المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الواحد والعشرون بعض ما جاء ان الغروة في قبور الصالحين يصيرها او تصيرها اوتانا تعبد من دون الله تبارك وتعالى وروى مالك روى مالك في الموطأ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد. افرأيتم الله والعزى؟ قال كان يلت لهم السويق فمات فعسفوا على قبره. وكذا قال ابو الجوزاء عن ابن عباس قال كان يلت السويقة للحاج وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتقين اخذين عليها المساجد والمساجد والسرد. رواه اهل السنن باب ما جاء ان الغلو في قبور الصالحين خيرها اوثانا تعبد من دون الله الغلو في قبور الصالحين وسيلة من وسائل الشرك بل يصل الغلو الى ان يكون شركا بالله جل وعلا وان يصير ذلك القبر. يعبد فالغلو درجات مر علينا في الابواب قبله بعض في الغلو في القبور وهنا بين ان الغلو يصل الى ان يصير تلك القبور اوثانا تعبد من دون الله. قلنا ان الغلو فهو مجاوزة الحد والقبور قبور الصالحين وغير الصالحين صفتها في الشرع واحدة. لم يميز الشرع ولم يأتي دليل في الشريعة بان قبر الصالح يميز عن قبر غيره. بل القبور تتساوى. هذا وهذا لا تفرقوا بين قبر صالح ولا قبر بين قبر طالح بل الصفة واحدة فهو اما ان يكون القبر في ظاهره مسلما واما ان يكون مربعا. وهذه الصورة من حيث الظاهر واحدة نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الكتابة عليها وعن تجفيف القبر وعن رفع القبر و في انواع من السنن التي جاءت في احكام القبور وهذا لاجل سد الطرق التي توصل الى الغلو في في قبور الصالحين فاذا مجاوزة الحد في قبور الصالحين هي مجاوزة ما امر به او نهي عنه في في القبور لان قبور الصالحين لا تختلف عن قبور غير الصالحين. فالغلو فيها يكون بالكتابة عليها يكون برفعها يكون بالبناء عليها يكون بان يتخذ مساجد يكون الغلو فيها ذلك الذي سبق كله من جهة يكون الغلو من قبور الصالحين بان يجعل القبر وسيلة من الوسائل التي تقرب الى الله جل وعلا ويجعل القبر او من في القبر اجعل لهم عند الله جل وعلا يجعل القبر له حق ان ينذر له او ان يذبح له او ان يستشفى اعتقادا انه وسيلة عند الله جل وعلا ونحو ذلك من انواع الشرك الاكبر بالله تبارك وتعالى. لهذا الغلو في قبور الصالحين يكون بمجاوزة ما اذن فيها. من من المجاوزة ما هو من الوسائل ومن ما هو من اتخاذها اوثانا من دون الله جل وعلا. ولهذا قال رحمه الله باب ما جاء ان الغلو في وبورق الصالحين يصيرها او هان. وقوله يصيرها يعني يجعلها. قد يكون جعل الوسائل للغايات يعني ان ان الغلو صار وسيلة لاتخاذها اوثانا وقد يكون ان الغلو جعلها وثنا يعبد من دون الله جل وعلا وهذا هو الذي حصل ويرى في البلاد من ان القبور صارت اوثانا تعبد من دون الله لما عليها المشاهد والقباب ودعي الناس اليها وذبح لها وقبلت النذور لها وصار يطاف حولها ويعكب عندها ونحو ذلك من انواع الشرك الاكبر بالله. قال روى مالك في الموطأ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا تجعل قبري وفمن يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. قوله اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد هذه السعادة ودعاء لخوف ان يقع ذلك. ولو كان ذلك لا يقع اصلا ولا يمكن ان يقع لما دعا النبي عليه الصلاة والسلام بذلك الدعاء العظيم. بل دعا الا يجعل القبر كان يعبد كما جعلت قبور غيره من الانبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام. فان عددا من قبور الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام اتخذت اوثانا تعبد قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد. معنى ذلك ان القبر يمكن ان يكون وثنا يعبد. قال عليه الصلاة والسلام اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد. فالغاية ان يكون القبر وزنا يعبد ودعا النبي صلى الله عليه وسلم بالا يقول والوسيلة الى ذلك ما جاء بعد ذلك قال اشتد غضب الله على كحوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. وهذا هو الغلو غلو الوسائل. فاتخاذ قبور الانبياء مساجد علو من غلو الوسائل. يصير تلك القبور اوثانا. فالنبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بين ذكر الوسيلة والتنفير منها واشتداد غضب الله على من فعلها وذكر نهاية ما تصل اليه باصحابها تلك الوسيلة وهي ان تكون القبور اوثانا تعبد من دون الله جل وعلا. فاذا الحديث فيه بيان ان القبر يمكن ان يكون وثنا. والخرافيون يقولون القبور لا يمكن ان تكون اوثانا وعلى الاوثان هي اوثان الجاهلية واصنام الجاهلية. ونقول ان الجاهليين اذا كانوا تعلقوا باصنام وباحجار وباشجار وبغير ذلك من الاشياء واعتقدوا فيها ووصلوا فيها الى الشرك الاكبر مع ان العقل والمبرر النفسي غير قوي فيها فلا ان تتخذ قبور الصالحين والانبياء والمرسلين اوثانا او ان يتوجه الى اصحابها بالعبادة ذلك من باب اولى. لان تعلق القلوب بالصالحين اولى من تعلقها بالاحجار تعلق القلوب بالانبيا والمرسلين اولى من تعلقها بالجن او تعلقها بالاشجار او او نحو ذلك. فاذا سبب الشرك ووسيلة الشرك في القبور اولى واظهر من في الاصنام ونحو ذلك لانها جميعا من جهة اعتقاد القلب وتأثير تلك الاصنام والاوثان في الحالين بالشفاعة عند الله. فاولئك المشركون يقولون في الهتهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وقالوا ايضا ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله اهل العصر او العصور التي فشى فيها الشرك اذا فعلتهم يقولون هذا توسل وهذا استشفاء والحال واحدة والسبيل الذي جعل تلك القبور اوثانا هو اتخاذ تلك المساجد والبناء عليها والحل والحسم على مجيئها وذكر بالكرامات التي تحصل عندها او اجابة الدعوات عندها او التبرك بها الى غير ذلك. قال ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد قال في قوله افرأيتم اللات والعزى؟ قال كان يلف لهم السويق فمات فعكفوا على قبره كذا قال ابو الجوزاء عن ابن عباس كان يلت السويق للحاج. الشاهد منه قول مجاهد مات فعكفوا على قبره لاجل انه رجل كان ينفعهم بلت السويق لهم على قراءته فرأيتم اللات والعزى ووجه المناسبة ظاهر من ان صلاح ذلك الرجل جعلهم يغلون في قبره فعكفوا على قبره والعكوف على القبور يصيرها اوثانا. العكوف معناه لزوم القبر بتعظيمه واعتقاد البركة في لزومه والثواب والنفع ودفع الظهر. هذا معنى العكوف قال وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم دائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرق رواه اهل السنن. وجه الدلالة من الحديث ظاهرة ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتخذين على القبور المساجد والشرج. المساجد مر معنا الكلام عليها والسرد لانها وسيلة لتعظيم تلك القبور من انواع الغلو فيها. فتسرد القبور ويجعل عليها في الزمن الماضي القناديل. واليوم تجعل عليها الانوار العظيمة التي تبين ان هذا المكان مقصود وانه مطلوب ويجعل عليها من عقود وعقود الانوار والكشافات التي تقطع ما يدل الناس على تعظيم هذا القبر. فهؤلاء ملعونون بلعنة الله صلى الله عليه وسلم فلا يجوز ان تتخذ السرج على القبور لان اتخاذ الخروج على القبور من نوع الغلو فيها ولانه يودع الناس اليها وذلك قد يكون بعده ان تتخذ الهة واوثان