المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد قديش الثامن والخمسون؟ نعم. لا بد ان عن ابي ابن كعب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا الريح فاذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم انا نسألك من خير هذه من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما امرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما امرت به صححه الترمذي بابنا النهي عن سب الريح الريح مخلوق من مخلوقات الله مسخر وهي واحدة الرياح يجريها الله جل وعلا كما يشاء. وهي لا تملك شيئا كالدهر لا يملك شيئا ولا يدبر امرا. فسب الريح كسب الدهر. يرجع في الحقيقة الى اذية الله جل وعلا لان الله هو الذي يصرف الريح كيف يشاء. ياتي بالريح بامر مكروه يذكر العباد بالتوبة والانابة ويذكر العباد بمعرفة قدرته عليهم وانه لا غنى لهم عنه جل وعلا طرفة عين ويأتي بالريح فيجعلها رياحا فيسخرها جل وعلا لما فيه مصلحة العباد. فالريح اذا لا تملك شيئا فهذا الباب عقده لبيان تحريم سب الريح كما عقد ما قبله لبيان ان سب الدهر لا يجوز ومحرم لانه اذية لله جل وعلا وهذا الباب من جنس ذاك لكن هذا يكفر وقوعه فافرده لكثرة وقوعه للحاجة الى التنبيه عليه. قال باب النهي عن سب الريح. النهي للتحريم وسب الريح يكون بشتمها او بلعنها وكما ذكرنا لكم في باب الدهر ليس من سدها ان توصف بالشدة. كقول الله جل وعلا ريح صرصر عافية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما. ريح صرخة للعافية هذا وصف لها ووصفها بالشدة او وصفها بالاوصاف التي يكون فيها شر على من اتت عليه كقوله ما تذر من شيء اتت عليه الا جعلته كالرميم ليس هذا من المنهيان قال عن ابي ابن كعب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا الريح فاذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم انا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما امرت به. هذا يدل على ان الريح يكون فيها امر ويكون عليها امر ونهي. والله جل وعلا يرسل الرياح كيف يشاء ايضا جل وعلا عمن يشاء. فهي مسخرة لامره جل وعلا. والملائكة هي التي تصرف الريح في امره جل وعلا فللريح ملائكة تصرفها كيف شاء ربنا جل وعلا وتقدس وتعاظم فيها خير وقد يكون فيها عذاب. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اذا رأيتم ما تكرهون فقولوا فارشدهم الى وقول الاتي وما يكرهون قد يكون من جهة صفة الريح وقد يكون من جهة لون الريح يعني بصفتها من جهة السرعة او اتجاه وقد يكون من جهة لونها وقد يكون من جهة اثرها. والنبي عليه الصلاة والسلام كان اذا رأى شيئا في السماء اقبل ادبر ودخل وخرج ورؤي ذلك في وجهه. حتى تمطر السماء فيشر عنه ويسر عليه الصلاة والسلام قالت له عائشة يا رسول الله لم ذاك؟ قال الم تسمعي لقول اولئك او كما قال عليه الصلاة والسلام فلما وعارظا مستقبل اوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم تدمرونه كل شيء بامر ربها. فاذا الخوف من الله جل جلاله اذا ظهرت هذه الحوادث او التغيرات في السماء او في الارض واجب والله جل وعلا يتعرف الى عباده في الرخاء كما انه يتعرف الى عباده بالشدة حتى يعرفوا ويعلموا ربوبية وقهره وجبروته فيعلم حلمه تودده ورحمته ايضا لعباده. فاذا اذا رأى العبد ما يكره برع الى الله واستغاث بالله وسأل الله بقوله اللهم انا نسألك فمن خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما امرت به. ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما امرت به صححه الترمذي. لهذا نكون قد اخذنا هذا اليوم تسعة ابواب. ويبقى عندنا تسعة ابواب نكملها غدا ان شاء الله. وبها تمام اسأل الله جل وعلا ان يجعلكم مباركين وان ينفع بكم وبما تعلمتم وان يجعلنا واياكم من ورثة جنة النعيم وان يغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وان يجعل وسيلتنا التوحيد وان يجعل وسيلتنا اليه الاخلاص فانا مذنبون ولولا رحمة الله جل وعلا لهلكنا اللهم فاغفر جما وصلى الله وسلم وبارك على نبينا