المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد. الدرس الثالث والعشرون. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى هذه الامة يعبد الاوثان وقول الله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبس والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا. وقوله تعالى قل هل انبئكم بشر من ذلك مثوبة عند والله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت. وقوله تعالى قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا. وعن ابي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن ان اخرجه ولمسلم عن ثوبان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله زواليا الارض فرأيتم مشارقها ومغاربها وان امتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها. واعطيت الكنزين الاحمر والابيض. واني سألت ربي لامتي الا يهلكهم بسنا الا يهلكها بسنة بعامة. والا يسلط عليهم عدوا من سوى انفسهم فيستبيح بيضتهم. وان قال يا محمد اذا قضيت قضاء فانه لا يرد واني اعطيتك لامتك الا اهلكهم بسنة بسنة عامة. نعم وان لا اهلكهم بسنة بعامة والا اسلط عليهم عدوا من سوى انفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من باقصارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا. رواه رواه البرقاني في صحيحه. وزاد وانما اخاف على وان انما اخاف على امتي الائمة المضلين. واذا وقع عليهم السيف لم يرفع الى يوم القيامة. ولا تقوم الساعة ولا تقوم الساعة حتى الحق حي من امتي بالمشركين وحتى تعبد وحتى تعبد فئام من امة الاوثان. وانه سيكون في امتي كذابون ثلاثون. كل هم يزعم يزعم انه نبي وانا خاتم النبيين لا نبي بعدي. ولا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة لا يضرهم من خالف من خذلهم حتى يأتي امر الله تبارك وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. هو الملك الحق المبين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداهم الى يوم اما بعد فهذا باب ما جاء ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان. و كتاب التوحيد من اول ما اخذنا الى هذا الموضع ذكر فيه الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مسائل كثيرة من بيان وجوب معرفة التوحيد والعلم به والخوف من الشرك وبيان بعض افراد التوحيد وبعض افراد الشرك الاكبر والعصغر ثم بين شيئا ام ما يتعلق بوسائل ذلك وما يتعلق بالصور المختلفة التي وقعت من هذا الشرك في الامم قبلنا وعند الجاهليين يعني في الاميين وفي اهل كتاب وكذلك مما وقع في هذه الامة. ثم ذكر وسائل ذلك وطرقه الموصلة الى الشرك. وسائل الشرك التي توصل اليه وطرق الشرك الموصلة اليه. بعد هذا يأتي احتجاج المشركين والخرافيين من ان هذه الامة حماها الله جل وعلا من ان تعود الى عبادة الاوثان. فاستحضر بعد كل ما سبق ان قائلا يقول له كل هذا صحيح ولكن هذه الامة عصمت ان تقع في الشرك الاكبر وذلك لقول النبي عليه الصلاة والسلام ان الشيطان ايس ان يعبد له المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريف بينهم. فلما قال عليه الصلاة والسلام ان الشيطان ايس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب علمنا ان عبادة الشيطان لا تكون في هذه الامة وان الشرك الاكبر لا يكون هكذا قال الخرافيون والجواب ان هذا الاحتجاز في غير موضعه وفهم ذلك الدليل وذلك الحديث ليس على ذلك النحو وجواب ما قالوا من ان قوله عليه الصلاة والسلام ان الشيطان ايس ان يعبده والمصلون في جزيرة العرب نقول ايس الشيطان والشيطان لا يعلم الغيب وهو حريص على اغواء بني ادم لاحتنكن ذريته الا قليلا. هو ايس ولكن لم يؤيسه الله جل وعلا. ايس بنفسه لما رأى عز الاسلام ولما رأى ظهور التوحيد على الكفر في جزيرة العرب فعيس لما رأى ذلك ولكنه لم يؤيسه الله جل وعلا على من ان يعبد في جزيرة العرب ثم ان في قوله ايس ان يعبده المصلون ان المصلين لا شك انهم امرون بالمعروف ناهون عن المنكر لان المصلي هو الذي اقام الصلاة ومن اقام الصلاة فان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. واعظم المنكر الذي سينكره المصلي هو الشرك بالله جل وعلا فان الشيطان ييأس ان يعبده من قام بالصلاة على حقيقتها واقامها كما اراد الله جل وعلا. فاذا نقول وهذا الحديث ليس فيه ان العبادة عبادة الشيطان لا تكون في هذه الامة بل فيه ان الشيطان ايس لما رأى عز الاسلام ولكنه لم يؤيد ولهذا لما كان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بقليل وارتدت طائفة من العرب كان ذلك من عبادة الشيطان لان عبادة الشيطان بطاعته كما قال جل وعلا الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين. وعبادة الشيطان كما في تفسير الاية طاعته في الامر والنهي طاعته في الشرك وطاعته في ترك الايمان وترك لوازمه. اذا هذا الدليل استحظره الامام رحمه الله وقال ان هذا الدليل ليس واقعا كما زعمه اولئك. والدليل على ذلك التفسير ما جاء في الادلة ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان فيصحح ما فهمنا من ان معنى الحديث ان الشيطان ايس ولم يؤيد واياثه بنفسه لاجل عدم اطلاعه على علم الغيب مع حرصه على دعوة الناس الى عبادة غير الله تبارك وتعالى وجل وتقدس. قال الامام رحمه الله باب ما جاء ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان. يعني ان عبادة الاوثان واقعة في هذه الامة بنص النبي صلى الله عليه وسلم كما وقعت في الامم الثالثة. فهذه الامة تقع فيها عبادة غير الله جل وعلا. وقوله باب ما جاء يعني من النصوص في الكتاب وفي السنة. ما جاء ان بعض هذه الامة معهم هذه الامة هذا التبعيض لانها عبادة الاوثان لم تكن من الامة كلها وانما كانت من بعض هذه ثم والا فلا تزال طائفة من هذه الامة ظاهرة على الحق. كما قال عليه الصلاة والسلام ولا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم الى قيام الساعة فاذا قوله بعض هذه الامة يعني ذلك البعض المرذول. فنفهم منه ان هناك من يقوم بالاستمساك بالامر الاول الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وكان عليه صحابته في امر التوحيد وامر العبادة والسنن بعض هذه الامة المقصود بقوله هذه الامة امة الدعوة او امة الاجابة اذا قلنا امة الدعوة فلا شك ان هناك من من امة الدعوة وهم جميع الناس بل من الجن والانس ان منهم من عبد الاوثان واستمر على عبادتها بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرضى ببعثته ولم يقبل ذلك واذا ظن ان المراد بالامة امة الاجابة يعني ان من اجاب الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته تتقادم بهم العهود حتى يرتدوا على ادبارهم ويتركوا دينهم. كما جاء في الباب آآ في باب سلفا في ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم الغلو في الصالحين. فاذا الظاهر هنا ان قوله هذه الامة يعبد الاوثان يعني به امة الاجابة في انهم يتركون دينهم ويتوجهون الى الاوثان يعبدونها والاوثان جمع وثن. والوثن هو كل شيء توجه اليه الناس بالعبادة اما بان يدعوه مع الله جل