يعصي بها العبد ربه الا وسببها طاعة الشيطان. او طاعة الهوى وذلك نوع تشريع وهذا هو الذي حصل من ادم وحواء عليهما السلام. فهذا لا يقتضي نقصا في مقامهما ولا المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد قديش الثلاثون؟ نعم بسم الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى فلما فلما اتاهما جعلا له شركاء فيما اتاهما فتعالى الله عما يشركون. قال ابن حزم اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغيره لله كعبد عمر وعبد الكعبة وما اشبه ذلك حاشا عبد المطلب. وعن ابن عباس في الاية قال لما تغشاها قال لما تغشاها ادم حملت فاتاهما ابليس فقال اني صاحبكما الذي اخرجتكما من الجنة لتطيعانني او ليجعلن له قرنيئيا فيخرج من بطنه فيشقه ولافعلن ولا افعلن يخوفهما سمياه عبد الحارث فابيا ان مطيعاه فخرج ميتا ثم حملت فأتاهما فقال مثل قوله فابيا ان يطيعاه فخرج ميتا ثم حملت فأتاه فذكر لهما فادركهما حب الولد فسمياه عبد الحارث. فذلك قوله جعلا له شركاء فيما اتاهما رواه ابن ابي حاتم وله بسند صحيح عن قتادة قال شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته. وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله لئن اتيتنا صالحا قال اشفقا الا يكون انسانا وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حق حمده واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله رسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد فهذا الباب ترجمه المصنف الامام رحمه الله تعالى بقوله باب قول الله تعالى فلما اتاهما جعلا له شركاء فيما اتاهما. فتعالى الله عما يشركون مناسبة هذا الباب للابواب قبله انها انه وتلك الابواب في معنى واحد وذلك المعنى ان شكر نعمة لله جل وعلا فيما انعم به يقتضي ان تنسب اليه جل وعلا وعن يحمد عليها ويثنى عليه بها وان تستعمل في مراضيه جل وعلا وان يتحدث بنعمة الله الذي ينسب النعم الى نفسه. هذا لم يحقق التوحيد فانه جمع بين ترك تعظيم الله جل وعلا وما بين ادعاء شيء ليس له كذلك الذي يعتقد في غيره انه هو المنعم عليه كقول القائل لولا فلان لم يكن كذا او نحو تلك العبارات اراك التي تدخل في قوله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وفي قوله يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها هذه وامثالها راجعة الى عدم شكر النعمة من شكر النعم ان الله جل وعلا اذا انعم على عبد بولد وجعله سليما معافى ورزقه بتلك النعمة التي هي نعمة الولد ان يشكر الله عليها ومن عدم شكر النعمة تلك ونسبتها الى غير الله ان يعبر الولد لغير الله جل وعلا ان هذا مضاد الاعتراف بان المنعم بذلك الولد هو الله جل جلاله. وقد يصل ذلك الى حد الشرك الاكبر اذا عبد الولد لولي او لعبد صالح وهو يعني حقيقة العبودية التي هي ان هذا عبد لذاك لان ذاك اله. كمن يعبد بعض المشايخ فيقول عبد السيد ويعنون به السيد البدوي ويقولون عبد زينب وعبد علي وعبد عمرو ونحو ذلك من اسماء التي فيها اعتقادات من عبد لغير الله جل وعلا فان هذا ينافي شكر النعمة لهذا اتبع الشيخ رحمه الله هذا الباب في الابواب قبله لما لما يشترك معها في هذا المعنى وان الواجب على ان يحقق التوحيد وعن لا ينسب النعم لغير الله جل وعلا. فان وقعت منه ذلك فالواجب عليه ان يبادر بالتوبة والا يقيم على ذلك. قال باب قول الله تعالى فلما اتاهما صالحا جعل اله شركاء فيما اتاهما. فتعالى الله عما يشركون قوله فلما اتاهما صالحا. الضمير هنا يرجع الى ادم وحواء الذي عليه عامة السلف ان القصة في ادم وحواء حتى قال الشارع الشيخ سليمان ابن عبد الله رحمه الله قال ان نسبة ذلك الى غير ادم وحواء هو من التفاسير المبتدعة والذي يعرفه السلف ان الظمير يرجع الى ادم وحواء. وسياق الاية لا غير ذلك الا باوجه من التكلف ولهذا الامام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله اعتمد هذا الذي عليه عامة السلف ففسر هذه الاية بان المراد بها ادم وحواء. فلما اتاهما يعني اتى الله ادم وحواء صالحة. وقوله صالحا يعني من جهة الخلقة. لانه كان يأتيهما ولد فيموت او يكون معيبا فيموت. فالله جل وعلا رزقهما هذا الولد الصالح السليم في في السليم في بنيته وكذلك هو صالح لهما من جهة نفعهما. قال جل وعلا جعلا له جعل يعني ادم وحواء يعني لله جل وعلا شركاء فيما اتاهما وكلمة شركاء جمع الشريك. والشريك في اللغة هو المقصود هذه الاية يعني هذه الاية فيها لفظ الشركاء والمقصود بها معنى الشركة في اللغة. ومعنى الشركة في اللغة اشتراك اثنين في شيء. فجعل لله جل وعلا شركاء فيما اتاهما حيث سميا ذلك الولد عبد الحارث والحارث هو ابليس. ذلك ان ابليس كما سمعتم في القصة هو الذي قال ان لم تسمياه عبد الحارث لافعلن ولا افعلن. ولاجعلن له قرني ايذ وهو ذكروا الوعل في هذا تهديد بان يشق بطن الام فتموت ويموت ايضا الولد فلما رأى رأت حواء ذلك وانها قد مات لها عدة فطون اطاعت الشيطان في ذلك فصارت الشركة شركة في الطاعة. وادم وحواء عليهما السلام قد اطاع الشيطان من قبل حيث امرهما بان يأكلا من الشجرة التي نهاهما الله جل وعلا عنها فوقوع طاعة الشيطان من ادم وحواء عليهما السلام وقوع ذلك منهما لم يكن هذه هي اول مرة ما وقع العصيان قبل ذلك كما جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خدعهما مرتين وهذا هو المعروف عند السلف. فيكون اذا قوله شركاء فيما اتاهما من جهة التشريك الطاعة ومعلوم ان كل عاص مطيع للشيطان وكل معصية لا تصدر من العبد الا وثم نوع تشريك. حصل في الطاعة. لانه اما ان يطيع هواه. واما ان يطيع الشيطان ولهذا قال شيخ الاسلام وغيره من المحققين انه ما من معصية يقتضي شركا بالله جل وعلا. وانما هو نوع تشريك في الطاعة هو المعاصي جائزة يعني في معاصي الصغار جائزة على الانبياء كما هو معلوم عند اهل العلم فان ادم نبي مكلم وصغار الذنوب جائزة على الانبياء ولا تقدح في كمالهم لانهم لا يستقيمون عليها بل يسرعون وينوبون الى الله وينيبون الى الله جل وعلا ويكون حالهم هم بعد ما وقع منهم ذاك اعظم من حالهم قبل ان يقع منهم ذلك لانه يكون لهم مقامات ايمانية اعتراف بالعبودية اعظم واذل وخضوع بين يدي الله جل وعلا اعظم ومعرفة بتحقيق ما يجب لله جل وعلا وما يستحب اعظم. اذا هذه القصة كما ذكرنا صحيحة واثار السلف الكثيرة تدل عليها السياق ايظا سياق الايات في اخر سورة الاعراف يدل عليها. والاشكال الذي اورده بعض اهل التفسير من متأخرين في ان ان ادم وحواء جعل لله شركاء هذا نص الاية ولا يمنع ان التشريك هنا تشريك كما قلنا في ما يدل عليه المعنى اللغوي. ليس شركا اصغر وليس وحاشاهم شركا اعظم من ذلك وانما هو تشريك في الطاعة. كما قال جل وعلا افرأيت من اتخذ الهه واه افانت تكون عليه وكيلا؟ وكما قال ايضا في الاية الاخرى ارأيت من اتخذ الهه هواه واضل الله على علم فكل من جعل هواه متبعا فقد جعله مطاعا. وهذا نوع تأليه لا يقال عبد غير الله او اله غير الله او اشرك بالله جل وعلا. لكن هو نوع تشريف فكل طاعة فيها هذا النوع فكل طاعة للشيطان او للهوى فيها هذا النوع من التشريك اذ الواجب على العبد ان يعظم الله جل وعلا والا يطيع الا امره جل وعلا وامر رسوله صلى الله عليه وسلم ايضا ظاهر ان هذه القصة لا تقتضي نقصا في مقام ادم عليه السلام ولا في مقام حواء بل هو ذنب من الذنوب منه كما حصل لهما اول مرة في الاكل من الشجرة. بل ان اكلهما من الشجرة ومخالفة امر الله جل وعلا اعظم من هذا الذي حصل منهما هنا وهو تسمية الولد عبد الحارث. وذلك ان الخطاب الاول كان من الله جل وعلا لادم مباشرة خاطبه الله جل وعلا ونهاه عن اكل هذه الشجرة هذا خطاب متوجه الى ادم بنفسه وعم هذه التسمية فانه لم ينهى عنها مباشرة وانما يفهم النهي عنها من وجوب حق الله جل وعلا فذاك المقام زاد على هذا المقام من جهة خطاب الله جل وعلا المباشر لادم. وهذا امر معروف عند اهل العلم ولهذا فسر قتادة كلمة شركاء بقوله كما نقل الشيخ حيث قال وله بسند قيح عن قتادة قال شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته. وهذا هو الصحيح في تفسير الاية قال قال الامام قال ابن حزم اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو وعبد الكعبة وما اشبه ذلك حاشا عبد المطلب قول ابن حزم اتفقوا يعني اجمعوا يعني اجمع اهل العلم فيما علمه هو ان التعبيد لغير الله محرم. لان فيه اضافة النعم لغير الله. وفيه ايضا اساءة ادب مع الربوبية والالهية فان تعبيد الناس لغير الله جل وعلا هذا غلط من جهة المعنى وايضا فيه اهتظام او نوع اهتظام لمقام الربوبية فلذلك حرم في هذه الشريعة هذه التسمية بل وفي شرائع الانبياء جميعا. فاتفق اهل العلم على ذلك وان كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو وعبد الكعبة وعبد علي وغير ذلك من الاسماء فان هذا محرم ولا يجوز. وما اشبه ذلك قال حاشا عبد المطلب قوله حاشا عبد المطلب يعني لم يجمعوا عليه فان من اهل العلم قال يكره تكره التسمية بعبد المطلب ولا تحرم لان النبي عليه الصلاة والسلام قال في غزوة حنين انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب. وقالوا جاء في اسماء الصحابة من اسمه عبد ولهذا قالوا لا يحرم وهذا القول ليس صحيح في ان عبد المطلب تكره التسمية به ولا تحرم وما استدلوا به ليس بوجيه. وذلك ان قول النبي عليه الصلاة والسلام انا انا انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب هذا من جهة الاخبار. والاخبار ليس فيه تعبيد مباشر باضافة ذلك المخلوق الى غير خالقه وانما هو اخبار. وباب الاخبار اوسع من باب الابتداء كما هو معلوم. واما تسمية بعض الصحابة بعبد المطلب فالمحققون من الرواة يقولون ان ان من سمي بعبد المطلب صحة اسمه المطلب بدون تعبير ولكن نقل لعبد المطلب لانه شاعت تسمية لعبد المطلب دون المطلب فوقع خطأ في ذلك هو بحث هذا المسائل يطول محله كتب الحديث وكتب الرجال فنمر عن ذلك وقال بعده وعن ابن عباس في معنى الاية قال لما تغشاها ادم حملت فاتاهما ابليس وقال اني صاحبكما الى اخر القصة. قال فذلك قوله جعل له شركاء فيما اتاهما قال رواه ابن ابي حاتم وله بسند صحيح عن قتادة قال شركاء في طاعته ولم يكن في عبادته. وهذا دليل على التفريط بين الشرك الطاعة والشرك في العبادة. الشرك في العبادة كفر اكبر مخرج من الملة. اما الشرك في الطاعة فله درجات. يبدأ من والمحرم وينتهي بالشرك الاكبر. فالشرك في الطاعة درجاته كثيرة ليس درجة واحدة فيحصل شرك في الطاعة فيكون فتكون معصية ويحصل شرك فيكون كبيرة ويحصل شرك في الطاعة ويكون كفر اكبر ونحو ذلك. اما الشرك في العبادة فهو كفر اكبر بالله جل جلاله. ولهذا فرق اهل العلم بين شرك الطاعة وشرك العبادة. مع ان العبادة مستلزمة للطاعة والطاعة مستلزمة ايضا للعبادة. لكن ليس في كل درجاتها قال وله بسند صحيح عن مجاهد في قوله لئن اتيتنا صالحا يعني في الاية قبلها لنكونن من الشاكرين. قال اشفق والا يكون الا يكون انسانا. يعني خاف خاف ان يكون له كما قال الشيطان له قرناعين او خلقته مختلفة او يخرج حيوانا او قردا او نحو ذلك. فقال لان اتيت انا صالحا يعني ولدا صالحا سليما من الافات سليم من الخلقة المشينة وعد بان يكونا من الشاكرين فلما اتاهما صالحا عبدا ذلك الحارث خوفا من ان يكون الشيطان يتسلط عليه بالموت او الاهلاك اخذتهما شفقة الوالد على الولد فكان ذلك خلاف شكر تلك النعمة لان ان من شكر نعمة الولد ان يعبد الولد لله الذي انعم به واعطاه وتفضل به نعم باب قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه الاية. ذكر ابن ابي عن ابن عباس يلحدون في اسمائه يشركون. وعنه سم اللات من الاله والعزى من العزيز. وعن الاعمش يدخلون فيها ما ليس منها باب قول الله تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في اسمائه سيجزون ما كانوا يعملون هذا الباب في وجوب تعظيم اسماء الله الحسنى وان من تعظيمها ان لا يلحد فيها وان يدعى الله جل وعلا بها والاسماء الحسنى هي الحسنة البالغة في الحسن نهايته الخلق يتسمون باسماء لكن قد لا تكون حسنة او قد تكون حسنة ولكن ليست بالغة في الحسن نهايته لان الحسنى في الاسماء يكون رادعا الى ان الصفة التي اشتمل عليها ذلك الاسم تكون حقا في من تسمى بها ويكون قد بلغ نهاية ذلك الوصف الانسان لو تسمع باسم فيه معنى فانه لا ينظر فيه الى ان المعنى قد اشتمل قد اشتملت عليه خصاله. فيسمى صالحا وقد لا يكون صالحا. ويسمى خالدا وقد لا يكون خالدا اما محمدا وقد لا يكون كثير خصال الحمد. وهكذا فان الانسان قد يسمى باسماء لكن لا تكون في حقه حسنا. والله جل وعلا له الاسماء الحسنى. البالغة في الحسن نهايته وهي الاسماء المشتملة على الصفات صفات الكمال والجلال والجمال والقدرة والعزة والجبروت و غير ذلك وله من كل اسم مشتمل على صفة اعلى واعظم الصفة والمعنى الذي اشتملت عليه الصفة والناس واهل العلم اذا فسروا الاسماء الحسنى فانما هو تقريب ليدلوا الناس على اصل المعنى اما المعنى بكماله فانه لا يعلمه احد. الا الله جل جلاله. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام عمي في دعائه لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. فالناس حين يفسرون اسماء الله جل وعلا فانهم يفسرون ذلك بما يقرب الى الافهام المعنى. اما حقيقة المعنى على كماله فانهم لا يعونه لان ذلك من الغيب. وكذلك الكيفية فانها فانهم لا يعونها. لان ذلك من الغيب الله جل وعلا له الاسماء الحسنى والصفات العلى. ومن الاسماء ما لا يكون حسنا الا بقيد مثل الصانع والمتكلم والمريد والفعال او الفاعل ونحو ذلك. فهذه الاسماء لا تكون كمالا الا بقيد في ان يكون متكلما بما شاع اذا شاء بما تقتضيه الحكمة وتمام العدل فهذا يكون محمودا ولهذا ليس من اسماء الله المتكلم. كذلك الصانع قد يصنع خيرا وقد يصنع غير ذلك والله جل وعلا ليس من اسمائه الحسنى الصانع لاشتماله على هذا وهذا. فاذا اطلق من جهة الخبر به ما ما يقيد بالمعنى الذي فيه كمال. كذلك فاعل او فعال فان الفعال قد يفعل اشياء لا توافق الحكمة وقد يفعل اشياء لا يريدها بل مجبر عليها. والكمال ان يفعل ما يريد ولا يكون مجبرا لكمال عزته وقهره. ولهذا قال الله جل وعلا عن نفسه فعال لما يريد. لان تقييد كونه فعالا بما يريد هذا هو الكمال. في اشياء كثيرة من ذلك معروفة في مباحث الاسماء والصفات واسماء الله الحسنى تنقسم باعتبارات من جهة المعنى. قال طائفة من اهل العلم ان منها اسماء الجمال واسماء الجمال لله جل جلاله هي الاسماء المشتملة على حسن في الذات او حسن في المعنى وبر بالعباد والمخلوقين. فيكون من من اسماء الجمال صفات الذات واسم الله الجميل يكون من اسماء الجمال ان من اسماء الجمال البر والرحيم والودود ونحو ذلك والمحسن وما اشبه ذلك ومن اسماء الله ما هو من الجلال. يقال هذه اسماء الجلال. واسماء الجلال لله هي التي فيها ما يدل العباد على جلال الله وهو عظمته وعزته جل وعلا وجلاله حتى يجل. من مثل القهار والجبار القدير العزيز ونحو ذلك والمقيت واشباه هذه الاسماء. فهذه اسماء الجمال اسماء الجلال وهناك اسماء في تقسيمات مختلفة تطلب من كلام ابن القيم رحمه الله او من كلام الشراح فان المقصود اذا ان العبد المؤمن الموحد ان يتعرف الى الله جل وعلا باسمائه صفاته ولا تتم حقيقة التوحيد في قلب العبد حتى يعلم اسماء الله جل وعلا ويعلم صفات الله جل وعلا فان العلم بها تتم به حقيقة التوحيد. والعلم بها على مراتب. منها ان يعلمها اثباتا. يعني يثبت ما اثبت الله لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم فيؤمن ان هذا الاسم من اسماء الله وان هذه الصفة من صفات الله جل وعلا والثاني ان يسأل الله جل وعلا باسمائه وصفاته بما يوافق مطلوبه. لان الاسماء والصفات نتعبد لله جل وعلا بها بان ندعوه بها كما جاء في هذه الاية وسيأتي بيان ذلك ان شاء الله. والثالث من الايمان بالاسماء والصفات ان ينظر الى اثار الله وصفاته في الملكوت اذا نظر الى اثار الاسماء والصفات في الملكوت وتأمل ذلك علم ان كل شيء ما خلى الله باطل. وان الحقيقة ان الحق الثابت اللازم هو الله جل وعلا. واما ما سوى الله فهو باطل وزائل ايل الى الهلاك كل شيء هالك الا وجهه. قال ولله الاسماء الحسنى. اللام هنا في قوله ولله هي لام لام الاستحقاق يعني الاسماء الحسنى البالغة في الحسن نهايته مستحقة لله جل وعلا والله مستحق ذلك قال فادعوه بها يعني اذا علمتم ان الله هو المستحق لذلك وامنتم بذلك فادعوه بها وهذا امر وقوله ادعوه بها بالدعاء هنا فسر بالثناء والعبادة وفسر بالسؤال والطلب. وكلاهما صحيح فاننا ندعو الله بها يعني نحمده ونثني عليه بها فنعبده متوسلين اليه بهذه الاسماء والصفات بالاسماء الحسنى وما اشتملت عليه من الصفات العلى. والثاني ان نسأل بها. يعني اذا كان لنا مطلوب نتوجه الى الى الله فنسأله بتلك الاسماء. بما يوافق المطلوب. فاذا سألنا الله المغفرة نأتي بصفات الجمال. اذا سألنا الله جل وعلا النصرة نأتي بصفات الجلال وهكذا فيما يناسب هناك تفصيلات ايضا لهذا الامر المقصود ان قوله جل وعلا فادعوه بها يعني اسألوه بها او اعبدوه واثنوا عليه بها جل وعلا فيشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة والباء في قوله بها يعني متوسلين بها هي بال وسيلة وذروا الذين يلحدون في اسمائه ذروا يعني يعني اتركوا وهذا يعني ان المسلم واجب عليه ان يبتعد عن حال الذين يلحدون في اسماء الله جل وعلا. والالحاد في اسماء الله هو الميل والعدول بها عن حقائقها الى ما لا يليق بالله جل وعلا. وهذا الالحاد من مراتب الالحاد في اسماء الله وصفاته ان يسمي البشر المعبودين يسميهم باسماء الله كما سمى ولاة من الاله والعزى من العزيز ونحو ذلك ومن الالحاد في اسماء الله ان يجعل لله جل وعلا ولد وعن يضاف المخلوق اليه اضافة الولد الى والده كحال النصارى. هذا نوع من الالحاد في اسماء الله جل وعلا وفي صفاته. ومن الالحاد انكار الاسماء والصفات او انكار بعض ذلك. كما فعلت الجهمية فانهم لا يؤمنون باسم من اسماء الله ولا بصفة من من صفات الله الا الوجود والموجود لان هذه الصفة هي التي يستقيم معها برهانهم بحلول الاعراض في الاجسام ودليل ذلك على الوحدانية كما هو معروف في موضعه ومن الالحاد ايضا والميل بها عن الحق الثابت الذي يجب لله جل وعلا فيها ان تؤول وتصرف عن ظاهرها الى معاني لا يجوز ان تصرف اليها فيكون ذلك من التأويل. والواجب الايمان بالاسماء والصفات واثبات الاسماء والصفات واعتقاد ما دلت عليه وترك التعرض لها بتأويل ونحوه وهذا هو قاعدة السلف. فنؤمن بها ولا اصرفها عن حقائقها بظاهر تأويل او بمجاز او نحو ذلك كما فعل المعتزلة وفعلته الاشاعرة وطوائف. كل هذا نوع من انواع الالحاد. واذا تقرر ذلك فيكون الالحاد اذا منه ما هو كفر ومنه ما هو بدعة بحسب الحال الذي ذكرنا حال الحالة الاخيرة وهي تأويل وادعاء المجاز في الاسماء والصفات هذه بدع الحاد لا يصل لاصحابه الى الكفر. اما نفي وانكار وجحد الاسماء والصفات كحال الجهمية فهذا كفر. وهكذا فعل النصارى ومشركي العرب قال ذكر ابن ابي حاتم عن ابن عباس يلحدون في اسمائه يشركون. يعني يجعلون اللات من الاله فينادون اللات وعندهم انهم نادوا الاله فصار شركا. قال وعنه سم اللات من الاله والعزى من العزيز. وعن الاعمش يدخلون فيها ما ليس منها وهذه مرتبة من مراتب الالحاد في اسماك. لان الله جل وعلا له الاسماء الحسنى فمن ادخل اسما لم يثبت في الكتاب والسنة انه من اسماء الله فقد الحد. لانه مال وعدل عن الحق الذي يجب في الاسماء والصفات الى غيره. والحق هو ان تثبت لله ما اثبته لنفسه. اذ لا احد اعلم بالله من الله جل جلاله وتعاظم شأنه. وكذلك لا احد اعلم من الخلق بالله جل وعلا من رسوله الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم. فمن ادخل فيها ما ليس منها فقد الحد. كمن قال في اسماء الله الماكر والمستهزئ والصانع. وجعل ذلك من الاسماء الحسنى فان هذا لا يجوز. واطلاق هذه الاشياء على الله جل وعلا هذه الاسماء على الله جل وعلا لا يجوز ومنها ما يجوز بتقييد في باب الاخبار و مباحث هذا الباب طويلة لاتصالها بالاسماء والصفات هي معروفة في مبحث توحيد الاسماء نعم