المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الرابع والاربعون. لا بصوت ما شاء الله وشئت عن قتيلة ان يهوديا اتى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال انكم يقولون ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم اذا ارادوا ان يحلفوا ان يقولوا ورب كعبة وان يقولوا ورب ان يقولوا ورب الكعبة وان يقولوا ما شاء الله ثم شئت. رواه النسائي رواه النسائي وله ايضا عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشرك؟ فقال اجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده ولابن ماجة عن الطفيل اخي عائشة لامها قال رأيت كأني اتيت على نفر من اليهود قلت لعنتم القوم لولا انكم تقولون عزير ابن الله قالوا وانكم لانتم القوم لولا انكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد ثم مررت بنفر من النصارى فقلت انكم لانتم القوم لولا انكم تقولون المسيح ابن الله. قالوا وانكم لانتم القوم لولا انكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد. فلما اصبحت اخبرت بها من اخبرت. ثم اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته. قال هل بها احدا؟ قلت نعم. قال فحمد الله واثنى عليه. ثم قال اما بعد فان طفيلا رأى رؤيا رأى رؤيا اخبر بها من اخبر منكم وانكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا ان انهاكم عنها فلا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله وحده هذا الباب ترجمه بقوله باب قول ما شاء الله وشرك وهذه المسألة مر الكلام عليها في باب قول الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. وان قول القائل ما شاء الله وشئت شرك باللفظ وتشريك في المشيئة وهذا من الشرك الاصغر الباب واضح من حيث ما اشتمل عليه لكن فيه فائدة او فيه فوائد منها ان له في حديث قتيلة ان يهوديا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال انكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة. فامرهم النبي صلى الله عليه وسلم اذا ارادوا ان يحلفوا ان يقولوا ورب الكعبة وان يقولوا اللهم سيف رواه النسائي وصححه. فيه من الفوائد ما قاله الشيخ رحمه الله في مسائل الباب قال فيه فهم الانسان اذا كان له هواء. فهؤلاء اليهود هم اهل الشرك. يقولون عزير ابن الله ويشركون بالله جل وعلى لكنهم مع كونهم مشركين نقموا على اهل الاسلام انهم يشركونه. وهذا لاجل الطعن فيهم طلب تنقص اهل الاسلام والنقد عليهم قول القول لهم بما او مخاطبتهم بما يسوغهم هذا كان قصدا لهم. ولهذا فهموا من اين يدخلونه فاهل الاسلام اهل التوحيد فقالوا لهم انكم تشركون وهم اهل الشرك لكن في ان صاحب هواء قد يفهم الصواب فاذا فهم الصواب فان الواجب ان يقبل منه لان المؤمن يجب عليه ان بل الحق ممن جاء به ولو كان يهوديا او نصرانيا. فهذا اليهودي او النصراني او النصارى كما سيأتي هؤلاء توجهوا الى المؤمنين بالقدح فيهم بالشرك ولم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم من قبول الحق الذي قالوه انهم يهود بل قبل ما جاء به ذلك اليهودي فاوصاهم بان يتركوا ذلك التنديد. وهذا فيه ان الحق هو ضالة المؤمن اين وجده اخذه؟ فلا يمنعه من قبول الحق ان قاله مشرك او قاله كافر او قاله او قاله مبتدأ او قاله ضال اذا كان الكلام في نفسه حقا لانه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام الحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها اخذها. قال وله ايضا والحديث الذي بعده واضح ثم قال ولابن ماجة عن الطفيل اخي عائشة لامها قال رأيتك اني اتيت على نفر من اليهود قلت انكم لانتم القوم لولا انكم هم تقولون عزير ابن الله. قالوا وانكم لانتم القوم لولا انكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد. هذا في ان صاحب الهوى او صاحب الملة الباطلة قد يرد على صاحب الحق بان عنده باطلا كما ان عند ذاك باطل فا اذا واجهه بذلك فالواجب عليه ان يتجرد للحق والا يرد الحق لاجل ان من اتى به صاحب باطل. القاعدة عند اهل السنة والايمان ان البدعة لا ترد ببدعة والباطل لا يرد بباطل. وكثير مما حصل معه في تاريخ الاسلام وحصلت الشبهات وقويت بعض الضلالات من جهة ان من ووجه بحق وكان القائل عليه وكان الذي واجهه بذلك. صاحب باطل انه رد عليه الحق فصار معنى ذلك انه لا يقبل الحق. ثم صار يوجه الادلة في ابطال ذلك الحق. وهذا كما فعله طائفة من اهل البدع والواجب ايضا الا ترد البدعة ببدعة. والا ترد البدعة الا بحق. واذا جهل المرء كيف يرد البدعة في حقه فيصبر حتى يتعلم او يسأل اهل العلم. وليس من الواجب عليك ان ترد مباشرة. بل اذا ووجهت بحق ولو كان من قل الضلال فاقبل فابليس الشيطان قبل منه بعض الحق الذي جاء به وارشد اليه ابو ابا هريرة وهؤلاء اليهود والنصارى في هذين الحديثين قبل منهما يعني من تلك الطائفتين حقا ارشدونا اليه في اعظم المسائل واجل المطالب وهو وتوحيد الله جل جلاله. هذه المسائل ليست من الشرك الاكبر بل من الاصغر دل عليه قوله في اخره قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا ان انهاكم عنها. والشرك في الالفاظ اتى بالتدريج. بخلاف نفي الشرك في الالفاظ وتحريم الشرك في الالفاظ اتى بالتدريج في تاريخ بعثة النبي عليه الصلاة والسلام وتبليغ امته وتبليغه امته بالاوامر والنواهي. اما الشرك الاكبر فقد نفاه من اول الرسالة اما شرك الالفاظ وبعض انواع الشرك الاصغر فاتى بالتدريج فكان الحلف بالاباء جائزا ثم نهاهم عليه الصلاة والسلام عن ذلك وكذلك قول ما شاء الله وشئت ثم نهاهم عن ذلك ولهذا قال المصنف في مسائل كتاب التوحيد فيه ان الشرك فيه اكبر واصغر لقوله كان يمنعني كذا وكذا. واما الشرك الاكبر فلا يجوز ان يؤخر انكاره او ان يمنعه عنه مانع. اما شرك الالفاظ فقد تكون المصلحة والفقه فقه الدعوة فقه ترتيب الاهم والمهم وتقديم الاهم على المهم ان يؤخر بعضه لتتم المصلحة العظمى اما الشرك الاكبر فلا مصلحة تبقى مع