وما في قلبه مثقال حبة منه ما في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان. ولقد اتى علي زمان ولا ابالي ان رده عليه الاسلام وان كان نصرانيا رده عليه ساعيه واما اليوم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا هو المجلس الثاني من سلسلة مجالس الشرح والتعليق على كتاب الفتن من صحيح الامام البخاري وقد تناولنا في المجلس السابق عشرة ابواب بحمد الله وتبين لنا كيف ان نبينا صلى الله عليه وسلم قد قعد القواعد واصل الاصول لمواجهة الفتن المدلهمة تعصف بالامة وان الصحابة رضوان الله عليهم وعوا وفقهوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينبغي لهم حيالها فعصمهم الله تعالى ووقاهم بها واختلفت طريقتهم عن طريقة القراء او المرجئة القراء ينزعون الى جانب الغلو في مواجهة الفتن والمرجئة ينزعون الى جانب آآ التهوين والتساهل حتى تنتشر المنكرات وتكون سببا اما ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم عليهم فانهم يسدون ابواب الفتن ويعتصمون الوحي المنزل ويجتمعون على من ولاه الله تعالى عليهم. ويصبرون على ما يلقوا من الاثرة في الاموال والابدان ويرعون الحقوق المرعية والواجبات الشرعية وينظرون الى المقاصد العامة التي نظر اليها الشرع من اجتماع الكلمة والالفة والمحبة ولو ترتب مع ذلك مفاسد معدودة ومن شواهد ذلك بين يدي قراءة هذه الحصة ما وقع من عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حينما اتم عثمان بمنى استرجع ورآها مصيبة قال انا لله وانا اليه راجعون. ليت حظي من اربع ركعات ركعتان متقبلتان. لله دره ما الطف نقده فانه اراد ان يبين بان السنة الثابتة المحفوظة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اه هي القصر في منى وانما تأول عثمان رضي الله عنه قيل لانه اتخذ بمكة اهلا وقيل غير ذلك لكن عبد الله بن مسعود اه عقب بهذا التعقيب اللطيف فقال ليت حظي من اربع ركعات ركعتان متقبلتان ثم قيل له يعني الا الا تنكر؟ الا كذا؟ فقال سبحان الله امير المؤمنين يعني انه رأى ان المفسدة الناتجة في الاتمام ومخالفة السنة في ذلك بما لا يؤدي الى بطلان الصلاة اهون من المفسدة الناتجة عن اظهار الخلاف لامير المؤمنين. فهذا من عمق فقههم اه رضوان الله عليهم. وعلى هذا القسم فلم يزل اهل السنة في كل جيل وقبيل هم صمام الامان. الحافظون لوحدة المجتمع. الذين يدفعون اه السوء المجتمع ويرقبون المقاصد العظيمة والنبيلة الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا آآ فيهلك ظالم ويستراح منه يرجع الخير والدعة والسكينة للمسلمين ندلف الى الباب الحادي عشر. تفضل الشيخ اسماعيل. قال رحمه الله تعالى باب كيف الامر اذا لم تقبل قال حدثنا محمد ابن المثنى قال حدثنا الوليد ابن مسلم قال حدثنا ابن جابر قال حدثني ابن عبيد الله الحضرمي انه سمع انه سمع حذيفة ابن اليماني يقول انه سمع حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه سلم على الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني. فقلت يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر. فجاءنا فجاءنا الله بها فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال نعم. قلت وهل بعد ذلك الشيء من خير؟ قال نعم. فيه دخل. قلت وما دخله؟ قال قومه اه تعرف منهم وتنكر. قلت فهل؟ قلت فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال نعم دعاة على ابواب جهل اللهم من اجابهم اليها قذفوه فيها. قلت يا رسول الله سم لنا. قال هم من جدتنا ويتكلمون بالسنتنا. قلت فما تأمرني ان ادركني لذلك قال جزم جماعة المسلمين وامامهم قلت فان لم يكن لهم جماعة ولا امام. قال فاعجزوا تلك الفرق كلها. اه قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعض بذنوبها ولو ان تعض باصل شجرة حتى يدركك الموت وانت على ذلك هذا الباب تضمن حديثا واحدا لكنه حديث عظيم فلما تقرر فيما مضى من وجوب طاعة ولاة الامر وعدم الخروج عليهم ولو بمقدار شبر ولزوم بيعتهم اه اراد ان يذكر ما الذي يجب ان لم ان لم تكن لهم جماعة ولا امام فعقد هذا الباب كيف الامر اذا لم تكن جماعة اي ما الذي يفعل المسلم في حال الاختلاف من قبل ان يقع الاجماع على خليفة؟ حينما يصبح فوضى لا سراة لهم ذكر حديث حذيفة وحذيفة بن اليمان رضي الله عنه معروف بعنايته اي بي السؤال عن الفتنة كما عبر عن نفسه بقوله كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير يعني عن الفضائل وصالح الاعمال وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني. وليس هذا منه زهدا في الخير. فقد جاء في رواية عند ابن ابي شيبة وعرفت ان الخير لن يسبقني وعرفت ان الخير لن يسبقني لكنه زاد على ذلك ان يتقي الشر يحذر من مداخله فسأل النبي صلى الله عليه وسلم جملة من الاسئلة والنبي صلى الله عليه وسلم يستملي له ويجيبه ولا يتبرم من سؤاله فقلت يا رسول الله انا كنا في جاهلية وشر ما هذا الشر هذا هو ما كان قبل الاسلام من الكفر والقتل والسلب والنهب واتيان الفواحش وهذا ظاهر بين قال انكن في جاهلية وشر. فجاءنا الله فجاءنا الله بهذا الخير. وهذا الخير ايضا وهو الاسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق اي الايمان والامن معه فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخل قلت وما دخنه والدخن هو الشيء المشهوب الذي ليس خيرا خالصا بل فيه كودورة كالدخان الذي يصحب النار. فالنار صافية صفراء فيكون معها دخان يشوش لونها. هذا معنى وفي دخل قلت وما دخله؟ قال قوم يهدون بغير هدي تعرف منهم وتمكن وتنكر وفي نسخة بغير هدي تعرف منهم وتنكر اه قلت فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال نعم دعاة على ابواب جهنم من اجابهم اليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا قال هم من جلدتنا ما معنى انهم من جلدتنا؟ في هذا اشارة الى انهم عرب وقيل انهم من بني ادم اي ليسوا شياطين وقيل ظاهرهم معنى هم من جلدتنا لما كان الجلد هو ظاهر بادئا فمعنى هم من جدتنا اي ظاهرهم على ملتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني ان ادركني ذلك تلزم جماعة المسلمين وامامهم قلت فان لم يكن لهم جماعة ولا امام وهذا هو الشاهد من الحديث للباب باب كيك الامر اذا لم تكن جماعة. قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو ان تعض ولو ان تعبر العبد معلوم وهو اه يعني القبض بالاسنان وبالاضراس على الشيء وهو يدل على المكابدة والمشقة. ولو ان تعض باصل شجرة حتى يدركك الموت وانت على ذلك الواو للحال يعني على على هذا الاعتزاء اه قال الحافظ ابن حجر رحمه الله الذي يظهر ان المراد بالشر الاول ما اشار اليه من الفتن الاولى يقصد بالشر الاول لا ما صدر به سؤاله من الشر الذي كانوا عليه في الجاهلية بل الشر الذي قال فيه فهل بعد ذلك الخير من شر فالذي يظهر ان المراد بالشر الاول ما اشار اليه من الفتن الاولى بعد عثمان والمراد بالخير الذي بعده ما وقع من الاجتماع مع علي ومعاوية وبتدخن ما كان في زمنهما من بعض الامراء كزياد في العراق وخلاف من خالف علي من الخوارج وبالدعاة على ابواب جهنم الذي هم الشر الثاني من قام في طلب الملك من الخوارج وغيرهم. هكذا قال الحافظ رحمه الله موزعا هذه الالقاب على آآ الحوادث التاريخية اه قيل وقال شيخنا رحمه الله شيخنا ابن عثيمين رحمه الله في معنى قولي تأتي معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة تعتزل تلك الفراق؟ قال انما ذلك الاعتزال في الفتنة والقتال اما اذا كانت متمزقة من حيث الامارة لكن مطمئنة وساكنة وامنة فلا ان يكون الانسان مع الناس ولا ينبغي ان يعتزل ما لم يخف على نفسه آآ مخافة خاصة اي بمعنى لو قال قائل ها هم المسلمون الان ليسوا تحت خليفة واحد وقد تمزقوا اه يعني في البلدان الدول وغير ذلك. فهل يقال انه ينطبق عليه حديث حذيفة؟ نبه الشيخ رحمه الله على انه ليس كذلك. وانما الاعتزال الذي امر به النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة اذا كان هناك اقتتال اما اذا كانت كل اه كل ملك مستقر امن مطمئن كما هو الحال الان في اه دول اهل الاسلام فلا يعتزل الانسان فلذلك بل يكون مع الناس ويعلمهم يصلح ما استطاع هذا تنبيه مهم آآ ويكاد ان يكون هناك آآ اتفاق على ان الشر الذي اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم آآ في قوله فقلت فهل بعد ذلك الشر؟ من خير ان ذلك الشر هو ما وقع بعد قتل عثمان رضي الله عنه فانه قد جرى بعد قتل عثمان ما لا يخفاكم من انقسام الامة الى آآ معسكرين وفئتين كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وكما الاحاديث آآ اهل العراق مع علي واهل الشام مع معاوية. فذلك هو الشر الثاني والدخن الذي كان فيه اما كما قال الحافظ بن حجر من وجود من خالف عليا ووجود من كان من امراء بني امية كزياد وغيره وقيل ان الدخن هو الحقد والغل اي امة آآ اي انه خير لا يكون خالصا بل فيه كدر كما في حديث لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه اي لا تسقط فليبق فيها شيء ولهذا قال الله تعالى عن المؤمنين ونزعنا ما في صدورهم من غل بمعنى انه قد يجتمع ايمان وقل. فينزعه الله تعالى قبل دخولهم الجنة ليكونوا اخوانا على سرر متقابلين اه امر النبي صلى الله عليه وسلم آآ حذيفة في في حال وجود خلاف يلزم جماعة المسلمين وامامهم قال الحافظ وهو كناية عن لزوم جماعة المسلمين وطاعة سلاطينهم ولو عصى وقال البيضاوي اذا لم يكن في الارض خليفة فعليك بالعزلة والصبر على تحمل شدة الزمان اه والمقصود ايها الكرام ان آآ الله تعالى يبتلي عباده بانواع الفتن كما قال تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة فكما يكون ذلك في الامر الخاص يكون في الامر العام. فتارة تستقيم الاحوال وتصلح الامور. وينتشر الخير والصلاح والوفر والخصم والرخاء وتارة يقع عكس ذلك فيقع شر ومعاصي وفسق وفجور ويقع فقر واضطراب والى اخره والواجب على المؤمن دوما هو لزوم الموقف الشرعي ما الذي يجب عليه في كل حال ما يناسبه ويليق به من الامور الشرعية. ومن اعظم ذلك في مواجهة الفتن لزوم جماعة المسلمين وعدم التفرق والتحزب وتكثير الفرق الاجتماع على الامام وان كان فيه شيء من معصية فان الاجتماع مدعاة لصلاح الامور. اما اذا استقل كل برأيه فان هذا يؤدي الى شرذمة الامة الثورات لا تأتي الناس بخير حتى قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية. ان وهو قارئ للتاريخ رحمه الله قارئ ومحلل قال انه لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان الا وكان في خروجهم من الشر اكثر مما كانوا يرجون اعتبر هذا في التاريخ والواقع تجد مستاق ذلك اه ثم بعد ذلك عقد بابا فقال رحمه الله تعالى في قوله جعل الجملة الاولى كنا في جاهلية وشر عن مراد ما قبل الاسلام ما قبل الاسلام هم قط كانوا في جاهلية وشر لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة فجاءنا الله بهذا الخير الهدى ودين الحق ثم الشر الذي تلاه هو ما وقع من الفتنة بعد قتل عثمان ثم ما وقع بعده من خير من الاجتماع بعد ذلك واستقامة امور الامة على دخن فيه ثم بعد ذلك اشار الى انه يقع بعده دعاة على ابواب جهنم وهو ظهور الفرق الكبار الارجاء والرفض والخوارج وغير ذلك فان هذا لا شك الى ان ال الامر الى الزندقة وغيرها اه اه نعم قال قال رحمه الله تعالى باب من كره ان يكثر سواد الفتن والظلم. آآ اود فقط ان اذكر بعض الفوائد المستفادة من هذا الحديث العظيم حديث حذيفة من ذلك او من هذا من هذه الفوائد حكمة الله في عباده حيث اقام كلا منهم فيما شاء وحببه له اقصد بهذا تحديدا كيف اقام الله تعالى حذيفة في هذا المقام؟ فهو من بين الصحابة كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر مخافة ان يدركه. بينما عامة الصحابة يسألونه عن الخير فهذا من حكمة الله ان يهيئ لبعض الامور اشخاصا يشتغلون بها ايضا من فوائد هذا الحديث حسن العرض والتلطف في السؤال ان حذيفة اتقن الالقاء واحسن السؤال وتلطف فيه وكأنما رسم في ذهنه خريطة ذهنية بما يريد ان يلقي على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلهذا جاء الحديث بهذه الفوائد الجمة الفائدة الثالثة ان تحدث الانسان عن ماضيه على سبيل العموم اخباره بعد ذلك بما الت اليه الحال لا بأس به فانه قاله نعم. فان قاله على سبيل الفخر والمباهاة فحرام. وان قاله على سبيل التحدث بنعمة الله ولتشجيع غيره على التوبة فلا بأس به من اين نستمد هذه الفائدة؟ من قول حذيفة انا كنا في جاهلية وشر. فلا بأس ان يخبر الانسان بما كان عليه على سبيل التحدث بنعمة الله وتغيير الحال. لكن الذي لا يجوز هو المجاهرة بالسوء يقول الانسان فعل وقلنا ودخلنا وخرجنا يقولها ضاحكا آآ بطرا اشرا فهذا والعياذ بالله ينطبق عليه كل امتي معافى الا المجاهرين فهذا محرم بقي مسألة اود التنبيه عليها وهو ان بعض المشتغلين بالدعوة يذكر بعض ما مر به على سبيل التفصيل ويكون قد تاب منها لكن نريد ان يغري غيره من الفسقة بشيء فيقول فعلنا وقلنا وربما ذكر منكرات لا يليق ذكرها وامور قد تغري بعض رقاق الدين وظعاف العقول فهذا ليس اسلوبا شرعيا ويمكنه ان يتجاوز ذلك بعبارات عامة ولا محوج بان يذكر الاحوال التفاصيل ودخلنا وفعلنا وقلنا حتى وان كان في نيته التحذير من ذلك يعني التنفير منه فان الغاية لا تبرر الوسيلة بكل حال وقد يقع هذا الامر في نفس بعض السامعين فيعجب به ويقول ان كان هذا قد فعل ما فعل وال به الامر الى التوبة فلعلي ان اكون ويقارف ما قال فليكتفي من اراد ذلك بجمل عامة ارجو ان تكون الفكرة قد اتضحت ومن الفوائد وجوب العدل والانصاف في الاقوال والحكم على الاشياء والاشخاص. تأملوا ايها الكرام في قول النبي صلى الله عليه وسلم نعم وفيه دخل يدل على موضوعية وانصاف وهو لم يغبط لم يغمض الحق اولا ايضا يغض الطرف عن الخطأ بل ذكره على سبيل التفصيل ولهذا ينبغي في المحاورات وعند الخلاف اذا قال صاحبك شيئا من الحق ان تقر له بالحق وتستدرك فلا تقل له كلامك خطأ مئة بالمئة وفيه حق بل يمكنك ان تقول نعم ولكن نعم ولكن تقره على ما اصاب فيه وتستدرك ما اخطأ فيه ومن الفوائد ان معيار التمييز بين الخير والشر المختلطين الرد الى السنة ودم من جعل للدين اصلا سوى الكتاب والسنة كيف ذلك اه تأملوا حينما قال النبي صلى الله عليه وسلم تعرف منهم وتنكر معيار المعرفة والانكار ما دلت عليه السنة ولهذا في رواية ام سلمة فمن انكر سلم ومن كره برئ الرد يكون الى الكتاب والسنة لا الى اذواق الناس وارائهم كما يقع من بعض الناس يتحدث في كبريات الامور ثم يتكئ على اريكته قائلا انا وجهة نظري كذا وكذا في مقابل النص هذا لا يكون انما يكون هامش الاجتهاد في الامور التي هي مسرح للنظر والرأي كبعض الامور المعيشية الاختلافات الفرعية فهذا يتسع له الامر اما اذا كان في في المسألة آآ اصل فيجب الرد اليه. يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. فان نزعتم في شيء فردوه الى الله والرسول والرد الى الله رد الى كتابه. والرد الى الرسول بعد وفاته رد الى سنته ولا يجوز ان يجعل اصل اه سوى الكتاب والسنة كان يقول بعض الناس يا اخي لا تكلمني بالكتاب والسنة. كلمني بالعقل. هذا باطل. هذا ليس من الدين في شيء. اذا كانت وحي فلا يجوز ان تدع الوحي وتنزع الى الرأي والقياس والعقل هذا الشأن المنافقين الذين قال الله تعالى فيهم الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به. ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا. واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول. رأيت المنافقون حين يصدون عنك صدودا فكيف اذا اصابته مصيبة بما قدمت ايديهم؟ ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا وتوفيقا. تجدهم يقولون نحن نريد التوفيق بين العقل والنقل بين السياسة والشريعة. بين الواجب والواقع الى اخره. كل هذا حيدة عن الحق من الفوائد وجوب لزوم جماعة المسلمين وترك الخروج على ائمة الجور اما ائمة العدل فلا يختلف عليها اثنان. وانما الامر قد يشتبه في ائمة الجور. ومع ذلك فلا يخرج على ائمة الجور اه من الفوائد ان الامر في قوله اعتزل تلك الفراق ليس لا على اطلاقه بل اذا كانت تلك الفرق تتنازع وتتناحر فان كانت امنة فليختر ما هو اقرب الى الصواب ان تمكن من ذلك ايضا وهذا ملحوظ جدا في هذا الحديث سعة صدر النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفته بوجوه الحكم على اختلاف فقد امهل النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة ان يسأل واجابه على كل سائل حتى شفاه ما في نفسه الفائدة التاسعة ان كل من حبب اليه شيء فانه يفوق فيه غيره وهذا واقع تجد طالب العلم احيانا يحبب اليه علم النحو يحبب اليه علم اصول الفقه فيبز اقرانه. وهكذا في كل فن من الفنون وهذا من حكمة الله ان فاوت بين عباده وايضا من فوائد العلم والتعلم ان من ان من ادب التعليم ان يعلم التلميذ من انواع العلوم ما يراه مائلا اليه من العلوم المباحة فاذا لمس منه اهتماما بفن من الفنون ارخى له فيه. ووسع له فيه لعلمه بقابليته له ثم قال قال رحمه الله تعالى باب من كره ان يكثر سواد الفتن والظلم. قال حدثنا عبد الله ابن يزيد قال حدثنا قال قال حدثنا ابن اسود وقال الليث عن ابي الاسود قال قطع على اهل المدينة بعث فاكتتبت فلقيت عكرا عكرمة فاخبرته. فلا هذه اشد الليل ثم قال اخبرني ابن عباس رضي الله عنهما ان المسلمين كرمهم على المشركين. يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيأتي فيأتي السهم فيأتي السهم فيصيب احدهم فيقتله فيقتله او يضربه فيقتله فيقتله. فانزل الله تعالى من الذين وصاهم ملائكة الظالمي انفسهم. نعم هذا الباب الثاني عشر ذكر فيه حديثا واحدا باب من كره ان يكفر سواد الفتن والظلم وذكر فيه هذا الاسناد وفي قوله حدثنا حيوه وغيره قال الحافظ لعلهيعة وابن الهيئة كما تعلمون يضعف جمهوره المحدثين لانه اه احترقت كتبه فصار يحدث من حفظه وساء حفظه وبعض العلماء يحسن حديثه لكنه لم يعتمد عليه كما ترون بل قال حدثنا حيوة وغيره قال حدثنا ابو الاسود اه وقال الليث عن ابي الاسود وهذا بيان لحصول التحديث فتزول آآ شبهة العنعنة قال قطع على اهل المدينة بعث يعني ان الولاة طلبوا منهم بعثا اي من يخرج للقتال فاكتتبت فيه يعني ابو الاسود اكتتب فيه وقيد وسجل في هذا الجيش فلقي عكرمة وعكرمة هو تلميذ ابن عباس كما هو معلوم. فاخبرته اشد النهي ثم قال اخبرني ابن عباس ان اناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على الله صلى الله عليه وسلم. يعني ممن لم يهاجر الى المدينة قال ذاكرا في الحديث ما يقع لاحدهم فيأتي السهر. يعني حينما يتقابل الصف ان فيرمع فيصيب احدهم يعني هو في صف المشركين وعسكرهم فيقتله او يضربه فيقتله ايضربه يعني بالسيف وقيل ان هذا من باب القلب يعني فيرمى بالسهم فيأتي يعني ان العبارة يأتي بالسهم فيرمى ان هذا قلب وان المقصود فيرمى بالسهم فيأتي ولها وجه على كل حال فانزل الله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم تتمة الاية قالوا فيما كنتم؟ قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجر فيها فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا اه ثم انتقل اذا هذا الباب في من كره ان يكثر السواد الفتن يستفاد منه تخطئة من يقيم بين اهل المعصية باختياره لا لقصد صحيح يعني لا يسع المؤمن ان يقيم بين ظهراني المشركين. وقد وردت احاديث في النهي عن ذلك انا بريء ممن يقيم بين ظهراني المشركين. الا لقص صحيح الدعوة الى الله عز وجل او العمل في سفارة او تجارة يحتاجها الناس او لطلب علم يحتاج اليه المسلمون او ما شابه ذلك اما ما يفعله بعض المسلمين من انه يدع ارض الاسلام ويذهب الى بلاد الكفر والفسوق والعصيان بغرض اه يعني الحصول على التيسيرات الحضارية والمتع الدنيوية فهذا مذموم وربما دخل في اه معنا الاية فان كان مضطرا الى ذلك خوفا على نفسه او اهله او لطلب رزق وغير ذلك فهذا يستثنى منه الفائدة الثانية ان القادر على التحول لا يعذر بالبقاء بين ظهراني اهل الكفر والفسوق والفتنة. بمعنى انه اذا تمكن من ان يتحول الى اهل الاسلام لزمه ذلك. حتى لا يفتن في دينه ويثلم اه بسبب اقامته بينهم اه من الفوائد من جواب ابن عباس صحة الاستدلال بالاشد على الاخف صحة الاستدلال بالاشد على الاخف لان ابن عباس استدل باية اه باية الذين يبقون مع المشركين ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم على امر اخف وهو من يكثر سواد الظلمة والبغاة وكلهم مسلمون هذا من الاستدلال بالاشد على الاخف ولها شواهد كثيرة من السنة. كقول النبي صلى الله عليه وسلم لما قالوا له اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انوار قال الله اكبر انها السنن لقد قلتم كما قال بنو اسرائيل اجعل لنا الها كما لهم الهة فقد يستدل بالاشد على الاخف وجه شبه بينهما ايضا ان في تكثير سوادهم محذورين تقوية شوكتهم وارعاب اهل الخير نعم اذا وجد مسلمون بين مشركين فانهم يكفرون سوادهم فينشأ عن ذلك ان شوكتهم تقوى لانهم يحسبون معهم وكذلك ايضا يرتعد اهل الخير من جراء ذلك ثم قال قال رحمه الله تعالى باب اذا بقي في حثالة من الناس. قال حدثنا محمد بن كثير قال اخبرنا سفيان قال حدثنا الاعمش عن زيد بن وهم قال قال حدثنا حذيفة رضي الله عنه قال حدثك قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت احدهما قال حدثنا ان الامانة نزلت في جذب العلم والرجال ثم علم من القرآن ثم علم من السنة قال ينام الرجل من امة فتقبض فتقبض الامانة من قلبه. فيظل اثرها مثل اثر ثم ينال النوم فتقبضه فيبقى فيها اثرها مثل اثر المجد. كجمر احرجته على رجلك فتراهم وليس فيه شيء. يصبح الناس يتباينون فلا يكاد احد يعتمد ويقال ان في بني فلان ان في بني فلان رجلا امينا. يقال ويقال للرجل ما اعقله! وما اغرفه! وما الله اكبر حديث حذيفة عجيبة وفيها فوائد وعبر اه قال الامام البخاري باب اذا بقي في حثالة من الناس يعني التقدير ماذا يصل اذا بقي في حثالة من الناس التقدير يعني فماذا يصنع والحثالة هم الذين لا خير فيها كما ان الحثالة التي تكون في اسفل الاناء لا خير فيها اه التقدير اذا تقرير جواب ايذاء اي ماذا يصنع اذا بقي في حثالة من الناس؟ فذكر فيه حديث حذيفة رضي الله عنه اه فقال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت احدهما وانا انتظر الاخر حدثنا ان الامانة نزلت جذر قلوب الرجال في جذر قلوب الرجال وتصح بفتح الجيم وكسرها في جذر وفي جذر قلوب الرجال والمقصود به اصله يعني انها ترسخت وتعمقت الامانة في جذر قلوبهم. والمقصود بالامانة هنا الايمان لانها من الائتمان فالامانة كل ما يخفى ولا يعلمه الا الله عز وجل ليس المقصود بها امانة البيع والشراء هذه من صورها ولهذا كان الايمان ايها الكرام ليس هو مجرد التصديق كما يعرفه به المرجئة بل الايمان نوع خاص من التصديق. فيه معنى الائتمان وذلك لان فيه خبيئة لا يطلع عليها الا الله عز وجل الامانة هنا كل ما لا يخفى ولا يعلمه الا الله آآ من المكلف هكذا قال ابن التين رحمه الله وقيل غير ذلك من المعادن وهذا اللفظ وان لم يرد في حديث حذيفة اي حثالة من الناس الا ان البخاري اه استفاده من حديث اخر لكنه ليس على شرطه قال الحافظ هذه الترجمة لفظ حديث اخرجه الطبري وصححه ابن حبان من طريق العلاء ابن عبد الرحمن ابن يعقوب عن ابيه عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بك يا عبد الله بن عمر اذا بقيت في حثالة من الناس قد مرجت عهودهم واماناتهم واختلفوا فصاروا هكذا. وشبك بين اصابعه قلت فما تأمرني؟ قال عليك بخاصتك ودع عنك عوامهم من هذا السياق استفاد الامام البخاري ترجمة الباب قال ابن بطال اشار البخاري الى هذا الحديث ولم يخرج لان العلاء ليس من شرطه. فادخل معناه في حديث حذيفة علاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الذي اشرنا اليه في سند آآ الطبري ليس على شرط البخاري. المهم ان البخاري اه اشار الى هذه اللحظة وادخل المعنى في حديث حذيفة طيب حذيفة رضي الله عنه يقول رأيت احدهما وانا انتظر الاخر. حدثنا ان الامانة نزلت في جذري او في جذر قلوب الرجال. ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة وهذا قد وقع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قوم امنوا بالله وصدقوا المرسلين قال وحدثنا عن رفعها قال ينام الرجل النوم فتقبض الامانة من قلبه سيظل اثرها مثل اثر الوقت اذا الذي رآه هو حصول ذلك في قرن الصحابة والذي لم يراه ان ينام الرجل النوم فيستيقظ وليس في قلبه امانة ولا ايمان يقول فيظل اثرها مثل اثر الوقت الوقت هو السواد آآ في اللون مثل اثر الوقت يعني بمعنى انه لا يبقى منها الا مجرد صورة واثر ظاهر يعني كأنما صورته انه من جملة المؤمنين لكنه خواء لا شيء تحته وانه مجرد صورة وزي خارجي ثم ينام النوم فتقبض اي الامانة فيبقى فيها اثرها مثل اثر المجد والمجل هو الجلد اذا غلب من جراء العمل يعني من يعملون اعمالا حرفية شاقة كان يقبض على المسحاة او الفأس ينتج في اه ايديهم غرط في الجلد كما وصفه آآ في الحديث قال كجمر دحرجته على رجلك فتراه منكرا وليس فيه شيء حينما تتدحرج الجمرة على الرجل وليس احد يقصد ان يدحرج الجمرة على رجله. لكن المراد اذا تدحرجت الجمرة على الرجل ما الذي ينشأ ينشأ عن ذلك ان الجلد ينتفخ ويتكرر يتورم ويكون تحته مثل الماء. هذا امر معلوم معهود. وكذلك ايضا اذا كان الانسان يمسك بالادوات ويعمل عملا شاقا فانه يجتمع تحت جلده آآ شيء من السوائل هذا هو وصفه. ومراده انه فيما يبدو للظاهر كبير وظاهر ومنتفخ ومتورم ولا شيء تحته كما قيل في الامثال لقد استسمنت دا ورب استسمنت قال وليس فيه شيء يشير حذيفة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم حدث عن مثل ذلك وانه يوجد ناس ظاهرهم الايمان والاسلام ولكن لا شيء وتبين بهذا ان هذا يحدده والشخص والملابسات ولا يكون فيها قولا واحدا للعموم فمن كان فمن ترجحت عنده المصلحة في المخالطة وصار خيره متعديا الى الاخرين فلا ريب ان خلطة وذلك بسبب رفع الامانة من قلوبهم قال ويصبح الناس يتبايعون يتبايعون المقصود بهنا البيع والشراء وليس بيعة الخلافة. فلا يكاد احد يؤدي الامانة فيقال ان في بني فلان رجلا امينا. الله اكبر عزت الامانة ويقال للرجل ما اعقله وما اظرفه وما اجلده وما في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان. وهذا جاري تجد احيانا اه يعني تضخ عبارات الثناء والتمجيد لاقوام ليس في قلوبهم مثقال حبة خردل من ايمان ويوصفون بالاوصاف الرفيعة وليس عندهم شيء من ايمان عجبا قد وقع ذلك. يقال ما اعقله! ما اظرفه! ما اجلده! وما في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان قال حذيفة ولقد اتى علي زمان. يعني فيما مضى ولا ابالي ايكم بايعت. مراده مبايعة السلع وليس المراد به بيعة الخلافة كان مسلما رده علي الاسلام يعني ان دينه وصدقه وايمانه يحمله على ان يوفيني حقي وان كان نصرانيا رده علي ساعيه وساعيه هو الحاكم الذي يحكم عليه يعني انني لا ابالي حقي محفوظ واما اليوم فما كنت ابايع الا فلانا وفلانا وكأن حذيفة رضي الله عنه يرى ان ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم قد آآ يعني آآ صار واقعا اه ثم قال لكننا نستنبط بعض الفوائد نعم يعني في في هذا الحديث كما نرى ان اصل الايمان يكون في القلب وان القرآن والسنة تزيدانه. فدليل على انه يزيد بالعلم والعمل آآ وان الايمان ينقص ايضا كما اخبر الله تعالى آآ في كتابه انه يزيد وكل امر قابل للزيادة فانه ايضا ينقص وفيه الاشارة الى انهم كانوا يتعلمون القرآن قبل ان يتعلموا السنن اليس كذلك انهم كانوا يتعلمون القرآن قبل ان يتعلموا السنن لانه قال فعلموا ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة في هذا اشارة لطالب العلم ان يبتدأ بحفظ كتاب الله تعالى ومعرفة تفسيره. ثم ينتقل بعد ذلك الى معرفة السنن الفائدة التي تليها ان الايمان اصل لكل عام فاذا استمكن في القلب حمل على اداء المأمور واجتناب المنهي. اي والله من اراد ان يعظ نفسه فليبدأ بقلبه ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. فبعض الناس يعنى باصلاح الظاهر ويغفل عني الباطل ما ينشأ عن ذلك معاناة وشدة ونحو ذلك لكن ابدأ باصلاح الظاهر وانصع قلبك وخلصه من الشوائب والعوالق ستجد ان الجوارح تنساق تلقائيا وتستجيب ويجب الانسان لذة الايمان وحلاوته من الفوائد تفاوت الايمان في القلوب وانه يزيد وينقص. وهذا هو معتقد اهل السنة اه الحذر من اهل النفاق الذين يعجب ظاهرهم وباطنهم خراب. اي والله ما ادرك ما اجلده. لطالما صبت هذه الالفاظ على قوم لا خلاق لهم آآ يذهبن بك آآ الامر اه تؤثر عليك الماكينة الاعلامية فان تجد بعض الناس عجبا لهم يعني يفتخر بنقل اقوال ليهود ونصارى وعندهم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما من العبارات ما هو ادق واجمل وادل لكن لا تطيب نفسه حتى يقول قال نيلسون مانديلا. سبحان الله اين كلام الله؟ اين كلام رسوله صلى الله عليه وسلم؟ هل ضاقت حتى تذهب تبحث عن قول في رجل من غير مسلم لا شك ان ان الحكمة ضالة المؤمن لكن اذا وجدت الحكمة قول من لا ينطق عن عن الهوى في قول من لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كيف تذهب نفسك لتتبع مقالات المخلطين هذا شيء عجيب هذا ما اردت بان الانسان عليها الا يغتر بامثال هؤلاء وان يرفع رأسه بما انعم الله تعالى به على اهل العلم والايمان ومن ذلك ايضا الفزع الى الله بسؤال الثبات والعمل. على تقوية الايمان والعمل الصالح. حتى لا يذهب الايمان من قلبه النومة يقبض الايمان عافانا الله واياكم نعم ثم قال قال رحمه الله تعالى باب التعقل في الفتن قال حدثنا ابن سير قال حدثنا حاتم عن رضي الله عنه انه دخل على الحجاج وقال فقال يا ابن الاكوع اعتدت على عم ابي على عقب تعرضت؟ قال لا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث وعن يزيد ابن ابي عبيد قال لولا قتل عثمان رضي الله عن عثمان بن عفان رضي الله عنه خرج سلامة من اكوعه الى وتزوج هناك معتر وولدت له تنفع له ولغيره وقد جاء في في حديث المؤمن الذي يخالط الناس ويسكر على اذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على اداءهم لكن لو قدر ان شخصا ليس عنده نفع متعدي ويتأثر بالفتن والشهوات فيقال له العزلة لك خير واولاده فلم يزل بها حتى قبل ان يموت بليال فنزل المدينة. قال حدثنا عبد الله بن يوسف بل اخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله النبي صلى الله عليه وسلم عن ابيه عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك ان يكون خير ما للمسلمين غنم يتبع بها اشعث الجبال ومواقع القطر. يفر بدينه من الفتن. نعم هذه الترجمة باب التعرض في الفتنة ما المقصود بالتعرض يعني ان يرجع اعرابيا بعد هجرته وهذا قد ورد النهي عنه تقدم عند البخاري في كتاب الحدود اه عند يعني او الذكر حديث من رجع بعد هجرته اعرابيا من رجع بعد هجرته اعرابيا. يعني يرجع الى باديته ويخالط الاعراب ورد النهي عنه. وورد النهي عنه آآ في احاديث اخر فقد روى الطبراني من حديث جابر ابن سمرة مرفوعا. لعن الله من بدأ بعد هجرته بدأ يعني عاد الى البدو على في الفتنة الا في الفتنة. الا في الفتنة. فان البدو خير من المقام في الفتنة قال ابن الاثير كان من رجع بعد هجرته الى موضعه من غير عذر يعدونه كالمرتد وذلك لانه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم الهجرة واجبة اليه الى ان فتحت مكة فقال لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية واستثنى النبي صلى الله عليه وسلم بعض الاشخاص وبعض الناس فمن استثنوا فهم معذورون. من ذلك حديث آآ سلمة مرفوعة ابدوا يا اسلم يا اسلم قالوا انا نخاف ان يقدح ذلك في هجرتنا. قال انتم مهاجرون حيث كنتم. رواه احمد وعن جابر مثله وسند كل منهما حسن فالحديث الذي اه اورده ها هنا ان سلمة بن الاكوع رضي الله عنه وهو من خيار الصحابة دخل على الحجاج الحجاج بن يوسف الثقفي وكان ذلك سنة اربع وسبعين اربع وسبعين فقال الحجاج يا ابن الاكوع ارتدت على عقبيك تعربت وهذا من جفاء الحجاج اخاطب رجلا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. لكن ما اعقل سلمة قال لا يعني لم يقابل السفه بسفه وانما اجاب بما يعذره ويرفع عنه اللائمة. قال لا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن لي في البدو في البدو يعني اذن لي ان ابدو وارجع الى البادية اه وهذا مصداق ما مر انه قال ابدو يا اسلم ثم ذكر بعد ذلك سبب بدوه جلوسه في الربدة قال لما قتل عثمان ابن عفان يعني لما وقعت الفتنة خرج سلمة بن الاكوع الى الربدة لانه قد حصل على اجر مسبق من النبي صلى الله عليه وسلم. وتزوج هناك امرأة وولدت له اولاده. يعني المراد انه مكث مدة طويلة حتى ولد له اولاد فلم يزل بها حتى اقبل قبل ان يموت بليال فنزل المدينة الله اكبر اتم الله له هجرته يعني عاش زمنا في الربدة والربدة موضع بالبادية بين مكة والمدينة معروفة الى يومنا هذا وهي التي كان فيها ابو ذر ايضا رضي الله عنه لما بقي على موته ليال معدودة عاد الى المدينة فمات بها يعني انه مات في آآ ارض هجرته ثم ختم ذلك بحديث يوشك حديث ابي سعيد رضي الله عنه يوشك ان يكون خير مال المسلم غنم اه يتبع بها شعث الجبال. المقصود شعث الجبال اي رؤوسها ومواقع القطر يعني المطر يفر بدينه من الفتن. يوشك يعني بمعنى يقرب يشير النبي صلى الله عليه وسلم الى حال آآ يصبح الاولى والافضل للمؤمن ان يعتزل الناس وان يبتعد عن الفتن بان يكون له غنيمات يرعاهن يأكل منهن ويحلب ويشرب يسعى الى مواقع القطر وشعث الجبال حيث الشجر والحشائش وغير ذلك وهذه المسألة مسألة العزلة من المسائل التي اه جرى فيها الخلاف وفيها تفصيل يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله اختلف السلف في اصل العزلة فقال الجمهور الاختلاط اولى قال الجمهور الاختلاط اولى. لما فيه من اكتساب الفوائد الدينية للقيام بشعائر الاسلام وتكثير سواد المسلمين وايصال انواع الخير اليهم من اعانة واغاثة وعيادة وغير ذلك هذا واضح وقال قوم العزلة اولى بتحقق السلامة بشرط معرفة ما يتعين يعني فضلوا العزلة لكن بشرط معرفة ما يتعين. يعني ما يجب عليه من الامور والاحكام وقال النووي المختار تفضيل المخالطة لمن لا يغلب على ظنه انه يقع في معصية فان اشكل الامر فالعزلة اولى وقال غيره يختلف باختلاف الاشخاص والاحوال وهذا حيث لا يكون هناك فتنة عامة فان وقعت الفتنة ترجحت العزلة لما ينشأ فيها غالبا من الوقوع في المحذوف تبين بان الفقه في ذلك ان ينزل الحكم على كل حال بما يليق به نعم ثم قال بعد ذلك قال رحمه الله تعالى باب التعوذ من الفتن. قال حدثنا معاوية ابن فضالة قال حدثنا ان شاء الله عن قتادة عن رضي الله عنه قال سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى احفروه حتى احفره بالمسألة فصعد النبي صلى الله عليه وسلم فصعد النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم من المنبر فقال لا تسألوني عن شيء الا ويبت لكم فدعا الجمهور يمينا وشمالا فاذا كله فاذا كل رجل رأسه في ثوبه يبكي فانشأ رجل كان اذا لاح يدعى الى غير ابيه. فقال يا نبي الله من ابي؟ فقال ابوك حذافة. ثم انشأ عمر ويقول ثم انشأ عمر فقال رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلوا بمحمد رسولا اعوذ بالله من سوء الفتن قال النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط انه صوبلت لي الجنة والنار حتى رأيتهما دون قال قتادة اذكر هذا الحديث عند هذه الاية يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء وقال عباس حدثنا يزيد ابن زبير قال حدثنا سعيد قال حدثنا قتادة ان انس حدثهم ان نبيهم ان نبي الله صلى الله عليه وقال كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي. وقال عائدا بالله من سوء الفتن او قال اعوذ لسوء الفتن. قال رحمه الله وقال لخليفة حدثنا يزيد بن زبير قال حدثنا سعيد ومعتمر عن ان انس رضي الله عنه حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا وقال عياذا بالله من شيء نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. التعوذ هو طلب العود واللجئ والاعتصام. ولا شك ان المرء بحاجة الى ان تعوذ بالله من الفتن ذكر فيه حديث انس ابن مالك رضي الله عنه اه ان الناس سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى احفوه بالمسألة ومعنا احفوه يعني اكثروا عليه والحوا عليه بالمسألة فصعد المنبر وقال صلى الله عليه وسلم وكأنما كان مغضبا. لا تسألوني عن شيء الا بينت لكم اراد ان يؤدب قال فجعلت انظر يمينا وشمالا. يقوله انس فاذا كل رجل رأسه في ثوبه يبكي يعني ندموا وخافوا وفزعوا من من هذا فجعل كل واحد يجعل رداءه على رأسه وله خنين بالبكاء رجل كل رجل رأسه في ثوبه يبكي. فانظر رجل كان اذا لاح يعني اذا مار وجادل وخاصم غيره يدعى الى غير ابيه يدعى الى غير ابيه. يقال اسمه خارجة ويقال قيس ويقال عبد الله فقال يا يا نبي الله من ابي؟ فقال ابوك حذافة للذي يكره ثم انشأ عمر لما رأى ذلك فقال رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا. نعوذ بالله من سوء الفتن عمر رضي الله عنه الذي ينطق بالحق والصواب الملهم لما رأى هذا الوضع المتوتر قال هذه الكلمات التي تسكن النفوس فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط. انه صورت لي الجنة والنار حتى رأيتهما دون الحائط وجاء في رواية عند البخاري فقال رجل يا رسول الله في الجنة انا او في النار قال في النار عياذا بالله ولهذا تأثر عمر رضي الله عنه اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه اري الجنة والنار. يعني صورت له بحيث يراها دون الحائط ولا يراها غيره اه يقول قال قتادة يذكر هذا الحديث يذكر هذا الحديث عند هذه الاية يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسوء تسوءكم اي انه ليس من ادب المؤمنين ان يبادئوا النبي صلى الله عليه وسلم بالمسألة قبل ان يبدأهم بها حتى جاء في حديث ان من اعظم المسلمين جرما رجل سأل عن مسألة فحرمت لاجل مسألته ثم قال البخاري اه وقال قال عباس النرجسي حدثنا يزيد ابن زرير قال حدثنا سعيد قال حدثنا قتادة ان انسا حدثهم ان ان نبي الله صلى الله عليه وسلم بهذا وقال وهذا فائدة هذه الزيادة كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي وقال عائذا بالله من سوء الفتن منصوبة على الحال او على المصدر. عياذا بالله وجاء في رواية بالرفع عائد اي التقدير انا عائد آآ بالله من سوء الفتن او قال اعوذ بالله من سوء الفتن آآ قال البخاري وقال لي خليفة خليفة هذا هو خليفة ابن خياط العصفري ويقول الحافظ اكثر ما يخرج عنه البخاري يقع بهذه الصيغة لا يقول حدثنا ولا اخبرنا وكأنه اخذ ذلك عنه في المذاكرة يقول قال لي خليفة حدثنا يزيد ابن زريع قال حدثنا سعيد ومعتمر عن ابيه عن قتادة ان انسا حدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا وقال عائدا بالله من شر الفتن هذا ونرجئ آآ البقية آآ الى آآ قراءة الغد واختم هذه الفوائد منها كراهة المسألة في عهده صلى الله عليه وسلم تعظيم الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وخجلهم من لما الجأه الى ما يكره والثالثة المبادرة الى التعود من الفتن اذا بدت واخيرا الرد على من قال اسألوا الله الفتنة فانها فيها حصاد فانه حديث فانه ليس بحديث. وما روي فانه في سنده ضعيف ومجهول صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين