المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس السابع والستون. باب ما جاء في قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال جاء من الاحبار الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال يا محمد انا نجد ان الله يجعل السماوات على اصبع والاراضين انا اسمع والشجرة على اصبع والماء على اصبع والثرى على اصبع وسائر الخلق على اصبع. فيقول انا الملك فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجزه تصديقا لقول الحظر. ثم قرأ وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا حرته يوم القيامة. وفي رواية لمسلم والجبال والشجرة على اصبع ثم يهزهن فيقول انا الملك انا الله. وفي رواية للبخاري يجعل السماوات على اصبع والماء والثرى على اصبع وسائر الخلق على اصبع. ولمسلم عن ابن عمر مرفوعا الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟ ثم ثم يطوي اراضيه السبع ثم يأخذهن بشماله ثم يقول انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟ وروي عن ابن عباس قال ما السماوات السبع والاراضون السبع في كف الرحمن الا كخرجلة في يد احدكم. وقال ابن جرير حدثني يونس قال اخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد حدثني ابي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما السماوات السبع في الكرسي دراهم سبعة القيت في ترك. وقال قال ابو ذر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما الكرسي في العرش الا كحلقة الا كحلقة من حديد القيت بين ظهري ثلاث من الارض. وعن ابن مسعود قال بين السماء الدنيا بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام وبين السماء التابعة والكرسي خمسمئة عام وبين الكرسي والماء خمسمائة عام. والعرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليكم شيء من اعمالكم اخرجه ابن مهدي عن حماد ابن سلمة عن عاصم عن بر عن عبدالله. ورواه بنحوه المسعودي عن عن ابي وائل عن عبد الله قاله الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى قال وله طرق. وعن العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون كم بين السماء والارض؟ قلنا الله ورسوله اعلم. قال بينهما مسيرة خمسمائة سنة ومن كل سماء الى سماء مسيرة خمسمائة سنة مسيرة خمسمائة تهند مسيرة خمسمائة سنة وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة وبين السماء السابعة والعرش بحر بين اسفله واعلاه ما بين السماء والارض والله سبحانه وتعالى فوق ذلك وليس يخفى عليه شيء من اعمال بني ادم اخرجه ابو داوود اخرجه وابو داوود وغيره وصلى الله وسلم على نبينا محمد. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. هذا باب ما جاء في قول الله تعالى وما قدروا الله حق قدره. والارض جميعا من قبضته يوم القيامة. والسماوات مطويات بيمينه وتعالى عما يشركون هذا الباب ختم به امام هذه الدعوة شيخ الاسلام والمسلمين محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى كتاب التوحيد. وختمه هذا الكتاب في هذا الباب. ختم عظيم لان من علم حقيقة ما اشتمل عليه هذا الباب من وصف الله جل وعلا وعظمة الله جل وعلا فانه لا يملك الا ان يذل ذلا حقيقيا ويخضع خضوعا عظيما للرب جل جلاله والصحيح والواقع من حال الخلق انه لم يوقر الله جل وعلى