المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الرابع والعشرون نعم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في السحر وقول الله تعالى ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق وقول يؤمنون بالجبس والطاغوت. قال عمر الجبس السحر والطاغوت الشيطان. قال جابر الطواغيت كهان كان عليهم الشيطان في كل حي واحد. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل الربا لكن هناك مرتبة انه يتعلم ذلك نظريا ولا يعمله وهناك مرتبة انه يتعلمه ويعمله ولو مرة وهناك مرتبة الساحر الذي يتعلم ويعمل به دائما. قال جل وعلا وما يعلمان من احد حتى يقولا واكل مال اليتيم والتولي يوم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات. وعن جندب مرفوعا حد ساحر ضربه بالسيف. رواه الترمذي وقال الصحيح انه موقوف وفي صحيح البخاري عن بجالة ابن عبده قال كتب عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان اقتلوا كل ساحر وساحرة قال فقتلنا ثلاثة سواحر وصح عن حفصة رضي الله عنها انها امرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت وكذلك صح عن جندب قال احمد عن ثلاثة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذا باب ما جاء في السحر مناسبة ذكر السحر لكتاب التوحيد ان السحر نوع من الشرك قد قال عليه الصلاة والسلام من سحر فقد اشرك فالسحر احد انواع الشرك الاكبر بالله جل وعلا ومناسبته ظاهرة انه مضاد لاصل التوحيد والسحر في اللغة هو عبارة عما خفي ولطف سببه خفي يعني صار سبب ذلك الشيء خفيا لا يقع بظهور وانما يقع على وجه الخفاء ولهذا سمي اخر الليل سحرا لذلك وكذلك قيل في اكلة اخر الليل سحور ذلك لانها تقع على وجه الخفاء وعدم الازدهار والظهور من الناس فهذه اللفظة سحر وما اشتقت منه تدل على خفاء في الشيء ولهذا فانه في اللغة يطلق السحر على اشياء كثيرة منها ما يكون من جهة المقال ومن منها ما يكون من جهة الفعل ومنها ما يكون من جهة الاعتقاد وسيأتي في هذا الباب وفي الباب الذي بعده باب بيان شيء من انواع السحر ما يتصل بذلك واما السحر الذي هو كفر وشرك اكبر بالله جل وعلا فهو استخدام الشياطين والاستعانة بها لحصول امر بواسطة التقرب. لذلك الشيطان بشيء من انواع العبادة والسحر عرفه الفقهاء بقولهم رقى قالوا السحر ورقى وعزائم وعقد ينفث فيها يكون سحرا يضر حقيقة ويمرض حقيقة ويقتل حقيقة فاذا حقيقة السحر انه استخدام للشياطين في التأثير ولا يمكن للساحر ان يصل الى انفاذ سحره حتى يكون متقربا الى الشياطين. فاذا تقرب اليها خدمته الجن يعني شياطين الجن بان اثرت في بدن المسحور فلكل سحر خادم من الشياطين يخدمه ولكل ساحر مستعان به من الشياطين فلا يمكن للساحر ان يكون ساحرا على الحقيقة الا وهو يتقرب الى الشياطين ولهذا نقول السحر شرك بالله جل وعلا وهناك شيء قد يكون في الظاهر انه سحر ولكنه في في الباطن ليس بسحر. وهذا ليس الكلام فيه وانما الكلام فيما كان من السحر بالاستعانة بالشياطين باستخدام الرقى والتعويذات والنفس فيها. وقد قال جل وعلا ومن شر النفاثات في العقد. والنفاثات هن السواحر اللاتي يعقدن العقداء وينفتن فيها قصة الاناث بذلك بالاستعاذة لان الغالب في السحر ممن يستخدمه في الجاهلية وعند اهل الكتاب ان الذي يستخدمه النساء فجرى ذلك مجرى الغالب. قال جل وعلا ومن شر النفاثات في العقد اثاث جمع نفاثة صيغة مبالغة في النفس لانها تكثر النفس في العقدة وتنفث برؤى تعازين وتعويذات تستخدم فيها الجن لتخدم هذه العقدة التي فيها شيء من بدن المسحور او وفيها شيء يتعلق بالمسحور حتى يكون ذلك مؤثرا فيه. وقد سحرة يهودي النبي صلى الله عليه وسلم في مشط ومشاقة يعني في اشياء شعره عليه الصلاة والسلام حتى يخيل للنبي صلى الله عليه وسلم انه يفعل الشيء ولا يفعله من جهة نسائه عليه الصلاة والسلام يعني كان سحر ذلك اليهودي مؤثرا في بدنه عليه الصلاة والسلام لكنه لم يكن مؤثرا في علمه ولا في عليه ولا في روحه عليه الصلاة والسلام وانما في بدنه يخيل اليه انه قد واقع نساءه وهو لم يواقع ونحو ذلك. هذا السحر الذي فيه استخدام الشياطين شرك وكفر بالله جل وعلا. قد قال سبحانه واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان. والذي تلته الشياطين على ملك سليمان هو ما قرأوا في كتب السحر وما يتصل بذلك من عمل السحر. قال جل وعلا وما كفر ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر فعلل كفر الشياطين بقوله يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت قال سبحانه وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر. فاذا تعلم سحر تعلمه من جهة فهم كيف يكون السحر وكيف يعمل السحر؟ هذا لا يمكن ان يكون الا بالكفر والشرك انما نحن فتنة فلا تكفر. فدل على ان تعلمه بمجرده كفر ولهذا نقول الصحيح ان تعلم السحر ولو بدون عمل شرك وكفر بالله جل وعلا بنص الاية. لما؟ لانه ولا يمكن ان يتعلم السحر الا بتعلم الشرك. بالله جل وعلا وكيف يشرك؟ واذا تعلم الشرك فهو مشرك بالله جل وعلا بعض العلماء يقول السحر قسمان كقول الشافعي وغيره منه ما يكون بالاستعانة بالشياطين فهذا كفر وشرك اكبر ومنه ما يكون بالادوية والتدخينات فهذا اسم محرم ولا يكفر فاعله الا اذا استحله وهذا التقسيم من الشافعي وممن تبعه هو من جهة الواقع يعني نظروا في الذين يمارسون ذلك فمنهم من يقول انه ساحر وليس كذلك من جهة السحر الشرعي الحقيقي يعني السحر الذي وصف في الشرع فيقول هو ساحر وهو يستخدم ادوية وتعويذات وفي الحقيقة هو مشعوذ ولا يصدق عليه اسم الساحر وهذا فيما يفعل يؤثر عن طريق الادوية واما الصرف والعطف يعني جلب محبة امرأة لزوجها او صرف محبة المرأة لزوجها او العكس فهذا من القسم الاول لانه من نواقض الاسلام. فالسحر من نواقض الاسلام لانه شرك بالله ومنه الصرف والعطف. لانه لا يمكن لاحد ان يصل الى رح وقلب من يراد صرفه او العطف اليه الا بالشرك لان هو الذي يؤثر على النفس ولن يهدم الشيطان الانس الساحر الا بعد ان يشرك بالله جل وعلا. اذا الصلاة ان السحر بجميع انواعه فيه استخدام للشياطين واستعانة بها والشياطين لا تخدم الا من تقرب اليها. تتقرب اليها باي شيء بالذبح. يتقرب اليها باي شيء بالاستغاثة. بالاستغاثة يتقرب اليها بالاستعاذة ونحو ذلك يعني يصرف اليها شيئا من انواع العبادة بل قد نظرت في بعض كتب السحر فوجدت ان الساحر بحسب ما وصف ذلك الكاتب لا يصل الى حقيقة السحر وتخدمه الجن كما ينبغي حتى يهين القرآن ويهين المصحف وحتى حتى يكفر بالله ويسب الله جل وعلا ونبيه صلى الله عليه وسلم. وهذا قد ذكره بعض ايضا من اطلع على حقيقة الحال. اذا فنقول السحر شرك بالله تعالى وكل ساحر مشرك. وقتل الساحر فيما سيأتي على الصحيح انه قتل ردة لا قتل تعذير كما سيأتي. فالشيخ رحمه الله عقد هذا الباب باب ما جاء في السحر لبيان تلك المسألة. قال وقوله الله تعالى ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلق وجه الاستدلال بهذه الاية قوله ما له في الاخرة من خلاق يعني ما له في الاخرة من نصيب. الخلاص بمعنى النصيب لمن اشتراه يعني اشترى السحر والافتراء فيه دفع شيء يعني ان يأخذ شيئا ويدفع عوظه. حقيقة الشراء ان تشتري هي سلعة مثلا تدفع ثمنها تأخذ مثمنا وتدفع ثمنا. والساحر اشترى من تعلم السحر اشترى. اشترى اي شيء اشترى السحر. بذل اي شيء بذل توحيده فالثمن هو التوحيد الثمن هو الايمان بالله وحده. والمثمن هو السحر. ولهذا قال جل وعلا هنا ولقد علموا لمن اشتراه يعني من دفع دينه عوضا عن ذلك الشيء الذي الذي اخذه وهو السحر. ما له في الاخرة من خلاق يعني من نصيب. وهكذا المشرك ليس له في الاخرة من نصيب. ووجه الاستدلال الظاهر من ان الساحر قد جعل دينه عوضا عن ذلك الذي تراه وتعلمه وعمل به قال وقوله يؤمنون بالجبت والطاغوت قال عمر الجبت السحر. وهذا في ذم اهل الكتاب فان اهل الكتاب لما امنوا بالسحر ذمهم الله جل وعلا ولعنهم وغضب عليهم. وهذا يكثر في اليهود يكثر السحر واستعمال السحر في اليهود. ولهذا ذمهم الله جل وعلا ولعنهم وغضب عليهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الجبت والسحر واذا كان الله ذمهم ولعنهم وغظب عليهم لاجل ذلك فهذا يفيد انه من المحرمات ومن الكبائر واذا اذا كان فيه اشراك بالله جل وعلا فظاهر انه شرك بالله جل وعلا وهكذا جميع اصنافه كذلك والطاغوت الشيطان يعني الجبس اسم عام يشمل اشياء كثيرة كما ذكرنا. ومن ابرزها واظهرها عند اليهود السحر فيؤمنون بالجبس يعني بالسحر لانه هو اظهر الاشياء عندهم. ويؤمنون بالطاغوت يعني بالشيطان وهو كل ما توجه اليه بالطاعة وبعد عن الحق وعن الصواب قال جابر يعني ابن عبد الله الطواغيت كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد وهذا يأتي بيانه في باب ما جاء في الكهان قال عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله والسحر وجه الاستدلال من ذلك ان السحر من الموبقات والموبقات هي التي توبق صاحبها وتجعله في هلاك وخسار في الدنيا وفي الاخرة وهي اكبر الكبائر هذه السبع وعطف السحر على الشرك بالله ليس عطفا بين متغايرين في الحقيقة وانما هو عطف بين خاص وعام فالشرك بالله يكون بالسحر ويكون بغيره فعطف السحر على الشرك للتنصيص عليه السحر كما ذكرنا احد افراد الشرك بالله جل وعلا وعطف الخاص على العام امثلته كثيرة كقوله جل وعلا من كان عدوا لله وملائكته وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين من كان عدوا لله ورسله وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين هنا عطف جبريل وميكال الاية وملائكته ورسله من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكاد فان الله عدو للكافرين. فعطف جبريل وميكال على الملائكة من عصر الخاص على العام قال بعد ذلك وعن جندب مرفوعة حد الساحر ضربه بالسيف. رواه الترمذي وقال الصحيح انه خوف حد الساحر ضربه بالسيف رويت هكذا ضربه وهو الاصح ورويت ضربة حد الساحر ضربة بالسيف فعلى رواية الضربة لا يكون لها مفهوم يعني ان مات بضربة او يضرب ضربتين او ثلاث لان العدد لا مفهوم له قوله حد الساحر هنا لم يفصل بين ساحر وساحر فقال حد الساحر ولم يأتي في ادلة الكتاب والسنة التفصيل في اسم الساحر الذي يحد او الذي وصف بالكفر بين نوع ونوع من التأثير فالانواع الانواع التي يستخدمها السحرة مما يصدق عليه انه سحر في التأثير وفي الامراض وفي التفريق في التأثير على العقول وعلى القلوب ونحو ذلك من انواع التأثير الخفي الذي يكون باستخدام الشياطين او بامور خفية فهذا كله لا يفرق فيه بين فاعل وفاعل والادلة ما فرقت ولهذا قال العلماء الصحيح ان الساحر من اي نوع حده ان يقتل وهل حده حد كفر وردة؟ او حد لاجل انه قتل فيكون حد لاجل القتل او حد تعذير اختلف العلماء في ذلك والصحيح من هذه انه في الجميع حد ردة لان حقيقة السحر انه لابد ان يكون فيه اشراك بالله وعلا من اشرك بالله جل وعلا فقد ارتد وحل دمه وماله شيخ الاسلام ابن تيمية له تفصيل يقول فيهما مقتضاه ان الساحر قد لا تدرك حقيقة سحره في ترك امره في مصلحة في قتله الى الامام. اذا رأى المصلحة في قتله قتلة وان لم يرى المصلحة في قتله لم يقتله ويعني بالمصلحة المصلحة الشرعية. فتحصن في ذلك انه ثم اقوال في حد ساحر الاول انه يقتل مطلقا ردة لانه لا يكون السحر الا بشرك والقول الثاني انه يقتل ردة اذا كان سحره بشرك ويقتل حدا اذا كان سحره ادى الى قتل غيره بغير ما فيه اشراك من مثل الادوية وتعويذات ونحو ذلك التي ذكرنا والثالث قول القول الذي عزي لشيخ الاسلام من انه كالزنديق يترك امره الى الامام بحسب ما يراه ان رأى المصلحة الشرعية في قتله قتله والا عاقبه بما دون القتل قال وفي صحيح البخاري عن بجالة قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان اقتلوا كل ساحر وساحرة قال فقتلنا ثلاثة واحد هذا ظاهر في الامر بقتل الساحر والساحرة بدون تفصيل. ولان حقيقة فالسحر لا تكون الا شرك بالله جل وعلا وذلك ردة. قال وصح عن حفصة رضي الله عنها انها امرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت وكذلك صح عن جند وكذلك صح عن جنده قال احمد عن من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. يعني ان الساحر يجب ان يقتل وهذا حده. سواء قلنا يقتل لحد الردة او يقتل لحد القتل او يقتل تعذيرا. فالصحابة رضوان الله عليهم افتوا بقتله. وامروا قتله وذلك بدون تفريق. وهذا هو الواجب الا يفرق بين نوع ونوع. والواجب على المسلمين ان يحذروا السحر بانواعه وان يتعاونوا في الابلاغ براءة للذمة وانكارا للمنكر عن كل من يعلمون له شعوذة او استخداما لشيء من الخرافات او السحر ونحو ذلك لانه كما قال الائمة ما يدخل السحرة الى بلد الا ويفسوا فيها الفساد والظلم والاعتداء والطغيان ذلك لانهم يقيمون الشياطين فتطيع الشياطين السحرة