بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذا هو المجلس الثامن من سلسلة اه مجالس التعليق على كتاب التوحيد لشيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب وقد مر بنا في المجلس الاخير اه ذكر بابين يذكر فيهما الشيخ رحمه الله براهين التوحيد وادلته وكشف شبهات المشركين القدامى والمحدثين ولا زال في هذا السياق رحمه الله فعقد بابا مهما جدا هو من اكثر ما يتشبث به مشرك الزمان بل ومن قبلهم. الا وهو الشفاعة فقال رحمه الله باب الشفاعة الشفاعة في اللغة مصدر يشفع شفاعة وهي مستمدة من الشفع وهو ضد الوتر والشفع هو الزوج وكأن الشافع انضم الى المشفوع له فصار زوجا بعد ان كان فردا هذا هو سبب تسمية الشفاعة بهذا الاسم اما حقيقة الشفاعة فانها سؤال الخير للغيب سؤال الخير للغيب وهو ما يسمى عندنا بالواسطة وما اشبه ذلك فذكر فيه قول الله تعالى وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع انذر به ان النذارة هي الاعلام على وجه مخوف وعكسها البشارة فامر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ان ينذر بالقرآن. فقوله وانذر به اي بالقرآن ولا ريب ان القرآن هو اعظم موعظة يوعظ بها اه كما قال الله تعالى وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم وقال واوحي الي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ والقرآن اعظم نذير. كما انه اعظم بشير ينبغي الداعية الى الله ولطالب العلم وللمربي ان يعول على القرآن في مواعظه وهدايته الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم وهم المؤمنون الموحدون الخلص قال ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع. يعني ان من حالهم انهم يعتقدون انه لا ينفعهم ولا يغني عنهم من الله شيئا الا الايمان به وتوحيده يعلمون قد استقرت في قلوبهم انه ليس لهم من دونه ولي من الولي وهو القرب ولا شفيع يغني عنهم الا ان يأذن الله تعالى به ففي هذه الاية آآ رد على الذين يتعلقون بالشفعاء والاولياء من الانبياء والصالحين والمقبورين وغيرهم وبيان انه لا ينفع عند الله تعالى آآ الا ما نصبه الله تعالى وسيلة شرعية وهي الايمان والعمل الصالح ففي هذه الاية الرد على المشركين الذين يتقربون بالانبياء والصالحين زاعمين انهم شفعاء لهم عند الله وفيها مشروعية الوعظ بالقرآن كما اسلفنا والتذكير بيوم القيامة لقوله يخافون ان يحشروا الى ربهم وفيه اه ان الذكرى تنفع المؤمنين لان الله تعالى وجه نبيه ان يعظ المؤمنين الذكرى تنفع المؤمنين وتصقل قلوبهم وتحييها ثم ذكر ايتين وهما قول الله تعالى قل لله الشفاعة جميعا وقوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه قل لله الشفاعة جميعا هذه الاية اه تدل على ان الشفاعة كلها لله. فاذا كانت لله فانما تطلب منه. لا تطلب من احد سواه وكذا قوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه التقدير لا احد يشفع عنده الا باذنه. فاذا كان امر الشفاعة موقوفا على اذنه سبحانه وتعالى. اذا لا فائدة من ان تسأل من غيره كما يفعل المشركون وانما تطلب من الله تعالى بان يقول المرء مثلا اللهم شفع في يا نبيك سيكون السؤال موجها لله تعالى هاتان الايتان آآ دلتا او هما مناسبتان لما قصد المصنف رحمه الله من ابطال اتخاذ الشفعاء من دون الله تعالى والتعلق بهم. ففيها او ففيهما الرد على المشركين الذين يطلبون الشفاعة من المخلوقين وفيهما او في اولاهما بل في كليهما ان الشفاعة لله جميعا ان الشفاعة لله جميعا تطلب منه وحده وفيهما ايضا بيان عظمة الله تعالى كمال ملكه لكل شيء وافتقار الخلائق اليه وفي الاية الثانية آآ اثبات الشفاعة لمن اذن الله له وينبغي ان نعلم ان الشفاعة المذكورة في القرآن نوعان شفاعة مثبتة مقرة وشباعة منفية اما الشفاعة المثبتة فما اجتمع فيها شرطان. احدهما اذن الله للشافعي ان يشفع كما دل عليه قوله تعالى في اية الكرسي من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه فلا يمكن لاحد ان يتقدم بالشفاعة عند الله تعالى الا باذن مسبق الشرط الثاني رضاه عن المشفوع له. فلا يمكن ان يشفع عند الله تعالى بمن لا يستحق الشفاعة. كالمشركين فقد قال الله تعالى فما تنفعهم شفاعة الشافعين واما الشفاعة المنفية فما اختل فيها هذا الشرطان او احدهما فانها لا تثبتوا ولا تكون كما تلون انفا فما تنفعهم شفاعة الشافعين واعلموا يرعاكم الله ان سبب شرك المشركين او من اعظم اسباب شرك المشركين اعتقادهم بان لمعظميهم من الانبياء والصالحين المقبورين والملائكة دالة عند الله وجاه يمكنهم من الادلاء على الله. فلذلك يتعلقون بهم وما علموا ان الشفاعة عند الله ليست كالشفاعة عند المخلوقين الشفاعة عند المخلوقين كملوك الدنيا وسلاطينها لا تفتقر الى هذين الشرطين. فربما دخل الشافع على الملك او السلطان او الامير او الوزير او غير ذلك ادلى عليه بشفاعته دون اذن مسبق وربما اضطر ذلك السلطان او الملك او الامير او الوزير او غير ذلك الى قبول الشفاعة على مضض اما محاباة اه اما رغبة او رهبة اما رغبة في استمالة هذا الشافع الى صفه او رهبة من شره لكن الامر بالنسبة لله تعالى يختلف تماما. فالله سبحانه وتعالى لا يستكثر بعباده من قلة ولا يستعز بهم من ذلة له جميعا فليست الشفاعة عند الله تعالى كالشفاعة عند ملوك الدنيا. هذا المعنى هو الذي غاب عن المشركين قديما وحديثا فظنوا ان الشفاعة عند الله تعالى كالشفاعة عند ملوك الدنيا فتعلقوا بهؤلاء الوسائط وصاروا يدعونهم كما قال قائلهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى وهكذا مشرك الزمان فانهم يقولون نحن اه ندعو الحسين او ندعو البدوي او ندعو الدسوقي او ندعو فلان وعلان لجاههم عند الله ومكانتهم عنده فيقال هذه شفاعة اهل الدنيا عند اهل الدنيا. اما الشفاعة عند الله فليست كذلك فلابد من اذن الله المسبق للشافع ولابد من رضاه عن المشفوع له ويكفيكم قوله قل لله الشفاعة جميعا وكذلك جمع الله تعالى بين هذين الشرطين في قوله تعالى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى هنا خبرية وليست استفهامية كم هنا خبرية يراد بها التكثير يعني ما اكثر وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى والملائكة هم اعظم من يمكن ان يستشفعوا به من حيث الخلقة والقوة والقرب من الله عز وجل ومع ذلك فان لا تغني الا بتحقق هذين الشرطين ان يأذن الله لمن يشاء فلابد من اذنه. والثاني رضاه ويرضى اي رضاه عن المشفوع له هذه الاية صريحة في الرد على المشركين الذين يطلبون الشفاعة من الملائكة مباشرة اه ولا يطلبونها من الله تعالى وذكر بعد ذلك اه ايتين عظيمتين اه كاشفتين لحقيقة هذا الامر وهما قول الله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. وما لهم فيهما من شرك وما لهم منهم من ظهير ثم قال ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. حتى اذا فزع عن قلوبهم هاتان الايتان فيهما درس بليغ في هذا الباب وذلك ان الله سبحانه وتعالى تحدى هؤلاء المشركين دعاهم او طلب منهم ان يدعوا الذين يزعمون آآ انهم آآ وسطاء لهم ممن يتعلقون بهم من معبوديهم واما النوع الذي يختص الله تعالى به فهو هداية التوفيق والالهام فان هذا لا يكون الا لله وهو المنفي عنه صلى الله عليه وسلم بقوله انك لا تهدي من احببت ابطل ملكهم للشيء استقلالا ومشاركة ومعاونة وبقي امر رابع وهو الشفاعة فقال اولا لا يملكون مثقال ذرة اذا هؤلاء المدعوين من الملائكة والنبيين والصالحين والجن والمقبورين الى غير ذلك هؤلاء لا يملكون مثقال ذرة ملكا مستقلا وربما قال قائل فلعلهم يملكون مشاركة. فقال وما لهم فيهما من شرك وربما قال قائل حسنا هم لا يملكون استقلالا ولا مشاركة لكنهم بمنزلة الاعوان والوزراء والخدم والحشم الذين لا يستغني عنهم السلطان فقال الله تعالى وما له منهم من ظهير الله غني سبحانه بذاته عمن سواه بقي امر رابع يمكن ان يتشبثوا به وهو امر الشفاعة بان يقولوا لكن هؤلاء وان لم يملكوا استقلالا ولا مشاركة ولا معاونة لكن لهم جاه ومنزلة عند الله تعالى تخولهم ان يطلبوا من الله اه اه الشفاعة لمن استشفع بهم فقال الله تعالى ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له اذا الامر موكول موقوف على اذن الله تعالى. فبطلت جميع متعلقات المشركين بطلت جميع متعلقات المشركين التي اخرها امر الشفاعة. ثم اردف ذلك بما مر بنا حتى اذا فزع عن قلوبهم من هم الملائكة الكرام فاذا كان هذا حال الملائكة الكرام مع انهم اعظم من يمكن ان يستشفع به واقوى اقرب من من الله تعالى اذا تكلم الله بالوحي لحقهم ما لحقهم من الفزع والرجفة والغشي يجري لهم ذلك فكيف تتعلقون بهم فسلوا الله مباشرة وادعوه مباشرة وابتغوا اليه الوسيلة وادعوه آآ رغبة ورهبة فهذا هو الواجب على كل احد فهذه هاتان الايتان فيهما الرد الصريح على المشركين الذين يتعلقون بالاولياء ويطلبون منهم الشفاعة وهذا كثير في والاخرين وكان في الاولين ظاهرا جليا يقول قائلهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ثم ان الشيطان خدع المتأخرين من مشركي الزمان فقال آآ انتم تدعونهم لقربهم من الله وصلاحهم وليسوا كالاصنام والمعبودات الى غير ذلك فاعاد فاعاد عليهم آآ صنع الشرك بطريقة اخرى وسلكه بينهم وفعلوا والا فلا فرق بين الصورتين لا فرق بين السورتين. بل لربما كان مشرك الزمان اهون من المشركين الاولين من وجه او من وجهين وذلك ان المشركين الاولين كانوا يفعلون هذا في حال في الرخاء. اما في حال الشدة اذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. اما مشركي الزمان فانهم يقعون هذا في الرخاء والشدة فاذا ضاقت بهم المذاهب ووقعوا في المآزق دعوا هؤلاء الشفعاء ولم يدعوا الله سبحانه وتعالى اه ودلت هذه الايات على مشروعية محاجة المشركين ومناظرتهم ومجادلتهم فانه قد ينشأ عن ذلك اه عود كثير منهم واستبصارهم وقد ينجو من تأثيرهم من اراد الله تعالى بهم خيرا. فلا يخلون وبين اظلال الناس بل يجب الرد عليهم ومنازلتهم وتزييف دعواهم دعواهم دعواهم في كل ما يدعون اليه من الشرك اه ويستفاد ايضا انه لا يمكن ان تطلب الشفاعة الا لمن كان مالكا للامر او كان شريكا في او كان له اثر في كالمعاونة والمشاركة او ان يكون له شفاعة مثبتة. فاما ان لم يكن شيء من ذلك فاي وجه لطلب الشفاعة منه هذا لا يكون وفيها ما تقدم من اشتراط اذن الله تعالى آآ للشافع وكما قال ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له وبعد ان ذكر هذه الايات نقل نقلا طويلا نسبيا عن شيخ الاسلام ابن تيمية قال ابو العباس وهذا وهذه كنيته اه رحمه الله فهو احمد ابن عبد الحليم ابن عبد السلام ابن تيمية بنيته ابو العباس ولقبه شيخ الاسلام قال ابو العباس وتأملوا في كلامه البديع نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون نفى ان يكون لغيره ملك او قسط منه او يكون عونا لله هذه الثلاث المذكورات في الاية الاولى ولم يبق الا الشفاعة. فبين انها لا تنفع الا لمن اذن له الرب وهي المذكورة في الاية الثانية كما قال ولا يشفعون الا لمن ارتضى فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون يعني يظنها المشركون يعني يعتقدون نفعها واثرها هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن. واخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه يأتي فيسجد لربه احمده لا يبدأ بالشفاعة نشير الى حديث الشفاعة العظمى حين تنجفل الخلائق الى ادم ثم اولي العزم من الرسل. حتى تنتهي النوبة