وما قدروا الله جل وعلا لا من جهة ذاته وقدرته وصفاته ولا من جهة حكمته وبعده لرسله. قال جل وعلا وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء. فهذا في انزال الكتاب وفي امثال الرسول. وقال جل وعلا في بيان صفة ذاته قال وما قضى الله حق قدره والارض جميعا يوم القيامة. ما قدروا الله حق قدره يعني ما عظموه حق تعظيمه ولو عظموه حق تعظيمه لما عبدوا غيره. ولما اطاعوا غيره. ولا عبدوه حق العبادة ولا ذلوا له منا وخضوعا دائما وانابوا اليه بخشوع وخشية. ولكنهم ما قدروه حق قدره يعني ما عظموه حقا تعظيمه الذي يجب بقدره جل وعلا وعظم ذاته سبحانه وتعالى وصفاته. ثم بين جل وعلا شيئا من صفة ذاته العظيمة الجليلة فقال سبحانه والارض جميعا قبضته يوم القيامة. فان عقل الانسان لا يمكن ان يتحمل صفة الله جل وعلا على ما هو عليه. والله جل وعلا بين لك بعض صفاته فقال والارض جميعا قبضته يوم القيامة. والسماوات مطويات بيمينه. فاذا نظرت الى هذه الارض على منها وعلى غرور اهلها فيها. ونظرت الى حجمها وغنام. سعتها والى ما فيها فهي قبضة الرحمن جل وعلا يعني في داخل قبضة الرحمن جل وعلا يوم القيامة كما وصف ذلك بقوله الارض جميعا غضبته يوم القيامة. فنفهم من ذلك ان كف الرحمن جل وعلا وان يد الرحمن جل وعلا اعظم من هذا وكذلك السماوات مطويات كطي السجل في كف الرحمن جل وعلا. كما قال سبحانه هنا سنوات مطويات بيمينه. وقال في اية سورة الانبياء يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا اول خلق نعيده. فهذه صفات الله جل جلاله هذه صفاته فان الارض التي يتعاظمها اهلها والسماوات التي يتعاظمها من نظر فيها هي صغيرة وعائلة في الصغر الى ان تكون في كف الرحمن جل وعلا والله سبحانه وتعالى اعظم من ذلك واجل بل هو سبحانه وتعالى الواسع الحميد الذي له الحمد كله وله الثناء كله. ويبين لك ذلك يبين لك عظمة الرب جل وعلا في ذاته وعظمة الرب جل وعلا في صفاته اذا تأملت هذه الاحاديث فانك اذا نظرت الى هذه الارض ونظرت سعة هذه الارض وغرور اهل الارض بها غرور اهل الارض في الارض بهذه الارض وبسعتها وبقواهم فيها نظرت الى ان اربعة بالنسبة الى السماء انها صغيرة. وان بين الارض وبين السماء الاولى مسيرة خمسمائة سنة. في مكيل وكذلك بين السماء الاولى والسماء الثانية مسيرة خمسمائة سنة وهكذا حتى تنتهي السبع سموات الارض بالنسبة للسماوات صغيرة. ولهذا مثل السماوات السبع. النبي عليه الصلاة والسلام في الكرسي الذي هو فوق ذلك وهو اكبر بكثير من السماوات بقوله ان في السماوات السبع كدراهم سبعة القي يعني هذه السماوات صغيرة جدا بالنسبة الى الكرسي بل كدراهم سبعة القيت في ترك مكتنفها متقوس عليها فهي صغيرة فيه وهو واسعها كما قال جل وعلا عن الكرسي وسع السماوات والارض ولا يؤوده حفظهما. فالارض التي انت فيها وانت فيها في نقطة صغيرة صغيرة هي بالنسبة هذا وصفها والارض والسماوات بالنسبة للكرسي هذا وقته. والكرسي ايضا فوقه ماء وفوق ذلك العرف عرش الرحمن جل وعلا والكرسي بالنسبة للعرف كاف كحلقة القيت في من الارض فهو متناهي الصغر بالنسبة الى عرش الرحمن الذي الرحمن جل وعلا مستو عليه وهو فوقه سبحانه وتعالى ولو تأملوا صفة الرب جل وعلا وما يجد له من الجلال وما هو عليه سبحانه وتعالى من صفات الذات ومن ومن صفات الفعل وما هو في ذلك على الكمال