تمرة تمرة كان يوزع عليهم في كل يوم تمرة تمرة وهم ثلاثمائة قال وهب بن كيسان لجابر وما تغني تمرة في اليوم؟ فقال لقد وجدنا فقدها حين فنيته لما انتهت وجدنا والان مع الدرس الاول بعد المئة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد استعرظنا في لقاء سابق دعوة ابي طلحة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم حينما رأى الجوع في وجهه فقدم النبي صلى الله عليه وسلم ومعه سبعون رجلا حتى تفاجأ ابو طلحة بهم فذهب الى ام سليم زوجته اه فقال لها قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس وليس عندنا من الطعام ما نطعمهم قالت ام سليم زوجته ايمانا منها بالله وبرسوله. الله ورسوله اعلم انطلق ابو طلحة مستقبلا لاطيافه فدخل بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم اه دعا على ذلك دعا وقرأ في ذلك الطعام حتى بارك الله فيه. وقال لابي طلحة ائذن لي عشرة مما يدل على ان الاذن في المنازل يكون بواسطة صاحب المنزل فاذن لي عشرة فاكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا. ثم قال ائذن لعشرة فاكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا. ثم قال ائذن لي عشرة حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ائذن لعشرة حتى اكل القوم كلهم وشبعوا وكان القوم سبعين رجلا او رجلا قال الامام مالك عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال طعام الاثنين كافي الثلاثة انظر كافي يعني انه يكفيهم ولم يقل بانه يشبعهم وانما قال كاف الثلاثة اي انه يمدهم بما يحتاجون اليه من الطعام وطعام الثلاثة كافي الاربعة. وروى عن ابي الزبير عن جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم قال اغلقوا الابواب. اغلقوا الباب. اي ان الاصل في الابواب ان تترك مغلقة. وان لا تترك مفتوحة. واوكست الشقاء الاواني التي فيها انواع الاشربة وكانوا يشربون في القرب ونحوها. واوكوا السيقاء يعني اربطوا افواه القرب. من اجل الا ينفذ الى تلك القرب ما يؤثر على على تلك الاشربة. قال واكفئوا الاناء اي اجعلوا انيتكم مقلوبة الا يدخل فيها ما يفسدها ويكون سببا من اسباب تلوثها بشيء من المكروبات او خمروا الاناء اي غطوا واوانيكم اي غطوا اوانيكم واطفئوا المصباح. يعني اذا لم يكن عندكم حاجة لاستعمال المصباح فاجعلوه ومطفئا لئلا لئلا يأخذ من الزيت او من الكهرباء ويكون نوعا من انواع الاسراف ولان لا تأتي الفأرة فتأخذ شيئا من تلك النار فتلقيه في مكان اخر فيكون سببا من اسباب الاحتراق. وحينئذ قال فان الشيطان لا يفتح غلقا. يعني اذا اغلقتم الابواب لم تتمكن الشياطين من دخول بيوتكم. ولا يحل اي انه لا يفتح آآ اربطة الاسقية. ولا يكشف اناء. وان الفويسقة يعني الفأرة تظلم على الناس بيوتهم. تأتي بشيء من الفتيلة او شيء من النار فتنقلها من مكان الى مكان اخر مما يدل على استحباب اطفاء انواع النار في خصوصا عند عدم الحاجة اليها او عند نوم الناس ثم روى عن سعيد بن ابي سعيد عن ابي شريح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. هذه قاعدة عظيمة في كلام الانسان. ان يقتصر كلام على ما فيه خير او يصمت ولا يتكلم. فلو طبق الناس هذه القاعدة لسلموا في علاقاتك ولا صلحت قلوبهم ولاستقامت احوالهم. من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصم وفيه ان الناس ينبغي بهم ان يستشعروا اليوم الاخر. ذلك اليوم الذي ينتقلون فيه عن هذه الدار الدنيا ويحاسبون على اعمالهم ويسألون عن دقيق احوالهم ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره فيه استحباب العناية بالجيران واداء الاعمال الصالحة بهم وتقديم ما ينفعهم. قال ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. فيه استحباب اكرام الاظياف وان هذا من الاعمال الصالحة التي يؤجر الانسان عليها. وينبغي عند احسان التعامل مع الاخرين ضيفا او جارا او غير ذلك ان ننوي به التقرب لله عز وجل والحصول على الاجر الاخروي قال فليكرم ضيفه جائزته جائزته يوم وليلة. اي ان الواجب في اكرام الضيف هو مقدار يوم وليلة. كما قال بايجاب ذلك طوائف من اهل العلم وطائفة من اهل العلم قالوا بان اكرام الضيف من المستحبات وليس