الى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فيقول انا لها انا لها. قال فآتي فاسجد تحت العرش ويفتح علي بمحامد لا احسنها الان. ثم يقال يا محمد اه ارفع رأسك وقل يسمع واسأل تعطى واشفع تشفع اذا هو بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم لم يشفع حتى اتاه الاذن. واشفع تشفع وقال ابو هريرة مخاطبا النبي صلى الله عليه وسلم من اسعد الناس بشفاعتك قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه. فتلك الشفاعة لاهل الاخلاص باذن الله. ولا تكونوا لمن اشرك بالله ومعلوم ان من دعا غير الله تعالى فليس من اهل الاخلاص اسعد الناس واحقهم بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم من اخلص الدين لله تعالى اه قال شيخ الاسلام وحقيقته ان الله سبحانه هو الذي يتفضل على اهل الاخلاص فيغفر لهم بواسطة في دعاء من اذن له ان يشفع. ليكرمه وينال المقام المحمود لهذا اجابة على اشكال قد يتبادر الى الذهن فانه ربما قال قائل اذا كانت الشفاعة لا تثبت الا باذن الله للشافع ورضاه عن المشفوع له اثر الشفاعة اذا ما فائدتها؟ بالنسبة للشافع فيقال فائدتها بالنسبة للشافع اظهار فظله وكرامته على الله فاراد الله تعالى ان يبين فظله فمكن انه من الشفاعة ليتحقق اه ذلك الاثر بسبب شفاعته لكن ذلك لم يتم الا بعد اذنه سبحانه ورضاه عن المشفوع له فهذه هي الفائدة التي تحصل للشافع قال في الشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك ولهذا اثبت الشفاعة باذنه في مواضع ان تم شفاعة مثبتة كما قال الله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه قال ولا يشفعون الا لمن ارتضى قال شيخ الاسلام وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم انها لا تكون الا لاهل التوحيد والاخلاص. انتهى كلامه وهذا الحقيقة كلام مفيد نافع اه في بابه اه فدل اه كلام شيخ الاسلام اه على اه اثبات الشفاعة بشروطها كما تقدم ولنعلم ان للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة ثلاث شفاعات وهي الشفاعة العظمى وهي لاهل الموقف ان يقضى بينهم وهذه من اخص الشفاعات وهي المقام المحمود كما ايضا ان له شفاعة في دخول اهل الجنة الجنة كما قال اه في في الحديث ات في باب الجنة فاستفتح فيقول الخازن من؟ فاقول محمد فيقول بك امرت الا افتح لاحد قبلك اه وهناك شفاعة خاصة جدا ايضا وهي شفاعته صلى الله عليه وسلم لعمه ابي طالب ان يخفف عنه العذاب لا ان يخرج من النار فقد سئل عن ذلك فقال نعم وجدته في الدرك الاسفل من النار فاخرجته الى دحظاح من نار تحت قدميه اعلان او قال جمرتان يغلي منهما دماغه وانه لاخف اهل النار عذابا. وانه لا يظن انه اشدهم عذابا اجارنا الله واياكم هذه الثلاث خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم وثم شفاعات مشتركة بينه وبين سائر الانبياء والملائكة والصالحين والشهداء حتى الفرت اه كشف الشفاعة لمن استحق النار من من عصاة الموحدين الا يدخلها الموحدين للمشركين والشفاعة لمن دخلها من عصاة الموحدين ان يخرج منها وهذان النوعان تنكرهما المعتزلة والخوارج. ولهذا سموا وعيدية. لانهم ينكرون الشفاعة وهناك من الشفاعات المشتركة الشفاعة في رفع درجات بعض اهل الجنة والشفاعة اه في من تساوت حسناتهم وسيئاتهم وهم اهل الاعراف ان يدخلوا الجنة والشفاعة في دخول بعض المؤمنين الجنة بلا بلا حساب ولا عذاب. كما مر بنا في قوله سبقك بها عكاشة ثم انتقل المؤلف فقال باب قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت ومناسبة هذا الكتاب او هذا الباب لكتاب التوحيد. الرد على عباد القبور والمتعلقين بالاولياء والصالحين والذين يعتقدون فيهم النفع والضر فيقال هذا يقال لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي من احببت فلا يملك الهداية لعمه ابي طالب فكيف يملكها او يملك النفع والضر؟ من هم دونه منزلة فهذه الاية انك المخاطب فيها النبي صلى الله عليه وسلم لا تهدي هذه الهداية المنفية في هذه الاية هي هداية التوفيق والالهام ذلك ان الهداية هداية بداية توفيق والهام وهداية دلالة وارشاد وبيان فاما هداية الدلالة والبيان والارشاد فهذه ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم وللعلماء وللدعاة وللمصلحين فقد قال الله عز وجل وانك لتهدي الى صراط مستقيم وقال تعالى واما ثمود فهديناهم تستحب العمى على الهدى هديناهم بمعنى دللناهم وارشدناهم وبينا لهم فهذا النوع ثابت للنبي صلى الله عليه وسلم وللعلماء وللدعاة وللمربين فهو بمعنى هداية الدلالة والبيان والارشاد ولكن الله يهدي من يشاء. وهذا من اصول اهل السنة والجماعة في باب القدر وافعال العباد. ان الهداية بيد الله عز وجل فهو يهدي من ويضل من يشاء. فيشرح صدر من يشاء للايمان كما قال تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يتصعد في السماء هذه الهداية له تعالى خالصة ثم عقب او ختم الاية بقوله وهو اعلم بالمهتدين. يعني ان مشيئة الله تعالى في الهداية والاظلال مقرونة بعلمه وحكمته فهو سبحانه يفعل لحكمة افعاله معللة اه لحكمة وهذا معتقد اهل السنة والجماعة في باب القضاء والقدر خلافا للاشاعرة وغيرهم الذي الذين انكروا الحكمة والتعليم اه اذا هذه الاية مناسبة اه اه نعم انك انك لا تهدي من احببت لا فيها ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين فيها ما يدل على انفراد الله تعالى بهذا الامر. ونفيه نفي النفع والضر عن النبي صلى الله عليه عليه وسلم. وبالتالي فيستفاد من هذه الاية الرد على الذين يعتقدون النفع والضر في اوليائهم وصالحيهم ومقبوريهم ومشايخهم وغير ذلك اه وفيها ان هداية التوفيق والالهام بيد الله تعالى. وفيها اثبات حكمة الله وعلمه. وهو اعلم بالمهتدين وفيها اثبات الحكمة كما اسلفنا ثم ان الاية التي مضت لها سبب نزول وهو ما ذكره في آآ او ما نقله من صحيح البخاري قال في الصحيح عن ابن المسيب او المسيب وهو سعيد المسيب احد العلماء والفقهاء الكبار عن ابيه وابوه آآ يقال له حزم وكان آآ وكان صحابيا توفي في خلافة عثمان قال لما حضرت ابا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبدالله بن ابي امية وابو جهل رجلان من المشركين ومعنا حضرة آآ ابا طالب للوفاة يعني مقدمات الاحتضار اتفق ان كان عنده هذان المشتكون واتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو في هذه الحال العصيبة. فقال يا عمي قل لا اله الا الله كلمة احاج كلمة احاج لك بها عند الله وكلمة بدل من جملة ما اقول القول قل لا اله الا الله اه كلمة احاج لك بها عند الله. يعني دعاه الى توحيد الله لانه بعد لم تبلغ الروح الحلقوم وباب التوبة مفتوح الى ان تغرغر الروح لكن وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا جاء احدهم الموت قال اني تبت الان فهؤلاء لا تنفعهم الشفاعة كما لا تنفعهم التوبة كما لم تنفع فرعون حينما ادركه الغرق فقال امنت انه لا اله الا الله الذي امنت به بنو اسرائيل رد الله عليه الان وقد كفر من قبل آآ عرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم آآ الاسلام والتوحيد لانه بعد لم تبلغ الروح الحلقوم وآآ اخبره بان هذه الكلمة ان قالها فانها يمكن ان تنفعه وان يحاج آآ له بها عند الله عز وجل فقال اي المشركان ترغب عن ملة عبد المطلب ينخيانه بنخوة الجاهلية والاباء عبدالمطلب سيد قريش ابوه ابو ابي طالب عن ملة عبدالمطلب فاعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فاعاد فكان اخر ما قال هو على ملة عبد المطلب وابى ان يقول لا اله الا الله وهذا كما ترون من شؤم رفقة السوء حضره هذان المشركان فحالا بينه بينه وبين التوحيد بقدر الله الذي سبق في علمه. فقال النبي الله عليه وسلم وقد حزن لذلك لاستغفرن لك ما لم انهى عنك لاستغفرن لك ما لم انهى عنك فانزل الله عز وجل ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى تتمة الاية من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم. وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه. فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه ان ابراهيم لاواه حليم وانزل الله في ابي طالب انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين فهذا في هذه القصة قصة مؤثرة ومناسبتها لهذا الباب ظاهرة وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم على علو كعبه ومنزلته وقدره كم يملك؟ يا عمي نفعا وضرا مع شدة محبته له. وشدة نصرة عمه له وحوطه اياه واجارته له. ومع ذلك لم يملك ذلك فكيف يتعلق بمن دون النبي صلى الله عليه وسلم هذا وجه دلالتها ودلت القصة على فوائد اخرى متنوعة منها جواز عيادة المريض المشرك اذا رجي اسلامه جواز عيادة المريض المشرك اذا رجي اسلامه. وكثير منا ربما يدخل المستشفيات ليزور قريبا ويمر في طريقه على بعض المرضى وبعضهم ربما كان آآ هندوسيا او بوذيا او نصرانيا او غير ذلك ولا تحدثه نفسه بدعوته ادعه لعل الله تعالى ان ينفعه. كان النبي صلى الله عليه وسلم آآ يعود غلاما يهوديا فادركه وهو على فراش الموت. فقال له قل لا اله الا الله دعاه الى الشهادتين. فنظر الصبي الى ابيه كانما يستشيره فقال ابوه وقد كان يهوديا قال اطع ابا القاسم لانه غلبته العاطفة والرقة لابنه شهد ان لا اله الا الله فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم مات الصبي والنبي صلى الله عليه وسلم يخرج فقال الحمدلله الذي انقذه من النار بي وفيه ما لا يخفى من مضرة اصحاب السوء وقرناء السوء عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي وفي الحديث ان معنى لا اله الا الله يقتضي الكفر بما يعبد من دون الله. فان ابا طالب اه اصر على انه على ملة عبدالمطلب لم يقل آآ ابو طالب بل هو مشرك قال هو على ملة عبد المطلب ومن المعلوم ان ملة قريش وعبد المطلب المشرك العرب كانت دعاء غير الله والذبح لغير الله والتقرب لغير الله. وما كانوا كذلك كانوا في الاصل على ملة ابراهيم حتى فيهم آآ الشرك فيما بعد وفيه دليل على ان من قال لا اله الا الله عالما بمعناها ملتزما بمقتضاها فانه يدخل الاسلام ولو لم يدرك عملا فلو قدر ان احدا اتى بالشهادة عالما بمعناها ملتزما بمقتضاها. لكن حيل بينه وبين وبين العمل بالموت فانه يكون مؤمنا ظاهرا وباطنا. ويعامل معاملة المسلمين. ولهذا كان ابو هريرة يلغز برجل يقول من رجل دخل الجنة؟ لم يركع لله ركعة تشير الى اصير من بني عبد الاشهل الذي كان مشركا فلما خرج المسلمون يوم احد لقتال المشركين وقع الاسلام في قلبه فخرج وقال وقتل وادرك وهو يجود بنفسه شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله بات على الاسلام وطلب ان يبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام واخبر بشهادته شهادة الحق وهو لم يركع لله ركعة وفيه دليل على ان الاعمال بالخواتيم سواء كانت حسنة او سيئة وفي حديث الصادق المصدوق فوالذي نفسي بيده ان احدكم فوالذي نفس محمد بيده ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما بينه وبينها الا ذراع في سبق عليه الكتاب. فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبين انها الا ذراع سيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها الاعمال بالخواتيم فنسأل الله حسن الخاتمة ونعوذ بالله من سوءها وفي الحديث تحريم الاستغفار للمشركين لا يجوز ان يستغفر لمشرك ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين. ولما استأذن النبي صلى الله عليه وسلم ربه ان يزور قبر امه بالابواء اذن له ان يزول ولم يأذن له ان يستغفر لها فقام وبكى وابكى من حوله صلى الله عليه وسلم ولم يستغفر لها اه وفيه ما قصد المؤلف من ايراده من ابطال التعلق الشرك بغير الله تعالى التعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم وبمن دونه من الصالحين والاولياء في جلب او دفع الضر فلا يملك ذلك الا الله. ولا يملكه النبي صلى الله عليه وسلم لاحب الناس اليه وفي الحديث رد على من زعم اسلام ابي طالب وهذا يقع من بعض الناس يحاول اثبات اسلام ابي طالب واثبات اسلام ابوي النبي صلى الله عليه وسلم بلا دليل بل بمجرد العاطفة التي لا تستند على دليل فقد قالها هنا هو على ملة عبدالمطلب وفي هذا الفائدة نفطية وهو ان الانسان اذا اراد ان يعبر عن امر مستكره انه يعبر بضمير الغيبة لا بضمير المتكلم لم يشأ الراوي ان يقول فقال انا على ملة عبد المطلب قال هو على ملة عبد المطلب وهذا له نظائر كثيرة في السنة وفيه مضرة التقليد الاعمى ثم قال باب ما جاء ان سبب كفر آآ ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين اذا كما ترون من صنيع المؤلف وقد اشرنا الى طريقته فيما مضى انه بات يسوق ابوابا يبين ما سبب وقوع المشركين في الشرك السبب الماضي السابق في الابواب التي مضت هو موضوع الشفاعة وغلطهم فيها ها هنا يذكر سببا اخر وهو موضوع الغلو. وكيف ان الغلو يحمل الغلاة على الشرك بالله فقال باب ما جاء يعني من النصوص ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين وقول الله عز وجل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم اذا اراد المصنف ان يبين آآ احد اسباب الوقوع في الشرك ليحذر ويجتنب وهو الغلو في الصالحين والغلو يا كرام هو مجاوزة الحد. هو بمعنى الطغيان ايضا فهو مجاوزة الحد والافراط. كما نقول غلى القدر. متى نقول غلى القدر اذا صار يفور وارتفع منسوبه فيقال غلى والمراد بالصالحين يعني من وافق امر الله فامتثل والشنب نهيه فانه يقال صالح والاية يا اهل الكتاب اهل الكتاب قطعا هم اليهود والنصارى وذلك انه انزل عليهم الكتاب فانزل على آآ موسى التوراة وانزل على عيسى الانجيل لا تغلو في دينكم. اي لا تتعدوا ولا تتجاوزوا ولكن هذا وقع منهم. فغلى اليهود فقالوا عزير ابن الله. وغلت النصارى فقال في المسيح ابن الله وقع منهم هذا الغلو فوعدهم الله نهاهم ان يقولوا ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم انما الله واحد هذا دليل على ان غلوهم في دينهم آآ اوقعهم في الشرك فدل ذلك او دلت الاية على تحريم الغلو. فالغلو مذموم وفيه الرد على اليهود والنصارى ومن شابههم الغلو وهذا يقع لبعض المنتسبين من هذه الامة فتجدهم يغلون في نبينا صلى الله عليه وسلم آآ ويرفعونه فوق منزلته مع نهيه عن ذلك. الم تروا الى اولئك الذين يدبجون القصائد في الموالد يحملهم وتتجارى بهم الاهواء حتى يخلعوا على النبي صلى الله عليه وسلم اوصافا لا تنبغي الا لله قصيدة المشهورة البردة يقول قائلها يا اكرم الخلق ما لي من الوذ به سواك عياذا بالله كيف يقال هذا للنبي صلى الله عليه وسلم والعياذ واللياث انما يكون لله وبالله يقول يا اكرم الخلق صلى الله عليه وسلم وهو كذلك هو اكرم الناس يا اكرم الخلق ما لي من الوذ به سواك عند حلول الحادث العميم ان لم تكن يوم معادي اخذا بيدي عفوا والا فقل يا زلة القدم من الذي يعفو؟ النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. ويقول فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت. ثم يأتي هذا ليقول ان لم تكن يوم معادي اخذا بيدي عفوا والا فقل يا زلة القدم. ثم يتجارى به الامر حتى يقول فان من جودك الدنيا وبرتها من للتبعيض الدنيا والاخرة جعلها بعض جود النبي. صلى الله عليه وسلم. ماذا ابقى لله ومن علومك علم اللوح والقلم. سبحان الله! من للتبعيض. من علوم النبي صلى الله عليه وسلم علم اللوح والقلم. والله تعالى يقول ولا يطلع على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول. فيطلعه على ما شاء من العلم ويحجب عنه ما شاء. وما اكثر الادلة التي تنبئ ان النبي صلى الله عليه وسلم لا لا يعلم بكثير من الامور الخفيفة فهذا لا ريب انه من الغلو المذموم الذي آآ هو سبب للوقوع في الشرك اه لذلك كان المطلوب الاعتدال والتوسط وان يكون الانسان وسطا بين الافراط والتفريط بين التساهل والتشدد يكون وسطا بين طرفين بين عوجين هدى بين ضلالتين لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء اه قال في الصحيح واراد بذلك صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى وقالوا لا تذرن الهتكم من هم قوم نوح كما حكى الله ذلك في سورة نوح وقالوا لا تذرن الهتكم ومعنى لا تذرن يعني لا تتركوا عبادتها يوصي بعضهم بعضا ويحفز بعضهم بعضا ويوثق بعضهم بعضا على التمسك بعبادة الاصنام ولا تذرن يعني على وجه الخصوص ودا ولا سواع ولا يغوث ويعوق ونسرا قال ابن عباس هذه اسماء رجال صالحين. من قوم نوح يعني ليست هذه مجرد اصنام اصطنعوها واطلقوا عليها هذه الاسماء. لا هذه اسماء الاصل لرجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا يعني ماتوا اوحى الشيطان الى قومهم وش معنى اوحى الشيطان؟ يعني وسوس اليهم لان الاخبار على وجه خفي يسمى وحيا. ولهذا قال الله تعالى آآ واوحينا الى ام موسى وقال واوحى ربك الى النحل فالاعلام بطريق خفي يسمى وحيا اه وما يكون منه تعالى الى انبيائه ورسله هو الوحي الذي الشرعي اه ان ينصبوا بكسر الصعد الى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها انصابا من صاب يعني مجسمات اصنام وسموها باسمائهم ففعلوا ولم تعبد. يعني ان الشيطان بدأ معهم خطوة خطوة. فاتى الى الجيل الاول الذي عنده اثارة من علم وقال قد مضى مضى صالحوكم لو انكم اصطنعتم لهم صورا وتماثيل ووضعتموها في المجالس التي كانوا يجلسون فيها حتى اذا رأيتموها تذكرتموهم ونشدتم على العبادة. هكذا الشيطان يتسلل بهذه الطريقة يلبس جبة وعمامة ويتظاهر بالصلاح والخير ويغري السفهاء والجهال بمثل هذه الاشياء يبتلع الطعم قال حتى اذا هلك اولئك يعني ذلك القرن او ذلك الجيل. ونسي العلم يعني ان درس العلم واصل الملة عبدت يعني توجهوا اليها بالعبادة ونسوا ما كان قد آآ يعني استزلهم به من انها فقط لمجرد التذكير قال ابن القيم قال غير واحد من السلف لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الامد فعبدوهم نعم ما ذكره ابن القيم لا يعارض ما ذكره ابن عباس رضي الله عنهما فانهم لما فهذا سبب وهذا سبب وهو يدل على ان العكوف عند القبور وهو اطالة المكث عندها والمرابطة عندها ايضا من الغلو المذموم الذي يؤدي الى الوقوع في الشرك تبين ابن القيم او زاد زيادة علم انهم لما ماتوا آآ انكبوا على قبورهم ولزموها وعكفوا عندها اه استغل الشيطان هذه العاطفة العاصفة عندهم فاقترح عليهم ان يصوروهم على شكل تماثيل ففعلوا وما كانوا يعبدون التماثيل ثم بعد لما طال الزمان عبدت هكذا ايها الكرام ويا ايتها الكريمات ومن بلغ وقع الشرك في بني ادم وقد جاء انه كان بين ادم وبين نوح عشرة قرون كلهم على التوحيد ثم بعد ذلك تدرج الشرك بهذه الصفة وصارت هذه الاصنام الخمسة معبودة لقوم نوح ثم لما وقع الطوفان في الارض واغرق الله الارض وطهرها من المشركين ولم يبقى الا نوح ومن امن معه وما امن معه الا قليل كانت هذه التماثيل مطمورة تحت التراب والطين وكان آآ العرب في جزيرتهم على ملة ابيهم ابراهيم يحجون البيت ويعبدون الله على الحنيفية ملة ابراهيم حتى انبعث فيهم رجل يقال له عمرو ابن لحي الخزاعي وكان له رأي من الجن فاتاه صاحبه هذا الجني وشيطان وقال له ائت جدة تجد اصناما معدة ادع اليه العرب تجب ولعلها جدة المعروفة فذهب الى الموضع الذي دله عليه شيطانه فاماط عنها التراب واستخرجها. وبثها في قبائل العرب يعني هذه الاصنام الخمسة بثها في قبائل العرب من دومة الجندل الى اسفل اليمن فعبدت من دون الله تعالى تأملوا كيف ان الاصل كانت في هذا هو الغلو في الصالحين مناسبة هذا الاثر عن ابن عباس ان الغلو في الصالحين من اعظم اسباب عبادتهم اقصر اذا احببت صالحا فحبك اياه ينبغي ان يقتصر على اكرامه واجلاله والادب معه ولا تتجاوز كما يفعل بعض السفهاء اذا اعتقدوا اعتقادا حسنا في رجل صالح او احد من اهل البيت صاروا يتمسحون به ويلحسون ويأخذون ما يتساقط منه. وفضلة شرابه اكله وغير ذلك. هذا من الغلو الذي يورث الشرك وكثير من المشاهد والقبور التي في بلاد المسلمين اسست وبنيت عليها المساجد من جراء هذا التعظيم الشركي فيستفاد من هذا ان الغلو في الصالحين سبب رئيس لعبادتهم من دون الله وفيها التحذير من التصوير التحذير من التصوير والتماثيل المجسمات وبعض الناس يتساهل بها لا سيما في الازمنة الاخيرة لا يجوز اتخاذ هذه التماثيل والانصاب فانه مع تقادم الزمن يؤدي هذا الى التعلق بها وعبادتها كذلك ايضا الحذر من مكر الشيطان ودسائسه واساليبه. فان الشيطان متحذلق لا يأتي الشيء دفعة واحدة وانما يأتيه شيئا فشيئا يبدأ باليسير ثم يترقى حتى يصل الى مبتغاه. وغاية مبتغى الشيطان ان يوقع العباد في الشرك الاكبر فان لم يتح له ذلك اوقعه في الشرك الاصغر فان لم يتح له ذلك اوقعهم في البدعة. فان لم يتيح لهم ذلك اوقعهم في الكبائر. فان لم يتاح لهم ذلك اوقعهم في الصغائر. فان لم يتاح له ذلك اوقعه في التوسع في المباحات الى غير ذلك فهو عدو مبين لبني ادم يستزلهم ويستدرجهم الى الوقوع معه في النار وفيه الحذر من جميع المحدثات والبدع فليكن عندك ايها المؤمن تحسس وحذر من اي شيء محدث في الدين من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد لما سمع عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان قوما يأتون الى الشجرة التي بويع تحتها بيعة الرضوان فيصلون تحت امر بقطعها لانه لا معنى خاص للشجرة وانما وقع ذلك اتفاقا. فبعض الناس يزين له ويغرى بالشعور بان لهذا المكان وهذا الموضع خصيصة. لا يجوز اعتقاد شيء من ذلك الا بدليل وبينة وهكذا يجب التحسس من المحدثات. ولما جاء صبيغ بن عسل الى المدينة وصار يلقي ببعض المقالات والبدع نفاه عمر رضي الله عنه من المدينة الى الكوفة وضرب عليه آآ حصارا بحيث لا يكلم ويقاطع لانه هذا نوع من الحجر الصحي للعقول وهو اهم من الحجر الصحي للابدان البدع والمحدثات تفتك في الامة اعظم من فتك الامراض والافات اه وفيه ان فقد العلم سبب لظهور الشرك والجهالات لانه لما اندرس ذلك الجيل الاول ونسي العلم وقع الشرك يدلنا على اهمية اشاعة العلم وافشاءه فانه عصمة وفيه الحذر من التقليد لان المحاكاة والتقليد الاعمى يؤدي الى الوقوع في الشرك وكثير من المسلمين الان يعني يقعون في مشابهة المشركين والتأثر بهم واعتبروا بما يجري في هذه الايام من متابعاتهم المونديال وما يرونه في المدرجات من جهة اللاعبين تجد وللاسف بعض اطفال المسلمين يقوم بهذه الحركة لانه يرى اللاعبين يفعلون ذلك وكثير منهم يرون ذلك في في الافلام حتى انك لا تسمع بعض صبيان المسلمين واطفالهم البرءاء الذين اهملهم اهلوهم وصاروا يدمنون النظر الى الافلام اذا حزبه امر قال اوه جيسوس هكذا ينادي بعيسى يقول يا عيسى لانه يرى ذلك في الافلام اوه جيسوس ينادي بيسا يعني كما يفعل الرافضة حينما يقولون يا حسين او كما يفعل عباد القبور حينما يقولون يا سيد يقصدون السيد البدوي او غير ذلك دعاء غير الله قد اشتد الخطب في هذه الازمنة فيتعين على طلبة العلم التنبه لهذه الواردات التي يعني آآ وقعت في فناء المسلمين واثرت على ناشئتهم واثرت على نسائهم بسبب هذا الانفتاح اه الشديد بين الامم والواجب ان ان نغتنم هذا الانفتاح لنشر ديننا لا ان نكون ضحيته ثم قال وعن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد الله انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله عمر لا يخفى وهل يخفى القمر؟ وقوله لا تطروني الاطراء هو المبالغة في الثناء والمدح كما اطرت النصارى ابن مريم. اي والله وقد قالوا انه الله وقالوا ابن الله وقالوا ثالث ثلاثة قالوا ان اللاهوت حل في الناسوت وهم يغنون في عيسى ويقولون فيه قولا غاليا. كما ان اليهود عليهم من الله ما يستحقون. يقولون فيه ضد ذلك ويصفونه بابشع الاوصاف الحق هو الوسط كما مر بنا في اول هذا الكتاب وان عيسى عبد الله ورسوله كلمته القاها الى مريم وروح منه لهذا قال خشي النبي صلى الله عليه وسلم ان يقع هذا في امته فنهاهم عن مشابهة النصارى في الغلو وامرهم ان قولوا هذه العبارة عبدالله ورسوله بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم وهو عبد والعبودية شرف العبودية لله شرف ولهذا وصفه الله تعالى بها في اشرف مواقفه ليلة الاسراء سبحان الذي اسرى بعبده اشرف ليلة مرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وعند تنزل القرآن تبارك الذي نزل الفرقان على عبده في حال الدعوة وانه لما قام عبد الله يدعوه العبودية شرف كما قال القائل ومما زادني شرفا وتيها وكدت باخمصي اطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي وان صيرت احمد لي نبيا اه وقوله ورسوله حفظ لمقامه وحقه. اذا هاتان العبارتان ترد احداهما على اهل الجفاء وترد الاخرى على اهل الغلو وصفه بالعبودية رد على اهل الغلو وصفه بالرسالة رد على اهل الجفاء يستفاد من الحديث تحريم مجاوزة الحد في مدحه صلى الله عليه وسلم آآ كما يقع من آآ الغلاة المداحين آآ في الموالد النبوية وغيرها وفيه نصح النبي صلى الله عليه وسلم لامته حتى ولو كان الامر متعلقا به وهو يخشى ان تؤتى امته من جهته بالغلو فيه. فينهاهم عن اطراءه. ولما دخل عليه نفر من الاعراب وقالوا انت سيدنا وابن سيدنا واعظمنا قولا وافضلنا فضلا قال قولوا بقولكم او بعد قولكم ولا يستجرينكم الشيطان اه وكان يتضع لله تعالى حتى انه لما رآه مرة رجل اضطرب وارتجف قال يا هذا انما انا ابن امرأة تأكل القديد يعني اللحم المجفف يعني لا تذهب بعيدا انا بشر اه وفيه التحذير من مشابهة اليهود والنصارى والكفار في الغلو ثم قال المصنف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو هذه كلمة تحذير والغلو تقدم معناه ومراده بقوله من كان قبلكم يعني من الامم من اليهود والنصارى وغيرهم لانهم كانوا يضاهئون قول الذين كفروا من قبل في هذا الحديث اه النهي عن الغلو مطلقا وان وانه سبب اكيد للهلاك لانه قال فانما اهلك من كان قبلكم وفيه ان في التاريخ عبرة وانه ينبغي للعقلاء ان يعتبروا فيما مضى وسلف من وقائع التاريخ لان النبي صلى الله عليه وسلم لفت الانتباه الى من كان قبلنا وفيه حرص النبي صلى الله عليه وسلم على سلامة امته وسده الذرائع المفضية الى الشرك وفيه الامر بالاعتدال والتوسط في جميع الامور في العقائد والعبادات والمعاملات وفي كل شيء عود نفسك ان تكون سويا معتدلا والا تشطح في شيء من الامر في جميع الامور قال ولمسلم عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلك المتنطعون قالها ثلاثة المتنطعون المتنطعون يعني المتعمقون المتعمقون العبادات والكلام ونحو ذلك يعني يتقعرون ويشددون ونحو ذلك اه فان الله امر نبيه بالعفو. خذ العفو. فينبغي للانسان ان يكون سهلا هينا لينا. يأخذ بظواهر الامور. ولا اه يغلو في شيء من الامر قال النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا الدين متين ساوغل فيه برفق ولا يكن احدكم احدكم كالمنبت لا ظهرا لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى اذا رأيت الانسان مندفع فتوجس شرا لان كما جاء في الحديث ان لكل عابد شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته الى سنتي فقد اهتدى وربما وقع للمرء في اول اهتدائه شيء من الاندفاع والحماس فينبغي ان يضبط بالضوابط الشرعية وينبغي للمربي ان يتنبه لذلك فيطامن من اندفاعه وغلوه. ارأيتم ما يقع فيه الخوارج من اندفاع يحملهم على استحلال الدماء وقتل الابرياء يعني يسوغون ذلك بادلة من الكتاب والسنة. وانما استجرهم الشيطان وزين لهم ذلك. هذا ضرب من الغلو فهان عليهم آآ قتل المسلمين واستحلال الحرمات وغير ذلك. هذا ضرب من الغلو. وكذلك اهل التشدد الذين قال قائلهم اما انا فاني اصوم ولا افطر. وقال الاخر اقوم ولا انام. وقال الثالث لا اتزوج النساء. فلما بلغت مقالة النبي صلى الله عليه وسلم قال اما انا فاني اصوم وافطر واقوم وانام واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني هكذا ينبغي لنفس المؤمن ان تكون نفسا مطمئنة آآ ميسرة ونيسرك لليسرى. هذه حقيقة تدين لله تعالى لا الغلو المفرط ولا التفريط والتساهل فدل هذا الحديث على اه النهي عن التنطع في كل شيء ودل على اه وجوب الاعتدال في كل شيء دل على ان التنطع والتعمق يورث الهلاك ثم انتقل الى باب اخر في نفس السياق اه وهو يتعلق بالوسائل والذرائع فقال باب ما جاء من التغليظ في من عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف اذا عبده ما جاء يعني من النصوص في التغليط. التغليط يعني التنفير في من عبد الله عند قبر رجل صالح يعني قصد التعبد الى جوار ذلك القبر لما القى الشيطان في قلبه من مزيد مزية وفضيلة لفعله قرب ذلك القبر فكيف اذا عبده؟ يعني يكون الامر اشد ومن باب اولى اذا كان ينهى عن تقصد عبادة الله عند قبر رجل صالح اذا فكيف بما توجه اليه بدعاء وسؤال وغير ذلك قال في الصحيح اراد صحيح البخاري عن عائشة ان ام سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بارض الحبشة ذلك ان ام سلمة رضي الله عنها وهي احدى امهات المؤمنين كانت من المهاجرين الاول الى الحبشة واسمها هند بنت ابي امية المخزومية وزوجها كان ابو سلمة ابن عبد الاسد رضي الله عنه فلما توفي تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم تحكي للنبي صلى الله عليه وسلم آآ احد مشاهداتها بارض الحبشة وكانت ارض الحبشة ارضا للنصارى منذ القدم اه كنيسة والمراد بالكنيسة معبد النصارى. رأتها بارض الحبشة وما فيها من الصور ذلك ان النصارى مفتونين بالصور. ومن رأى كنائسهم وكاتدرائياتهم رأى شيئا عجبا من عنايتهم بالتماثيل والصور. كما يوجد هذا مثلا في كنيسة بطرس التي يعظمونها في الفاتيكان حيث ملأوها التماثيل والصور التي رسمها كبار رساميهم ومثاليهم وكذا في كاتدرائيات في ميلانو وفي ارجاء اوروبا ملأى بهذه الصور والاصنام وما فيها من الصور فقال النبي صلى الله عليه وسلم اولئك يعني المشار اليهم من النصارى اذا مات فيهم الرجل الصالح او العبد الصالح هذا شك من الراوي بنوا على قبره مسجدا يعني موضع عبادة وصلاة. وصوروا فيه تلك الصور يعني لمعظميهم. اولئك شرار الخلق عند الله قال الامام محمد بن عبد الوهاب معلقا على هذا الحديث فهؤلاء جمعوا بين فتنتين فهؤلاء جمعوا عفوا هذا من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية فهؤلاء جمعوا بين فتنتين. ما هما؟ فتنة القبور وفتنة التماثيل اي انهم اه فتنة القبور بان بنوا على القبر مسجدا ان هذه فتنة عظيمة ادت الى آآ عبادتها عبادة تلك القبور والثاني فتنة التماثيل بهذه التصاوير التي صنعوها في هذا الحديث دلالة في هذا الحديث دلالة واضحة على المنع من عبادة من عبادة الله عند قبور الصالحين او اتخاذها مساجد لان هذا من فعل النصارى ومن فعله فانه من شرار الخلق وقرنهم النبي صلى الله عليه وسلم او اعطاهم وصف الشرار الخلق الذين تقوم عليهم الساعة وهم احياء. قوم لا يقولون الله الله. فدل على ان الشرك بالله يعادل الالحاد هذا الحديث العظيم ما قصته ام سلمة فيه المنع من عبادة الله عند قبور الصالحين لانه وسيلة للشرك وفيه انه يجوز التحدث بما يقع منهم على سبيل التحذير وفيه التحذير من التصوير ونصب الصور بان التصاوير من اعظم اسباب آآ الغلو وعبادة غير الله عز وجل وفيه ان من بنى مسجدا على قبر فانه من شرار الخلق لانه يفضي الى آآ عبادته والشرك بالله قال ولهما ولهما اي البخاري ومسلم. وهذا يغني عن قوله في اخر الحديث اخرجه ولهما قالت من اي عائشة لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم يعني نزل به يعني الموت او ملك الموت يعني جعل يطرح خميصة على وجهه يطرحها يعني يضعها على وجهه والخميصة هي كساء له اعلام يعني مخطط فاذا اهتم بها كشفها يعني لشدة ما كان يلقاه النبي صلى الله عليه وسلم من سكرات الموت كان يطرح خميصة على وجهه فاذا احتبس نفسه كشفها ليتنفس بابي هو وامي. فقال وهو كذلك يعني في هذه الحالة العصيبة تخيلوا والانسان في هذه الحالة العصيبة مشغول بنفسه وما يعانيه لكنه لشدة شفقته على امته. وكما لنصحه لهم قال لعنة الله على اليهود والنصارى. اتخذوا قبور انبياء مساجد يحذر ما صنعوا لانه خشي ان يفعل هذا معه كان المقام مناسبا لانه رأى صلى الله عليه وسلم انه في سكرات الموت وخشي ان يقع له ما وقع من بني اسرائيل حيث اتخذوا قبور انبيائهم مساجد ما اراد الى ذلك قالت عائشة يحذر ما صنعوا ولولا ذلك ابرز قبره غير انه خشي وفي لفظ خشي ان يتخذ مسجدا اي ان النبي صلى الله عليه وسلم اه لعن اليهود والنصارى في هذا في هذا المقام وعلل ذلك بصنيعهم وهو اتخاذ قبور انبيائهم مساجد لتحذير امته ولولا هذا المحذور لا ابرز قبره يعني لاخرج الى البقيع ودفن خارجه لكن خشي ان يصله اه الناس او الجهلة على مر القرون يقع من ذلك ان يبنى عليه مسجد. هذا احد السببين والسبب الاخر ما حدث به ابو بكر رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم ان الانبياء يدفنون حيث يموتون خشي او خشي معناهما متقارب فهذا الحديث مناسب جدا ترجمة لان فيه المنع من عبادة الله عند قبور الانبياء واتخاذها مساجد الى درجة ان النبي صلى الله عليه وسلم لعن من فعل وفيه ما لا يخفى من اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بامر امته وعنايته صيانة التوحيد وسدد رائع المخطية الى الشرك. وفيه جواز لليهود والنصارى خلافا لمن يدعي ان هذا من نشر ثقافة الكراهية الى غير ذلك مما يتحذلقون به. ولعننا اياهم لعن بالوصف. لانهم فعلوا ذلك لا نلعنهم لمجرد انهم من اه عرق كذا او من نسل كذا او يسكنون في كذا. لا لانهم اشركوا بالله العظيم. هذا سر ذلك لهذا قال ربنا عز وجل لعن الذين كفروا من بني اسرائيل. على لسان داوود وعيسى ابن مريم انبياؤهم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه بئس ما كانوا يفعلون وفيه بيان الحكمة من دفن النبي صلى الله عليه وسلم في بيته النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في مسجده. وانما دفن في حجرة عائشة في بيته لكن وللاسف لما اه مضى الزمان وارادوا توسعة المسجد واخذوا شيئا من القبلة بدأ وكأن الحجرة جزء من المسجد فتوهم الجهال الذين يفدون الى المدينة ان النبي صلى الله عليه وسلم دفن في مسجده فصدروا الى بلدانهم وصاروا يفعلون ذلك ويقيمون المساجد على القبور او يقبرون الصالحين في آآ داخل المساجد فكانت فتنة عظيمة وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم بشر يجري عليه ما يجري على البشر من الالم والوعك وغير ذلك. فكما ترون كان يطرح خميصة على وجهه. فاذا اغتم كشفها فهو بشر يلحقه ما يعتري البشر وللحديث صلة ان شاء الله