المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد ادت الخامس والثلاثون. باب ما جاء في منكر القدر. وقال ابن عمر والذي نفس ابن عمر بيده لو كان لاحدهم مثل احد ذهب ثم انفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم الايمان وان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. وعن عبادة تبني الصامت انه قال لابنه يا بني انك لن تجد طعم الايمان حتى تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال ربي وماذا اكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة. يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات على هذا فليس مني وفي رواية لاحمد ان اول ما خلق الله تعالى القلم فقال له اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو خائن الى يوم القيامة وفي رواية لابن وهب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن لم يؤمن فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره احرقه الله بالنار وفي المسند والسنن عن ابن الديلمي قال اتيت اتيت ابي ابن ابي ابن كعب فقلت في نفسي شيء من القدر فحدثني بشيء لعل الله فيذهبه من قلبي فقال لو انفقت مثل احد ذهبا ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم ان ما اصابك لم يكن وما اخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لكنت من اهل النار. قال فاتيت عبد الله فاتيت عبد الله بن مسعود وحذيفة ابن اليمان وزيد ابن ثابت فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح رواه الحاكم في صافي هذا باب ما جاء في منكر القدر ومناسبة هذا الباب للذي قبله ما ذكرنا ان انكار القدر سوء ظن بالله جل وعلا ويكون هذا الباب كالتفصيل لما اشتمل عليه الباب الذي قبله ومناسبته لكتاب التوحيد ظاهرة وهي ان الايمان بالقدر واجب ولا يتم توحيد العبد حتى يؤمن بالقدر. وانكار القدر كفر بالله جل وعلا ينافي اصل التوحيد كما قال ابن عباس رضي الله عنهما القدر نظام التوحيد. فمن كذب بالقدر قال القدر نظام التوحيد فمن كذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده. يعني القدر هو الايمان بالقدر هو النظام يعني السلك الذي تجتمع فيه مسائل التوحيد حتى يقوم عقدها في القلب. فاذا كذب بالقدر معنى ذلك انقطع السلك فنقض ذلك التكذيب امور التوحيد. وهذا ظاهر فان اصل الايمان ليؤمن بالاركان الستة التي منها الايمان بالقدر كما ذكر ذلك الشيخ في حديث ابن عمر قال باب ما جاء في منكر القدر القدر في اللغة هو التقديم كما هو معروف وهو وضع الشيخ على نحو ما يريده واضعه قدر شيئا تقديرا وقدرا في العقيدة عرفه بعض اهل العلم بقوله ان القدر هو علم الله السابق بالاشياء وكتابته لها في اللوح المحفوظ وعموم مشيئته جل وعلا. وخلقه للاعيان والصفات القائمة بها وهذا التعريف صحيح لانه يشمل مراتب القدر الاربعة فالقدر الايمان به ايمان باربع مراتب وهذه المراتب على درجتين الاولى والثانية من المراتب تسبق وقوع المقدم. وهي الايمان بالعلم السابق الايمان بعموم والايمان بكتابة الله جل وعلا لعموم الاشياء كما قال ان الله قدر مقادير الخلق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. قدر مقادير الخلق ان كتبها هاتان المرتبتان او هذان الامران الايمان بالعلم السابق والايمان الكتابة تسبق وقوع المقدر فانت تؤمن بها وهي سابقة للوقوع. واما ما يقارن وقوع المقدر ما يقارن القضاء فهذا له مرتبتان الاول او الاولى منهما هي مرتبة عموم المشيئة. فان الله جل وعلا ما شاء كان. وما لم يشأ لم يكن والعبد لا يشاء اي ان فيحصل الا اذا كان الله جل وعلا قد شاء. وما تشاؤون الا ان يشاء الله. ان الله كان عزيزا ان الله كان عليما حكيما وقال وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. فمشيئة العبد تابعة بمشيئة الله جل وعلا. وكذلك المرتبة الاخيرة التي تقارن وقوع المقدر الايمان بان الله جل وعلا عالق لكل شيء للاعيان وللصفات التي تقوم بالاعيان فالاعيان مثل الذوات هذه الله جل وعلا خالقها هذا باتفاق اهل الاسلام يعني الله جل وعلا هو الخالق الانسان خالق للحيوان الخالق للسماء للارض وكذلك الايمان بان الصفات التي تقوم بتلك الاعيان الله جل وعلا هو الخالق لها. ومن ذلك افعال العباد. فافعال العباد معاني ففعل العبد داخل في عموم خلقه جل وعلا. الله خالق كل شيء. وكلمة شيء عندنا تعرف بانها ما يصح ان يعلم. وكل ما يصح ان يعلم يقال له شيء. فلهذا نقول يدخل في عموم قوله الله خالق كل شيء العباد وافعال العباد فهذه اربع مراتب. انكار القدر الذي بوب عليه الشيخ رحمه الله يصدق على انكار اي مرتبة من هذه انكر المرتبة الاولى هو منكر او الثانية هو منكر او الثالثة او الرابعة فهو منكر للقدر. ولا يقال عن احد انه مؤمن بالقدر الا اذا سلم بها جميعا. وامن بها جميعا لدلالة النصوص على ذلك فمنهم من منكر القدر القدرية الغلاة. واذا قيل القدرية يعني نفاة القدر الذين نفوا العلم. انكروا العلم السابق هم كفار ينافي فعلهم اصل التوحيد. فمن انكر العلم السابق هذا انكر القدر انكارا انتفى معه اصل التوحيد. وكذلك من ينكر الكتابة فان انكار الكتابة السابقة مع العلم بالنصوص الدالة عليها مناف لاصل التوحيد ولا يستقيم معه الايمان واما المرتبتان الاخيرتان عموم المشيئة وعموم الخلق فهذه انكار عموم خلق الله للافعال هذا مما جرى من المعتزلة المعتزلة ونحوهم وبدعوا بذلك وضللوا وجعل انكارهم لتلك المرتبة ينافي كمال التوحيد ولا يحكم بالكفر والخروج من الاسلام بذلك. فاذا انكار القدر صار منه ما هو كفر. مخرج من التوحيد مخرج من الملة ومنه ما هو ودون ذلك يكون منافيا لكمال التوحيد. بهذا يظهر صلة هذا الباب كتاب التوحيد قال وقال ابن عمر والذي نفس ابن عمر بيده لو كان لاحدهم مثل احد ذهبا ثم انفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر لما؟ لان الله جل وعلا لا يقبل الا من مسلم الاسلام شرط في صحة قبول الاعمال ومن انكر القدر ولم يؤمن بالقدر فانه لا يقبل منه ولو انفق منه مثل احد ذهبا ثم استدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر بخيره وشره هنا في قوله تؤمن بالقدر خيره وشره القدر منه ما هو خير ومنه ما هو شر. خير بالنسبة لابن ادم وشر بالنسبة لابن ادم. فالمكلف قد يكون عليه قدر. هو بالاضافة اليه خير فقد يكون عليه القدر بالاضافة اليه شرط. واما بالنسبة لفعل الله جل وعلا فالله جل وعلا افعاله كلها خير لانها موافقة لحكمته العظيمة. ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في ثنائه على ربه والشر ليس اليك فالله جل وعلا ليس في فعله شرط فالشر بما يضاف للعبد تصيب العبد بمصيبة فهي شر بالنسبة اليه اما بالنسبة بفعل الله فهي خير لانها موافقة لحكمة الله جل وعلا البالغة. والله سبحانه وتعالى له الامر كله قال وعن عبادة ابن الصامت انه قال لابنه يا بني انك لن تجد طعم الايمان حتى تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك. وما اخطأك لم يكن ليصيبك وهذا لان القدر القضاء والقدر قد فرغ منه يعني تقدير الامور قد فرغ منه. والله جل وعلا قد قدر الاشياء وقدر اسبابها. فالسبب الذي سيفعله المختار من عباد الله مقدر كما ان نتيجته مقدرة. ومن الايمان بالقدر الايمان بان الله جل وعلا جعلك مختارا وانك لست مجبورا. فالقول بالجبر مناف للقول القدر. يعني القول لا يستقيم مع الايمان بالقدر. لان الايمان بالقدر ايمان معه الايمان بان العبد مختار وليس بمجبر لان التكليف وقع بذلك. والجبرية طائفتان طائفة غلاة وهم الجهمية وغلاة الصوفية الذين يقولون ان العبد كالريشة في مهب الريح وحركاته حركات اضطرارية ومنهم طائفة ليست بالغولات وهم الاشاعرة ونحو ونحوهم الذين يقولون بالجبر في الباطن وبالاختيار في الظاهر ويقولون ان العبد له كسب وهذا الكسب هو ان يكون العبد في الفعل الذي فعله محلا لفعل الله جل وعلا فيفعل به فيكون هو محلا للفعل ويظاف الفعل اليه على جهة الكشف على ما هو في موضعه من التفاصيل في كتب العقيدة المطولة قال في ذلك ذكر مرتبة الكتابة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال ربي وماذا اكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة. هذا فيه دليل على مرتبة الكتابة. وقوله ان اول ما خلق الله القلم معناه على الصحيح عند المحققين انه حين خلق الله القلم. فاول هنا ظرف بمعنى حين وان اسمها ظمير الشام محذوف انه اول ما خلق الله القلم فقال له اكتب. يعني حين خلق الله القلم قال له اكتب تكون قول اكتب هذا من جهة الظرفية يعني حين خلق الله القلم قال له اكتب. واما اول المخلوقات فالعرش سابق في الخلق على القلم كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي في الصحيح قدر الله مقادير الخلق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء. فهمنا من قوله حين ان اول ما خلق الله القلم قال له اكتب انه حين خلق قال له اكتب. والعرش كان قبل ذلك فاذا ابت كانت بعد الخلق مباشرة بعد خلق القلم. واما العرش فكان سابقا والماء كان سابقا ايضا ولهذا نقول الصحيح ان العرش مخلوق قبل القلم كما قال ابن القيم رحمه الله في النونية والناس مختلفون القلم الذي كتب القضاء به من الديان هل كان قبل العرش او هو بعده قولان عند ابي العلا الهمداني والحق ان العرش لانه عند الكتابة كان ذا اركان الى اخر ما في هذا الباب من مباحث في الايمان بالقدر. نعم ما جاء في المصورين عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى من اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة او ليخلقوا حبة او ليخلقوا شعيرة اخرجاه ولهما عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله ولهما عن ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم ولهما عنه مرفوعة من صور صورة في الدنيا كلف ان ينفخ فيها الروح وليس بنافخ ولمسلم عن ابي الهياج قال قال لي علي الا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدع الا تدع صورة الا طمستها ولا قبرا مشرفا الا سويته هذا باب ما جاء في المصورين والمصورون جمع تصحيح للمصور والمصور هو الذي يفعل احداث الصورة يعني هو الذي يقوم بالتصوير والتصوير معناه التفكير. تشكيل الشيء حتى يكون على هيئة صورة والصورة قد تكون صورة ادمي او لغير ادم من حيوان او لنبات او لجماد او لسماء او ارض فكل هذا يقال له مصور اذا كان يشكل بيده شيئا على هيئة صورة صورة معروفة وقوله باب ما جاء في المصورين يعني من الوعيد. ومن الاحاديث التي فيها انهم جعلوا انفسهم اندادا لله جل وعلا وعموم ما ذكرنا في معنى المصور هذا من جهة المعنى اما من جهة الحكم فسيأتي بيان التفصيل ان شاء الله مناسبة الباب لكتاب التوحيد ان التوحيد هو الا يجعل لله نت فيما يستحقه جل وعلا والتصوير تنديد من جهة ان المصور جعل فعله ندا لفعل الله جل وعلا ولهذا يدخل الرضا بصنيع المصور في قول الله جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون اذ ذلك حقيقته انه جعل هذا المصور شريكا لله جل وعلا في هذه الصفة مع انه تصويره ناقص وتصوير الله جل وعلا على جهة الكمال. لكن في من جهة الاعتقاد لما جعل هذا المخلوق مصورا والله جل وعلا هو الذي ينفرد بالتصوير سبحانه وتعالى يعني بتصوير المخلوقات كما يشاء كان من كمال التوحيد ان لا يرضى بالتصوير وعن لا يفعل احد هذا الشيء لان ذلك لله جل وعلا. فالتصوير من حيث الفعل مناف كمال التوحيد وهذا هو مناسبة ايراد هذا الباب في هذا الكتاب والمناسبة الثانية له ان التصوير وسيلة من وسائل الشرك بالله جل وعلا. و الشرك ووسائله يجب وفدها وغلق الباب لانها تحدث في الناس الاشراك او وسائل الاشراك فصار اذا التصوير له جهتان الجهة الاولى جهة المضاهاة في خلق الله والتمثل بخلق الله جل وعلا وبصفته واسمه والثانية انه وسيلة للاشراك. الصورة من حيث هي وسيلة. قد لا يشرك بالصورة المعينة التي عملت ولكن الصورة من حيث الجن ولا شك من وسائل الاشراك. وشرك كثير من المشركين كان من جهة الصور فكان من تحقيق التوحيد الا تقرر صور لاجل ان الصورة وسيلة من وسائل المشركين في عباداتهم قال عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقه فليخلقه وذرة او ليخلقوا حبة او ليخلقوا شعيرة. اخرج هذا الحديث فيه معنى وفيه تمحيض اما المعنى وهو قوله ومن اظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فصار الظلم معلقا بان العبد يخلق كخلق الله جل وعلا. والمقصود بذلك يصور كصورة او كتصوير الله جل وعلا لخلقه ثم قال معجزا فليخلقوا ذرة او ليخلقوا حبة او ليخلقوا شعيرة معلوم ان الذرة من حيث هي ذرة هذا يمكن ان تعمل باي شيء وترمى فتراها في الضوء والشمس انها ذرة وكذلك الحبة يعني حبة الحنطة حبة البر او حبة الرز ممكن ان تصنع ولكن لا يمكن ان تكون كخلقك كخلق الله جل وعلا. وكذلك الشعيرة يمكن ان تصنع شكلا وان تصور شكلا لكن يعجز ان يجعل فيها الحياة. فمثلا حب البر والشعير او الرز او نحو ذلك ينبت فيما اذا وضع في الارض الذي هو من خلق الله جل وعلا. اما ما صنعه المخلوق فانه لا تكون فيه حياة. فالرز الصناعي مثلا الذي تأكلونه لو رمي في الارض لما خرج منه ساق ولما خرج له جذر ولما كانت منه حياة. واما الذي يكون من خلق الله جل وعلا فهو الذي اودع فيه سر حياة ذلك الجنس من المخلوقات. ولهذا هذا قال بعض اهل العلم ان هذا على وجه التعذيب. فالذي يخلق كخلق الله جل وعلا هذا من جهة ظنه. اما من جهة فانه لا احد يخلق كخلق الله. ولهذا صار ذلك مشبها نفسه بالله جل وعلا فصار اظلم الخلق استدل مجاهد وغيره من السلف في قوله فليخلقوا ذرة او ليخلقوا حبة او ليخلقوا شعيرة على ان تصوير ما لا حياة فيه او ما لا روح فيه محرم. لانه هنا قال فليخلقوا ذرة او ليخلقوا حبة او ليخلقوا شعيرة فذكر الحبة والشعيرة قالوا فتصوير الاشجار وتصوير الحب ونحو ذلك لا يجوز. وجمهور العلماء على خلاف لذلك وان الامر في هذا الحديث للتعجيل وليس لجهة التعليل. ولهذا قال في حديث في الحديث الذي بعده قال من صور صورة في الدنيا كلف ان ينفخ فيها الروح وليس بنار. فلما قال كلف ان فيها الروح علمنا ان النهي من جهة التصوير كان منصبا على ما فيه روح يعني على ما حياته بحلول الروح فيه اما ما حياته بالنماء كالمزروعات والاشجار ونحوها فليس داخلا في ذلك. قال ولهما عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله. هذا فيه تنبيه للعلة وهذه العلة هي المضاهاة لخلق الله جل وعلا. وهي احد العلتين اللتين من اجلهما حرما التصوير التصوير حرم وصار صاحبه من اشد الناس عذابا اجل انه يضاهي بخلق الله جل وعلا ولان الصورة وسيلة للشرك المضاهاة بخلق الله جل وعلا التي رتب عليها ان يكون فاعلها اشد الناس عذابا يوم القيامة في هذا الحديث عند كثير من العلماء انها ما كانت على وجه الكفر وتكون المضاهاة في التصوير كفرا في حالتين. الحالة الاولى ان يصور صنما ليعبد او يصور الها ليعبد او يفوض الها يعبد في الواقع فيصور لي اهلي البوذية صورة بوذا او يصور للنصارى المسيح او يصور ام المسيح ونحو ذلك فتصوير ما يعبد من دون الله جل وعلا مع العلم بانه يعبد على كفر بالله جل وعلا لانه صور وثنا ليعبد وهو يعلم انه يعبد فيكون شركا اكبر وكهرا بالله جل وعلا. والدرجة الثانية ان يصور الصورة ويزعم انها احسن. من خلق الله جل وعلا. ويقول هذه احسن من خلق الله. او انا فقت في خلقي وتصويري ما فعل الله جل وعلا. فهذا كفر اكبر وشرك اكبر لله جل جلاله. وهذا هو الذي حمل عليه هذا الحديث وهو قوله اشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يظاهرون بخلق الله ويدخل فيه ايضا من ضاه بالتصوير عامة بما لا يخرجه من الملة كالذي يرسم بيده او ينحت التمثال وينحت الصورة مما لا يدخل في الحالتين السابقتين فهو كبيرة من الكبائر وصاحبه ملعون ومتوعد بالنار قال ولهما عن ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم. قوله نفس افاد ان ذلك التصوير وقع بشيء او وقع لي شيء تحله النفس. وهو الحيوانات او الادمي. ولهذا صار الوعيد منصبا على ذلك وقوله كل مصور في النار هذا يفيد ان التصوير كبيرة من الكبائر قال ولهما عنه مرفوعا من صور صورة في الدنيا كلف ان ينفخ فيها الروح وليس بنافخ لان الروح انما هي لله جل وعلا ولمسلم عن ابي الهياج قال قال لي علي الا ابعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تدع صورة الا ولا قبرا مشرفا الا سويته. في هذا الحديث التنبيه على العلة الثانية من علتي تحريم التصوير وهو انه وسيلة من وسائل الشرك. ووجه الاستدلال من هذا الحديث انه قرن في الامر قرن بين السورة والقبر المشرق وبقاء القبر المشرف وسيلة من وسائل الشرك وكذلك للاقتران بقاء الصورة ايضا وسيلة من وسائل الشرك. فالنبي عليه الصلاة والسلام بعث عليا ان لا يدع صورة الا طمسها. لان الصور من وسائل الشرك والا يدع قبرا مشرفا الا سواه لان بقاء القبور مشرفة يدعو الى تعظيمها وذلك من وسائل الشرك هناك خلاف في بعض مسائل التصوير محله كتب الفقه والفتوى من جهة التصوير الحديث هذا الذي يكون بالالات اما ما يخرج منها ثابتا كالكاميرا الفورية او ما يبقى على الورق او ما يكون منها متحركا كالتصوير الفيديو او التلفزيون او نحو ذلك وهذا محل محل الكلام عليه كتب الفقه. نعم