المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الرابع والخمسون؟ بابنا يقول عبدي وامتي. في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم قال لا يقل احدكم اطعم ربك وظأ ربك وليقل سيدي ومولاي ولا يقل احدكم عبدي وليقل فتاي وفتاتي وغلاني باب لا يقول عبدي وامتي هذا الباب مع الابواب قبله وما بعده كلها في تعظيم ربوبية الله جل وعلا وتعظيم اسماء الله جل وعلا وصفاته. لان تعظيم ذلك من كمال التوحيد وتحقيق التوحيد لا يكون الا بان يعظم. الله جل وعلا في ربوبيته وفي الهيته وفي اسمائه وصفاته فتحقيق التوحيد لا يكون الا بالاحتراف من الالفاظ التي يكون فيها اساءة ادب مع ربوبية الله جل وعلا على خلقه. او مع اسماء الله جل وعلا وصفاته لهذا عقد هذا الباب فقال باب لا يقول عبدي وامتي. العبودية عبودية البشر لله جل وعلا عبودية حقيقية واذا قيل هذا عبد الله فهو عبد لله جل وعلا اما قهرا او اختيارا فكل من في السماوات والارض عبد لله جل وعلا كما قال جل وعلا ان كل من في السماوات والارض الا اثر رحمن عبده فقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. فعبودية الخلق لله جل وعلا لانه هو الرب وهو المتصرف وهو سيد الخلق وهو المدبر شؤونهم الله جل وعلا هو المتفرد بذلك سبحانه. فاذا قال الرجل لرئيسه هذا عبدي وهذه امتي كانت في نسبة العبودية عبودية اولئك له وهذا فيه منافاة لكمال الادب الواجب مع الله جل وعلا. ولهذا كان كان هذا اللفظ غير جائز عند كثير من اهل العلم ومكروه عند طوائف اخرين فاذا سبب النهي عن لفظ عبدي وامتي ما ذكرنا من تعظيم الربوبية عدم احتضان عبودية الخلق لله جل وعلا. قال في الصحيح عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا لا يقل احدكم اطعم ربك وانطق ربك. وليقل سيدي ومولاي ولا يقل احدكم عبدي وامتي وليقل فتاي وفتاتي وغلام هذا النهي في هذا الحديث اختلف فيه اهل العلم على قولين بل على قولين الاول انه للتحريم. لان النهي الاصل فيه للتحريم الا اذا صرفه عن ذلك الاصل صارف وقال اخرون النهي هنا للكراهة وذلك لانه من جهة الادب. ولانه جاء بالقرآن من قول يوسف عليه السلام اذكرني عند ربك فانساه الشيطان ذكر ربه. فلبث في السجن بمرء سنين. ولان الربوبية هنا المقصود بما يناسب البشر. رب الدار ورب العبد هو الذي يملك امره في هذه الدنيا. فلهذا قالوا النهي للكراهة وليس للتحريم. مع ما جاء في بعض الاحاديث من جواز او من تجويد اطلاق بعض تلك الالفاظ. قال وليقل سيدي ومولاي السيادة مع كون الله جل وعلا هو السيد لكن السيادة بالاضافة لا بأس بها لان للبشر سيادة تناسبه ومولاي المولى يأتي على معان كثيرة. والبشر ان يخاطب البشر بقوله مولاي اجازه هذا اجازه طائفة من اهل العلم بناء على هذا الحديث قال وليقل سيدي ومولاي. وقد جاء في صحيح مسلم النهي عن عن ان يقول مولاي لا تقول مولاي. انما مولاكم الله او نحو ذلك وهذا الحديث لعله بعض اهل العلم بانه نقل بالمعنى فهو ساذج من جهة اللفظ وهو معارض هذا الحديث الذي هو نص في اجازة ذلك. فيكون اذا الصحيح جواز اطلاق لفظ مولاي هنا سيدي مولاي ونحو ذلك لان السيادة هناك سيادة تناسب البشر وقول مولاي هناك ما يناسب البشر من ذلك فليست في مقام ربك او عبدي وامتي لان اعظم درجة وواضح ان فيها اختصاص العبودية لله جل وعلا اطلاق ذلك على البشر لا يجوز. قال ولا احدكم عبدي وامتي وليقل فتايا وفتاتي وغلامي لاجل ما ذكرناه. فتحصل من ذلك ان هذه الالفاظ يجب كما ذكرنا يجب ان يحترز فيها ما لا يكون معه الادب مع مقام ربوبية الله جل وعلا واسمائه سبحانه وتعالى. عليه فلا يكون جائزا ان يقول عبدي وامتي او ان يقول اطعم ربك وظع ربك ونحو ذلك. هذا كله مختص بالتعذيب او الربوبية المكلفين اما اضافة الربوبية الى غير المكلف فلا بأس بها. لان حقيقة العبودية لا تصور فيها كأن تقول رب الدار ورب المنزل ورب المال ونحو ذلك. فان الدار والمنزل والمال ليست باشياء مكلفة بالامر والنهي فلهذا لا تنصرف الاذهان او يذهب القلب الى ان ثمة نوع من عبودية هذه الاشياء من اضيفت اليه. بل ان ذلك معروف انه اضافة ملك لانها ليست مخاطبة بالامر والنهي وليس يحصل منها خضوع وليس يحصل منها خضوع او تذلل. فاذا يقيد النهي الوارد في ذلك تعبيد المكلف او ان يقال لمكلف وظئ ربك او انا رب هذا الغلام او نحو ذلك من الالفاظ التي لا تناسبه