وعلا او ان يستغيثوا به او ان يعتقدوا فيه. انه ينفع ويضر بدون كوني باذن الله جل وعلا او انه يرجى رجاء العبادة ويخاف منه كخوف من الله جل وعلا خوف السر ونحو ذلك من الاشياء من اعتقد فيه فذلك الشيء وثن من الاوثان. وقد يكون راضيا بتلك العبادة وقد لا يكون راضيا بتلك العبادة. والوثن ليس مصورا على شكل صورة والصنم هو ما كان على شكل صورة كما سبق ان ذكرنا. فالفرق بين الاوثان والاصنام ان الاصنام هي الالهة التي صورت على شكل صور. كأن يجعل لنبي من الانبياء صورة ويعبدها او يجعل لرجل من رجال حبوذا ونحوه صورة ويسجد لها ويعبدها هذه اصنام. او ان تكون اوثانا والاوثان هي الاشياء التي تعبد قد يكون جدارا قد يكون قبرا قد يكون رجلا ميتا قد يكون صفة من الصفات يتخذها معبودة من دون الله. فكل ما توجه اليه العباد بنوع من انواع العبادة فهو وثن من الاوثان قال وقول الله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت الجبس اسم عام لكل ما فيه مخالفة لامر الله جل وعلا. وامر رسوله صلى الله عليه وسلم. في الاعتقاد قد يكون الجبت سحرا وهذا هو الذي فسرها كثير من السلف بان الجبت السحر وقد يكون الجبت الكاهن وقد يكون الجبت الشيء المرذول الذي يضر صاحبه يؤمنون بالجنس والطاغوت يعني يؤمنون بالسحر ويؤمنون بالباطل وبعبادة غير الله جل وعلا. ويؤمنون بالطاغوت. والطاغوت مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد فالطاغية هو الذي تجاوز الحد في امر الدين بان جعل ما لله له ولهذا يعرف ابن القيم رحمه الله الطاغوت بانه كل ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع. فاذا تجاوز به العبد حده يعني حد ذلك الشيء الذي اليه الذي بذل به شرعا له تجاوزوا الحد به فتوجهوا اليه بالعبادة او اعتقدوا فيه بعض خصائص ها هي من انه يغيثهم كيفما شاء. ومن انه يملك غوثهم ويملك الاستشفاء. لهم يملك ان يغفر لهم وان يعطيهم ويملك ان ان يقربهم الى الله جل وعلا ونحو ذلك مما لا يملكه المعبودون فان ذلك مجاوزة بذلك عن الحد الذي جعل له في الشرع مجاوزة الحد في المعبودين او المتبوعين. ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع. او متبوع مثل القادة في امر الدين اذا تجاوز الناس به بهم حدهم فصاروا يتبعونهم في كل ما قالوا وان احلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال او جعلوا لهم السنة بدعة والبدعة سنة وهم يعلمون اصل الدين ولكنهم لاجل ما قال فلان فان هذا قد تجوز به حده. فان حد في الدين ان يكون امرا بما امر به الشرع ناهيا عمن نهى عنه الشرع. فاذا احل الحرام او حرم الحلال فانه يعتبر طاغوتا ومن اتبعه فانه يكون قد تجاوز به حده وقد اغر اقر بانه طاغوت واتخذه كذلك. او مطاع يطاع كذلك من الامراء والملوك والحكام والرؤساء الذين يأمرون بالحرام فيطاعون ويأمرون تحريم الحلال فيطاعون في ذلك مع علم المطيع بما امر الله جل وعلا به. فهؤلاء اتخذوهم طواغيت لانهم جاوزوا بهم حدهم. قال يؤمنون بالجبس والطاغوت فيدخل في الطاغوت كل هذه الانواع الذين والذين تبعوا والذين اطيعوا وجه المناسبة من هذه الاية للباب ان ذلك وهو الايمان بالجبت والطاغوت حصل ووقع من الذين اوتوا نصيبا من الكتاب. من اليهود والنصارى. والنبي عليه الصلاة والسلام اخبر ان ما وقع في الامم قبلنا سيقع في هذه الامة كما قال في حديث ابي سعيد الاتي لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو الخذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر رب لدخلتموه مثل بشيء صغير وهو دخول جحر الضب الذي لا يمكن ان يفعل تنبيها على ان ما هو اعلى من ذلك سيقع من هذه الامة كما وقع من الامم قبلنا. قال الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجد والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء عهدى من الذين امنوا سبيلا. وهذا حصل من هذه الامة فان منهم من امن بالسحر ومنهم من امن بعبادة غير الله ومنهم من اطاع العلماء والامراء في تحليل ما حرم الله وتحريم ما احل الله فكانوا بذلك متبعين سنن من كان قبلهم وحصل منهم ايمان بالجبس والطاغوت كما قال من الامم قبلهم. قال وقوله تعالى قل هل انبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت وجه الشاهد من هذه الاية قوله جل وعلا وعبد الطاغوت. على هذه القراءة عبد الطاغوت فان الطاغوت مفعول عبد عبدة تكون معطوفة على قوله لعن من لعنه الله الى ان قال وعبد الطاغوت يعني كانه قال بتقديم وتأخير من لعنه الله ومن عبد الطاغوت وعبادة الطاغوت وقعت في اولئك الملعونين. وبما ان ما وقع في الامم الثالثة بخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيقع في هذه الامة فاننا نعلم ان في هذه الامة من سيعبد الطاغوت كما عبدها اولئك عبادة الطاغوت عامة كما ذكرنا يدخل فيها عبادة الاوثان من عبادة القبور وتأليه اصحابها والتوسل بهم الى الله جل وعلا. يعني الاستشفاء بهم الى الله جل وعلا او طلب الشفاعة منهم ونحو ذلك من الوسائل الشركية او ما هو من الشرك الاكبر فحصلت عبادة للاوثان من القبور ومن المشاهد ومن الاشجار ومن الاحجار ونحو ذلك مما اعتقد فيه الجهلة الذين تركوا هم تركوا دين محمد عليه الصلاة والسلام. قال وقوله تعالى قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا قصة اصحاب الكهف معروفة وهذه الجملة بعض اية من قصة اصحاب الكهف ولما حصل ان جعلهم الله جل وعلا اية ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا ثم احياهم الله جل وعلا واطلع الناس على انهم مكثوا احياء هذه المدة الطويلة وانهم ما اماتهم الله ثم احياهم اعتقدوا فيهم ولما اعتقدوا فيهم وماتوا تنازعوا في امرهم فمنهم من قال افعلوا لهم كذا ابنوا عليهم بنيانا ومنهم من قال اجعلوا لهم بناء ودارا وعظموا مكانهم. واختلف الناس فيهم في ذلك الزمان قال الله جل وعلا قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا من الذين غلبوا على الامر سلف المفسرون في ذلك فقال قائلون هم المسلمون مسلموا ذلك الزمان حصل منهم تعظيم لاصحاب الكهف فقالوا ابنوا عليهم بنيانا وقالوا اتخذوا عليهم مسجدا. تعظيما لهم ودلالة للناس عليهم فاذا كان هذا القول راجحا فانه من وسائل الشرك بالله. ويؤدي الى عبادة تلك القبور والاعتقاد في اصحاب الكهف. وهذا القدر حصل في هذه الامة والقول الثاني ان الذين غلبوا على امرهم هم المشركون يعني اتباع ذلك الدين لاعتقادهم الجاهلي ولما في قلوبهم من الشرك والبدع التي خالفوا بها انبيائهم قالوا ابن عليهم مسجدا كما قال جل وعلا هنا قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا. والقول الثالث وهو الذي رجحه ابن كثير رحمه الله ورجحه عدد ايضا من اهل العلم ان الذين غلبوا على امرهم هم الكبراء والامراء اصحاب النفوس فيهم يعني الذين كانت لهم الغلبة في الامر. والذي له الغلبة في الامر هو من يملك الامر والنهي في الناس وهم الكبراء واصحاب النفوذ وملوك ذلك الزمان وامراء ذلك الزمان. فاولئك عظموا اولئك الصالحين وقالوا لنتخذن عليهم مسجدا وقد حصل هذا في تلك الامة وما دام انه حصل فانه سيحصل في هذه الامة