المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد. الدرس الرابع والعشرون. بعض من اطاع العلماء والامراء في تحريم ما احل الله او تحليل ما حرمه فقد اتخذهم اربابا من دون الله. وقال ابن عباس يوشك ان تنزل عليكم حجارة من تمام اعرف يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السماء اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر وقال الامام احمد عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحته ويذهبون الى رأي سفيان. والله تعالى يقول يحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. اتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك. لعله اذا رد بعض قوله ان يقع في قلبه ردا لعله اذا رد بعض قوله ان يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك. وعن عدي فيهلك وعن ابن حاتم انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ يقرأ هذه الاية اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله المسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون. فقلت له انا لسنا نعبدهم قال اليس يحرمون ما احل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه فقلت بلى قال تلك عبادتهم رواه احمد والترمذي وحسنه باب من اطاع العلماء والامراء في تحريم ما احل الله او تحليل ما حرمه. فقد اتخذهم اربابا هذا الباب والابواب بعده في بيان مقتضيات التوحيد ولوازم تحقيق شهادة ان لا اله الا الله وعنا شهادة ان لا اله الا الله تقتضي وتستلزم ان يكون العبد مطيعا لله جل وعلا فيما احل وفيما حرم محلا للحلال محرما للحرام لا يتحاكم الا اليه وعلا ولا يحكم في الدين الا شرع الله جل وعلا. والعلماء وظيفتهم تبيين مع ما انزل الله جل وعلا على رسوله صلى الله عليه وسلم. وليست وظيفة العلماء التي اذن لهم بها في الشرع انهم يحللون ما يشاؤون او يحرمون. بل وظيفتهم الاجتهاد في فقه النصوص وان يبينوا ما احل الله وما حرم الله جل وعلا فهم ادوات ووسائل لفهم نصوص الكتاب والسنة. ولذلك طاعتهم تبع لطاعة الله ورسوله. يطاعون فيما فيه طاعة لله جل وعلا ولرسوله وما كان من الامور الاجتهادية فيطاعون لانهم هم افقه بالنصوص من غيرهم فتكون طاعة العلما والامرا من جهة الطاعة التبعية لله ولرسوله. اما الطاعة فليست الا لله جل وعلا. حتى طاعة النبي عليه الصلاة والسلام. انما هي تبع لطاعة الله جل وعلا فان الله هو الذي اذن لطاعته وهو الذي امر بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا معنى الشهادة له بانه رسول الله قال جل وعلا من يطع الرسول فقد اطاع الله. وقال جل وعلا وما ارسلنا من رسول الا باذن الله. فاذا الطاعة الاستقلالية هذه من العبادة وهي نوع من انواع العبادة فيجب افراد الله جل وعلا بها. وغير الله جل وعلا فانما يطاع لان الله جل وعلا اذن بطاعته ويطاع فيما اذن الله به في طاعته. فالمخلوق لا يطاع في معصية الله لان الله لم يأذن ان يطاع مخلوق في معصية الخالق جل وعلا وانما يطاع فيما اطاع الله جل وعلا فيه على النحو الذي يأتي. اذا هذا الباب عقده الشيخ رحمه الله ليبين ان الطاعة من من انواع العبادة بل ان الطاعة في التحليل وفي التحريم هذه هي معنى اتخاذ الارباح حيث قال الله جل وعلا اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما سيأتي من بيان حديث عدي ابن حاتم رضي الله عنه قال رحمه الله باب من اطاع العلماء والامراء العلماء والامراء هم اولو الامر. في قوله جل وعلا واطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر من منكم قال العلماء اولو الامر يشمل من