نسبة النعمة لله وحده دلت على ايمانه. قال واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب وكما ذكرت لك الباء في قوله مطرنا بنوء كذا ان كانت للسببية المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الثلاثون. الاستسقاء بالانواع وقول الله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. وعن ابي مالك الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن الفخر بالاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة. وقال النائحة اذا لم تتب النائحة اذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سرداب من قطران ودرع من جرب رواه مسلم. ولهما عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح الحديبية على اثر سماء كانت من الليل فلما انصرف اقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال الم اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فاما من قال مطرنا بفظل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب. واما فمن قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب. ولهما من حديث ابن عباس بمعناه. وفيه قال بعضهم لقد نوء كذا وكذا فانزل الله هذه الايات فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن كريم في كتاب عالم مكنون لا يمسه الا المطهرون تنزيل من رب العالمين. افبهذا الحديث انتم مدهنون وتجعلون رزقكم انكم تكذبون هذا باب ما جاء في الاستسقاء بالانواع والاستسقاء بالانواع هو نسبة السقيا الى الانواع. والانواع هي النجوم قالوا للنجم نوم العرب والجاهليون كانوا يعتقدون ان النجوم والانواع سبب في نزول المطر. فيجعلونها اسبابا. ومنهم وهم طائفة من يجعل النوع والنجم هو الذي يأتي بالمطر. كما ذكرت لك في حال الطائفة الاولى من المنجمين الذين يجعلون المفعولات منفعلة عن النجوم وعن حركتها. فقوله رحمه الله باب ما جاء في الاستسقاء بالانواع يعني باب ما جاء في نسبة السقيا الى النوم. وعبر بلفظ اسقاط لانه جاء في الحديث والاستسقاء بالنجوم ومناسبة هذا البعض لما قبله من الابواب ان الاستسقاء بالانواع نوع من التنجيم لانه نسبة السقيا الى النجم وذلك ايضا من السحر لان التنجيم من السحر بمعناه العام. ونسبة ذلك الى او مناسبة ذلك لكتاب التوحيد ان الذي ينسب السقيا والفظل والنعمة الذي اتاه حينما جاءه المطر ينسب ذلك الى النوم والى النجم هذا ملتفت قلبه عن الله جل وعلا الى غيره ومتعلق قلبه غيره وناسب النعم الى غير الله جل وعلا. ومعتقد ان النجوم اسباب لهذه المسببات من نزول المطر ونحوه وهذا مناف لكمال التوحيد. فان كمال التوحيد الواجب يوجب على العبد ان ينسب النعم جميعا الى الله وحده والا ينسب شيء منها الى غير الله ولو كان ذلك الغير سببا. فينسب النعمة الى مستحي ولو كان من اجرى الله على يديه تلك النعم سببا من الاسباب فانه لا ينسبها الى غير الله جل وعلا. كيف وان النجوم ليست بسبب اصلا. ففي ذلك نوعان من التعدي. اولا انها ليست باسباب. والثاني ان تجعل اسبابا لم يجعلها الله جل وعلا اسبابا وتنسب النعم والفضل والسقيا اليها وهذا مناف لكمال التوحيد وكفر بالله جل وعلا. قال وقول الله تعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. قال علماء التفسير معنى هذه الاية وتجعلون شكر رزقكم شكر ما رزقكم الله من النعم ومن المطر انكم تكذبون النعمة من عند الله بنسبتها لغير الله جل وعلا تارة بنسبتها الى الانواع او بنسبتها الى غير الله جل وعلا والواجب شكرا بنعم الله جل وعلا وشكرا لله جل وعلا على ما رزق وانعم وتفضل ان ان تنسب النعم جميعا الى الله وان ينسب الفضل الى الرب وحده دون ما سواه. قال وعن ابي ما لك الاشعري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله الله عليه وسلم قال اربع في امتي من امر الجاهلية لا يتركونهن قوله من امر الجاهلية هذا دليل على ذمها وانها من شعب الجاهلية ومن المعلوم ان شعب الجاهلية جميعا مطلوب من هذه الامة ان تبتعد عنها لان خصال اهل الجاهلية مذمومة كما جاء في صحيح البخاري من حديث ابن عباس ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ابغض الرجال الى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية. فكل شعبة من شعب اهل الجاهلية اذا ارجعت الى اهل الاسلام بعد ان انقذهم الله من ذلك ببعثة النبي عليه الصلاة والسلام وظهور القرآن والسنة وبيان الاحكام فانه مبتغ في الاسلام سنة الجاهلية وهو من ابغض الرجال الى الله جل وعلا اذا قوله من امر الجاهلية هذا دليل الذم وليس الاخبار بانها باقية دليل الاباحة. قال لا يتركونهن الفخر بالاحساب يعني على وجه التكبر والرفعة والطعن في الانساب طعن في نسب فلان وفلان والتكذيب بنسب وفلان من غير دليل شرعي ومن غير حاجة شرعية فان القاعدة التي ذكرها الامام مالك وغيره من اهل العلم ان الناس مؤتمنون على انسابه. فاذا كان لا يترتب على ذكر النسب وان فلانا ينتسب الى ال فلان او الى القبيلة اذا لم يترتب عليك اثر شرعي من اعطاء حق لغير اهله او ميراث او بعقد نسبة او بزواج ونحو ذلك فان الناس مؤتمنون على انسابهم. اما اذا كان له اثر فلا بد من الاثبات اذا كان مخالفا لما هو شائع متوافر عند الناس. فالطعن في الانساب من امور الجاهلية. قال والاستسقاء بالنجوم وهو نسبة السقيا الى النجوم. ويشمل ايضا قوله الاستسقاء بالنجوم يرحمك الله. يشمل هو اعظم من ذلك وهو ان تطلب السقيا من النجم كحال الذين يعتقدون ان الحوادث العرضية تحصل بالنجوم نفسها وان النجوم هي التي تحدث المقدرات الارظية والمنفعلات العرضية قال والنياحة ثم قال النائحة اذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من من قطران ودرع من جرب رواه مسلم النياحة من الكبائر وهي رفع الصوت عند المصيبة وشق الجيب ونحو ذلك وهي منافية للصبر الواجب من خصال الجاهلية. قال ولهما عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية. على اثر سماع ان كانت من الليل فلما انصرف اقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا ماذا قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال قال من عبادي مؤمن بي وكاك. فاما من قال مطرنا بفظل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب. واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا كافر بمؤمن بالكوكب. قوله على اثر سماء كانت من الليل على اثر سماء يعني مطر. المطر يطلق عليه لانه يأتي من جهة العلو. ويقال له سما كما قال الشاعر اذا نزل السماء بارض قوم رأيناه وان كانوا غظاظا يعني اذا نزل المطر قال فلما انصرف يعني من صلاة الصبح اقبل على الناس. فقال هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله واعلم هذه من الكلمات التي تقال في حياته عليه الصلاة والسلام. وبعد وفاته عليه الصلاة والسلام فاذا سئل المرء عما لا يعلم فليقل لا ادري او فليقل الله اعلم ولا يقل الله ورسوله اعلم لان ذكر علم النبي عليه الصلاة والسلام مقيد بحياته الشريفة عليه الصلاة والسلام قال قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. هنا قسم العباد الى قسمين. مؤمن بالله جل وعلا وهو الذي نسب هذه النعمة واضافها الى الله جل وعلا وشكر الله عليها وعرف انها من عند الله شكر ذلك الرزق وحمد الله واثنى عليه به. والصنف الثاني وكافر ولفظ كافر اسم فاعل الكفر او اسم ومن قام به الكفر وهذا قد يصدق على الكفر الاصغر او الكفر الاكبر. فهم انقسموا الى مؤمنين والى كافرين. والكافرون منهم من كفر كفرا اصغر. ومنهم من كفر كفرا اكبر. فالذي كفر كفرا اصغر هو الذي قال مطرنا بنوء كذا وكذا يعتقد ان النوء والنجم والكوكب سبب في المطر. فهذا كفره كفر اصغر لانه ما اعتقد التشريق والاستقلال ولكنه جعل ما ليس سببا سببا. ونسب النعمة الى غير الله فقوله من اقوال اهل الكفر وهو كفر اصغر بالله جل وعلا كما قال العلماء. والصنف الثاني كافر في الكفر الاكبر وهو الذي اعتقد ان المطر اثر من اثار الكواكب والنجوم وانها هي التي تفضلت بالمطر. وهي التي تحركت بحركة لما توجه اليها عابدها فانزلت المطر اجابة لدعوة عابديها. وهذا كفر اكبر اجماع لانه اعتقاد ربوبية والهية غير الله جل وعلا قال فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي. كافر بالكوكب لانه نسب النعمة لله وحده لان الباء تأتي للسبب مطرنا بسبب نوع كذا وكذا فهذا كفر اصغر. واما اذا كان المراد ان النوء هو الذي اتى بالمطر اجابة لدعوة عابديه او لرحمته بالناس هذا كفر اكبر بالله جل جلاله. قال ولهما من حديث ابن عباس معناه وفيه قال بعضهم لقد صدق نوب كذا وكذا فانزل الله هذه الاية فلا اقسم بمواقع النجوم الى قوله وتجعلون انكم تكذبون وهذا ظاهر. نعم. باب قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم الله هنا تنبيه لهذه المسألة وهو ما يحصل احيانا من بعض الناس الى انهم يقولون الوسمي مثلا يأتي مطر والوسم جاء معناه انه يأتي مطر ونجلس حيث طلع فسيحصل كذا ونحو ذلك فهذا قول بما علمت له حالان. الحالة الاولى ان يقول ذلك لاجل ان النجم او البرج الذي اتى هو زمن جعل الله سنته فيه انه يأتي فيه المطر اذا كان هذا القول بان الوسن جاء معناه هذا وقت المطر وان شاء الله بيجي مطر ونحو ذلك فهذا جعل للوسم زمن وهذا جائز واما اذا قال في ذلك الوثن جاء بيأتي المطر او طلع النجم الفلاني ليأتينا كذا وكذا جعل هذا الفصل او ذلك البرج او ذلك النجم سببا فهذا كفر نسبة للنعمة لغير الله واعتقاد تأثير اشياء لا تأثير لها. فينبغي ان يفرق بين ما يستعمله العوام في ما فيه ان المطر والبرد والصيف ونحو ذلك في تعلقه بالنجوم تعلق زمن ووقت وظرف وما بين نسبة اهل الشرك والضلال الافعال