بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على افضل المرسلين خاتم النبيين. وعلى اله اصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى متين. سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. ربي يسر واعن برحمتك يا ارحم الراحمين. اللهم انفعنا بما علمتنا وزدنا علما. نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه التعليق على كتاب بالعوامل النحوية للامام عبدالقاهر بن عبدالرحمن الجرجاني. رحم الله تعالى. وهو امام من ائمة اللغة العربية برع في جميع فنونها وكان امام اهل البلاغة. فاذا اطلق الشيخ في علم البلاغة فالمراد هو الشيخ وعبد القاهر بدون منازع. ولم ينضج علم البلاغة قبله. وله اليد الطولى في بقية علوم اللغة العربية. وهذا الكتاب وضعه في علم النحو. في العوام اللفظية والمعنوية على ما سيأتي تفصيله ان شاء الله. قال رحمه الله بعد حمد الله تعالى والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم. ان العوامل في نحو مائة عامل. وهي تنقسم الى قسمين لفظية ومعنوية. العوامل اللفظية هي التي لها اثر في اللفظ اي في النطق. ينطق الانسان بها. فاذا قلت قام زيد مثلا زيدون هنا مرفوع بعامل لفظي وهو قام وقام تنطق بها تلفظ بها فهي عام لفظي متلفظ به. واذا قلت ان زيدا قائم. فزيدا هنا منصوبة بان وقائم مرفوعة بان. وان عامل لفظي يتلفظ به وينطق به. وهذا ومعنى العامل اللفظي. واما العامل المعنوي فهو المقدر الذي ليس له وجود في النطق وذلك كعامل المبتدأ فانك اذا قلت زيد قائم. فزيد هنا مرفوعة. مرفوعة بماذا؟ مرفوعة بالابتداء. الابتداء امر معنوي. لا يتلفظ به. انت لم تلفظ عاملا قبل زيد فالعامل في المبتدأ عامل معنوي. وسيأتي تفصيل ذلك في محله ان شاء الله قال فاللفظية منها تنقسم الى قسمين. سماعية وقياسية. العوامل اللفظية تنقسم الى قسم الى عوامل سماعية. اي هكذا سمعت عن العرب. فمثلا الحروف الناصخة الناصبة للمبتدأ الرافعة للخبر التي هي ان وان وكأن ولكن ولعل هذه حروف تنصب المبتدأ اسما لها وترفع الخبر خبرا لها سماعا. وليس قاعدة مطردة وانما سمع عن العرب نصب هذه الحروف للمبتدأ ورفعها للخبر وما العامل المقيس فهو الذي يمكن ان يقاس وذلك الفعل مثلا الرافعي الفاعل فمثلا قام زيد ضرب زيد قرأ زيد خرج زيد هذا قياسي كل فعل فانه بالقياس يرفع الفاعل. ولن نستطيع ان نجمع لك افعال اللغة العربية. لا يمكن ان نقول ان نقول لك يرفع الفاعل بقامة وجلس وخرج وقرأ وركب ودخل قال وشرب وصعد لان هذا لا يمكن حصره. هذا بابه القياس. لكن يمكن ان نقول لك الحروف والتي تنصب المبتدأ اسما لها وترفع الخبر خبرا لها ستة فقط. فهذه سماعية اي مقصورة على السمع اما العوامل القياسية فهي التي لا حصر لها وهي مقيصة الفعل حين يكون رافعا للفاعل مثلا او ناصبا المفعول وكالمصدر وغير ذلك مما يأتي تفصيله وتفسيره في محله ان شاء الله قال فالسماعية منها احد وتسعون عاملا. يعني السماعية التي لا يقاس عليها وانما هي مسموعة فقط هي احد وتسعون عاملا. والقياسية منها سبعة عوامل وسبعة على احد وتسعين هي ثمانية وتسعون وبقية عاملان معنويان. فقط وهما رافع المبتدئ ورافع الفعل المضارع هذان عاملان معنويا. المبتدأ مرفوع بالابتدائي وهو عامل معنوي. لا وجود له في النطق والفعل المضارع اذا تجرد من النواصب والجوازم فانه يكون مرفوعا ايضا ورافعه عامل معنوي وهو التجرد. قال والقياسية منها سبعة سبعة عوامل والمعنوية منها عددان فالجملة اي فمجموع ذلك مئة عامل سنتطرق لها بالتفصيل ان شاء الله قال فالسماعية منها تتنوع الى ثلاثة عشر نوعا النوع الأول حروف تجر الاسم الواحد فقط. وهي سبعة عشر حرفا. بدأ في سرد بعوامل اللفظية. العوامل اللفظية هي العوامل الملفوظ بها التي ينطق بها بخلاف العوامل المعنوية وهذه العوامل قسمناها الى قسمين الى سماعية وقياسية بالسماعية. قال فالسماعية منها تتنوع على ثلاثة عشر نوعا. النوع اول حروف تجر الاسم الواحد فقط. وهي سبعة عشر حرفا. النوع الاول من العوامل اللفظية السماعية حروف الجر. وذكر انها سبعة عشر حرفا. وعدها ابن مالك رحمه الله تعالى في الالفية عشرين حرفا. وقال هاك حروف الجر وهي من الى خلا حشا عدا في عنعلى مذمن ذو ربا لا مكي واو وتا والكاف والباء ولعل ومتى فذكر عشرين حرفا. والمؤلف هنا اهمل ثلاثة حروف هي قليلة الاستعمال. وهي كي كقولهم في السؤال عن علة الشيء كلمة ولعل في لغة عقيل فانهم يستعملونها حرف جر. قال شاعرهم وداع دعايا من يجيب الى الندى فلم يستجبه عند ذاك مجيب. فقل تدعو اخرى وارفع الصوت جهرة لعل بالمغوار منك قريب. لعل ابي فاستعمل لعل حرب جر. وهذه لغة لحي من العرب. وليست هي جادة كلام العرب وليست لغة فصحاء العرب وانما هي لغة لحي منهم. فقط. وكذلك متى ايضا يجر بها قليلا. وذلك كقول الشاعر شربنا بماء البحر ثم ترفعت متى لجج من خضر لهن نئيج. متى لجج وهذه الحروف قليلة الاستعمال بعضها خاص بلغة بعض العرب. فلذلك اهملها الشيخ ولم يذكرها. واقتصر على الحروف المشهورة المستعملة في القرآن الكريم التي جر بها في القرآن الكريم وفي الحديث النبوي والتي يجر بها هو وجادة كلام العرب. قال وهي سبعة عشر حرفا. احدها باء الجار بسم الله الرحمن الرحيم. باسم هذه الباء حرف جر فهذه الباء من حروف الجر ولها عدة معاني ذكر طرفا منها فقالوا هي سبعة عشر حرفا احدها الباء من حروف الجر ولها معان اولها الالصاق. اول معانيها الالصاق ومثل له بقولك مررت بزيدي اي التصق مروري بموضع يقرب منه وعلى هذا درج المالكية والحنابلة في قول الله تعالى وامسحوا برؤوسكم فهي عندهم اما للالصاق واما للزيادة. لان مذهب السادة المالك والحنابلة ان الرأس ممسوح جميعا. خلافا لما ذهب اليه الشافعية والحنفية من انه يجزئ مسح بعض الرأس. ومن اسباب الخلاف في ذلك معنى الباء في قول الله تعالى وامسحوا برؤوسكم. فان الباء تاتي بكلام العرب تارة معناها الالصاق وهذا لا يقتضي تبعيطا وهو الذي درج عليه المالكية والحنابلة. وتأتي تارة في كلام العرب ومعناها التبعيض. وهذا هو الذي درج عليه الشافعية والحنفية الذين اجازوا اختصار على مسح جزء من الرأس في الوضوء. فقالوا معنى امسحوا برؤوسكم بعض رؤوسكم ولم يقدر الشافعية ذلك البعض بل اخذوا باقل المسمى اي ما يسمى مسحة. وقدره والحنفية بالربع وقالوا لا يجوز ان ينقص عن ذلك. والمسألة فقهية لا نريد ان نسترسل فيها لكن يشهد لمذهب المالكية والحنابلة الاجماع على ان الوجه ممسوح روح جميعا في التيمم وقد استعملت فيه الباء فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه. في التيمم قال الله تعالى فامسحوا بوجوهكم واستعمل الباء. وقد اجمعوا على ان الوجه ممسوحا ان ان ممسوح جميعا في التيمم. لا احد قال ان الباء هنا للتبعيض. هناك اجماع في انه في التيمم يمسح الوجه جميعا وهذا يشهد لمذهب المالكية والحنابلة. آآ المعنى الاول هو الارساء ومررت بزيد اي التصق مروري بموضع يقرب منه. زيد. والثاني للاستعانة. المعنى الثاني من معاني الباء ان تكون للاستعانة. وهي الداخلة على الة الفعل. اذا دخلت على الة الفعل كانت للاستعانة تقول ضربت بالسيف كتبت بالقلم. لان الباء هنا داخلة على الة الفعل. فالسيف هو الة ضرب والكتابة والقلم هو الة الكتابة. فالباء الداخلة على الة الفعل يسمونها باء الاستعانة قال نحن كتبت بالقلم استعنت في الكتابة بالقلم. والمعنى الثالث من معاني الباء ان تكون للمصاحبة نحو قول الله تعالى وقد دخلوا بالكفر اي مع الكفر ومثل لها من كلامه بقوله خرج زيد بعشيرته اي مع عشيرته والرابع للمقابلة وهي الداخلة على الاعواض فاشتريت هذا بهذا. فالداخلة على الاعواض تسمى باء مقابلته. نحن بعت هذا بهذا اي قابلت هذا بهذا خامس اي المعنى الخامس من معاني الباء هو التعدية. والتعدية هي تسليط بفعله عدد مفعول. الفعل اذا كان لازما فانه يعدى بحرف الجر كما قال ابن مالك رحمه الله تعالى في الالفية وعدي لازما بحرف جري. وان حذف النصب للمنجر نقلا وفي النوى ان يطردوا مع امن لبس كعجبت ان يدوم. فاذا قلت ذهب تزايد هذا فعل لازم. لا يتسلط على المفعول به. لان الذهاب وصف قائم بالفاعل غير فهذا الفعل يسمى عندهم قاصرا ويسمى لازما. فاذا اردت ان تعتي اذا اردت تعدية فانك تأتي بالهمسة فتقول اذهبته. فاذهب حين تدخل الهمزة عدى به او تضعفه فتقول ذهبته. او تأتي بالباء فتقول ذهبت به. فهذه كلها ادوات تعزية. الهمزة يعدى بها والتضعيف يعدى به. وحرف الجر ايضا يعدى به. وذلك نحو قول الله تعالى ذهب الله بنورهم. بنورهم. لما اريد تسليط العامل على المفعول وهو لا ادى اليه مباشرة جيء بالباء. فقيل ذهب الله بي بنورها. هذه تسمى تعدية. قال نحن ذهبت بزيد لا ذهبت والسادس للظرفية. المعنى السادس من معاني الباء ان تكون للظرفية. اي بمعناه في وذلك نحن جلست بالمسجد اي في المسجد. ومن الله تعالى ولقد نصركم الله ببدر. اي في بدر. فالباء هناك بمعنى في والسابع ان تكون زائدة ومثل لذلك بقوله هل زيد فقال ايها قائم فان الباءة تأتي زائدة بعد هل الاستفهام ولا يختص ذلك بها تزيد ايضا بعد النفي قياسا في مواضع. قال ابن مالك رحمه الله تعالى وبعد وبعد ما وليس جرا بل خبر وبعد لا ونفي كان قد يجر. يعني انا الباء الزائدة قد تجر الخبر بعدما نحو وما ربك بظلام للعبيد. وبعد لا كقول سواد بن قارب فاشهد ان الله لا رب غيره وانك مأمون على كل غائب وانك ادنى المرسلين وسيلة الى الله يا ابن الاكرمين الاطايب. فمرني بما احببت يا خير مرسلين ولو كان فيما قلت شيب الذوائب وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة بمغن فتيلا عن سواد ابن قارب وكن لي وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة بمغني فتيلا عن سوات بن قارب وتزاد ايضا في خبر كان المنفية كقول الشنفرة وان مدت الايدي الى الزاد لم اكن اعجل لم اكن باعجلهم اذ اجشع القوم اعجلوا. ثم قال كقوله تعالى وكفى بالله شهيدا. فاعل كفاء. الغالب في ما له في كلام العرب ان يكون مجرورا بالباء. تقول كفى به. ففاعل الغالب في استعماله في كلام العرب ان يكون مجرورا بالباء. وهذه الباء صلة هكذا ان يقال في الالفاظ القرآنية فانها وان سماها النحات زائدة الا ان اطلاق الزائد في القرآن الكريم ليس من الادب فيسمونها حروف الصلة. وهي حروف يكون لها معنى. ولكن الكلام يمكن ان ما بدونها. ومن غير الغالب قول الشاعر عميرة ودع ان تجهزت راديا كفى الشيب والاسلام للمرء ناهية. كفى الشيب. استعمل فاعل الكفى بدون وهذا قليل الغالب انه يقال كفى به. الغالب في فاعل كفى ان يجرأ بالباء وقد تزاد ضرورة قبل فاعل غيرها. وذلك كقول الشاعر الم يأتيك والانباء وتنمي بما لاقت لبون بني زياد بما لاقت اي ما لاقت. وتزال وايضا قبر قبل الخبر الموجب ضرورة ايضا او قليلا وذلك كقول الشاعر اللعنة ان سكا بعلك نفيس لا تعار ولا تباع مفدات مكرمة لدينا يجاع لها العيال ولا تجاع فلا تطمع ابيت اللعنة فيها ومنعكها بشيء استطاعوا ايمنعكها شيء يستطاع. والثامن اي المعنى الثامن من معاني الباء التفدية ان تأتي للفداء كقولك بابي وامي اي افديك وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن ابي وقاص ابويه في غزوة احد. فقال ارمي فداك ابي وامي. فالتفدية هي ان تقول افديك بابي وامي اذا تأتي للتفدية بابي وامي. ومن معاني البائدة لم يذكرها المؤلف هنا انها تأتي بمعنى بدل. وذلك كقول الشاعر لو كنت من مازن لم تستبح ابلي بنو من ذهل ابن شيبانا اذا لقام بنصري معشر انف عند الحفيظة ان ذو لذة لانا لا يسألون اخاهم حين يندبهم للنائبات على ما قال برهانا لكن قومي وان كانوا ذوي حسب ليسوا من الشر في شيء وان هان يجزون من ظلم اهل الظلم مغفرة ومن اساءة اهل السوء احسانا كان ربك لم يخلق لخشيته سواهم من جميع الناس انسانا. فليت لي بهم قوما اذا ركبوا شنوا الاغارة فرسانا وركبانا. فلتجد بهم اي بدلهم. فالباء هنا بمعنى بدل. وتأتي الباء ايضا على ومنه قول الله تعالى ومن اهل الكتاب من ان تأمنوا بقنطار اي على قنطار وتأتي بمعنى الى كقوله تعالى وقد احسن بي اذ اخرجني من السجن اي احسن الي احسن بي اي احسن الي. وتأتي ايضا للقسم تقول بالله لافعلن كذا وسيذكر ذلك المؤلف. ومن معاني الباء ايضا التبعيط عينا يشرب بها اي منها. وتأتي بمعناها عن نحو قول الله تعالى فاسأل به خبيرا. اي فاسأل عنه اسأل به اي اسأل عنه. منه قول علقمة فان تسألوني بالنساء فانني خبير بادواء النساء طبيب اذا شاب رأس المرء او قل ماله فليس له من ودهن نصيب. يردن ثراء المال حيث علمنه شرخ الشباب عندهن عجيب. فان تسألوني بالنساء اي عن النساء فانني خبير بادواء النساء طبيب وتأتي للسببية نحو قول الله تعالى فبظلم من الذين هادوا اي بسبب ظلم من الذين هادوا وقد جمع بعضهم معانجها في قوله تعدى لصوقا بتسبب وبدل سحابا قابلوك بالاستعلاء. تعدى واستعن بتسبب. تعدل سوقا واستعن بتسبب وبدل سحابا قابلوك بالاستعلاء. وبدل سحابا قابلوك بالاستعلاء وزد بعضهم ان جاوز الظرف غاية. وزد بعضهم ان جاوز الظرف غاية يمينا تحز للبا معانيها كله زد بعضهم اجاوز الظرف غاية يمينا تحز للبا معانيها كله. قوله تعالى عدل سوكا تعدى اي من معاني الباء التعدية ونحو ذهب الله بنوره. لصواقا اي من معانيها الالصاق كما ازاي دي؟ واستعن اي من معانيها الاستعانة وكتبت بالقلم بتسبب اي من معانيها السببية فبظلم من هادوا اي بسبب ظلم من الذين هادوا. وبدل اي من معانيها البدنية فليت لي بهم قوما اذا ركبوا اليتني بدله سحابا اي من معانيها المصاحبة. وقد دخلوا بالكفر وهي التي بمعنى معا قابلوك اي من معانيها المقابلة تبعت هذا بهذا. بالاستعلاء اي انه من معانيها ان تأتي بمعناها على ومن اهل الكتاب من ان تأمنه بقنطار اي على قنطار وزدت من معانيها الزيادة ايضا كما ذكرنا. بعضهم اي من معانيها التبعيط يشرب بها اي منها. وزد بعضهم ان جاوز من معانيها المجاوزة وهي التي نعم فاسأل به خبيرا اي عنه. والظرف اي من معانيه الظرفية ولقد نصركم الله ببدر. غاية اي من معانيها الغاية وهي التي بمعنى الى وقد احسن اي الي يمينا اي من معاني اليمين القسم تقول بالله وزد بعضهم ان جاوز الله غاية يمينا تحز للبا معانيها كلها. تجمع حينئذ اه معاني الباء جنان والثاني منه اي الثاني من حروف الجر من ولها معان ايضا احدها الابتداء الغاية المكانية نحو قول الله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد اقصى من المسجد الحرام اي ابتداء السرعة هو المسجد الحرام فمن هنا الابتدائية المكان وقد تأتي لبدء الازمنة كما قال ابن مالك في الالفية بعد وبين وابتدئ في الامكنة وقد تأتي لبدء الازمنة. وحمل عليه قول الله تعالى لمسجد اسس على التقوى من اول اليوم فقالوا هي هنا الابتدائي الزمان. ومنه قول النابغة الزبياني تخجرن من ازمان يوم حليمة الى اليوم قد جربنا كل التجارب. من ازمان يوم حليمتي ابتداء الزمان. وفي الحديث فمطرنا من الجمعة الى الجمعة هذا من هنا لابتداء الزمن. قال نحن صرت من البصرة الى الكوفة يعرفوا بصحة وضع الابتداء مكانه. اي يعرف هذا الابتداء الذي تدل عليه من انك يمكن ان تضع كلمة ابتداء المكانة فتقول صرت من كذا الى كذا ابتداء سيري من كذا فتضع الابتداء مكان من السحر والمعنى والثاني لتبيين الجنس اي من معاني من بيان الجنس. نعم قول الله تعالى فاجتنبوا الرجس من الاوذان. اي الرجس الذي هو الاوذان. فهي مبينة للرجس ما هو رزق الاوثان؟ جمع وثن وهو الصنم. وتقول خاتم من فضة من هنا تبين نوع هذا الخاتم. ويعرف التبيين بصحة وضع الذي مكانه تجتنب الرس من الاوذان اذا فسرتها بانها اجتنبوا الرس الذي هو الاوثان كان الكلام صحيحا. فاذا وضعت فالذي كان الكلام حينئذ صحيحا فهي بيانية. وهذا محله اذا بينت معرفة اما اذا بينت نكرة فانه لا يصح وضع الذي مكانها لان النكرة انما تبين بالنكرة وحينئذ آآ تبين بالجملة وذلك كمثاله هو الثاني. خاتم من فضة. فهنا تقول خاتم هو فضة ستضع مكانا من جملة وحينئذ يتبين انها لبيان الجنس. ومنه قول الله تعالى فيها من اساور من ذهب. محل شهد من الثانية من ذهب. للأولى اي اساور هي ذهبوا الثالث للتبعيض المعنى الثالث للتبعيض من معاني من وذلك نحو قول الله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبه حتى تنفق مما اي بعض ما تحب. فمن هنا للتبعيض وهذا القول هو الذي يتمسك به ايضا الشافعية في مسألة تحصيص التيمم ترابي الذي له غبار. فان مذهب المالكية والحنفية ان التيمم يجوز بالصعيد الذي هو وجه الارض ترابا كان او حجرا او معدنا لثبوت ان النبي صلى الله عليه وسلم تيمم على حائط كما في الصحيحين. ولان الصعيد في كلام العرب هو وجه الارض والارض منها ما هو تراب منها ما هو حجر. ولان رواية الحديث المشهورة هي وجعلت هي الارض مسجدا وطهورا واما رواية وتربتها فانها اه ليست هي الرواية المشهورة كما هو معلوم هي زيادة في بعض طرق صحيح مسلم. وهذا النوع من الزيادة مختلف فيه كما قال العراق يجب في الفية الحديث. او خالف الاطلاق نحو جعلت تربة الارض فهي فردا نقلت. فالشافعي واحمد احتج بذا والوصل والارسال من ذا اخذ محل استدلال الشافعية انهم قالوا ان من في قول الله تعالى فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه. قالوا من للتبعيض والذي يتبعض هو الحصى الذي تستطيع ان تمسح وجهك بشيء منه اي ان توصل الى شيئا منه هو التراب الذي له غبار. اما اذا ضربت يديك على صخرة صماء فلن تستطيع ان توصل شيء من تلك الصخرة الى وجهك. فقالوا من هنا للتذعر. وله وجه استدلالهم بالاية على ان تيمم بالحجارة لا يجزي. لكن هذا المعنى غير متعين ولا نريد ان نخوض الان في تفاصيل نقاش فقهي المهم ان نبين على ان ان نبين ان هذه الادوات يترتب عليها مسائل فقهية من اسباب الخلاف بين العلماء معاني الحروف. ذكرنا ذلك في الباء في قوله يمسح برؤوسكم ومن هنا السبب في من اسباب الخلاف في التيمم هل يجزئ بالحجارة او لا يجزئ بالحجارة؟ معنى من في قوله تعالى فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه. ومن اسباب الخلاف في المرافق هل هي مغسولة في الوضوء او ليست مغسولة معنى الى في قوله تعالى الى المراهق. فهذه الادوات ينبني عليها مسائل في الاستدلال وفي الفقه كما هو معلوم. مثله للتبعيض بقولك شربت من الماء اي بعض الماء واخذت من الدراهم اي بعض الدراهم. ويعرف بالصحة وضع البعض مكانه يعني ان من التبعيضية اذا وضعت كلمة بعض مكانها صح ولا معنى؟ فاذا قلت شربت بعض الماء لكان شربت من الماء كان نفس وينبغي ان ينبه الى ان كلمة البعض استعمالها باللام المعرفة هو من كلام والذين ولكنه من اللحون الشائعة التي استعملها الائمة والعلماء والجهلاء حتى اصبحت غير وهي ليست معروفة في كلام العرب. العرب لا تقول البعض تعرف. ولا تقول الكل هذا من كلام المولد ليس فصيحا. ولكن بعض اللحون اشتهرت حتى استعملها العلماء واستعملها فمثل هذا لا ينكر بفشوه واستعمال العالم والجاهل له. لكن ينبغي ان يعلم هل له باللغة ام لا؟ وقد بينا ان ان الكل والبعض والغيرة هذه الكلمات من اسماء من كلام المولدين ليست من كلام العرب الاقحاح الفصحى. قال ويعرف بصحة وضع البعض مكانه. والرابع اي المعنى الرابع من معاني من هو الظرفية اي ان تكون بمعنى فيه. وذلك نحو قول الله تعالى اذا نودي الصلاة من يوم الجمعة اي في يوم الجمعة. والخامس ان تكون زائدة الخامس من معاني من ان تكون زائدة. نحو ما جاءني من احد اي ما جاءني احد. ما جاءني ما من بشير ولا نذر. ويعرف بانها تعرف الزيادة بانها لو سقطت لم يخلد معناها لم يقع فيه اختلال لم يقع اختلال في المعنى الاصلي. اذا قلت ما جاءني من احد وقلت ما جاءني احد آآ لا شك ان الزيادة منه اكد في النفي. لكن اصل فين موجود؟ اذا قلت ما جاءني احد فقد نفيت. لكن اذا زدت منه فان كلامك يكون ابلغ في النفي وتقع من لمعان اخرى لم يذكرها المؤلف هنا منها فصلوا بين المتقابلين ان تفصل بين الضدين مثلا نحو قول الله تعالى والله يعلم المفسد من المصلح ففصلت هنا بين صفتين متقابلتين وهما المصلح والمفسد وتستعمل كذلك في القسم تقول من ربي لافعلن كذا. وتستعمل للتعليل قول الفرزدق في علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب الملقب زين العابدين يغضي حياء ويغضى من مهابته فما يكلم الا حين يبتسم. يضي حياء ويغضى من مهابته اي لاجل مهابته. ومنه قول امرئ القيس وذلك من نبأ اني وخبرته عن ابي الاسود من نبأ اي لاجل نبأ. ومنه قول الله على مما خطيئاتهم اغرقوا. اي لاجلي. وتأتي بمعنى عند نحو قول الله تعالى لن تغني عنهم اموالهم ولا اولادهم من الله اي عند الله شيئا وتأتي مني ايضا بمعنى الباء ينظرون من طرف خفي اي بطرف لان الطرف العين طرف العين لا يثنى ولا يجمع. وتأتي بمعنى اذا اتصلت بها ماء وذلك كقول الشاعر وانا لمما نضرب الكبش ضربة على رأسه تلقي اللسان من الفم. الكبش هو البطل الشجاع اين المفر والكباش تنتطح واي كبش حاد عنها يفتضح. يستعمل طبعا بذكر الضأن كما هو معلوم. لكن هذا ليس هو المراد هنا. المراد بالكبش الشجاع. والعرب تستعمل الكبش بمعنى الشجاع وانا لمما نضرب الكبش والا فان ضرب الكبش اه الذي هو ذكر الضأن لا مفخرة فيه لا مفخرة في ان يضرب الانسان ذكر الضع وانا لمما نضرب الكبش ضربة على رأسه تلقي اللسان من الفم اي نضرب البطل الشجاعة وتأتي بمعنى عن كقول الله تعالى فويل للقاسية من ذكر الله اي عن ذكر الله. وبمعنى على ونصرناه من القوم اي على القوم وتأتي للبدلية رضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة اي بدل الاخرة ثم قال والثالث الى ولها معنيان احدهما انتهاء الغاية نحو سرت من البصرة الى الكوفة. الى تأتي لمعاني منها انتهاء الغاية وهذا هو معناه الاصل. الى الكوف والاصل في الى عدم دخول الغاية الا اذا دل دليل عليها فمثال العصر الذي هو عدم دخولها قول الله تعالى ثم اتموا الصيام الى الليل. فالليل غير داخل في الصيام. الليل لا يطلب صيامه فالغاية هنا غير داخلة. وان دل دليل على دخولها دخلت وذلك ذهب جمهور اهل العلم الى ان المرافق مغسولة مع الايدي مع ان الاصل فيه الى عدم دخول الغابة قال تعالى وايديكم الى المرافق. لاظهروا من جهة اللغة العربية دخول الغاية مع اله. لكن الظاهر اذا عرض فانه يكون مؤولا يعمل به يعمل حينئذ بتأويله. وذلك النصوص الشرعية تدلت على ان على ان المرافق مغسولة وقد ثبت في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم ادار الماء على على مرفقيه. فثبوت غسل المرافق عن الشارع الذي هو النبي صلى الله عليه وسلم يصرف عن عن الظاهر من جهة اللغة ولهذا فان المتبادلة من جهة اللغة العربية هو عدم دخول المرافق. لكن هذا الظاهر مؤول فيعارض تعارضه النصوص الاخرى التي تدل على دخول المرافق ولهذا ذهب جمهوره للعلم الى ان المرافق مغسولة كما هو معلوم. الغاية مختلف فيها آآ على خلاف بين اهل العلم هي تكون مع حتى وتكون مع اله. فقيل تدخل مطلقا وقيل لا تدخل وقيل ان كانت من جنس ما قبلها دخلت والا لم تدخل بعضهم بين حتى والى كما قال السيوطي رحمه الله تعالى في الكوكب الساطع الذي عقد به جمع الجوامع لابن السبكي في اصول الفقه. قالوا وفي دخول الغاية الاصح لا تدخل مع اله. وحتى دخل. الاصح ان الغاية مع الى لا تدخل الا فاذا دل دليل على دخولها واما مع حتى فانها تدخل. اذا كانت الغاية بحتى تدخل اه قال والثاني بمعنى مع الثاني ان تكون بمعنى مع وهو قليل نحو الله تعالى ويزدكم قوة الى قوتكم اي مع قوتكم. وكقوله تعالى ولا تأكلوا اموالكم الى اموالهم. اي مع ولا تأكلوا اموالهم الى اموالكم اي مع اموالكم. وما اشبه ذلك. وتأتي ايضا لبيان فاعلية مجرورها بعدما يفيد حبا او من فعل تعجب او اسم تفضيلي نحو رب السجن احب الي. وقد تأتي بمعنى في ليجمعنكم الى يوم القيامة اي في يوم القيامة. وتأتي ايضا بمعنى اللام نحو قول الله تعالى والامر اليك اي الامر لك وقد تأتي بمعنى عند وذلك كقول الشاعر ام لا سبيل الى الشباب وذكره اشهى الي من الرحيق السلسل الرابع في توقفوا هنا ان شاء الله الى ما بعد الصلاة