المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الواحد والخمسون. بعض قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه ذكر ابن ابي حاتم عن ابن عباس يلحدون في اسمائه يشركون. وعنه سموا اللات من الاله والعزى من العزيز وعن الاعمش يدخلون فيها ما ليس منها باب قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائهم سيجزون ما كانوا يعملون هذا الباب في وجوب تعظيم اسماء الله الحسنى وان من تعظيمها ان لا يلحد فيها وان يدعى الله جل وعلا بها والاسماء الحسنى هي الحسنة البالغة في الحسن نهايته يتسمون باسماء لكن قد لا تكون حسنة او قد تكون حسنة ولكن ليست بالغة في الحسن نهايته لان الحسنى في الاسماء يكون راجعا الى ان الصفة التي اشتمل عليها ذلك الاسم تكون حقا في من تسمى بها ويكون قد بلغ نهاية ذلك الوصف الانسان لو تسمى باسم فيه معنى فانه لا ينظر فيه الى ان المعنى قد اشتمل قد اشتملت عليه الاتصال. فيسمى صالحا وقد لا يكون صالحا. ويسمى خالدا وقد لا يكون خالدا ويسمى محمدا وقد لا يكون كثير خصال الحمد. وهكذا فان الانسان قد يسمى باسماء لكن لا تكون في حقه حسنا. والله جل وعلا له الاسماء الحسنى. البالغة في الحسن نهايته. وهي الاسماء المشتملة على الصفات صفات الكمال والجلال والجمال والقدرة والعزة والجبروت و غير ذلك. وله من كل اسم مشتمل على قفاه اعلى واعظم الصفة والمعنى الذي اشتملت عليه الصفة والناس واهل العلم اذا فسروا الاسماء الحسنى فانما هو تقريب ليدلوا الناس على اصل المعنى اما المعنى بكماله فانه لا يعلمه احد. الا الله جل جلاله. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في دعائه لا نحصي ثناء عليه انت كما اثنيت على نفسك. فالناس حين يفسرون اسماء الله جل وعلا فانهم يفسرون ذلك بما يقرب الى الافهام المعنى. اما حقيقة المعنى على كماله فانهم لا يعونه لان ذلك من الغيب. وكذلك الكيفية فانها فانهم لا يعونها لان ذلك من طيب الله جل وعلا له الاسماء الحسنى والصفات العلا ومن الاسماء ما لا يكون حسنا الا بخير مثل الصانع والمتكلم والمريد والفعال او الفاعل ونحو ذلك. فهذه الاسماء لا تكون كمالا الا بخير. في ان يكون متكلما بما شاء اذا شاء بما تقتضيه الحكمة وتمام العدل فهذا يكون محمودا ولهذا ليس من اسماء الله المتكلم. كذلك الصانع قد يصنع خيرا وقد يصنع غير ذلك الله جل وعلا ليس من اسمائه الحسنى الصانع لاشتماله على هذا وهذا. فاذا اطلق من جهة الخبر فيعنى به ما ما يقيد بالمعنى الذي فيه كمال. كذلك فاعل او فعال فان الفعال قد يفعل اشياء الا توافق الحكمة وقد يفعل اشياء لا يريدها بل مجبر عليها. والكمال ان يفعل ما يريد. ولا يكون لكمال عزته وقهره ولهذا قال الله جل وعلا عن نفسه فعال لما يريد لان تقييد كونه فعالا بما يريد هذا هو الكمال. في اشياء كثيرة من ذلك معروفة في مباحث الاسماء والصفات واسماء الله الحسنى تنقسم باعتبارات من جهة المعنى. قال طائفة من اهل العلم ان منها اسماء الجمال واسماء الجمال لله جل جلاله هي الاسماء المشتملة على حسن في الذات او حسن في المعنى وبر بالعباد والمخلوقين. فيكون من اسماء الجمال صفات الذات واسم الله الجميل. يكون من اسماء الجمال ان من اسماء الجمال البرق والرحيم والودود ونحو ذلك. والمحسن وما اشبه ذلك. ومن من اسماء الله ما هو من الجلال. يقال هذه اسماء الجلال. واسماء الجلال لله هي التي فيها ما يدل العباد على جلال الله وهو عظمته وعزته جل وعلا وجلاله حتى يجل. من مثل القهار والجبار القدير والعزيز ونحو ذلك والمقيم واشباه هذه الاسماء فهذه اسماء الجمال. اسماء الجلال وهناك اسماء في تقسيمات مختلفة تطلب من كلام ابن القيم رحمه الله او من كلام الشراح. فان المقصود اذا ان العبد المؤمن الموحد ان يتعرف الى الله جل وعلا باسمائه وصفاته. ولا تتم حقيقة التوحيد في قلب العبد حتى يعلم اسماء الله جل وعلا ويعلم صفات الله جل وعلا فان العلم بها تتم به حقيقة التوحيد. والعلم بها على منها ان يعلمها اثباتا يعني يثبت ما اثبت الله لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم فيؤمن ان هذا الاسم من اسماء الله وان هذه الصفة من صفات الله جل وعلا. والثاني ان الله جل وعلا باسمائه وصفاته بما يوافق مطلوبه. لان الاسماء والصفات نتعبد لله جل وعلا بها بان ندعوه بها كما جاء في هذه الاية وسيأتي بيان ذلك ان شاء الله. والثالث من الايمان بالاسماء والصفات ان ينظر الى اثار اسماء الله وصفاته في الملكوت اذا نظر الى اثار الاسماء والصفات في الملكوت وتأمل ذلك علم ان كل شيء ما خلى الله باطل. وان الحقيقة ان الحق الثابت اللازم هو الله جل وعلا. واما ما سوى الله فهو باطل وزائل و اعد الى الهلاك كل شيء هالك الا وجهه. قال ولله الاسماء الحسنى. اللام هنا في قوله ولله هي لام الاستسلام الاستحقاق يعني الاسماء الحسنى البالغة في الحسن نهايته مستحقة لله جل والله مستحق ذلك. قال فادعوه بها يعني اذا علمتم ان الله هو المستحق لذلك. وامنت بذلك فادعوه بها وهذا امر وقوله ادعوه بها بالدعاء هنا فسر بالثناء والعبادة وفسر وكلاهما صحيح. فاننا ندعو الله بها يعني نحمده ونثني عليه بها فنعبده متوسلين اليه بهذه الاسماء والصفات. بالاسماء الحسنى وما اشتملت عليه من الصفات العلى ان نسأل بها. يعني اذا كان لنا مطلوب نتوجه الى الله فنسأله بتلك الاسماء. بما يوافق المطلوب فاذا سألنا الله المغفرة نأتي بصفات الجمال. اذا سألنا الله جل وعلا النصرة نأتي بالصفات الجلالة وهكذا فيما يناسب هناك تفصيلات ايضا لهذا الامر. المقصود ان قوله جل وعلا فادعوه بها يعني اسألوا بها او اعبدوه واثنوا عليه بها جل وعلا. فيشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة. والباقي قوله بها يعني متوسلين بها هي بال وسيلة وذروا الذين يلحدون في اسمائه ذروا يعني يعني اتركوا وهذا يعني ان المسلم واجب عليه ان يبتعد عن حال الذين يلحدون في اسماء الله جل وعلا. والالحاد باسماء الله هو ميل والعدول بها عن حقائقها الى ما لا يليق بالله جل وعلا. وهذا الالحاد مراتب من مراتب الالحاد في اسماء الله وصفاته ان يسمي البشر المعبودين يسميهم باسماء الله كما سمى من الاله والعزى من العزيز ونحو ذلك ومن الالحاد في اسماء الله ان يجعل لله جل وعلا ولده. وان يضاف المخلوق اليه اضافة الولد الى والده كحال النصارى. هذا نوع من الالحاد في اسماء الله جل وعلى وفيه صفات ومن الالحاد انكار الاسماء والصفات او انكار بعض ذلك كما فعلت الجهمية للغلاة فانه لا يؤمنون باسم من اسماء الله ولا بصفة من من صفات الله الا الوجود والموجود لان هذه الصفة هي التي يستقيم معها برهانهم بحلول الاعراض في الاجسام ودليل ذلك على الوحدانية كما هو معروف في موضعه. ومن الالحاد ايضا والميل بها عن الحق الثابت الذي يجب لله جل وعلا فيها ان تؤول وتصرف عن ظاهرها الى معاني لا يجوز ان تصرف اليها. فيكون ذلك من التأويل. والواجب الايمان بالاسماء والصفات اثبات الاسماء والصفات واعتقاد ما دلت عليه وترك التعرض لها بتأويل ونحوه وهذا هو قاعدة السلف فنؤمن بها ولا نصرفها عن حقائقها بظاهر بتأويل او بمجاز او نحو ذلك كما فعل المعتزلة وفعلته الاشاعرة والماتريدية وطوائف. كل هذا نوع من انواع الالحاد. واذا تقرر ذلك فيكون منه ما هو كفر ومنه ما هو بدعة بحسب الحال الذي ذكرناه حال الحالة الاخيرة وهي تأويل وادعاء المجاز بالاسماء والصفات هذه بدع الحاد لا يصل لاصحابه الى الكفر. اما نفي وانكار وجحد الاسماء والصفات كحال الجهمية فهذا كفر. وهكذا فعل النصارى ومشركي العرب. قال ذكر ابن ابي حاتم عن ابن عباس يلحدون في اسمائه يشركون. يعني يجعلون اللات من الاله فينادون اللات وعندهم انهم نادوا الاله فصار شركا قال وعنهم سموا الناس من الاله والعزى من العزيز وعن الاعمى يدخلون فيها ما ليس منها. وهذه مرتبة من مراتب الالحاد في اسمائه ان الله جل وعلا له الاسماء الحسنى. فمن ادخل اسما لم يثبت في الكتاب والسنة انه من اسماء الله الحد لانه مال وعدل عن الحق الذي يجب في الاسماء والصفات الى غيره. والحق هو ان تثبت لله ما اثبته لنفسه اذ لا احد اعلم بالله من الله جل جلاله وتعاظم شأنه. وكذلك لا احد اعلم من الخلق بالله جل او على من رسوله الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم. فمن ادخل فيها ما ليس منها فقد الحد كمن قال في اسماء الماكر والمستهدف والصانع وجعل ذلك من الاسماء الحسنى فان هذا لا يجوز. واطلاق هذه الاشياء الله جل وعلا هذه الاسماء على الله جل وعلا لا يجوز ومنها ما يجوز بتقييد في باب الاخبار و مباحث هذا الباب طويلة باتصالها بالاسماء والصفات هي معروفة في