لانه ما من خصلة من الشرك حصلت في الامم قبلنا الا وحصلت في هذه الامة حتى ادعاء بعض هذه الامة انه هو الله جل وعلا وان الله يحل فيه ونحو ذلك بل قد ادعوا ان روح الاله تتنافخ في اناس معينين كما هو اعتقاد طوائف من الباطنيين ونحو ذلك. وهذا كما قال عليه الصلاة والسلام لتتبعن سند من كان قبلكم حذو القذة بالقذة. وهذا الحديث وهو حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من كان قبلكم قوله سنن هذه تروى وهكذا سنن بفتحتين فتح السين والنون وتروى ايضا سنن والسنن جمع سنة وهي الطريقة يعني كأنه قال لتتبعن سنن من كان قبلكم يعني طرائق من كان قبلكم يعني في الدين وعلى الظبط الاخر الذي اقرأ به لتتبعن سنن من كان قبلكم السنن مفرد وهو السبيل الطريق يعني لتتبعن سبيل من كان قبلكم. واللام في قوله لتتبعن هي الواقعة في جواب القسم ام من وجود اللام ان النبي عليه الصلاة والسلام اقسم على ذلك. فقال مؤكدا والله لتتبعن سأل عن من كان قبلكم لان اللام هذه واقعة في جواب القسم. فاذا رأيت اللام هذه المفتوحة فهي الواقعة في القسم فكانه بل قد اقسم عليه والقسم محذوف واللام واقعة في جوابه. لما اقسم عليه الصلاة والسلام ليؤكد هذا الامر تأكيدا عظيما. بان هذه الامة ستتبع طريق وسبيل من كان قبلها من الامم وهذا تحذير لان الامم السالفة اما ان تكون من اهل الكتاب اليهود والنصارى وهؤلاء قد وصفهم الله جل وعلا بانهم مغضوب عليهم وضالون. فاذا اتخذت سبيلهم سبيلا في هذه الامة معنى ذلك ان هذه الامة تعرضت للغضب واللعنة. وهذا حصل في هذه الامة فان منهم من سلك سبيل اليهود ومنهم من سلك سبيل النصارى. ولهذا قال بعض السلف من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من لان اليهود خالفوا على علم والنصارى خالفت على ضلالة. وقد قال جل وعلا غير المغضوب عليهم ولا الضالين ضالين والمغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم قال حذو القذة بالقذة يعني من التساوي القذة والقذة تكون في السهم وتكون هذه مساوية لتلك. لا تفرق بين واحدة والاخرى. فاذا نظرت في هذه نظرت فيها ونظرت في هذه وجدت انهما متماثلان. وجدت ان هذه وهذه متماثلتان لا فرق بينهما وهذا هو الواقع فانه في هذه الامة وقع التماثل ففي هذه الامة حصل من مثل ما حصل من الامم قبلنا في ابواب الربوبية وفي ابواب الالهية وفي الاسماء والصفات وكذلك في العمل وكذلك في السلوك وكذلك في افعال لله جل وعلا فكل شيء كان في من قبلنا جاء في ووقع في هذه الامة نسأل الله جل وعلا السلامة والعافية قال النبي عليه الصلاة والسلام حتى لو دخلوا جحر رب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن اخرجاه عن البخاري ومسلم وجه الدلالة من هذا الحديث ظاهرة بل عماد هذا الباب على هذا الحديث من ان كل كفر وشرك وقع في الامم الثالثة فسيقع في هذه الامة. الامم الثالثة عبدة الاوثان وكفرت بالله جل وعلا فسيقع في هذه الامة من يعبد الاوثان ومن يكفر بالله جل وعلا. في الربوبية وفي الالهية وفي الاسماء والصفات وفي افعال لله جل وعلا وفي الحكم والتحاكم وهكذا في انواع كثيرة مما حصل في من قبلنا حتى في امور السلوك والبدع بل حتى في امور الاخلاق والعادات التي قد تتصل بالدين فانه سلكت هذه الامة مسلك الامم قبلها نهي النبي صلى الله عليه وسلم قال بعد ذلك ولمسلم عن ثوبان رضي الله عنه وساق الحديد حديث ثوبان وهو حديث طويل ووجه الشاهد من قوله عليه الصلاة والسلام وانما اخاف على امتي الائمة المضلين والائمة المضلون هم الذين اتخذهم الناس ائمة