الم تر الى ان الله عز وجل وصف هذه اليد التي اضيفت اليه من صفات لا يمكن ان يكون شيء من المخلوقين متصف بما يقرب منها الم يقل الله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الامام محمد ابن ابي الوهاب رحمه الله تعالى في كتاب التوحيد باب من جهد شيء من الاسماء والصفات ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد كنا في درس امس قد تكلمنا عن بعض الاسس التي قام عليها معتقد اهل السنة والجماعة بباب اسماء الله وصفاته وذلك تمهيد ليه الباب الذي بين ايدينا وهو من جحد شيئا من الاسماء والصفات وقفنا عند الكلام عن ان اهل السنة والجماعة يحذرون بشأن صفات الله سبحانه من التعطيل والتحريف وفهمنا ما المراد بالتعطيل؟ وما المراد بالتحريف وهذا الموضوع من الاهمية بمكان فان المسلم قد يطالع شيئا من الكتب في التفسير او في غيره فيقع عنده شيء من الالتباس حينما يرى ان صفات الله عز وجل قد تؤول وتحرف عن ظاهرها وهذا المسلك لا شك انه مسلك خاطئ والله جل وعلا خاطبنا في هذا الكتاب الكريم وهكذا نبيه صلى الله عليه وسلم في سنته الغراء كان الخطاب خطابا مفهوما معلوما في لغة العرب ولاجل هذا امرنا بتعقل القرآن والله جل وعلا بين علة جعله عربيا لاجل ان يعقل قرآنا عربيا لعلكم تعقلون والاصل ان الخطاب على ظاهره حتى يرد دليل على خلاف ذلك لا سيما في شأن من يريد بالمخاطب الخير والابانة والهداية والله جل وعلا بين هذا في القرآن فقال يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم اذا الله عز وجل اراد بنا الخير واراد لنا البيان والهداية ولاجل هذا لابد ان يكون الخطاب خطابا واضحا ومعلوما ومفهوما ولابد ايضا ان يكون على ظاهره واذا كان الخطاب على خلاف ظاهره وظاهره يفيد ضد ما يدل عليه ظاهره فان هذا من التعمية ومن الالغاز بل ومن الاضلال هذه مسلمة ينبغي ان يختلف فيها اذا الواجب على المسلم اذا سمع اية او حديثا فيهما شيء من ذكر صفات الله سبحانه وتعالى الواجب ان يعتقد ان الله تعالى متصف بهذه الصفة حقيقة على ظاهرها وهذا الذي اراد الله عز وجل منا ان نعتقده فاذا سمعنا مثلا قول الله سبحانه الرحمن على العرش استوى فان الواجب علينا ان نعتقد ان الله تعالى بعد خلق السماوات والارض استوى على العرش والاستواء معلوم في لغة العرب الا وهو العلو والارتفاع على الشيء. استوى على يعني على وارتفع على الشيء وآآ هذا القدر هو الذي يجب علينا ان نثبته وان نقف عنده اما لو زاد الانسان على ذلك فقال الرحمن على العرش استوى نحن نثبت ذلك لكن كيف استوى انتبه الى ان هذا السؤال محذور وقد علمنا في الاساس السابق ان على المسلم ان يحذر من التكييف والتمثيل او التشبيه وقد سئل الامام مالك رحمه الله الذي هو امام هذه البلدة الطيبة دار هجرة النبي صلى الله عليه وسلم سئل سئل هذا السؤال قيل له الرحمن على العرش استوى كيف استوى فاطرق رحمه الله وعلاه الرحظاء يعني العرق وذلك لعظمة هذا السؤال ما كان يظن ان احدا يجرؤ ان يسأل هذا السؤال في حق الله عز وجل ثم رفع رأسه وقال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والايمان به واجب والسؤال عن ذلك بدعة الاستواء غير مجهول يعني معلوم في لغة العرب ما هو والكيف غير معقول بالنسبة لنا لاننا ما رأينا الله جل وعلا ولا رأينا كيف يستوي حتى نحدث او حتى نحكي هذه الكيفية والايمان باستواء الله جل وعلا واجب. لان الله اخبرنا بذلك وتصديق الله فيما قال حتم لازم والسؤال عن الكيف بدعة وهذا ميزان عام في جميع الاسماء في جميع صفات الله سبحانه وتعالى فلو قال قائل كيف وجه الله وكيف يد الله وكيف غضب الله لقلنا في ذلك كله ما قال الامام ما لك رحمه الله في صفة الاستواء هنا قال لنا قائل نحن مضطرون الى ان نحمل هذه الصفات على خلاف ظاهرها يعني اذا ورد علينا قوله تعالى الرحمن على العرش استوى او وغضب الله عليهم او يحبهم ويحبونه الى امثال ذلك من الصفات نحن مضطرون الى ان نحملها على خلاف ظاهرها قلنا ولم كان هذا الاضطرار قال لان ظاهر هذه الصفات يقتضي التشبيه والله منزه عن مشابهة خلقه اذا يتعين علينا ان نأول هذه الصفات ونحملها على خلاف ظاهرها تحقيقا لتنزيه الله سبحانه وتعالى عن مشابهة المخلوقين انتبه هذه الشبهة هي اساس البلاء وهي اساس الشر حينما يظن انسان ان في كتاب الله جل وعلا ما يوهم ظاهره خلاف الحق بل ما يوهم ظاهره الكفر بالله سبحانه لان التشبيه قد علمنا انه كفر من شبه الله بخلقه لقد كفر. اذا كتاب الله جل وعلا الذي انزله هدى ونورا مبينا وبشرى للمسلمين صار سببا لاظلالهم بان كثيرا من اياته ظاهرها الضلال بل ظاهرها الكفر وهذه قاعدة ومقدمة في غاية الخطورة مخطئ خطأ عظيما من ظن ان ظاهر نصوص الصفات يقتضي التشبيه التشبيه مرض يقع في النفوس التي لم تعظم الله عز وجل حق التعظيم النفوس التي لم تقدر الله عز وجل قدره والا فلا يمكن البتة ان يخبر الله عز وجل عن نفسه بما ظاهره الباطل ولا يمكن ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم مخبرا عن ربه بما ظاهره الباطل هذا امر مستحيل ولا يقوله من يستوعب لوازم ما يقول وهو مسلم اذا من الخطأ البين هذا الامر يجب ان تجزم ببطلان هذه المقالة السيئة لا يوجد شيء البتة في الكتاب والسنة ظاهره التشبيه وانى يكون ذلك وهذه الصفات مضافة الى العظيم سبحانه وتعالى والصفة تناسب الموصوف هذا امر يدركه جميع العقلاء واذا كان الموصوف وهو الله جل وعلا ليس كخلقه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء اذا لابد ان تكون صفته ليست كصفات المخلوقين وهذا امر مسلم وواضح في النصوص في الكتاب والسنة واني لاعجب اشد العجب ان يقول قائل ان ظاهر نصوص الصفات يقتضي التشبيه يا عبد الله هذه صفة مضافة الى الله فكيف تقتضي التشبيه انظر الى عظمة الله عز وجل والى عظمة صفاته سبحانه وتعالى فكيف تجرؤ بعد ذلك ان تقول ان ظاهر النص الذي جاء فيه هذه الصفة انها توهم التشبيه خذ مثلا حينما يقول قائل وقد قيل من بعض الذين اخطأوا في هذا الباب قالوا ان اثبات اليد لله سبحانه وتعالى يقتضي التشبيه لان اليد لا تعقل الا في المخلوقين انحن ننزه الله عز وجل عن هذه الصفة طيب ماذا نصنع في هذه النصوص التي فيها اثبات اليد لله جل وعلا. كقوله تعالى يد الله فوق ايديهم قالوا الامر سهل ما علينا الا ان نركب مركبا ذلولا سهلا يسمى التأويل نؤول هذه الصفة وانتهى الاشكال. نقول اليد يعني القدرة او اليد تعني النعمة اول بما شئت والباب مفتوح وقل ما شئت واعبث بما شئت فالامر سهل المهم الا تثبت لله جل وعلا صفة اليد لما؟ لان اليد اذا اضفتها الى الله جل وعلا اوهمت المشابهة بالمخلوق سبحان الله العظيم اي تشبيه هذا لمن عظم الله عز وجل هذا اولا وامن بالنصوص في الكتاب والسنة كما نزلت اليد التي اضافها الله عز وجل الى نفسه يد تليق به لا كأيدي المخلوقين ثم انها موصوفة في النصوص بصفات تقطع عروق التشبيه من القلب والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه بالله عليكم ارأيتم يدا في المخلوقين تقبض السماوات او تطوي تقبض الارض او تطوي السماوات اذا كيف يجرؤ انسان فيقول اننا اذا اضفنا اليد الى الله جل وعلا وقع عندنا لبس ان تكون يد الله تشبه يدا المخلوقين ايقول هذا من يدرك ما يقول ايقول هذا من عظم الله عز وجل حق تعظيمه ثم اننا نقول ايضا حينما تقول نحن لا نعقل في الشاهد من له يد الا وهو مخلوق فنقول لك اذا ماذا نصنع بهذه الاية؟ تقول نأولها. نقول يد الله يعني قدرة الله فنقول انت ما صنعت شيئا انت خرجت مما تزعم انه تشبيه الى ما يلزمك فيه التشبيه لانك اذا قلت ان اليد لا نعقلها الا في مخلوق فاننا نقول والارادة لا نعقلها الا في مخلوق اذا انت لم تصنع شيئا سوى انك عبثت بالنصوص وحرفتها عن وجهها والا فما تقوله في اليد لازم عليك في الارادة فان قال لنا لا لا يلزمني لانني اقول ان الارادة لائقة بالله لا كارادة المخلوقين فماذا نقول حينها وكذلك اليد التي نثبتها لله لائقة به ذاك ايدي المخلوقين اذا لا حاجة الى ان تحرف الكلم عن مواضعه آمن بما اخبرك الله سبحانه وتعالى به وتنتهي القضية سلم واذعن وسيهديك الله عز وجل للحق كما قلنا القاعدة البينة امن تهتدي امن تهتدي ان الذين لا يؤمنون بايات الله لا يهديهم الله مفهوم المخالفة ان الذين يؤمنون بايات الله يهديهم الله اذا الحق يا ايها الاخوة ان الجدل ها هنا ليس جدلا عقليا الاشكال ان هناك نقص في الايمان القضية ليست جدلية القضية قضية ايمانية ولذلك تأمل قول الله سبحانه ان الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان اتاهم انت صدورهم الا كبر ما هم ببالغين اذا لابد من اعادة هؤلاء المخطئين الى الايمان بالله والتعظيم له جل وعلا ثم اننا نقول ايضا اذا كان ظاهر نصوص الصفات يقتضي التشبيه فان لازم ذلك ان يكون الله سبحانه وتعالى مدح نفسه بما ظاهره الذم التشبيه او ما يقتضي التشبيه ذم او مدح في حق الله اجيبوا حينما تكون الصفة المضافة الى الله جل وعلا تقتضي مشابهته للمخلوقين اهذا في حقه مدح او ذنب هذا اعظم الذنب طيب مقتضى كلام هؤلاء ان الله اراد ان يمدح نفسه بان له ارادة ها فذم نفسه ليمدحها فهمتم هذا اللازم المهم من المهم ان تفهمه لازموا كلام جميع المؤولة ان الله جل وعلا ذم نفسه ليمدحها اراد ان يمدح نفسه ويثني على نفسه بان له ارادة فذكر ما ظاهره الذنب وما يفهم منه الناس الظن وما يفهم منه الناس النقص في حقه لاجل ان يمدح نفسه هذا وهو الذي لا احد احب اليه المدح منه جل وعلا. قال النبي صلى الله عليه وسلم لا احد احب اليه مدح من الله ولذلك اثنى على نفسه وهل هذا يا اخواني يفعله من هو اجهل الجاهلين ان يمدح نفسه بذمها فكيف بالحكيم العليم سبحانه وتعالى كيف تقولون هذا لا يمكن ان يرد ولا يمكن ان نقوله احد بل الله عز وجل اثنى على نفسه بمظاهره المدح والثناء كل صفات الله جل وعلا فهي صفات علا بالغة في العلو والحسن غايته ومن قال خلاف ذلك فقد ظن بالله ظن السوء وظن السوء امره خطير سيأتي الكلام فيه لاحقا ان شاء الله ثم اننا نقول ايضا لو كان ظاهر نصوص الصفات يقتضي التشبيه والتشبيه نقص وعيب في حق الله عز وجل نسألك يا ايها القائل بهذا سؤالا فنقول هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ان الحق فيما اولتم اليه ام لم يكن يعلم يعني اكان النبي صلى الله عليه وسلم حينما بلغ الامة قوله تعالى الرحمن على العرش استوى يعلم ان معنى استوى واستولى او لم يكن يعلم ما عندهم الا واحد من اثنين اما يعلم او لا يعلم فاذا قال انه لا يعلم وانتم علمتم اذا انتم اصبحتم اعلم بالله من رسوله عليه الصلاة والسلام وهذا تكذيب لقوله عليه الصلاة والسلام انا اعلمكم بالله واشدكم له خشية. والحديث في البخاري اذا لا مناص لكم من ان تقولوا انه كان يعلم اذا هذه واحدة خذها عندك وامسكها لا تذهب نطرح سؤالا ثانيا فنقول اكان النبي صلى الله عليه وسلم بليغا نصيحة قادرا على البيان والايضاح بان يخبر الناس فيقول يا معشر الناس يا معشر المسلمين انتبهوا ان قوله تعالى الرحمن على العرش استوى بمعنى استولى. عنده قدرة على ان يصبح او ليس عنده قدرة ان قلت يا ايها المؤول انه ليس عنده قدرة بل كان عييا وحاشاه عليه الصلاة والسلام فهذا قدح في حكمة الله اولا حيث ارسل رسولا لا يستطيع ان يبلغ ولا يستطيع ان يفصح ولا يستطيع ان يبين ولا شك ان هذا امر خطير ولا يقول به مسلم ثم ثانيا هو قدح في النبي صلى الله عليه وسلم فقد اتهمه بالعجز عن البيان وبالتالي فما فائدة ارساله وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه لم ليبين لهم. ونحن نشهد اليس كذلك؟ تأمل مثلا في قول الله جل وعلا كبر مقتا عند الله وعند الذين امنوا الله جل وعلا اضاف ها هنا الصفة الواحدة الى ذاتين الى ذاته العلي له جل وعلا ان النبي صلى الله عليه وسلم ابلغ الناس وافصح من نطق بالضاد واعظم الناس قدرة على البيان. كيف وهو الذي اوتي جوامع الكلم عليه الصلاة والسلام اذا لا مناص للمؤول من ان يقول انه كان قادرا على ان نفصح ويبين اذا هذه ثانية امسكها عندك نطرح سؤالا ثالثا فنقول للمؤولين ماذا تقولي اكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على هدايتنا نريد من الخير ويريد لنا الفلاح ام لا ان قلت لا ما يريد بنا الخير ولا يريد لنا الهداية فانك تكون قد وقعت في حفرة عميقة من الضلال لانك تكون قد كففت قول الله جل وعلا لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عبدتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم اذا لا مناص من ان يقول انه كان حريصا عليهم رحيما بنا يريد بنا الهداية ايه ده اجتمع في النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة امور مسلمة لا شك فيها انه كان اعلم الخلق بالله وافصح الخلق واحرص الناس على هداية الناس والسؤال الان مع اجتماع هذه الامور الثلاثة ما الذي منع النبي صلى الله عليه وسلم؟ من ان يقول في الصفات ما قلتم يا معشر المؤولا ان كل عاقل منصف لا يجد الا ان يذعن بانه يستحي مع وجود هذه الامور الثلاثة ان يسكت النبي صلى الله عليه وسلم عن البيان بان هذه الايات على خلاف ظاهرها وهذا ما لخصه ابن القيم رحمه الله في ابيات حسنة في نونيته يقول رحمه الله فسل المعطل عن ثلاث مسائل تقضي على التعطيل بالبطلان عقيد في بعض الصفات الذي وسيلته التأويل هذه الثلاث اسئلة تقضي عليه فسل المعطل عن ثلاث مسائل تقضي على التعطيل بالبطلان. ماذا تقول اكان يعرف ربه هذا الرسول حقيقة العرفان صلى الله عليه وسلم ام لا وهل حاز الفصاحة كلها فالنقض والمعنى له طوعان ام لا؟ وهل كانت نصيحته لنا كل النصيحة ليس بالخوان فاذا انتهت هذه الثلاثة وهي كاملة مبرأة من النقصان وباي شيء عاش فينا كاتما بالنفي والتعطيل بالازمان بل مفصحا بالضد منه حقيقة الافصاح موضحة بكل بيان ولاي شيء لم يصرح بالذي صرحتم في ربنا الرحمن العجزه عن ذاك ام تقصيره في النصح ام لخفاء هذا الشأن حاشاه بل ذا وصفكم يا امة التعطيل للمبعوث بالقرآن صلى الله عليه وسلم اذا الخلاصة التي اريد ان اصل اليها يا ايها الاخوة الكرام ان تأويل نصوص الصفات وحملها على خلاف ظاهرها بس لكم خاطئ باطل بل الواجب المؤمن ونعتقد اسعاف الله عز وجل بما اخبر به على ما يليق به دون ان نكيف ذلك مع اعتقادنا ان هذه النصوص تليق بالله عز وجل لا تشبه المخلوقين على حد قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فان قال لنا قائل انا لا يزال في نفسي شيء حينما اضيف الى الله عز وجل يد او الوجه او القدم كما جاء في السنة او اضيف الى الله عز وجل المحبة او الغضب او البغض كما جاء في القرآن اجد في نفسي حرج من ذلك فان اثباتها لربنا سبحانه وتعالى يجعله مثل المخلوقين عنده صفة مثل ما عند المخلوقين من الصفة نقول لو تأملت فيما سبق لزال عنك الاشكال ومع ذلك تنبه يا رعاك الله الى جواب اخر لعله يفتح هذا الامر المغلق عليك الا وهو ان تعلم ان وجود قدر مشترك بالصفة لا يعني المشابهة والتماثل وجود قدر مشترك في الصفة بين شيئين لا يعني انهما متشابهان اضرب لك مثالا حينما اقول كلمة رأس حينما اقول كلمة رأس انتبه كلمة رأس هذه يمكنني ان نضيفها الى الانسان فاقول رأسا اقول رأس انسان اصبحت صفة له حقيقية ولا لا يا جماعة حقيقية هذا واحد اثنان رأس الفيل رأسه قال فيه صفة حقيقية في طيب ثلاثة رأس النملة صفة حقيقية في النملة طيب رأس الجبل صفة حقيقية في الجبل رأس الابرة صفة حقيقية في الابرة نعم. اذا عندنا كم رأس الان عندنا خمسة رؤوس عندنا خمس رؤوس رأس انسان وفيل ونملة وجبل وابرة اسألكم سؤالك هل الرؤوس ها هنا متماثلة باعتبار ان الصفة واحدة اضيفت الى ذوات مختلفة اقتضى هذا المشابهة ايقول هذا عاقل ايقول عاقل ان رأس الجبل مثل رأس الابرة مئة بالمئة سواء لان هنا رأس وهنا رأس فيقول هذا عاقل ايقول عاقل ان رأس الفيل ما شاء الله كأنه رأس نملة ايقول هذا عاقل طيب الم تشترك هذه الذوات في صفة واحدة قلنا انتبه الاشتراك حصل في قدر مشترك مع وجود قدر فارق والذي يفهم هذه قضية يزول عنه كل اشكال عندنا امران قدر مشترك وقدر فارق الذي بين هذه الذوات من الصفة قدر مشترك رأس ورأس ورأس ورأس لكن الحقيقة هو الكنه والكيفية قدر فارق مميز كل ذات تميزت بصفة تختلف عن الصفة الاخرى ولذلك لما اشتركت في صفة ما تماثلت واذا كان هذا حاصلا بين المخلوقات على ان يكون ذلك حاصلا بين المخلوق والخالق من باب اولى وعيت اذا كان مخلوق ومخلوق اشتركا في صفة واحدة ومع ذلك ما حصل التشابه الا ان يكون هذا بين الخالق والمخلوق من باب اولى فهمنا هذا يا جماعة يعني هذا الذي اشكل عليه الامر هل يسمح ان نقول له الك وجه سيقول بالتأكيد سنقول اذا ما شاء الله وجهك مثل وجه القرد يقبل اليس لك وجه ولا القرد وجه اذا بينكما ماذا تماثل يقبل لا يقبل يقول يا اخي لا ينبغي لك ان تقول هذا وجهي لا يشبه وجهه القرد لا لا اسمح لك لان وجهي يليق به والقرد وجهه يليق به يقول اذا كان هذا بينك وبين القدوة كلاهما مخلوق كيف بين المخلوق والخالق كيف تقول اذا اثبتنا وجها لله عز وجل كما قال جل وعلا له هو سبحانه قال هذا لسنا نحن الذين اضفنا هذه الصفة. الم يقل الله ويبقى ها وجه ربك اذا لله وجه ام لا؟ هو اضاف الى نفسه فكيف تقول انك اذا اضفنا الوجه لله عز وجل نكون قد شبهنا ثم انى يكون ذلك يا عبد الله ووجه الله عز وجل وجه عظيم موصوف بالجلال والاكرام كيف تقول هذا والله جل وعلا حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه كيف تقول هذا ولله عز وجل وجه له نور وبهاء هذه السلحات وهل للمخلوق شيء من ذلك اذا اعيد فاقول واحفظ هذه القاعدة وجود قدر مشترك في الصفة بين ذاتين ليس هو التمثيل الممنوع متى يكون التمثيل ممنوعا؟ متى يكون التمثيل الممنوع حينما يكون الاشتراك في القدر الفارق يعني في الكيفية والكل هو الحقيقة لو قال قائل وجه الله كوجه المخلوق نقول هنا ها ان تمثلت انت شبهت والتشبيه منكر عظيم بل كفر بالله لكن حينما يقول لله وجه يليق به وللمخلوق وجه يليق به فانه يكون بريئا من التشبيه والتمثيل اذا هذا من الامر المهم الذي ينبغي على كل مسلم ان يذعن له وان يعتقده في حق صفات الله سبحانه وتعالى و اه لذلك ان شاء الله تزول هذه الاشكالات التي ترد على موظوع الاسماء والصفات قد احسن ابن القيم رحمه الله انما قرر في طريق الهجرتين ما يتعلق بهذه القاعدة المهمة وهي فهم قاعدة القدر المشترك والقدر الفارق قال هذه عقدة الناس فمن حلها فما بعدها ايسر منها الذي يفهم هذا الموضوع المهم وهو وجود قدر مشترك وجود قدر فارق يزول عنه الاشكال ولذلك تأمل معي قول الله سبحانه وتعالى شهد الله هذه صفة لله اليس كذلك وهي الشهادة شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم الله جل وعلا في هذه الاية اثبت الشهادة ليه ثلاثة لذاته العلية جل وعلا و للملائكة لاولي العلم طيب الان دعنا في الملائكة واولي العلم هل شهادة الملائكة واولي العلم متفقة في الحقيقة والكل هو الكيفية او مختلفة بحسب الذوات اولو العلم يشهدون شهادة تناسب ذواتهم والملائكة يشهدون شهادة تناسب ذواتهم وذات الملائكة ليست مشابهة لذوات اولي العلم اذا حصل قدر مشترك هو كلمة شهادة وحصل قدر طارق وهو الحقيقة والكنه والكيفية اذا كان هذا ثابتا بين مخلوقين على ان يكون هذا ثابتا بين المخلوقين والخالق من باب اولى. اذا الله جل وعلا اثبت ها هنا قدرا مشتركا مع ثبوت القدر الفارق فلله شهادة تليق به لا فشهادة المخلوقين لما؟ لان الله قال ليس كمثله شيء هل تعلم له سمية ولم يكن له كفوا احد ثبوت القدر المشترك لم يكن منا. الله جل وعلا هو الذي اثبته للذين امنوا وهو وهي صفة النقد. المقت اشد البغض فالله جل وعلا يمقت والذين امنوا ايضا يمقتون من الذي اثبت هذا ا سيدي اليس الله جل وعلا؟ الله هو الذي اثبت هذا انه يمقت والمخلوقون يمقتون فهل كان هذا تمثيلا ايقول هذا مسلم ومع مع ذلك نحن نعتقد ونثبت ان مقت الله جل وعلا لا كمقتي الذين امنوا لله مقت يليق به وللمخلوق مقت يليق به واضح يا اخوان خذ مثلا ثالثا قال جل وعلا واحسن كما احسن الله اليك اذا الله عز وجل يحسن والمخلوق يحسن هناك قدر مشترك في اصل الصفة وهي الاحسان مع ثبوت قدر طارق فاحسان الله عز وجل يليق به لا كاحسان المخلوقين وللمخلوقين احسان يليق بهم ذاك احسان الله جل وعلا وبذلك اثبتنا الصفات ونزهنا الله سبحانه وتعالى عن مشابهة المخلوقين اذا منهج اهل السنة والجماعة اثبات لا يبالغ فيه حتى يصل الى درجة التكييف والتمثيل وتنزيه لا يبالغ فيه حتى يصل الى درجة التعطيل والتحريف انما هو منهج وسط يلخصه قول الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لاحظ ان قاعدة القدر المشترك والفارق موجودة في هذه الاية ليس كمثله شيء دلت على ثبوت القدر ها الفارق وهو السميع البصير ها دلت على ثبوت القدر المشترك ولحكمة يعلمها الله وقد تكون ما اقول ان الله جل وعلا اضاف لنفسه في هذا الموضع صفتين لا يكاد يخلو منهما حي السمع والبصر مع ان السمع ليس كالسمع ولا البصر كالبصر ولا السميع كالسميع. ولا البصير كالبصير لله سمع وبصر وللمخلوق سمع وبصر. الله قالها هنا وهو السميع البصير. وهو الذي قال انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا اذا ثبت اه ثبتت الصفة له جل وعلا وثبتت الصفة للمخلوق مع ان الله جل وعلا ليس كمثله شيء لعل هذا القدر يكفي في هذه المقدمة التي توضح منهج اهل السنة والجماعة على رسم الانجاز والفرق بين وسطية اهل السنة والجماعة في هذا الباب وانحراف كلا الطائفتين الغاليتين التي غلت احداهما في جانب الاثبات تشبهت وكيفت والتي غلت بجانب في جانب التنزيه تعطلت وحرفت وهدى الله عز وجل السلف الصالح من الصحابة والتابعين واتباعهم فمن بعدهم الى هذا الزمان ولا اهل السنة والجماعة ولله الحمد على هذا الصراط المستقيم الذي دلت عليه ايات الكتاب واحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. اسأل الله عز وجل ان يثبتنا على ذلك حتى نلقاه ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان