المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الواحد والثلاثون. بعضنا يقال السلام على الله في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا اذا كنا مع النبي الله عليه وسلم في الصلاة قلنا السلام على الله من عباده. السلام على فلان وفلان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولوا السلام لا تقول السلام لا تقول السلام على الله فان الله هو السلام باب لا يقال السلام على الله ومناسبة هذا الباب الباب الذي قبله ان ترك قول السلام على الله هو من تعظيم الاسماء الحسنى ومن العلم بها ذلك ان السلام هو الله جل جلاله والسلام من اسمائه سبحانه وتعالى فهو المتصف بالسلامة الكاملة من كل نقش وعيب وهو المنزه والمبعد عن كل افة او نقص او عيب فله الكمال المطلق في ذاته وصفاته الذاتية وصفاته الفعلية جل وعلا السلام في اسماء الله معناه ايضا الذي يعطي السلامة ويجعل السلامة واثر هذا الاسم في ملكوت الله ان كل سلامة في ملكوت الله من كل شر يؤذي الخلق فانها من اثار هذا الاسم السلام. فانه لكون الله جل وعلا هو السلام فانه يفيض السلامة على العباد. اذا كان كذلك فالله جل جلاله هو الذي يفيض السلام وليس العباد هم الذين يعطون الله السلام. فان الله جل وعلا هو الغني عن خلقه هو الغني بالذات فقراء بالذات. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد. فالعبد هو الذي يعطى السلامة والله جل وعلا هو الذي يسلم. ولهذا كان من الادب الواجب في جناب الربوبية واسماء الله وصفاته الا يقال السلام على الله. بل ان يقال السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. السلام على فلان وفلان. السلام عليك يا فلان ونحو ذلك. فتدعو له بان يبارك باسم الله السلام او ان تحل عليه السلام فاذا وجه مناسبة هذا الباب للذي قبله ظاهرة ومناسبته لكتاب التوحيد ان الادب مع اسماء الله جل وعلا و وصفاته الا يخاطب بهذا الخطاب. والا يقال السلام على الله. لان في هذا نقصا في تحقيق التوحيد تحقيق التوحيد الواجب الا تقال هذه الكلمة لان الله غني عن عباده والفقراء هم الذين يحتاجون الى السلام قال في الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كنا اذا كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا السلام على الله من من عباده السلام على فلان وفلان السلام على الله من عباده قالوها مع كونهم موحدين عالمين بحق الله جل وعلا قالوها ظنا انها تحية لا تحوي ذلك المعنى فجعلوها من باب التحية والتحية في هذه الشريعة مرتبطة بالمعنى. فالسلام على الله من عباده كانهم قالوا تحية لله من عباده وهذا المعنى وان كان صحيحا من حيث القصد لكنه ليس بصحيح من حيث اللفظ. من حيث اللفظ لان اللفظ لا يجوز من جهة ان الله جل وعلا هو السلام كما قال النبي عليه الصلاة والسلام والعباد مسلمون هم الذين يسلمهم الله جل وعلا ويفيض عليهم السلام. وهم الفقراء المحتاجون فليسوا هم الذين يعطون الله السلام فمعنى السلام على الله يعني السلامة تكون على الله من عباده. وهذا لا شك انه وباطل اشاعة في الادب مع ما يجب لله جل وعلا في ربوبيته واسمائه وصفاته. لهذا قال لهم النبي عليه الصلاة والسلام لا تقولوا السلام على الله. فان الله هو السلام. نهاهم وهذا النهي للتحريم ولا يجوز لاحد ان يقول السلام على الله. لان السلام على الله مقتض لاهتظام الربوبية توحيد الاسماء والصفات اذا كان كذلك فما معنى قولك حين تسلم على احد السلام عليك يا فلان او السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فهذه هي تحية المؤمنين في الدنيا وفي الاخرة. تحيتهم يوم يلقونه سلام. قال بعض اهل العلم ان معناها وهذا هو احد المعنيين معنى السلام عليكم يعني كل اسم لله جل وعلا عليكم يعني اسم السلام عليكم. فيكون ذلك تبركا باسماء الله جل وعلا وبصفاته فاسم السلام عليكم يعني اسم الله عليك. فيكون ذلك تبركا بكل الاسماء ومنها اسم الله جل وعلا السلام والثاني ما قاله اخرون من اهل العلم ان قول القائل السلام عليكم ورحمة الله يعني الله يعني السلامة التي اشتمل عليها اسم السلام عليكم نسأل الله ان يفيضها عليه او ان يكون المعنى كل سلامة عليكم مني فانك لن تجد مني الا السلامة وهذا يصدق حين تنكر فتقول سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يعني كل سلامة مني ستأتيك فلن اغفرك في عرضك ولن اغفرك في مالك ولن اغفرك في نفسك وكثير من المسلمين يقول هذه الكلمة وهو لا يعي معناها. كيف انه حين قال لمن اتاه السلام عليكم كانه عاهده وبانه لن يأتيه منه الا السلامة. ثم هو يغفر هذه الذمة. وربما اضره او تناول عرضه او تناول ما له او نحو ذلك. فهذا فيه التنبيه على فائدة مهمة وهو ان طالب العلم بالخصوص بل كل العاقل بعامة اذا نطق بكلام لا بد ان يتبين ما معنى هذا الكلام؟ فكونه يستعمل كلاما لا يعي معناه هذا من العيب وليس من اخلاق الرجال اصلا ان يتكلموا بكلام ولا يعون معناه فيأتي بكلام ثم ينقضه في فعله او في قوله هذا ليس من افعال الذين يعقلون فضلا عن ان يكون من افعال اهل العلم او طلبة العلم الذين يعون عن الله جل وعلا شرعه ودينه فاذا صار هنا قولان وكلا القولين صواب فان قول القائل السلام عليكم يشمل الاول والثاني فتبرك كل اسم من اسماء الله وتبرك باسم الله السلام الذي من اثاره السلامة عليك في دينك ودنياك فهو دعاء لك بالسلامة في الدين وفي الدنيا وفي الاعضاء والصفات والجوارح الى اخر ذلك او ان تكون بالمعنى الثاني كل منهما صحف. نعم باب قول اللهم اغفر لي ان شئت. في الصحيح عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقل احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت ليعزم المسألة فان الله لا مكره له. ولمسلم وليعظم الرغبة فان الله لا يتعاظمه شيء اعطاه قال باب قول اللهم اغفر لي ان شئت حقيقة التوحيد ان يوحد العبد ربه جل وعلا بتمام الذل والخضوع والمحبة وان يتضرع الى الله جل وعلا ويتذلل اليه باظهار فقره التام اليه وان الله جل وعلا هو الغني عما سواه وقول القائل اللهم اغفر لي ان شئت يفهم منه انه مستغن عن ان يغفر له كما يأتي العزيز او المتكبر من الناس فيقول لاخر لا يريد ان يتذلل له فيقول افعل هذا ان شئت يعني ان فعلت ذلك فحسن وان لم تفعل فلست بملح عليك. ولست بذي اكرام. فهو مناف هذا القول مناف لحاجة الذي قالها الى الاخر. ولهذا كان فيها عدم تحقيق للتوحيد ومنافاة لما يجب على العبد في جناب ربوبية الله جل وعلا ان يظهر فاقته وحاجته لربه وانه لا غنى به عن مغفرة الله وعن غنى الله وعن عفوه وكرمه وافظاله ونعمه طرفة عين. فقول القائل اللهم اغفر لي شئت كانه يقول لست محتاجا ان شئت فاغفر وان لم تشاء فلست بمحتاج. وهذا فعل اهل التكبر اهل الاعراض عن الله جل وعلا. ولهذا حرم هذا اللفظ وهو ان يقول احد اللهم اغفر لي ان شئت لهذا ساق الحديث قال في الصحيح عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقل احدكم اللهم اغفر لي ان بالثاء اللهم ارحمني ان شئت ليعزم المسألة. فان الله لا مكره له. ولمسلم وليعظم الرغبة فان الله لا يتعاظمه شيء اعطاه قوله ليعزم المسألة يعني ليسأل سؤال عازم سؤال محتاج سؤال متذلل لا سؤال استغني واستكبر فليعزم المسألة وليسأل سؤال جاد محتاج متذلل فقير يحتاج الى ان يعطى ذلك. والذي على سأل اعظم المسائل وهي المغفرة والرحمة من الله جل وعلا. فيجب عليه ان يعظم هذه المسألة ويعظم الرغبة وان يعزم المسألة فان الله لا مكره له. والله جل وعلا لا احد يكرهه لتمام غناه. وتمام عزته وقهره وجبروته. وتمام كونه مقيتا سبحانه وتعالى. وهذا من اثار الاسماء والصفات لهذا لا يجوز في الدعاء ان يواجه العبد ربه بهذا القول اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت وهذا واظح ظاهر في الدعاء الذي فيه المخاطبة كهذا الخطاب اللهم اغفر لي ان شئت هو يخاطب الله جل وعلا فيقول ذلك ولهذا قال بعض اهل العلم ان هذا يتقيد بالدعاء الذي فيه خطاب اما الدعاء الذي ليس فيه خطاب فيكون التعليق بالمشيئة ليس تعليقا لاجل عدم الحاجة او منبئا عن عدم الحاجة كهذا الدعاء بل هو للتبرك كمن يقول رحمه الله ان شاء الله او غفر الله له ان شاء الله او الله يعطيه من المال كذا وكذا ان شاء الله ونحو ذلك. فهذا قالوا لا يدخل في هذا النوع لانه ليس على وجه الخطاب وليس على وجه الاستغناء ولكن الادب يقتضي الا يستعمل هذه العبارة في الدعاء مطلقا. لانها وان كانت ليست بمواجهة فان داخلة في تعليق الدعاء بالمشيئة. والله جل وعلا لا مكره له. فعموم المعنى المستفاد من قوله ان الله لا مكره له عموم هذا التعليم يشمل هذه وهذه. فلا شك ان قول اللهم اغفر لي ان شئت اعظم ولكن قول القول الاخر داخل ايضا في علة النهي ومعنى النهي ولهذا لا يسوغ استعماله وقول النبي عليه الصلاة والسلام لمن عاده كما رواه البخاري ومسلم وغيرهما قال لمن عاده وقد اصابته الحمى قال طهور ان شاء الله قال بل هي حمى تفور الى اخر كلامك هذا قوله عليه الصلاة والسلام طهور ان شاء الله هذا ليس فيه دعاء وانما هو من جهة الخبر قال يكون طهورا ان شاء الله فهو ليس بدعاء وانما هو خبر فافترقا عن اصل المسألة. قال طائفة ايضا من اهل العلم من شراح البخاري وقد يكون قوله طهور ان شاء الله بالبركة فيكون ذلك من جهة التبرك كقوله جل وعلا مخبرا عن قول يوسف ادخلوا مصر ان شاء الله امنين. وهم قد دخلوا مصر. وكقوله جل وعلا لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافوا نعم