رحمه الله ورضي عن جده قال اخبرني جدي وجده عمرو بن سعيد اه قال كنت جالسا مع ابي هريرة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ومعنا مروان مروان بن حكم والمقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر من هذا الشر القادم فنستفيد من هذا الحديث اه ما يلي اولا شدة شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على امته بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا ونعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. نعوذ به سبحانه من فتنة المحيا والممات. ومن فتنة المسيح الدجال. من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا لا شريك له. الذي حذر عباده من الفتن فقال واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا ان الله شديد العقاب. وقال سبحانه فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم واشهد ان محمدا عبده ورسوله الذي وصفه ربه بقوله عزيز عليه ما عنتم حريص بالمؤمنين رؤوف رحيم فكان من كمال شفقته ورأفته ورحمته بامته ان وصف لها الفتن وصفا دقيقا. وحذر منها تحذيرا بليغا في احاديث مشهورة ومقامات معلومة. فلا يكاد يخلو ديوان من دواوين السنة من جزء موسوم بكتاب الفتن بل ان بعض المصنفين افردوه بالتأليف كما صنع نعيم بن حماد والاجري والقابسي وابو عمرو ولم يحدث النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه. ومن ثم امته بهذه الاخبار لتكون مجرد علامة من علامات النبوة فحسب ولا ليستدفع بها قدر الله المحتوم الذي لا بد كائن وانما ليستنقذ من سبقت له من الله الحسنى ويأخذ بحجزهم عن النار انهم اعتصموا بالكتاب والسنة والفتن معشر طلبة العلم ومن بلغ اقسام وانواع باعتبار ذاتها ومآلاتها ومتعلقاتها فمنها فتنة الشهوات ومنها فتنة الشبهات المؤمن وفتنة الكافر فتنة المحيا وفتنة الممات فتنة القبر وفتنة النار فتنة الرجل في اهله وماله وولده وجاره وفتن تموج البحر ومرادنا هذا النوع الاخير الذي يعصف بعموم الناس ويجتاح الخاص والعام ويتتابع ويتراكب كموج البحر وينشأ عنه الهرج والمرج حتى يدع الحليم حيرانا وان من دواعي طرح هذا الموضوع للدرس والبحث في هذا الوقت امور. منها اولا الايمان بالنصوص الصحيحة الواردة في الفتن من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ومن الايمان بالغيب الذي ينكر بعضه معتزلة اليوم من اصناف العقلانيين ومنها ان ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من احاديث الفتن على اقسام كما ذكر الحافظ بن حجر رحمه الله احدها ما وقع على وفق ما قال صلى الله عليه وسلم والثاني ما وقعت مباديه ولم يستحكم والثالث ما لم يقع منه شيء ولكنه سيقع. انتهى كلامه رحمه الله فكان لابد للمؤمن ان يقابل كل قسم بما يلائمه فيزداد ايمانا بالاول ويتبصر بالثاني ويتوقع الثالث فيحذر الداعي الثالث من دواعي طرح هذا الموضوع المهم ان قرن الفتن يطلع ما بين آونة واخرى في تاريخ الامة الاسلامية ويظهر تارة في جهة واخرى في جهة فلا يختص به زمان دون زمان ولا مكان دون مكان فلم يسلم من خير القرود وهم الصحابة الكرام. ولا خير البقاع مكة والمدينة ومن دواعي طرح هذا الموضوع انه راج في الاونة الاخيرة العبث باحاديث الفتن واشراط الساعة. وما تظمنته من علامات النبوة من الاخبار بالامور الكائنة مستقبلا. فكان ان تعسف بعض المسارعين بحملها على امور وتنزيلها على ذوات مظنونة وحوادث مزعومة دون روية وتبصر واستفاء للوصف النبوي فوقع من جراء ذلك اشتباه وبلبلة وقيل وقال افضى ببعض الناس الى تقحم مسالك خطيرة ومجازفات كبيرة ومعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم انما نبه على هذه الفتن لتتقى وكشفها باوضح عبارة لئلا يقع فيها لبس واتباع هوى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله. والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب ولما كان صحيح الامام البخاري اصح كتاب بعد كتاب الله فقد وقع عليه الاختيار لدراسة جملة صالحة من احاديث الفتن تبلغ مئة حديث وحديث. بما يسمح به الزمن المتاح في هذه المجالس المتتابعة في هذين اليومين يومي الاربعاء والخميس الموافقين للعشرين والحادي والعشرين من شهر شوال من عام تسع وثلاثين بعد الاربعمائة والالف هذا البلد الحرام وفي هذا المسجد المبارك جامع السريع في بطحاء قريش ونستفتح من به من العليم الفتاح سبحانه. وسوف تكون طريقتنا في تناول هذا الكتاب كما يجب سنتلوا متن الاحاديث باسانيدها من الاصل ثم نبين مناسبتها لترجمة المصنف او لكتاب الفتية ان خفيت ثم نشرح ما استغلق من الالفاظ والتراكيب والجمل. ونذكر بعض الروايات المناسبة لاحاديث الباب وربما ننبه على بعض المناسبات التاريخية ذات الصلة بموضوع الحديث. ونستنبط الفوائد الرئيسة من الاحاديث سيكون جل اعتمادنا بعون الله تعالى في هذا الشرح على تقريرات الحافظ بن حجر رحمه الله في شرحه الحافل فتح الباري على تعليقات شيخنا محمد بن صالح العثيمين رحمه الله المستفادة من قراءتنا عليه في النصف الاول من عام الف واربع مئة واحث اخواني طلبة العلم ومن بلغ بالعناية بهذا الكتاب والتبصر في دلالاته وتنزيلها على الفتن الواقعة لتكون عصمة لطالب الحق وحرزا له من الشبهات. قال تعالى ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو هو شهيد. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين. نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد. اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين والمستمعين برحمتك يا ارحم الراحمين. واضح يا اخوان؟ واضح الصوت قال الامام ابن ابي عبد الله رحمه الله تعالى كتاب الفتن بسم الله الرحمن الرحيم باب ما جاء في قوله تعالى الا واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وما كان من النبيل وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبب للفتن. قال قال حدثنا علي ابن عبد الله قال حدثنا مسلم ابن ابن السري قال حدثنا نافع بن عمر عن ابن ابي بريكة قال قالت عن النبي قالت اسماء رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انا على حوضي انتظر ام يرد علي فيؤخذ بناس من دوني واقول امتي فيقول لا تدري لا تدري وشو على القهقرة. قال ابن ابي هوريكة اللهم انا نعوذ بك اه ان نرجع على اعقابنا نعم حسبك اه عقد الامام البخاري هذا الكتاب وعنون له بكتاب الفتن وضمنه كما اسلفنا مئة حديث وحديث. الموصول منها سبعة وثمانون حديثا. والباقي ومتابعات تبلغ اربعة عشر. المكرر منه ثمانون حديثا فانكم تعلمون ان الامام البخاري آآ يكرر الاحاديث في صحيحه خلافا لمسلم رحمه الله واما الخالص دون تكرار فهو واحد وعشرون حديثا واستهل هذا اه بباب دون ترجمة فنبين في مستهله معنى هذا هذه اللفظة التي تقرع اسماعنا كثيرا. ما معنى الفتن؟ وانقل لكم كلام اهل العلم في ذلك. يقول الراغب الاصفهاني رحمه الله صاحب مفردات القرآن اصل الفتن ادخال الذهب النار. لتظهر جودته من رداءته واستعمل في ادخال الانسان النار. قال الله تعالى يومهم على النار يفتنون وتارة يسمون ما يحصل عنه العذاب يعني يسمونه بالفتنة فيستعمل فيه نحو قوله الا في الفتنة سقط وتارة في الاختبار نحو قوله وفتناك فتونا وجعلت الفتنة كالبلاء في انهما يستعملان فيما يدفع اليه الانسان من شدة ورخاء وهما في الشدة في اظهر معنى واكثر استعمالا. وقد قال فيهما ونبلوكم بالشر والخير فتنة. انتهى كلامه رحمه وهذا يدلنا على سعة استعمال هذه المفردة مفردة الفتن وقال الحافظ في الفتح وقال غيره اي غير الراغب اصل الفتنة الاختبار ثم استعملت فيما اخرجته المحنة والاقتبار الى المكروب. ثم اطلقت على كل مكروه او عيل اليه كالكفر والاثم والتحريق والفضيحة والفجور وغير ذلك وقال ابن القيم رحمه الله لفظ الفتنة في كتاب الله يراد به اما الامتحان الذي لم يفتتن صاحبه بل خلص من الافتتان كقول الله تعالى في شأن موسى وفتناك فتونا وهو عليه السلام لم تضره الفتنة ويراد به ايضا الامتحان الذي حصلت حصل معه افتتان كقول الله تعالى في شأن المنافقين الا في الفتنة سقطوا ويطلق على ما يتناول الامرين يعني ما يحتمل هذا وهذا كقول الله تعالى الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون وتطلق الفتنة على اعم من ذلك انما اموالكم واولادكم فتنة هذا هو معنى الفتنة واستعمالاتها واشتقاقاتها في اللغة وقد اه عقد الباب الاول وترجم له بهذه الاية وهي قول الله تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذي حين ظلموا منكم خاصة وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر من الفتن مناسبة اه الحديث الذي ذكره حديث علي ابن عبد الله اه للباب لان الفتن تنشأ غالبا من التبديل والاحداث بقوله اه انا على حوضي انتظر من يرد علي فيؤخذ بناس من دوني فاقول امتي فيقول لا تدري مشوا على القهق فالفتن تنشأ غالبا من التبديل والاحداث كما وقع لليهودي والنصارى وكما اه كما قال الله تعالى فنسوا حظا مما ذكروا به فاغرينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة معنى الاية ايها الكرام ان الله كما قال ابن عباس ان الله تعالى امر المؤمنين الا يقروا المنكر بين اظهرهم فيعمهم العذاب فانه قد قال لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة. اي انهم ان اقروا المنكر عمهم ذلك ويروى في هذا روايات متعددة في آآ اخبار النبي صلى الله عليه وسلم بمن وقع في الفتنة ففي رواية عند البخاري من حديث ابي هريرة فاذا زمرة فاذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم فقلت الى اين؟ يعني الى اين تذهب بهم فقال الى النار وفي رواية ليردن علي ناس من اصحابي الحوض. حتى اذا عرفتهم اختلجوا دوني وهذا من حديث انس وفي رواية ثالثة لا يذادن رجال عن حوض كما يداد البعير الضال. اناديهم الا هلم وهذا من رواية مسلم من حديث ابي هريرة ومعنى القهقرة اي الرجوع الى الخلف. القهقرة هو الرجوع الى الخير. الى الخلف ثم قال قال رحمه الله تعالى حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا ابو عوانة قال حدثنا ابو غيرة عن ابي وائل قال قال عبد رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم انا فرطكم على الحوض ليرفعن الي رجال منكم حتى اذا حتى اذا هويت فاقول اي ربي اصحابي يقول لا تدري ما احدثوا بعدك. نعم. قال حدثنا يحيى ابن قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن ابي حازم قال سمعت سهل ابن سعد آآ قال سمعت سهل ابن سعد يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول انا فرضكم على الحوض من من ورده شيء من ورده شرب منه ومن شرب منه لم يظن بعده ابدا اه لا يجد علي ابواب العلم ثم يعرفوني ثم يحال بيني وبينهم. قال ابو حازم فسمعني النعمان ابن ابي عياش. وانا احدثهم هذا قال هكذا سمعت سائلا فقلت نعم. قال وانا اشهد على ما شئت. هكذا سمعت قال هكذا سمعت سهلا؟ فقلت نعم قال وانا اشهد على ابي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه. قال انهم مني فيقال انك لا تدري ما ضد من بعدك. فاقول شكرا شكرا سحقا لمن بدل بعدي. اه اذا مجموع هذه الاحاديث ايها الكرام ومن بلغ ان النبي صلى الله عليه وسلم يخبر ان ناسا يعرفهم صحبوه وقعوا في شيء من الفتنة ولهذا قال الزبير بن العوام رضي الله عنه لم نكن نحسب ان اهلها اي اهل هذه الاية واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة. قال حتى وقعت منا حيث وقعت. هكذا رواه الامام احمد والبزاق. وفي رواية ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ظننا اننا خصصنا بها كما رواه الطبري والمقصود ان الله تعالى ابتلى اصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم فربط على قلوبهم لكن وجد ممن كان يخالطهم من اصناف المنافقين والمفتونين من زلت به قدم والروافض عليهم من الله ما يستحقون يحملون هذه الاحاديث على تخوين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتهمتهم. كما زعموا في مزاعمهم الباطلة لكن هذا اتهام باطل ساقط. فقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله حاصل ما حمل عليه حال المذكورين. يعني الذين رجعوا القهقرة وما زالوا يرجعون على ادبارهم. قال حاصل ما حمل عليه حال المذكورين انهم ان كانوا ممن ارتد عن الاسلام فلا اشكال في تبري النبي صلى الله عليه وسلم منهم وابعادهم. حيث قال بعدا سحقا وان كانوا ممن لم يرتد لكن احدث معصية كبيرة من اعمال البدن او بدعة من اعتقاد القلب فقد اجاب بعضهم بانه يحتمل ان يكون اعرض عنهم ولم يشفع لهم اتباعا لامر الله فيهم حتى يعاقبهم على جنايتهم ولا مانع من دخولهم في عموم شفاعته لاهل الكبائر من امته فيخرجون عند اخراج موحدين انتهى كلامه واما الخطابي رحمه الله وهو حمد بن سليمان الخطابي فقد قال لم يرتد من الصحابة احد وانما ارتد قوم من جفاة الاعراب ممن لا نصرة له في الدين. وذلك لا يوجبه قدحا في الصحابة المشهورين اذا هؤلاء الذين عاناهم النبي صلى الله عليه وسلم واخبر بانهم اه يختلجون دونه ومعنى اختلجوا دوني اي نزعوا وجذبوا بغير ارادتهم. هذا هو معنى اختلجوا. يعني نزعوا وجذبوا بغير ارادتهم اذا المراد بهم بالدرجة الاولى هم المرتدون. كما قال قبيصة هم الذين ارتدوا على عهد ابي بكر فقاتلهم ابو بكر يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر اه اذا على هذا تحمل هذه الاحاديث ولا اه يسعد بها الرافضة الذين ارادوا اه الطعن والنيل من عموم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وحتى لو قدر ان احدا وقع منه كبيرة وناله من هذا الوصف ما نال فان هذا لا يقتضي تخليدا في النار ولا تكفيرا انما يعاقب بعدم الشرب من حوضه صلى الله عليه وسلم الى حين. وبالحرمان من شفاعته في ذلك المقام. قال والتين يحتمل ان يكونوا منافقين او من من مرتكبي الكبائر وقال النووي هم المنافقون والمرتدون. فيجوز ان يحشروا بالغرة والتحجيل لكونهم من جملة الامة من جملة الامة في ناديهم لانه يقول في الحديث الا هلم هلم في ناديهم من اجل السيما التي عليهم فيقال انهم بدلوا بعدك اي لم يموتوا على ظاهر ما فارقتهم عليه اه اذا هذه الاحاديث وهذا الباب ايها الكرام يعطينا فوائد عدة منها كمال شفقة النبي صلى الله عليه وسلم بامته ولهذا يسبقهم الى حوضه وينتظرهم ليسقيهم. بابي هو وامي. انا فرطكم على الحوض وفرطوا القوم هو سابقهم الى مورد المال هذا من كمال شفقته ايضا هذا يدل على ان نبينا صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب الا ما علمه الله. ففيه الرد على الغلاة الذين ان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب وها هو صلى الله عليه وسلم يتساءل عن حال هؤلاء فيقال له ويخبر بانهم احدثوا وبدلوا بعده. فلم يكن قد علم وفيه ايها الكرام وهذا هو المناسبة لهذا الباب لهذا الكتاب خطر البدعة والاحداث وشؤم عاقبتها انظروا كيف لحقهم شؤم عاقبتها حتى اه دادتهم الملائكة عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم فلم ثم ايضا نستفيد من هذا الحديث ان مبتدأ الفتن الكبار من الابتداع وهجر السنة. يعني حينما تقع طوام في الامة ستجد ان مبتدأها بدعة عقلية لا تزال تكبر حتى ينشأ عنها حروب وخصام ونستفيد ايضا ان البدعة نقص في الدين ورجوع وان بدت خلاف ذلك من الزيادة والمبالغة آآ الامام الشاطبي رحمه الله عرف البدعة بقوله انها طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية. يقصد بالسير عليها المبالغة في التعبد لله تعالى المبتدعة حينما يبتدعون في الدين ويحدثون فيه ما ليس منه يخيل اليهم انهم يحسنون صنع وهم في الواقع يفسدون ويظنون انهم يزيدون وهم في الواقع ينقصون ويثلمون ونستفيد ايضا من الفاظ هذا الحديث الرد على الرافضة الذين استدلوا به على ردة جميع الصحابة فانه قال رجال منكم ومن للتبعير ولا كما يزعمون انه آآ ان الصحابة ارتدوا جميعا سوى بضعة نفر كما ان في روايات الحديث انه قال اصيحابي بالتصغير والتصغير يدل على القلة ومعنى قوله في الحديث سحقا اي بعدا ثم انتقل الى الباب الذي يليه. قال رحمه الله تعالى وبقول النبي صلى الله عليه وسلم سترون بعدي امورا تنكرونها. وقال عبد الله ابن قال النبي صلى الله عليه وسلم اصبروا حتى تبقوني على الحوض. قال رحمه الله حدثنا مشدد قال حدثنا يحيى ابن سعيد قال نزل الاعمش قال حدثنا زيد ابن وهب قال سمعت عبد الله رضي الله عنه قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم سترون بعدي كان امورا تنكرونها. قالوا فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال ردوا اليهم حقهم وسلوا الله حقكم. قال حدثنا وسدد قال عن ابي رجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كره من اميره شيئا فليصم فان من خرج من السلطان شبرا مات ميتة الجاهلية. قال حدثنا ابو النعمان قال حدثنا حماد بن زيد حتى لا تكثر الاحاديث نتناول ما ورد فان المؤلف ذكر في هذا الباب باب سترون بعدي امورا تنكرونها ستة احاديث ومناسبة هذا الباب بكتاب الفتن ان الخروج على الولاة ولو بادنى شيء من اعظم اسباب الفتن وسفك الدماء كما سيتضح في الاحاديث فذكر فيه آآ قول عبد الله بن زيد وقال عبد الله بن زيد ومثل هذا آآ يفعله البخاري كثيرا يرويه معلقا لكنه قد وصله في كتاب مغازي وصل هذا في كتاب المغازي وقال عبد الله بن زيد قال النبي صلى الله عليه وسلم اصبروا حتى تلقوني على الحوض ثم ذكر آآ حديث الاعمش وفيه قال سمعت عبد الله والمراد بعبد الله ها هنا هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وقوله صلى الله عليه وسلم انكم سترون بعدي اثرة تضبط هكذا. اثرة بفتح الهمزة والثاء وتظبط ايضا بضم الهمزة اسرة وسكون الثعلب والمقصود بالاثرة او الاثرة اي الحظوظ المراد بها الحبوب والاختصاص بحظ دنيوي وقال انكم سترون بعدي اثرة وامورا تنكرونها هذا خبر منه صلى الله عليه وسلم لامر متوقع وقد وقع فبادره الصحابة بهذا السؤال فقالوا فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال ادوا اليهم حقهم وسلوا الله حقهم يقصد بذلك الولاة الذين يلون ويستأثرون بامور من امور الدنيا دون بقية الناس ما هو حقهم الشراء حقهم الواجب لهم. المطالبة به وقبضه كالزكاة والنفرة واما المراد بحقكم المراد يعني ان يلهمكم الله انصاف ان يلهمهم الله انصافكم او يبدي لكم خيرا منه. هذا توجيه نبوي للامة انه اذا وقع عليهم مظلمة دنيوية واستئثار بان يؤدوا الى الولاة حقهم من اداء الزكاة على الزروع والثمار وبهيمة الانعام. واذا استنفروا نفروا وآآ ان يسألوا الله تعالى حقهم بان يلهمهم الله تعالى رحمتهم وانصافهم لهذا دل هذا الحديث على علامة من علامات النبوة فلا ريب ان هذا قد وقع في الامة ونستفيد ايضا منه ان الاثر هو حظ النفس من اعظم اسباب الفتن. اي والله الاثرة وحظ النفس من اعظم اسباب الفتن لو سلم الناس منها ما وقعت فتنة ولا وقع اه هيجان العامة وحصول اه ما ينكر من الثورات ونستفيد من ذلك ايضا ان الخطأ لا يقابل بالخطأ الخطأ يقابل بالصواب معشر طلبة العلم. ولهذا قال شعيب عليه السلام وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه بعض الناس يقول اليسوا يفعلون كذا؟ اذا نفعل كذا؟ لا الخطأ لا يقابل بالخطأ. وانما يقابل بالصواب ونستفيد ايضا من توجيه النبي صلى الله عليه وسلم فضل الصبر وجميل عاقبته ونستفيد ايضا ان الصحابة المخاطبين هم الذين سيرون ما اخبر به لان السين تفيد القربى والتحقيق انه خاطبهم وقال سترون ولم يقل سوف ترونا. وقد رأى الصحابة رضوان الله عليهم ذلك في بعض من ولي عليهم من الامراء اه ثم ذكر حديث آآ مسدد قال من كره من اميره شيئا فليصبر قرأنا هذا نعم قال من كره من اميره شيئا فليصبر فانه من خرج من السلطان شبرا غيلمة جاء في رواية عند الامام احمد والترمذي ان فساد امتي على يدي غلمة سفهاء من قريش وذكر فيه هذه القصة وهي حديث آآ عمرو بن سعيد ابن عمرو ابن سعيد مات ميتة جاهلية في بعض الروايات فانه ليس احد من الناس يخرج من السلطان يعني من السلطة بها وهي كناية عن معصية السلطان ومحاربته والتقيد بالشبر هنا ومعروف الشبر الشبل هو اه اذا بسط الانسان كفه فما بين حد الخنصر والابهام يسمى شبرا التقيد بالشبر للمبالغة فلا مفهوم له. والمقصود به ادنى شيء من ذلك المقصود ايضا بالمفارقة اه الاتية في الحديث السعي في حل عقدة البيعة ولو بادنى شيء فهذا الحديث يفيدنا وجوب الصبر على جور السلطان وتحريم الخروج على الولاة ولو جاروا. وهذا هو معتقد اهل السنة الذي لم يزل يدونونه في متونهم العقدية هو طاعة الامراء ابرارا كانوا او فجارا بالمعروف وعدم الخروج عليهم ومنابذتهم لما يترتب على ذلك من المفاسد ثم قال رحمه الله قال حدثنا النعمان قال حدثنا حماد بن زيد عن الجعد بن ابي عثمان قال حدثنا ابو رجاء العطائي قال سمعت ابن عباس رضي الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رأى من اميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فانه من فارق فانه من فارق نعم كما تقدم في بيان معنى الشبر ومعنى المفارقة وان المقصود بمفارقة السعي في حل عقدة البيعة ولو بادنى شيء الكلام والاثارة والتهييج وغير ذلك مما يفضي الى انتقاض امر الامة وفساد جماعتها وقد ذكر اهل العلم هل يختص ذلك بالانصار له صفة العموم ومن قال انه يختص بالانصار آآ يعني استدل ببعض الاحاديث الواردة في ذلك ووصية النبي صلى الله عليه وسلم لهم خاصة بان يصبروا حديث يزيد بن سلمة الجعفي انه قال يا رسول الله ان كان علينا امراء يأخذون بالحق الذي علينا ويمنعون الحق الذي لنا. ان قاتلوهم؟ قال لا عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم هكذا رواه الطبراني وعن ام سلمة مرفوعة سيكون امراء فيعرفون وينكرون فمن كره برئ ومن انكر سلم ولكن من رضي وتابع قالوا افلا نقاتلهم؟ قال لا ما صلوا رواه مسلم وفي رواية واذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة وقوله صلى الله عليه وسلم فمات الا ما مات ميتة جاهلية المراد بذلك اي كموت اهل الجاهلية. الذي على ضلال ليس لهم امام مطاع لانهم كانوا لا يعرفون ذلك وليس المراد انه يموت كافرا قال يموت ميتة الجاهلية ليس المقصود انه يموت كافرا ولكن يموت عاصيا دلة هذا هذه الاحاديث على التمثيل من مشابهة اهل الجاهلية وان الكراهة تشمل امور الدين والدنيا لانه اتى بكلمة شيئا وهي نكرة في اه هذا السياق قال فانه من رأى من اميره شيئا والقاعدة ان النكرة اذا جاءت في سياق الشرط فانها تدل على العموم فدل ذلك على انه قد يكره منه شيئا من امور الدين او من امور الدنيا ثم قال بعد ذلك قال حدثنا إسماعيل قال حدثنا القواه عن عمه عن بكير عن مسلم بن سعيد عن جلالة عن جنادة عن جنادة قال دخلنا على عبادة ابن الصامت وهو مريض قل لا اصلحك الله حدث بحديث ينفعك ينفعك الله به سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قال دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه. فقال فيما اخذ علينا من بايعنا على السمع والطاعة وعسرنا ويسرنا واثرة علينا. والا ننازع الامر اهله. الا ان تروا كفرا وواحد عند الله النازع الامر اهله. والا ننازع الامر اهله. الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان. قال نعم هذا حديث عظيم. يدلنا على فقه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم واستيعابهم لدرس النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمه اياهم. وهو ان نفرا من التابعين دخلوا على عبادة ابن الصامت رضي الله عنه من اجلة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا اصلحك الله وهذه كلمة اعتادوها بها الخطاب حدثنا بحديث ينفعك الله به. وفي هذا اغراء للمخاطر اخبر عبادة رضي الله عنه بان النبي صلى الله عليه وسلم دعاهم الى البيعة اي بيعة تلك هي بيعة العقبة فبايعنا فقال فيما اخذ علينا يعني من شرط البيعة من بايعنا على السمع والطاعة لمن؟ لمن ولاه الله تعالى فان السمع والطاعة انما يكون للولاة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا واثرة علينا. اثرة بالضبطين السابقين اسرة واثر كلاهما في هذا السياق الثابت. والا ننازع الامر اهله اي لا على الولاة الذين بيدهم الامر الا وهذا الاستثناء تضمن اربعة قيود ثقات الا ان ترى بواحة عندكم فيه من الله برهان قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله لابد من شروط اربعة حتى يستباح الخروج اولها الرؤية المحققة فلا يحتمد الانسان على البلاغات والاشاعات الثاني كونه كفرا لا فسق فاذا كان الذي بدر اولي الامر فسق وفجور ومعاصي فان هذا لا يبيح الخروج عليهم لابد ان يكون كفرا الشرط الثالث ان يكون بواحا ان يكون بواحة يعني انه كما اه قال الخطابي اي ظاهرا باديا مستعللا آآ لا محتمل الوصف الرابع ان يكون عندنا فيه من الله برهان والمقصود بالبرهان هو الدليل القطعي الذي لا يحتمل سواه كاية محكمة او حديث صحيح واضح الدلالة فهكذا امر النبي صلى الله عليه وسلم وبايع اصحابه فهذا حديث عظيم يدلنا على اه فقه الصحابة واستيعابهم لهذا الدرس النبوي الذي كان من اعظم اسباب تماسك الامة فنستفيد من هذا الحديث ان من ادب السؤال ان يتقدمه دعاء للعالم وهذا تجدونه اه بين طلبة العلم والعلماء تجده يقول عفا الله عنك يا شيخ كذا وكذا كما قال كما قالوا لعباده اصلحك الله اه وفيه ايضا اغراء المسؤول باجابة السؤال من اين من قولهم حدثنا بحديث ينفعك الله به. فلا ريب ان هذا من الاغراء ودل الحديث على وجوب السمع والطاعة للامير بالمعروف فان السمع والطاعة انما يكون بالمعروف اه لا بغيره ودل على تحريم الخروج على الائمة ومنازعتهم الملك الا في حال كفر البواح المتيقن دون الفسوق ودل ايضا على انه لا يجوز الخروج على على الائمة ما دام فعلهم يحتمل التأويل لانه قال عندكم فيه من الله برهان ودل ايضا على انه لابد من مباشرة المرء بالرؤية سواء كانت رؤية علم او بصر يعني رؤية بصرية رآها بعيني او علمية محققة ولا يعتمد على مجرد البلاغ والسماعات والسماع والاشاعات يقول الحافظ معشر طلبة العلم يقول وقد اجمع الفقهاء القوا سمعكم وقد اجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وان طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء وحجتهم هذا الخبر وغيره مما يساعده. ولم يستثنوا من ذلك الا اذا وقع من السلطان الكفر الصريح لا تجوز طاعته في ذلك. بل تجب مجاهدته لمن قدر عليها انتهى كلامه وفي هذا اشارة الى قيد خامس لابد منه الا وهو القدرة لانه لو توفرت الشروط الاربعة السابقة الرؤية المحققة والكفر وان يكون بواحا وان يكون عندنا فيه من الله برهان. لكن لم تتحقق القدرة فان من الغلط والمجازفة الخروج لان هذا يؤدي الى استئصال المؤمنين. وقد قيل للمؤمنين في مكة كفوا ايديكم واقيموا الصلاة الزكاة فلابد من التفطن لهذه الامور ثم قال رحمه الله قال حدثنا محمد بن عرعرة قال حدثنا شعبة عن قتادة عن انس ابن مالك رضي الله عنه رضي الله عنه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال فقال يا رسول الله استعملت استعملت فلانا ولم تستعمله قال انكم سترون بعدي افلة فاصبروا حتى نعم اما في هذا الموضع فاسرة ضبطت بهذا الضبط فقط آآ انكم سترون بعدي اسرة فاصبروا حتى تلقوني ونستفيد منه وقوع الاسرة وهي الاختصاص بحظ دنيوي وقوعه على الانصار مع عظيم اثرهم في الاسلام فان الانصار كما رأيتم تاريخيا لم يلو ولاية. مع ان اثرهم في نصرة الدين واقامته لا يخفى كما ذكر الله تعالى في ونستفيد ايضا من هذا الحديث تعزية المصاب فيما يسليه لانه قال حتى تلقوني فينبغي لمن نهى صاحبه عن شيء من الاشياء ان يقرن به ما يسليه بان يذكره بعاقبة الصبر وفضله ثم قال رحمه الله قال باب قول النبي صلى الله عليه وسلم هلاك امتي على يدي بغيلنة سفهاء. قال حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا عمرو ابن سعيد بن عمرو بن سعيد. قال اخبرني جدي. قال كنت جالسا مع ابي هريرة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة. ومعنا مروان قال ابو هريرة اه سمعت الصادق المسبوق يقول هلكت امتي على يد على يدي غمة من قريش فقال موال لعن الله عليهم نظمة. فقال ابو هريرة لو شئت لو شئت ان اقول بني فلان وبني فلان لفعلت. فكنت الى بني مروان حين حين هلكوا بالشام حين ملكوا بالشام. حين ملكوا للشام فاذا رأوه ظلما احداثا قال لنا عسى هؤلاء ان يكون منهم قلنا انت اعلم. نعم اه هذا الباب ترجم له المصنف بقوله هلاك امتي على يدي غيلمة سفهاء وفي بعض النسخ على ايدي الذي ينتسب اليه بنو امية قال ابو هريرة سمعت الصادق المصدوق وهذا يعبر به الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم فانه صادق فيما اخبر مصدوق فيما اخبر هذا معنى الصادق المصدوق المصلوق يقول هلكة امتي على يدي كلمة كلمة جمع اه غلام وتصغيرها اه اغيلمة من قريش فقال مروان لعنة الله عليهم غلمة فقال ابو هريرة لو شئت ان اقول بني فلان وبني فلان لفعلت لكنه لم يسمي لم يسمي وكأنما يلمح كما فهم عمرو بن سعيد الى انهم من ولي من بعض آآ فتيان بني امية على بعض الاعمال في بلاد الشام يقول فكنت اخرج مع جدي الى بني مروان حين ملكوا بالشام فاذا رآهم غلمانا احداثا آآ قال لنا عسى هؤلاء ان يكونوا منهم مراده ربما كان هؤلاء منهم يقول الحافظ رحمه الله قد يطلق اه الصبي والغليم بالتصغير على الضعيف العقل والتدبير والدين ولو كان محتلما ذلك لان كلمة غلام في اصل وضعها في اللغة تقال للصبي من حين ان يولد الى ان يحتلم من حين ان يولد الى ان يحتلم. يقال له غلام. لكن الحافظ نبه على انه ربما جرى تجاوز ذلك فيطلق الصبي والغليم بالتصغير على الضعيف العقل والتدبير والدين ولو كان محتلما فان وهو المراد هنا فان الخلفاء من بني امية لم يكن فيهم من استخلف وهو دون البلوغ. وكذلك من امر على الاعمال. يعني لا الخلفاء انفسهم ولا من ولي ولايات مناطقية او جزئية ما كان فيهم من لم يبلغ سن الحلم فدل ذلك على انه ربما جرى تجاوز فاطلق لفظ الغلام على من كان قد احتلم اه والمراد بالامة في قول النبي صلى الله عليه وسلم هلكت امتي اه اهل ذلك العصر ومن قاربهم لا جميعهم الى يوم القيامة ما جميعهم الى يوم القيامة والمراد بالهلكة ايضا اه ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة مرفوعا ان اطعتموهم هلكتم وان عصيتموه اهلكوكم وذلك انه اذا ولي حدثاء الاسنان السفهاء الذين لا يحسنون تدبير الامور. ادى ذلك الى حصول فساد وهلكة فان اطيعوا ادى ذلك الى فساد امر الامة. وان عصوا باروا من عصاهم واه اهلكوه مما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم اه ونستفيد من اه هذا الحديث فوائد عدة منها جواز التعبير بالعام وارادة الخاص لانه قال هلكة امتي وانما اراد النبي صلى الله عليه وسلم جيلا من اجيال الامة لا عموم الامة نستفيد ايضا التنبيه على اعتزالهم وعدم مداخلتهم بان لا يعينهم الانسان على باطلهم ومنكرهم ونستفيد استحباب هجران البلدة التي يقع فيها اظهار المعصية فانها سبب وقوع الفتن ونستفيد جواز كتم شيء من العلم لمصلحة او دفع مفسدة ومضرة وذلك لان ابا هريرة قال لو شئت لقلت بني فلان بني فلان وكنا وقد جاء في حديث اخر انه قال لو حدثتكم لانفردت هذه السالفة فلم يحدث اه كتم التسمية دفعا لمفسدة ونستفيد ايضا عدم الخروج على السلطان ولو جاه لانه صلى الله عليه وسلم اعلم ابا هريرة باسمائهم واسماء ابائهم ولم يأمره بالخروج عليهم. مع اخباره ان هلاك الامة على ايديهم. فهذا يدل دلالة واضحة على عدم الخروج على السلطان وانجاب. وهو طريقة اهل السنة والجماعة ونستفيد ايضا العجب من اجراء الله اللعن على لسان مروان مع كونهم من ولده فانه قال لعنة الله عليهم اغيلمة او غلمة يستفاد ايضا التحذير من ان يتولى امور المسلمين صغار السن والعقل ويستفاد ايضا انه ينبغي اسناد الامور الى من جمع وصفين السن والعقل والدين على وجه الاجماع ويستفاد ايضا الدعاء العام باللعن على من اختص بوصف يستحق عليه اللعن كالفسوق والفجور ونحوه فهذا لا بأس به. اما الدعاء على شخص معين ولو كان اكثر الكافرين وهو حي فانه لا يجوز. فقد نهى الله نبيه عن لعن رجال من المشركين باعيانهم فقال ليس لك من الامر شيء تنبهوا لهذه الفائدة معشر طلبة العلم يجوز ان نلعن بالوصف يجوز ان نلعن بالوصف فنقول لعنة الله على اليهود والنصارى يجوز ان نقول لعن الله من غير منار الارض لعن الله من انتسب الى غير ابيه لعن الله من تخلى في طريق المسلمين. يعني قضى حاجته في طريق المسلمين بان هذا لعن بالوصف بالجملة. لكن لا يجوز ان تقول لعنة الله على فلان بعينه لان اللعنة طرد وابعاد عن رحمة الله. وهذا الى الله ليس لي ولا لك. مهما بلغت حميتك وغيرتك فلا تلعن معينة لا تلعن معينا للسبب الذي اه ذكرناه وهو ان اللعن طرد وابعاد عن رحمة الله. ولما قنت النبي صلى الله عليه وسلم اه بعد حوادث قتل فيها المشركون بعض اصحابه فقال اللهم العن فلانة اللهم العن فلانا اللهم العن فلانا انزل الله تعالى عليك ليس لك من الامر شيء فعليك يا طالب العلم ان تتوقع وان تحذر ان تحملك الحمية والغيرة على لعن معين وما يدريك؟ لعل هذا معين ان ليتوب يوما يعتنق الاسلام ويصلح حاله ثم قال رحمه الله قال رحمه الله تعالى باب النور للنبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قال حدثنا ما لك بن اسماعيل قال حدثنا ابن انه سمع الزهري اه عن عروة عن زينب عن زينب بنت ام سلمة عن ام حبيبة عن زينب ابنة جحش رضي الله عنهما انها قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من النوم محمرا وجهه يقول لا اله الا الله فتح اليوم يأجوج ومأجوج مثل هذه. وعقد سفيان تسعين او قال مئة. قيل ان اهله وفيها الصالحون فتحنا اليوم من ردم نجح اليوم من رجم يأجوج ومأجوج مثل مثله مثل هذا وعقد سفيان تسعين وقال بها قيل ونهلك وفيها الصالحون؟ قال نعم اذا كثر الخبث. الله اكبر يقول النبي باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب من شر قد اقترب هذا من السجعة غير المتكلفة. وقعت منه صلى الله عليه وسلم دون اه عناء وفيه هذا الحديث الذي ضم ذكرى ثلاث اه اسماء من اسماء امهات المؤمنين ام سلمة وام حبيبة وزينب اه بنت جحش رضي الله عنهن يقول استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من النوم محمرا وجهه وهذا دليل على انفعاله وتعثره صلى الله عليه وسلم قائلا لا اله الا الله ويل للعرب من قد اقترب جاء في رواية عن ابي هريرة موتوا ان استطعتم موتوا ان استطعتم فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج. يأجوج ومأجوج امتان من بني ادم سيذكرهما المصنف رحمه الله في نهاية كتاب الفتن فنرجئ الحديث عنهما الى موضعه قال فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج. والردم هو الذي آآ صنعه ذو القرنين كما ذكر الله تعالى آآ في سورة الكهف فاعنني بقوة اجعل بينكم وبينهم بين الصدفين وحال دون خروجهم على غيرهم فتنبه النبي صلى الله عليه وسلم وقد اري رؤيا ان سلما وفتحا وقع في ردم يأجوج ومأجوج. مما يؤذن بخروجهم على الناس مجددا قال مثل هذه وعقد وعقد سفيان تسعين او مئة اه هذه من طريقة العرب في الحساء فان العرب امة امية لا تكتب ولا تحسب لكنهم يعبرون عن الاعداد بحركات الاصابع وعقد التسع والتسعين بان يثني اه السبابة الى اصلها ثم يعلق عليها ابهامه فاذا فعلوا هذا علم بان هذا تسع وتسعين ومئة وعقد المئة قريب من من ذلك اه فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم انهلك وكينا الصالحون؟ قال نعم اذا كثر الخبث نعوذ بالله نعوذ بالله قال نعم اذا كثر الخبث قيل ان الخبث هو الزنا وقيل اولاد الزنا والفسق والفجور اجارنا الله واياكم وذكر اه ابن بطال رحمه الله وهو من شراح البخاري قال اذا فتح اذا كان قد فتح من ردمهم ذاك القدر في زمنه صلى الله عليه وسلم لم يزل الفتح يتسع على مر الاوقات وهذا استنباط جيد. اي اذا كان قد فتح ذلك القدر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. فمعنى ذلك ان الفتح لم يزل يتسع ويزداد لماذا خص النبي صلى الله عليه وسلم العرب بالذكر هنا؟ فقال ويل للعرب من شر قد اقترب قيل انه خص العرب بالذكر لانهم اول من دخل في الاسلام وللانذار بان الفتن اذا وقعت كان الهلاك اسرع اليهم وقد قال شيخنا رحمهم الله لانهم حملة الرسالة والى ديارهم تأرز الرسالة والى ديارهم تأجز الرسالة وقال شيخنا ايضا يحتمل ان هذا الفتح يحتمل ان هذا الفتح فتح حسي. وان الردم بدأ ينهار ويحتمل انه ويحتمل انه فتح فتحا معنويا لا حسيا وانه في اخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم بدأ يتسلل الناس من تلك الجهة ليفتنوا الناس عن دينهم اه مناسبة هذا الباب لكتاب الفتن ويل للعرب من شر قد اقترب ان المراد بالشر ما وقع بعده ما وقع بعده من قتل عثمان ثم توالت الفتن حتى صارت العرب بين كالقصعة بين الاكلة فان هذا هو بداية الفتن. وسيأتي اه ما يشير الى اه قتل عثمان رضي الله عنه انه مبتدأ الفتن وتأثره لما يصيبهم ونستفيد ايضا مشروعية قول لا اله الا الله لتسكين الفزع والعصمة من كل فتنة وشر اذا فزعت او رابك شيء فالجأ الى هذه الكلمة العظيمة قل لا اله الا الله فانها تسكن قلبك الا بذكر الله تطمئن القلوب. هكذا صنع النبي صلى الله عليه وسلم حينما استيقظ محمرا وجهه ونستفيد ايضا التحذير من الفتن والشرور ووجوب الاستعداد لها لانه صلى الله عليه وسلم انما اخبر بذلك ليستعدوا وفيه علامة من علامات النبوة لا تخفى وفيه معرفته صلى الله عليه وسلم بعقد الحساب فانه عقد تسعا وتسعين وهذا نفرع عليه في فيلم اخرى وهو انه ينبغي لطالب العلم ان يحسن وان يتقن علوم زمانه والمهارات السائدة في مجتمعه فمثلا ينبغي لطالب العلم ان يحسن استعمال الحاسوب ولا يليق بطالب علم في هذا الزمان الا ينتفع بالمقتنيات الحديثة والوسائط التي تعينه على تحصيل العلم وبثه ونشره ونستفيد ايضا عنا الخير يهلك بهلاك الشرير اذا لم يغير عليه خبثه. وكذلك اذا غير عليه حيث لا يجدي نعم لانهم قالوا له انهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم اذا كثر الخبث فاذا كثرة الخبث تؤدي الى هلاك الخير والخبيث اما لان الخير لم ينكر على الخبيث او لانه اخر التغيير حتى تفاقم الخبث ننتبه ايها المؤمن وفيه وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والمبادرة الى التوبة قبل هجوم الفتن وقيام الساعة. وفيه الاشارة الى اتساع قدر الفتح مع توالي الاوقات كما استنبط ذلك ابن بطال فانه آآ استنبط من انه اذا كان قد فتح هذا المقدار الظئيل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مع توالي الزمن انه سيتسع ويزداد الى ان ينهار تماما اه وفيه ان رؤيا الانبياء حق لقد استيقظ محمرا وجهه مخبرا بخبر لا يخالف الواقع وفيه التحذير وهذا امر مهم معشر المؤمنين. التحذير من السماح للكفار من السكنى والاقامة الدائمة في جزيرة العرب لقول النبي صلى الله عليه وسلم لاخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا ادع الا مسلما قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله ومن سفهاء الناس اليوم من يجلب العمالة الضخمة الكثيرة الى جزيرة العرب وهم ليسوا على الاسلام من اجل لعاع الدنيا. بل يدعي والعياذ بالله ان الكافر خير من المسلم. عكس قوله تعالى ولعبد مؤمن خير من مشرك لو اعجبكم انتهى كلامه رحمه الله. وانتم تلاحظون هذا فان من الناس من يحرص على استقدام الكافر ويدع استقدام المسلم. ويزعم بان الكافر احسن اداء وامانة الى غير ذلك من الدواعي التي يزينها لها الشيطان. فان هذا من استكثار الخبث بين المسلمين ثم قال رحمه الله