له الامر في حياة الناس. في دينهم وهم العلماء وفي دنياهم وهم راح وقد قال هنا جل وعلا واولي الامر منكم ولم يكرر فعل الطاعة قال ابن القيم وغيره دل هذا على ان طاعة اولي الامر ليست استقلالا وانما يوضع في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فاذا امروا بمعصية فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق والامور الاجتهادية التي ليس فيها نص من هذا الكتاب والسنة فانهم يطاعون في ذلك لما اذن الله به في ذلك ولما في ذلك من المصالح المرئية في الشرع. اذا من اطاع العلماء والامراء هنا ذكر هذا لاجل ان الطاعة نوع من انواع العبادة وهذه العبادة يجب ان يفرد الله جل وعلا بها. فمن اطاع غير الله على هذا النحو الذي ذكره الشيخ فقد اشرك الشرك الاكبر بالله جل وعلا قال من اطاع العلماء والامراء في تحريم ما احل الله يعني في تحريم الذي احل الله. فيكون هناك حلال في الشرع فيحرمونه. يحرمه العالم او يحرمه الامير فيطيعه الناس وهم يعلمون انه حلال لكن يطيعونه في التحريم والحلال يعني الذي احله الله. احله الله اكل الخبز فيقولون الخبز حرام عليكم دينا فلا تأكلوا الخبز تدينا ويحرمونه لاجل ذلك. هذا طاعة لهم في تحريم ما احل الله قال او تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم اربابا او او تحليل ما حرم الله يعني احل ما يعلم ان الله حرمه. حرم الله الخمر فاحله العلماء او احله الامراء. فمن اطاع عالما او اميرا في اعتقادي ان الخمر حلال وهو يعلم انها حرام وان الله حرمها فقد اتخذه ربا من دون الله جل وعلا. اذا هنا فيه هذا الباب حكم وهناك شرط فالحكم قوله في اخره فقد اتخذهم اربابا. وهو جزاء الشر. والشرط قوله من اطاع العلماء والامراء وضابط هذا الشرط ما بينهما. وهو قوله في تحريم ما احل الله. او تحريم او تحليل بما حرمه وهذا يستفاد منه يعني من اللفظ انهم عالمون بما احل فحرموا طاعة بما حرم فاحلوه طاعة لاولئك وقوله في اخره فقد اتخذهم اربابا ذلك لاجل اية سورة براءة قال اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله وحديث عدي بن حاتم في ذلك. والعرباب عراف والرب والاله لفظان يفترقان لان الرب هو السيد الملك المتصرف في الامر والاله هو المعبود وقد سئل المصنف الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عن الفرق بين الاله والرب في مثل هذه السياقات اسعد في نحو قوله ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون؟ وفي نحو قوله اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله ما معنى الربوبية هنا قال الربوبية هنا بمعنى الالوهية بمعنى المعبود لان من اطاع على ذلك النحو فقد عبد لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعديم حين قال انا لسنا نعبدهم تعدي فهم من من كلمة اربابا العبادة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم مقررا لذلك اليس يحرمون الى اخره فهو اقرار منه عليه الصلاة والسلام لان معنى الربوبية هنا العبودية فاذا قال الشيخ رحمه الله حينما سئل قال الالوهية والربوبية او كلمة الرب والاله من الالف التي اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت يعني كلفظ الفقير والمسكين وكلفظ الاسلام والايمان وكنحوهما. لما؟ لان الاله يطلق على والرب جاء في نصوص كثيرة اطلاق الرب على المعبود. كما ذكرنا في الايات وفي الحديث وكقوله عليه الصلاة والسلام في مسائل القبر فيأتيه ملكان فيسألانه من ربك؟ يعني من معبودك لان الابتلاء لم يقع في الرب الذي هو الخالق الرازق المحيي المميت ايضا لفظ الارباب والالهة اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت فقد يطلق على الارباب الهة وعلى الالهة اربع وهل هذا الاطلاق لاجل اللغة؟ يعني ان اصله في اللغة يدخل هذا في هذا وهذا في ذاك ام انه لاجل اللزوم والتضمن الظاهر عندي الاخير وهو انه لاجل اللزوم والتظمن. فان الربوبية مستلزمة للالوهية والالوهية متظمنة للربوبية. فاذا ذكر الاله فقد تظمن ذلك ذكر الرب. واذا فذكر الرب فاستلزم ذلك ذكر الاله. ولهذا قال جل وعلا هنا ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين يعني الهة لاستلزام لفظ الربوبية للالهية وكذلك قوله اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا يعني الهة معبودين كما اتى تفصيله في الحديث قال وقال ابن عباس يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السماء اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر هذا الحديث رواه الامام احمد باسناد صحيح اسناده عن عبدالرزاق عن معمر عن طاووس عن ابن عباس او نحو ذلك وقد ذكر اسناده شيخ الاسلام ابن تيمية في موضع في الفتاوى بنصه ذكر الاسناد والمثن وغالب الذين خرجوا كتاب التوحيد قالوا ان هذا الاثر لا اصل له بهذا اللفظ. وهذه جراءة منهم حيث انهم ظنوا ان كل كتب الحديث بين ايديهم ولو تتبعوا كتب اهل العلم لوجدوا ان اسناده والحكم عليك موجود في كتبهم. المقصود ما اشتمل عليه هذا الاثر وهو قوله يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السماء اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر الواجب على المسلم انه اذا سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلم فقهه او بينه له اهل العلم فانه لا يترك ذلك الحديث والذي فقهه لقول احد كائنا من كان اذا كان الحديث ظاهرا في الدلالة على ذلك. وكان القول الاخر لا دليل عليه. اما اذا كانت المسألة اجتهادية في الحديث من جهة الفهم فهذا مجاله واسع. وابن عباس رضي الله عنهما يحمل كلامه هذا على ان هؤلاء الذين قالوا له او تلك المقالة قالوا له قال ابو بكر وعمر عارضوا قوله في المتعة بقول ابي بكر وعمر الذي هو مناقض لصريح قول النبي صلى الله عليه وسلم. ومعلوم ان ابا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا يذهبان الى ان افراد الحج افضل من التمتع. وابن عباس كان يوجب التمتع ويسوق الادلة في ذلك. وقول ابي بكر وعمر اخذ به طائفة من اهل العلم كمالك وغيره. بل قال طائفة ان افراده الحج وسفره مرة اخرى للعمرة خير له من ان يجمع بين حج وعمرة في سفرة واحدة كما هو اختيار شيخ الاسلام واختيار غيره من المحققين. المقصود من ذلك ان كلام ابن عباس هذا ليس في المسألة الفقهية يعني فقه كلام ابن عباس فيما اراده الشيخ ليس فيما يتعلق بمسألة التمتع والافراط. ولكن في مسألة عموم لفظه وهو انه لا يعارض قول النبي عليه الصلاة والسلام الظاهر معناه بقول احد لا دليل له على قوله ولو كان ذلك القائل ابا بكر وعمر رضي الله عنهما فكيف بمن دونهما من التابعين او من الصحابة فكيف بائمة اهل المذاهب واصحاب اهل المذاهب رحمهم الله تعالى واحترام العلماء واهل المذاهب واجب اجمع اهل العلم على ان من استبانت له سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن له ان يتركها لقول احد كائنا من كاك قال وقال احمد بن حنبل عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحته يذهبون الى رأي سفيان. سفيان ابن سعيد ابن مشروق الثوري احد العلماء المعروفين وكان له مذهب وكان له اتباع. قال الامام احمد عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحتهم يعني في ذلك الحديث الذي تنازعوا فيه ويذهبون الى رأي سفيان فقوله يذهبون الى رأي سفيان يدل على ان سفيان لم يكن له مستند على ما ذهب اليه. وهو عالم من العلماء واحد الزهاد الصالحين المشهورين ولكن قد تخفى في السنة فيكون حكم برأيه او بتقعيد عنده لكن السنة جاءت بخلاف ذلك فلا يسوغ ان يجعل رأي سفيان في مقابل الحديث النبوي على النبي صلى الله عليه وسلم قال والله تعالى يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. تدري ما الفتنة؟ الفتنة في الشرك لعله اذا رد بعض قوله ان يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك. اذا رد بعض قول النبي عليه الصلاة والسلام لقول احد يخشى عليه ان يعاقب فيقع في قلبه زيت. قال الله جل وعلا عن اليهود فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. فهم زاغوا بارادتهم واختيارهم واختيارهم مع بيان الحجج وظهور الدلائل والبراهين. لكن لما زاغوا ازاغ الله قلوبهم عقوبة منه لهم على ذلك وهذا معنى قوله فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة يعني نوع شرك قد يصل ذلك الى الشرك الاكبر بالله جل وعلا اذا كان في تحليل الحرام مع العلم بانه حرام وتحريم حلال مع العلم بانه حلال قال عن علي ابن حاتم انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الاية اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا. الاية فقلت له انا لسنا نعبدهم فيه انه فهم من معنى قوله ارباب انه معناه المعبودين. قال عليه الصلاة والسلام اليس يحرمون ما احل الله؟ فتحرمون ويحلون ما حرم الله فتحلون؟ فقلت بلى. قال فتلك عبادتهم. رواه احمد والترمذي وحسنه هذا الحديث فيه بيان ان طاعة الاحبار والرهبان قد تصل الى الشرك الاكبر واتخاذ اولئك اربابا ومعبودين والاحبار هم العلماء والرهبان هم العباد طاعة الاحبار في التحليل والتحريم على درجتين الدرجة الاولى ان يطيع العلماء او الامراء في تبديل الدين يعني في جعل الحرام حلالا وفي جعل الحلال حراما فيطيعهم في تبديل الدين وهو يعلم ان الحرام قد حرمه الله ولكن اطاعهم تعظيما لهم. فحلل ما حرموه فحلل فحلل ما احلوه طاعة لهم وتعظيما وهو يعلم انه حرام حلل يعني اعتقد انه حلال. وامضى انه حلال وهو حرام في نفسه او حرم تبعا لتحريمهم وهو يعلم ان ما حرموه من الحلال انه غلط وان الحلال حلال ولكنه حرم تبعا لتحريمه هذا يكون قد اطاع العلماء او الامراء في تبديل اصل الدين فهذا هو الذي اتخذهم اربابا وهو الكفر الاكبر والشرك الاكبر بالله جل وعلا وهذا هو الذي صرف عبادة الطاعة الى غير الله ولهذا قال الشيخ سليمان رحمه الله في شرحه لكتاب التوحيد قال الطاعة هنا في هذا الباب بها طاعة خاصة وهي الطاعة في تحليل الحرام او تحريم الحلال. وهذا ظاهر. والدرجة الثانية ان يطيع الحبر او يطيع الامير او يطيعني الرهبان في تحريم الحلال او في تحليل الحرام من جهة العمل اطاع وهو يعلم انه عاصي بذلك ومعترف بالمعصية لكن اتبعهم عملا وقلبه لم يجعل الحلال حراما وقلبه لم يجعل طاعة اولئك في قلبه في قلبهم الحلال حراما متعينا او سائغة ولكن اطاعهم حبا له في المعصية او حبا له في مجاراتهم ولكن في داخله الحلال هو الحلال والحرام هو الحرام فما بدل الدين قال شيخ الاسلام رحمه الله هذا له حكم امثاله من اهل الذنوب. وهاتان الدرجتان هي من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية على هذه الاية هذا وامثاله له حكم امثاله من اهل الذنوب والعصيان. لانه ما اعتقد لانه ما حرم والحلال ولا احل الحرام وانما فعل الحلال وانما فعل الحرام من جهة العصيان. وجعل الحلال حراما من جهة العصيان لا من جهة تبديل اصل الدين