وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. وان هذه في الكفار الاصليين او في من قام به مكفر اما المسلم الذي قامت به ارادة الدنيا فانه لا يدخل في هذه الاية. والجواب فهو يصلي او يزيد ويزين في صلاته لاجل الرؤية ولاجل المدح. لكن هناك احوال لكن هناك احوال اخر لارادة الناس باعمالهم الدنيا. فلهذا عطف الشيخ رحمه الله هذا الباب على الذي قبله المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس السابع والثلاثون. نعم باب من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا وقوله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعس عبد الدينار تعس عبد ذو الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة ان اعطي رضي وان لم يعط سخط تعس وانتكس واذا واذا اخيك فلم تقش طوبى لعبد اخذ طوبى لعبد اخذا بعناية طوبى لعبد اخذ بعنان فرسه في سبيل الله نعم اشعث اشعث رأسه مغبرة قدماه ان كان في الحراسة كان في الحراسة وان كان في الساقة كان في الساقة ان استأذن لم يؤذن انه وان شفع لم يشفع هذا الباب باب عظيم من ابواب هذا الكتاب ترجمه الامام رحمه الله بقوله باب من الشرك ارادة الانسان بعمله الدنيا من الشرك يعني الشرك الاصغر ان يريد الانسان بعمله باعماله التي يعملها من الطاعات الدنيا ولا يريد بها الاخرة ارادة الانسان في الدنيا يعني ثواب الدنيا اعم من حال الرياء فالرياء حالة واحدة من احوال ارادة الانسان في الدنيا ليبين ان ارادة الانسان الدنيا تأتي في احوال كثيرة اعم من حال الرياء بخاصة لكن الرياء جاء فيه الحديث وخافه النبي عليه الصلاة والسلام على امته فهو في وقوعه كثير والخوف منه وهذا الباب اشتمل على الحكم بان ارادة الانسان بعمله الدنيا من الشرك وقوله ارادة الانسان يعني ان يعمل العمل وفي ارادته بعثه على العمل ثواب فهذا من الشرك بالله جل جلاله وسيأتي تفصيل احوال ذلك. قال وقول الله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. هذه الاية اية سورة هود مخصوصة بقوله تعالى من كان يريد العادلة عجلنا فيها من كان يريد العادلة عجلنا له فيها ما لمن نريد فهي مخصوصة بمن شاء الله جل وعلا. قال هنا من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالا فيها يعني ممن اراد الله جل وعلا له ذلك وممن شاءه الله. فهذا العموم الذي هنا مخصوص باية الاسراء واية سورة الشورى الذين يريدون الحياة الدنيا اصلا وقصدا وتحركا هم الكفار. ولهذا نزلت هذه الاية في الكفار لكن لفظها يشمل كل من اراد الحياة الدنيا بعمله الصالح ولهذا جمع الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالة له احوال الناس فيما قال السلف تفسيرا لهذه الاية وجعل كلام السلف يتناول اربعة انواع من الناس كلهم يدخلوا في هذا الوعيد النوع الاول ممن ركبوا هذا الشرك الاصغر وارادوا بعملهم الحياة الدنيا انه يعمل العمل الصالح وهو فيه مخلص لله جل وعلا ولكن يريد به ثواب الدنيا ولا يريد به ثواب الاخرة مثلا يعمل يتعبد الله جل وعلا بالصلاة وهو فيها مخلص لله اداها على طواعية واختيار وامتثال لامر الله لكن يريد منها ان يصح بدنه او وصل رحمه وهو يريد منه ان يحصل له في الدنيا الذكر الطيب والصلة ونحو ذلك. او عمل اعمالا ان التجارة والصدقات وهو يريد بذلك تجارة لكي يكون عنده مال فيتصدق وهو يريد بذلك ثواب الدنيا. فهذا النوع عمل العبادة امتثالا للامر ومخلصا فيها لله ولكنه طامع في ثواب الدنيا. وليس له همة في الاخرة ولم بل هربا من النار وطمعا في الجنة. فهذا داخل في هذا النوع وداخل في قوله من كان يريد ثواب الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبحسون والاعمال التي يعملها العباد يعملها العبد. ويستحضر فيها ثواب الدنيا على قسمين القسم الاول ان يكون العمل الذي عمله واستحظر فيه ثواب الدنيا واراده ولم يرد ثواب الاخرة لم يرغب الشرع فيه بذكر ثواب الدنيا مثل الصلاة والصيام ونحو ذلك من الاعمال والطاعات فهذا لا يجوز له ان يريد به الدنيا ولو اراد به الدنيا فانه مشرك ذلك الشرك والقسم الثاني اعمال رتب الشارع عليها ثوابا في الدنيا ورغب فيها بذكر ثواب لها في الدنيا مثل صلة الرحم وبر الوالدين ونحو ذلك. وقد قال عليه الصلاة والسلام من سره ان يبسط له في رزقه او ينسأ له في اثره فليصل رحمه فهذا النوع اذا استحضر في عمله حين يعمل هذا العمل استحضر ذلك الثواب الدنيوي واخلص لله في العمل ولم يستحضر الثواب الاخروي فانه داخل في الوعيد فهو من انواع اي هذا الشرك لكن ان استحضر الثواب الدنيوي والثواب الاخروي معا له رغبة فيما عند الله في الاخرة يطمع في الجنة ويهرب من النار واستحضر ثواب هذا العمل في الدنيا فانه لا بأس بذلك. لان الشرع ما رغب فيه بذكر الثواب في الا للحظ عليه من قتل قتيلا فله سلبه. فقتل القتيل في الجهاد لكي يحصل على السلف هذا ولكن قصده من الجهاد الرغبة فيما عند الله جل وعلا مخلصا فيه لوجه الله. لكن اتى هذا من زيادة الترغيب له. ولم يقتصر على هذا على هذه الدنيا بل قلبه معلق ايضا بالاخرة. فهذا النوع لا بأس به ولا يدخل في النوع الاول مما ذكره السلف في هذه الاية النوع الثاني مما ذكره السلف مما يدخل تحت هذه الاية من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون انه يعمل العمل الصالح لاجل المال فهو يعمل العمل لاجل ما يحصله من المال مثل ان يدرس يتعلم العلم الشرعي لاجل الوظيفة فقط وليس في همه رفع الجهالة عن نفسه ومعرفة العبد بامر ربه ونهيه. والرغب في الجنة وما يقرب منها والهرب من النار وما يقرب منها فهذا داخل في ذلك او حفظ القرآن ليكون اماما في المسجد ويكون له الرزق الذي يأتي من بيت المال. فغرضه من هذا العمل انما هو المال. فهذا لم يعمل العمل صالحا وانما عمل عمل الذي في ظاهره انه صالح ولكن في باطنه قد اراد به الدنيا والنوع الثالث اهل الرياء الذين يعملون الاعمال لاجل الرياء والنوع الرابع الذين يعملون الاعمال الصالحة ومعهم ناقب من نواقض الاسلام يعمل اعمال صالحة يصلي ويزكي ويتصدق ويقرأ القرآن ويتلو ولكن هو مشرك الشرك الاكبر فهذا وان قال انه مؤمن فليس بصادق في ذلك لانه لو كان صادقا لوحد الله جل وعلا فهذه بعض الانواع التي ذكرت في تفسير هذه الاية. وكلها داخلة تحت قوله من كان يريد الحياة الدنيا حينتها فهؤلاء جميعا ارادوا الحياة الدنيا وزينتها ولم يكن لهم هم في رضا الله جل وعلا وطلب الاخرة بذلك العمل من اصله بذلك العمل الذي عملوه هنا اشكال اورده بعض اهل العلم وهو ان الله جل وعلا قال في الاية التي تليها اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار انه يدخل لان السلف ادخلوا اصنافا من المسلمين في هذه الاية. والوعيد بقوله اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار فيمن كانت ارادته الحياة الدنيا فلم يتقرب الى الله جل وعلا بشيء من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. فهؤلاء ارادوا الدنيا بكل عمل وليس معهم من الايمان والاسلام مصحح لاصل اعمالهم. فهؤلاء مخلدون في النار. اما الذي معه اصل الايمان واصل الاسلام الذي يصح به عمله فهذا قد يحبط العمل بل يحبط عمله الذي اشرك فيه واراد هذه الدنيا وما عداه لا يحبط لان معه اصل الايمان الذي يصحح العمل الذي لم يخالطه شرك فاذا هذه الاية فيها الوعيد وهذا الوعيد يشمل كما ذكرنا اربعة اصناف وكما قال اهل العلم ان هنا باللفظ لا بخصوص السبب فهي وان كانت بالكفار لكن لفظها يشمل من اراد الحياة الدنيا من غير الكفار قال في الصحيح عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الدينار تعيث عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة. الى اخر الحديث. وجه الشاهد من ذلك انه دعا على عبد الدينار وعلى عبد الدرهم وعلى عبد الخميصة وعبد الدينار هو الذي يعمل العمل لاجل الدينار ولولا الدينار لما تحركت همته في العمل. لولا هذه الخميصة لما تحركت همته في العمل. فاراد العمل وعمل العمل لاجل هذا الدينار لاجل هذه الدنيا لاجل الدراهم لاجل الجاه لاجل المكانة لاجل الخميطة الخميلة ونحو ذلك. وقد سماه النبي عليه الصلاة والسلام عابدا للدينار فدل ذلك على انه من الشرك. لان العبودية درجات منها عبودية الشرك الاصغر. ومنها عبودية الشرك الاكبر. فالذي يشرك بغير الله جل وعلا الشرك الاكبر. وعابد له اهل الاوثان عبدة الاوثان واهل الصليب عبدة للصليب. وكذلك من يعمل الشرك الاصغر ويتعلق قلبه بشيء من فهو عابد لذلك يقال عبد هذا الشيء لانه هو الذي حرك همته ومعلوم ان العبد مطيع لسيده مطيع له اينما وجهه توجه. فهذا الذي حركته وهمته للدنيا وللدينار وللدرهم عبد لها لان همته معلقة بتلك الاشياء واذا وجد لها سبيلا تحرك اليها بدون النظر هل يوافق ذلك امر الله؟ وجل وعلا ام