من الواجبات. وقال اخرون بان ان الضيف اذا جاء في القرى والمواطن التي ليس فيها محلات للسكنى كالفنادق ونحوها فانه يجب على اهل تلك القرية ان يقوموا بضيافة الضيف. اما اذا جاء الى المدن فانه يجد مأوى يأويه يتمكن من استئجارها كالفنادق ونحوها وحينئذ لا يجب على اهلها الظيافة قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه جائزته. جائزته يوم وليلة وضيافته ثلاثة وايام اي ان المستحبة في الظيافة ان تصلي الى ثلاثة ايام. فما كان بعد ذلك فهو صدقة. ولا يحل له ان ويا ان يقيم عنده حتى يحرجه بطول مكثه بحيث قد لا يجد طعاما ولا مأوى يتمكن من تقديمه له ثم روى عن سمي عن ابي صالح عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يمشي بطريق اذا اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب وخرج وما ذاك الا الا لانه ليس معه اواني وليس معه دلو يتمكن به من استخراج الماء من البير فنزل في البئر فشرب فلما خرج من البئر اذا كلب يلهث يأكل الثرى وهو التراب الذي فيه رطوبة من المياه يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني. فنزل البئر فملأ خفه وهو آآ وهو الجلد الذي تدخل الاقدام فيه بمثابة الجوارب ونحوها. فنزل البئر فملأ خفه. ثم امسكه بفيه من اجل ان يتمكن من الصعود بيديه ايه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له. مما يدل على استحباب العناية بالحيوانات ان في تقديم الطعام والشراب اليها صدقة. يثيب الله عز وجل عليها. فقال الصحابة يا رسول الله وان لنا في البهائم لاجرى. فقال صلى الله عليه وسلم في كل ذي كبد رطبة اجر وهذا يشمل ايضا الكافر ويشمل الفاسق والفاجر والمنافق ويشمل كذلك العدو والصديق ففي تقديم الصدقة لهم اجر وثواب. وقد قال تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا اه وفي هذا دلالة على ان هذه الشريعة شريعة تأمر بالاحسان وتقديم الخير وتبذله للاخرين ثم روى عن وهب بن كيسان عن جابر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا قبل الساحل. اي من اجل ان يغزو العدو وان يكتشفوا ما في ذلك المكان. فامر عليهم ابا عبيدة ابن الجراح وهم ثلاثمائة قال جابر وانا فيهم. قال فخرجنا حتى اذا كنا ببعض الطريق فني الزاد. ولم يبق معنا طعام. فامر وابو عبيدة بازواج ذلك الجيش فجمع ذلك كله. فكان مزودي تمر. المزود هو ما يضعه المسافر على جانبي دابته. فلم يكن معهم من الطعام الا هذا المقدار اه القليل. مما يدل على انه يجوز ان يجمع الناس عند ان يجمع الناس اطعمتهم عند قلتها ليكون طعامهم واحدا فيكون ذلك اهنا نفوسهم واجمع لكلمتهم. واستدل بهذا على ان صاحب الولاية يجوز له ان يأمر من يحتكر الاطعمة ببيع ذلك الطعام على الناس لينتفعوا به خصوصا في اوقات المجاعات والحاجة قال جابر فكان ابو عبيدة يقوتناه كل يوم قليلا قليلا حتى فني ولم تصبنا الا اه لتلك التمرة اثرا. قال ثم انتهينا الى البحر فاذا حوت وهو سمك كبير مثل اه الظرب اي مثل الجبل آآ مثل الجبل آآ الصغير. قال فاكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة. وذاك لكبره ثم امر ابو عبيدة بظلعين من اضلاعه فنصبا اي وقف ثم امر براحلة فرحلت اي وضع عليها الرحل الذي ليكونوا فوق ظهرها ثم مرت تحت ذيلك الظلعين ولم تصبهما مما يدل على عظم ذلك تلك الدابة فهو ذلك الحوت ثم روى عن زيد ابن وهذا الحديث يدل على جواز اكل السمك واكل الحوت حتى ولو القاه البحر وعلى الساحل ثم روى المؤلف عن زيد ابن اسلم عن عمر ابن سعد ابن معاذ عن جدته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا نساء المؤمنات هكذا يا نساء المؤمنات هكذا هي الرواية برفع نساء وجعل المؤمنات صفة لها صفة للنساء. وبعض الرواة رواه هكذا يعني اساء المؤمنات فيكون من اضافة الشيء الى نفسه. قال لا تحقرن احداكن لجارتها ولو شاة محرقة. كراع الشاة جزء طرف منها يكون في ملتصقا بالذراع محرقة يعني قد اصابته النار حتى احرقته. وفي هذا ترغيب المرأة المؤمنة بان تهدي لصوايح ذاتها وفيه آآ الامر باحسان العلاقة فيما بين الجيران. وفيه ان من اهدي له شيء فيحسن ان ولو كان امرا يسيرا قد تستقله نفسه. لان علاقة الناس بذلك تزداد وتقوى. ثم روى عن عبد الله ابن ابي بكر انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتل الله اليهود نهوا عن اكل الشحم فباعوه فاكلوا ثمنه. فيه ان الامور المحرمة لا يجوز بيعها فاذا كان الشيء لا يجيز الشرع الانتفاع به مطلقا فانه حينئذ لا يجوز بيعه وثمنه يعد ثمنا حرام ومن امثلة ذلك الخنزير والخمور فانه لا يجوز بيعها واخذ اثمانها ولو كان ولو كان هناك فائدة مالية فيها ففي هذا دلالة على ان الشرع يقدم احكامه ويقدم رضا الله عز وجل ويقدم تحقيق مصالح الخلق على الحصول على المنافع الدنيوية والمكاسب المادية واما ما كان ينتفع به بانتفاع اخر غير الاكل. وكان ذلك الانتفاع مباحا فانه لا بأس من لا بأس من بيعه والانتفاع بثمنه. ومن امثلة ذلك مثلا الورق نحن لا نأكله واكله في فيه مضرة للبدن ومع ذلك اجاز يجيز لنا الشرع ان نبيعه وان نأخذ ثمنه. ومثل هذا ايضا الحمار فانه لا لا يجوز اكله ومع ذلك يجوز بيعه ثم قال مالك بلغني ان عيسى ابن مريم كان يقول يا بني اسرائيل عليكم بالماء القراح اي الذي لم يخلط بشيء ولم يجعل معه شيء اخر من عسل ولا تمر ولا زبيب ولا غيرها. قال وعليكم بالبقل البري وخبز الشعير واياكم وخبز البر. البر البر اعلى وارفع من الشعير وكان عيسى عليه السلام زاهدا يرغب في تركي فيرغب في ترك افضل الامور واكمل واعلى انواع الماء اكل قال اياكم وخبز البر فانكم لن تقوموا بشكره ومثل هذا يروى من اجل ان يستفيد الناس منه ولكنه لا يؤخذ منه حكم شرعي. وقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم اكل خبز الشعير واكل خبز البر قال مالك بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فوجد فيه ابا بكر الصديق وعمر ابن الخطاب فسألهما يعني لما قدمتما الى المسجد؟ وخرجتما من بيوتكما فقالا اخرجنا مما يدل على ان حصول شيء من النقص في امور الدنيا على العبد لا يعني نقصان درجته عند الله عز وجل. فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم وانا اخرجني الجوع فذهبوا الى ابي الهيثم ابن التيهان الانصاري فيه الذهاب الى الاخرين من اجل ان يضيفوهم فيه ذهاب الانسان الى غيره من اجل ان يضيفه ويجد عنده الطعام الذي يقوم بحاجته قال فامر لهم بشعير عنده فعمل اي خبز وصنع وقام فذبح فذبح لهم شاة اي وما من اجل ان يذبح شاة لهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نكب عن ذات الدر اي اعرظ واترك آآ الشاة التي لها لبن واذبح لنا شيئا ليس فيه لبن. قال فذبح لهم شاة وفيه تقديم الظيافة وذبح الشياه في ظيافة الاظياف. قال واستعذب لهم ماء اي بحث لهم عن ماء عذب ليشربوا فيه. فعلق في نخلة ثم اتوا بذلك الطعام. ثم اوتوا يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه قدم اليهم ذلك الطعام فاكلوا منه وشربوا من ذلك الماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتسألن عن نعيم هذا اليوم اي سيسألكم الله عز وجل يوم القيامة عن هذا النعيم الذي وصل اليكم وهذا الطعام الذي شبعتم منه. فيا ايها العبد انت ستسأل عن النعيم الذي وصلك. وستسأل عن الاطعمة التي تأكلها. وستسأل عن هذا اللباس الذي تلبسه وهذه المراكب التي تركبها وهذه المساكن التي تسكنها تسأل يوم القيامة من اين اكتسبتها وكيف استعملتها وانفقتها وحينئذ اعد لذلك السؤال جوابا. ثم روى عن يحيى بن سعيد ان عمر بن الخطاب كان يأكل خبزا بسمن فدعا رجلا من اهل البادية فجعل يأكل ويتبع باللقمة وذرى الصحفة. يعني ان الاناء الذي فيه الطعام في طوارفه وفي آآ اجزائه شيء من السمن. فكان ذلك الاعرابي يتتبع السمن الذي في ذلك الاناء. لانه كان جائعا فاراد ان يشبع نفسه. فقال عمر كانك مقفل اي شديد الجوع فقال والله ما اكلت سمنا ولا رأيت اكلا به سمن منذ كذا وكذا من الايام. فقال عمر رضي الله وعن لا اكل سمنا. يعني انني سأترك السمن لان الناس في مجاعة شديدة. حتى يحيا الناس من اول ما يحيى اي حتى يأتي الله عز وجل بالخيرات والامطار فيزول عنهم الجدب الذي هم فيه اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين اللهم ادر علينا وتفضل علينا بخيرك وفضلك واجعل ذلك عونا على طاعتك. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد على اله وصحبه اجمعين