والرهبان عبادتهم هي عبادة العباد ويريد الشيخ رحمه الله بذكر الرهبان وباراده للاية التنبيه على ان الطاعة في في تحليل الحرام وتحريم الحلال جاءت ايضا من جهة الرهبان من جهة الرهبان وهذا عند المتصوفة والطرق الصوفية واهل الغلاة واهل الغلو في التصوف والغلاة في تعظيم رؤساء فانهم اطاعوا مشايخهم وعباد. والعباد والاولياء الذين زعموا انهم اولياء اطاعوهم في تغيير الملة فهم يعلمون ان السنة هي كذا وكذا. وان خلافها بدعة. يعلمون ذلك فاطاعوا تعظيما للشيخ تعظيما للعابد او يعلمون ان هذا شرك في القرآن والدلائل عليه ظاهرة لكن تركوه واباحوا غيره واحلوا تركوه واباحوا ذلك الشرك واحلوه لان شيخهم ومقدمهم ورئيس طريقتهم احله. وهذا كان في نجد كثيرا ابان طهور الشيخ بدعوته وهو موجود في كثير من الامصار. وهو نوع من اتخاذ اولئك العباد اربابا من دون الله جل وعلا وهذا المقام ايضا فيه تفصيل على نحو الدرجتين اللتين ذكرتهما عن شيخ الاسلام رحمه الله. نعم باب قول الله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى طاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا. واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا. فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا وتوفيقا وقوله واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. وقوله ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها وادعوه خوفا وطمعا. ان رحمة الله قريب من المحسنين. وقوله افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. وعن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. قال النووي حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح. وقال الشعبي كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة. فقال اليهودي نتحاكم الى محمد صلى الله عليه وسلم. لانه لانه عرف انه لا يأخذ الرشوة. وقال المنافق نتحاكم الى يهود لعلمه انهم يأخذون الرشوة فاتفقا على ان يأتي كاهنا في جهينة فيتحاكما اليه فنزلت الم تر الى الذين يزعمون الاية وقيل نزلت في رجلين اختصما فقال احدهما نترافع الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال الاخر الى كعب ابن اشرط ثم ترافعا الى عمر فذكر له احدهما القصة فقال للذي لم يرضى برسول الله صلى الله عليه وسلم اكذلك قال نعم فضربه بالسيف فقتله هذا الباب من الابواب العظيمة المهمة في هذا الكتاب وذلك لان افراد الله جل وعلا بالوحدانية في ربوبيته وفي الهيته يتضمن ويقتضي ويستلزم جميعا ان يفرد في الحكم فكما انه جل وعلا لا حكم الا حكم لا حكم الا حكمه في ملكوته فكذلك يجب ان يكون لا حكم الا حكمه في ما يتخاصم فيه الناس. وفي الفصل بين الناس. الله جل وعلا هو كم؟ واليه الحكم سبحانه وتعالى قال جل وعلا فالحكم لله العلي الكبير وقال جل وعلا ان الحكم الا لله. فتوحيد الله جل وعلا في الطاعة وتحقيق شهادة لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لا يكون الا بان يكون العباد محكمين لما انزل الله جل وعلا على رسوله. وترك تحكيم ما انزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم بالحكم بحكم الجاهلية بحكم القوانين او بحكم سواليف البادية او بكل حكم مخالف لحكم الله جل وعلا هذا من الكفر الاكبر بالله جل جلاله. ومما يناقض كلمة التوحيد اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لهذا عقد الشيخ رحمه الله هذا الباب ليبين ان الحكم بما انزل الله فرض وان ترك الحكم بما انزل الله وتحكيم قيمتي غير ما انزل الله في شؤون المتخاصمين وتنزيل ذلك منزلة القرآن ان ذلك شرك اكبر لله جل وعلا وكفر مخرج من ملة الاسلام. قال الامام الشيخ محمد ابن ابراهيم رحمه الله في اول تحكيم القوانين ان من الكفر الاكبر المستبين. تنزيل القانون اللعين منزلة ما نزل الروح الامين على قلب سيد المرسلين يكون حكما بين العالمين مناقضة ومحادة لما نزل من رب العالمين او نحو ما قال رحمه الله تعالى. فلا شك ان افراد الله وافراد الله بالحكم وتحقيق شهادة ان لا اله الا الله محمد رسول الله يقتضي الا يحكم الا ابي شرف. فلهذا الحكم بالقوانين الوضعية او الحكم بسواليف البادية. هذا كله من الكفر الاكبر بالله جل وعلا وتحكيم القوانين كفر بالله جل وعلا لقوله تعالى هنا في هذه الاية الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت. فاذا هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة وهي ان التحاكم الى غير شرع الله هذا قدح في اصل التوحيد. وان الحكم بشرع الله واجب وان تحكيم القوانين او سواء البادية او امور الجاهلية هذا مناف لشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فان من مقتضيات شهادة ان محمدا رسول الله ان يطاع فيما امر وان يصدق فيما اخبر وان يجتنب ما عنه نهى وزجر والا يعبد الله الا بما شرع. فالحكم بين المتخاصمين هذا لا لابد ان يرجع فيه الى حكم من خلق المتخاصمين ومن خلق الارض والسماوات. فالحكم الكوني القدري لله جل لو على فذلك الحكم الشرعي لله جل وعلا فيجب ان يكون العباد ليس بينهم الا تحكيم امر الله جل وعلا اذ ذلك هو حقيقة التوحيد في طاعة الله جل وعلا في مسائل التخاصم بين الخلق قال رحمه الله باب قول الله تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك. قوله يزعمون يدل على انهم كذبة. فلا يجتمع الايمان مع ارادة الحكم. والتحاكم الى الطاغوت. قال دون ان يتحاكموا الى الطاغوت. وقوله يريدون هذا ضابط مهم. وشرط في نفي اصل الايمان عمن حاكم الى الطاغوت. فان من تحاكم الى الطاغوت قد يكون بارادته وهي الطواعية والاختيار والرغبة في ذلك وعدم الكراهة. وقد يكون بغير ارادته. بان يكون مجبرا على ذلك وليس له في ذلك اختيار وهو كاره لذلك. فالاول هو الذي ينتفي عنه الايمان لا يجتمع الايمان بالله وبما انزل الى النبي صلى الله عليه وسلم وما انزل من قبله مع ارادة التحاكم الى الطاغوت. فالارادة شرط لان الله جل وعلا جعلها في ذلك مساق في الشرط فقال يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت. وان يتحاكموا هذا مصدر يعني يريدون تحاكم الى الطاغوت والطاغوت اسم لكل ما تجاوز به العبد حده من متبوع او معبود او مطاق. قال جل وعلا وقد امروا ان يكفروا به. يعني ان يكفروا بالطاغوت ان يكفروا بكل تحاكم الى غير شرع الله جل وعلا. فالامر بالكفر بالتحاكم الى الطاغوت هذا امر واجب من افراد التوحيد ومن افراد تعظيم الله جل وعلا في ربوبيته فمن تحاكم الى الطاغوت بارادته فهذا انتفع عنه الايمان اصل كما دلت عليه الاية. قال وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا فاذا دل ذلك على ان هذا من وحي الشيطان ومن تسويله. قال وقوله واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون الافساد في الارض تحكيم غير شرع الله وبالاشراك بالله فالارض اصلاحها بالشريعة وبالتوحيد. وافسادها بالشرك بانواعه. الذي منه الشرك الطاعة. ولهذا ساق الشيخ هذه الاية تحت هذا الباب لاجل ان يبين لك ان صلاح الارض بالتوحيد الذي منه افراد الله جل وعلا بالطاعة. والا يحاكم الا الى شرعه. وان افساد الارض بالشرك الذي منه ان يجعل حكم غير الله جل وعلا جائزا في التحاكم اليه قال وقوله ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها. والاية التي قبلها واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. ظاهر في ان من خصال المنافقين انهم يسعون في الشرك وفي وسائله وافراده ويقولون انما نحن مصلحون وفي الحقيقة انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون لانهم اذا ارادوا الشرك ورغبوا فيه وتحاكموا الى غير شرع الله فان ذلك هو الفساد والسعي فيه سعي في الافساد. قال وقوله افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون. الجاهلية يحكم بعضهم على بعض. يعني البشر تسن شريعة فيجعلها حاكمة. والله جل وعلا هو الذي خلق العباد وهو اعلم بما يصلحهم وما فيه العدل في الفصل بين تخاصماتهم والفصل في اقضيتهم خصوماتهم. فمن حاكم الى الى شرائع الجاهلية فقد حكم البشر ومعنى ذلك انه اتخذه مطاعا من دون الله او جعله شريكا لله جل وعلا في عبادة الطاعة. والواجب ان العبد يجعل حكمه وتحاكمه الى الله جل وعلا دون ما والله جل وعلا حكمه هو احسن الاحكام افغير الله ابتغي حكما وقال هنا ومن احسن من الله حكما لقوم فدل على ان حكم غيره انما هو كما قال طائفة زبالة اذهان ونحاتة افكار لا تساوي شيئا عند من عقل تصرف الله جل وعلا في ملكه وملكوته وان ليس ثم حكم الا حكم الرب جل وعلا هذه المسألة وهي مسألة التحاكم الى غير شرع الله من المسائل التي يقع فيها خلق كثير خاصة عند الشباب ذلك في هذه البلاد وفي غيرها وهي من اسباب التفرغ المسلمين لان نظر الناس فيها لم يكن واحدا والواجب ان يتحرى طالب العلم ما دلت عليه الادلة وما بين العلماء من معاني تلك الادلة وما فقهوه من اصول الشرع والتوحيد وما بينوه في تلك المسائل ومن اوجه الخلط في ذلك انهم جعلوا المسألة في مسألة الحكم والتحاكم واحدة. يعني جعلوها صورة واحدة وهي متعددة الصور فمن صورها ان يكون هناك تشريع لتقنين مستقل يضاهى به حكم الله جل وعلا. يعني قانون مستقل يشرع هذا التقنين من حيث وضعه كفر والواضع له يعني المشرع و السام لذلك وجاعل هذا التشريع منسوبا اليه وهو الذي حكم بهذه الاحكام هذا المشرع تافه وكفره ظاهر لانه جعل نفسه طاغوتا فدعا الناس الى عبادته وهو راض الطاعة وهناك من يحكم بهذا التقنين. هذي حالة ثانية المشرع حالة ومن يحكم بذلك تشريع حاله ومن يتحاكم اليه حالة ومن يجعله في بلده من جهة الدول هذه حالة رابعة. وصارت عندنا الاحوال اربع المشرع ومن اطاعه في جعل الحلال حراما والحرام حلالا ومناقضة شرع الله هذا كافر ومن اطاعه في ذلك فقد اتخذه ربا من دون الله والحاكم بذلك الحاكم بذلك التشريع فيه تفصيل فان حكم مرة او مرتين او اكثر من ذلك ولم يكن ذلك ديدنا له وهو يعلم انه عاصي يعني من جهة القاضي الذي حكم يعلم انه عاص وحكم بغير شرع الله فهذا له حكم امثاله من اهل الذنوب. ولا يكفر حتى يستحل ولهذا تجد ان بعض اهل العلم يقول الحكم بغير شرع الله لا يكفر فيه الا اذا استحل وهذا صحيح ولكن لا تنزل هذه الحالة على حالة التقنين والتشريط فالحاكم كما قال ابن عباس كفر دون كفر ليس الذي يذهبون اليه هو كفر دون كفر. يعني لمن حكم في مسألة او في مسألتين بهواه بغير شرع الله وهو يعلم انه عاص ولم يستحي. هذا كفر دون كفر اما الحاكم الذي لا يحكم بشرع الله بتاتا ويحكم دائما ويلزم الناس بغير شرع الله فهذا من اهل العلم من قال يكفر مطلقا ككفر الذي سن القانون لان الله جل وعلا قال يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت. فجعل الذي يحكم بغير شرع الله مطلقا جعله طاغوتا. وقال وقد امروا ان يكفروا به ومن اهل العلم من قال حتى هذا النوع لا يكفر حتى يستحل. لانه قد يعمل ويحكم وهو في نفسه عاصي فله حكم امثاله من المدمنين على المعصية الذين لم يتوبوا منها والقول الاول من ان الذي يحكم دائما بغير شرع الله ويلزم الناس بغير شرع الله انه كافر هو الصحيح عندي وهو قول الجد الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله في رسالة التحكيم القوانين. لانه لا في الواقع من قلب قد كفر بالطاغوت. بل لا يصدر الا ممن عظم القانون وعظم الحكم بالقانون الحال الثالثة حال المتحاكم الحالة الاولى ذكرنا حال المشرع حال الثاني حال المتحاكم حال الحاكم الحالة الثالثة حال المتحاكم يعني الذي يذهب هو وخصمه يتحاكمون الى قانون. فهذا فيه تفصيل ايضا. وهو ان كان يريد التحاكم له رغبة في ذلك ويرى ان الحكم بذلك سائغ وهو يريد ان يتحاكم الى الطاغوت ولا يكره ذلك فهذا كافر ايضا لانه داخل في هذه الاية ولا يجتمع ذلك كما قال العلماء ارادة الحكم ارادة التحاكم الى الطاغوت مع بالله بل هذا ينفي هذا والله جل وعلا قال الم تر الى الذين يزعمون الحالة الثانية انه لا يريد التحاكم ولكنه حاكم اما باجباره على ذلك كما يحصل في البلاد الاخرى انه يجبر ان يحظر مع خصمه الى قانوني الى قاظ يحكم بالقانون او انه علم ان الحق له في الشرع فرفع الامر الى القاضي في القانون لعلمه انه يوافق حكم الشرع فهذا الذي رفع امره في الدعوة على خصمه الى قاظ قانوني لعلمه ان الشرع يعطيه حقه وان القانون وافق الشرع في ذلك فهذا الاصح ايضا عندي انه جائز وبعض اهل العلم يقول يتركه ولو كان الحق له. والله جل وعلا وصف المنافقين بقوله وان يكن لهم الحق يأتوا اليه مذعنين. الذي يرى ان الحق ثبت له في وما اجاز لنفسه ان يترافع الى غير الشرع الا لانه يأتيهما جعله الله جل وعلا له مشروعا فهذا لا يدخل في ارادة التحاكم الى الطاغوت فهو كاره ولكن انه حاكم الى الشرع فعلم ان الشرع يحكم له فجعل الحكم الذي عند القانون جعله وسيلة لايصال الحق الذي ثبت له شرعا اليه هذه ثلاثة احوال. الحال الرابع حال الدولة التي تحكم بغير الشرع تحكم بالقانون. الدول التي تحكم بالقانون ايضا بحسب كلام الشيخ محمد بن ابراهيم وتفصيل الكلام في هذه المسألة في فتاويه قال او مقتضى كلامه وحاصله ان الكفر القانون فرض وان تحكيم القانون في الدول ان كان خفيا نادرا العرظ عرظ اسلام يعني الدولة دولة اسلام فيكون له حكم امثاله من الشركيات التي تكون في الارض. قال وان كان ظاهرا فاشيا فالدار دار كفر يعني الدولة دولة كفر فيصبح الحكم على الدولة راجع الى هذا التفصيل. ان كان تحكيم القانون قليلا وخفيا فهذا لها حكم امثالها من الدول الظالمة او التي لها ذنوب صيام وظهور او وجود بعظ الشركيات في دولتها وان كان ظاهرا فاشية الظهور يضاده الخفاء. والفشو يضاده القلة. قال فالدار دار كفر. وهذا التفصيل هو صحيح لاننا نعلم انه في دول الاسلام صار هناك تشريعات غير موافقة لشرع الله جل وعلا العلماء في الازمنة الاولى ما حكموا على الدار بانها دار كفر. وعلى ولا على تلك الدول بانها دول كفرية. ذلك لان الشرك له اثر على الدار. اذا قلنا الدار يعني الدولة. فمتى كان ظاهرا فاشيا؟ فالدولة دولة كفر. ومتى كان قليلا خفيا فالدولة او كان قليلا ظاهرا وينكر فالارض ارض اسلام والدار دار اسلام وبالتالي الدولة دولة اسلام فهذا التفصيل يتضح به هذا المقام وبه تجمع بين كلام العلماء ولا تجد مضادة بين قول عالم وعالم ولا انتبه المسألة ان شاء الله تعالى وبقية الباب واضح في ضوء ما ذكرنا من التفصيل ونقف عند قوله باب من جحد شيئا من الاسماء والصفات وصلى الله وسلم وبارك على نبينا امد وانا عاجل بعض الشيء فارجو الاذن