كالمعظم حتى يشرك به وحتى يعظم بما لا يجوز له من التعظيم. هذا الباب كالجامع لما يجب من سد الذرائع الموصلة للشرك وهذا واجب على المسلم ان ان كل طريق او سبيل يجعل المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله شرح كتاب التوحيد الدرس الثامن والثلاثون ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد. وسده بطرق الشرك عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال طرقت في وفد بني عامر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا انت سيدنا فقال السيد الله تبارك تعالى قلنا وافضلنا فضلا واعظمنا قولا. فقال قولوا بقولكم او بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان رواه ابو داوود رواه ابو داوود بسند جيد. وعن انس رضي الله عنه ان ناسا قالوا يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا فقال يا ايها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان انا محمد عبد الله رسوله ما احب ان ترفعوني فوق منزلتي التي انزلني الله عز وجل. رواه النسائي بسند جيد باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد سده طرق الشرك النبي عليه الصلاة والسلام حمى وحرس جناب التوحيد وحمى حمى التوحيد وسد كل طريق توصل الى الشرك فان في سنة النبي عليه الصلاة والسلام من الدلائل على قاعدة سد الذرائع ما يبلغ مائة دليل او اكثر واعظم الذرائع التي يجب ان تسد ذرائع الشرك التي توصل اليه ومن تلك الذرائع قول القائل انت سيدنا ابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا ونحو ذلك فان هذا فيها التعظيم الذي لا يجوز ان يواجه به بشر فان النبي صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد ادم كما اخبر به عليه الصلاة والسلام. لكن كره كما سيأتي. اذا فحماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد. وسده طرق طرق الشرك وسده طرق الشرك نفسه تتعاظم من نفسه لنفسه او من الخلق له يجب عليه ان يسده. لان اعظم مقامات الشرف لك ان يعلم الله جل وعلا منك انك متذلل خاضع بين يديه وانك خائف وجل تدعوه كان في جهة الاعتقادات وكان في جهة الاعمال والافعال وكان في جهة الاقوال. فاذا تأملت وما جاء في هذا الكتاب كتاب التوحيد وجدت انه عليه الصلاة والسلام سد الباب في الاعتقادات الباطلة وسد الباب في الافعال الباطلة كقوله اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وسد الباب ايضا في الاقوال التي توصل الى الغلو المذموم. فقال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله وهذا الباب ايضا من ذلك في بيان حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد فيما يتعلق بالقول الذي قد يتبعه اعتقاد قال عن عبدالله بن الشخير رضي الله عنه قال انطلقت في وفد بني عامر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انت سيدنا فقلنا انت سيدنا فقال السيد الله تبارك وتعالى قلنا وافضلنا فضلا واعظمنا قولا. فقال قولوا بقولكم او ببعض لكم ولا يستجرينكم الشيطان. رواه ابو داوود بسند جيد في هذا الحديث ان اطلاق لفظ السيد فعلى البشر هذا مكروه مخاطبته بذلك يجب سدها فلا يخاطب احد ان يقال له انت سيدنا على جهة الجمع وذلك لان فيها نوع تعظيم. من جهة المخاطبة يعني الخطاب المباشر والجهة الثانية من جهة استعمال اللفظ والنبي عليه الصلاة والسلام سيد كما قال عن نفسه انا سيد ولد ادم ولا فخر ولكن مخاطبته عليه الصلاة والسلام مع كونه سيدا لكنه كرهها ومنع منها لئلا تؤدي الى ما هو اعظم من ذلك من تعظيمه الغلو فيه عليه الصلاة والسلام فهذا مناسبة هذا الحديث بهذا الباب ان في قوله عليه الصلاة والسلام السيد الله تبارك وتعالى مع كونه عليه الصلاة والسلام هو سيد ولد ادم ما يفيد انه عليه الصلاة والسلام حمى حمى التوحيد وسد الطرق الموصلة الى ومنها طريق الغلو في الالفاظ والقول للرجل بانه سيد ونحو ذلك اذا كان على وجه المخاطبة له والاظافة الى الجمع فهذا اشدها واذا كان بدون المخاطبة له ولفظ الجمع فانه اهون منه ومما ذكر العلماء ان قوله عليه الصلاة والسلام السيد الله تبارك وتعالى انه يكره كراهة شديدة ان يقال لبشر انه السيد هكذا بالالف واللام وكلمة سيء. لان قد يفهم منه استغراق معاني السيادة. لان البشر له سيادة تخصه لكن الالف واللام هنا قد يفهم منها استغراق الفاظ السيادة. ولهذا ترى ان الذين يشركون ببعض الاولياء كالسيد البدوي يعظمون كلمة السيف. ويكثر عندهم التعبير للسيد ويريدون السيد البدوي يكفر عندهم عبد السيد ونحو ذلك ولا يريدون به الله جل وعلا ولكن يريدون به ذلك الذي اتخذوه معبودا وتوجهوا اليه ببعض انواع العبادة. فيفهمون من كلمة السيد انه ذو وللتصرف في الامر وهذا هو الذي اعتقدوه من ان للبدوي ولامثاله ان لهم تصرفا في الارض قبولا للمطالب في الحاجات قلنا وافضلنا فضلا واعظمنا طولا. فقال قولوا بقولكم او بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان. لان هذا به الثناء والمدح بالمواجهة وهذا من الشيطان. فالشيطان هو الذي يفتح هذا الباب ان يمدح احد ويعظم في مواجهته وذلك حتى يعظم في نفسه فيأتيه الخذلان لان كل احد تخلى عنه لا حول ولا قوة الا بالله. وتخلى عن الازدراء للنفس والذل والخضوع الذي يعلمه الله من قلبك به فانه يخذل ويأتيه الامر على غرة ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يقال بمثل ذلك القول مواجهة ونهى عن المدح لان فيه اضرارا متكلم واضرارا بالمقول فيه ذلك الكلام. قال وعن انس رضي الله عنه ان ناسا قالوا يا رسول الله يا خيرنا وابن غيرنا وسيدنا وابن سيدنا. فقال يا ايها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان. انا محمد عبد الله ورسوله ما احب ان ترفعوني فوق منزلتي التي انزلني الله عز وجل رواه النسائي بسند جيد. هو عليه الصلاة والسلام كما وصفوه هو خيرهم وهو سيدهم عليه الصلاة والسلام لكنه حمى ذلك الجناب جناب التوحيد وحمى حمى التوحيد حتى لا يستدل احد بعده عليه الصلاة والسلام بهذا الكلام على انه يجوز ان يقال لمن ظن الناس فيه ذلك بل سد الباب في نفسه وهو وسيد ولد ادم وهو خيرهم عليه الصلاة والسلام وافظلهم ولكن سد الباب حتى لا يدخل احد منه باقراره بهذا الفعل فيعظم احد ويدخل الشيطان الى ذلك المعظم والى المعظم فيجعل القلوب تتعلق بذلك رغم الراهب هذه صفة الخلص من عباد الله جل وعلا الذين وعدهم الله جل وعلا بالخيرات قال سبحانه انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين والخشوع نوعان خشوع في القلب وخشوع في الجوارح وخشوع القلب بالتطامن والذل والخضوع بين يدي الله وخشوع الجوارح بسكونها كما قال جل وعلا ومن اياته انك ترى الارض خاشعة نعم ما جاء في قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون. عن ابن مسعود رضي الله عنه قال جاء حبر من الاحبار الى رسول الله صلى الله الله عليه وسلم فقال يا محمد انا نجد ان الله يجعل السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والشجر على اصبع والماء على اصبع والثرى على اصبع وسائر الخلق على اصبع. فيقول انا الملك فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ثم قرأ وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة وفي في رواية لمسلم والجبال والشجر على اصبع ثم يهزهن فيقول انا الملك انا الله. وفي رواية للبخاري يجعل السماوات على اصبع والماء والثرى على اصبع وسائر الخلق على اصبع. ولمسلم عن ابن عمر مرفوعا يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟ ثم يطوي الاراضين السبع ثم يأخذهن بشماله ثم يقول انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟ وروي عن ابن عباس قال ما السماوات السبع والارضون السبع في كف الرحمن الا كخردرة في يد احدكم. وقال ابن جرير حدثني يونس قال اخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد حدثني ابي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما السماوات السبع في الكرسي الا كدراهم سبعة القيت في تورست وقال قال ابو ذر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما الكرسي في العرش الا كحلقة من الا كحلقة من حديث القيت بين ظهري فلاة من الارض. وعن ابن مسعود قال بينما السماء الدنيا بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام وبين الكرسي والماء خمسمئة عام والعرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من اعمالكم. اخرجه ابن مهدي عن ابن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله ورواه بنحوه المسعودي عن عاصم عن ابي وائل عن عبد الله قاله الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى قال وله طرق. وعن العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون كم بين السماء والارض؟ قلنا الله ورسوله اعلم. قال بينهما مسيرة خمسمئة سنة. ومن كل سماء الى مسيرة خمس مئة سنة مسيرة خمس مئة سنة مسيرة خمس مئة سنة وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة وبين السماء السابعة والعرش بحر بين اسفله واعلاه كما بين السماء والارض. والله سبحانه وتعالى فوق ذلك وليس يخفى عليه شيء من اعمال بني ادم اخرجه ابو داوود اخرجه ابو داوود وغيره وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى وسلم سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم هذا باب ما جاء في قول الله تعالى وما قدروا الله حق قدره. والارض جميعا قبضته يوم القيامة. والسماوات ومطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون هذا الباب ختم به امام هذه الدعوة شيخ الاسلام والمسلمين محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى كتاب التوحيد وختمه هذا الكتاب بهذا الباب ختم عظيم لان من علم حقيقة ما اشتمل عليه هذا الباب من وصف الله جل وعلا وعظمة الله جل وعلا فانه لا يملك الا ان يذل ذلا حقيقيا ويخضع خضوعا عظيما الرب جل جلاله والصحيح والواقع من حال الخلق انهم لم يوقروا الله جل وعلا. وما قدروا الله جل وعلا. لا من جهة ذاته وقدرته وصفاته ولا من جهة حكمته وبعثه برسله. قال جل وعلا وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء. فهذا في الانزال في انزال الكتاب وفي ارسال الرسول. وقال جل وعلا في بيان صفة ذاته قال وما قدروا الله حق قدره. والارض جميعا قبضته يوم القيامة. ما قدروا الله حق قدره يعني ما عظموه حق تعظيمه. ولو عظموه حق تعظيمه لما عبدوا غيره. ولما اطاعوا غيره. ولا عبدوه حق العباد عبادة ولذلوا له ذلا وخضوعا دائما وانابوا اليه بخشوع وخشية. ولكنهم ما قدروه حق قدره يعني ما عظموه حق تعظيمه الذي يجب لقدره جل وعلا وعظم ذاته سبحانه وتعالى وصفاته ثم بين جل وعلا شيئا من صفة ذاته العظيمة الجليلة فقال سبحانه والارض جميعا قبضته يوم القيامة فان عقل الانسان لا يمكن ان يتحمل صفة الله جل وعلا على ما هو عليه. والله جل وعلا بين لك بعض صفات ذاته فقال سبحانه والارض جميعا قبضته يوم القيامة. والسماوات مطويات بيمينه. فاذا نظرت الى اهذه الارض على عظمها وعلى غرور اهلها فيها. ونظرت الى حجمها والى سعتها والى ما فيها فهي قبضة الرحمن جل وعلا يعني في داخل قبضة الرحمن جل وعلا يوم القيامة كما وصف ذلك بقوله والارض جميعا قبضته يوم القيامة. فنفهم من ذلك ان كف الرحمن جل وعلا وان يد الرحمن جل وعلا اعظم من هذا. وكذلك السماوات مطويات كطي السجل في كف الرحمن جل وعلا كما قال سبحانه هنا والسماوات مطويات بيمينه. وقال في اية سورة الانبياء يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا اول خلق نعيده. فهذه صفات الله جل جلاله. هذه صفاته الارض التي يتعاظمها اهلها والسماوات التي يتعاظمها من نظر فيها هي صغيرة وايلة في الصغر الى ان تكون في كف الرحمن جل وعلا. والله سبحانه وتعالى اعظم من ذلك واجل بل هو سبحانه وتعالى الواسع الحميد الذي له الحمد كله وله الثناء كله. ويبين لك ذلك يبين لك عظمة الرب جل وعلا في ذاته. وعظمة الرب جل وعلا في صفاته اذا تأملت هذه الاحاديث فانك اذا نظرت الى هذه الارض ونظرت سعة هذه الارض وغرور اهل الارض بها غرور اهل الارض في الارض بهذه الارض وبسعتها وبقواهم فيها نظرت الى ان الارض بالنسبة الى السماء انها صغيرة وان بين الارض وبين السماء الاولى مسيرة خمسمائة سنة في مسير الراكب السريع وكذلك بين السماء الاولى والسماء الثانية مسيرة خمسمائة سنة وهكذا حتى تنتهي السبع سماوات والارض بالنسبة اذا السماوات صغيرة ولهذا مثل السماوات السبع النبي عليه الصلاة والسلام في الكرسي الذي هو فوق ذلك وهو اكبر بكثير من السماوات بقوله ان السماوات السبع كدراهم سبعة القيت في ترس يعني هذه السماوات صغيرة جدا بالنسبة الى الكرسي بل كدراهم سبعة القيت في ترس والترس مكتنفها متقوس عليها فهي صغيرة فيه وهو واسعها كما قال جل وعلا عن الكرسي وسع كرسيه السماوات ارضى ولا يؤده حفظهما. فالارض التي انت فيها وانت فيها في نقطة صغيرة صغيرة هي بالنسبة الى السماء هذا والارض والسماوات بالنسبة للكرسي هذا وصفه. والكرسي ايضا فوقه ماء وفوق ذلك العرش عرش الرحمن جل وعلا والكرسي بالنسبة الى العرش كافئ كحلقة القيت في فلاة من الارض. فهو متناهي الصغر بالنسبة الى عرش الرحمن الذي الرحمن جل وعلا مستو عليه وهو فوقه سبحانه وتعالى. فتلحظ ان هذه المخلوقات جميعا تتناهى في الصغر وانك على الارض هذه التي تتعاظمها تتناهى في الصغر فما بقي الا ان تعلم ان جل جلاله المستوي على عرشه الذي له علو الذات على خلقه وله علو الصفات علو القهر وعلو القدر انه جل وعلا هو العظيم وهو الواسع وهو الحميد وان الخلق ما قدروه حق قدره جل وعلا. كما قال سبحانه وما قدروا الله حق قدره ما عظموه حق تعظيمه لانهم تعاظموا وتكبروا وتجبروا ونظروا الى انفسهم انهم كذا وكذا من صفات ولو تأملوا صفة الرب جل وعلا وما يجب له من الجلال وما هو عليه سبحانه وتعالى من صفات الذات ومن صفات ومن صفات الفعل وما هو في ذلك على الكمال الاعظم فانهم سيحتقرون انفسهم وسيعلمون انه مات تم ينجيهم ويشرفهم الا ان يكونوا عبيدا له وحده دون ما سواه. فهل يعبد المخلوق المخلوق الواجب ان يعبد المخلوق هذا الذي هو متصف بهذه الصفات العظيمة فهو الحقيق بان يذل له وهو الحقيق بان يطاع وهو الحقيق بان يجل وهو الحقيق بان يسأل وهو الحقيق بان يبذل كل ما يملكه العبد في سبيل مرضاته جل وعلا اذ هذا من قدره حق قدره ومن تعظيمه حق تعظيمه. فاذا تأمل العبد صفات الربوبية انا من المعفو عنهم ونسأل الله التسامح وان يجعلنا من المحققين لتوحيده وانه لا حول لنا ولا قوة الا به اللهم فكن لنا يا كريم اللهم فكن لنا يا كريم اللهم فكن لنا يا كريم هذا واستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه وصفات الجلال وصفات الجمال لله جل وعلا وان ذات الله جل وعلا عظيمة وانه سبحانه وتعالى مستو على عرشه بائن من خلقه على هذا العظم وجد انه ما ثم الا انه يتوجه اليه بالعبادة والا يعبد الا هو وان من عبد المخلوق الحقير الوظيع فانه قد دعا الله جل وعلا في ملكه ونازع الله جل وعلا في الهيته. ولهذا يحق ان يكون من اهل النار المخلدين فيها عذابا دائمة لانه كتوجه الى هذا المخلوق الضعيف وترك الرب العلي القادر على كل شيء سبحانه ثم اذا تأملت ذاك تأملت ربك العزيز الحكيم المتصف بصفات الجلال وهو جل وعلا فوق عرشه يأمر وينهى فيما ملكوته الواسع الذي الارض كشبه لا شيء في داخل ذلك الملكوت يفيض يفيض رحمته ويفيض نعيمه على من شاء يرسل عذابه على من شاء وينعم من شاء ويصرف البلاء عن من شاء وهو سبحانه ولي والفضل فترى افعال الله جل وعلا في السماوات وترى عبودية الملائكة في السماوات تراها متجهة الى هذا الرب العظيم المستوي على عرشه كما قال عليه الصلاة والسلام اطت السماء وحق لها ان تعظ ما فيها موضع اربعة اصابع الا ملك قائم وملك راكع او ملك ساجد وهذا لاجل تعظيمهم لامر الله. فتنظر الى نفوذ امر الله في ملكوته الواسع الذي لا نعلم منه الا ما حولنا من هذه الارض وما هو قريب منها بل نعلم بعض ذلك والله جل وعلا هو المتصرف. ثم تنظر الى ان الله جل وعلا هذا الجليل العظيم المتصف بهذا الملك العظيم انه يتوجه اليك ايها العبد الحقير فيأمرك بعبادته وهي شرف لك لو شعرت. ويأمرك بتقواه وهو شرف لك لو شعرت ويأمرك بطاعته وذاك لك لو شعرت فانه اذا علمت حق الله وعلمت صفات الله وما هو عليه من العلو المطلق في ذاته وفي وفي صفاته جل على وفي نفوذ امره في هذه السماوات السبع التي هي في الكرسي كداراهم القيت في ترس ثم ما فوق ذلك والجنة والنار ما في ذلك وجدت انك لا تتمالك الا ان تخضع له جل وعلا خظوعا اختياريا وان تذل له وان تتوجه الى وان تتقرب اليه بما يحب وانك اذا تلوت كلامه تلوت كلام من يخاطبك به ويأمر وينهى به فيكون عندك حين اذ التوقير غير التوقير ويكون التعظيم غير التعظيم. ولهذا كان من اسباب رسوخ الايمان في القلب تعظيم الرب جل وعلا ان يتأمل العبد ويتفكر في ملكوت السماوات والارض. كما امر الله جل وعلا بذلك في حين قال قل انظروا ماذا في السماوات والارض. وقال جل وعلا او لم يتفكروا في ملكوت السماوات والارض؟ وما خلق الله من وقال ايضا جل وعلا في وصف الخلص من عباده ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار ايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار. ربنا انك من تدخل النار فقد اخزيته وما الظالمين من انصار الى اخر دعواتهم وهم وهم يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون ومع ذلك يسألون النجاة من النار فهم في ذل وخضوع لما عرفوا من اثار توحيد الربوبية ولما عرفوا من اثار توحيد الالوهية في القلب وفي النفس. اسأل الله جل وعلا في ختام هذا الكتاب ان يجزي عنا مؤلفه الامام الشيخ محمد بن عبد الوهاب خير الجزاء ان يجزيه عن المسلمين خير الجزاء وكل من ساهم في شرح هذا الكتاب بما افهمنا من معانيه فانه والله لكتاب كتاب عظيم اشتمل على ما به نجاة العباد لو شعروا فقرب الامام رحمه الله فيه من نصوص الكتاب والسنة وافهمنا دلائلها بما نرجو معه النجاة بعفو الله جل وعلا وكرمه. هذا ووصية اخيرة نختم بها هذا المجلس المبارك وهذا الدرس المبارك الذي يعز علي ان افارق فيه هذه العوجة وطلبة العلم اوصي بالعناية بهذا الكتاب عناية عظيمة من جهة حفظه ومن جهة جهة حفظه ومن جهة دراسته ومن جهة تأمل مسائله ومن جهة معرفة ما فيه. فانه الحق الذي كان عليه الانبياء والمرسلون ومن تبعهم من صالح عباد الله. هذا واعتنوا رحمكم الله بذلك اعظم العناية فان فيه خيركم فوالله ان الانصراف عنه لنذير سوء وان الاقبال عليه لنذير بشرى لمؤذن بالخير والبشرى واسأل الله ان ينفعني واياكم بما سمعنا وان يغفر لنا ذللنا وخطلنا وان يعفو عنا ما اخطأنا فيه وان وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد جزى الله معالي الشيخ خير الجزاء وجعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه. وتقبلوا تحيات اخوانكم في تسجيلات الراية الاسلامية بالرياض والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته