المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس ستون. نعم. باب ما جاء في منكر القدر. وقال ابن عمر والذي نفس ابن عمر بيده لو كان لاحدهم مثل احد ذهبا ثم انفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر. ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. وعن عبادة ابن الصامت انه قال لابنه يا بني انك لن تجد طعم الايمان حتى تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال ربي وماذا اكتب؟ قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات على غير هذا فليس مني. وفي رواية لاحمد ان اول ولما خلق الله تعالى القلم فقال له اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامة. وفي رواية لابن وهب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن لم يؤمن فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره احرقه الله بالنار. وفي المسند والسنن عن ابن قال اتيت اتيت ابي ابن ابي ابن كعب فقلت في نفسي شيء من القدر فحدثني بشيء لعل الله يذهبه من قلبي. فقال لو مثل احد ذهب ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر. وتعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك. وما اخطأك لم يكن ليصيبك ان مت على غير هذا لكنت من اهل النار. قال فاتيت عبدالله فاتيت عبدالله بن مسعود وحذيفة ابن اليمان وزيد ابن ثابت فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح رواه الحاكم في صحيحه. هذا باب ما جاء في منكر القدر ومناسبة هذا الباب للذي قبله ما ذكرنا ان انكار القدر سوء ظن بالله جل وعلا. و يكون هذا الباب كالتفصيل لما اشتمل عليه الباب الذي قبله. ومناسبته لكتاب التوحيد ظاهرة وهي ان الايمان بالقدر واجب ولا يتم توحيد العبد حتى يؤمن بالقدر. وانكار القدر كفر بالله جل وعلا ينافي اصل التوحيد. كما قال ابن عباس رضي الله عنهما القدر نظام التوحيد. فمن كذب بالقدر قال القدر نظام التوحيد فمن كذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده يعني القدر هو الايمان بالقدر هو النظام يعني السلك الذي تجتمع فيه مسائل التوحيد حتى يقوم عقدها في القلب فاذا كذب بالقدر معنى ذلك انقطع السلك فنقض ذلك التكذيب امور التوحيد. وهذا ظاهر فان اصل الايمان ان يؤمن بالاركان الستة التي منها الايمان بالقدر كما ذكر ذلك الشيخ في حديث ابن عمر قال باب ما جاء في منكر القدر القدر في اللغة هو التقدير كما هو معروف وهو وضع الشيء على نحو ما بما يريده واضعه. قدر الشيء تقديرا وقدرا واه في العقيدة عرفه البعض اهل العلم بقوله ان القدر هو علم الله السابق بالاشياء وكتابته لها في اللوح المحفوظ. وعموم مشيئته جل وعلا وحلقه للاعيان والصفات القائمة بها وهذا التعريف صحيح. لانه يشمل مراتب القدر الاربعة. القدر الايمان به ايمان باربع الامارات وهذه المراتب على درجتين الاولى والثانية من المراتب تسبق وقوع المقدم وهي الايمان بالعلم السابق والايمان بعموم والايمان بكتابة الله جل وعلا لعموم الاشياء كما قال ان الله قدر مقادير الخلق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. قدر مقادير الخلق يعني كتبها هاتان المرتبتان او هذان الامران الايمان بالعلم السابق والايمان الكتابة تسبق وقوع المقدر فانت تؤمن بها وهي سابقة للوقوع. واما ما يقارن وقوع المقدر ما يقارن القضاء فهذا له مرتبتان الاول او الاولى منهما هي مرتبة عموم المشيئة فان الله جل وعلا ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن والعبد لا يشاء شيئا فيحصل الا اذا كان الله جل وعلا قد شاء وما تشاءون الا ان يشاء الله ان الله كان عزيزا ان الله كان عليما حكيما. وقال وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين مشيعة العبد تابعة بمشيئة الله جل وعلا. وكذلك المرتبة الاخيرة التي تقارن الوقوع المقدر الايمان بان الله جل وعلا خالق لكل شيء للاعيان وللصفات التي تقوم بالاعيان. فالاعيان مثل الدواعش هذه الله جل وعلا خالقها. هذا الاتفاق اهل الاسلام يعني الله جل وعلا هو الخالق للانسان خالق للحيوان الخالق للسماء للارض وكذلك الايمان بان الصفات التي تقوم بتلك الاعياد الله جل وعلا هو الخالق لها. ومن ذلك افعال العباد فافعال العباد معاني ففعل العبد داخل في عموم خلقه جل وعلا. الله خالق كل شيء. وكلمة شيء عندنا تعرف بانها ما يصح ان يعلم وكل ما يصح ان يعلم يقال له شيء. ولهذا نقول يدخل وفي عموم قوله الله خالق كل شيء العباد وافعال العباد. فهذه اربع مرات. انكار القدر الذي بوب عليه الشيخ رحمه الله يصدق على اي مرتبة من هذه انكر المرتبة الاولى هو منكر او الثانية