بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. بين يدي هذا الدرس نود ان نتلو عليكم هذه الفائدة التي اتى بها الدكتور محسن ابو الفضل المنزهي هكذا اه فقد مر بنا في قراءة سابقة اه في نسخة صفحة ستة وسبعين وهو الاثر رقم اربعة وثلاثين اه اثر عبد الله بن مسعود فيه آآ قال الامام الدارمي حدثنا احمد بن يونس قال حدثنا ابو شهاب الحناق عن الاعمش عن خيثمة ان عبد الله قال ان العبد ليهم بالامر من التجارة او الامارة حتى اذا تيسر له نظر الله اليه من فوق سبع سماوات فيقول للملك اصرفه عنه قال في صرفه فيتظنى بحيرته سبقني فلان وما هو الا الله طبعا المصنف رحمه الله ساق هذا الاثر الشاهد من قوله من فوق سبع سماوات لاثبات العلو وقد تتبع هذه اللفظة اخونا ابو الفضل فكتب جاء في الحديث رقم اربعة وثلاثين فيتظن بحيرته يتضمن اي يتظنن يتظن اي يتظنن. قال في القاموس والتظني اعمال الظن واصله التظنن وفي المعجم الوسيط تظننا ظن وتظن ظنا ويقال فيها تظنا بابدال النون الثالثة الفا كما قالوا في تقصص تقصى واخرج البخاري في الادب المفرد عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال ما يزال المسروق منه يتظنى حتى يصير اعظم من السارق قال الشيخ الالباني صحيح يعني ان المسروق منه اه يعني يوزع التهم يمنة ويسرة. حتى يصير اعظم من السارق. كأنما هو بظن السوء آآ اكتسب اثما اعظم من السرق هذا معناه والله اعلم قال اما لفظه بحيرته فالذي يظهر والله اعلم انها مصحفة من بجيرانه يتمنى يعني يتظنن بجيرانه لانهم هم اقرب من يتوقع ان تقع منهم اه السرقة او من يحصل منهم السبق كما في الحديث فكل من روى هذا الاثر رواها بلفظ بجيرانه وهو ابن المبارك في الزهد وابو نعيم ولفظه فيظل يتظنى بجيرانه ابو نعيم في الحلية يتضان يتضان بجيرانه والبيهقي في شعب الايمان بلفظ يتظنى بجيرانه وابو داوود في الزهد بلفظ فيتظنى بجيرانه وهل نادوا في الزهد بلفظ فيظل يتظنى بجيرانه. والذي جعل هذا التصحيف يتكرر بكل طبعات كتاب الرد على الجهمية للامام الدارمي ان كل من اعتنى بالكتاب اعتمد على نسخة وحيدة من المخطوط وهي محفوظة في مكتبة كوبر لي بتركيا. تحت رقم ثمان مئة وخمسين. هي هي تبعت ليدين وقد وقع في هذا التصحيح من الناس والله اعلم افادك الله. احسنت. وجزاك الله خيرا. اذا فيصبح معنا فيتظنى اي يتظنن وكأن فيها ما يدل على كثرة الظعن. كثرة الظن وبحيرته تصحيف لبجيرانه لانه مدى وردت في كل هذه المراجع بلفظ بجيرانه فيتعين ان تصحح عليها يعني قد حملناها محملا سابقا على بحيرته انه يعني متحير من سبقه سبقني فلان سبقني فلان وما هو الا الله تتبين الان بحمد الله ان آآ يتظنى بمعنى يتظنن وان المقصود بجيرانه يعني ممن حوله اه طيب بارك الله فيك ونستفتح درس هذا اليوم. بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد قال المؤلف رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والمسلمين ومما يحقق قولنا ويبطل دعواهم احتجاب الله عز وجل من الخلق فوق السماوات العلى باب الاحتجاب قال قال الله تبارك وتعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء او من وراء حجاب حدثنا علي ابن مديني قال حدثنا موسى ابن ابراهيم ابن كثير ابن بشير الفاكهي ابن الفاكهة الانصاري ثم قال سمعت طلحة بن فراش بن عبد الرحمن بن فراش بن الصمة الانصاري ثم السلمي يقول سمعت جابر بن عبدالله رضي الله عنهما يقول نظر الي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا جابر ما لي اراك مهتما؟ قال قلت استشهد ابي ترك دينا عليه وعيالا فقال الا اخبرك ما كلم الله احدا قط الا من وراء حجاب. وكلم اباك كفاحا. فقال يا عبدي تمن علي اعطك وساق علي الحديث نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. عقد رحمه الله هذا الباب باب الاحتجاب ليثبت ان الله سبحانه وتعالى دونه حجب وان مقتضى ذلك ان يكون سبحانه بائن من خلقه ليس مختلطا بهم ولا حالا فيهم كما يدعيه الجهمية. الذين يقولون انه في كل مكان والامكنة اليه سواء. فمن كان محتجبا بالحجب فانه متميز بائن منفصل عن خلقه ليس في خلقه شيء منه. وليس فيه شيء من خلقه فلذلك عقد هذا الباب واستدل بقول الله تعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الا الا وحيا او من وراء حجاب فاثبت الله تعالى الحجاب ويسوق احاديثا آآ كثيرة في اثبات الحجب ونوعها ونوعها هذا مراده رحمه الله فكان الحديث الاول الذي ساقه حديث قال عنه المحشي عندي او المحقق انه حديث حسن لغيره وماذا عندك يا يوسف؟ يقول سيأتي طيب على كل حال هذا حديث آآ استشهاد والد جابر بن عبد الله ومن فوائده ان النبي صلى الله عليه وسلم كان رفيقا باصحابه يتفقدهم. واذا رأى على احدهم ما ينكره فانه يسأل عنه فهذا مصداق قول الله تعالى بالمؤمنين رؤوف رحيم فقد قال له ما لي اراك مهتما هذا وهو لم يشكو اليه وانما رأى اثر الهم على وجهه وفيه ايضا تسلية المصاب. فان نبينا صلى الله عليه وسلم قد سلاه بما ادخل السرور على قلبه في شأن ابيه وايضا اعانه على قضاء دين ابيه اه كما هو معلوم من احاديث اخر فهذا من كمال رعاية النبي صلى الله عليه وسلم وحسن صحبته لاصحابه اه وفيه وهو موضع الشاهد قوله ما كلم الله احدا قط الا من وراء حجاب وكلم اباك كفاحا. وهذا لا يتعارض مع الاية. فان الاية انما تتعلق بامر الدنيا اما في الاخرة فان الله سبحانه وتعالى يرى للابصار ومن ذلك انه كلم عبد الله ابن حرام والد جابر ابن عبد الله كلمه كفاحا وهذا في حياة البرزخ وحياة البرزخ متصلة بالحياة الاخرة هذا موظوع الشاهد وهذه بعظ فوائد هذا الاثر ثم قال حدثنا عمرو بن عون الواسطي انباءنا هشيم حدثنا عمرو بن عون الواسطي قال انبأنا هشيم عن داود عن الشعبي قال حدثنا مسروق قال بين انا عند عائشة ام المؤمنين فقالت يا ابا عائشة من زعم ان محمدا رأى ربه فقد اعظم على الله الفريا. وتلت لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير. وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب حدثنا عثمان ابن ابي. هذا الحديث بهذا الاسناد فيه ضعف لانه شيء آآ قد عنعن وهو مدلس ومن المعلوم ان المدلس اذا عنعن فان فان هذا ضعف في الاسناد ولكنه بحمد الله قد ثبت في صحيح مسلم بسياق اتم وهو ما رواه مسروق قال كنت متكئا عند عائشة رضي الله عنها فقالت يا يا ابا عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهم فقد اعظم على الله الفريا والفراء هو اعظم الكذب الفراء هو اعظم الكذب. قلت ما هن؟ قالت وزعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد اعظم على الله الفريا قال وكنت متكئا فجلست. ومراده بذلك ان هذا الامر قد انكره وقلت يا ام المؤمنين انظريني ولا ولا تعجليني الم يقل الله عز وجل ولقد رآه بالافق المبين ولقد رآه نزلة اخرى. فقالت انا اول هذه الامة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم واه يعني قطعها بذلك باعتبار ما ظهر لها لعل لعلها سألت النبي صلى الله عليه وسلم بحكم آآ يعني قربها منه وغلب على ظنها انها اول سائل قد يكون الامر كذلك فسألت النبي صلى الله عليه وسلم وكان من شأن عائشة كما تعلمون لذكائها وحدة ذهنها اذ كانت فتاة شابة ذكية نبيهة انها تسأل كما سألت النبي صلى الله عليه وسلم لما حدث وقال آآ من ليس احد يحاسب يوم القيامة الا هالك. فاوردت عليه وقالت يا رسول الله اليس الله تعالى يقول فاما من اوتي كتابه وبيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وهذا ايراد في محله كشف النبي صلى الله عليه وسلم هذا اللبس الذي وقع لها وقال يا عائشة ذاك العرض ومن نوقش الحساب عذب ففرق بين العرب والمناقشة. وكذلك ها هنا اوردت هاتين الايتين فقالت اه فقال النبي صلى الله عليه وسلم انما هو جبريل يعني الذي رآه بالافق المبين ونزلة اخرى انما هو جبريل لم اره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء الى الارض فقالت اولم تسمع ان الله يقول لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير وهذا احد المحملين لهذه الاية وسيأتينا ان شاء الله في باب الرؤية مزيد وتفصيل اذ انها رضي الله عنها ترى ان دلالة هذه الاية على منع الرؤية في الدنيا وبعض العلماء يحمل هذه الاية على نفي الادراك وان نفي الادراك لا لا يلزم منه نفي الرؤيا لكن هذا على كل حال جواب احد الاجوبة اجابت به ام المؤمنين. اولم تسمع ان الله يقول وما كان لبشر ان يكلمه الله وحي او من وراء حجاب او يرسل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء. انه عليم حكيم. هذه الاولى قالت هو من زعم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من كتاب الله فقد اعظم على الله الفريا حاشاه والله يقول يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته قالت وهذه الثالثة. ومن زعم انه يخبر بما يكون في غد فقد اعظم على الله الفريا يعني من زعم انه يخبر يعني يدعي علم الغيب فقد اعظم على الله الفدية والله يقول قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله فهذه ثلاث فتبين بحمد الله ان هذا الحديث صحيح. وان كان بالاسناد الذي رواه الدارمي ضعيفا نعم حدثنا عثمان بن ابي شيبة لكن عفوا المراد منه من هذا يعني نفيها ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم اه اه رأى ربه يعني بعيني رأسه مباشرة وانما كان من وراء حجاب. فحتى حين عرج به الى السماوات العلا وكلمه الله فكان ذلك من وراء حجاب وهذا هو الحق في هذه المسألة ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه بعيني رأسه ولهذا لما سأله ابو ذر قال نور انا اراه. وفي لفظ قال رأيت نورا فكل من ادعى رؤية الله في الدنيا فهو كاذب انما يرى الله تعالى في الاخرة نعم حدثنا عثمان بن ابي شيبة قال حدثنا جرير عن الاعمش عن عمرو بن ابي مرة عن ابي عبيدة عن ابي موسى رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم باربع فقال ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل حجابه النور لو كشفها لاحرقت سبحات وجهه كل شيء ادركه بصره الله اكبر اين الاربع هذه لابد ان تكون اربع جمل ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام هذه واحدة طيب يخفض القسط ويرفعه هذه الثانية يرفع اليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل هذه الثالثة حجابه النور لو كشفها لاحرقت سبحات وجهه كل شيء ادركه بصره. هذه الرابعة وهكذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم اذا تحدث تحدث بكلام فصل لو شاء العاد ان يعده لعده كما قالت عائشة رضي الله عنها اه فالله تعالى منزه عن النوم ولا ينبغي له ذلك. لا تأخذه سنة ولا نوم لانه قيوم. والقيوم هو القائم بنفسه المقيم لغيره يتصور في حق القيوم ان يدركه نوم ولا سيما وهو سبحانه وتعالى يخفض القسط ويرفعه اي الموازين يرفع اليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل اي ان افعال عباده تبلغها ملائكته اليه كما مر بنا في الملائكة الذين يتعاقبون فينا ويجتمعون في صلاة العصر وفي صلاة الفجر والشاهد منه حجابه النور وقد اشار المحقق الى ان طبعة فيه حجابه النار وان المثبت في طبع دار ابن الاثير حجابه النور والظاهر والله اعلم ان كل ذلك ثابت لانه سيأتينا في الاحاديث ان الحجب اربعة. وان منها نار ومنها نور سيحمل كل حديث على احد هذه الحجب وهو قد احتجب بنار ونور سبحانه وبحمده لو كشف سبحانه هذه الحجب وقوله لو كشفها يؤيد ماذا ان تكون النار لان النور مذكر والنار مؤنث فلم يقل لو كشف وانما قال لو كشفها لاحرقت سبحات وجهه يعني بهاؤه كل شيء ادركه بصره. ومعنى ذلك انه يحترق كل شيء. لان بصره يدرك كل شيء لكنه سبحانه وتعالى يوم القيامة اذا مكن المؤمنين من رؤيته يعطيهم ما يتمكنون فيه من الرؤية دون ان يلحقهم حرق ثم قال حدثنا محبوب ابن موسى الانطاكي. قال ان بان ابو اسحاق قال انبعنا ابو اسحاق الفزاري عن سفيان عن عبيد عن عبيد المكتب عن عبيد المكتب عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال احتجب احتجب الله من خلقه باربع بنار وظلمة ونور وظلمة نعم اشار الى ان هذا الحديث اثر صحيح نعم وابن عمر لا يمكن ان يأتي بمثل هذا الا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وان كان في الواقع ابن عمر قد اه اه حصل يوم اليرموك زاملتين من كتب اهل الكتاب اي نعم لكن مثل هذا الامر المتعلق بذات الله تعالى لا يتصور ان يرويه الا عن علم ها عبد الله بن عمرو طيب وهمت الان حصل عندي تردد هل كان ابن عمر ولا ابن عمر طيب حدثنا موسى بن اسماعيل ابو سلمة قال حدثنا حماد وهو ابن سلمة قال انبأنا ابو عمران الجوني عن زرارة بن اوفى ان النبي صلى الله عليه وسلم سأل جبريل هل رأيت ربك فانتفض جبريل وقال يا محمد ان بيني وبينه سبعين حجابا من نور لو دنوت من ادناها حجابا لاحترقت نعم اشار الى ان هذا مرسل. نعم قال ابو سعيد من يقدر قدر هذه الحجب التي احتجب الجبار بها؟ ومن يعلم كيف هي غير الذي احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا ففي هذا ايضا دليل انه باين من خلقه محتجب عنهم. لا يستطيع جبريل مع قربه اليه الدنو من تلك الحجب. وليس كما يقول هؤلاء الزائغة انه معهم في كل مكان في كل مكان. ولو كان كذلك ما كان للحجب هناك معنى. لان الذي هو في كل مكان لا يحتجب بشيء من شيء فكيف يحتجب من هو خارج الحجاب كما هو من كما هو من ورائه فليس لقول الله عز وجل من وراء حجاب عند قوم مصداق والاثار التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في نزول الرب تبارك وتعالى تدل على ان الله عز وجل فوق السماوات على عرشه بائن من خلقه. نعم يعني ما تقدم هذه الجملة صدق فيه ابو سعيد رحمه الله اه فانه اه فان اثبات الحجب دليل على ان الله تعالى بائن من خلقه ولو لم تكن تعطي هذا المعنى لما كان لذكرها فائدة فكل عاقل وكل آآ عربي آآ يفهم من هذه الاحاديث انه ينبغي ان يكون الرب سبحانه وتعالى بائن من خلقه منفصل عنهم وليس فيه ما ادعاه هؤلاء الزائغون من الجهمية من انه في كل مكان ثم انه آآ جعل مدخلا الى باب النزول فقال باب النزول قال ابو سعيد رحمه الله فما يعتبر به من كتاب الله عز وجل في النزول. ويحتج به على من انكره. قوله تعالى هلا هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة؟ وقوله وجاء ربك وجاء ربك والملك صفا صفا وهذا يوم القيامة اذا نزل الله ليحكم بين العباد وهو قوله ويوم تشقق السماء بالغمام. ونزل الملائكة تنزيلا. الملك يومئذ الحق للرحمن. وكان يوما على كافرين عسيرا. نعم ليس في اي من هذه الايات لفظ النزول ولكنه يفهم يفهم بالمعنى فان كل هذه الايات دالة على حصول النزول بالضرورة. فقوله تعالى هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة ان يأتيهم هذا يقتضي ان ينزل سبحانه وتعالى لفصل القضاء بين عباده. في ظلل من الغمام الغمام هو السحاب الابيض الرقيق وهو ما جاء في سورة الفرقان ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا. وقد ورد في ذلك حديث في اه صفة هذا التشقق ان السماء الدنيا تنشق فتنزل ملائكتها وتحيط باهل الموقف احاطة السوار بالمعصر ثم السماء الثانية فيحيطون بمن قبلهم الى السماء السابعة الجبار سبحانه وتعالى لفصل القضاء بين عباده فهذه الايات الكريمات مفسرات الاحاديث التي سارد ذكر بعضها ومسألة النزول وكذلك اللفظ بالمجيء وجاء ربك والملك صفا صفا. فان المجيء يقتضي نزوله سبحانه اذ ان الفصل بين العباد يقع على الارض. يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات ومجيء ومجيئه ونزوله سبحانه وتعالى لا ينافي علوه فانه يمكن والله تعالى ليس كمثله شيء ان يحصل منه النزول على وجه لا يكون فوقه شيء من مخلوقاته لا يكون فوقه شيء من مخلوقاته حتى العرش حتى العرش وقد اختلف اهل السنة في نزوله سبحانه وتعالى هل يلزم منه خلو العرش منه ام لا جمهور اهل السنة من المحدثين والفقهاء على انه لا يخلو منه العرش وان النزول لا يقتضي خلو العرش منه. فانه ينزل وهو مستو على عرشه والقول المقابل له قول ذهب اليه بعض اهل السنة وهو اضعف الاقوال وهو انه يخلو منه العرش ينزل يقتضي ذلك مفارقة العرش وهذا هو اضعف الاقوال في هذه المسألة والقول الثالث هو التوقف والسكوت والاعراض عن هذا وعدم القطع بشيء لان الله تعالى يقول ولا تقفوا ما ليس لك به علم ولا شك ان هذا اسلم الاقوال آآ اما مسألة النزول فهي مسألة عظيمة وهي من المسائل الفاصلة بين اهل السنة والجماعة هو مخالفيهم وقد تواترت اقول تواترت الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثبات النزول فقد رواها نحو ثمان وعشرين نفسا من الصحابة وعشرين صحابيا كلهم رووا احاديث النزول وابو عثمان الصابوني رحمه الله في عقيدة اهل الحديث في عقيدة السلف واصحاب الحديث سرد منها نصوصا عن نحو سبعة او اكثر من الصحابة الكرام رضي الله عنهم وغيرهم ذكر آآ اكثر من ذلك فهي مسألة مقطوع بها. نزول الرب سبحانه وتعالى الى سماء الدنيا اه فسيذكر الشيخ رحمه الله جملة او شيئا من هذه النصوص قال رحمه الله الذي يقدر على النزول يوم القيامة من السماوات كلها ليفصل بين عباده قادر ان ينزل كل ليلة من سماء الى سماء فان ردوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في النزول. فماذا يصنعون بقول الله عز وجل تبارك وتعالى حدثنا عمرو بن عون الواسطي قال انباءنا ابو عوانة عن ابي اسحاق عن الاغر ابي مسلم قال اشهدوا على ابي سعيد وابي هريرة رضي الله عنهما انهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله ان الله يمهل حتى ان الله يمهل حتى اذا ذهب ثلث الليل هبط. فقال من تائب فيتاب عليه؟ من داع فيستجاب له. من مستغفر من من مستغفر غافر من ذنب من سائل فيعطى حديث صحيح حدثنا يحيى بن بكير المصري حدثنا مالك قال حدثنا مالك وهو ابن انس عنب عن ابن شهاب عن ابي عبدالله الاغر وابي سلمة ابن عبد الرحمن عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة الى السماء حين يبقى ثلث الليل الاخر. فيقول من يدعوني استجيب له. من يسألني فاعطيه. ومن يستغفرني فاغفر له. فاغفر فاغفر له وقبلها ايضا كلها منصوبة لانها منصوبة بان مضمرة من يدعوني استجيب له. من يسألني فاعطيه ومن يستغفرني فاغفر له قال ابو سعيد وزادني فيه احمد بن صالح عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب باسناده قال وقال هشام الدستوائي عن يحيى وهو ابن ابي كثير عن هلال ابن ابي ميمونة عن عطاء ابن يسار ان رفاعة الجهني حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا مضى ثلث الليل او شطر الليل او ثلث الليل يتنزل الله الى سماء الدنيا فيقول لا لا لا اسأل عن عبادي احدا غيري من يستغفرني اغفر له. من يدعوني استجيب له ومن يسألني اعطيه. حتى ينفجر حدثنا سعيد بن الحاكمين عن ابي مريم المصري. قال انبأنا الليث يعني ابن ابن سعيد. ابن سعد. ابن سعد. قال حدثني زيادة ابن محمد عن محمد بن كعب القراضي عن فضالة ابن عبيد عن ابي الدرداء رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله تبارك وتعالى الا ينزل في ثلاث ساعات من الليل يفتح الذكر فينظر فينظر الله في الساعة الاولى منهن في الكتاب الذي لم يره غيره فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء ثم ينزل في الساعة الثانية الى جنة عدن. وهي داره التي لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر وهي مسكنه ولا يسكنها معه من بني ادم خير ثلاثة غير ثلاث غير ثلاثة من النبيين والصديقين والشهداء. ثم يقول طوبى لمن دخلك طوبى لمن دخلك ثم ينزل في الساعة الثالثة الى السماء الدنيا بروح بروحه وملائكته فتنتفضوا فيقول قوم لما مر الامام احمد رحمه الله باحد الوعاظ وهو يعظ في المسجد ويقول ينزل ربنا ثم اتبعها بعبارة من عنده بلا كذا او بلا كذا وجم الامام احمد ثم قال لحنبل فيقول قومي بعزتي ثم يطلع الى عباده فيقول هل من مستغفر اغفر له؟ وهل من داع اجيب حتى تكون صلاة الفجر. ولذلك يقول وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا. يشهده الله يشهده الله وملائكه وملائكة الليل والنهار. نعم هذا الحديث آآ اشار الى نكارته. قال هذا حديث منكر وسببه محمد ابن زيادة قال عنه ابن الجوزي انه صنع هذا الحديث وفيه الفاظ من كرة كما لا يخفى ماذا عندك يا يوسف فقط قال ضعيف ابن الجوزي ذكره في العلل المتناهية وكذلك العقيد ظعفه نعم. طيب على كل حال واضح وفيه كما سمعتم الفاظ منكرة كقوله وهي مسكنه لا يسكنها معه من بني ادم ويقول هي داره ونحو هذا هذا لم يتابع عليه وقال العقيلي الحديث في نزول الله عز وجل الى السماء الدنيا ثابت فيها حديث صحاح الا ان زيادة الا ان زيادة زيادة هذا جاء في حديثه بالفاظ لم يأت بها الناس ولا يتابعه عليها منهم احد الحمد لله يعني في الاحاديث الصحيحة غنية عن هذا الحديث المنكر حدثنا حفص بن عمرو حدثنا حفص بن عمرو النمري ابو عمرو ابو عمرو الحوثي ابو عمر الحوضي. ابو عمر الحوضي قال حدثنا هشام وهو الدستوائي عن يحيى وهو ابن كثير وهو ابن ابي كثير عن ابي جعفر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا بقي او قال مضى ثلث الليل ينزل الله الى سماء الدنيا فيقول ان يدعوني فاستجيب له. من يسترزقني فارزقه. من يسألني فاعطيه. فاعطيه. من يستكشف الضر اكشفه عنه حتى ينفجر الصبح حدثنا عن حدثنا عمرو بن عون الواسطي قال انبأنا خالد يعني ابن عبد الله عن الهجري عن ابي الاحوص عن عبد الله رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يفتح ابواب السماء في ثلث الليل فيهبط الى السماء الدنيا فيبسط يديه فيبسط فيقول الا عبد يسألني فاعطيه الى طلوع الفجر حدثنا عبد العزيز بن يوسف الحراني ابو الاصبغي قال حدثني محمد يعني ابن سلمة الحراني عن الحراني عن محمد بن اسحاق عن سعيد المقبوري عن عطاء مولى ام صبية عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا ان اشق على امتي اذا امرتم بالسواك عند كل صلاة ولا اخرت العشاء الاخرة حتى يذهب ثلث الليل. فانه فانه اذا ذهب ثلث الليل الاول هبط الله الى السماء الدنيا. فلا يزال بها حتى يطلع الفجر. يقول قائل يقول قائل الام من سائل فيعطى الا من داع فيستجاب له. الا من مريض يستشفي فيشفى. الا من مذنب يستغفر فيغفر له. حدثنا عمرو ابن محمد الناقد عن يعقوب ابن إبراهيم ابن سعد عن ابيه عن ابي اسحاق باسناده نحوه قال عمرو وحدثنا وحدثنا يعقوب ابن ابراهيم قال حدثني ابي عن محمد ابن اسحاق قال عمي عبد الرحمن ابن يسار عن عبيد الله ابن ابي رافع عن ابيه عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث ابي هريرة رضي الله عنه حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثني ابو عوانة عن طارق عن سعيد ابن جبير عن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ان الله يمهل حتى اذا مضى ثلث الليل هبط الى سماء الدنيا ثم قال هل من تائب فيتاب عليه؟ هل من مستغفر فاغفر له هل من هل من سائل فيعطى؟ حدثنا الزهراني وابو الربيعي قال حدثنا حماد يعني ابن قال حدثنا حماد يعني ابن زيد عن عامر ابن عن عامر ابن دين عن عامر ابن دينار عن عبيد بن عمير قال اذا مضى ثلث الليل او بقي او بقي نصف ينزل الله عز وجل الى سماء الدنيا فيقول من ذا الذي يدعوني فاستجيب له؟ من ذا الذي يسألني فاعطيه من ذا الذي يسألني فاعطيه نعم حسبك اه هذه الاحاديث في كثير منها مقال من حيث الثبوت لكن كما اسلفنا قد صحت الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثبات وصف النزول وليس في اثبات وصف النزول شيء من النقص باي حال فان كل ما اثبت الرب لنفسه من الصفات فهو صفة كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه واعلموا ان اهل السنة قد اجمعوا على اثبات صفة النزول لله سبحانه وتعالى دون تأويل. حتى ان منهم من قال ينزل بذاته ومن عبر بهذا التعبير انما اراد به التحقيق والصواب انه يكتفى باثبات النزول واسناده الى الرب سبحانه وتعالى. آآ دون الحاجة الى هذه الاضافة لان مجرد الاسناد الى الله سبحانه وتعالى كاف في اثبات هذا الوصف اظنه حنبل او صالح كان معه قال ارجع بنا الى هذا المتهوك. فرجع اليه وقال يا هذا قل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امره بان يلتزم بالنص الوارد وهذا هو الذي ينبغي فان النبي صلى الله عليه وسلم افصح الناس حديثا وابينهم بيانا فلا حاجة للتعقب غير ان بعض يعني امور المناظرات قد تحتاج الى عبارات توظيحية لكن مقام التقرير كما بينا انفا غير مقام المحاجة هذا الشيء اما المخالفون لاهل السنة فانهم سرقوا بهذا النص وغصوا به وقالوا لا يمكن ان يضاف النزول الى الله عز وجل. شأنهم في هذا شأنهم في جميع الصفات الفعلية والخبرية وطفقوا يبحثون له عن تأويلات متعسفة وقال بعضهم ينزل ربنا اي المراد ينزل امر ربنا وبعضهم قال اي تنزل رحمة ربنا. وبعضهم قال ينزل ملك من ملائكة ربنا. هكذا الى اثارة من علم ولا دليل من كتاب ولا سنة ولا قول صاحب ولا قول تابع وانما محظوظ تحكم من عند انفسهم ما حملهم على ذلك الا المقدمات الفاسدة ولا شك ببطلان هذا المسلك وبطلانه من وجوه عدة. اولها ان النبي صلى الله عليه وسلم اسند النزول الى الله ولو كان نزول امره او رحمته او ملك من ملائكته لبينه النبي صلى الله عليه وسلم ولا ترك الامر ملتبسا على الامة ثانيها ان صنيعهم هذا يقتضي ان في الكلام حذفه صح والاصل ان الكلام فيه حذف ولا ما في حذف؟ الاصل عدم الحذف ومسلكه هذا يقتضي ان في الكلام حذفه فهذا خلاف الاصل الامر الثالث انه يلزمهم لوازم فاسدة على مسلكهم هذا منها ان انه لو كان الذي ينزل امره او رحمته لكان منتهى نزوله الى سماء الدنيا واي فائدة لرحمة لا تصل الى العباد وانما يكون منتهاها السماء الدنيا. لا فائدة للعباد من ذلك لانه اخبر انه النزول يكون الى سماء الدنيا ثم ايضا يقال لو كان النازل هو امره فانه لا يختص بهذا الوقت من الليل. فان امره لا يزال ينزل كل ساعة بل كل لحظة وهو لا يختص بالثلث الاخير من الليل. فكيف يحمل على نزول امره ثم يقال ثالثا في الرد على من زعم ان النازل ملك من ملائكته لا يتصور ان ان يصدر هذا الكلام من ملك هل يعقل ان ملكا من الملائكة يقول من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له هذه من خصائص الرب سبحانه وتعالى فلا يمكن ان ان يضاف ذلك الى ملك الى ملك من ملائكته وبهذا يتبين لكم ان كل ما يدعيه المؤولون القائلون بالمجاز انه يتطرق اليه من اللوازم الفاسدة ما يدل على فساد الملزوم وينكشف تلبيسهم. فلا يمكن ان ان ان يصح ويستقيم الكلام وانما يصح ويستقيم لاثبات ما اثبت الرب لنفسه او اثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم فلا يشقى المؤمن بهذه الاحاديث فيعتقد المؤمن بما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الاحاديث. وان الله سبحانه وبحمده ينزل نزولا حقيقيا بجلاله وعظمته لا يترتب عليه اي لازم فاسد يعرض هذه الامور الثلاثة على عباده ومن اعظم فوائد هذا الحديث الاثر الايماني الذي يقع في قلب المؤمن ويدرك به هذا الشرف العظيم وهذه غنيمة الباردة التي تنال باسهل الاسباب. لكن مع ذلك فالمحروم منها كثير. نسأل الله ان يغفر لنا حيث ان الرب سبحانه ينزل ويعرض هذه المطالب العظيمة الثلاث ما هن من يدعوني فاستجيب له. من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له وهذه عند التأمل تبين لنا ان هذه الالفاظ آآ يقع فيها تخصيص بعد عموم. لان قوله من يدعوني فاستجيب له الدعاء في الاصل نوعان دعاء عبادة ودعاء مسألة فلما اضاف اليه قوله من يسألني فاعطيه؟ دل ذلك على ان المراد في الجملة الاولى من يدعوني فاستجيب له دعاء ماذا دعاء العبادة دعاء العبادة. وما المقصود بدعاء العبادة؟ دعاء العبادة هو ان يناجي العبد ربه ويتملقه بذكر اسمائه وصفاته كقول النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل اللهم لك الحمد. انت نور السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت قيم السماوات وفي لفظ قيام او قيوم السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت فاطر السماوات والارض ومن فيهن فالدعاء هكذا بان يذكر الانسان لربه صفات الكمال ونعوت الجلال هذه عبادة ولو لم يسأل شيئا والله تعالى يحب ان يحمد وان يثني عليه. كما اه بوب الامام البخاري او كما جاء في حديث ليس احد احب اليه المدحة من الله سبحانه وتعالى مما يتقرب به العبد الى ربه ويبلغ به اعلى الرتب ويحصل به اعظم الاجور ان يثني على ربه بما هو اهله هذا لون. النوع الثاني السؤال من يسألني فاعطيه. ما منا من احد الا وله عند ربه حاجات. من حاجات الدنيا والاخرة فهذه ساعة ذهبية هذه ثلث الليل الاخر. يعني ساعة تغتنم للاقتراح بين يدي الله والاضطرار اليه والافتقار اليه. فان الله سبحانه وتعالى اذا رأى عبده على هذه الحال اجاب دعاءه الم تروا ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب يعني ان هذا من دواعي الاجابة انكسار العبد لان المسافر يكون دائما في حال الشعث والغبرة والانكسار والشوق الى الاهل والشعور بالغربة وهذا حال يقتضي الاجابة فكذلك اذا كان الانسان في ظلمة الليل وهدأته والناس نيام في فرشهم وهو يناجي ربه وتضرعا وخفية خوفا وطمعا فهذا من اعظم اسباب الاجابة ثم آآ المطلب الثالث قوله من يستغفروني فاغفر له. فهذا لون من السؤال خاص. وهو طلب الستر والتجاوز عن الذنوب. اذ المغفرة معناها الستر والتجاوز هذا يبين ايها الاخوة سعة فضل الله سبحانه وتعالى وسعة رحمته فقد وسعت كل شيء واغراءه هذه بسؤاله فينبغي لنا جميعا ان نعظ انفسنا بهذه الموعظة. والله لو قيل للناس ان منحا ستفرق ثلث الليل او في نصف الليل لرأيت الناس قد اصطفوا طوابير. زرافات ووحدانا لكي يحصل احدهم على لعاعة من الدنيا فكيف والعرض من الله لا من العبادة الذين يلحقوا في عطيتهم منة وكدر بل هي من الله عز وجل الذي له الفضل المطلق ثم اعطيت جزلة من خير الدنيا والاخرة فنسأل الله تعالى ان يحبب الينا الايمان وان يزينه في قلوبنا. وان يكره الينا الكفر والفسوق والعصيان وان يجعلنا من الراشدين وفي هذا القدر كفاية هذه الليلة وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين