ويعود على الله جل وعلا بالايذاء لانه سب لمن تصرف في هذا الدهر. فمناسبة هذا الباب كتاب التوحيد ظاهرة وهو ان سب الدهر من الالفاظ التي لا تجوز والتخلص منها واجب المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد. الدرس الخامس والاربعون. فقد اذى الله وقول الله تعالى وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر وما لهم بذلك من علم ان هم الا يظنون. في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر قلبوا الليل والنهار. وفي رواية لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر. باب ما يسب الدهر فقد اذى الله. الدهر هو الزمان اليوم والليلة اسابيع الاشهر السنون العقود هذا هو الذهب وهذه الازمنة مفعولة مفعول بها لا فاعلة. فهي لا تفعل شيئا وانما هي مسخرة يسخرها الله جل جلاله. وكل يعلم ان السنين لا تأتي بشيء. وانما الذي يفعل هو الله جل وعلا في هذه الازمنة ولهذا صار سب هذه السنين سبا لمن تصرف فيها وهو والله جل جلاله لهذا عقد هذا الباب بما يبين ان سب الدهر ينافي كمال التوحيد وان سب الدهر اعمالها مناف لكمال التوحيد وهذا يحصل من الجهلة كثيرا فانهم اذا حصل لهم في زمان شيء لا يسرهم ذلك الزمان ولعنوا ذلك اليوم او لعنوا تلك السنة او لعنوا ذلك الشهر ونحو ذلك من الالفاظ الوبيلة او شتموا الزمان وهذا لا شك لا يتوجه الى الزمن لان الزمن شيء لا يفعل وانما يفعل فيه وهو اذية لله جل وعلا. باب من سب الدهر السب يكون باشياء والسب في اصله التنفس او الشتم. فيكون بتنقص الدهر او يكون بلعنه او بشتمه او النقابة اليه او بنسبة الشر اليه ونحو ذلك. وهذا كله من انواع سبه. والله جل وعلا هو الذي يقلب الليل والنهار. قال فقد اذى الله ولفظ اذى الله لاجل الحديث حديث ابي هريرة قال يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر اقلب الليل والنهار. ففيه رعاية للفظ الحديث لب الدهر كما ذكرنا محرم هو درجات واعلاه لعن الدهر. لان توجه اللعن الى الدهر اعظم انواع المسبة واعظم انواع الايذاء. وليس من مسبة الدهر وصف السنين بالشدة. ولا وصف اليوم بالثواب ولا وصف الاشهر بالنحو ونحو ذلك. لان هذا مقيد وهذا جاء في القرآن في نحو قوله جل وعلا في ايام النحيفات لنذيقهم عذاب الخزي. في ايام نحيفات وصف الله جل وعلا الايام بانها نحيفات المقصود في ايام نحيفات عليهم. فوسط الايام بالنحف لانه جرى عليهم فيها ما فيه نحس عليهم نحو ذلك قوله جل وعلا في سورة القمر في يوم نحت مستمر يوم نحر او يقول يوم اسود او سنة سوداء هذا ليس من سب الدهر لان المقصود بهذا الوصف ما حصل فيها كان من صفته كذا وكذا على هذا المتكلم. واما سبه ان ينسب الفعل اليك فيسب الدهر لاجل انه فعل به ما يشوبه. فهذا هو الذي يكون اذية لله جل وعلا. قال وقول الله تعالى وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر هذه الاية ظاهرة في ان نسبة الاشياء الى الدهر هذه من خصال المشركين اعداء التوحيد فنفهم منه ان خصلة الموحدين ان ينسبوا الاشياء الى الله جل وعلا ولا ينسب الاهلاك الا الى الدهر بل الله جل وعلا هو الذي يحيي ويميت. قال في الصحيح عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى يؤذيني ابن ادم هذا ما يسب الدهر وانا الدهر. قوله هنا وانا الدهر لا يعني ان الدهر من اسماء الله جل وعلا ولكنه رتبه على ما قبله. فقال يسب الدهر وانا الدهر. لان حقيقة الامر ان الدهر لا يملك شيئا ولا يفعل شيئا. فسب الدهر سب لله. لان الدهر يفعل الله جل وعلا في الزمان ظرف للافعال. وليس مستقلا فلهذا لا يفعل ولا يحرم ولا يعطي ولا يكرم ولا يهلك وانما الذي يفعل هذه الاشياء مالك الملك المتفرد الملكوت وتبذير الامر الذي يجير فلا يجار عليه. اذا فقوله وانا الدهر هذا فيه نسبتي نسبة الاشياء الى الدهر. وان هذه الاشياء تنسب الى الله جل وعلا فيرجع مثبت الدهر الى مسبة الله جل وعلا لان الدهر لا ملك له والله هو الفاعل. قال مقلب الليل النهار والليل والنهار هما الدهر فالله جل وعلا هو الذي يقلبهما فليس لهما من الامر