها يا ايها النبي خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين قال بعض اهل التفسير وهذا القول الاول حسبك الله وحسبك المؤمنون حسبك الله وحسبك المؤمنون وهذا قول بعض اهل التفسير وقلة من المتقدمين القول الثاني يا ايها النبي حسبك الله وحسب المؤمنين يعني الله حسبك وحسب المؤمنين وهذا القول الثاني قول اكثر اهل التفسير وهو الصواب الذي لا شك فيه يا ايها النبي حسبك الله وحسب المؤمنين الله فالله جل وعلا حسب نبيه صلى الله عليه وسلم. وكذلك هو حسب اصحابه الحصب هو الكفاية والنصرة فالله عز وجل حسب نبيه والمؤمنين يعني هو كافيهم وهو ناصرهم جل وعلا قلنا ان هذا هو الصواب الذي لا شك فيه لدلالة الادلة على ذلك قال الله سبحانه وتعالى وان يريدوا ان يخدعوك فان حسبك الله هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين. هذه الاية على وزان الاية التي بين ايدينا ففيها لما ذكر الحسب قصره على الله عز وجل. فان حسبك الله لكن لما جيء الى التأييد فان التأييد يكون من الله عز وجل بنصره وكذلك يكون من المؤمنين يسخرهم الله سبحانه وتعالى فيكونون مؤيدين للنبي صلى الله عليه وسلم. قال فان هو الذي بيده الكفاية والنصرة جل وعلا والشطر الثاني ونعم الوكيل ولاحظ ان مخصوص نعمة محذوف للعلم به ونعم الوكيل هو ونعم الوكيل الله فالله نعم الوكيل جل وعلا والوكيل الله هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين. اذا هذه الاية تدل على ان الحسبة انما هو شيء مقصور ومحصور على الله سبحانه وتعالى. ولا يجوز ان يكون الا هو جل وعلا. قل مثل هذا في قول الله سبحانه وتعالى وقالوا حسبنا الله يؤتينا الله من فضله ورسوله. لما ذكر الحسب قصر على الله سبحانه وتعالى. اما فان الله عز وجل يؤتي من فضله وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم يؤتي في حياته فهو يؤتي العلم ويؤتي الخير ويؤتي المال. قال الله سبحانه وتعالى وما اتاكم الرسول فخذوه. فدل هذا على ان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتي وايتاؤه يليق به. والله عز وجل يؤتي وايتاءه يليق به اما الحصب فما قال ربنا جل وعلا وقالوا حسبنا الله ورسوله انما كان الحسب ماذا مختصا بالله سبحانه وتعالى وهذا الذي يقوله المسلمون كافة في الكلمة العظيمة كلمة الاعتماد والتفويض ان سياد التي سيأتي الحديث عنها ان شاء الله يقولوا فيها المسلمون كافة حسبنا الله ونعم الوكيل. لا يقولون حسبنا الله ورسوله. لا يقولون حسبنا الله والمؤمنون. انما يقولون ماذا حسبنا الله فقط ولا يشركون مع الله عز وجل غيره في هذه الكلمة. فدل هذا على انه لا يجوز ان يكون حسب لاحد الا الله جل وعلا فهذه الاية الشاهد من ايرادها في كتاب التوحيد بل في هذا الباب المتعلق بالتوكل انه لما كان الله عز وجل وحده حسب المؤمنين لما كان الله عز وجل وحده حسب المؤمنين وجب ان يتوكل عليه وحده اعيد لما كان الله عز وجل حسب المؤمنين وحده وجب ان يكون التوكل عليه وحده لو كان يجوز ان يكون غيره حسبا لجاز ماذا ان يتوكل عليه. لكن لما كان الحسم مقصورا ومختصا بالله سبحانه وتعالى. وجب بناء على ذلك ممكن ان يكون التوكل على الله عز وجل. اذا هذه الاية دليل على وجوب افراد الله سبحانه وتعالى انا بالتوكل واضح هذه الاية دليل على وجوب افراد الله سبحانه وتعالى بالتوكل. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقوله ومن اعد الاية وقوله يا ايها النبي حسبك الله لا وقوله ومن يتوكل على الله فهو حسبه كذلك الامر في هذه الاية ومن يتوكل على الله فهو حسبه يعني كافيه وناصره وهذه الاية فيها بيان الثمرة و الغاية التي تكون من التوكل على الله سبحانه وتعالى فان من توكل على الله ان يبشر ان الله عز وجل كافيه وناصره فماذا يريد بعد ذلك واذا كان الله عز وجل هو المتولي امرك اذا كان الله عز وجل كافيك وناصرك اذا كان الله عز وجل هو حسبك لن يضرك شيء ولو انك كنت في وسط السباع المفترسات بل لو كادك اهل الارض والسماوات لن يضرك ذلك شيئا لان القوي القدير الغني سبحانه وتعالى هو الذي يتولاك وهو الذي ينصرك وهو الذي بيده ملكوت كل شيء وكل شيء ففي قبضة يده وفي سلطانه وتحت تدبيره فاي شيء يخيفك واي شيء يتسلط عليك بالاذى والله عز وجل هو الذي تولى عمرك ارأيت لو ان رجلا قال له ملك من الملوك انت في كفالتي وانت تحت رعاية تمضي ولا تبالي باحد كيف سيكون حاله سيكون مطمئنا مرتاحا لا يبالي باحد. اليس كذلك هذا وهو ملك في حقيقته مملوك مملوك لله جل وعلا ولا ليستطيعوا ان يدبر شيئا الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى. فكيف اذا كان العبد الله عز وجل هو الذي يتولى امره وهو الذي حسب له سبحانه وتعالى فلا شك ان حاله سيكون حال المطمئن الساكن الذي لا يخاف احدا ولا يبالي في الحق احدا لان الله سبحانه وتعالى ان كان حسبك فانه جل وعلا سيتولى امرك وسيكفيك كل ما يسوءك لكن الشرط هو ان تكون قد حققت التوكل على الله عز وجل ومن هنا يؤتى من يؤتى قد يقول بعض الناس من اين اوتيت وانا قد توكلت على الله عز وجل. لكن سلط علي الجواب راجع نفسك قل هو من عند انفسكم ونحن نشهد الله عز وجل على ان ما اخبرنا به حق وصدق ومن الاصدق من الله حديثا ثمن توكل على الله عز وجل فهو حسبه قطعا لا شك في ذلك ولا ريب لكن الاشكال انما هو في تقصير الانسان في تحقيق الشرط شرط ان يكون ربنا سبحانه وتعالى حسب عبده ان يكون محققا للتوكل والتوكل كما قلت لك في درس السابق التوكل فيكون معتمدا ومفوضا وواثقا بالله سبحانه وتعالى ومحسن الظن به جل وعلا هذا امر لا يوفق اليه الا الخنس من عباد الله كما مر بنا في حديث سبعين الفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. قال عليه الصلاة والسلام وعلى ربهم يتوكلون هذا مقام لا يبلغ الدرجة العليا منه حقيقة الا كمل المؤمنين ان الذين حققوا التوحيد حققوا التوحيد الواجب وارتقوا الى تحقيق التوحيد المستحب والله المستعان. نعم قال رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال حسبنا الله ونعم الوكيل قالها ابراهيم صلى الله عليه وسلم حين هي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا الاية رواه البخاري هذه او هذا الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما مخرج في صحيح البخاري وغيره وهو يبين فضيلة هذه الكلمة العظيمة وان اعظم الناس اعظم الناس توكلا على الله سبحانه وتعالى وهما الخليلان عليهما الصلاة والسلام ابراهيم ومحمد انهما قال هذه الكلمة وقت الشدة كان من الله سبحانه وتعالى الفرج قال رضي الله عنه حسبنا الله ونعم الوكيل هذه الكلمة العظيمة التي يلهج بها اهل الايمان وشأنها وقت الشدائد عجيب واثرها لا يعلمه الا من قالها بصدق ورأى اثرها بتوفيق الله سبحانه وتعالى هذه الكلمة قالها ابراهيم عليه السلام حين القي في النار و جاء في رواية عند البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما انها كانت اخر كلمة تكلم بها قبل ان يقذف في النار قال حسبنا الله ونعم الوكيل فكان ان جاء الفرج من الله سبحانه وتعالى قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم كذلك الحال في خليل الله محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال لهم قال الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه معه ان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه معه كانوا في طريق عودتهم بعد احد وقد اصابهم ما اصابه في هذه المعركة مما تعلمون كانوا في طريقهم عائدين الى المدينة فبلغهم خبر وهو ان المشركين ارادوا ان يعودوا اليهم ليستأصلوا شأفة المسلمين فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الا ان قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ثم انهم تقدموا لاجل انهم يريدون ان يلاقوا هؤلاء المشركين حتى وصلوا الى حمراء الاسد هذا المكان القريب من المدينة من الجهة الجنوبية فلما بلغ المشركين ذلك قذف الله عز وجل الرعب في قلوبهم فانصرفوا راجعين الى مكة وسلم الله المؤمنين من هذا الامر وانقلبوا بنعمة من الله وفضل المقام مقام خوف والمكان مكان مخيف وهذا معه هذا الطفل معه ابوه كيف ترون هذا الطفل يصنع اليس يفوض امره الى ابيه ويلقي المقاليد كلها اليه يفعل هذا ام لا؟ نعم فالشاهد ان هذه الكلمة كلمة عظيمة فيها تحقيق التوحيد على الله فيها تحقيق التوحيد لله سبحانه وتعالى. فيها تحقيق توحيد العلمي وفيها تحقيق التوحيد العملي. فيها تحقيق توحيد المعرفة والاثبات وفيها تحقيق توحيد القصد والطلب والتوكل عبادة تقرن وتمزج بين الامرين فيها كما قد تعلمنا في درس امس ان الركن الاول الذي يقوم عليه بناء التوكل تحقيق التوحيد العلمي او توحيد المعرفة والاثبات. الذي يجمع توحيدي الربوبية والاسماء والصفات ولذلك لو تأملت مثلا في قول الله جل وعلا وتوكل على الحي الذي لا يموت تنظر كيف ان التوكل كان على هذا الرب العظيم الذي هذا وصفه انه ماذا حي لا يموت ولذلك كلما عظم هذا التوحيد في قلبك كان التوكل عندك عظيما والعكس بالعكس ثم في هذه العبادة تحقيق لتوحيد الالوهية يعني توحيد العبودية وذلك بان يقوم بقلب الانسان من حسن الظن بالله جل وعلا والثقة به والتفويض والاعتماد عليه وهذه عبادة جليلة كما ترى فهذا هو التوحيد العملي اقترن الامران في هذه العبادة عبادة التوكل. ولذلك قلنا ان هذه العبادة انما يقوم بها المحققون لا يقوم بها على وجهها الكامل ان المحققون للايمان و هذه الكلمة تشتمل على جزئين حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله يعني كافينا وناصرنا اقرار بان الله سبحانه وتعالى هو من اليه التفويض ولاحظ معي ان هذه الكلمة ونعم الوكيل فيها بيانه ان الله عز وجل وكيل عباده فالتوكيل يكون اليه وهذا شيء اخر كنا نتكلم قبل قليل عن التوكل عليه والان نتكلم عن التوكيل اليه. وكلاهما ثابت في حق الله جل وعلا كلا الامرين ثابت التوكل ها التوكيل ولاحظ الفرق الدقيق بين الامرين التوكل الاصل فيه الاصل في معناه الاعتماد والتوكيل الاصل في معناه من جهة اللغة هو التفويض وان كان الامران مقترنين في حق الله عز وجل الامران في حق الله مقترنات فالله جل وعلا اليه التفويض وعليه الاعتماد اما في حق المخلوق فالامر مختلف اما التوكل فانه لا يصح ان يكون متعلقا ها بالمخلوق على ما فان هذا في درس امس لان حقيقة التوكل والركن الاعظم في التوكل انما هو الاعتماد القلبي وهذا لا يجوز ان يتوجه به العبد الا لمولاه جل وعلا. اما التوكيل فانه مختلف التوكيل تفويض ولذلك يفوض المخلوق فيما يليق به كما ان الله عز وجل يفوض اليه ما يليق به. ولذلك جاءت النصوص بصحة توكيل المخلوق وعدم التوكل على المخلوق انتبه الى الفرق التوكيل جائز. قلنا التوكيل تفويض. يعني ان يفوض احد غيره في ان يقوم مقامه يفوض انسان غيره في ماذا في ان يقوم مقامه في امر من الامور. وهذا امر سائل. النبي صلى الله عليه وسلم وكل علي رضي الله عنه ان يذبح ابقية هديه النبي صلى الله عليه وسلم وكل عروة ابن الجعد رضي الله عنه في شراء الشاة في القصة المعروفة. اذا هذا التفويض لا اشكال فيه وليس فيه اي شائبة او قدح في التوحيد. بل الغالب او مما يكثر ان يكون الموكل ارفع درجة من الموكل صح ولا لا؟ يكثر ان يكون الموكل ها ارفع درجة من الموكل. وبالتالي فانه لا اشكال في ان يوكل المخلوق لا اشكال في ذلك. اما في حق الله سبحانه وتعالى فان الله عز وجل يوكل بمعنى يفوض اليه كل شيء فالتوكيل الى الله سبحانه وتعالى بمعنى التفويض هو تفويض العاجز من كل وجه الفقير من كل وجه الى القدير العظيم الغني الذي له الغنى المطلق فتوكيل العبد لله سبحانه وتعالى تفويض لامره كله. لانه يعلم ان الله سبحانه وتعالى اعلم بما يصلحه واقدر على اصلاح شأنه فخيرة الله له خير من خيرته لنفسه ومشيئة الله عز وجل له خير من مشيئته لنفسه ولو اردنا ان نقرب فهم هذا الامر في شأن التفويض تفويض العبد لمولاه جل وعلا تأمل معي في حال طفل صغير في ارض مخافة مع ابيه كيف سيكون حاله من جهة تفويض امره الى ابيه لانه يعلم ان اباه لو تخلى عنه الان ضاع وهلك يعلم ان اباه اعلم بالمصلحة يعلم ان اباه قادر على ان يحميه يعلم ان اباه يحبه ويريد له الخير. ولا يمكن ان يخذله. اليس كذلك؟ ولذلك تجده ماذا متمسكا به مطيعا له مهما وجهه توجه هذا مجرد شيء يقرب لك الصورة والامر بين المخلوق وخالقه اعظم من ذلك بكثير المؤمن حقا حينما يوكل امره ربه ويفوض شؤونه اليه جل وعلا حاله اعظم بما لا مقارنة ما حال الطفل مع ابيه اذا هذا من الامر المهم الذي ينبغي ان يلاحظه من اراد ان يكون من اهل التوحيد والتفريط يلاحظ معي ايضا ان امر التوكيل ثابت من الجهتين فالله عز وجل موكل والله عز وجل موكل العبد يوكل الله جل وعلا والله جل وعلا يوكل عبده كلا الامرين ثابت ولكن ليس التوكيل كالتوكيل ولا الموكل كالموكل توكيل العبد لربه هو تحقيق للربوبية وقيام بالعبودية اما توكيل الله عز وجل لعبده وهذا حق وثابت. قال جل وعلا فان يكفر بها هؤلاء فقط وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين. اذا اذا الله عز وجل ماذا يوكل عبده او عباده لاحظت هذا؟ توكيل الله عز وجل لعبده هذا توكيل امر وتعبيد واحسان واكرام واشتداء اذا شتان بين التوكيل والتوكيل. فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين. يعني اقما اقمناهم وكلفناهم وامرناهم بان يقيموا شريعة الله سبحانه وتعالى في ارضه وبين عباده. اذا هذا يختلف عن توكيل العبد بربه توكيد العبد لربه توكيل فيه ذل وافتقار وتعبد لله سبحانه وتعالى اما بالنسبة لتوكيل الله عز وجل لعبده الامر فيه مختلف. الله عز وجل هو الغني. توكيله لعبده لاعا حاجة منه وحاشا الله جل وعلا هو الغني المستغني عن كل ما سواه وكل شيء فمفتقر اليه جل وعلا. الامر رعاك الله مختلف انما توكيل الله عز وجل لعبده انما هو امر وتكليف ولذلك جاءت النصوص في هذا كما سمعت كما ايضا ثبت في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله وكل بالرحم ملكا فيقول العبد فيقول الملك يا ربي نطفه يا ربي علقه يا ربي مضغة الى اخر الحديث. الشاهد ان الله عز وجل ماذا؟ يوكل عبده ولكنه توكيل ماذا؟ مختلف. اذا علمنا بهذا ان التوكيل ثابت من ماذا من الجهتين فالله عز وجل يوكل والله عز وجل موكل. الله عز وجل يوكل عبده و كذلك العبد يوكل ربه ولكن هناك فرق بين التوكيل والتوكيل وبين الموكل والموكل الشاهد ان هذه الكلمة كلمة يتمثل فيها تحقيق عبادة التوكل على الله سبحانه وتعالى حينما يقول الانسان حسبنا الله ونعم الوكيل. كلمة يعبر بها الانسان عن اعتماده وتوكله على ربه جل وعلا. وهذه الكلمة كما قد علمنا كلمة يشرع قولها في الشدائد وهي من ابواب الفرج التي لا ينبغي ان يغفلها المسلم وله في رسول الله صلى الله عليه وسلم. اسوة حسنة وله في الخليل ابراهيم عليه السلام اسوة حسنة. في كل امر شديد من امر الدنيا اهل الايمان على لسانهم تجري هذه الكلمة ويكون لها اثر ووقع في قلوبهم ايضا يذكرون في قصتي الثلاثة الذين تكلموا في المهد من حديث مطول عند مسلم وهذا الشاهد جاء مختصرا عند البخاري وفيه قصة ذلك الطفل الذي كان يرضع من ثدي امه فمرت تلك الفتاة التي كانوا يضربونها ويقولون سرقتي وزنيتي وهي لا تزيد على ان تقول حسبي الله ونعم الوكيل اذا هذا مما ينبغي ان لا يغفله المظلوم وليبشر بفرج الله سبحانه وتعالى ان ظلمت فاجعله حسبي الله ونعم الوكيل بل حتى اذا اهمك امر الاخرة فان مما يخفف الامر ويعين بعون الله عز وجل وتوفيقه على آآ رحمة ومما يعين الله سبحانه وتعالى على تخفيف هذا الامر على عبده ان يقول الانسان حتى في شدائد الاخرة حسبنا الله ونعم الوكيل شاهدوا هذا مخرجه الترمذي في جامعه الامام احمد باسناد صحيح من رواية عدد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ان النبي عليه الصلاة والسلام قال وكيف انعم وقد التقم صاحب القرن القرنة واحلى جبهته ينتظر الاذن متى يؤمر بالنفخ فينفخ صاحب القرن يعني صاحب السور وهو اسرافيل عليه السلام التقم السور الذي هو القرن وينتظر الاذن متى يؤمر من الله عز وجل بالنفخ فينفخ فاشتد الامر على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا كيف نقول يا رسول الله قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقني واياكم حسن التوكل والاعتماد والتفويض على الله سبحانه وتعالى. نسأل الله جل وعلا ان يعيننا على ذكره وشكره حسن عبادته. اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك شيئا ونحن نعلم. ونستغفرك لما لا نعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله