المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس السادس والثلاثون. باب ما جاء في الرياء وقول الله تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي ان الهكم اله واحد. فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. وعن ابي هريرة طيرة مرفوعة. قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه رواه مسلم وعن ابي سعيد مرفوعا الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال قالوا بلى يا رسول الله قال الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل رواه احمد. هذا باب ما جاء في يعني من الوعيد وانه شرك بالله جل وعلا والرياء حقيقته من الرؤية. وهي البصرية وذلك بان يعمل عمل العبادة لكي يرعى انه يعمل يعمل العمل الذي هو من العبادة اما صلاة او تلاوة او ذكر او صدقة او حج او جهاد او امر نهي او صلة رحم او نحو ذلك لا لطلب ما عند الله ولكن لاجل ان يرى لاجل ان يراه الناس على ذلك فيثنوا عليه به هذا هو الرياء. وقد يكون الرياء في اصل الاسلام كرياء المنافقين. فالرياء على درجتين الدرجة الاولى رياء المنافقين بان يظهر الاسلام ويبطن الكفر لاجل رؤية الخلق وهذا مناف للتوحيد من اصله وكفر اكبر بالله جل جلاله. لهذا وصف الله المنافقين بقوله يراءون ناس ولا يذكرون الله الا قليلا. يراؤون الناس يعني الرياء الاكبر الذي هو اظهار اصل الاسلام وشعب الاسلام وابطال الكفر وشعب الكفر. والنوع الثاني من الرياء ان يكون الرجل مسلما او المرأة مسلمة ولكن يرائي بعمله او ببعض عمله فهذا شرك خفي وذلك شرك مناف لكمال التوحيد والله جل وعلا قال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء على اختيار من قال ان قوله لا يغفر ان يشرك به يدخل فيه الشرك الخفي والاصغر قال الشيخ رحمه الله باب ما جاء في الرياء وقول الله تعالى قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. قوله ولا بعبادة ربه احدا هذا نهي عن الاشراك على ولا يشرك هذا نهي والنهي ونعم لجميع انواع الشرك التي منها شرك الرياء ولهذا يستدل السلف بهذه الاية على مسائل الرياء كما اوردها الامام رحمه الله تعالى هنا لانه قال فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا يعني بما يشمل ترك المراعاة فان الرياء شرك وقوله ولا يشرك هذا عموم يعم انواع الشرك جميعا لان يشرك نكرة جاءت في سياق النهي فعمت انواع الشرك وقوله احدا يعم جميع الخلق بمراعاة او بتسميع او بغير ذلك فدلالة الاية ظاهرة على الباب وان المراعاة نوع من الشرك الاصغر نوع من الشرك الخفي تارة نقول الرياء شرك اصغر باعتبار انه ليس باكبر مخرج من الملة. وتارة نقول الرياء شرك خفي. لانه ليس ظاهر وانما هو باطن خفي في قلب عبد العبد. ولهذا تجد ان كثيرين من اهل العلم يعبرون عن الشرك الاصغر بيسير الرياء وتارة يعبرون عن الشرك الخفي الرياء ذلك لان الشرك يختلف من الاطلاق كما ذكرنا لكم في اول هذا الشرح من عالم الى اخر تارة يقسمون الشرك الى اكبر واصغر ومنهم من يقسمه الى اكبر واصغر وخفي وكل له اصطلاحه وكل الاقوال صواب قال عن ابي هريرة مرفوعا قال قال الله قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه غيري تركته وشركه. هذا الحديث يدل على ان الرياء مردود على صاحبه. وان الله جل لا يقبل العمل الذي خالطه الرياء والعلماء فصلوا في ذلك فقالوا الرياء اذا عرظ للعبادة فله احوال فاما ان يعرض للعبادة من اولها فاذا عرض للعبادة من اولها فان العبادة كلها باطلة مثل ان يصلي انشأ الصلاة لنظر فلان لم يرد ان يصلي الراتبة لكن لما رأى فلانا ينظر اليه فصلى الراتبة لكي يراه فهذا عمله حابط يعني هذه الركعتين حابطة وهو مأزور على مرائته ومرتكب الشرك الخفي الشرك الاصغر والحالة الثانية ان يكون اصل العبادة لله ولكن خلط ذلك العابد عمله برياء مثلا اطال الركوع واكثر التسبيح لاجل من يراه. اطال القراءة والقيام لاجل من يراه. فهذا القدر الواجب من العبادة له وما عدا ذلك فهو حابط لانه رأى في الزيادة على واجب فيحبط ذلك الزائد وهو اثم عليه لا يؤجر عليه ويحبط ولا ينتفع منه ويؤثر على اشراكه وعلى مرائته هذا في الاعمال او في العبادات البدنية. اما العبادات المالية يختلف الحال عن ذلك قال هنا من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه يعني بجميع انواع المشركين وبجميع انواع الاعمال. من عمل عملا عملا هذه نكرة جاءت في سياق الشرط. فعمت جميع الاعمال الاعمال البدنية والاعمال المالية والاعمال التي اشتملت على مال وبدن البدنية كالصلاة والصيام والمالية كالزكاة والصدقة والمشتملة على بدن ومال كالحج والجهاد ونحو ذلك. هذا يعم الجميع. من عمل عملا يعني انشأه اشرك فيه معي غيري جعله لله ولغير الله جميعا فان الله جل وعلا اغنى الشركاء عن الشرك لا يقبل الا ما كان له وحده سبحانه وتعالى قال وعن ابي سعيد مرفوعا الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا بلى. قال الشرك الخفي. يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته بما يرى من نظر الرجل. هذا فيه بيان ان هذا النوع من الشرك هو اخوف من المسيح الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الامة. ذلك ان امر المسيح امر ظاهر بين والنبي عليه الصلاة والسلام بين ما فيه شأنه وبين صفته وحذر الامة منه وامرهم بان يدعوا اخر كل صلاة بالاستعاذة من شر المسيح دجال ومن فتنة المسيح الدجال. لكن الرياء هذا يعرض للقلب كثيرا الشيطان يأتي الى القلوب. وهذا الشرك قودوا العبد الى ان يتخلى شيئا فشيئا عن مراقبة الله جل وعلا ويتجه الى مراقبة المخلوقين. لذلك صار اخوف عند النبي صلى الله عليه وسلم علينا من المسيح الدجال ثم فسره بقوله الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي في دين صلاته بما يرى