المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبد اللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الواحد والاربعون. باب قول الله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها واكثرهم الكافرون. قال مجاهد ما معناه هو قول الرجل هذا ما لي ورثته عن ابائي. وقال عون ابن عبد الله يقولون لولا فلان لم يكن كذا. وقال قتيبة يقولون هذا بشفاعة الهتنا. وقال ابو العباس بعد حديث زيد ابن خالد الذي فيه ان الله تعالى قال من عباده مؤمن بي وكافر الحديث وقد تقدم. وهذا كثير في الكتاب والسنة. يذم سبحانه من يضيف انعامه الى غيره يشرك به. قال بعض السلف هو كقول هو كقولهم كانت الريح طيبة والملاح حاذقا ونحو ذلك مما هو جار على بكثير هذا الباب من الابواب العظيمة في هذا الكتاب خاصة في هذا الزمن بشدة الحاجة اليه وترجمه المصنف رفع الله مقامه في الجنة بقوله باب قول الله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. فوصف الكفار في سورة النحل التي تسمى سورة النعم. وصفهم بانهم يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. وانكار النعمة بان تنسب الى غير الله انكارها باشياء ومن ذلك ان تنسب الى غير الله. وان يجعل المتفضل بالنعمة غير الذي اسداها وهو الله جل جلاله. فالواجب على العبد ان يعلم ان كل النعم من الله جل وعلا. وان كمال التوحيد لا يكون الا باضافة كل نعمة الى الله جل وعلا. وان اضافة النعم الى غير الله نقص في كمال التوحيد ونوع شرك بالله جل وعلا. ولهذا تكون مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ان ثمة الفاظ ان ثمة الفاظا يستعملها كثير من الناس في مقابلة النعم او في مقابلة اندفاع النقم فيكون ذلك القول منهم نوع شرك بالله جل وعلا بل شرك اصغر بالله جل وعلا فنبه الشيخ رحمه الله بهذا الباب على ما ينافي كمال التوحيد من الالفاظ. وان نسبة النعم الى الله جل وعلا واجبة. قال يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. اخذ بعض اهل العلم من هذه الاية ان لفظ المعرفة انما يأتي في الذم. وان النافع هو العلم واما المعرفة فتستعمل في القرآن وفي السنة غالبا فيما يذم من اخذ المعلومات كقوله جل وعلا الذين اتيناهم الكتاب ليعرفونه كما يعرفون ابناءهم في هذه الاية يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها. وهذا على جهة اكثرية والا فقد ورد ان المعرفة بمعنى العلم كما جاء في صحيح مسلم في حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذ الى اليمن قال له انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه ان والله فانهم عرفوا الله فهذا يدل على ان بعض من روى الحديث من التابعين جعل معنى العلم بالمعرفة وهم حجة في هذا المقام فيدل على ان استعمال المعرفة بمعنى العلم لا بأس به هذا الباب معقود للفاظ. يكون استعمالها من الشرك الاصاب ذلك ان فيها اظافة النعمة الى غير الله. والله جل وعلا قال وما بكم من نعمة فمن الله وهذا نص صريح في العموم. لان مجيء النكرة في سياق النفي يدل على الظهور في العموم فان سبقت النكرة بمن حرف جر الذي هو شبيه بالزائد فيكون العموم نصا فيه. والتنصيص في العموم بمعنى انه لا يخرج شيء من افراده. فدلت الاية على انه لا يخرج شيء من النعم. ايا كان ذلك الشيء صغيرا كان او كبيرا عظيما جليلا او حقيرا وضيعا لا يكون الا من الله جل وعلا فكل النعم صغرت او عظمت هي من الله جل جلاله وحده. واما العباد فانما هم اسباب تأتي النعم على ايديهم. يأتي واحد ويكون سببا في ايصال النعمة اليك. او يكون سببا في معالجتك او سببا في تعيينك او سببا في نجاحك او نحو ذلك لا يدل على انه هو ولي النعمة وهو الذي انعم. فان ولي النعمة هو الرب جل وعلا. وهذا من كمال فان القلب الموحد يعلم انه ما تم شيء في هذا الملكوت الا والله جل وعلا هو الذي يفتحه وهو الذي يغلق ما يشاء كما قال سبحانه ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. وما يمسك فلا مرسل له من بعده فكل النعم من الله جل وعلا والعباد اسباب في ذلك فالواجب اذا ان تنسب النعمة الى المسقي لا الى السبب لان السبب لو اراد الله جل وعلا لابطل كونه سببا قلب. او هذا السبب اذا كان ادميا فقلبه بين اصبعين من اصابع الله جل وعلا لو شاء لصده عن ان يكون سببا او ان ينفعك بشيء. فالله جل وعلا هو ولي النعمة. قد قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى ما من احد تعلق بمخلوق الا وخذل ما من احد تعلق بمخلوق في حصول شيء له او اندفاع مكروه عنه الا خذل وهذا في غالب المسلمين وذلك لان الواجب على المسلم ان يعلق قلبه بالله وان يعلم ان النعم انما هي من عند الله. والعباد اسباب يسخرهم الله جل جلاله وهذا هو حقيقة التوحيد ومعرفة تصرف الله جل وعلا في ملكوته. قال قال مجاهد ما معناه هو قول الرجل هذا مالي ورثته عن ابائي هذه هذا القول ما لي ورثته عن ابائي مناف لكمال التوحيد. ونوع شرك لانه نسب هذا المال اليه ونسبه الى ابائه. وفي الواقع ان هذا المال انعم الله به على اباءه. ثم انعم الله به على هذا المؤمن اذ جعل الله جل وعلا القسمة قسمة الميراث تصل اليه. وهذا كله من فظل الله جل وعلا ومن نعمته والوالد سبب في ايصال المال اليك ولهذا في قسمة الميراث لا يجوز للوالد ان من الميراث او لصاحب المال ان يقسم الميراث على ما يريد هو لان المال في الحقيقة ليس مالا له كما قال جل وعلى واتوهم من مال الله الذي اتاكم. فهو مال الله جل وعلا يقسمه كيف يشاء. ان الله قسم ما بينكم اخلاقكم كما قسم بينكم ارزاقكم. فالواجب على العبد ان يعلم ان ما وصله من المال او وصله من النعمة عن طريق هو من فظل الله جل وعلا ونعمته ووالده او والدته او قريبه سبب من الاسباب فيحمد الله جل وعلا على هذه النعمة ويسأل الله جل وعلا في ذلك السبب يقابل ذلك السبب بجزائه اما بدعاء واما بغيره قال وقال عون ابن عبد الله يقولون لولا فلان لم يكن كذا. لولا فلان لم يكن كذا كقول القائل لولا ان لولا قائد الطيارة لولا الطيار لذهبنا في في هلكه. لولا ان صاحب كان ماهرا السائق كان ماهرا لذهبنا في كذا وكذا. او يقول لولا ان الشيخ كان معلما وافهمنا هالمسألة لما فهمناه ابدا او يقول لولا المدير الفلاني لفصلت ونحو ذلك من الالفاظ التي فيها تعليق حصول الامر بهذه الواسطة والامر انما حصل بقضاء الله وبقدره وبفظل الله وبنعمته من حصول النعم او اندفاع المكروه والنقم ولهذا الواجب على العبد ان يوحد فيقول لولا الله ثم فلان. فيجعل مرتبة فلان ثانية ولا يجعل مرتبة فلان هي الاولى او الوحيدة لان الله جل وعلا هو المسقي للنعم المتفضل بها. وقال ابن قتيبة يقولون هذا بشفاعة الهتنا لولا فلان لم يكن كذا هنا قال فلان من من جهة كثرة الاستعمال. اما في الواقع فقد يأتي لولا باستعمال بالناس او تعلق جمادات بيت ونحو ذلك او سيارة او طيارة يعني من جهة صناعتها او التعلق ببقاع او التعلق بشيء من خلق الله. مطر ماء سحاب هواء ونحو ذلك نسبة النعمة الى انسان او الى بقعة او الى فعلي فاعل او الى صنعة او الى مخلوق كل ذلك من نسبة النعم الى غير الله وهو نوع من انواع الشرك في اللفظ وهو من الشرك الاصغر بالله جل وعلا كما سيأتي في الباب بعده ان شاء الله. قال وقال ابن قتيبة يقولون هذا بشفاعة الهتنا هذا بشفاعة الهتنا يعني اذا حصلت لهم نعمة جاعتهم امطار جاءهم مال نجحوا في تجارتهم اذا حصل لهم ذلك تذكروا انهم توجهوا للاولياء او توجهوا للانبياء او توجهوا للاصنام او للاوثان. تذكروا انهم قد توجهوا لهم فصرفوا شيئا من العبادة فقالوا الالهة شفعت لنا فلذلك جاءنا هذا الخير. فيتذكرون الهتهم وينسون ان المتفضل بذلك هو الله جل وعلا وان الله سبحانه لا يقبل شفاعة شركية من الشفاعات التي يذكرونها. قال وقال ابو العباس بعد حديث زيد ابن خالد وقد تقدم وهذا كثير في الكتاب والسنة يذم سبحانه من يضيف انعامه الى غيره ويشرك به. قال بعض السلف هو كقولهم كانت الريح طيبة والملاح حاذقا ونحو ذلك مما هو جار على السنة كثير وهذا باب ينبغي الاهتمام به وتنبيه الناس عليه بان نعم الله علينا في هذه البلاد نعم الله على اهل الايمان في كل مكان كثيرة لا حصر لها ولهذا الواجب ان تنسب النعم الى الله جل وعلا وان يذكر بها وان يشكر لان من درجات شكر النعمة ان تضاف الى من افداها. هذي اول الدرجات. واما بنعمة ربك فحدث. اول درجات التحديث بالنعمة ان تقول هذا من فضل الله هذه نعمة الله. فاذا التفت القلب الى مخلوق فانه يكون قد اشرك هذا النوع من