الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وهذا هو الدرس المئة من شرح باب الصلاة من فتح المعين بشرح قرة العين للشيخ العلامة زين الدين الماليباري رحمه الله تعالى ورضي عنه وما زلنا في الفصل الذي عقده المصنف رحمه الله في صلاة الجمعة. وكنا وصلنا لكلامه رحمه الله تعالى عن خطبتي الجمعة عرفنا في الدرس السابق انه يشترط لصحة الجمعة وجود خطبتين قبل الصلاة فلا تصح صلاة الجمعة حتى يتقدمها خطبتان وذلك لفعل النبي صلى الله عليه وسلم كما روى ذلك عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يخطب يوم الجمعة خطبتين يجلس بينهما مع قول النبي صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني اصلي. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يصلي الجمعة الا بعد خطبتين هاتان الخطبتان لهما جملة من الشروط وجملة من الاركان ومن عادة العلماء انهم يبدأون اولا بالكلام عن الشروط ثم بعد ذلك يتكلمون عن الاركان باعتبار ان الشرط من شأنه ان يتقدم على المشروط فالعادة ان يبدأ العلماء بالكلام عن الشروط اولا ثم بعد ذلك عن الاركان. لكن المصنف رحمه الله تعالى ها هنا بدأ بالكلام عن اركان الخطبتين اولا. فلما فرغ من الكلام عن الاركان شرع بعد ذلك في الكلام عن الشروط وقبل ان اتكلم عن شروط واركان الخطبتين ينبغي علينا اولا ان نعلم ان الخطب المشروعة عشرة الخطب المشروعة عشر منها خطبة الجمعة وكذلك خطبة عيد الفطر وخطبة عيد الاضحى كذلك بالنسبة لخطبة الكسوف للشمس وايضا خطبة الخسوف للقمر وكذلك خطوة للاستسقاء وعندنا كذلك اربع خطب في الحج عندنا خطبة بمكة في اليوم السابع الذي يسمى بيوم الزينة يوم السابع من ذي الحجة الذي يسمى بيوم الزينة وعندنا كذلك خطبة بعرفة وخطبة بمنى في يوم النحر في اليوم العاشر من ذي الحجة وكذلك عندنا خطبة اخرى في منى في يوم النفر الاول. فهما اه الخطب فعدد الخطب المشروعة عشرة منها خطبة الجمعة وخطبة جمعة كما قلنا لابد لها من شروط ولابد لها كذلك من اركان. احنا هنخالف المصنف رحمه الله تعالى فيما ذهب اليه وفيما سطره ببنانه ونبدأ اولا بالكلام عن شروط الخطبتين ثم بعد ذلك نشرح في الكلام عن اركان الخطبتين هنبدأ اولا بالكلام عن شروط الخطبتين. يشترط لصحة خطبة الجمعة جملة من الشروط وقبل برضو ما نتكلم ونذكر بالكلام عن شروط الخطبتين نذكركم بما ذكرناه في درس امس احنا ذكرنا ان العلماء قالوا انما قصرت الجمعة لاجل الخطبة انما قصرت الجمعة لاجل الخطبة فلهذا يصليها المسلمون ركعتين فقط. ليه؟ لوجود خطبتين قبلهما فهاتان الخطبتان قام مقام الركعتين. طيب لماذا بنذكر بهذه المسألة؟ نذكر بهذه المسألة لاننا سنجد ان جملة من الشروط التي تشترط لصحة الخطبة هي شروط لصحة الصلاة هي شروط في الاساس لصحة الصلاة فالشرط الاول لصحة الخطبة في خطبة الجمعة اولا القيام فيشترط في خطبة الجمعة ان يقوم الامام واقفا في الخطبتين ان استطاع ذلك ولابد كذلك ان يفصل بين الخطبتين بجلوس الاصل في ذلك هو فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. جاء في حديث جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه وارضاه انه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما ثم يجلس ثم يقوم فيقرأ ايات ويذكر الله عز وجل فهذا جابر رضي الله عنه ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يخطب على هذا النحو. كان يخطب قائما ثم انه يجلس ثم يقوم مرة اخرى يبقى اذا لابد لصحة الخطبتين من قيام ولابد ان يتخلل هذا القيام جلوس وايضا جاء عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما ثم يقعد ثم يقوم كما تفعلون الان كما تفعلون الان فكان ابن عمر رضي الله عنه يقول الذي تفعلونه انتم الان الاصل فيه هو ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم. انه كان يخطب على هذا النحو وايضا من ناحية النظر قالوا الخطبة احدى فريضتي الجمعة الخطبة احدى فريضتي الجمعة. فالجمعة لابد لها من خطبتين ولابد لها كذلك من صلاة. فوجب فيها القيام والقعود كما هو الحال بالنسبة للصلاة. طيب يبقى اذا يشترط لصحة الجمعة يشترط لصحة خطبة الجمعة قيام. طيب نفترض ان هذا الامام كان عاجزا عن القيام هنرجع هنا الى امر الصلاة. لو انه كان عاجزا عن القيام في الصلاة ماذا يفعل ها لابد ان يصلي لكن يصلي قاعدا. طالما انه عجز عن القيام في الصلاة. كذلك هنا بالنسبة للخطبة لو انه عجز الامام عن القيام خطب قاعدا طيب نفترض ان هذا الامام وجدناه كذلك عاجزا عن القعود كيف يخطب يخطب مضجعا يخطب مضجعا كما هو الحال بالنسبة للصلاة تماما طيب لو انه خطب قائما سيفصل بين الخطبتين بجلوس كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما وبعدين يجلس ثم انه يقوم للخطبة الثانية. طب صاحبنا هذا صاحبنا هذا سيصلي او سيخطب سيخطب قاعدا او سيخطب مضجعا كيف يفصل بين الخطبتين ها ما رأيكم؟ هيفصل بين الخطبتين ازاي وهو يخطب قاعدا او يخطب مضاجعا هل نقول له افصل بين الخطبتين بقيام طيب هو اصلا عاجز عن القيام كيف نقول له افصل بين الخطبتين بقيام احسنت هذا هو يفصل بين الخطبتين بسكتة يفصل بين الخطبتين بسكتة ويصح الاقتداء به حتى وان حتى وان لم حتى وان لم يقل لا استطيع القيام فصليت بكم على هذا النحو لان الظاهر انه انما خطب قاعدا على هذا النحو لانه عاجز عن القيام يعني لانه يشترط ان نسأل الامام لماذا تخطب فينا وانت قاعد لا يشترط ذلك لان الاصل او لان الظاهر لان الظاهر انه انما خطب فينا على هذه الهيئة وهو قاعد او انه مضطجع لانه عاجز عما قبله لكن مع ذلك نقول الاولى لهذا الامام ان يستنيب الاولى لهذا الايمان يستنيب بمعنى ايه؟ يعني يجعل شخصا اخر يخطب مكانه طيب هذا هو الاولى وهذا هو الافضل. اذا لم يفعل ذلك فلا حرج. وخطبته صحيحة وصلاته صحيحة على النحو الذي بيناه. طيب لو وان هذا الامام خطب قاعدا وبعدين تبين للمصلين انه كان قادرا على القيام لكنه لم يقل لنا ذلك الرجل هذا يعني رجل جاهل للاسف الشديد كحال كثير من الخطباء فظن ان الامر سواء سواء صلى قائما وخطب بالناس قائما او خطب بالناس وهو قاعد. الامر في في في كل الاحوال سواء فصلى او خطب في الناس وهو قاعد مع قدرته على القيام ما حكمه؟ نقول حكمه حكم الامام الذي بان محدثا حكمه حكم الامام الذي بان محدثا واحنا عرفنا فيما مضى ان الامام اذا ظهر لنا انه محدث بعدما فرغ من الصلاة ما حكم صلاة المأمومين؟ نقول صلاة المأمومين صلاة صحيحة صلاة المأمومين صلاة صحيحة. لماذا؟ لان هذا الذي حصل من الامام يخفى على المأمومين هذا الحدث لا يمكن لاحد ان يراه. فاذا قام بهذا الامام ولم يعلم به المأمومون وصلوا على هذا النحو فصلاتهم صحيحة. كذلك هنا بالنسبة لقعود هذا الامام مع قدرته على القيام. الظاهر بالنسبة للمأموم انه ما قعد الا لعجزه عن القيام. ولهذا تمر الصلاة على الصحة. تمر الصلاة على الصحة. طيب هذا بالنسبة للشرط الاول لصحة الخطبتين القيام الشرط الساني لصحة الخطبتين هو انه لابد ان تتقدم على الصلاة لابد ان تتقدم على الصلاة. لا يصح ان يصلي بالناس اولا ثم يخطب فيهما لان بعض الجهال قد يظن ذلك يظن مثلا اذا ضاق الوقت وبعدين لم يتسع الوقت لخطبتين ركعتين وجد ان الوقت لا يتسع لخطبتين لخطبتين وركعتين فقد يظن بعض الجهال انه يقدم الصلاة اولا. فلو وجد مزيد من الوقت خطب في الناس نقول لا هذا لا يجوز ولا يصح لابد ان تتقدم الخطبتان على الصلاة. ما الاصل عندنا في ذلك الاصل عندنا في زلك هو فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. انما اشترطنا ذلك اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في الاحاديث الصحيحة وكذلك اجمع المسلمون على ذلك اجمع المسلمون على ذلك طيب هذه الخطبة التي قلنا لابد ان تتقدم على الصلاة. هل يشترط لها نية؟ ولا لو انه قام ووعظ في الناس؟ وتوفرت عندنا اركان الخطبتين كما نعرفها ان شاء الله ونتعرض لها بعد قليل. اتى باركان الخطبتين لكنه لم ينوي انهما خطبتان الجمعة. هل يشترط لهما؟ هل يشترط لهما النية؟ نقول لا لا يشترط لهما النية. بمعنى انه اذا قام وذكر الناس امر بالمعروف ونهى عن المنكر اتى بدعاء وقراءة واتى باركان الخطبتين صحت الخطبتان ولا نشترط النية في مثل ذلك. ليه؟ لانها متميزة في صورتها في خطبتان متميزتان في صورتهما ولهذا هو منصرف لله تبارك وتعالى حقيقة فلا نحتاج الى مثل هذه النية. يبقى اذا الشرط الثاني تقدم الخطبة على الصلاة الشرط التالت لصحة الخطبتين الطهارة بمعنى ايه؟ بمعنى انه يشترط ان يكون الخطيب طاهرا من الحدث الاصغر والاكبر وكذلك لابد ان يكون طاهرا عن الخبث والمقصود بالخبث يعني المقصود به هنا يعني النجاسة. نجاسة غير المعفو عنها في البدن والثوب والمكان لابد ان يكون طاهرا عن كل ذلك. طب نفترض ان الامام خطب في الناس وهو على غير طهارة نقول لا تصح الخطبة لانها شرط في الجمعة ولهذا سيعوض عن ذلك بصلاة ركعتين لانه سيصلي صلاته ظهرا نقول لا يصح لك ان تصلي بعد فساد هذه الخطبة لا يصح لك ان تصلي ركعتين فقط هي صلاة الجمعة. لا يصح لك ذلك. لابد ان تصليها زهرا فيشترط اذا في الخطبة الطهارة كما هو الحال بالنسبة سائر الشروط الاخرى طيب نفترض ان صاحبنا هذا كان يخطب في الناس وهو يدافع الاخبثين فاحدث حال الخطبة ما حكم هذه الخطبة بعد ان احدث الامام فيها نقول لو انه احدث في اثناء الخطبة ينزل من على المنبر يتطهر ويستأنف من جديد. كما هو الحال فيما لو احدث في اثناء الصلاة. لو انه احدث في اثناء الصلاة. ماذا يفعل؟ نقول يخرج من الصلاة يتطهر ثم يعود هل يبني ولا يستأنف؟ لا نقول الصحيح انه يرجع ويستأنف الصلاة من جديد يكبر للاحرام ويأتي ببقية الاركان على النحو الذي آآ تعلمناه جميعا. كذلك بالنسبة لخطبة الجمعة ينزل ويتطهر ويستأنف الخطبة يعني يبدأ الخطبة من جديد طيب هذا بالنسبة للامام هل يشترط ذلك كذلك للمأمومين؟ يعني لو ان شخصا جالس في المسجد يستمع الامام يستمع لخطبة الامام احدث هل نقول لابد ان تذهب وتتطهر من اجل ان تصح الخطبة منك نقول لا لا يشترط ذلك. هذا الشرط انما هو في من يخطب في الناس في الامام. اما بالنسبة لسامي الخطبة فلا تشترط له فلا تشترط له الطهارة طيب هذا بالنسبة للشرط الثالث اما الشرط الرابع لصحة الخطبتين وهو ستر العورة فيشترط في خطبة الجمعة ان يكون الخطيب ساترا للعورة. والاصل في ذلك ايضا هو الاتباع. اتباع للنبي صلى الله عليه وسلم فكما انه يشترط ستر العورة لصحة الصلاة كذلك يشترط ستر العورة لصحة الخطبة طيب ايضا هل هذا الشرط للامام ولا لسامع الخطبة؟ نقول هذا الشرط للامام ولا يشترط ذلك في سامع او في حق سامع اوبا الشرط الخامس لصحة الجمعة ولصحة الخطبة وهذا شرط مهم جدا وهو ان يكون باللغة العربية فيشترط ان تكون الخطبة باللغة العربية وهذا من باب الاتباع. ايضا اتباعا للسلف وهذا الذي عليه كذلك عمل الخلف باعتبار ان خطبة الجمعة باعتبار ان خطبة الجمعة ذكر واجب خطبة الجمعة زكر واجب زكر مفروض فيشترط فيه ان يكون باللغة العربية كما هو الحال بالنسبة للاذكار الواجبة في الصلاة. زي مسلا تكبيرة الاحرام فالاصل ان يأتي بالتكبيرة باللغة العربية طيب هل يترجمها الى لغة اخرى مع قدرته على النطق بها بالعربية نقول لا يجوز له ذلك. لابد ان يأتي بها على هذا النحو. كذلك هنا بالنسبة للخطبتين. لا لابد ان يكون باللغة العربية حتى وان لم يفهمها الا واحد منهم حتى وان لم يفهمها الا واحد منهم. طيب ان امكن على سامع الخطبة ان امكن لسامع الخطبة ان يتعلم العربية. نقول وجب على من تمكن من تعلم العربية ان يتعلمها. لكن هذا على سبيل فرض الكفاية فيكفي ان يتعلمها واحد منهم طيب نفترض انه لم يتعلم احد من السامعين من المأمومين لم يتعلم احد منهم العربية. فهنا نقول عصوا جميعا لان تعلم العربية في حق هؤلاء فرض على الكفاية وبالتالي لا جمعة لهم فيما اذا قصروا ولم يتعلموا العربية فماذا عليهم في هذه الحالة؟ لابد ان يصلوها ظهرا طيب نفترض ان هذا الامام قد خطب بالعربية ثم انه ترجم اركان الخطبة بعد ذلك للانجليزية او للفرنسية او الالمانية او نحو ذلك من هذه اللغات ما حكم هذه الصلاة؟ نقول هذه صلاة صحيحة هذه صلاة صحيحة. طيب لو انه عجز عن ان يخطب بالعربية. تذكرون لما اتكلمنا عن مسألة الاذكار الواجبة في الصلاة؟ طبعا من غير القرآن زي تكبيرة الاحرام وزي بقية الاذكار الواجبة من غير القرآن. قلنا لو انه عجز عن تكبيرة الاحرام بالعربية عجز عن ان يتعلمها وان ينطقها بالعربية فنقول حينئذ يأتي بهذه التكبيرة بلغته. طيب هنا لو انه عجز عنان يخطب بالعربية وما امكنه ان يتعلمها بحال هل له في هذه الحالة ان يخطب بلغته التي يعرفها؟ نقول له في حالة اذا لم يتمكن فهنا يصلي ويخطب في الناس باللغة التي يعرفها. طالما انه عاجز عن ان يأتي بها بالعربية فالشرط الخامس لصحة الخطبة ان تكون بالعربية الشرط السادس وهو الوقت وهذا ايضا اشرنا اليه فيما مضى لو تذكرون قلنا يشترط في خطبة الجمعة ان تكون في وقت الظهر بعد الزوال فلو انه خطب خطبة مثلا قبل الزوال وخطبة بعد الزوال او اوقع جزءا من الخطبتين قبل الزوال او بعد خروج الوقت نقول لم يصح له ذلك صلاته غير صحيحة صلاته غير صحيحة وجاء عن السائب ابن يزيد رضي الله عنه قال كان التأذين يوم الجمعة حين يجلس الامام على المنبر في في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وابي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما وجاء عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس وجاء كذلك انه كان يخطب بعد الزوال. النووي رحمه الله تعالى في اه المجموع يذكر ويقول ومعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج الى الجمعة متصلا بالزوال. وكذلك جميع الائمة في جميع الانصار طيب لو كان يجوز ايقاع الخطبة قبل الوقت لكان لكان فعله النبي صلى الله عليه وسلم لكان فعله النبي صلى الله عليه وسلم من باب التخفيف على المبكرين وايضا ايقاعا لها في اول الوقت. نعلم جميعا ان من جملة السنن وهذا سيأتي معنا برضه من جملة السنن التي تتعلق بالصلاة صلاة الجمعة انه يستحب لها التبكير يستحب لها التبكير. فلو كان جائزا ان يخطب النبي صلى الله عليه وسلم قبل الوقت لخطب النبي صلى الله عليه وسلم تخفيفا على هؤلاء المبكرين ونعلم جميعا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على التيسير ويحرص على التخفيف ما استطاع الى ذلك سبيل طالما انه خارج عن الاثم وعن التحريم لكنه لم يفعل ذلك صلى الله عليه وسلم. فعلمنا بذلك انه لا يجوز ان يوقع الخطيب او الامام الخطبة قبل الوقت الشرط السابع الذي يشترط لصحة الخطبة وهو العدد وهذا ايضا تعرضنا له فيما مضى فيشترط لصحة خطبة الجمعة ان يحضرها اربعون رجلا. من اهل الجمعة هذا امر مهم جدا. امر اخر ايضا في غاية الاهمية وهو انه يشترط ان يسمع الاربعون خطبة الجمعة يشترط ان يسمع الاربعون خطبة الجمعة لذلك يرفع الامام يرفع الامام صوته باركانها بحيث يسمعها عدد ممن تنعقد بهم الجمعة طب لماذا قلنا لابد ان يسمع هؤلاء وهذا شرط من اجل ان تصح هذه الخطبة. لان المقصود من الخطبة هو الوعظ المقصود من الخطبة هو الوعظ. وهذا لا يحصل الا بالاستماع والسماع. حتى وان لم يكن فاهمون كون لما يقوله هذا الامام زي مسلا عوام الناس زي عوام الناس احيانا ممكن يكون آآ كلام الخطيب ثقيل بالنسبة الى فهم هذا العامي نقول حتى وان كان كذلك فتصح الخطبة طالما ان هذا العامي وغيره من اهل من اهل الجمعة لكن المقصود طبعا بالعامي هنا اللي هو ليس العامي في الفاتحة لان سبق وبينا ايضا انه من العلماء من اشترط ان يكون الحاضرون ممن تصح منه من ايش؟ الجمعة مما تصح منهم الصلاة وممن يحسنون الفاتحة طالما انه من جملة الاربعين وبعض العلماء من تساهل في هذا في هذا الامر. فعلى ذلك نقول يرفع الخطيب صوته بالاركان علشان يسمع عددا تنعقد بهم الجمعة. ولا يكفي الاسرار ويستدل للعدد بقوله تبارك وتعالى اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله. والذكر الذي يفعل بعد النداء هو الخطبة. يبقى المفترض وهو رايح علشان يسمع الايش؟ يسمع هذا الذكر ويسمع هذه الخطبة. ولهذا اخذوا من هذه الاية ان الخطيب يرفع صوته علشان يسمع الحاضرين من اهل الجمعة. الشرط الثامن لصحة الخطبة وهو الموالاة فيشترط لصحة خطبة الجمعة الموالاة بان تكون متتابعة من غير وقوع فاصل طويل بين اركانها وكذلك ايضا لا يجوز ان يوقع فاصلا طويلا بين الخطبتين. ولا يوقع فاصلا طويلا بين الخطبة والصلاة والاصل في ذلك كله هو الاتباع. يبقى اذا سيأتي بالخطبتين ولابد ان يوالي بين اركان الخطبتين. ده احنا هنتكلم عنهم ان شاء الله بعد قليل وكذلك لو فرغ من الخطبة الاولى لابد ان يوالي بينها وبين الخطبة الثانية. يعني لا يوقع بين الخطبتين فاصلا طويلا. واذا فرغ من الخطبتين تماما لابد ان والي بين الخطبتين وبين الصلاة التي تليها. يعني لا يوقع بينهما فاصلا طويلا طيب الاصل في ذلك هو الاتباع كما قلنا هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم. وايضا سنجد ان الموالاة لها اثر ظاهر في استمالة القلوب وايضا الخطبة والصلاة تشبهان صلاة الجمع بين الصلاتين في التقديم. واحنا عرفنا ان جمع التقديم يجب فيهما الموالاة طب لو كان الفاصل قاصرا هذا لا مانع منه لو انه سيفصل بين الاركان او بين الخطبتين او بين الخطبتين والصلاة بفاصل قصير فهذا لا مانع منه. والاصل عندنا في ذلك هو الضابط هو العرف طيب لو انه لم يراعي هذا الشرط لم يراعي الموالاة ما حكم الخطبة نقول الخطبة لا تصح فلهذا نقول لابد ان يستأنفا طالما انه وجد الوقت متسعا لابد ان يستأنفها ويأتي بها على النحو الذي ذكرناه والا لو ان الوقت لم يتسع ففي هذه الحالة سيصلي ظهرا. سيصلي بالحاضرين ظهرا ولا يشترط لصحة الجمعة حضور الامام او السلطان. ولا يشترى كذلك الاذن منهما في ذلك لكن يستحب الا تقام الجمعة الا باذن السلطان او نائب السلطان خروجا من خلاف ابي حنيفة رحمه الله تعالى ورضي عنه هذا الذي ذكرناه هو شروط صحة الخطبتين يتبقى عندنا الان الكلام عن الاركان واركان الخطبة الكلام يعني عنها يطول. ولهذا سنرجئ الكلام عن الخطبتين او اركان الخطبتين في الدرس القادم. ونتوقف ها هنا نكتفي بذلك ونكمل باذن الله تبارك وتعالى في آآ المجلس القادم وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه. وعتادا الى يمن القدوم عليه انه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل هذا وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين