والان مع الدرس السابع والتسعين الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اما بعد فاهلا وسهلا ومرحبا بكم في لقاء جديد نقرأ فيه جزءا من كتاب اه امام اهل السنة امام من ائمة ديننا. امام اهل المدينة الامام ما لك ابن انس رحمه والله تعالى قال الامام مالك في كتابه الموطأ بروى باسناده ان عمر بن الخطاب سئل عن هذه الاية واذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين فقال عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن هذه الاية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله خلق ادم ثم مسح على ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل اهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل اهل النار يعملون فقال رجل يا رسول الله ففيم العمل؟ لماذا نعمل؟ مع انه قد حدد من هم اصحاب الجنة ومن هم اصحاب النار من الازل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل اهل الجنة. فانت يا ايها العبد لا تعلم هل انت من اهل الجنة ام انت من اهل النار؟ وبالتالي فعليك بالعمل. لعل الله عز وجل ان يجعلك من اهل الجنة قال ان الله اذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل اهل الجنة حتى يموت على عمل من اعمال اهل الجنة فيدخله به الجنة. واذا خلق العبد للنار استعمله بعمل اهل النار حتى يموت على عمل من اعمال اهل النار فيدخل به النار. فان العبد يدخله الله عز وجل برحمته الجنة بسبب ما لديه من العمل كما قال تعالى تلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون قال مالك بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تركت فيكم امرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه فكتاب الله نور يخرج الله به العباد من الظلمات الى الهدى. وهكذا سنة النبي صلى الله عليه وسلمت قد جاءت النصوص بالامر باتباعهما اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء. وقال تعالى في باتباع النبي صلى الله عليه وسلم لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وقد قال الله عز وجل مذكرا بهذين الامرين وما كان لمؤمن ولا مؤمنة. اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم كما ان الله عز وجل قال يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول فطاعة الله طاعة كتابه وطاعة سوري صلى الله عليه وسلم بعد وفاته تكون باتباع سنته. ثم روى عن زياد بن سعد عن عمرو بن مسلم عن قال ادركت ناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون كل شيء بقدر اي ان قدر الله غالب ايوجد شيء من افعال الناس او صفاتهم يخرج عن قدر الله. قال طاووس سمعت عبد الله بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شيء بقدر حتى العجز والكيس ثم روى عن زياد ابن سعد عن عمرو بن دينار قال سمعت عبدالله بن الزبير يقول في خطبته ان الله هو الهادي والفاتن. كما قال تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء. فالهداية التي بمعنى وبالهداية التي بمعنى التوفيق للحق هي خاصة بالله عز وجل. اما هداية الارشاد والدلالة فتكون للنبي صلى الله عليه وسلم وتكون لاتباعه. كما قال تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم ثم روى مالك عن عمه ابي سهيل ابن مالك قال كنت اسير مع عمر ابن عبد العزيز فقال ما رأيك في هؤلاء القدرية قدرية طائفة ينفون القدر. ويقولون بان الامر مستأنف. وان الله عز وجل لم يقدر افعال العباد ولم يشاءها ولم يخلقها قال فقلت رأيي ان تستتيبهم. اي ان تطلب منهم التوبة. فان تابوا وتركوا اعتقادهم الفاسد الا عرظتهم على السيف. فقال عمر بن عبدالعزيز وذلك رأيي. قال الامام ما لك وذلك رأيي ثم قال المؤلف باب جامع ما جاء في اهل القدر. وروى عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسألوا المرأة طلاق اختها اي ان الانسان اذا خطب امرأة لتكون زوجة ثانية له. فلا يصح لهذه المرأة المخطوبة ان تشترط طلاق المرأة الاولى. لا تسأل المرأة طلاق اختها لتستفرغ صحفتها اي ان تجعل اه اناء اه الزوجة الاولى فارغا ليس فيه شيء لتفوز هي بحظها من النفقة والمعاشرة بالمعروف ولتنكح اي لتتزوج هذا الخاطب ولا تشترط هذا الشرط فانما لها ما قدر لها. انما قدره الله عز وجل لها سيحصل لها وفيه دلالة على ان الارزاق بيد رب العزة والجلال فقد يكون عند زواجها عند عند ابقاء المرأة الاولى زيادة في رغد من العيش وزيادة من قوة البدن فيتمكن الانسان ويتمكن هذا الزوج من قيامي بحق الزوجتين مع وقد يفارق الزوجة الاولى ولا يبقيها معه. فيكون ذلك من اسباب ضعف بدنه او قلة ما له فيكون وذلك اقل فتكون المرأة الثانية بعد تطليق المرأة الاولى اقل حظا من كونه ابقاها معه. ثم روى مالك عن يزيد ابن زياد عن محمد ابن كعب القرظي. قال قال معاوية بن ابي سفيان وهو على منبر ايها الناس انه لا مانع لما اعطى الله. فمن اعطاه الله شيئا فلن يتمكن احد من العباد من منعه كائنا من كان ولا معطي لما امن على الله فاذا منع الله شيئا من الارزاق عن احد من العباد فلن يتمكن احد من جلب به له مهما بذل من الاسباب. ثم قال ولا ينفع ذا الجد منه الجد. اي ان صاحب المكانة والمنزلة والغنى والمال لا ينفعه ذلك عند الله شيئا. بل الذي ينفع عند الله عز وجل ما يبذله الانسان من عمل صالح ثم قال من ولا ينفع ذا الجد منه الجد اي انه لا ينقذه من عذاب الله ولا من غضبه ولا من عقوبته ما عنده من اه امور مستحسنة في الدنيا. انما يدفع ذلك بالعمل الصالح. ثم قال صلى الله عليه سلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. اي من اراد الله به الخير واراد به سأ السعادة في الدنيا الاخرة فانه يعلمه دينه والفقه في الدين المراد به معرفة العلل والاوصاف والمعاني التي تبنى عليها الاحكام الشرعية فيتمكن انسان من معرفة حكم الله عز وجل في اي مسألة ترد عليه. وفي الحديث دلالة على ان من لم تعطى الفقه في الدين فان الله عز وجل لم يرد به خيرا ثم قال معاوية سمعت هؤلاء الكلمات من رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الاعواد يريد على امنبر المدينة لان معاوية كان في ذلك الوقت يخطب في المسجد النبوي. وفيه دلالة على ان الامام اعظم اذا ورد الى منطقة من المناطق فانه اولى ان فان الاولى ان يتولى الخطبة بنفسه. ثم روى قال مالك بلغني انه كان يقال الحمدلله الذي خلق كل شيء كما ينبغي خلق الله عز وجل غالب. وما من شيء من الاشياء الا وهو من خلق الله عز وجل. قال الحمدلله الذي خلق كل شيء والحمد لله المراد به ان الوصف بالجميل الاختياري والثناء الحسن يكون لله عز وجل على اكمل وجوهه الحمدلله الذي خلق كل شيء كما ينبغي يعني على احسن طرائقه وافضل مناهجه على الذي لا يعجل شيء اناه اناه وقدره. فما قدره الله عز وجل في وقت لا يأتي الا في ذلك الوقت لا يأتي قبل وقته المقدر فيه قال حسبي الله وكفى. اي انك ان الكافي لاموري والقائم بها هو الله عز وجل فاذا كان الله يتولى شأني فانه حينئذ سيكفيني. ثم قال سمع الله لمن دعا سمع الله لمن دعا اي ان من دعا الله عز وجل فان الله عز وجل يسمع له ويستجيب له كما قال جل وعلا وقال ربكم ادعوني استجب لكم. قال ليس وراء الله مرمى. مرمى اي مقصد وهدف فالعبد المؤمن يقصد باعماله ويهتف بها وجه الله والدار الاخرة قال مالك بلغني انه كان يقال ان احدا لن يموت حتى يستكمل رزقه رزقه فالارزاق التي قدرها الله عز وجل على العباد ستأتيكم. والله تعالى قد تكفل بارزاق العباد. ما من دابة في الارض الا على الله رزقها والارزاق بيد الله عز وجل. اذا اعطى الله عبدا شيئا من الارزاق لن يتمكن احد من من سلبه منه يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر قال فاجملوا في الطلب اي لا يكن هم احدكم مجرد رزق الدنيا الذي تكفل الله عز وجل به. وانما ينبغي بكم ان تهدفوا لما هو اسمى من ذلك. بحيث يكون طلبكم للرزق ليكون معونة على طاعة الله الله عز وجل وعلى الهدف الذي خلقتم من اجله. قوله فاجملوا في الطلب اي ليكن طلبكم على في اي ليكن طلبكم في امور الدنيا على جهة الجملة لا على جهة التفاصيل. بخلاف تفاصيل ما تحتاجون اليه من امور اخرتكم ثم قال المؤلف كتاب حسن الخلق الشريعة المباركة جاءت بالترغيب في تآلف الناس واجتماعهم. ومما يؤلف الناس ويجمع كلمتهم ان يتصفوا بحسن الخلق بحيث تكون اخلاقهم