المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبد اللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الرابع والستون. باب ما جاء في الاقسام على الله عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل والله لا يغفر الله لفلان. فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان اني قد غفرت له واحبطت عملك. رواه مسلم. وفي حديث ابي هريرة ان القائل رجل عابد. قال ابو هريرة تكلم بكلمة اوبقت دنياه واخرته. باب ما جاء في الاقسام على الله اليقين على الله يكون على جهتين جهة فيها التأني والتكبر والتجبر ورفعة هذا فهل لي نفسه حتى يجعل له على الله حق. وهذا مناف لي كمال التوحيد قد ينافي اصله. وصاحبه متوعد بالعقاب الذي جاء في مثل هذا الحديث فهذا يتألى فيجعل الله جل وعلا يحكم بما اختاره هو من الحكم فيقول والله لا يحصل لفلان كذا. تكبرا واحتقارا للاخرين. فيريد ان يجعل حكم الله جل وعلا كحكمه تأليا واستبعادا ان يفعل الله جل وعلا ما ظنه هو هذا التعلي والاستبعاد نوع تحكم في الله جل وعلا وفي فعله وهذا لا يصدر من قلب معظم لله جل والحالة الثانية ان يقسم على الله جل جلاله لا على جهة التأني ولكن على جهة ان ما ظنه صحيح في امر وقع له او في امر يواجهه فهذا يقسم على الله ان يكون كذا في المستقبل على جهة التذلل والخضوع لله لا على جهة التعلم. وهذا هو الذي جاء فيه ومن عباد الله من لو اقسم على الله لابره لانه اقسم على الله لا على جهة التعاظم والتكبر والتأني ولكن على جهة الحاجة والافتقار الى الله. فحين اقسم اقسم محتاجا الى الله واكد ذلك بالله وباسمائه من جهة ظنه الحسن بالله جل وعلا. فهذا جائز ومن عباد الله من لو اقسم على الله لابره بانه قام في قلبه من العبودية لله والذل والخضوع ما جعل الله جل وعلا يجيبه في سؤاله ويعطيه طلبته ورغبته. واما الحالة الاولى فهي حال المتكبر المترفع. الذي يظن انه بلغ مقاما بحيث يكون فعل الله جل وعلا تبعا لفعله فتكبر واحتقر غيره. فبهذا التفصيل يتضح ما جاء في هذا الباب من الحديث قال عن جنبل ابن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل والله لا يغفر الله لفلان. فقال الله عز وجل من ذا الذي يتألى علي الا اغفر لفلان. هذا الذي قال والله لا يغفر الله لفلان كان رجلا صالحا والاخر كان رجلا سافرا. فقال هذا الصالح والله لا يغفر الله لفلان. لان فلانا كان رجلا فاسقا مريضا كثير العصيان. فتألى هذا العابد وعظم نفسه وظن انه بعبادة ان يدين الله جل وعلا بلغ مقاما يكون متحكما فيه بافعال الله والا يرد شيء طلبه او له ان في الخلق وهذا ينافي حقيقة العبودية التي هي التذلل لله جل وعلا. والله سبحانه وتعالى عاقبه فقال على من ذا الذي يتألى علي يعني يتعاظم ويتكبر علي ان ويحلف علي فيقسم علي لان يتعلى من وهي الحلف قوله تعالى للذين يؤذون من نسائهم تربص اربعة اشهر فان فائوا فان الله غفور رحيم الايلاء من الالية وهي الحلف. فيتألى يعني يحلف على جهة التكبر والتعاظم ان اغفر لفلان اني قد غفرت له واحبطت عمله. وغفر للصالح وغفر للطالح يحبط عمل ذلك الرجل العابد وهذا يبين لك عظم شأن مخالفة تعظيم الله جل جلاله وعظم مخالفة توحيد سبحانه وتعالى. فهذا الرجل الفاسد هذا الرجل الصالح الرجل الفاسق. اتاه خير من حيث لا يشعر وقيلت في حقه كلمة بحسب الظاهر انها مؤذية وانها فيها من الاحتقار والاضطرار له ما يجعله في ضعف بين الناس. حيث شهد عليه هذا الصالح بقوله والله لا يغفر الله لفلان. فكانت هذه الكلمة التي ساءته وكان فيها ايذاء له كانت فيها مصلحة عظيمة له ان غفر له ذنبه. ولهذا نبه الشيخ في مسائل الباب مسألة امام ان من الابتلاء والايذاء وكلام الناس فيه المكلف بشخص ما يكون اعظم اسباب الخير له. ولهذا ليست العبرة بعض الناس ولا بكلامهم ولا بايذائهم ولا تصنيفهم للناس او بقولهم هذا فلان كذا وهذا فلان كذا العبرة بحقيقة الامر بما عند الله جل جلاله. فالواجب على العباد جميعا ان يعظموا الله وان يثبتوا اليه وان انهم اسوأ الخلق حتى يقوم في قلوبهم انهم اعظم حاجة لله جل وعلا وانه لم يوفوا الله حقه او ان التعاظم في النفس والتعاظم بالكلام والمدح والثناء ونحو ذلك. فليس من صنيع المجلين لله جل وعلا الخائفين من تقلب القلوب. الله جل وعلا يقلب القلوب ويصرفها كيف يشاء. فالقلب المثبت المنيب يحذر ويخاف دائما من ان يتقلب قلبه فينتبه للفظه وينتبه للحظه وينتبه لسمعه وينتبه لحركاته لعل الله جل وعلا ان يميته غير مفتون ولا