هو منكر او الثالثة او الرابعة فهو منكر للقدر ولا يقال عن احد انه مؤمن بالقدر الا اذا سلم بها جميعا. وامن بها جميعا لدلالة النصوص على ذلك فمنهم من منكر القدر القدرية الغلاة. واذا قيل القدرية يعني نفاة القدر الذين نفوا العلم. انكروا العلم السابق. فهم كفار ينافي فعلهم اصل التوحيد. فمن انكر العلم السابق هذا انكر القدر انكارا انتفع معه اصل التوحيد وكذلك من ينكر الكتابة فان انكار الكتابة السابقة مع العلم بالنصوص الدالة عليها مناف لاصل التوحيد ولا يستقيم معه في الايمان. واما المرتبتان عموم المسيح وعموم الخلق فهذه انكار عموم خلق الله للافعال هذا مما جرى من المعتزلة من المعتزلة ونحوها وبدعوا بذلك وضللوا وجعل انكارهم لتلك المرتبة ينافي كمال التوحيد ولا يحكم عليهم بالكفر والخروج من الاسلام لذلك فاذا انكار القدر صار منه ما هو كفر مخرج من التوحيد مخرج من الملة ومنه ما هو دون ذلك و فيكون منافيا لكمال التوحيد. بهذا يظهر صلة هذا الباب بكتاب التوحيد قال وقال ابن عمر والذي نفس ابن عمر بيده لو كان لاحدهم مثل احد ذهب ثم انفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر لما؟ لان الله جل وعلا لا يقبل الا من مسلم. الاسلام فرض في صحة قبول الاعمال. ومن انكر القدر ولم يؤمن بالقدر فانه لا يقبل منه ولو انفق مثل احد ذهبا. ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. هنا في قوله تؤمن بالقدر خيره وشره القدر منه ما هو وحيد ومنه ما هو شر. خير بالنسبة لابن ادم وشر بالنسبة لابن ادم. فالمكلف قد يكون عليه قدر هو بالاضافة اليه خير وقد يكون عليه القدر بالاضافة اليه شر. واما بالنسبة لفعل الله جل وعلا الله جل وعلا افعاله كلها خير لانها موافقة لحكمته العظيمة. ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في ثناء على ربه والشر ليس اليك. فالله جل وعلا ليس في فعله شر. فالشر بما يضاف للعبد. اصيب العبد بمصيبة فهي شر بالنسبة اليه اما بالنسبة لفعل الله فهي خير لانها موافقة لحكمة الله جل وعلا البالغة. والله سبحانه وتعالى له الامر كله. قال وعن عبادة ابن الصامت انه قال لابنه يا بني انك لن تجد طعم الايمان حتى تعلم ان ما اصابك لم يكن اليوم وما اخطأك لم يكن ليصيبك. وهذا لان القدر القضاء والقدر قد فرغ منه. يعني تقدير الامور فرغ منه والله جل وعلا قد قدر الاشياء وقدر اسبابها. السبب الذي سيفعله المختار من عباد الله مقدر كما ان نتيجته مقدرة. ومن الايمان بالقدر الايمان بان الله جل وعلا جعلك مختار وانك لست مجبورا فالقول بالجبر مناف للقول القدر. يعني القول بالجبر لا يستقيم مع الايمان بالقدر. لان الايمان بالقدر ايمان معه الايمان لان العبد مختار وليس بمجبر لان التكليف وقع بذلك. والجبرية طائفتان طائفة غلاة وهم وهناك الصوفية الذين يقولون ان العبد كالريفة في مهب الريح وحركاته حركات اضطرارية ومنهم طائفة الغلاف وهم الاشاعرة ونحوهم الذين يقولون بالجبر في الباطن وبالاختيار في الظاهر ويقولون ان العبد له كسب وهذا الكف هو ان يكون العبد في الفعل الذي فعله محلا لفعل الله جل وعلا. فيفعل به فيكون هو ومحلا للفعل ويضاف الفعل اليه على جهة الكشف على ما هو معروف في موضعه من التفاصيل في كتب العقيدة المطولة قال في ذلك ذكر مرتبة الكتابة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال ربي وماذا اكتب؟ قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة. هذا فيه دليل على مرتبة الكتابة. وقوله ان اول ما خلق الله القلم معناه على الصحيح عند المحققين انه حين خلق الله القلم. فاول هنا ظرف بمعنى حين وان اسمها ظمير الشام محلوف. انه اول ما خلق الله القلم فقال له اكتب. يعني حين خلق الله القلم قال له اكتب فيكون قوي اكتب هذا من جهة الظرفية يعني حين خلق الله القلم قال له اكتب. واما اول المخلوقات فالعرش سابق في الخلق على القلم كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي في الصحيح قدر الله مقادير الخلق قبل ان يخلق السماوات حرب بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء. فهنا من قوله حين ان اول ما خلق الله القلم قال له اكتب انه حين خلق قال له اكتب والعرش كان قبل ذلك فاذا الكتابة كانت بعد الخلق مباشرة بعد القلق واما العرف فكان سابقا والماء كان سابقا ايضا. ولهذا نقول الصحيح ان العرش مخلوق قبل القلم كما قال ابن القيم رحمه الله في النونية والناس مختلفون في القلم الذي كتب القضاء به من الديان هل كان قبل العرش او هو بعده قولان عند ابي العلا الهمداني والحق ان العرش قبل لانه عند الكتابة كان ذا اركان. الى اخر ما في هذا الباب