قد يكون من جهة الدين وقد يكون من جهة الولاية يعني ولاية الحكم والائمة المضلون يملكون زمام الناس. فيضلون الناس بالبدع وبالشركيات ويحسنونها لهم حتى اتغدو في اعينهم حقا وكذلك اصحاب النفوذ واصحاب الحكم فانهم اذا كانوا مضلين فان بيدهم الامر الذي يجعلهم يفرضون على الناس اشياء ويلزمونهم باشياء مضادة لشرع محمد صلى الله عليه وسلم. من امور العقيدة والتوحيد ومن امور السلوك والعمل ومن امور الحكم والتحاكم وهكذا وقع في هذه الامة وخوف النبي عليه الصلاة والسلام من الائمة المضلين وقع ما خاف منه عليه الصلاة والسلام فكثر الائمة المضلون في الامة الائمة المضلون من جهة الاتباع والائمة المضلون من جهة الطاعة قال واذا وقع عليهم السيف لم يرفع الى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من امتي بالمشركين وحتى حتى تعبد فئام من امتي الاوثان. هذا نص صحيح من رواية البرقاني في صحيحه قال حتى يلحق حي من امتي مشركين يلحقوا بالمشركين هل هو من جهة ترك بلاد المسلمين والذهاب الى ارض المشركين؟ ام يلحقوا مشركين في الصفات والخصال يحتمل هذا وهذا. حتى يلحق حي من امتي بالمشركين يعني من جهة ترك بلاد والذهاب الى بلاد المشركين رضا بهم وبدينهم. او حتى يلحق حي من امتي بالمشركين من جهة الصفات فيشركون كما اشرك المشركون ويرتدوا على ادبارهم قال وحتى تعبد فئام من امتي الاوثان. الفئام هي الجماعات الكبيرة قال وحتى تعبد فئام من امتي الاوثان. وهذا ظاهر المناسبة للباب. في قول الشيخ رحمه الله في باب ما جاء ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان الى ان قال عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ولا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى فيبقي امر الله تبارك وتعالى لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة هذه الطائفة المنصورة هي التي قال فيها عليه الصلاة والسلام في في حديث اخر ولا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق. وهي التي قال فيها عليه الصلاة والسلام هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة. فالطائفة المنصورة هي الفرقة الناجية وهي الجماعة جمع احاديث النبي عليه الصلاة والسلام. وسميت منصورة لان الله جل وعلى نصرها على من ناوأها بالحجة والبيان. نصرها الذي وعدت به ليس نصرا بالسنان ولكنه نصر بالحجة والبيان. فهم وان هزموا في بعض المعارك او ازيلت دولتهم في بعض الاحيان فهم الظاهرون على من سواهم بالحجة والبيان. وهم المنصورون بما اعطاهم الله جل وعلا من الحجة و النصوص والصواب والحق على من سواهم فهم على الحق وسواهم على الباطل. هذان اللفظان فرقة ناجية صفة منصورة اثنان لشيء واحد وانما هو من باب تنوع الصفات. فقال عنها الطائفة المنصورة هنا لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة لانها موعودة بالنصر. كما قال جل وعلا انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة في الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. فهم منصورون. كما قال ايضا ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انه لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون. فقولهم هو المنصور وهو الظاهر وحجتهم هي الظاهرة. وقد يكون لهم من النصر والتمكين في ارض الله ما اعطاهم الله جل وعلا من ذلك. وهم ايضا الفرقة الناجية التي جاءت في حديث الافتراء. ناجية يعني موعودة بالنجاة تأتي من النار فهم موصوفون بالنصر وموصوفون بالنجاة بالنجاة من النار وموصوفون