الاعظم فانه سيحتقرون انفسهم وسيعلمون انه ما تم ينجيهم ويشرفهم الا ان يكونوا عبيدا له وحده دون من سواه. فهل المحبوب المخلوقة الواجب ان يعبد المخلوق هذا الذي هو متصف بهذه الصفات العظيمة فهو وبان يذل له وهو الحقيق بان يطاع وهو الحقيق بان يجل وهو الحقيق بان يسأل وهو الحقيق بان يبذل كل ما يملكه العبد في سبيل مرضاته جل وعلا اذ هذا من قدره حق قدره ومن تعظيمه حق تعظيمه. فاذا تأمل العبد صفات الربوبية وصفات الجلال وصفات الجمال لله جل وعلا وان ذات الله جل وعلا عظيمة وانه سبحانه وتعالى على عرشه باء من خلقه على هذا العظم وجد انه ما تم الا انه يتوجه اليه بالعبادة والا يعبد الا هو وان من عبد المخلوق الحقير الوضيع فانه قد نازع الله جل وعلا في ملكه ونازع الله جل وعلا في الهيته ولهذا يحق ان يكون من اهل النار المخلدين فيها عذابا دائم لانه توجه الى هذا المخلوق الضعيف وترك الرب العليم القادر على كل شيء سبحانه وتعالى. ثم اذا تأملت ذلك تأملت ربك العليم الحكيم ان متفق بصفات الجلال وهو جل وعلا فوق عرشه يأمر وينهى في ملكوته الواسع الذي الارض كشبه لا شيء في داخل ذلك الملكوت يفيض يفيض رحمته ويفيض نعيمه على من شاء يرسل عذابه على من شاء اكل نعلي من شاء ويصرف البلاء عن من شاء وهو سبحانه ولي النعمة والفضل فترى افعال الله جل وعلا في السماوات وترى عبودية الملائكة في السماوات تراها متجهة الى هذا الرب العظيم المستوي على عرشه كما قال عليه الصلاة والسلام فما هو حق لها من فعل؟ ما فيها موضع اربعة اصابع الا وملك قائم وملك راكع او ملك ساجد لاجل تعظيمهم لامر الله فتنظر الى نفور امر الله في ملكوته الواسع الذي لا نعلم منه الا ما حولنا من هذه الارض وما هو قريب منها بل نعلم بعض ذلك والله جل وعلا هو المتفرد. ثم تنظر الى ان الله جل وعلا هذا الجليل العظيم لهذا الملك العظيم انه يتوجه اليك ايها العبد الحقير الوضيع فيأمرك بعبادته وهي شرف لك لو شعرت ويأمرك بتقواه وهو شرف لك لو شعرت ويأمرك بطاعته وذاك شرف لك لو شعرت فانه اذا علمت حق الله وعلمت صفات وما هو عليه من العلو المطلق في ذاته وفي وفي صفاته جل وعلا وفي نفوذ امره في هذه السماوات السبع التي هي في الكرسي دراهم اوجية في ترك ثم ما فوق ذلك والجنة والنار وما في ذلك وجدت انك لا تتمالك الا ان تخضع له جل وعلا خضوعا اختيارية وان تذل له وان تتوجه الى طاعته وان تتقرب اليه بما يحب وانك اذا تلوت كلامه فلو بكلام من يخاطبك به ويأمر وينهى به ويكون عندك حينئذ التوقير غير التوقيع ويكون التعظيم غير ولهذا كان من اسباب وسوخ الايمان في القلب وتعظيم الرب جل وعلا ان يتأمل العبد ويتفكر في ملكوت السماوات والارض كما امر الله جل وعلا بذلك في حين قال قل انظروا ماذا في السماوات والارض وقال جل اولم يتفكروا في ملكوت السماوات والارض؟ وما خلق الله من شيء. وقال ايضا جل وعلا في وصف الخلق من عباده ان في خلقه ان في اختلاف الليل ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض. ربنا ما خلق فهذا باطلا سبحانه فقنا عذاب النار. ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته. وما للظالمين من انصار الى اخر دعواتهم وهم يذكرون الله قياما وقعودا وعلى بيوتهم ويتفخرون ومع ذلك يسألون النجاة من النار وهم في وخضوع لما عرفوا من اثار توحيد الربوبية ومن