وسيلة حتى تقبل سؤاله. ولهذا كان من تعظيم الله تعظيم الواجب الا يرد احد سأل بالله جل وعلا. فاذا سأل سؤالا وجعل الله جل وعلا هو الوسيلة فانه لا يجوز ان اربعة الاخلاص وتحقيق التوحيد جعلنا الله واياكم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الخامس والخمسون بابنا يرد من سأل بالله عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل بالله فاعطوه ومن استعاذ بالله فاعيدوه. ومن دعاكم فاجيبوه. ومن صنع اليكم معروفا فكافئوه. فان لم تجدوا ما تكافئون تدعو له حتى تروا انكم قد كافئتموه. رواه ابو داوود والنسائي بسند صحيح باب لا يرد من سأل بالله هذا الباب مع الباب الذي قبله ومع ما سبقه كما ذكرنا كلها في تعظيم الله جل وعلا وربوبيته واسمائه وصفاته بان تعظيم ذلك من اكمال التوحيد ومن تحقيق التوحيد ومن سأل بالله جل جلاله فقد سأل بعظيم ومن استعاذ بالله وقد استعاذ بعظيم بل استعاذ بمن له هذا الملكوت وله تدبير الامر بمن كل ما تراه وما لا تراه عبد له جل وعلا. فكيف يرد من جعل مالك كل شيء تعظيما لله جل وعلا. والذي في قلبه تعظيم الله جل وعلا ينتفض اذا ذكر الله. كما قال سبحانه انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. بمجرد ذكر الله تجد القلوب لعلمهم بالله جل وعلا وما يستحق تطبيقها علمهم بتدبيره وملكوته وعظمة صفاته واسمائه جل وعلا. فاذا سأل احد بالله فان قلب الموحد لا يكون رادا له لانه معظم لله مجل لله جل وعلا لا يرد احدا جعل وسيلته اليه رب العزة سبحانه وتعالى. اهل العلم قالوا السائل بالله اهل العلم قالوا السائل بالله قد تجب اجابته ويحرم رده قد لا يجد ذلك وهذا القول هو قول وقول شيخ الاسلام ابن تيمية واختيار عدد من المحققين بعده وهو القول الثالث في المسألة واما القول الاول فهو ان من سأل بالله حرم ان يرد مطلقا والقول الثاني ان من سأل بالله استحب اجابته وكره رده. والقول الثالث ما ذكرنا عن شيخ الاسلام انه قد يكون واجبا وقد يكون مستحبا وقد لا يكون كذلك يعني يكون مباحا تفصيل شيخ الاسلام ظاهر وذلك انه اراد بحالة الوجوب ان يتوجه ان يتوجه السؤال لمعين في امر معين يعني ان لا يكون السائل سأل عددا من الناس بالله ليحصل على شيء. فلهذا لم يدخل فيه السائل الفقير الذي يأتي فيسأل هذا ويسأل هذا ويسأل هذا ويسأل هذا. او ممن يكون كاذبا في سعاله فيقول يجب اذا توجه لمعين في امر معين اما اذا توجه لفلان وفلان وفلان وفلان عدد فانه لا يكون توجه لمعين فانه لا يجب عليه ان يؤتيه مطلبه ويجوز له ان يرد سؤاله واذا كان كذلك فتكون الحالة على هذه الاحوال تكون ثلاث. حال يحرم فيها رد الفعل وحال يكره فيها رد الفعل. وحال يباح فيها رد السائل بالله على كلام شيخ الاسلام يحرم رد السائل بالله اذا توجه لمعين في امر معين خصك بهذا التوجه فسألك بالله ان تعينه وانت طبعا قادر على ان تؤتيه مطلوبة. ويستحب فيما اذا كان انا التوجه ليس لمعين. اسأل فلان وفلان وفلان. ويباح فيما اذا كان من سحل بالله يعرف منه الكذب. فصارت عندنا اذا الاقوال ثلاثة في اصلها يحرم رد السائل يجب اعطاؤه هذا واحد. الثاني يستحب ويكره رده. والثالث هو التفصيل. وهذا الثالث هو قول شيخ الاسلام وعدد من المحققين قوله هنا باب لا يرد من سأل بالله فيه عموم لاجل الحديث الواسع. قال عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل بالله فاعطوه لماذا؟ تعظيما لله جل وعلا. ومن استعاذ بالله فاعدوه. من تعالى منك بالله فوت يجب ان تعيذه. من قال اعوذ بالله منه تعظيما لله جل جلاله تجيبه الى ذلك وتتركه. لان من استعاذ بالله فقد استعاذ باعظم مستعاذ به. ولهذا في قصة التي دخل عليها النبي عليه الصلاة والسلام فلما دخل عليها واقترب منها عليه الصلاة والسلام قالت له اعوذ بالله منك فابتعد عنها عليه الصلاة والسلام وقال لقد استعذت بمعادن الحقي باهلك استعاذت بالله منه فتركها عليه الصلاة والسلام. قال ومن دعاكم فاديلوه عامة اهل العلم على ان هذا مخصوص بدعوة العرس. وليس في كل الدعوات. واما سائر الدعوات فهي على الاستحباب قال ومن صنع اليكم معروفا فكاتبوه. من صنع اليك معروفا فكافئه كافئه بجنس معروفه. ان كان معروفه من جهة المال فكافئه من جهة المال. يعني بما يشمل الهدايا المختلفة. ان كان انا معروفه من جهة الجاه فكافئه من جهة الجاه او ما وجدت ما تخابره من جهة الجاه فيكون من جهة الهدية. سبب ذلك وصلته بالتوحيد كما قال المحققون ان الذي صنع له معروف يكون في قلبه ميل ونوع تذلل وخضوع في قلبه واسترواح لهذا الذي صنع اليه المعروف. ومعلوم ان تحقيق التوحيد ان يكون القلب خاليا من كل ما سوى الله جل جلاله وان يكون ذله وخضوعه وعرفانه للجميل ولله جل وعلى وتخليص القلب من ذلك يكون بالمكافأة على المعروف. وانه اذا ادى اليك معروفا فخلص القلب من رؤية ذلك المعروف بان ترد اليه معروفا. ولهذا قال فان لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا انكم قد كافأتموه. حتى انكم قد كافأتموه لاجل ان يتخلص القلب من اثر ذلك المعروف. فترى انك دعوت له ودعوت له ودعوت له قدر ترجو معه انك قد كافأته. وهذا لتخليص القلب مما سوى الله جل وعلا. وهذه مقامات لا يدركها الا