وتعاملاتهم وتصرفاتهم مع الاخرين على افضل التصرفات والاعمال والطرائق وعلى احسن المناهج في ذلك وقد وقد قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب انفضوا من حولك. فاذا كان هذا في حال النبي صلى الله عليه وسلم فغيره من باب اولى وقد جاءت نصوص كثيرة ترغب المؤمنين في حسن الخلق وتبين الاجور العظيمة المرتبة على حسن الخلق وقد قال الله عز وجل في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم وانك لعلى خلق عظيم. وقال صلى الله عليه وسلم انا ظمين ببيت في اعلى الجنة لمن حسن خلقه واعظم حسن الخلق اطابة القول. كما قال تعالى وقولوا للناس حسنا. وقال وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن. ان ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا وجملة حسن الخلق وضابط حسن الخلق وقاعدته ان يعامل الانسان غيره بما يحب ان يعامل هو به ان يعامل الانسان غيره بما يحب ان يعامل به ثم قال المؤلف باب ما جاء في حسن الخلق اي الادلة الشرعية من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الواردة في حسن الخلق وذلك ان المرجع والمتحاكم اليه عندنا هو الادلة الشرعية كتابا وسنة. وفي هذا دلالة على ان الكتاب والسنة ليس قاصرين على اه علاقة الانسان بربه جل وعلا بل هي اعلى من ذلك فما من فعل من افعال المكلف الا وشريعة الله حاكمة عليه مبينة لحكمه ثم روى مالك قال بلغني عن معاذ بن جبل انه قال اخر ما اوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت رجلي في الغرز يعني لما اراد ان يسافر الى المدينة ووضع رجله في الحديد التي تكون على طرف دابته من اجل ان يتمكن من الصعود عليها. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له احسن خلقك للناس يا معاذ الخلق هو طريقة التعامل مع الاخرين. واحسانها ان آآ يتصف الانسان بافضل التعامل مع غيره وجملة حسن الخلق كما تقدم ان يأتي الانسان الى غيره بما يحب ان يؤتى اليه وان يفعل معه وقد ورد في الحديث في احاديث كثيرة ان النبي صلى الله عليه وسلم آآ وصى بحسن الخلق فقال صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت وخالق الناس بخلق حسن واتبع السيئة الحسنة تمحها وفي الحديث فضيلة معاذ بن جبل رضي الله عنه ثم روى مالك عن ابن شهاب عن عروة ابن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه الا انها قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين امرين قط الا اخذ ايسرهما اي اسهلهما ما لم يكن اثما اي ما لم يكن معصية فان كان اثما كان ابعد الناس منه. وفي هذا دلالة على الترغيب في التيسير على الناس ولا شك ان هذه الشريعة سهلة ميسرة. قال تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من من مدكر وقال يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وقال وما جعل عليكم في الدين من حرج. وقال افتقوا الله ما استطعتم. وقال اه وقال النبي وقال النبي صلى الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم بعثت بالحنيفية بعثت بالحنيفية يعني بالدين المائل من الشرك الى التوحيد السمحة اي اليسيرة السهلة على الناس لكن يلاحظ في بعض بعض المواطن ان الانسان قد يختار هواه ورغبة نفسه ويظن ان هذه الرغبة ايسر له واسمح ولا كونوا كذلك بل قد يكون آآ ما يقصده الانسان بهواه اعسر عليه واشد عليه. فليست العبرة متابعة الهواء وانما العبرة بمتابعة الشرع. وكل امر مشروع وكل امر مفروض في شريعة الله فهو والاسمح والايسر بلا شك وان خفي علينا جانب السماحة واليسر فيه قالت وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه اي ما عاقب الاخرين عقوبة من اجل تحصيل امر شخصي له صلى الله عليه وسلم. وانما كان ينتقم اذ قالت الا ان تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها. اي يعاقب من اجل ان يكون ذلك من مصلحة من وقع عليه العقوبة ليترك معصية الله ولا يعود اليها مرة اخرى وليرتدع غيره وينزجر فلا يقدم مثل ذلك الفعل. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم للخير وان يجعلنا واياكم من اهل الهدى. هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين