المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الرابع والثلاثون. نعم النهي عن سب الريح عن ابي ابن كعب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا الريع فاذا ارأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم انا نسألك من خير هذه من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما امرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما امرت به صححه الترمذي بابنا النهي عن سب الريح الريح مخلوق من مخلوقات الله مسخرة وهي واحدة الرياح يجريها الله جل وعلا كما يشاء وهي لا تملك شيئا كالدهر لا يملك شيئا ولا يدبر امرا فسب الريح كسب الدهر يرجع في الحقيقة الى اذية الله جل وعلا. لان الله هو الذي يصرف الريح كيف يشاء يأتي بالريح بامر مكروه فيذكر العباد بالتوبة والانابة ويذكر العباد بمعرفة قدرته عليهم وانه لا غنى لهم عنه جل وعلا طرفة عين ويأتي بالريح فيجعلها رياحا فيسخرها جل وعلا لما فيه مصلحة العباد اذا لا تملك شيئا. فهذا الباب عقده لبيان تحريم سب الريح كما عقد ما قبله لبيان ان سب الدهر لا يجوز ومحرم لانه هدية لله جل وعلا. وهذا الباب من جنس ذاك. لكن هذا يكثر وقوعه فافرده بكثرة وقوعه للحاجة الى التنبيه عليه. قال باب النهي عن سب الريك. النهي للتحريم وسب الريح يكون بشتمها او بلعنها وكما ذكرنا لكم في باب الدهر ليس من سبها ان توصف بالشدة. كقول الله جل وعلا ريح صرصر سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوبة. ريح صرصر عاتية هذا وصف لها ووصفها بالشدة او وصفها بالاوصاف التي يكون فيها شر على من اتت عليه. كقوله ما تذر من شيء اتت عليه الا جعلته كالرميم ليس هذا من المنهي عنه قال عن ابي ابن كعب رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تشبوا الريح فاذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم انا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما امرت به. هذا يدل على ان الريح يكون فيها امر ويكون عليها امر ونهي. والله جل وعلا يرسل الرياح. كيف يشاء تصرفها ايضا جل وعلا عن من يشاء. فهي مسخرة بامره جل وعلا. والملائكة هي التي تصرف الريح في امره جل وعلا فللريح ملائكة تصرفها كيف شاء ربنا جل وعلا وتقدس وتعاظم فيها خير وقد يكون فيها عذاب. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اذا رأيتم ما تكرهون فقولوا ارشدهم الى القول الاتي. وما يكرهون قد يكون من جهة صفة الريح. وقد يكون من جهة لون الريح يعني صفتها من جهة السرعة او اتجاه وقد يكون من جهة لونها وقد يكون من جهة اثرها والنبي عليه الصلاة والسلام كان اذا رأى شيئا في السماء اقبل ادبر ودخل وخرج ورؤي ذلك في وجهه. حتى تمطر السماء فيسر عنه ويسر عليه الصلاة والسلام قالت له عائشة يا رسول الله لم ذاك؟ قال الم تسمعي لقول اولئك او كما قال عليه الصلاة والسلام؟ فلما رأوه عارضا مستقبل اوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم تدمر كل شيء بامر ربها. فاذا الخوف من الله جل جلاله اذا ظهرت هذه الحوادث او التغيرات في السماء او في الارض واجبة. والله جل وعلا يتعرف الى عباده بالرخاء كما انه يتعرف الى عباده بالشدة حتى يعرفوا ويعلموا ربوبيته وقهره وجبروته ويعلم انه تودده ورحمته ايضا لعباده. فاذا اذا رأى العبد ما يكره ضرع الى الله واستغاث بالله. وسأل الله بقوله اللهم انا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما امرت به. ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما امرت صححه الترمذي. في هذا نكون قد اخذنا هذا اليوم تسعة ابواب. ويبقى عندنا تسعة ابواب نكملها غدا ان شاء الله وبها تمام الكتاب اسأل الله جل وعلا ان يجعلكم مباركين وان ينفع بكم وبما تعلمتم وان يجعلنا واياكم من ورثة جنة النعيم وان يغفر لنا ذنوبنا واشرافنا في امرنا وان يجعل وسيلتنا التوحيد وان يجعل وسيلتنا اليه الاخلاص فانا مذنبون ولولا رحمة الله جل وعلا لهلكنا اللهم فاغفر جما وصلى الله وسلم وبارك على نبينا امحمد. نعم. سم الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا وكذلك الافعال التي قد يظهر للبشر انها ليست في صالحهم او ليست موافقة للحكمة فان ان الحق بالله جل وعلا ان يظن به وان يعتقد انه ليس ثم شيء من افعاله الا وهو موافق لحكمته محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى يظنون بالله غير الحق ظنون ان الجاهلية يقولون هل لنا من الامر من شيء؟ قل ان الامر كله لله. الاية وقوله تعالى الظانين بالله اهظن السوء عليهم دائرة السوء. قال ابن القيم في الاية فسر هذا الظن بانه سبحانه لا ينصر رسوله. وان امره وفسر بان ما اصابه لم يكن بقدر الله وحكمته. ففسر بانكار الحكمة وانكار القدر وانكار ان يتم امر رسوله صلى الله عليه وسلم وان يظهره وان يظهره الله على الدين كله. وهذا هو ظن السوء الذي ظنه المنافقون والمشركون في سورة الفتح وانما كان هذا ظن السوء لانه ظن غير لانه ظن غير ما يليق به سبحانه وما يليق بحكمته وحمده ووعده الصادق فمن ظن انه يزيل الباطل على الحق ادانة مستقرة يظمحل معها الحظ ادانة مستقرة يضمحل معها الحظ او انكر ان يكون ما جرى بقضائه وقدره. واو انكر ان يكون قدره قدره لحكمة بالغة يستحق عليها الحمد. بل زعم ان ذلك بمشيئة مجردة فذلك ظن الذين كفروا. فويل للذين كفروا من النار واكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم ولا يسلم من ذلك الا من عرف واسماءه وصفاته وموجب حكمته وحمده. فليعتني اللبيب الناصح لنفسه بهذا. وليتب الى الله وليستغفره من ظنه بربه ظن السوء ولو فتشت من فتشت لرأيت عنده تعنتا على القدر وملامة له وانه كان ينبغي ان يكون كذا وكذا فمستقل ومستكثر وفتش نفسك هل انت سالم؟ فان تنجو منها تنجو من ذي عظيمة والا فاني لا اخوالك ناجيات بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي له الحمد كله في ربوبيته والهيته وفي اسمائه وصفاته له الحمد على افعاله افعال الحكمة والاحسان وافعال العدل فهو ولي الفضل وولي النعمة وله الحمد على ما انزل على رسوله صلى الله عليه وسلم فله الحمد كله واليه يرجع الامر كله تبارك ربنا وتعالى وتقدس. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين. اما بعد فهذا باب قول الله تعالى يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية. يقولون هل لنا من الامر لكي قل ان الامر كله لله. الاية وقوله الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء الاية هذا الباب فذكر فيه الامام المصنف هاتين الايتين مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ان الله جل وعلا موصوف بصفات الكمال وله جل وعلا افعال الحكمة وافعال العدل وافعال الرحمة والبر جل وعلا فهو سبحانه كامل في اسمائه كامل في صفاته كامل في ربوبيته ومن كماله في ربوبيته وفي اسمائه وصفاته انه لا يفعل الشيء الا لحكمة بالغة والحكمة في ذلك هي انه جل وعلا يضع الامور مواضعها التي توافق الغايات المحمودة منها. وهذا دليل الكمال. فالله جل وعلا له صفات الكمال وله نعوت الجلال الجمال فلهذا وجب لكماله جل وعلا ان يظن به ظن الحق. والا يظن به ظن السوق يعني ان يعتقد فيه ما يجب لجلاله جل وعلا من تمام الحكمة وكمال العدل وكمال الرحمة جل وعلا وكمال اسمائه وصفاته سبحانه وتعالى. فالذي يظن به جل وعلا انه تفعل الاشياء لا عن حكمة فانه قد ظن به ظن النقص وهو ظن السوء الذي ظنه اهل الجاهلية. فاذا يكون ظن الظن بالله غير الحق مناف للتوحيد. وقد يكون منافيا لكمال التوحيد. فمنه ما يكون صاحب وهو خارج عن ملة الاسلام اصلا. كالذي يظن بالله غير الحق في بعض مسائل القدر كما سيأتي منه ما هو مناف لكمال التوحيد بان يكون غير مؤمن بالحكمة او بافعال الله جل وعلا المنوطة بالعلل التي هي منوطة بحكمته سبحانه البالغة. ولهذا قال جل وعلا قل فلله الحجة البالغة. فلو شاء لهداكم اجمعين في الرد على القدرية المشركية. وقد قال ايضا جل وعلا حكمة بالغة. فما تغني النذر فالله جل وعلا موصوف بكمال الحكمة وكمال الحمد على افعاله لان افعال الله جل وعلا قسمان افعال ترجع الى الحكمة والعدل. وافعال ترجع الى الفضل والنعمة والرحمة والبر بالخلق. الله جل وعلا يفعل هذا وهذا. وحتى افعاله التي هي افعال بر واحسان هي منوطة بالحكمة جل وعلا العظيمة اذ هو العزيز القهار الفعال لما يريد. اذا فالواجب تحقيقا للتوحيد ان يظن العبد بالله جل وعلا ظن الحق. واما ظن السوء فهو ظن الجاهلية الذي هو مناف لاصل التوحيد في بعظ احواله او مناف لكمال التوحيد. فترجم المؤلف رحمه الله بهذا الباب ليبين لك ان ظن السوء بالله جل وعلى من خصال اهل الجاهلية وهو مناف لاصل التوحيد او مناف لكماله بحسب الحال قال هنا باب قول الله تعالى يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية الظن يطلق ويراد به الاعتقاد او يراد به ما يسبق الى الوهم يعني ما يسبق الى الذهن فهم يعتقدون او يسبق الى اذهانهم لما معهم من الشرك ان الله جل وعلا ليست افعاله افعال حق والله سبحانه هو الحق وافعاله كلها افعال الحق. وذلك الظن ظن الجاهلية فكل من ظن بالله غير الحق فقد ظن ظن الجاهلية. بمعنى ظن بالله جل وعلا غير الكمال فهذا هو ظن الجاهلية وظن اهل التوحيد والاسلام ان يظنون يعني يعتقدون ويعلمون ويسبقوا الى اذهانهم في اي فعل يحصل لهم ان الله جل وعلا موصوف بالكمال وبالحكمة البالغة فسر ذلك جل وعلا بقوله يقولون هل لنا من الامر من شيء وهذا فيه انكار للحكمة او انكار للقدر قل ان الامر كله لله. وهذا في حال في الرد على هؤلاء المنافقين او المشركين قال وقوله الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء. مر معنا في كلام ابن القيم من كلام المصنف ان السلف فسروا هذا الظن السوء باحد ثلاثة اشياء. وكلها صحيح. فظن السوء الذي ظنه الجاهليون يشمل هذه الاشياء الثلاثة جميعا. اما الاول فهو انكار القدر واما الثاني فهو انكار الحكمة واما الثالث فهو انكار نصر الله جل وعلا لرسوله صلى الله عليه وسلم او لدينه او لعباده الصالحين فهذه ثلاثة اشياء ووجه كونه انكار القدر ظننت بالله ظن السوء ان تقدير الامور قبل وقوعها هذا من اثار عزة الله جل وعلا وقدرته فان العاجز هو الذي تقع معه الامور استئنافا عن غير تقدير سابق. واما الذي لا يحصل معه امر حتى يقدره قبل ان يوقعه فيقع على وفق ما قدر فهو ذو الكمال وهو ذو العزة وهو الذي لا يغالب في ملكوته. ولهذا قال الشاعر في وصف رجل ناقص على في وصف رجل كامل قال لانت تثري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفرد. الخلق هنا التقدير يعني لانت تقطع ما قدرت وبعض القوم وهم الناقصون اما لعدم قدرتهم او لعدم عزتهم او لجهلهم. وبعض القوم يخلق يعني يقدر باشياء ثم لا يفري ثم لا يستطيع ان يقطعها على وفق ما يريد. اذا فانكار القدر هو ظن بالله جل وعلا ظن السوء ظن بالله جل وعلا ظن السوء. لما؟ لان فيه نسبة النقص لله جل وعلا. والله جل وعلا هو الكامل في اسمائه الكامل في صفاته جل وعلا الذي يجير ولا يجار عليه والذي اليه الامر كله والذي اليه الامر كله كما قال هنا قل ان الامر كله لله. فلهذا كان كل ما يحصل من الرب جل وعلا في بريته هو موافق لقدره السابق الذي هو دليل كمال حكمته وعلمه وخلقه وعموم مشيئته اما التفسير الثاني فهو انكار الحكمة وحكمة الله جل وعلا ثابتة بالكتاب والسنة وباجماع السلف واسم الله الحكيم مشتمل على صفة الحكمة فانه جل وعلا حكيم بمعنى حاكم وحكيم بمعناه محكم للامور وحكيم بمعنى انه ذو الحكمة البالغة. فهذه ثلاثة تفسيرات باسم الله الحكيم. وكلها صحيحة وكلها يستحقها الله جل وعلا فانه جل وعلا حكيم بمعنى حكم وحاكم وحكيم بمعنى محكم كما قال كتاب احكمت اياته وقال ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت لاجل احكامه. وقال سبحانه وتعالى ايضا قل انظروا ماذا في السماوات والارض ونحو ذلك من دليل احكامه جل وعلا لما خلق. والثالث ذو الحكمة والحكمة في صفة الله جل وعلا تفسر كما ذكرت لكم بانها وضع الامور في مواضعها ثقة للغايات المحمودة منها ولهذا نقول ان اهل السنة والجماعة اهل الاثر الفقهاء بالكتاب والسنة قالوا ان افعال الله جل وعلا معللة وكل فعل يفعله الله جل وعلا لعلة من اجلها فعلت. وهذه العلة هي حكمته سبحانه تعالى فان فان افعال الله جل وعلا منوطة بالعلل وهذا انكره المعتزلة لانهم قدرية وانكره الاشاعرة لانهم جبرية فقالوا ان افعال الله لو على ليست مرتبطة بالحكم. وهو يفعل لا عن حكمة. وهذا سوء ظن بالله جل وعلا لهذا اورد الشيخ رحمه الله هذا الباب ليبين لك ان تحقيق التوحيد وتحقيق كمال التوحيد ان توقن بالحكمة البالغة لله جل وعلا ومن نفى الحكمة في افعال الله فهو مبتدع توحيده قد انتفع عنه كماله لان بدعته شنيعة وكل البدع تنفي كمال التوحيد ومنها ما ينفي اصل التوحيد. هذا الثاني والتفسير الثالث في ظن اهل الجاهلية واهل النفاق ظن السوق بالله جل وعلا ان الله جل وعلا لا ينصر رسوله سبحانه وتعالى وان الله جل وعلا لا ينصر كتابه او انه جل وعلا يجعل رسوله او دينه في اضمحلال حتى يذهب ذلك الدين. هذا ظن سوء بالله جل وعلا. ولهذا كان من براهين النبوات ان كل نبي ادعى النبوة اضمحل امره لم يأتي نبي يقول انا نبي يوحى الي من السماء وهو كاذب في دعواه الا ويخذل الا ويظمح امره. فكان من براهين النبوات عند اهل السنة ان كل نبي قال انه مرسل من عند الله جل وعلا ايد بالبراهين والايات بينات ونصر على عدوه. جعل دينه واهل دينه في عزة على من سواه. كما قال جل وعلا انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. وقال جل وعلا ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين انهم لهم المنصورون وان جندنا لهم الغالبون. فظن الجاهلية ان الخير او الدين سيظمحل. وانهم اذا بذلوا اطفاء ذلك الامر وحاربوه بكل لما اوتوا من وسيلة وقاوموه فانه سينتهي. وهذا مع كونه عملا محرما لما يشتمل على الظلم فانه ايظا سوء ظن بالله جل وعلا وغرور بالقوة وبالنفس. والله جل وعلا ناصر رسله والله جل وعلا ناصر رسله والله جل وعلا ناصر عباده المؤمنين ولكن قد يبتلي الله جل وعلا المؤمنين بان يكونوا في غير نصر زمن طويلا قد يبلغ مئات السنين كما حصل في قصة نوح عليه السلام فلبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما ثم بعد ذلك نصره الله جل وعلا. وهذا يحصل كما ذكر ابن القيم من كثير من اهل الصلاح بل من كثير من الناس بل قد يحصل من بعض المنتسبين الى العلم في انواع شتى من سوء ظني بالله جل وعلا وسبب حدوث ذلك الظن السيء في القلوب عدم العلم بما يستحقه الله جل وعلا وما اوجبه جل وعلا من الصبر والاناة ونحو ذلك من الواجبات. فاذا المسألة متصل بعضها ببعض. فالذي خالفوا ما امر الله جل وعلا به شرعا فيما يتصل بنصرة الدين فانه قد يقع في سوء ظن جل جلاله وهذا من مما ينافي كمال التوحيد الواجب فهذه اذا ثلاثة اشياء ظنها اهل الجاهلية وكلها باطلة وكلام ابن القيم رحمه الله يدور على ذلك ولهذا يجب عليك ان تتحرز كثيرا وان تحترس من سوء الظن بالله جل وعلا فيما ذكر في اخر اخر الكلام ابن القيم رحمه الله من ان بعض الناس قد يحصل له شيء فيرى انه يستحق اكثر منك. وقد يحصل له الشيء بقضاء الله وبقدره فيظن انه لا ذلك الشيء او ان ذلك المفروض ان يصاب به غيره وانه لا يصاب بذلك. فينظر الى فعل الله جل وعلا وقضائه وقدره على وجه الاتهام وقل من يسلم باطنا وظاهرا من ذلك. فكثيرون قد يسلمون ظاهرا. ولكن في الباطن يقوم بقلوبهم ظنا الجاهلية واعتقاد السوء. ولهذا قال جل وعلا في الاية التي في صدر الباب يظنون بالله غير الحق والظن محله القلب ولهذا يجب على المؤمن ان يخلص قلبه من كل ظن بالله غير الحق وان يتعلم اسماء الله جل وعلا وان تعلم الصفات وان يتعلم اثار ذلك في ملكوت الله حتى لا يقوم بقلبه الا وان الله جل جلاله هو الحق ان فعله حق حتى ولو كان في اعظم شأن واصيب باعظم مصيبة او اهين باعظم اهانة فانه يعلم ان ما اصابه لتمام ملك الله جل وعلا وانه يتصرف في خلقه كيف يشاء وان العباد مهما بلغوا فانهم يظلمون انفسهم الله جل وعلا يستحق الاجلال والتعظيم. فخلص قلبك ايها المسلم وخاصة طالب العلم خلص قلبك من كل ظن سوء بالله جل وعلا بان قلت هذا لا يصلح وهذا الفعل عليه عليه كذا وكذا ولا يصلح ان يعطى هذا المال او ان تحسد فلانا او فلانا فان كل ذلك سوء ظن بالله جل وعلا. ولهذا قال العلماء في معنى قول النبي الله عليه وسلم اياكم والحسد فانه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب قالوا سبب ذلك ان الحاسد ظن ان هذا الذي اعطاه الله جل وعلا ما اعطاه لا يستحق هذه النعمة. فحسده وتمنى زوالها عنه فصار في ظن سوء بالله جل وعلا فلهذا اكل الحسنات ظنه كما اكلت النار كما اكلت النار الحطب نسأل الله جل وعلا السلامة والعافية من كل ظن بغير الحق فيه جل وعلا ونسأله ان جعلنا من المعظمين له ومن المجلين لامره ونهيه. المعظمين لحكمته سبحانه وتعالى. نعم