المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الثامن والعشرون باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه. في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان نخنع اسم عند والله رجل تسمى ملك الاملاك لا مالك الا الله. قال سفيان مثل شاهان شاه. وفي رواية اغيظ رجل على يوم القيامة واخبثه وقوله اخنع يعني اوظع باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه التوحيد يقتضي من الموحد المؤمن بالله جل وعلا ان يعظمه وان لا يجعل مخلوقا في منزلة الله جل وعلا فيما يختص به وتارة يجعل المخلوق في منزلة الله شبهة وصف قام به او شيء عليه ككون ككون القاضي هو رئيس القضاة او اعلم القضاة فيجعل فيجعل في اللفظ والتسمية قاضيا للقضاة فلهذا نبه الشيخ رحمه الله على ان التسمي بالاسماء التي معناها انما هو لله جل الو ان هذا لا يجوز التوحيد يقتضي الا يوصف بها الا الله والا يسمى بها الا الله جل وعلا. فتسمية غير الله بتلك كالاسماء التي ستأتي لا تجوز ومحرم بل هي اخنع الاسماء واوظع تلك الاسماء وابغظ الاسماء الى الله جل جلاله قال باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه. قوله التسمي يشمل ما اذا سمى نفسه او سماه غيره به فرضي اما اذا سماه غيره به فلم يرضى فانه لا يدخل في الذنب لعدم الرضا. فاذا سمي بذلك فيلحق الوعيد المسمي ومن رضي بذلك الاسم بقاضي القضاة ونحوه ونحو قاضي القضاة مثل ملك الاملاك شاهان شاه ونحو ذلك القضاة كثيرون قاضي القضاة هو الذي يقضي بين القضاة تقول قاضي المسلمين يعني الذي يقضي بين المسلمين. قاضي الرياض يعني الذي يقضي في الخصومات التي بين اهل الرياض فقاضي القضاة لفظ حقيقة معناه الذي يقضي بين القضاة. وهذا انما هو لله جل جلاله هو الذي يقضي بين العباد بين القضاة وبين العبيد. فهو قاضي القضاة على الحقيقة سبحانه وتعالى. فيخبر عنه بذلك. لان قاضي القضاة ليست من اسماء البشر فالذي يقضي بين القضاة هو الله جل جلاله. والذين اطلقوا هذه التسمية على كبير او على كبير العلماء لا يعنون بها ان ذاك يقضي بين القضاة. وانما يعنون بها انه وصل الى مرتبة في القضاء او في العلم اعلى من درجة القاضي. فصار قاضي القضاة كما شاع في الزمن المتأخر في الدولة العثمانية انهم يسمون المفتي شيخ الاسلام. ووكيل المفتي وكيل شيخ الاسلام. تسمية خاصة وهذا انتشر في بلاد المسلمين اعني التسمية بقاضي القضاة ونحوه من نحو القرن الرابع الهجري الى اوقات متأخرة قريبة من هذا الزمان فاذا الواجب على العبد الا يجعل هذه التسمية جارية على لسانه ولا ان يرضى بها. كذلك ما لك لا او شاهان شاه يعني ملك الاملاك هذا فيه تسمية البشر بما يختص بالله. فان الاملاك الذي يملكها هو الله جل الاملاك واسعة وانما البشر يطلق عليه انه مالك للشيء المعين. وليس مالكا لكل شيء. فالذي كل شيء هو الله وحده. والبشر يملكون بالاضافة بعض الاشياء وكذلك الملك بالظم وهو نفاذ الامر والسيطرة فانه يكون في بعظ الارظ وليس في كل الارظ. فالذي يقال عنه ملك او مالك اذا كان يملك ملكا او ملك اذا كان يملك ملكا بمعنى نفاذ الامر ويضاف الى بقعته. فيقال من المملكة العربية السعودية ملك الاردن ونحو ذلك. واما الاطلاق العام ملك الاملاك او شاه شاه فان الاملاك منها ما هو على الارض ومنها غير ذلك. وهذا انما هو لله جل وعلا. فالتوحيد يوجب الا يتسمى بذلك احد والا يرضى بتسمية احد بذلك حتى لو وجدته في بعض الكتب فلا تنقله كما وجدته. وقد يغلط بعض قد يغلط بعض الباحثين وبعض طلبة العلم فينقل قولا عن بعض اهل العلم المتقدمين ممن يتجوزون في مثل هذه الالفاظ وفيه وقال قاضي القوات كذا وكان قاضي القضاة كذا ولا يغيره والواجب ان يغيره تعظيما لله جل وعلا. وامانة النقل التي يدعون هنا هي في مرتبة دون توحيد الله جل وعلا بكثير كثير. فالواجب تغيير ذلك وهذا من توحيد الله تغيير اشتراك غير الله اشتراك الخلق مع الله جل وعلا في حقه فيما يزعمه بعض الخلق قال وهنا في الصحيح عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان نخلع اسم عند الله رجل تسمى ملك الاملاك اقنع يعني اوظع احقر وابعد الاسماء عند الله رجل تسمى ملك الاملاك. لا مالك الا الله. وهذا حصر لا مالك الا الله يعني الملك او الملك لا ما لك الا الله يعني الملك انما هو لله وحده وهناك فرق بين مالك وملك فمالك اسمه فاعل من الملك ملك الشيء يعني اقتناه وصار مختصا به من الملك وهذا راجع الى التصرف بالاعيان وعم الملك بالظن فالاسم منه الملك وهو الذي ينفذ امره ونهيه فيرجع اسم الملك او الملك الى المعاني. وصار عندنا ملكا وملكا. الملك راجع الى الاعيان والملك راجع الى المعاني هذا في قول عددا من محققي اهل اللغة قال سفيان مثل شاهان شاه وفي رواية اغيب رجل على الله يوم القيامة واخبثه وسببه كونه اغيظ رجل واخبث رجل انه جعل نفسه مماثلة لله جل وعلا في الحق بهذه التسمية. نعم. باب احترام اسماء الله تعالى وتغيير الاسم لاجل ذلك عن ابي شريح انه كان يكنى ابا الحكم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان الله هو الحكم واليه الحكم. فقال ان قومي اذا اختلفوا في شيء اتوني فحكمت بينهم. فرضي كلا الفريقين فقال ما احسن هذا؟ فما لك من الولد؟ قال شريح ومسلم وعبدالله قال فمن اكبرهم؟ قلت قلت شريح؟ قال فانت ابو شريح رواه ابو داوود رواه ابو داوود وغيره باب احترام اسماء الله تعالى وتغيير الاسم لاجل ذلك هذا الباب فيه الارشاد الى الادب الذي يجب ان يصدر من قلب الموحد ومن لسانه ثالثا فان الموحد متعذب مع الله جل جلاله. ومتأدب مع اسمائه. متأدب مع صفاته متأدب مع دينه فلا يهزل مثلا بشيء فيه ذكر الله ولا يلقي الكلمة عن الله جل وعلا هكذا دون ان يتدبر ما فيها. وكذلك لا يسمي لا يسمي احدا باسماء الله. جل وعلا ويغير الاسم لاجل هذا فاسماء الله جل وعلا يجب احترامها ويجب تعظيمها ومن احترامها ان يجعل ما لا يصلح الا لله منها لله وحده والا يسمى به البشر. قال باب احترام اسماء الله تعالى هذا الاحترام قد يكون مستحبا من جهة الادب وقد يكون واجبا. فاسماء الله تعالى يجب احترامها بمعنى يجب الا تمتهن ويستحب احترامها ايضا فيما كان من الادب ان لا يوصف به غير الرب جل وعلا وهذا راجع الى تعظيم شعائر الله جل جلاله قال سبحانه ومن يعظم شعائر فانها من تقوى القلوب. وقال جل وعلا ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. قال اهل العلم شعائر جمع شعيرة وهي كل ما اشعر الله بتعظيمه. قل ما اشعر الله اعلم بتعظيمه فهو شعيرة. ومما اشعر الله بتعظيمه اسماء الله جل وعلا. فيجب احترامها وتعظيمها بهذا يستدل اهل العلم على وجوب الا تمتهن اسماء الله من جهة وجودها في الجرائد او في الاوراق وان ترمى او ان توضع في بمكان في امكنة قذرة يستدلون على وجوب احترام ما فيه اسم من اسماء الله بهاتين الايتين وبالقاعدة اما في ذلك فاذا احترام اسماء الله تعالى من الادب الذي قد يكون واجبا وقد يكون مستحبا. وتغيير الاسم لاجل ذلك ساق فيه هذا الحديث وهو قوله عن ابي فريح انه كان يكنى ابا الحكم يكنى هي الفصيحة اما يكنى فهذه ضعيفة. تقول فلان يكنى بكذا. اما يكنى فليست بجيدة. لان يكنى هي التي كان عليها غالب الاستعمال. فيما ذكره اهل اللغة يكنى ابا الحكم الحكم من اسماء الله جل وعلا والله جل وعلا لم يلد ولم يولد تكنيته بابي الحكم غير لائقة لان الحكم من اسماء الله والله جل وعلا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد هذا من جهة ومن جهة اخرى ان الحكم وهو بلوغ الغاية في الحكم ان هذا فيما فيه فصل بين المتخاصمين راجع الى من له الحكم وهو الله جل جلاله. واما البشر فانهم لا يصلحون ان يكونوا حكاما او ان يكون الواحد منهم حكما على وجه الاستقلال ولكن يكون حكما على وجه التبع ولهذا انكر النبي عليه الصلاة والسلام عليه هذه التسمية فقال له ان الله هو الحكم ودخول هو بين لفظ الجلالة وبين اسمه الحكم يدل على اختصاصه بذلك كما هو مقرر في علم المعاني لان هو هذا ضمير عماد او ظمير فصل لا محل له من الاعراب. فائدته ان يحصر او ان يجعل الثاني بالاول قال واليه الحكم يعني ان الحكم اليه لا لا غيره فلهذا لفظ الحكم الذي يفيد استغراء صفات الحكم هذا ليس الا الى الله جل وعلا. ذاك الرجل علل فقال ان قومي اذا اختلفوا في شيء اتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين فقال ما احسن هذا ما احسن هذا راجع لا الى الحكم راجع الى الصلح. وهو ان يصلح بينهم فيرضى الى الفريقين فحكم بينهم هل حكم بينهم بالشرع؟ ام حكم بينهم بما عنده؟ يعني بما يراه الجواب انه حكم بينهم بما يراه ولو كان الحكم بينهم بالشرع لجاز اطلاق الحكم على من يحكم بين المتخاصمين بالشرع اما اطلاقه على على الفاصل بين المتخاصمين بغير الشريعة فان هذا مخالف للادب. قال فقال ما احسن هذا فما لك من الولد؟ قلت شريح ومسلم وعبدالله قال فمن اكبرهم؟ قلت سريف قال فانت ابو شريح لهذا نقول من الادب الا يسمي احدا بالحكم او الحاكم او نحو ذلك الا اذا كان منفذا لاحكام الله جل جلاله لهذا قال سبحانه وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها سمى المبعوث من هذا وهذا حكما لانهما يحكمان بالشرف. فالذي يحكم بما حكم الله الذي هو الحكم يقال له حكم لانه حكم بحكم من له الحكم. وهو الله جل جلاله فيسوء اطلاق ذلك ولا بأس به لان الله جل وعلا وصف من يحكم بشرعه بانه حاكم. والذين يقومون بانهم حكام وهم القضاة. قال جل وعلا في سورة البقرة وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون. قال وتدعو بها الى وهو جمع الحاكم صاغ اطلاق ذلك لانه يحكم الشرف المقصود بذلك ان الادب في هذا الباب الا يسمى احد بشيء يختص الله الله جل وعلا به. ولذلك اتبع هذا الباب الباب الذي قبله لاجل هذه المناسبة. فتسمية ملك الاملاك مشابهة لتسمية ابى الحكم من جهة ان في كل منهما اشتراك في التسمية لكن فيها اختلاف ان ابا الحكم راجع الى شيء يفعله هو وهو انه يحكم فيرضون بحكمه. وذاك ملك الاملاك في ادعاء ليس له شيء. ولهذا كان اخنع اسم عند الله جل جلاله. نعم