المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الثاني والعشرون. نعم باب ما جاء في حماية مصطفى جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل الى الشرك وقول الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم رواه ابو داوود باسناد حسن ورواته ثقات. وعلي ابن الحسين انه رأى رجلا يجيء الى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم نعم فيدخل فيدخل فيها فيدعو فنهاه وقال الا احدثكم حديثا سمعته عن من ابي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي فان تسليمكم تبلغوني اين كنتم؟ رواه في المختارة هذا الباب من جنس الابواب قبله في حماية النبي عليه الصلاة والسلام جناب التوحيد وفي سده كن طريق يوصل الى الشرك واتى باية براءة وقول الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. قوله عزيز عليه ما عنتم يعني عزيز عليه عنتكم عزيز عليه العنز يعني ان تكونوا في عنت ومشقة هذا عزيز عليه لا يرغب فيه عليه الصلاة والسلام حريص عليكم. فهو عليه الصلاة والسلام عزيز عليه عنت امته وهذا يؤدي ان يأمرهم بكل خير وان ينهاهم عن كل شر. وان تحمي حمى ما امرهم به وما نهاهم عنه. لان الناس اذا اقدموا على ما نهوا عنه فانهم اقدموا على مهلكتهم واقدموا على ما فيه عنسهم في الدنيا وفي الاخرى. والنبي عليه الصلاة والسلام عزيز عليه عنتهم عزيز عليه ان يقع في وبال عليهم وفي مشقة عليه ولهذا قال بعدها حريص عليكم لان هذه وهذه متلازمة. ومن حرصه علينا عليه الصلاة سلام ومن كونه يعز عليه عنتنا عليه الصلاة والسلام ان حمى حمى التوحيد وحمى جناب التوحيد وسد كل طريق قد نصل بها الى الشرك عليه الصلاة والسلام. وهذا وجه الاستدلال من الاية لا الباب واما حديث ابي هريرة فوجه الشاهد منه قوله ولا تجعلوا قبري عيدا. والعيد يكون عيدا مكانيا كما جاء هنا ويكون عيدا زمانيا. لا تجعلوا قبري عيدا يعني مكانا تعودون اليه في وقت معلوم من السنة او في اوقات معلومة تعتادون المجيء الى القبر فان هذا قد يوصل الى ان يعظم النبي عليه الصلاة والسلام وان يجعل تعظيمه كتعظيم الله جل وعلا. فان اتخاذ القبور عيدا من وسائل للشرك. ولهذا قال وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم. وكذلك حديث علي ابن الحسين في هذا المعنى انه وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت قال الا احدثكم حديثا سمعته من ابي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا في معنى ما قبله ونهى الرجل الذي كان يعتاد المجيء الى كانت عند القبر لان اعتياده ان يدعو عند القبر هذا نوع غلو ونوع وسيلة من وسائل تعظيم القبور واتخاذها عيدا وهذا من وسائل الشرك فحمى النبي عليه الصلاة والسلام حمى التوحيد وحمى جنابه وسد كل طريق توصل الى الشرك حتى في قبره عليه الصلاة والسلام. اذا كان كذلك فمن باب اولى قبور غيره عن قبور الصالحين وقبور الانبياء والمرسلين غيره عليه الصلاة والسلام فانهم اولى بذلك لانه افضل الله عليه الصلاة والسلام ما الذي حصل ان هذه الامة لم تقبل في كثير من فئامها حماية النبي عليه الصلاة والسلام ذلك واتخذت القبور مساجد واتخذت القبور عيدا بل بنت عليها المشاهد بل اسرجتها بل قبلت لها الذبائح نضور وطيفة حولها وجعلت كالكعبة وجعلت الامكنة حولها مقدسة اعظم من تقديس بقاع الله ركعة بل ان اعباد القبور تجد عندهم من الذل والخضوع والانابة والرغب والرهب حين يأتون الى قبر النبي او قبل الرجل الصالح او قبل الولي ما ليس في قلوبهم اذا كانوا في خلوة مع الله جل جلاله. وهذا عين محادة لله جل وعلا ولرسوله وصلى الله وسلم