المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد ادى الجرف الخامس وستون. باب لا يستشفع بالله على خلقه. عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال جاء اعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل منك في الانفس وجاع العيال وهلكت الاموال فاستسقي لنا ربك لا نستشفع بالله عليك وبك على الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله سبحان الله فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه اصحابه. ثم قال ويحك اتدري ما الله ان شأن الله اعظم من ذلك. انه لا يستشفع بالله على احد اب وذكر الحديث رواه ابو داوود. باب لا يستشفع بالله على خلقه لا يستشفع يعني لا يجعل الله شفيعا الخلق لان شأن الله جل وعلا اعظم واجل من ان يستشفع به ويجعل واسطة الانتفاع من احد من الخلق. الشفاعة تأتي الى احد وتطلب ان يكون شفيعا عند اخر. لان ذلك الاخر هو الذي يملكوا ما تريد. والنفع عندهم. وهذا يكون واثقة ولا يستطيع ان ينفعك فهو بنفسه الا بان يتوفق والله جل جلاله لا يجوز ان يظن به ذلك الظن. لانه ظن سوء بالله جل جلاله. والله سبحانه لا وان يجعل واسطة لاحد والى احد من الخلق او على احد من الخلق بل هو جل وعلا الذي يملك الامور جميعا من استشفاء بالله على الخلق يعني ان يجعل الله واثقا. يتوسط العبد بربه على احد من الخلق هذا مناسب لكمال التوحيد وعمل وقول من الاقوال المنافية لتعظيم الله جل وعلا التعظيم الواجب. ولهذا لما ذكر الشيخ رحمه الله حديث جبير بن مطعم كان الشاهد منه انه قال الاعرابي النبي عليه الصلاة والسلام استسق لنا ربك فاننا نستشفع بالله عليك وبك على الله. يعني نستشفع بالله نجعل الله جل وعلا واثقة يتوفق لنا عندك حتى تدعو. والله جل وعلا هو الملك الحي القيوم الملك الحق المبين الذي نواصي العباد بيديه يفرقها كيف يشاء. شأن الله اعظم من المستشفع به على احد ان خلقك بل الرجل او المكلف يستشفع باحد من الخلق عند مخلوق اخر يحتاجه في شيء. والله جل وعلا هو الذي يملك الاشياء جميعا وهو الذي يسرح القلوب هو الذي بيده الملك والملكوت هو الذي بيده مقاليد السماوات والارض وبيده وكل شيء واني شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم. فالعباد هم المعتادون الى الله وشأن الله هي اعظم من ذلك اذ المخلوق حقير وضيع بالنسبة الى الرب جل جلاله وهو هذا المخلوق لا وان يجعل واثقة ان يجعل الله جل وعلا واسطة عنده حتى يقبل هذه الواسطة والله جل وعلا اعظم من ذلك. ولهذا كان سيد الخلق وسيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام. رادا على هذا الاعرابي حيث وقال له الاعرابي انا نستشفع بالله عليك وبك على الله فقال النبي عليه الصلاة والسلام سبحان الله سبحان الله فما زال يسبح سبحان الله يعني تنظيفا وتعظيما لله تنزيفا وابعادا لله عن كل بطول او شائبة نهر سبحان الله يعني يسبح الله تسبيحه يسبح الله وانزه تنزيها وابعده تبعيدا عن كل سائلة نقص وعن كل ظن سوء به جل وعلا. فما زال يكررها حتى عرف ذلك في وجوه اصحابه من شدة تسبيحه وتنزيهه بربه جل وعلا. وهذا من الغضب لله جل جلاله. صلى الله وسلم على نبينا محمد وما كان اعلمه بربه وما كان اعرفه بربه. ثم قال ويحك ان اتدري ما الله ان شأن الله اعظم من ذلك انه لا يستشفع بالله على احد. فالله جل وعلا من علم اسماءه وعلم الصفات المستحقة له جل وعلا فانه لن يدور بخاطره ومن سوء به جل وعلا او استنقاص له جل وعلا. اذا هذا الباب من هذا الباب فيه كما في الابواب قبله ما وبه ان يوحد من الالفاظ التي فيها سوء ظن بالله جل وعلا وتنفس بمقام الربوبية لله جل جلاله