بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا هو اليوم الثاني من ايام هذه الدورة المباركة وهذا هو المجلس السادس من سلسلة مجالس آآ شرح كتاب التوحيد لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب وتبين لنا معشر طلبة العلم ان الشيخ رحمه الله اه عقد نحو ستة ابواب في مستهل كتابه بمثابة الابواب التأسيسية لهذا الموضوع المهم الخطير فعقد ما يناسب عنوان الكتاب كتاب التوحيد ثم ذكر بابا في فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب باب من حقق التوحيد. دخل الجنة بغير حساب. باب الخوف من الشرك. باب الدعاء الى شهادة ان لا اله الا الله باب تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله هذه ابواب ستة ختمها بان تفسير التوحيد وشهادة ان لا اله الا الله هو ما يأتي من الابواب فذكر اثرها نحو ثمانية ابواب امور واقعة من الشرك الاكبر او الاصغر فذكر مما ذكر باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما ما جاءت الرقى والتمائم باب من تبرك بشجرة او حجر ونحوهما باب ما جاء في الذبح لغير الله اه وما يتلوه ثم سيعقبه بابواب تتضمن براهين التوحيد وادلته وكشف شبهات المسوغين للشرك في باب الغلو وباب الشفاعة ونحو ذلك الشيخ رحمه الله له نسق في ترتيب ابواب الكتاب يتفطن له عند الانتقال من باب الى باب وقد انتهى بنا المطاف في تعليقنا يوم امس الى باب باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله. اليس كذلك قال رحمه الله قال رحمه الله تعالى باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله. قد تقدم معنا ان الذبح عبادة وانه لا يجوز صرفها لغير الله تعالى وان من صرفها لغير الله تعالى فقد اشرك. الشرك الاكبر المخرج من الملة وفي هذا الباب اه يذكر الشيخ ما يمكن ان يفضي الى الشرك الاكبر بان يذبح الانسان لله لكن في موضع يذبح فيه لغير الله ان يذبح لله في موضع يذبح فيه لغير الله تعالى فكان هذا الباب مناسبا للذي قبله فرعا عليه ذكر فيه قول الله تعالى لا تقم فيه ابدا لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المتطهرين لا ناهية والنهي موجه للنبي صلى الله عليه وسلم وقوله لا تقم فيه مرجع الضمير الى مسجد الضرار وهو مسجد ابتناه بعض المنافقين ارصاد لمن حارب الله ورسوله تفريقا بين المؤمنين وارسادا لمن حارب الله ورسوله. ارادوا به المضارة فكانوا ابتنوا مسجدا سوى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة فصاروا يجتمعون فيه ويحكون المؤامرات ويخططون لمضارة المؤمنين وتفريق صفهم ودعوا النبي صلى الله عليه وسلم الى ان يصلي لهم فيه واجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بادئ الامر حتى اوحى الله تعالى اليه ونهاه عن ذلك فقال لا تقم فيه ابدا فهذا هو مسجد الضرار. ثم بين فضل مسجده فقال لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه وقد اختلف في هذا هل المراد به مسجد قباء حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم آآ اول ما نزل المدينة اه بنى مسجد قباء يصدق انه اسس على التقوى من اول يوم ام المراد به مسجده صلى الله عليه وسلم؟ قولان شهيران للمفسرين والراجح ان المراد مسجده صلى الله عليه وسلم فان احق واولى بهذا الوصف فانه اسس على التقوى وله من الفضائل ما لا يخفى. كقول النبي صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا تعدل الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام فهذا هو الذي ينبغي ان تفسر به الاية لمسجد اسس على التقوى من اول يوم يعني من اول يوم نزل المدينة احق ان تقوم فيه فيه رجال يحبون ان يتطهروا. وهذه تزكية للصحابة الكرام وللانصار فهم يحبون ان يتطهروا من النجاسات الحسية والمعنوية الحسية المراد بالنجاسة عين آآ خبيثة يجب رفعها قبل آآ الصلاة اما في الثوب او البدن او البقعة واما النجاسة المعنوية فالمراد بها الشرك والبدعة والمعصية. فهم يحبون ان يتطهروا من هذه النجاسات باكملها حسية او معنوية والله يحب المتطهرين المتطهرين يعني المتطهرين والله تعالى يعلق محبته باوساط المحسنين المتقين الصابرين الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص ما المناسبة بين هذه الاية وباب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله القياس يعني كما انه نهي صلى الله عليه وسلم ان يصلي في مسجد اسس لغرض آآ لغرض ممنوع وهو وهو مضارة المؤمنين. كذلك ايضا ينهى عن الذبح لغير الله في موضع كان يذبح فيه لغير الله فهذا هو وجه المناسبة. وهو قياس قياس الامكنة المعدة للذبح لغير الله على المسجد الذي اعد للمظاهرة ومعصية الله وتفريق المؤمنين فنستفيد من هذه الاية منع الذبح المواضع المعدة للذبح لغير الله تعالى. قياسا على مسألة مسجد الضرار ونستفيد ايضا استحباب اداء الصلاة مع جماعة المؤمنين الصالحين لقوله فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المتطهرين. فينبغي للانسان ان يبحث عن المساجد التي يوجد فيها الصالحون الموحدون وفي الاية ما يدل على اثبات صفة المحبة لله عز وجل. وهذا مذهب اهل السنة والجماعة وهو اثبات صفة المحبة لله اثباتا حقيقيا ويثبتون لله محبة حقيقية لائقة بجلاله وعظمته لا تشبه محبة المخلوقين اما اهل البدع فقد اولوا المحبة الى ارادة الانعام وما اشبه ذلك فهم يأولون الصفة الى صفة الارادة ولا ريب ان هذا تجنن على على النصوص والله تعالى اعلم قال والله تعالى اصدق قيل واحسن حديثا واعلم بنفسه وبغيره فليس لاحد ان يستدرك على الله كلامه وان يقول ليس مراده بكذا كذا مراده كذا وكذا. هذا عدوان على النصوص. وكلام الله لا يلزم عليه معنى باطل. ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وفيه الحث على التطهر الحسي والمعنوي ومن ذلك اسباغ الوضوء والتنزه من النجاسات قليلها وكثيرها ومن الناس من لا يبالي بالنجاسات كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بقبرين فقال انهما ليعذبان وذكر عن احدهما انه لا نستبرأ من البول اه وفيه ان النية تؤثر في العمل فاذا كان ذلك الموضع وان كان اقيم للصلاة لكنه قصد به معنى اه او قصد به قصدا قصد اه فاسد فانه يبطل وصفة تحل الصلاة في مسجد الضراء وكذلك ايضا البقعة التي كان يذبح فيها لغير الله فلا يذبح فيها لله وفي الحديث ما يدل على قاعدة سد الذرائع اي ذريعة تفضي الى الشرك فانه يجب سدها واغلاقها ثم قال عن ثابت ابن الضحاك قال نذر رجل ان ينحر ابلا فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل كان فيها وثن من اوثان الجاهلية؟ يعبد قالوا الصحابة لا قال فهل كان فيها عيد من اعيادهم؟ قالوا لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اوف بنذرك. يعني قال للرجل الذي استفتاه ثم اتبع ذلك قائلا فانه لا وفاء في لنذر في معصية الله ولا فيما يملك ولا فيما لا يملك ابن ادم رواه ابو داوود واسناده على شرطهما يعني على شرط الشيخين اما ثابت ابن الضحاك فهو صحابي معروف آآ كانت وفاة سنة اربع وستين فاخبر اننا رجلا نذر والنذر اللغة هو الايجاب والمقصود به شرعا اه الزام الانسان نفسه طاعة غير واجبة ان يلزم الانسان نفسه بشيء لم يكن واجبا عليه. واعلموا يرعاكم الله ان النذر اقل احواله انه مكروه بل قد قال بعض العلماء انه محرم وذلك ان الانسان يستجلب على نفسه حرجا ويسبب لنفسه ضيقا حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم النذر لا يأتي بخير انما يستخرج به من البخيل ولهذا تجد كثيرا من الناس الذين ينذرون اذا حقق الله مطلوبهم صاروا يسألون المشايخ والعلما وطلاب العلم عما يخرجهم من ذلك النذر ويحاولون التخلص منه او يحاولون ان يعود آآ نفعه عليهم وعلى ذويهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما يستخرج به من البخيل فلا ينبغي للانسان ان ينذر. فاقل احوال النذر الكراهة وذهب شيخ الاسلام ابن تيمية الى التحريم على طلبة العلم ان ينبهوا الناس على هذا وان يحذروهم من النذر لكن اذا نذر الانسان لزمه الوفاء به الا ان يكون نذر معصية اذا نذر ووقع المحظور فعليه الوفاء به الا ان يكون نذر معصية وسيفرد له المؤلف آآ بابا مستقلا نتكلم عن بعض احكامه قال ان ينحر ابلا بوانه والنحر يكون للابل والذبح يكون للشياة وبوانة هي محل من وراء ينبع كان معروفا في الجاهلية فلما القى هذا السؤال اه استفصل النبي صلى الله عليه وسلم واستفهم ممن حوله. فقال هل كان فيها وثن من اوثان الجاهلية والوطن اعم من الصنم. فالصنم ما كان على صورة واما الوتن فهو اعم من ذلك فيشمل ما لو كان بيتا او كان قبرا او كان صخرة ولو لم يكن على صورة فقيل له لا فقال هل كان فيه عيد من اعيادهم؟ يعني في الجاهلية فقال فقالوا لا. فلما تبين له ذلك قال للسائل او في بنذرك ثم اتبع ذلك ببيان فائدتين فقال فانه لا وفاء لنذر في معصية الله يعني من نذر ان يعصي الله فانه لا يفي بنذره ايضا ولا فيما لا يملك ابن ادم كأن ينذر مثلا اه اه مثلا مثلا عتق عبدي اه جاره وجاره لا يريد عتق عبده مثلا فان هذا لا يملكه فهذان هاتان مسألتان فيهما زيادة علم على سؤال السائل ومناسبة هذا الحديث للباب ظاهرة لما فيه من المنع من الذبح لله في مكان كان فيه وثن من اوثان الجاهلية وما كان فيه وثن من اوثان الجاهلية فقد كان يذبح فيه لغير الله بل او كان فيه عيد من اعيادهم وهذا يشمل ما لو كان الوثن موجودا او قد زال ما كان العيد مقاما او قد زال لان في فعل ذلك احياء له يشمل الحالين فدل هذا الحديث على ما تقدم من المنع من الوفاء بالنذر في مثل هذا المكان الذي كان معهودا وثن من اوثان الجاهلية او عيد من اعيادهم ايضا نستفيد فائدة مهمة معشر طلبة العلم وهو ان على المفتي ان يستفصل فيما كان حمالا لا وجه فاذا جاءك سائل يسأل عن مسألة والمقام يقتضي الاحتمال فاستفسر قبل ان تبادر بالجواب فلعله ان يكون آآ ترك شيئا لم يبينه اما عمدا كما يقع نسأل الله العافية من بعض المستفتين واما سهوا منه ودل ذلك ايضا على ان من مقاصد الشريعة ترك التشبه اهل الجاهلية والكفار وهذا وللاسف خلاف ما وقع فيه المسلمون في الازمنة الاخيرة من مشابهة الكفار في كثير من احوالهم ومن اجل هذه الصور مشاركتهم اياهم في اعيادهم الخاصة بهم عيد الميلاد وما اشبه من الاعياد المحدثة التي هي من اه مما يختص به اليهود والنصارى او غيرهم فلا تجوز مشاركتهم في ذلك ولا الاحتفال باعيادهم كعيد الميلاد وعيد النيروز وغير ذلك من الاعياد المحدثة اه ايضا دل الحديث على اننا نذر المعصية لا يجوز الوفاء به فلو نذر ان يشرب خمرا او نذر ان يقتل شخصا فان هذا لا يجوز الوفاء به وكذلك ايضا آآ لا لا يجوز الوفاء بندر لا يملكه لانه اذا كان لا يملكه لم يجوز التصرف فيه. لان التصرف فرع عن التملك اه فهذه وخلاف ذلك فان الوفاء بالنذر واجب. لقول الله تعالى كما سيأتي يوفون بالنذر ثم انتقل الى الباب الذي يليه فقال باب من الشرك النذر لغير الله باب من الشرك اراد به الشرك الاكبر النذر لغير الله. لان النذر عبادة فلما كان عبادة كان صرفه لغير الله تعالى من الشرك الاكبر قال وقول الله تعالى يوفون بالنذر وقوله تعالى وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه اه قد تقدم معنا تعريف النذر وانه في اصل اللغة معناه الايجاب او الالزام. وان معناه اصطلاحا الزام المكلف بنفسه عبادة غير واجبة. وتبين لنا حكمه. وان اقل احواله الكراهة وان من العلماء من قال بتحريمه على ان النذر في هذه الاية يوفون بالنذر وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر في هاتين الايتين يحتمل ان يكون النذر بالمعنى الذي بيناه انفا ويحتمل ان نراد به مطلق الطاقة مطلق الطاعة كقول الله تعالى في سياق ايات الحج ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم. يعني يوفوا نذورهم. يعني انساكهم التي اوجبها الله تعالى عليهم يحتمل ان يراد به مطلق الطاعة ويحتمل ان يراد به النذر الخاص الذي هو الزام المكلف نفسه عبادة غير واجبة عليه ظهر صنيع المصنف. المعنى الثاني الذي هو المعنى الاصطلاحي اه الا ان الله تعالى اثنى على الموفين بالنذر حتى وان كان في اصله مكروها لكن الوفاء به دليل على تقوى الله عز وجل اثنى الله تعالى عليهم بقولهم يوفون بالنذر يعني انهم يتممون ما اوجبوا على انفسهم والزموا بهم به انفسهم فلم ينقص عن ذلك وكذلك ايضا وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر. وقعت نفقة ونذر نكرتان في سياق الشرط دلتا على العموم وهذه من القواعد التفسير ان النكرة اذا وقعت اه في سياق الشرط فانها تدل على العموم. قال فان الله يعلمه لازم ذلك انه يثيبكم عليه فان علم الله تعالى بالعاب آآ عمل العبد الصالح يترتب عليه اثابته عليه. كما انه ايضا لو اخل به ولم يوفه فانه يعاقبهم عليه هاتان الايتان مناسبتان للترجمة ترجمة الباب باب من الشرك النذر لغير الله. وذلك ان الايتين تدلان على لان النذر عبادة فلما كان عبادة مدح الله تعالى الموفين بها كان صرفها لغير الله تعالى من الشرك الاكبر كما ان الاية تضمنت اه اثبات علم الله تعالى. فان الله يعلمه. فربما نذر الانسان نذرا او انفق نفقة في السر. لا يعلم به احد لكن الله تعالى يعلمه وفيه ايضا اثبات الجزاء على الاعمال. لان معنى قوله فان الله يعلمه اي فيثيبكم عليه وفيه اه التحفيظ على الوفاء بالنذر لان الله امتدح المكينة به قال وفي الصحيح اراد صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نذر ان يطيع الله فليطعه ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه جملتان تامتان محكمتان ذكر فيهما النبي صلى الله عليه وسلم نوعين من انواع النذر وهما نذر الطاعة ونذر المعصية فبين ان الواجب في نذر الطاعة الوفاء به فلا يجوز لمن نذر نذر طاعة ان يخل به بل يجب عليه ان يتممه مثل ماذا؟ كائن يقول لله علي نذر ان احج بيت الله الحرام. لله علي نذر ان اعتمر. لله علي نذر ان ادبح قبيحة واقسمها بين الفقراء. فانه يجب عليه الوفاء به حرفيا ولا يخرمه بشيء. ولا يحاول التنصل منه. اللهم الا ان ينقله الى ما هو افضل منه كالرجل الذي اه استفتى النبي صلى الله عليه وسلم انه نذر ان يصلي في بيت المقدس فقال صلي ها هنا فنقله من مقتول الى فاضل يحقق المراد وزيادة اه اذا نظرة الطاعة الواجب الوفاء به. ولا ولا يمكن ان يخرج منه بكفارة يمين اما ندر المعصية فانه يحرم الوفاء به لكن هل ينعقد ام لا ينعقد نعم ينعقد لانه قال ومن نذر ان يعصي الله فلا يعصه من نذر ان يعصي الله فلا يعصه. اذا سماه نذرا فهو منعقد ثم ان العلماء الفقهاء اختلفوا هل يجب الوفاء به؟ هل يجب فيه كفارة ام لا لا شك انه لا يجوز الوفاء بنذر المعصية اه لهذا الحديث ولما مر بنا اه في اه حديث اه لا يجوز الوفاء في نذر المعصية لكن هل تلزمه ام لا؟ قولان للعلماء والراجح منهما انه يكفر انه يكفر عن ذلك لانه قد وقع منه هذا الالزام فيخرج منه بكفارة يمين هذا هو القول الراجح في ذلك واعلموا ان هناك انواع اخر من النذر منها النذر المباح كان يندر مثلا ان يمشي من مكان الى مكان النذر المباح اه اما ان يفي بندره او يكفر عنه كفارة يمين ايضا ما يسمى بنذر اللجاج والغضب وهذا كثير بان لا يكون مقصوده هذا الذي نذر عليه. بل اراد التأكيد او التهديد او الوعيد او التصديق او التكذيب او غير ذلك من الاغراض كأن يقول نذر علي كذا وكذا يريد ان يؤكد امرا خبرا او فعلا او نحو ذلك فهذا مخير بين ان يفي بنذره او ان يخرج منه بكفارة يمين ويسمى نذر اللجاج والغضب وهناك النذر المكروه كان ينظر فعل شيء مكروه فان اه فانه يخرج منه ايضا بكفارة يمين ولو فعله يكون قد فعل مكروها ولا يلزمه حينئذ لكن لا ينبغي له ان يفعل مكروها فهذه اه انواع متعددة للنذر اه ومنهما ما سمعتم نذر الطاعة ونذر المعصية اه يقول نعم فليطعه فليفعل ما ندر او ما ندر فعله من طاعة اه كالصوم والحج والعمرة والصدقة وقوله فلا يعصه اي فلا يفعل ما نذر من معصية والحديث مناسب لترجمة الباب مناسبة ظاهرة لانه دل على ان النذر يكون طاعة. والطاعة قربة والكربات لا تصرف الا لله عز وجل. فمن صرفه لغير الله فمن صرفها لغير الله فقد اشرك واعلموا ان كثيرا من مشركي الزمان وما قبل هذا الزمان ينذرون بغير الله تعالى ينظر لمقام الولي فلان ولقبر فلان. ولمشهد فلان فيسوق اه مثلا اه الشياه او الابل او غير ذلك ويذبحها في ساحة ذلك القبر او في ناء ذلك المشهد. هذا كله ذبح لغير الله وشرك مخرج عن الملة ويظن انه يحسن عملا وهو في الحقيقة يقع في الشرك الاكبر الذي لا يغفره الله تعالى اه ثم انتقل المؤلف بعد ذلك الى باب من الشرك الاستعاذة بغير الله باب من الشرك. اذا من ها هنا تبعيضية يعني من انواع الشرك الاستعاذة بغير الله ولكن هذا العنوان في الواقع ليس على اطلاقه لانه ينبغي ان يقيد باب من الشرك الاستعاذة بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله فيما لا يقدر عليه الا الله لانه قد ثبت انه يجوز الاستعاذة بغير الله فيما يقدر عليه ذلك المستعاذ به الذين اه قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم يعود عائد بهذا البيت وعدلا في احكامها وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. اي صدقا في اخبارها وعدلا في احكامها التامات المراد بها الكاملات التي لا يلحقها النقص ولا العيب من شر ما خلق نعم وذلك ان الله تعالى هذا من العياد الجائز الذي عاد بالنبي صلى الله عليه وسلم. والذي عاد باحدى والتي عادت باحدى امهات المؤمنين فهذا اللون من العياد يعني نوع من الاستجارة بان يدخل في جواره ونحو ذلك. وانما اراد المؤلف الاستعاذة بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله. فهذا شرك اكبر ومعنى الاستعاذة اللجوء والاعتصام وحين الفرار من شيء مخوف هذا هو معنى الاستعاذة فمن عاد بشيء معناه لجأ اليه واعتصم به واستدفع به ويكون عند وقوع الامور المخوفة او عند توقعها آآ استدل بقول الله تعالى وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا هذه الاية جاءت في سياق كلام مؤمن الجن الذي ذكره الله تعالى في سورة الجن انهم ذكروا ايات من التوحيد عظيمات جدرات بالتأمل. وكان من جملة ما قالوا رحمهم الله وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن فزادوهم رهقا رجال من الانس آآ الذي يظهر والله اعلم انه لم يقصد آآ مجرد الجنس يعني ان هذا ينطبق على الرجال والنساء من الجنسين من الجن ومن الانس. وعبر بالرجال باعتبار الاغلب والاكثر. وذلك انه كان في الجاهلية اذا نزل الرجل في منزل في اثناء سفره وقف على فم الوادي وقال اعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه يريد بسيد هذا الوادي من الجن. من سفهاء قومه يعني ان يصيبوه بسوء فهو يخاطب مجهولا يخاطب غائبا لا يراه يعوذ به. فهذه استعاذة شركية ولهذا اه نبه هؤلاء المؤمنين من الجن على اه هذا الذي وقع من بعض رجال من الانس ونبهوا ايضا على ان نتيجة استعادتهم الشركية هذه جاءت عكسية قال فزادوهم رهقا. يعني زادوهم خوفا وذعرا. بل وفوق ذلك زادوهم وهكذا من استعاذ بغير الله فان نفسه تذهب حسرات فلا يستقوي بذلك المستعاذ به. بل يبقى متوترا مأزوما آآ لا يشعر بالطمأنينة ولا بالسكينة لان هذا الذي استعاذ به لا يملك له ذلك وانما يملكه الله عز وجل. فلهذا قال الله فزادوهم رهقا. اي زاد الجن الانس رهقا هذا هو الاقرب ان فزادوهم اي زاد المستعاذ بهم من الجن المستعذين بهم من الانس زادوهم رهقا اي عنتا وذعرا وخوفا ووهنا اه وايضا نضيف الى ذلك معنا اخر وهو الاثم. زادوهم رهق اي اثما ايضا. فكل هذه المصائب اجتمعت عليهم بسبب استعادتهم الشرعية تركية الايات مناسبة جدا للترجمة اه اذ ان فيها بيان اه حالة من حالات الاستعاذة الشركية وهي الاستعاذة بالجن والواجب على من وقع له شيء من ذلك ان يستعيذ بالله كما سيأتي في الحديث التالي اذا الاستعاذة بغير الله شرك اكبر فيما لا يقدر عليه الا الله شرك اكبر آآ في الاية وما قبلها وما بعدها دليل على عموم رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم للانس والجن فانه بعث الى ثقلين وقد حكى الله عن جماعة الجن او عن فريق منهم انهم قالوا واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين قالوا يا قومنا انا سمعنا كتاب انزل من بعد موسى يهديه الى الحق والى طريق مستقيم. يا قومنا اجيبوا داعي الله وكذا في سورة الجن الجن ما يدل على انهم آآ امنوا بما انزل على محمد وانهم مخاطبون بذلك اه نستفيد ايضا ان الاستعاذة بغير الله لا تورث صاحبها الا رهقا وخوفا وذعرا ووهنا واثما وانها لا تأتي بخير آآ وبمفهوم المخالفة نستفيد ان الاستعاذة بالله تعالى تورث صاحبها امنا وطمأنينة وسكينة وقوة وثباتا وهذا امر دلت عليه النصوص كما انه امر وجدي يجده المؤمن المستعيذ بالله قال وعن خولة بنت حكيم وهي خولة بنت حكيم السلمية اه كانت زوجة لعثمان ابن مظعون اه قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نزل منزلا اذا منزلا نكرة جاءت في سياق الشرط تدلت على العموم فيتناول ذلك المنزل الطارئ والمنزل الثابت بمعنى ان ما سيأتي ذكره ينطبق على ما لو نزل الانسان في اثناء سفره في موضع او استحدث بيتا جديدا فنزل فيه ليمكث فيه على الدوام من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات اعود اي بمعنى التجئ واعتصم بكلمات الله التامات كلمات الله اي كلام الله التامات كيف تكون تامات بين الله ذلك في كتابه وقال تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ووجه كونهن تامات صدقا في اخبارها يجعل بعض مخلوقاته شرا محضا لا خير فيه الشياطين ابليس والشياطين شر محف لا خير فيه ويجعل بعض مخلوقاته خيرا محض لا شر فيه. كالملائكة ويجعل من من مخلوقاتهما فيه خير وشر الانسان والحيوان والجن ففيه خير وشر وينبغي ان نعلم ان الشر لا يضاف الى الله لا يضاف الى الله يعني بمعنى لا يضاف الى الله قصدا وارادة لكن يضاف الى الله تعالى خلقا كيف ذلك الله تعالى منزه عن ارادة الشر وقد قال نبيه صلى الله عليه وسلم في مناجاته لربه لبيك وسعديك والخير بين يديك والشر ليس اليك يعني الشر لا ينسب لك ولا يضاف اليك فالله منزه عن ارادة الشر لكن ينبغي ان نفرق بين القضاء والمقضي وبين القدر والمقدور فمن حيث صدوره فمن حيث صدوره عن الله عز وجل هو خير اما في ذاته واما لمآلاته واما من حيث هو هو في ذاته فينقسم الى خير وشر فمقدورات الله ومقضياته فيها الخير وفيها الشر. الغنى خير والفقر شر العز خير والذل شر. الصحة خير والمرض شر وهكذا هذا امر معلوم لكن من حيث صدورها من الله عز وجل كلها خير. لان الله اذا قدر قدرا فانه يقدره اما لذاته واما لمآلاته فيكون خيرا على كل حال ولنضرب لذلك مثالا. مثلا قدر الله تعالى خلق محمد صلى الله عليه وسلم هو خير لذاته بما يترتب على بعثته من الرحمة والهدى والخير العميم الوفير للناس اجمعين وهذا ظاهر طيب قدر الله تعالى خلق ابليس ها هو خير لذاته ام لمآلاته اما هو في ذاته فشر بل هو اشر الشر كيف يكون خلق ابليس خيرا من حيث صدوره عن الله لولا خلق ابليس ما تميز المؤمنون من الكفار ولا الابرار من الفجار ولا قام سوق الجنة والنار ولا ولا ما وجدت التوبة والاستغفار. ولا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ولا الجهاد في سبيل الله. بل ولا ما ظهرت معاني اسماء الله من اسماء الجمال والكمال واسماء الهيبة والجلال فقد ترتب على خلق ابليس مصالح عظيمة جدا جدا من حيث تقدير الله عز وجل. وان كان ابليس بحد ذاته شر محض ينبغي لطالب العلم ان يتمعن في هذا المعنى حتى ينزه ربه عن الشر ولهذا كان من كلام مؤمن الجن في سورة الجن ما يدل على كمال ادبهم مع الله. فقال قائلهم وان لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا فلما كان الكلام عن ارادة الشر عبروا بالفعل الذي لم يسمى فاعله. فقالوا اشر اريده ما قالوا اراد الله ولما كان الامر في سياق الخير صرحوا بالاسم فقالوا ام اراد بهم ربهم رشدا اضافوا الرشد الى ارادة الله صريحا وهكذا فان الامور المستكرة اه لا تظاف الى الله تعالى وان كان الله هو مقدر المقادير وخالق كل شيء. تأملوا اه في قول فتى موسى وما انسانيه الا الشيطان ما قال الا الله قال وما انسانيه الا الشيطان وان اذكره. لان هذا النسيان آآ نتج عنه عنت ورهق على موسى وعلى اه غلامة لا ينتبه لهذا اذا من نزل منزلا فقال اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك. هذا وعد نبوي لا يتخلف ذلك بصدق فليبشر ان الله تعالى سيعصمه من كل سوء ويذكر عن اه بعض العلماء اظنه القرطبي انه كان محافظا على هذا اه الحرز الايماني قال فنزلت منزلا فنسيت ان اقوله فلدغت فينبغي لنا ان نحافظ على هذا الدعاء لان فيه منفعة عظيمة. وان نربي عليه اه ابناءنا وبناتنا بحيث يكون هذا عادة لهم. كثيرا ما يخرج الناس مثلا الى البرية هو بمجرد ان ان يقف آآ رب الاسرة بسيارته ينزل الاطفال وينتشرون في كل مكان ينبغي لك ان تلقن من معك قبل النزول ان يقولوا اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ان هذا حرز عظيم يحفظهم. ففي الارض جواب وهواب وجن اه يعني امور كثيرة من العوارظ التي تحصل لابن ادم فاذا قال هذا القول لم يضره شيء حتى يرحل من منزله فالحديث مناسب للباب لما فيه من بيان الاستعاذة الشرعية التي هي عوض عن الاستعاذة الشركية بدلا من قول اهل الجاهلية اعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه نقول اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق في هذا الحديث بيان الاستعاذة المشروعة وانها ما كانت بالله او باسم من اسمائه او صفة من صفاته وفي الحديث دلالة بينة ظاهرة بمذهب اهل السنة والجماعة من ان كلام الله غير مخلوق وان القرآن غير مخلوق. لماذا؟ لان الاستعاذة لا تجوز بالمخلوق وكلمات الله التي منها القرآن صفته فكيف يكون كلام الله مخلوقا وقد امر بالاستعاذة به انما يستعاذ بالله او باسم من اسمائه او صفة من صفاته المعتزلة تقول القرآن مخلوق والقرآن كلام الله كيف اذا يستعاد بمخلوق؟ هذا لا يقول به مؤمن الاستعاذة انما تكون بالله او باسم من اسمائه او صفة من صفاته وفيه فضيلة هذا الدعاء على اختصاره دوما تجد ان الادعية النبوية المأثورة الثابتة سهلة ميسرة تغنيك عن كثير من هذه الادعية التي اه يخترعها الناس ويتداولونها في الوسائط وتكون فيها من التكلف والسجع المبالغ فيه ما يثقلها واعلموا يرعاكم الله انه ليس لاحد ان يصطنع دعاء ويرتب عليه ثوابا. نعم لك ان تدعو باي دعاء صالح ولو لم يكن مأثورا. ولو لم يكن مأثورا. يدعو الانسان بما احب حتى جاء في حديث الصلاة ثم ليتخير من الدعاء اعجبه اليه او قال احبه اليه فيدعو الانسان ان يدعو بما احب حتى ولو لم يكن ذلك الدعاء مأثور. لكن ليس لاحد ان ينضم ويسبك ادعية ويعانون لها يقول دعاء صلاح الابناء دعاء اه صلاح الزوج ويضع دعاء من تلقاء نفسه او من منقوله ويبثه بين الناس. هذه امور توقيفية مسألة ترتيب الثواب على دعاء معين هذا لا لا يجوز لاحد ان ان يدعو الناس اليه ويحملهم عليه بلا اثارة من علم. له ان في خاصة نفسه بما احب ولكن ليس له ان يرتب اه عنوان او ثوابا على دعاء يدعو الناس اليه الا بما جاء به الدليل. ثم قال المؤلف باب من ان يستغيث بغير الله او يدعو غيره مرة اخرى نقول ان مراد المصنف بقوله آآ من الشرك ان يستغيث بغير الله اي فيما لا يقدر عليه الا الله لانه قد ثبت انه يجوز الاستغاثة بغير الله فيما يقدر عليه ذلك المستغاث به فقد قال الله تعالى في قصة موسى عليه السلام فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فهذه الاستغاثة استغاثة جائزة لان موسى كان قادرا على ان يغيث الاسرائيلي ضد القبطي ومثل ذلك لو اه مثلا وقع انسان اه في في اليم في البحر ثم رأى من يمشي على اه سيف في البحر فقال اغثني اغثني لا بأس لان هذا من مقدوره لكن لو كان انسان في آآ ضنك وفي شدة ثم نادى غائبا او جنيا او وليا او مقبورا فقال مدد يا فلان الغوث يا فلان فهذه استغاثة شركية. وهذا هو ما اراد المؤلف بقوله باب من الشرك ان يستغيث بغير الله اذا الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله هذه استغاثة شركية مخرجة عن الملة لانها شرك اكبر اه ثم اردف وقال او يدعو غيره وبين الاستغاثة والدعاء فرق فان الاستغاثة انما تكون في كرب يعني في طلب ازالة مكروب. اما الدعاء فانه اعم من ذلك. يكون في حال الكرب وفي غير حال الكرب. فالدعاء من الاستغاثة والاستغاثة صورة من صور الدعاء اه ذكر فيه قول الله تعالى ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك الخطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم ولامته من بعده للعالمين. ولا تدعوا من دون الله يعني سوى الله ما لا ينفعك ولا يضرك. هذا ليس قيدا يعني المراد ان من يدعى من دون الله من هذه الاصنام هي في ذاتها لا تنفع ولا تضر فهذا وصف لها هذا وصف لها بانها لا تنفع ولا تضر. يعني لا تنفعك ان دعوتها. ولا تضرك ان تركت دعاءها هذا معنى قوله ما لا ينفعك ولا يضرك. يعني لا ينفعك دعاؤها ولا يضرك عدم دعائها لا ينفعك عبادتها ولا يضرك ترك عبادتها فعلت وحاشاه صلى الله عليه وسلم لكن المقام مقام تعليم فانك اذا من الظالمين. يعني فان فعلت ما نهيت عنه من هذا الدعاء اه فانك اذا من الظالمين. لماذا؟ لان الشرك هو اعظم الظلم كما قال الله تعالى ان الشرك لظلم عظيم فهذه الاية اية صريحة محكمة بالنهي عن دعاء غير الله عز وجل وان غير الله تعالى لا يملك نفعا ولا ظرا فمناسبتها للباب مناسبة ظاهرة آآ جلية وفيها ما يدل على ان دعاء غير الله شرك اكبر لان الدعاء يرعاكم الله هو اجلى مظاهر العبادة الدعاء اجلى مظاهر العبادة قال الله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا لان الدعاء يدل على الافتقار والاضطرار والانكسار شكر اللسان بان يلهج بذلك فيثني على الله بما انعم به عليه. واما بنعمة ربك فحدث وبعض الناس ينعقل لسانه عن شكر المنعم. حتى انه لا يسأل عن حاله يجيب بجواب عام واللجئ الى المدعو وجاء في الحديث الصحيح الدعاء هو العبادة الدعاء هو العبادة وفي لفظ في حديث فيه مقال مخ العبادة. لكن معناه صحيح فان المتأمل يجد ان الدعاء والتوجه الى المدعو هو المنبئ عن اه تألهه وافتقاره واضطراره لمن يدعوه وفي الاية ما يدل على ان دعاء غير الله لو وقع من اصلح الناس لالحقه بالشرك والمشركين فان هذا الخطاب وجه لمن لنبينا صلى الله عليه وسلم ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. فان فعلت فانك اذا من الظالمين فاذا كان هذا يقال لاصلح الصالحين وخير البرية فكيف بمن دونه وفيه آآ بيان الهة المشركين وعدم استحقاقها للعبادة. لم؟ لانها لا تنفع ولا تضر لا تنفعه ولا تضر فكيف اه تدعى من دون الله؟ وسيأتي لهذا مزيد بيان في ابواب لاحقة ثم ذكر قول الله تعالى وان يمسسك الله بضر كاشف له الا هو ومرة اخرى وقعت ضر نكرت في سياق ماذا الشرط في سياق الشرط النكرة في سياق الشرط والنهي والنفي كلها تدل على العموم اي طرق وان يمسسك الله بضر مهما كان الضر كبيرا او صغيرا ظاهرا او خفيا خاصا او عاما كاشف له الا هو. الله اكبر لا اكشف الضر الا هو سبحانه وان يردك بخير وخير ايضا نكرة وقعت في سياق الشرط. فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم اذا قوله فلا كاشف له اي لا رافع له وقوله فلا راد اي فلا دافع له اه فهذه الاية المحكمة فيها مخزون ايماني هائل للمؤمن اذا ابتلي بضر او آآ وقع له خير يعلم من سويداء قلبه ان ذلك من الله ويكون بالله فلا يلتفتوا الى مخلوق فاذا وقع على الانسان ضائقة سدت في وجهه الابواب ووقع في المآزق وغير ذلك فليعلم انه لا يكشفه الا الله سبحانه لا تقل فلان وابو فلان وواسطة وكذا ستجد ان جميع البشر كلهم يتهاوون ويتساقطون وانه لا يستنقذك من هذا ولا يكشف ضرك الا الله وحده وان كان هذا لا يمنعك من التبرع بالاسباب التي نصبها الله اسبابا. فان هذا لا ينافي يقينك وتوكلك عليه لا بأس ان يأتي الانسان ما نصب الله من اسباب كالاستشفاء بالدواء وآآ السعي في مصالح نفسه من برزق او غير ذلك فان هذا لا ينافي لكن عليه ان يستصحب في قلبه انه لا يكشف هذه النازلة الا الله تعالى وكثير من الناس اذا وقع في مأزق او ضاقت به السبل صار يلتفت يمنة ويسرة ويبحث عن المخارج لدى المخلوقين والواجب على المؤمن اذا حل به شيء اول ما يفزع قلبه الى ربه ومولاه لا ان يكون ذلك هو الخيار الاخير كثير من الناس اول ما يقع له الشيء يبدأ يفكر من تعرفون هل تعرفون الى اخره ويسأل في الادميين. حتى اذا يعني سدت في في وجهه السبل والابواب قال يا ربي يا ربي كان ينبغي لك ان تقول يا ربي منذ البداية ثم تبحث عما امكن من وسائل واسباب هذا هو التوحيد كذلك ايضا اذا حصل الفضل والنعمة والوطن والخير والخصم وغير ذلك فاعلم انه من الله. وانه لم يأتي من كد يمينك ولا من عرق جبينك من الله هذه الاحوال ايها الاخوة هي التي تبين الفرق بين المؤمن وغير المؤمن بين هاتين الصورتين قارون اوتي من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة اولي القوة. هذه المفاتح جمع مفتاح يعني مفاتيح لا تحملها الرهط من الرجال. فما بالك بالمفتوح من الكنوز قال له قومه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين قال انما اوتيته على علم عندي انظروا يعني لم يقم في قلبه الثناء بالنعمة على مسديها وهو الله سبحانه وتعالى. كما يقع لكثير من من الناس تجدونه في بعض المقابلات في القنوات الفضائية والمقابلات الصحفية من يسمونهم ناجحين وقد يكونون كذلك فتجد الانسان متكئ على اريكته يذكر امجاده الشخصية ولا يقولها هذا من فضل ربي يقول فعلت وقمت وذهبت ويأخذ يذكر امجاده الشخصية التي انما كانت بتيسير الله وتوفيقه ثم هو لا يثني بالنعمة على مسديها ولا يلهج بذكر ربه الذي انعم به عليها كما كحال قارون ثقافة قارونية انما اوتيته على علم عندي قارن هذا في حال سليمان الذي اوتي اضعاف اضعاف ما اوتي قارون حتى قال داعيا ربه وهب هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي. انك انت الوهاب. فسخرنا له الريح تجري بامره حيث اصاب. والشياطين كل بناء وغواص الى اخر الايات معروف ما اتى الله تعالى سليمان كان في مجلسه يوما فقال يا ايها الملأ ايكم يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين هي في صنعاء اليمن وهو في بيت المقدس كم ثلاثة الاف ميل او كذا. قال عفريت من الجن انا اتيك به قبل ان تقوم من مقامك واني عليه لقوي امين. يعني في ضحوة يصلك يعني اسرع من وكذا بهذه السويعات القليلة سيأتي به قال الذي عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك. يعني في لمح البصر عجبا فلما رآه مستقرا عنده. يعني اغمض عينه واذا بعرش بلقيس مستقرا عنده بها اول ما فاه به وفتق عنه لسانه قال هذا من فضل ربي ليبلوني ااشكر ام اكفر؟ اين هذا من حال كثير من الناس يحصل له مراده وربما يكون قد الح على الله في الدعاء وجار اليه وضرع فيقع مراده يستخفه الاشهر والبطر ولا يقول هذا من فضل ربي. ولا يسجد لله شكرا تنبه ايها المؤمن لهذه المواقف فانها تكون من الله بمكان اه فمناسبة هذه الاية ترجمة واضحة لان فيها ان الله تعالى هو المستحق وحده للعبادة بالدعاء لانه ان كان هو الذي يكشف الضر وهو الذي يجلب الفضل فينبغي ان يدعى دون غيره ولا يدعى غيره. ودعاء غيره آآ شرك يطلب كشف الضر من جن او من كاهن او من بل ولا ولا حتى من طبيب يعلق به قلبك كما يفعل البعض السفهاء تجده يقول للطبيب ارجوك يا دكتور ارجوك ان ان تشفيني ارجوك ان هذا الشفاء والعافية بيد الله. وما الطبيب وما ولا العقاقير الا اسباب حتى لو اتى الإنسان هذه الاسباب فانه يأتيها مع علمه بان الله هو مسبب الاسباب وان هذا الطبيب وهذا الدواء وهذا العقار لا يعدو ان يكون سببا قد يتحقق مقتضاه بامر الله وقد يتخلف الامر لله هذا يجب ان يستصحبه المؤمن حينما يتذرع بالاسباب التي نصبها الله اسبابا اما ما لم ينصبه الله سببا فلا يجوز اتيانه اصلا. كما بينا في آآ دروس الامس فلا يجوز للانسان ان يتدرب بسبب لم ينصبه الله سببا لا شرعا ولا حسا دلت هذه الاية العظيمة على وجود وجوب افراد الله تعالى بالدعاء الذي هو حقيقة توحيد الالوهية هو توحيد العبادة في جلب النفع ودفع الضرب وفيها اه بطلان دعاء غير الله عز وجل وانه لا يجدي عن صاحبه شيئا وفيه اثبات المشيئة لله سبحانه وتعالى لقوله يصيب به من يشاء من عباده والمشيئة احد نوعي الارادة ارادة الله تعالى نوعان مشيئة ومحبة فالارادة الكونية هي المشيئة والارادة الشرعية هي المحبة المشيئة لابد من وقوعها انما امرنا لشيء اذا اردناه. يعني اذا شئنا ان نقول له كن فيكون ودلت الاية ايضا على اثبات اسمين من اسماء الله الحسنى وهما الغفور والرحيم وعلى اثبات ما تضمن تضمناه من صفتي المغفرة والرحمة اه ثم ذكر قول الله تعالى فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه. واشكروا له اليه ترجعون. هذا جاء في سياق آآ ذكر ابراهيم عليه السلام. وانه دعا قومه الى توحيد الله. وآآ افراده بالعبادة ومن جملة ما دعاهم اليها قال فابتغوا يعني اطلبوا فابتغوا عند الله الرزق الرزق انما يكون من الرزاق فلا يطلب الرزق من المخلوق وانما يطلب الرزق من الرزاق. لهذا قال فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه وهذا من باب عطف العام على الخاص معنى واعبدوه يعني اخلصوا له العبادة ابتغاء الرزق نوع من انواع العبادة قال واشكروا له والشكر هو الاعتراف بالنعمة ومانحها وباذلها سبحانه والشكر من اجل العبادات وكثير من الناس يغفل عنه. ولهذا قال ربنا وقليل من عبادي الشكور وقال اعملوا ال داوود شكرا وقليل من عبادي الشكور. وقال عن نوح عليه السلام انه كان عبدا شكورا كثير من الناس يحسن الصبر لكن قليل من الناس من يحسن الشكر فان الشكر يغفل عنه الناس لانه يتحقق مرادهم فيذهلون ولا يذكرون نعمة الله تعالى عليهم والشكر يا كرام ويا ايتها الكريمات ومن بلغ يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح افادتكم النعماء مني ثلاثة. يدي ولساني والضمير المحجبة اول ما يقوم الشكر بالقلب فيغتبط الانسان بنعمة الله عليه. ويعلم ان هذا محض فضل الله عليه فقيام هذا المعنى بالقلب هذا هو شكر القلب وذلك لانه مسكون برهاب الخوف من العين فاذا قيل وكيف حال؟ قال والله ماشية الامور ماشية. كيف الابناء؟ والله يوم ويوم مع ان الله قد انعم عليه وافضل منحه واولاده الصحة والعافية والغنى ومع ذلك يوهم في اجابته ان الامور ليست كما ينبغي هذا من كفران النعم الواجب عليك ان تتحدث بنعمة الله وان تقول نحن في خير من الله ونعمة وفضل وغير ذلك فان الله يحب ان يشكر. الله يحب ان يشكر ولا يجحد سبحانه وبحمده لهذا يكون الشكر باللسان. ايضا يكون الشكر بالجوارح بان يسخر هذه الجوارح في طاعة الله ينقل الخطى الى المساجد ويبذل المال لمستحقيه ويحج بيت الله الحرام. يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة. ويقف بعرفة الى غير ذلك. فللجوارح شكر وهكذا بل قد قال النبي صلى الله عليه وسلم يصبح على يصبح على آآ على كل واحد على نعم يصبح على كل سلامى من احدكم كل يوم طلعت فيه الشمس صدقة السلامة هي المفصل. وقيل ان مجموع مفاصل البدن ثلاث مئة وستين مفصل فكل مفصل من هذه المفاصل التي منحك الله تعالى اه الحركة والمرونة فيها عليه شكر عليه شكر يجب ان تؤديه ففي كل تسبيحة صدقة وفي كل تهليلة صدقة. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم انواعا ثم قال ويجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى فالواجب علينا ان نسخر جوارحنا في شكر المنعم. سبحانه فانه بالشكر تدوم النعم الشكر تدوم النعم ويتأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد اه فهذا الشكر. ثم قال اليه ترجعون. وفي هذا الختام تنبيه وموعظة فاذا كان الى الله المرجع فينبغي ان يستعد له مستعدة له بابتغاء الرزق من عنده ويستعد له بعبادته وبشكره وذكره لكي يكون الانسان اذا رجع الى ربه مهيئا آآ او مستعدا لذلك اليه ترجعون فهذه الاية مناسبة لما فيها من التحظير على افراد الله تعالى بالعبادة والتوجه اليه بالدعاء وحده دون ما سواه ودلت على وجوب دعاء الله وحده في طلب الرزق تسمعون من بعض الناس من يقول فلان قطع رزقي الله اتظن ذلك؟ اتظن ان فلان هو الذي يرزقك او يمنع رزقك هذا نقص في التوحيد الله تعالى هو الرزاق ويجب ان يوحد الله فابتغوا عند الله الرزق ايضا وجوب افراد الله بالعبادة بجميع صورها واعبدوه يعني اعبدوه لا تعبدوا احدا سواه وجوب شكر الله واشكروا له فيشكر الله تعالى على جميع نعمه. واعلموا يا كرام ان ديوان النعم لا حد له ويجب على الموفق وان يجيل فكرة في نعم الله تعالى عليه فانه اذا تفكرت في ذلك لم يستطع لها عدا ولا حصرا قال الله تعالى وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها واذا امر الانسان على نفسه هذه النعم رقص قلبه طربا واحس بالاكتفاء والاستغناء يعني تأمل من نعم الله عليك نعمة الاسلام ومنة الايمان والعلم والقرآن والامن في الاوطان والصحة في الابدان والرزق الطيب الواسع الحلال والسمع والبصر والمطعم والمشرب والمخرج كثير منا ايها الكرام لا يفكر في نعمة المخرج حينما اكرمكم الله هو المكان يقضي الانسان حاجته ويتخلص من هذه الفاضلات وتخرج منه بسلاسة دون عناء هل يفكر في هذه النعمة؟ ماذا لو احتبست سأل نفسك لو احتبست وصار لا يمكن ان ان يستخرج ما في المثانة الا عن طريق السحب للابر او لا يخرج اكرمكم الله والمكان آآ النجو والعذرة الا بمخرج غير طبيعي كما يقع لمن اصيبوا بالاورام تأمل في هذه النعم. تأمل في هذا النفس الذي تستنشقه وانظر في حال من يصابون بضيق التنفس والربو كيف يتنفس احدهم من جب ابرة وانت تملأ رئتيك بالهواء لا تشعر بهذه النعمة وهكذا وهكذا لو استمررت في استعراض هذه النعم لم تتمكن من عدها فحينما املأ قلبك ارتباطا بنعمة الله تبدو لك بعض الامور التي فاتتك لا تساوي شيئا ولا تأبه لها ان فاتك شيء او وقع عليك شيء من من النقص وتحس بمحبة الله تعالى فان من اعظم اسباب تحصيل محبة الله ان يذكر الانسان نعمه عليه احبوا الله من كل قلوبكم هذه المحبة تحصل باستحضار نعم الله تعالى على العبد والحديث في هذا يطول اه ايضا في الاية ما يدل على اثبات المعاد في قوله واليه ترجعون. وفيه ما يدل على اثبات الاسباب وانه لا ينافي التوكل لأنه قال فابتغوا عند الله الرزق ومعنى ابتغاء الرزق من عند الله ان يسعى في ارض الله يطلب رزق الله واخرون يضربون في الارض يبتغون من فظل الله اه قال وقوله ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة. وهم عن دعائهم غافلون. واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. هاتان الايتان تتعلقان بالشق الثاني من الترجمة وهو او يدعو وغيره قال ومن اضل اي لا احد اضل هذا الاستفهام استفهام يراد به النفي والانكار والتعجيب من حالهم ومن اضلوا اي لا احد اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة اي والله. وهم عن دعائهم غافلون. ينصبون انفسهم ويعكفون امام اشجار واحجار واوثان وينادونها ويدعونها هلا والله لا تحقق لهم طلبة الى يوم القيامة ولا والله لا تدري ماذا يقولون وهم عن دعائهم غافلون فعلا ان صنيعهم هذا يدعو للسخرية والاستخفاف والاستهجان. سبحان الله تنصب نفسك امام شجر او حجر او قبر او وثن او غير ذلك ثم تمنحه خبيئة قلبك وتضرعك وهو لا يسمع دعاءك ولا يجيب ولا يصنع لك شيئا بل هو اصم وابكم لا يغني عنك شيئا. اي ضلال هذا لهذا قال الله ومن اضل اي لا احد اشد ضلالا ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له لو كان يستجيب له لكان له وجه لكنه لا يستجيب له وعدم الاستجابة هذه ممتدة الى يوم القيامة وفوق ذلك هم عن دعائهم يعني دعاء من دعاهم من المشركين غافلون لا يشعرون بدعاء من دعاهم لكن الشيطان يجر بني ادم الى هذه المهاوي والدركات ويستخف بهم ويلغي عقولهم عافانا الله واياكم ثم فوق ذلك ماذا في الدار الاخرة واذا حشر الناس الحشر بمعنى الجمع يوم القيامة كانوا لهم اعداء. يعني كان اولئك المدعوين اعداء لمن دعوهم. يتبرأون منهم ويوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا كل يتبرأ ممن دعا، كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين. يعني يجحدون عبادتهم قل لا شأن لنا بهم. ما طلبنا منهم ذلك فهذه الاية مناسبة جدا لجزء الترجمة لان فيها اه تضليل من دعا غير الله عز وجل وان صنيعه هذا من الشرك الاكبر اه ونستفيد من هذه الاية بل من هاتين الايتين ان الدعاء عبادة. لا بل هو اجل العبادات كما تقدم فمن صرفه لغير الله فقد وقع في الشرك الاكبر هذا الذي ينادي ويصيح. يا سيد يا حسين يا علي يا بدوي يا كذا. يدعو غير الله. هذا هو الشرك الاكبر الذي بعث النبي صلى الله عليه وسلم بابطاله وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا وفيه شقاء من يدعو غير الله فان نفوسهم تذهب حسرات واعمالهم تضيع سدى لانهم لا يحصلون شيئا بل لا يجنون من ذلك الا الثمار المرة في الدنيا والاخرة وفيه اثبات البعث لقوله واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وفيه ان الاوثان لا تستحق العبادة. لانها خلية من من دواعي العبادة الله تعالى لما ابطل عبادة المشركين ابطلها بان نزع منها جميع خصائص الالوهية واتخذوا من دونه الهة اه لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لانفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا. اذا كان هذا حاله فكيف يتوجه لهم بالعبادة ثم ذكر قول الله تعالى امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض. االه مع الله؟ قليلا ما جاءت هذه الاية ضمن سياق ايات آآ في سورة النمل من اعظم ايات العقيدة ومواطن الاستدلال على الوهية الله آآ سبحانه وتعالى آآ فقال امن يجيب امن يعني امن هو معنى امن مكونة من امن هو امن يجيب المضطر المقصود بالمضطر اي المكروب الذي اصابه الضر امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء. وفي قوله اذا دعاه ما يدل على الفورية وهذا يقع كثيرا ان يأتي تأتي الاجابة اثر الدعاء. لما قال النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا قال انس فخرجت سحابة كمثل الترس من وراء السلام حتى توسطت في السماء فانتشرت وارعدت وابرقت فما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر الا والمطر يتحاذر من لحيته ولما كان في الجمعة التالية وقال اللهم حوالينا ولا علينا. اللهم حوالينا ولا علينا. لا يشير الى ناحية من السماء الا انفرجت نوح عليه السلام حينما قال ربي اني مغلوب فانتصر. اربع كلمات ما الذي جرى؟ ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر وفجرنا الارض عيونا فالتقى الماء على امر قد قدر وحملناه على ذات الواح ودسر الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة كل واحد يتوسل الى الله بعمل صالح. فيقول اللهم ان كنت انما فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه تنفلج الصخرة حتى انفرجت تماما وخرجوا يمشون ولكل مؤمن تجربة في هذا يدعو ربه فتأتيه الاجابة كفلق الصبح اذا الله الذي يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض. معنى يجعلكم خلفاء الارض يعني خلفاء في الارض كما قال في الاية الاخرى خلائف. يعني يخلف بعضكم بعضا. هذا هو المعنى الراجح لمعنى اه الاستخلاف في الارض اي خلائف يخلف بعضكم بعضا جيلا بعد جيل وقرنا بعد قرن اه االه مع الله؟ هذا السؤال سؤال للانكار على المشركين. االه مع الله يفعل هذه الاشياء؟ والجواب كلا لا اله مع الله يفعل هذه الاشياء. اذا هو المستحق للعبادة. فكيف تصرفون الدعاء لغيره؟ لهذا قال قليلا ما تذكروا يعني ما اقل تذكركم وتبصركم بنعم الله تعالى عليكم وافضاله الاية مناسبة الباب او لجزء الترجمة لان فيها آآ بطلان الاستغاثة بغير الله لانه قال يجيب المضطر والمضطر يستغيث وكذلك للشق الثاني منه وهو الدعاء لانه سبحانه هو الذي يجيب المضطر ويجيب اه الداعي دلت هذه الاية على ان الاستغاثة بغير الله تعالى شرك اكبر فيما لا يقدر عليه الا الله ودلت على ان المشركين كانوا مقرين بالربوبية. ولهذا اقام الله عليهم الدليل في جميع هذه الايات المذكورة في سورة النمل قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. االله خير ام ما يشركون ثم امن خلق السماوات وانزل من السماء وذكر هذه الايات العظيمة والدلائل دلائل الربوبية التي هم مقرون بها ويختم كل آآ اية بقوله االه مع الله هذا من باب الزامهم آآ بما اقروا به اه وهذا منهج قرآني وهو الاستدلال بتوحيد الربوبية على اثبات توحيد العبادة والالوهية قال وروى الطبراني باسناده آآ ان انه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين. فقال بعضهم اه قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم انه لا يستغاث بي وانما بالله هذا الحديث الذي رواه الطبراني باسناده اه رجاله رجال الصحيح غير ابن لهيئة ولعلكم تسمعون كثيرا بذكر ابن لهيعة ومن العلماء من يضعف حديثه لانه آآ احترقت كتبه فصار يحدث من حفظه فاختلط وبعض العلماء يحسن حديثه. وممن يحسن حديثه الهيثمي وشيخ الاسلام ابن تيمية كثيرا ما يحتج بحديث ابن لهيعة اما الجمهور فعلى تضعيفه اه وبعض العلماء يفصل فيقول ما رواه عنه العبادلة فهو صحيح لانه كان قبل اختلاطه بعض الرواة الذين كانوا اخذوه عنه. المهم ان هذا الحديث فيه انه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين والمنافق هو من يظهر الاسلام ويبطن الكفر. فقال بعضهم لبعض قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق فلما قالوا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم اجابهم انه لا يستغاث بي وانما يستغاث بالله اه لعل النبي صلى الله عليه وسلم اراد بذلك اه ان ينبههم على كمال التوحيد. وان اصل الاستغاثة انما تكون آآ من الله تعالى عند الاطلاق نعم قد يغيثهم النبي صلى الله عليه وسلم في شيء محدود لكن الاستغاثة باطلاق لا تكون الا من الله عز وجل وقد قيل ان هذا المنافق هو عبدالله بن ابي بن سلول آآ رأس المنافقين لعلهم ارادوا بذلك ان يستغيثوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في كف اذاه عنهم من آآ السب والشتم وآآ المضار وغير ذلك فاراد النبي صلى الله عليه وسلم ان يوجههم الى الاكمل من الادب مع الله والا يقع على ذلك الا لله ومناسبة الحديث والقصة للباب ظاهرة لان النبي صلى الله عليه وسلم انكر اطلاق القول بالاستغاثة بغير الله ووجههم الى به سبحانه ودل الحديث على انه لا يستغاث ولا بالنبي صلى الله عليه وسلم فيما لا يقدر عليه. فكيف بغيره اولئك الذين يستغيثون بالمقبورين وبالغائبين بينهم وبينهم الاف المسافات. ثم يقول يا فلان يدعوه من دون الله. هذا هو الشرك الاكبر المخرج عن الملة. ولو اتى من الاعمال ما اتى ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وفيه التوجيه الى اختيار الالفاظ الشرعية الصحيحة والبعد عن الالفاظ الشركية او الموهمة للشرك وفيه سد الطرق المفتية الى الشرك لان مثل هذا التعبير يمكن ان يحمل صاحبه على ما هو ابعد من ذلك وفيه اه اشارة الى انه ينبغي الصبر على الاذى ينبغي الصبر على الاذى اه وان المؤمن قد يلحقه اذى من بعض من حوله من آآ اهل النفاق كمن يسمون الان بالعلمانيين والليبراليين وغير ذلك فانه يلحق المؤمنين منهم اذى قول وفعلي وفي الحديث تم النفاق وان النفاق خطر على الامة. وان المنافق يفسد من الداخل ويؤذي اهل الايمان وهو بين وفيه تحريم اذية المؤمنين بكل حال هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين