في ايمانهم يجعل الله جل وعلا في يمينه اذا تكلم تكلم بالحلف واذا باع باع بالحلف واذا اشترى اشترى بالحلف ونحو ذلك فان هذا ليس من التعظيم الواجب لله جل وعلا. فان الواجب المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس السادس والثلاثون. باب ما جاء في كثرة الحلف وقول الله تعالى واحفظوا ايمانكم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحلف منفقة للسلعة ممحقة ممحقة للكسب اخرجاه وعن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. وشيم وشيء وعائل مستكبر ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري الا بيمينه ولا يبيع الا بيمينه. رواه الطبراني بسند صحيح. وفي الصحيح عن عمران ابن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم هما الدين ولا خير امتي خير امة خير امتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران فلا ادري اذكر بعد قرنه مرتين او ثلاثة ثم ثم ان بعدكم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيه مسلما وفيه عن ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء تسبق شهادة احدهم يمينه ويمينه شهادته. وقال ابراهيم كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار هذا باب ما جاء في كثرة الحلف من الظاهر والبين ان القلب المعظم لله جل جلاله الذي اذا ذكر الله وجل قلبه انه لا يستعمل الحلف وكثرة الحلف لا تجامع كمال التوحيد فان من كمل التوحيد في قلبه او قارب الكمال لا يكون جاعلا لله جل وعلا العبد ان يعظم الله جل وعلا والا يكثر اليمين. والمقصود باليمين والحلف هنا اليمين المعقودة المنعقدة التي عقدها صاحبها. اما لغو اليمين فان هذا معفو عنه. مع ان الكمال فيه والمستحب ان يخلص الموحد لسانه وقلبه من كثرة الحلف في الاكرام ونحوه بلغو اليمين. فمناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة وهي ان تحقيق التوحيد وكمال التوحيد لا يجامع كثرة الحلف. فكثرة الحلف منافية لكمال التوحيد. والحلف هو كما تأكيد الامر بمعظم وهو الله جل جلاله. فمن اكد وعقد اليمين بالله جل وعلا واكثر من ذلك واكثر فانه لا يكون معظما لله جل جلاله اذ الله سبحانه وتعالى يجب ان يصان اسمه ويصان الحلف به واليمين به الا عند الحاجة اليها. اما كثرة ذلك وكثرة مجيئه على اللسان فهو ليس من صفة اهل الصلاح ولهذا امر الله جل وعلا بحفظ اليمين فقال واحفظوا ايمانكم. وهذا الامر للوجوب لانه وسيلة لتحقيق تعظيم الله جل وعلا وتحقيق كمال التوحيد. وقوله واحفظوا ايمانكم هذا ايجاب بان يحفظ عبده يبينا فلا يحلف عاقدا اليمين الا على امر شرعي بين. اما ان يحلف دائما ويجعل الله جل وعلا في يمينه فهذا ليس من تعظيم اسماء الله جل جلاله. قال عن ابي هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكشف وسبب ذلك انه نوع عقوبة ان هذا الذي يبيع بالحلف فانه تنفخ سلعة ولكن كسبه يمحق لان محق الكسب يكون نوع عقوبة لاجل انه لم يفعل الواجب من تعظيم الله جل وعلا قال وعن سلمان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. اشيمط زان يعني من شمطه الشيب وقلبه متعلق بالزنا. والعياذ بالله فانه ليس عنده من الدواعي للزنا ما يجعله يقبل عليه ليس كحال من كان شابا فهو قد وخطه الشيب فيكون اذا في قلبه حب المعصية وليست مسألة غلبة الشهوة ولهذا كان من اهل هذا الوعيد العظيم بان لا يكلمه الله ولا يزكي وله عذاب اليم. والصفة الثانية قال عائل هذا النوع الثاني وهو من جنس الاول فان الاستكبار كما قال العلماء يكون استكبارا في الذات يكون استكبارا للصفات استكبار للذات واستكبار للصفات. فاذا كان استكبارا للصفات فهذا محرم ولكنه اهون كمن يكون ذا جاه ورفعة فيتكبر لاجل ما له من الجاه والرفعة فهذا لا يجوز لكن عنده ما يوقع في قلبه الشبهة والفتنة التكبر او الاستكبار او يكون ذا مال او يكون لا جمال او يكون ذا سمعة ونحو ذلك فعنده سبب يجعله يتكبر. وهذا يكثر في اهل الغنى فان اهل الغناء يكون كثيرا عندهم نوع تكبر على من كانوا من اهل الفقر او ليسوا من اهل الغناء. فهذا وصف جعله يتكبر. لكن الاعظم ان يكون تكبره في الذات. بان ليس عنده صفة متكبرا وهذا هو النوع الاول وهو استكبار للذات. يرى نفسه كبيرة ويتعاظم وهو ليس عنده شيء من الصفات يجعله كذلك. فهذا يكون فعله كبيرة من الكبائر العظيمة ويدخل في هذا الحديث. ولهذا قال عا وعائل مستكبر لان العائل وهو الفقير الكثير العيال ليس عنده من الصفات ما يكون الاستكبار شبهة عنده او لاجل تلك الصفات او يكون ثم فتنة عنده الا لما قام في نفسه من الكبر قال ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري الا بيمينه ولا يبيع الا بيمينه وهذا موطن الشاهد من الحديث وهو ظاهر في انه مذموم وانه صاحب كبيرة لانه جعل الله بضاعته ويبيع باليمين ويشتري باليمين وهذا لا جامع كمال التوحيد بل لا يجامع تعظيم الله جل وعلا التعظيم الواجب فيكون مرتكبا لمحرم والحديث الذي بعده واضح وكذلك الذي بعده واخره قول ابراهيم النخعي قال ابراهيم كانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار هذا في تأديب السلف لاولادهم وبذراريهم على تعظيم الله جل وعلا فان الشهادة والعهد واجب ان تكون مع التعظيم لله جل وعلا والخوف من لقائه والخوف من الظلم فكانوا يعذبون اولادهم على ذلك حتى يتمرنوا وينشأ على تعظيم توحيد الله وتعظيم امر الله ونهيه. نعم باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه. وقوله واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها. وقد جعلتم الله عليكم كفيلا. ان الله يعلم ما تفعلون. وعن بريدة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اميرا على جيش او سرية اوصاه في خاصته بتقوى الله. ومن معه من المسلمين خيرا. فقال اغزوا بسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا. ولا تقتلوا وليدا واذا لقيت عدوا من المشركين فادعوهم الى ثلاث خصال او خلال. فايتهن ما اجابوك فاقبل منهم وكف عنهم. ثم ادعهم الى الاسلام فان اجابوك فاقبل منهم ثم ادعهم الى التحول من دارهم الى دار المهاجرين واخبرهم انهم ان فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين. فان ابوا ان يتحولوا منها فاخبرهم انهم يكونون كاعرابي مسلمين. يجري عليهم حكم الله تعالى ولا يكون لهم في الغنيمة والفي شيء الا ان يجاهدوا مع المسلمين. فانهم ابوا فاسألهم الجزية فانهم اجابوا فاقبل منهم وكف عنهم فانهم ابوا فاستعن بالله وقاتلهم. واذا حاصرت اهل حصن فارادوك ان تجعل لهم ذمة الله امة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة اصحابك فانكم ان تغفروا ذممكم وذمة اصحابكم اهون من ان تغفروا ذمة الله وذمة نبيه. واذا حاصرت اهل حصن فارادوك ان تنزلهم على حكم فلا تنزلهم على حكم الله ولكن ولكن انزلهم على حكمك فانك لا تدري اتصيب فيهم حكم الله ام لا رواه مسلم هذا باب عظيم من الابواب الاخيرة في هذا الكتاب وهو باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم و ذكر الامام رحمه الله لهذا الباب لاجل حديث بريدة الذي ساقه وفيه واذا حاصرت اهل حصن فارادوك ان تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة اصحابك فانكم ان تغفروا ذممكم وذمة اصحابكم اهون من ان تكثروا ذمة الله وذمة نبيه. وهذا لاجل تعظيم الرب جل وعلا وتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم فان تعظيم الله جل وعلا في مناجاته وفي سؤاله وفي العبادة له جل وعلا وفي التعامل مع الناس هذا كله من كمال التوحيد. وهذا الباب في من جهة التعامل مع الناس كما جاء في الباب الذي قبله فالباب الذي قبله وهو باب ما جاء في كثرة الحلف متعلق بتعظيم الله جل وعلا حين التعامل مع الناس. وما ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه متعلق بالتعامل مع الناس في الحالات العاشرة الصعبة وهي حال الجهاد. تنبه بذلك على ان تعظيم الرب جل وعلا يكون في التعامل ولو كان ذلك التعامل في اعصب الحالات وهي الجهاد فان العبد يكون موقرا لله مجلا لله معظما لاسمائه وصفاته. ومن ذاك ان يعظم ذمة الله وذمة نبيه. والذمة بمعنى العهد وذمة والله يعني عهد الله وعهد نبيه فانه اذا كان يعطي بعهد الله ثم يغفر فقد حفر عهد الله جل وعلا وفجر وفي ذلك وهذا مناف لكمال التوحيد الواجب. لان الواجب على العبد ان يعظم الله جل جلاله والا يغفر عهده وذمته لانه اذا اعطى بذمة الله فانه يجب عليه ان يوفي بهذه الذمة مهما كان حتى لا ينسب النقص لعدم تعظيم ذمة الله جل جلاله من اهل الاسلام. لهذا كان اعطاء مثل هذه الكلمة مثل كثرة الحلف فلا يجوز ان تجعل في العهد ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم كما لا يجوز كثرة الايمان لان في كل منهما نقصا في تعظيم الرب جل جلاله. قال وقوله تعالى واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقض الايمان بعد توكيدها. العهد في قوله واوفوا بعهد الله فسر بالعقد وفسر باليمين. فالعهد بمعنى عقد كما قال جل وعلا واوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا وقال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود فالعقد والعهد بمعنى فلهذا فسر واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم بانها العقول التي تكون بين الناس العهد هنا بانه اليمين ودل عليه قوله بعدها ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها فيجب الوفاء بالعقد ويجب الوفاء باليمين تعظيما لحق الله جل وعلا. لان من اعطى اليمين بالله فان معناه انه اكد وفاءه بهذا الشيء الذي تكلم به اكد ذلك بالله جل جلاله فاذا خالف واخفر فمعنى ذلك انه لم يعظم الله جل جلاله تعظيما خاف بسببه من ان لا يقيم ما يجب لله جل وعلا من الوفاء باليمين. ولهذا قال ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا حين استشهدتم الله جل جلاله او حين حلفتم بالله جل جلاله. لهذا كفارة اليمين واجبة على ما هو مفصل في موظعه من كتب الفقه. والحديث ظاهر الدلالة على ما ذكرنا فيه تعظيم الله جل جلاله بان لا يعطي العبد الناس بذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم بل ان يعطي بذمته هو. وفي هذا تنبيه عظيم لاهل توحيد وطلبة العلم الذين يهتمون بهذا العلم ويعرف الناس منهم انهم يهتمون بهذا العلم ان لا منهم الفاظ او افعال تدل على عدم تمثلهم بهذا العلم. فان التوحيد هو مقام الانبياء المرسلين ومقام اولياء الله الصالحين. فان يتعلم طالب العلم مسائل التوحيد. ثم لا تظهر على لسانه او على جوارحه او على تعامله لا شك ان هذا يرجع ولو لم يشعر يرجع الى اتهام ذلك الذي حمله من التوحيد او من العلم الذي هو علم الانبياء والمرسلين. عليهم الصلاة والسلام. فتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم هنا واذا حاصرت اهل حصن فارادوك ان تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه لاجل ان انه قد يدخل على اهل الاسلام او على الدين في نفسه من جهة فعله. فيغفرون هذه الذمة فيرجع او ذلك الى اتهام ما حملوه من الاسلام ومن الدين. فهذه مسألة عظيمة فتستحضر ان الناس ينظرون خاصة في هذا الزمان الذي هو زمان شبه وزمان فتن ينظرون اليك انك تحمل سنة تحمل توحيدا تحمل تحمل علما شرعيا فلا تعاملهم الا بشيء يكون معه تعظيم. الرب جل وعلا وتجعل اولئك يعظمون الله جل وعلا بتعظيمك له ولا تغفر في اليمين ولا تغفر في ذمة الله او تكون في الشهادة حالفا او في التعامل حادثا لان ذلك منقص لاثر ما تحمله من العلم والدين. فتذكر هذا وتذكر ايضا قوله عليه الصلاة والسلام هنا واذا حاصرت اهل حصن فارادوك ان تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولا لكن انزلهم على حكمك فانك لا تدري اتصيب فيهم حكم الله ام لا. وذلك حتى اذا كان غلط فيكون الغلط منسوبا الى امن حكم الى هذا البشر ولا يكون منسوبا الى حكم الله فيصد الناس عن دين الله. وكم من الناس ممن يحملون سنة او علما او يحملونه او يحملون استقامة يسيئون بافعالهم واقوالهم لاجل عدم تعلمهم او وفهمهم ما يجب لله جل وعلا وما يجب لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وما يدعوهم اليه الرب الكريم جل وعلا وتقدس نبرأ الى الله جل وعلا من كل نقص ونسأله ان يعفو ويتجاوز ويرحمنا جميعا. نعم