المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الثاني والخمسون. بعضنا يقال السلام على الله. في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا اذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلان وفلان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقول السلام لا تقول السلام لا تقول السلام على الله فان الله هو السلام. باب لا يقال على الله ومناسبة هذا الباب الذي قبله ان ترك قول السلام على الله هو من تعظيم الاسماء الحسنى ومن العلم بها ذلك ان السلام هو الله جل جلاله والسلام من اسمائه سبحانه وتعالى. فهو المتصف بالسلامة الكاملة من كل نقص وعيب وهو المنزه والمبعد عن كل افة او نقص او عيب فله الكمال المطلق في ذاته صفاته الذاتية وصفاته الفعلية جل وعلا والسلام في اسماء الله معناه ايضا الذي يعطي السلامة ويجعل السلامة واثر هذا الاسم في ملكوت الله ان كل سلامة في ملكوت الله من كل شر يؤذي الخلق فانها من اثار هذا الاسم السلام. فانه لكون الله جل وعلى هو السلام فانه يفيض السلامة على العباد. اذا كان كذلك فالله جل جلاله هو الذي يفيض السلامة وليس العباد هم الذين يعطون الله السلام. فان الله جل وعلا هو الغني عن خلقه هو الغني بالذات والعباد فقراء بالذات يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. فالعبد هو الذي يعطى السلامة. والله جل وعلا لا هو الذي يسلم ولهذا كان من الادب الواجب في جناب الربوبية واسماء الله وصفاته الا يقال السلام على الله بل ان يقال السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. السلام على فلان وفلان. السلام عليك يا فلان ونحو ذلك. فتدعو له بان يبارك باسم الله السلام او ان تحل عليه السلام. فاذا وجه مناسبة هذا الباب للذي قبله ظاهرة ومناسبته لكتاب التوحيد ان الادب مع اسماء الله جل وعلا وصفاته الا يخاطب بهذا الخطاب الا يقال السلام على الله لان في هذا نقصا في تحقيق التوحيد فتحقيق التوحيد الواجب الا تقال هذه الكلمة لانه الله غني عن عباده والفقراء هم الذين يحتاجون الى السلامة. قال في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه هل كنا اذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة؟ قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلان وفلان السلام على الله من عباده قالوها مع كونه الموحدين عالمين بحق جل وعلا قالوها ظنا انها تحية لا تحوي ذلك المعنى. فجعلوها من باب التحية و التحية في هذه الشريعة مرتبطة بالمعنى. فالسلام على الله من عباده كانهم قالوا تحية لله من عباده. وهذا المعنى وان كان صحيحا من حيث القصد لكنه ليس بصحيح من حيث اللفظ. من حيث اللفظ لان هذا اللفظ لا يجوز من جهة ان الله جل وعلا هو السلام كما قال النبي عليه الصلاة والسلام والعباد مسلمون هم الذين يسلمهم الله جل وعلا ويفيض عليهم السلام وهم الفقراء المحتاجون اليسوا هم الذين يعطون الله السلام؟ فمعنى السلام على الله يعني السلامة تكون على الله من عباده. وهذا لا شك انه باطل اساءة بالادب مع ما يجب لله جل وعلا في ربوبيته واسمائه وصفاته. لهذا قال لهم النبي عليه الصلاة والسلام لا تقولوا السلام على الله فان الله هو السلام. نهاهم وهذا النهي للتحريم لا يجوز لاحد ان يقول السلام على الله لان السلام على الله مقتض لاهتظام جناب الربوبية والتوحيد الاسمى والصفات. اذا كان كذلك فما معنى قولك حين تسلم على احد السلام عليك يا فلان او السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فهذه هي تحية المؤمنين في الدنيا وفي الاخرة. تحيتهم يوم يلقونه ثلاث. قال بعض اهل العلم ان معناها وهذا هو احد المعنيين معنى السلام عليكم يعني كل اسم لله جل وعلا عليكم. يعني اسم السلام عليكم. فيكون ذلك تبركا باسماء الله جل وعلا وبصفاته. فاسم السلام عليكم يعني اسم الله عليك. فيكون ذلك تبركا بكل الاسماء. ومنها اسم الله جل وعلا السلام. والثاني ما قاله اخرون من اهل العلم ان قول القائل السلام عليكم ورحمة الله يعني الله يعني السلامة التي اشتمل عليها اسم السلام عليكم نسأل الله ان يفيضها عليك. او ان هنا المعنى كل سلامة عليكم مني فانك لن تجد مني الا السلامة هذا يوفق حين تنكر فتقول سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يعني كل سلامة مني ستأتيه فلن اغفرك في عرضك ولن اخبرك في مالك ولن اخبرك في نفسك. وكثير من المسلمين يقول وهذه الكلمة وهو لا يعي معناها. كيف انه حين قال لمن اتاه السلام عليكم كانه عاهده بانه يأتيه منه الا السلامة ثم هو يفخر هذه الذمة وربما اضره او تناول عرضه او تناول ماله او نحو ذلك فهذا فيه التنبيه على فائدة مهمة وهو ان طالب العلم بالخصوص بل كل عاقل بعامة اذا نطق بكلام لا بد ان يتبين ما معنى هذا الكلام؟ فكونه يستعمل كلاما لا يعي معناه هذا من العيب وليس من اخلاق الرجال اصلا ان يتكلموا بكلام ولا يعون معناه. فيأتي بكلام ثم ينقضه في فعله او في قوله هذا ليس من افعال الذين يعقلون فضلا عن ان يكون من افعال اهل العلم او طلبة العلم الذين يعون عن الله جل وعلا شرعه ودينه. فاذا صار هنا قولان وكلا القولين صواب فان قول القائل السلام عليكم يشمل الاول والثاني فتبرك بكل اسم من اسماء الله وتبرك باسم الله الذي من اثاره السلامة عليك في دينك ودنياك فهو دعاء لك بالسلامة في الدين وفي الدنيا وفي الاعضاء والصفات والجوارح الى فلذلك او ان تكون بالمعنى الثاني كل منهما