المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد ادرسوا السادس والعشرون. نعم قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في الكهان ونحوهم. روى مسلم في صحيحه عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من اتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه فصدقه لم تقبل له صلاة اربعين يوما وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه ابو داوود. وللاربعة والحاكم وقال صحيح على شرطهما. عن النبي صلى الله عليه وسلم من اتى عرافا او كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم ولابي اعلى جيد عن ابن مسعود مثله موقوفا. وعن عمران ابن حصين مرفوعا ليس منا من تطير او تطير له. او تكهن او هنا له او سحر او سحر له ومن اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه البزار باسناد جيد ورواه الطبراني في الاوسط باسناد حسن من حديث ابن مسعود دون قوله ومن اتى الى اخره. قال العراف الذي يدعي معرفة الامور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك. وقيل هو الكاهن والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات عن المغيبات في المستقبل. وقيل الذي يخبر عما في الضمير. قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم. ممن يتكلم في معرفة الامور بهذه الطرق. وقال ابن عباس رضي الله عنه في قوم ان يكتبون ابا جاد وينظرون في النجوم ما ارى من فعل ذلك له عند الله من خلاق. باب ما جاء في الكهان ونحوهم هذا الباب اتى بعد ابواب السحر لان حقيقة عمل الكاهن انه يستخدم الجن لاخباره بالامور المغيبة اما التي غابت في الماضي او الامور المغيبة في المستقبل التي لا يعلمها الا الله جل جلاله. فالكاهن يجتمع مع نحن في ان كلا منهما يستخدم الجن لغرضه ويستمتع بالجن لغرضه. ومناسبة الباب التوحيد ان الكهننة استخدام للجن. واستخدام الجن كفر وشرك اكبر بالله جل وعلا لانه لا يجوز ان يستخدم الجن في مثل هذه الاشياء. واستخدام الجن في مثل هذه الاشياء لا يكون الا بان يتقرب الى الجن بشيء من العبادات فالكهان لابد حتى يخدموا بذكر الامور المغيبة لهم ان يتقربوا الى الجن ببعض العبادات اما بالذبح او الاستغاثة او بالكفر بالله جل وعلا لاهانة المصحف او بالله او نحو ذلك من الاعمال الشركية الكفرية. الكهانة قناعة مضادة التوحيد والكاملة مشرك بالله جل وعلا لانه يستخدم الجن ويتقرب الى الجن العبادات حتى تخدمه الجن وهذا غير ممكن الا لمن حتى تخبره الجن بالمغيبات هذا لا يمكن الا بان يتقرب الى الجن بانواع العبادات. واصل الكهان في الجاهلية كانوا كما مر معنا في حديث جابر في باب سبق ان الكهان كانت منتشرة في بلاد العرب في الجزيرة وفي غيرها. والكهان اناس يدعى فيهم الولاية والصلاح. عندهم ما عندهم علم ما سيكون في المستقبل. او عندهم علم المغيبات التي ستحدث للناس او تحدث في الارض ولهذا كانت العرب تعظم الكهان وكانت تخاف من الكهان وكانت تعطي الكاهن اجرا عظيما لاجل ما يخبر هل هو الكامل كما ذكرنا لا يصل الى حقيقة عمله بان يخبر عن الامور المغيبة الا باستخدام الجن والتقرب الى الجن التقربات الشركية تستمتع الجن به من جهة ما فرض من العبادة ويستمتع هو بالجن من جهة ما يخبره به الجن من الامور المغيبة. والجن تصل الى امور المغيبة التي تصدق فيها عن طريق استراق السمع فان بعضهم يركب بعضا حتى يسمعوا الوحي الذي يوحيه الله جل وعلا في السماء. فربما ادرك الشهاب الجني قبل ان يلقي الكلمة لمن تحته وربما ادرك الشهاب الجني بعد ان القى الكلمة فتأتي هذه الكلمة للجن الكهان ويكذب معها الكاهن او تكذب معها الجن مئة كذبة حتى يعظم شأن الكهان وحتى تعظم عبادة الانس الجن وقبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام كان فراق السمع كثيرا جدا بعد بعثته عليه الصلاة والسلام حرفت السماء من ان تفترق الجن السمع لاجل تنزل القرآن والوحي حتى لا يقع الاشتباه في عصر الوحي والنبوة وبعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام يقع الافتراض ولكنه قليل بالنسبة لما كان عليه قبل البعثة وصارت عندنا احوال السمع ثلاثة قبل البعثة كثير جدا وبعد بعثة النبي عليه الصلاة والسلام لم يحصل افتراق من الجن وان حصل فهو نادر في غير وحي الله جل وعلا بكتابه لنبيه. والحالة الثالثة بعد وفاته عليه الصلاة والسلام. رجع اشتراط السمع. ايضا ولكنه ليس بالكثرة التي كانت قبل ذلك لان السماع ملئت حرسا شديدا وشهبا. والله جل وعلا بين ذلك في القرآن في ايات كثيرة من ان النجوم والسهو ترمي الجن كما قال جل وعلا الا من افترق السمع فاتبعه شهاب مبين. ونحو ذلك من الايات التي فيها ان الشهب مرصدة للجن تبينت لك حقيقة الكاهن اذا ظهر ذلك فالكاهن قد يطلق عليه العراف وهذا الاسم الكاهن او العراف اسمان متداخلان. قد يكون احدهما يدل على الاخر وعند بعض الناس او في بعض الفئات يستخدم الكاهن للاخبار في للاخبار بما يحصل في المستقبل ويستخدم كلمة او لفظ العراف لمن يخبر عن الغائب عن الاعين مما حصل في الماضي من مثل مكان المسروق او السارق من هو ونحو ذلك مما هو غائب عن الانظار وانما يعلمه العراف بواسطة والصحيح في ذلك ما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية ان العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلمون في معرفة الامور بتلك الطرق. من تكلم في معرفة الامور المغيبة اما او المستقبلة بتلك الطرق طريق التنجيم او طريق الخط في الرمل او طريق الطرق على الحصى او في طريق او الخط بالرمل بطريق الطرق او بالودع او نحو ذلك من الاساليب او بالخشبة المكتوب عليها باجات ونحو ذلك من قراءة الفنجان او قراءة الكف. كل من يخبر عن الامور المغيبة بشيء يجعله وسيلة معرفة الامور المغيبة يسمى كاهنا ويسمى عرافا. لانه لا يحصل له امره الا بنوع من انواع الكهانة. وسيأتي ذلك ان شاء الله قال رحمه الله باب ما جاء في الكهان ونحوهم يعني من العرافين والمنجمين الذين يحطون في الرمل والذين يكتبون على الخشب ونحو ذلك. قال روى مسلم في صحيحه عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة اربعين يوما. هذا الحديث نبه الشراح على ان لفظه في مسلم من اتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة اربعين يوما بدون كلمة تصدقت وكلمة صدقه في هذا الحديث موجودة في مسند الامام احمد الشيخ رحمه الله ذكر هذا اللفظ وعزاه مسلم على طريقة اهل العلم في عزو الحديث لاحد صاحبي الصحيح اذا كان اصله فيهما لاتحاد الطريق او نحو ذلك من اتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة اربعين يوما هذا الحديث فيه جزاء الذي يأتي فيسأل العراف. وقلنا ان العراف يشمل اسم الكاهن ونحو ذلك فمن اتى عرافا فسأله بمجرد سؤال ولم يصدقه فانه لا تقبل له صلاة اربعين يوما المقصود من قوله لم تقبل له صلاة اربعين يوما انها تقع مجزئة لا يجب عليه قضاؤها ولكن لا ثواب له فيها لان الذنب والاثم الذي حصله حين اتى العراف فسأله عن شيء يقابل ثواب الصلاة اربعين يوما فاسقط هذا هذا. ويدل ذلك على عظم ذنب الذي يأتي العراف فيسأل العراف عن شيء ولو لم يصدقه. وهذا عند اهل العلم في حق من اتى العراف فسأله عن شيء رغبة في الاطلاع. اما من اتى العراف فسأله للانكار عليك وحتى يتحقق انه عراف فلا يدخل في ذلك. لان الوسائل لها احكام المقاصد الحالة الثانية ان يأتي العراف او الكاهن فيسأل عن شيء فاذا اخبره الكاهن او العراف صدقه بما يقول. فالحديث الاول الذي عن بعظ ازواج النبي صلى الله عليه وسلم فيه انه لم تقبل له صلاة اربعين يوما. والحديث الثاني فيه انه كفر بما انزل على محمدا صلى الله عليه وسلم يتضح بالحديثين ان الحالة الثانية وهي من اتى العراف او الكاهن فسأل عن شيء فصدقه انه كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم وانه لا تقبل له صلاة اربعين يوما فهذا الحال يدل على ان الذي اتى الكاهن او العراف فصدقه انه لم خذ من الملة لانه حد عليه الصلاة والسلام عدم قبول صلاته باربعين يوما الذي حكم عليه المسلم او من اتى الكاهن اذا حكم عليه بانه كافر كفرا اكبر ومرتد من الملة فان صلاته لا تقبل بتاتا حتى يرجع الى الاسلام. قال طائفة من اهل العلم دل قوله فصدقه لم تقبل له صلاة اربعين يوما على ان قوله كفر بما انزل على محمد انه كفر اصغر وليس كفر المخرج من الملة. وهذا القول صحيح وهو الذي يتعين جمعا بين النصوص فان قول النبي عليه الصلاة والسلام من اتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة اربعين يوما يدل على انه لم يخرج من الان والحديث الاخر وهو قوله من اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد يدل على كفره فعلمنا بذلك ان كفره كفر اصغر وليس كفرا مخرجا من الملة. هذا احد الاقوال في مسألة كفر من اتى الكاهن وصدقه بما والقول الثاني انه يتوقف فيه. فلا يقال يكفر كفر اكبر ولا يقال اصغر وانما يقال هو كفر نسيان الكاهن وتصديقه كفر بالله جل وعلا ويسكت عن ذلك ويطلق القول كما جاء في الاحاديث. وهذا لاجل التهديد والتخويف حتى لا يتجاثر الناس على هذا الامر وهذا هو مذهب الامام احمد في المنصورة عنه. والقول الثالث من اقوال اهل العلم في ذلك ان الذي يصدق الكاهن كافر كفرا اكبر كفره مخرج من الملة اذا اتى الكاهن فسأله فصدقه. او صدق الكهان بما يقولون. قال طائفة من اهل علم كفره كفر مخرج من الملة. وهذا القول فيه نظر من جهتين. الجهة الاولى ما ذكرنا من الدليل من ان قوله عليه الصلاة والسلام لم تقبل له صلاة اربعين يوما يدل على انه لم يكفر الكفر الاكبر ولو كان كفر الكفر الاكبر لم يحد عدم قبول صلاته في تلك المدة من الايام. والثاني ان تصديق الكاهن فيه شبهة ادعاء علم الغيب او تصديق احد ممن يدعي علم الغيب كفر بالله جل وعلا كفر اكبر. لكن هذا الذي ادعى علم الغيب كما نعلم انه يخبر بالامور المغيبة فيما صدق فيه عن طريق اختراق الجن للسمع. فيكون اذا هو نقل ذلك الخبر عن الجن والجن نقلوه عما سمعوه في السماع. وهذه شبهة قد يأتي الاتي الذي يأتي للكاهن ويقول انا اصدقه فيما اخبر من الغيب لانه قد جاءه علم ذلك الغيب من السماء عن طريق الجن. وهذه تمنع من التكفير تكفير تصديق الكاهن تكفير من صدق الكاهن الكفر الاكبر فصار عندنا اذا ان القول الاظهر ان كفره كفر اصغر وليس باكبر لدلالة الاحاديث ولظهور التعليل في قال فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن لانه قد جاء في القرآن وما بينه النبي عليه الصلاة والسلام من السنة ان الكاهن والساحر والعراف لا يفلحون. وانهم انما يكذبون ولا يصدقون قال ولابي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفان وعن عمران بن حسين مرفوعا ليس منا من تطير او تطير له. يأتي في باب ما جاء في التطير او تكهن او تكهن له ليس منا يدل على ان الفعل محرم. وبعض اهل العلم يقول ان قوله عليه الصلاة والسلام ليس منا تدل على انه من الكبائر فقال ليس منا من تطير او تطير له. والطيرة من الكبائر او تكهن يعني ادعى علم الغيب وادعى انه انه كاهن او اخبر بامور من المغيبة يخدع من رآه بانه كاهن قال او تكهن له يعني من رضي بان يتكهن له فاتى فسأل عن شيء او سحر او سحرة او سحر له ومن اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهذا كله لاجل ان تصديق الكاهن فيه اعانة له على الشرك الاكبر بالله جل وعلا. هذا حكم الذي يأتي الكاهن اما الكاهن فذكرنا حكمه وهو انه مشرك الشرك الاكبر بالله لانه لا يمكن له ان يخبر بالامور المغيبة الا بان يشرك. قال البغوي العراف الذي يدعي معرفة الامور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك هذا الذي ذكرنا من ان العراف عند بعض اهل العلم من يخبر بامور سبقته لكنها خفية غيبية عن الناس. لكنها من حيث الوجود وقعت في ملكوت الله قال وقيل هو الكاهن يعني ان العراء يعني ان العراف والكاهن اسمان لشيء واحد. قال والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وقيل الذي يصدر عما في الظمير. وقال ابو العباس ابن تيمية العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم. المنجم هو الذي يستخدم علم التأثير. يقول ظهر نجم كذا والتقى بنجم كذا فمعناه انه سيحدث كذا وكذا. او اذا ولد ولد فلان او اذا ولد لفلان ولد في برج كذا فانه سيحصل كذا وكذا له من الغنى والفقر او السعادة او شقاوة ونحو ذلك فيستدلون بحركة النجوم على حال الارض وحال الناس فيها وسيأتي تفصيلهم ان شاء الله. قال والرمان الرمال هو صاحب الطرق او الذي يخط في الرمل او يستخدم الحصى على الرمل يقال له رمال ونحوهم يعني من مثل الذين يقرؤون الكف ويقرأون الفنجان او في هذا العصر الذين يكتبون في الصحف والجرائد والمجلات البروج وما يحصل في ذلك البرج وانت اذا ولدت في هذا البرج معناه سيحصل لك في هذا الشهر كذا وكذا هذه كلها من انواع الكهانة كما في قال وقال ابن عباس في قوم يكتبون ابا جاد وينظرون في النجوم ما هرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق ذلك لان كتابة ابا جاد والنظر في النجوم يعني للتأثير نوع من انواع الكهانة الكهانة محرمة وكفر بالله جل وعلا بقي ان نقول ان اصناف الكهانة كثيرة جدا وجامعها الذي يجمعها انه يستخدم الكاهن وسيلة ظاهرية عنده ليقنع السائل بانه وصل اليه العلم عن طريق امور علمية تارة يقول عن طريق النجوم وتارة يقول عن طريق الخط او عن طريق الطرف او عن طريق الودع او عن طريق الفنجان او عن عن طريق الكف او عن طريق النظر في الارض في حصن يجعله او عن طريق الخشب ونحو ذلك. هذه كلها وسائل يغر الكاهن من يأتيه في الحقيقة هي وسائل لا تحصل العلم ذاك. ولكن العلم جاءه عن طريق الجن هذه الوسيلة انما هي وسيلة للضحك على الناس. وسيلة لكي يظن الظان انها تؤدي الى العلم وان هؤلاء اصحاب علم وفن في هذه الامور. وفي الواقع هو لا يتحصل على العلم الغيبي عن طريق خط او عن طريق فنجان او عن طريق النظر في البروج او نحو ذلك وانما يأتيه العلم عن طريق الجن وهو يظهر هذه الاشياء حتى يحصل على المقصود حتى تصدقه الناس انه لا يستخدم الجن ولكنه ولي من الاولياء. كيف يستنتج هذه المغيبات كيف يستنتج المغيبات من هذه الامور الظاهرية في بعض البلاد كغرب افريقيا وبعض كمالها ونحو ذلك. وهذا منتشر ايضا في الشرق. وفي كثير من البلاد يجعلون من يتعاطى هذه الاشياء وليا من الاولياء. ويقولون الملائكة تخبره بكذا. فهو لا يفعل الفعل الا من الملائكة الذين يفعلون هذه الافعال من الامور السحرية او الكهانيه عندهم انهم اولياء. ولهذا ترى بعض الشراء يذكر في مقدمة هذه الابواب ان اولياء الله جل وعلا لا يتعاطون الشرك ولا يتعاطون مثل هذه الامور