المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الثالث والثلاثون هؤلاء يسأل بوجداب لا يسأل بوجه الله الا الجنة شوفوا الباب باب وباب لا يسأل بوجه الله الا الجنة مثل البخاري الشيخ رحمه الله صنع هذا كصنيع البخاري في صحيحه البخاري في صحيحه على ثلاثة اصناف تارة يضيف فيقول باب كذا وتارة يقول باب فتقول باب وتكمل او تقول باب وتسكت ثم تكمل الكلام. فهذه ثلاثة اصناف في البخاري جارية في هذا الكتاب. نعم باب لا يسأل بوجه الله الا الجنة. الصنف الثاني؟ باب. باب لا يسأل بوجه الله الا الجنة ما تقف باب لا يسأل بوجه الله الا الجنة. عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل بوجه الله الا الجنة. رواه ابو داوود هذا باب لا يسأل بوجه الله الا الجنة ومناسبته لكتاب التوحيد ظاهرة من ان تعظيم صفات الله جل وعلا و سواء في ذلك صفات الذات او صفات الفعل هذا من تحقيق التوحيد. ومن كمال الادب والتعظيم لله جل فان تعظيم الله جل جلاله وتعظيم اسمائه وتعظيم صفاته يكون بانحاء واشياء متنوعة ومن ذلك انك لا تسأل بالله او بوجه الله او بصفات الله جل جلاله الا المطالب العظيمة التي اعلاها الجنة. فقال باب لا يسأل بوجه الله الا الجنة. لا يسأل هذا نفي والنفي هنا مظمن للنهي المؤكد. كانه قال لا يسأل بوجه الله الا الجنة او لا تسأل بوجه الله الا الجنة فعدل عن النهي الى النفي لكي يتضمن ان هذا منهي عنه وانه لا يسوغ وقوعه اصلا لا يسأل بوجه الله الى الجنة فلو فرض انه يختار هل سيقع او لا يقع؟ فانه ينفع وقوعه اصلا لما يجب من تعظيم الله جل جلاله وتعظيم توحيده وتعظيم اسماء الله جل وعلا وصفاته لا يسأل بوجه الله وجه الله جل جلاله صفة ذات من صفاته سبحانه. وهو غير الذات. الوجه صفة من الصفات وهو ما يواجه به. الوجه في اللغة ما يواجه به. وهو اكثر الصفات في اللغة الوجه ما يواجه به ويكون مجمعا لاكثر الصفات. فالله جل وعلا متصف بالوجه به على ما يليق بجلاله وعظمته نثبت ذلك اثباتا نعلم اصل المعنى ولكن كمال المعنى او هي فاننا نكل ذلك الى عالمه والى المتصف به جل جلاله. ولكن نثبت على اصل عدم التمثيل تعطيل كما قال جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الا الجنة الجنة هي دار الكرامة التي اعدها الله جل وعلا للمكلفين من عباده الذين اجابوا رسله ووحدوه وعملوا صالحا وهي اعظم مطلوب لان الحصول عليها حصول على اعظم ما يسر به العبد فلهذا كان من غير السائغ واللائق بل كان من غير الجائز ان يسأل الله جل وعلا بنفسه او بوجهه او بصفة من صفاته او باسم من اسمائه الحسنى الا اعظم مطلوب. فان الله جل جلاله لا يسأل بصفاته الاشياء الحقيرة الوضيعة بل يسأل اعظم المطلوب وذلك لكي يتناسب السؤال مع وسيلة السؤال هذا معنى هذا الباب في ان تعظيم صفات الله جل وعلا في ان لا تدعو الله بها الا في الامور الجليلة فلا تسأل الله جل وعلا بوجهه او باسمه الاعظم او نحو ذلك في امور حقيرة وظيعة لا تناسب تعظيم ذلك الاسم. قال عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل بوجه الله الا الجنة. رواه ابو داوود وهذا ظاهر في ما بوب له الشارع رحمه رحمه الله تعالى. ما بوب له الامام المصنف رحمه الله تعالى وقد قال العلماء هنا ان وجه الله جل جلاله يسأل به الجنة. ولا يجوز ان يسأل به الا ما كان وسيلة الى الجنة. او كان من الامور العظيمة التي هي من جنس السعال بالجنة او من لوازم السؤال بالجنة كالنجاة من النار وكالتثبيت عند السؤال قال ونحو ذلك. فالامر المطلوب الجنة او ما قرب اليها من قول او عمل والنجاة من النار او ما قرب اليها من قول وعمل هذا ان تسأل الله جل وعلا اياه متوسلا بوجهه العظيم سبحانه وتعالى واما غيرة الوجه من الصفات او من الاسماء فالادب الا تسأل الا في المطالب العظيمة واذا كان ثم شيء من المطالب الوضيعة او التي تحتاجها مما ليس بعظيم فلا يكن ثم توسل بصفات الله الجليلة العظيمة بل تقول اللهم اعطني كذا. اللهم اسألك كذا ونحو ذلك. اما التوسل صفات الله العظيمة كالوجه وكسمه الاعظم ونحو ذلك فان ذلك يختص بالمطالب العالية بما بين الاسم الاعظم والصفات العظمى مع المطالب العالية من المناسبة والله اعلم. نعم باب ما جاء في اللوط باب باب ما جاء في اللوط وقول الله تعالى يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا وقوله الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا. في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن وان اصابك شيء فلا فقل لو اني فعلت لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان باب ما جاء في اللون وآآ قلب الموحد قلب المؤمن لا يكون محققا مكملا للتوحيد حتى يعلم ان كل شيء بقضاء الله جل وعلا وبقدره وان ما فعله سبب من الاسباب. والله جل وعلا مضى قدره في خلقه وانه مهما فعل فانه لن يحجز قدر الله جل وعلا فاذا كان كذلك كان القلب معظما لله جل وعلا في تصرفه في ملكوته وكان القلب لا يخالطه تمني ان يكون شيء فات على غير ما كان وانه لو فعل اشياء لتغير ذلك السابق بل الواجب ان يعلم ان قظاء الله نافذ وان قدره ماظ وانه ما سبق من الفعل قد قدره الله جل وعلا وقدر نتائجه. فالعبد لا يمكنه ان يرجع الى الماضي فيغير. واذا استعمل لفظ لو او اغليت وما اشبهها من الالفاظ التي تدل على ندم على الندم وعلى التحسر على ما فات فان ذلك يظعف القلب ويجعل القلب متعلقا بالاسباب منصرفا عن الايقان بتصريف الله جل وعلا في ملكوته. وكمال التوحيد انما يكون بعدم الالتفات الى الماضي. فان الماظي الذي حصل اما ان يكون مصيبة اصيب بها العبد فلا يجوز له ان يقول لو كان فعلت كذا لما حصل كذا بل الواجب عليه ان يصبر على المصيبة وان يرضى بفعل الله جل وعلا ويستحب له الرضا بالمصيبة واذا كان ما اصابه في الماضي معصية فان عليه ان يسارع في التوبة. والانابة وعلا يقول لو كان كذا لم يكن كذا بل يجب عليه ان يسارع في التوبة والانابة حتى يمحو اثر المعصية فاذا ما مضى من المقدر للعبد معه حالات. اما ان يكون مصائب اما ان يكون ذلك الذي مضى مصائب فحالها كما ذكرنا واما ان يكون معايب ومعاصي فالواجب عليه ان ينيب وان يستغفر وان يقبل على الله جل جلاله قد قال سبحانه واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى الشيطان يدخل على القلب فيجعله يسيء الظن بربه جل وعلا وبقظائه وقدره واذا دخلت اساءة الظن بالله ضعف التوحيد ولم يحقق العبد ما يجب عليه من الايمان بالقدر بافعال الله جل جلاله. ولهذا عقد المصنف هذا الباب بان كثيرين يعترظون على القدر من اجل الايمان يعترضون على القدر من جهة افعالهم يظنون انهم لو فعلوا اشياء لتغير الحال. والله جل وعلا قد قدر الفعل وقدر نتيجته فالكل موافق لحكمته سبحانه وتعالى. قال وقول الله تعالى لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا قال وقوله الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا ذكرنا ان قول لو في الماضي ان هذا لا يجوز. وانه محرم ودليل ذلك من الايتين الايتين للباب ظاهرة وهو ان التحسر على الماضي بالاتيان بلفظ لو انما كان من خصال المنافقين. قال جل وعلا عن المنافقين يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا وقال الذين قالوا لاخوانهم وقعدو لو اطاعونا ما قتلوا. وهذا في قصة غزوة احد كما هو معروف فهذا من كلام المنافقين. فيكون اذا استعمال لو من خصال النفاق وهذا يدل على حرمتها قال في الصحيح عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن. وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت لكان كذا وكذا. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. فان لو تفتح عمل شيطان وجه مناسبة هذا الحديث قوله وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت لكان كذا وكذا. لو هنا كانت على الماضي ان اصابك شيء فلا تقل وهذا النهي للتحريم لو اني فعلت لكان كذا. وهذا لانه سوء ظن ولانه فتح عمل الشيطان. فالشيطان يأتي المصاب فيغريه بلوب حتى اذا حملها ضعف قلبه عجز وظن انه سيغير من قدر الله شيء وهو لا لا يستطيع ان يغير من قدر الله شيئا. بل قدر الله ماض. ولهذا ارشده عليه الصلاة والسلام ان يقول قدر ارى الله وما شاء فعل لان ذلك راجع الى قدره والى مشيئته. هذا كله من النهي والتحريم راجع الى ما كان من استعمال لو اوليت وما شابههما من الالفاظ في التحسر على الماضي وتمني ان لو على كذا حتى لا يحصل له ما سبق كل ذلك فيما يتصل بالماضي. اما المستقبل ان يقول لو يحصل لي لو فعلت كذا وكذا في المستقبل فانه لا يدخل في النهي. وذلك لاستعمال النبي عليه الصلاة والسلام لذلك حيث قال مثلا لو استقبلت من امري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة. ونحو ذلك من الادلة فاستعمال لو في المستقبل الاصل فيه الجواز الا ان اقترن به الا ان اقترن بقول القائل لو يريد المستقبل اعتقاد ان فعله سيكون حاكما على القدر كاعتقاد بعض الجاهليين لو حصل لي كذا لفعلت كذا. تكبرا وانفة واستعظاما لفعلهم وقدرتهم. فان هذا يكون من المنهج لان فيه تدبرا وفيه تعاظما والواجب على العبد ان يكون ذليلا لان القضاء والقدر ماض وقد يأتي يحصل له الفعل ولكن ينقلب على عقبيه. كحال الذي قال الله جل وعلا فيه ومنهم من عاهد الله لان اتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الشاكرين فلما ولنكونن من الصالحين ومنهم من عاهد الله لئن اتانا من فضله لنتصدقن ولنكونن من الصالحين. فلما اتاهما من فلما اتاهم من فظله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فاعقبهم ميثاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون فانهم قالوا لو كان لنا كذا وكذا وكذا لفعلنا كذا وكذا فلما اعطاهم اعطاهم الله جل وعلا المال بخلوا به وتولوا وهم معرضون. فهذا فيه نوع تحكم على القدر وتعاظم. فاستعمال لو في المستقبل اذا كانت في الخير مع رجاء ما عند الله بالاعانة على اسباب الخير فهذا جائز اما اذا كان على وجه التجبر والاستعظام فانه لا يجوز لان فيه نوع تحكم على القدر