اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وهذا هو المجلس الواحد بعد المئة من شرح باب الصلاة من فتح المعين بشرح قرة العين لشيخ العلامة زين الدين الماليباري رحمه الله تعالى وراضي عنه وكنا وصلنا في هذا الكتاب المبارك للكلام عن احكام صلاة الجمعة وآآ الشروط والاركان التي يجب ان تتوفر لصحة الخطبتين في الدرس الماضي كنا تكلمنا فيه عن شروط تكلمنا فيه عن شروط صحة الخطبتين وقلنا ان المصنف رحمه الله تعالى وعفا عنه رحم الله محمدا فهذا لا يكفيه لو انه قال رحم الله محمدا فهذا لا يكفي واستدل اصحابنا على ذلك بان كل عبادة افتقرت الى ذكر رب العالمين سبحانه وتعالى. فانها تفتقر كذلك الى ذكر رسول الله قد بدأ بالكلام عن الاركان وذكرنا ان عادة العلماء جرت على تقديم الشروط اولا باعتبار ان الشرط من شأنه ان يتقدم على المشروط فبدأنا اولا بالكلام عن الشروط عن شروط صحة الخطبتين. وعرفنا انها ان جملة هذه الشروط اولا القيام الشرط الثاني تقديم الخطبة على الصلاة الشرط الثالث الطهارة الشرط الرابع ستر العورة الشرط الخامس اللغة بمعنى انه يشترط ان تكون باللغة العربية الشرط السادس وهو الوقت الشرط السابع وهو العدد الشرط الثامن والاخير وهو الموالاة هذه الشروط هي شروط صحة الخطبتين لو اختل شرط من هذه الشروط قلنا لا تصح الخطبتان ولا تصح الجمعة لو توفرت كل هذه الشروط حينئذ نقول بصحة الخطبتين وصحة الصلاة نشرع بعد ذلك في الكلام عن اركان خطبة الجمعة والتي بدأ بها المصنف رحمه الله تعالى ها هنا فقال رحمه الله تعالى قال يشترط وقوع صلاة الجمعة بعد خطبتين مع اتيان اركانهما الاتية. قال وهي خمسة احدها حمد الله تعالى ثانيها صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بلفظهما اي حمد الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم كالحمد لله او احمد الله فلا يكفي الشكر لله او الثناء لله ولا الحمد للرحمن او للرحيم اللهم صل او صلى الله او اصلي على محمد او احمد او الرسول او النبي او الحاشد او نحوه فلا يكفي اللهم سلم على محمد او يرحم محمدا ولا صلى الله عليه بالضمير طيب خطبة جمعة لها جملة من الفروض والاركان متى توفرت هذه الاركان؟ وهذه الفروض قلنا حينئذ بجزاء هذه الخطبة فعندنا خمسة فروض اول هذه الفروض واول هذه الاركان كما يذكر الشيخ رحمه الله هو حمد الله تبارك وتعالى. هذه اركان خطبة الجمعة يعني لابد ان تتوفر لخطبة الجمعة او في خطبة الجمعة واذا لم يتوفر ركن من هذه الاركان قلنا حينئذ هذه ليست بخطبة للجمعة اول هذه الاركان حمد الله تبارك وتعالى بمعنى ان الخطيب ان الامام يتعين عليه ان يحمد الله عز وجل ويتعين عليه ان يأتي بلفظ الحمد لا يقوم معناه مقامه. زي مسلا الشكر او المدح او الثناء لله تبارك وتعالى. او يقول مثلا الحمد للرحمن او يقول الحمد للرحيم او يقول الحمد للرب اما لو قال احمد الله او نحمد الله او لله الحمد فان هذا فان هذا يكفيه فلابد ان يأتي بلفظ الحمد على هذا النحو ان يحمد الله تبارك وتعالى فلا يكفي الشكر لله ولا الثناء لله ولا الحمد للرحمن ولا للرحيم والاصل في ذلك هو الاتباع جاء في حديث جابر رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوم الجمعة قال فحمد الله واثنى عليه قال ثم يقول على اثر ذلك وقد علا صوته واشتد غضبه واحمرت وجنتاه كانه منذر جيش ثم يقول بعثت انا والساعة كهاتين واشار باصبعيه الوسطى والتي تلي الابهام ثم يقول ان افضل الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة. ومن ترك مالا فلاهله ومن ترك دينا او ضياعا فاليه فهنا جابر رضي الله تعالى عنه يبين ويوضح ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اذا خطب يوم الجمعة حمد الله تبارك وتعالى فلذلك قلنا هذا هو الركن الاول لابد ان يأتي بحمد الله تبارك وتعالى الركن الثاني وهو الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم تصح باي صيغة من الصلوات بشرط وهو ان يذكر اسمه الصريح زي مسلا النبي او الرسول او محمد لكن لا يكفي ان يذكر الضمير لا يكفي ان يذكر الضمير بدلا من الاسم الصريح وهذا بالقياس على التشهد وهذا بالقياس على التشهد فيقول مثلا اللهم صل على محمد وعلى ال محمد او يجزئ له ان يقول اصلي على محمد او اصلي على رسول الله او اصلي على النبي صلى الله عليه وسلم او نصلي على محمد او نصلي على الرسول الى اخر ذلك لكن لابد ان يأتي باسمه الصريح زي النبي او الرسول او محمد صلى الله عليه وسلم. ولابد كذلك من صيغة من صيغ الصلوات. اللهم صلي او اصلي او نصلي. لكن لو انه قال صلى الله عليه وسلم كما هو الحال في الاذان والصلاة ولهذا قال الله عز وجل ورفعنا لك ذكرك. قال ابن عباس يعني لا اذكر الا وتذكر معي فقالوا اذا لابد ان يأتي بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة الركن الثالث من اركان الخطبة وهو الوصية بالتقوى الركن الثالث وهو الوصية بالتقوى. فيجب في خطبة الجمعة ان يوصي بتقوى الله تبارك وتعالى طيب الان هل يتعين عليه لفظ معين الجواب لا يتعين عليه ذلك على الصحيح ليه؟ لان الغرض هو الوعظ الغرض هو حمل الناس على طاعة الله تبارك وتعالى ولهذا يكفيه ما يدل على ذلك فاذا اتى في هذه الوصية بما يحمل على الطاعة ويمنع من المعصية فهذا يكفيه وايضا الاصل في ذلك هو الاتباع لما جاء في حديث جابر الذي ذكرناه انفا وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوم الجمعة فحمد الله واثنى عليه ثم اخذ يعظ الناس ان افضل الحديث كتاب الله خير الهدي هدي محمد شر الامور محدثاتها الى اخره الاصل في ذلك هو الاتباع ولان القصد من الخطبة هو الموعظة فلا يجوز للامام ان يخل بهذه بهذه آآ الوصية اللي هي الوصية بالتقوى طيب الان عرفنا اركانا ثلاثة من اركان الخطبة وحمد الله تبارك وتعالى الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. والركن الثالث وهو الوصية بالتقوى هذه الاركان الثلاثة واجبة في كل واحدة من الخطبتين فلا تصح كل خطبة الا بان يأتي بهذه الاركان الثلاثة وذلك اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم واتباعا لما كان عليه السلف في ذلك ايضا قالوا لان كل خطبة منفصلة منفصلة عن الاخرى ولا يشترط ترتيب هذه الاركان في الاصح ليه؟ لانه لو اتى بهذه الاركان مرتبة او اتى بهذه الاركان غير مرتبة في كل الاحوال حصل المقصود الذي هو الوعظ وايضا لا يوجد نص لا يوجد نص في اشتراط الترتيب بين هذه الاركان الثلاثة. لكن هذا افضل ترتيب هذا افضل. ان هو يحمد الله سبحانه وتعالى ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ويوصي بالتقوى بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هذا الترتيب سنة ومستحب لكنه ليس بشرط. فاذا هذه الاركان الثلاثة يتعين على الامام ان ياتي بها في الخطبتين وهذا الاصل فيه الاتباع الركن الرابع من اركان الخطبة وهو قراءة اية فيجب ان يقرأ اية من القرآن في احدى الخطبتين سواء في الخطبة الاولى او في الخطبة الثانية. لا يتعين عليه ان يأتي لا يتعين عليه ان يأتي باية في كلتا الخطبتين الذي يتعانى عليه ان يأتي باية في احدى الخطبتين واقل زلك ان ياتي باية مفهمة. يعني ايه اية مفهمة يعني يأتي باية واضحة واضحة المعنى يأتي باية واضحة المعنى سواء كانت وعدا او كانت آآ وعيدا او كانت فيها حكم من الاحكام او كان فيها قصة من من القصص او غير ذلك فالذي يتعين عليه ان يأتي باية مفهمة. طيب ايهما افضل؟ يأتي بهذه الاية في الخطبة الاولى ولا يأتي بها في الخطبة الثانية الافضل والمستحب ان يجعل هذه الاية في الخطبة الاولى لماذا حتى تكون في مقابلة الدعاء الذي يكون في الخطبة الثانية فيكون اتى هذا الامام بالاية المفهمة في الركعة في الخطبة الاولى في الخطبة الاولى. ويكون اتى بالدعاء في الخطبة الثانية دل على ذلك ما رواه يعلى ابن امية رضي الله تعالى عنه انه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر ونادوا يا مالك وجاء ايضا في حديث جابر بن سمرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما ثم يجلس ثم يقوم فيقرأ ايات ويذكر الله عز وجل وغير ذلك من الاحاديث التي دلت على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الخطبة. ولهذا تعين على الامام ان ياتي باية مفهمة في احدى خطبتيه ويستحب ان يقرأ في الخطبة سورة قاف يقرأ هذه السورة بكمالها لان هذا ثابت من فعله صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مسلم وغيره ولو تأملنا هذه السورة المباركة سنجد انها اشتملت على مواعظ اشتملت على جملة من القواعد اشتملت على اثبات البعث اشتملت كذلك على دلائل البعث واشتملت على الترهيب وغير ذلك من هذه الامور فيستحب ان يأتي في الخطبة بسورة بسورة قاف بكمالها حتى وان لم يرضى الحاضرون بذلك حتى وان لم يرضى الحاضرون بذلك طيب لو ان الامام قرأ اية فيها سجدة لو ان الامام قرأ اية فيها سجدة. هل يسجد ولا لا يسجد؟ نقول نعم يسجد ينزل من على منبره ويسجد اذا لم يتمكن من السجود على المنبر ويبني على ما سبق ذكره في الخطبة فلو امكنه ان هو يسجد على المنبر يسجد والا والا له ان ينزل ويسجد على النحو الذي بيناه. الا لو كان المنبر عاليا وكان الخطيب بطيء الحركة وكان هذا النزول من على هذا المنبر العالي يؤدي الى اطالة الفصل بين اركان الخطبة فهنا يترك السجود ولا ينزل. لاننا ذكرنا ان من شروط صحة الخطبة الموالاة فلو فعل الامام لهذه السنة سيؤدي الى الاخلال بهذا الشرط نقول اترك هذه السنة سنة السجود واكمل خطبتك ولا تسجد وايضا من هذه المسائل والفروع التي اتنبني على ما ذكرناه انه لو قرأ اية فيها موعظة وقصد ايقاع هذه الاية عن الوصية بالتقوى وعن القراءة فهنا نقول لم تحسب عن الجهتين بل تحسب قراءة فقط لان انا الان ذكرنا انه لابد ان يوصي بالتقوى ولابد كذلك ان يأتي بايات مفهمة طب هو الان قرأ اية وهذه الاية فيها موعظة فيها وصية بالتقوى وقصد بذلك انه ياتي بهذه الاية من اجل ايقاع الركنين معا اللي هو الوصية بالتقوى وكذلك الاتيان باية نقول لا تحسب ولا تجزئ عن الجهتين بل تحسب عن القراءة فقط فيتبقى عليه فيتبقى انه لابد ان يأتي بالوصية بالتقوى ولو انه اراد ان يأتي بالسنة فالسنة انه يخفف في قراءة هذه الاية كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ويقول يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا فهنا هذه الاية اشتملت على الامرين اشتملت على الوصية بالتقوى واشتملت كذلك على الموعظة وكذلك الاية المفهمة الركن الخامس والاخير من اركان الخطبة وهو الدعاء للمؤمنين فيجب الدعاء للمؤمنين في الخطبة الثانية في الخطبة الثانية. لماذا؟ لان الدعاء يليق بالخواتيم كما هو الحال مثلا في الصلاة اذا اوشك المصلي على الخروج من الصلاة قبل السلام يسن له ان يدعو بدعوات اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال اللهم اني ظلمت لنفسي ظلما كبيرا او كثيرا الى اخر هذه الادعية التي وردت عن النبي صلى الله قال وسلم في هذا الموضع فدائما ما نجد ان الدعاء يليق بالخواتيم. كذلك هنا بالنسبة للخطبة. يجب الدعاء للمؤمنين في الخطبة الثانية ذلك لان الدعاء يليق بالخواتيم ولو انه خص الدعاء بالحاضرين فقط كفى ذلك. لكن يستحب الدعاء لعامة المسلمين هذا افضل. ويستحب كذلك الدعاء لائمة المسلمين يستحب الدعاء لولاة امور المسلمين بالصلاح والاعانة على الحق والدعاء لهم بالقيام بالعدل وتطبيق الشرع. والنصر على الاعداء ونحو ذلك. ونلاحظ هنا اننا نقول او ان الفقهاء يقولون يستحب الدعاء لهؤلاء وليس مدح هؤلاء والثناء عليهم على المنبر لان البعض ايضا يخلط بين الامرين فيأتي بنصوص اهل العلم ويقول هذه دلالة على جواز الثناء والمدح ونحو ذلك. لا كل ما ورد عن اهل العلم في ذلك انهم استحبوا الدعاء لولاة الامور بماذا؟ بالقيام بالعدل لان في صلاح هؤلاء صلاح للامة وفي فساد هؤلاء فساد للامة فندعوا لهؤلاء بالعدل بالقيام بالعدل بتطبيق الشرع بصلاح الاحوال بالاعانة على الحق بالنصر على الاعداء كل هذا فيه يعني في فيه صلاح لعامة الامة كما لا يخفى فهذه الاركان الخمسة هي اركان الخطبة. لابد ان يأتي بها الامام من اجل ان تنعقد خطبته اذا اخل بركن من هذه الاركان لم تنعقد خطبته بحال من الاحوال كما نقول مثلا في اركان الصلاة احنا بنقول مسلا الركوع من اركان الصلاة السجود من اركان الصلاة الجلوس بين السجدتين لابد ان يأتي بهذه الاركان لتنعقد صلاته لو انه اخل بركن من هذه الاركان لم تنعقد صلاته اصلا. كذلك هنا بالنسبة لخطبة الجمعة. وايضا برضو نلفت النظر الى مسألة مهمة احنا بنقول هذه هي الاركان متى اتى بها انعقدت خطبته طيب ما الذي يفيدنا في ذلك؟ يفيدنا في ذلك ان احيانا الانسان مثلا او الواحد منا قد يعني يصعد على المنبر دون ان يهيئ شيئا في ذهني احيانا خطيب الراتب او الامام الراتب يحصل له اي ظرف من الظروف فلا يأتي للصلاة فماذا نفعل الان؟ آآ يخرج واحد من المأمومين من اجل ان يخطب في الناس طيب كتير من الناس بتتحرج من هذا الامر. كثير من الناس يتحرجون من هذا الامر ماذا اقول؟ ماذا افعل؟ انا مش محضر شيء من اجل ان اقوله ويعني اه اعظ به الناس نقول يكفيك ان تأتي بهذه الاركان. ان تحمد الله تعالى ان تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ان توصي بالتقوى كل هذه في الخطبة الاولى وفي الثانية وان تقرأ اية وتدعو للمؤمنين في الخطبة الثانية. لو ان شخصا اتى بهذه الاركان ونزل من على المنبر وصلى بالناس اجزأته صلاته وصحت جمعته فالامر في غاية السهولة فالامر في غاية السهولة. ايات لا يتطلب منك الامر ان تأتي بخطبة وفيها من الفصاحة والبلاغة وكذا وكذا الامر ايسر من ذلك فلو انه حتى اتى بخطبة الحاجة التي كان يأتي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يدي حاجته لكفاه ذلك فانها اشتملت على جميع هذه الاركان ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله الى اخر ذلك ويصلي على النبي عليه الصلاة والسلام. فهذا يكفيه ان شاء الله تبارك وتعالى فهذه بالنسبة للكلام عن اركان الخطبتين. قال الشيخ رحمه الله وهي خمسة قال احدها حمد الله تعالى وثانيها صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بلفظهما اي حمد الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم كالحمد لله او احمد الله فلا يكفي الشكر لله او الثناء لله ولا الحمد للرحمن او للرحيم قال اللهم صلي او صلى الله او اصلي على محمد او احمد او الرسول او النبي او الحاشر او نحوه قال فلا يكفي اللهم سلم على محمد او ارحم محمدا ولا صلى الله عليه بالضمير. لابد ان يصرح باسمه عليه الصلاة والسلام. قال وان تقدم له ذكر يرجع اليه الضمير كما صرح به جمع محققون. قال وقال الكمال الدميري وكثيرا ما يسهو الخطباء في ذلك فلا تغتر بما تجده مستورا في بعض الخطب على خلاف ما عليه محققوا المتأخرين قال وثالثها وصية بتقوى الله. ولا يتعين لفظها ولا تطويلها بل يكفي نحو اطيعوا الله مما فيه حث على طاعة الله تبارك وتعالى او فيه زجر عن معصيته لانها المقصود من الخطبة فلا يكفي مجرد التحذير من غرور الدنيا وذكر الموت وما فيه من الفظاعة والالم. قال ابن الرفعة يكفي فيها ما اشتمل على الامر بالاستعداد للموت ويشترط ان يأتي بكل من الاركان الثلاثة فيهما اي في كل واحدة من الخطبتين ويندب ان يرتب الخطيب الاركان الثلاثة وما بعدها بان يأتي اولا بالحمد فالصلاة فالوصية فبالقراءة فبالدعاء. فاذا هذا الترتيب مستحب وليس وليس بشرط قال ورابعها قراءة اية مفهمة في احداهما وفي الاولى اولى يعني الاولى ان يأتي بالاية المفهمة في الخطبة الاولى تسن بعد فراغها قراءة قاف او بعضها في كل جمعة. وذلك للاتباع عن بنت الحارث ابن النعمان انها قالت ما حفظت قاف الا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب بها كل جمعة قال وخامسها دعاء اخروي للمؤمنين ان لم يتعرض للمؤمنات خلافا للازرعية ولو بقوله رحمكم الله وكذا بنحوي اللهم اجرنا من النار ان قصد تخصيص الحاضرين في خطبة ثانية لاتباع السلف والخلف. قال والدعاء للسلطان بخصوصه لا يسن اتفاقا وهذه المسألة التي نبهنا عليها. قال والدعاء للسلطان بخصوصه لا يسن اتفاقا الا مع خشية فتنة فيجب ومع عدمها لا بأس بها حيث لا مجازفة في وصفه. يعني من غير مبالغة من غير خروج عن الحد فهذا لا بأس به في هذه الحالة ولا يجوز وصفه بصفة كاذبة الا لضرورة قال ويسن الدعاء لولاية الصحابة قطعا لو كان الولاة هؤلاء من الصحابة فالسنة الدعاء لهؤلاء يبقى هنا الفرق بين الولاة من الصحابة والولاة من دون الصحابة. الولاة من الصحابة الولاية من الصحابة يسن لهم الدعاء قطعا على المنابر رضي الله تعالى عنهم وارضاهم لانهم كلهم عدول واما الدعاء لغيرهم من الولاية ففيه هذا التفصيل لا يسن الا مع خشية الفتنة فيجب ومع عدم الفتنة لا بأس بذلك حيث لا مجازفة قال وكذا لولاة المسلمين وجيوشهم بالصلاح والنصر والقيام بالعدل قال وذكر المناقب لا يقطع الولاء ما لم يعد به معرضا عن الخطبة قال وفي التوسط يشترط الا يطيله اطالة تقطع الموالاة كما يفعله كثير من الخطباء الجهال. قال شيخنا ولو شك في ترك فرض من الخطبة بعد فراغه لم يؤثر كما لا يؤثر الشك في ترك فرض بعد الصلاة او الوضوء. وهذا واضح قال وشرط فيهما اسماع اربعين اي تسعة وثلاثين سواه ممن تنعقد بهم الجمعة الاركان لا جميع الخطبة وهذا آآ تعرضنا له في اثناء الكلام عن شروطه الخطبتين قلنا لابد ان يسمع اركان الخطبتين لاربعين لابد من ذلك قال شيخنا لا تجب الجمعة على اربعين بعضهم اصم ولا تصح مع وجود لغط يمنع سماع ركن الخطبة على المعتمد فيهما وان خالف فيه جمع كثيرون فلم يشترطوا الا الحضور فقط وعليه يدل كلام الشيخين في بعض المواضع. ولا يشترط كونهم بمحل الصلاة ولا فهمهم لما يسمعونه. يكفي فقط ان يسمعوا لكن لا يشترط ان يفهموا ما يقال ثم قال بعد ذلك فصل في شروط الخطبة وذكر شروطا منها ان تكون بالعربية وان يقوم ايضا فيهما ولابد ان يكون على طهارة ولابد ان يستر العورة ولابد ان يجلس بينهما ولابد كذلك من الموالاة ثم قال بعد ذلك فصل في سنن لمريدي الجمعة ذكر الشيخ رحمه الله جملة من السنن نذكر بعضا منها باعتبار ان اليوم هو يوم الجمعة ومن الافضل ان نذكر انفسنا واياكم بشيء من هذه السنن. فذكر الشيخ رحمه الله تعالى ان من هذه السنن الاغتسال سنذكر هذه السنن سريعا لو اتينا على جميع هذه السنن سيطول بنا الامر فنذكر هذه السنن فقط رؤوس المسائل وبعدين نعلق عليها بما تيسر في الدرس القادم ان شاء الله تعالى اول هذه السنن قال الاغتسال فيستحب له ان يغتسل بعد طلوع الفجر. والافضل ان يجعل الاغتسال قرب حضوره للصلاة والسنة الثانية هو البكور. فيستحب لغير الخطيب ان يبكر الى المصلى من طلوع الفجر وآآ المراد بذلك ان هو يبكر المأموم فهذه سنة خاصة بالمأموم وليس بالامام. فالامام لا يبكر وانما هذا خاص بالمأموم فيسن الذهاب الى المصلى مبكرا ويمشي في طريق طويل يمشي بسكينة ويرجع من طريق اخر قصير وكذا في كل عبادة ومن هذه السنن كذلك انه يستحب ان يتزين باحسن الثياب وافضل الثياب هو الابيض وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم البسوا من ثيابكم البياض فانها خير ثيابكم وكذلك من هذه السنن التعمم وآآ ذكروا في ذلك خبرا لكنه لم يصح وهو ان الله وملائكته يصلون على اصحاب العمائم يوم الجمعة وذكروا ان هذا يسن لسائر الصلوات وكذلك من هذه السنن التطيب يسن ان يتطيب هذه الصلاة لكن محل ذلك اذا لم يكن صائما فمن السنة ان يتطيب اذا ذهب للصلاة من هذه السنن كذلك يسن له الانصات لخطبة الجمعة. والمقصود بالانصات يعني السكوت مع اصغاء لما يقوله الامام يسن ذلك حتى وان لم يسمع الخطبة فلا يتكلم بل يسكت وينشغل بهذه العبادة فاذا لم يكن يسمع الامام فيسن له ان يشتغل بالتلاوة لكن سرا ولا يجهر بذلك وكذلك من هذه السنن قراءة الكهف سورة الكهف في يوم الجمعة وكذلك في ليلتها ويكثر من هذه القراءة وكذلك من هذه السنن الاكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة وكذلك في ليلة الجمعة وايضا من هذه السنن الدعاء في هذا اليوم رجاء يصادف ساعة الاجابة وارجى هذه الساعات هو من جلوس الخطيب الى اخر الصلاة وهذه الساعة هي لحظة لطيفة لو وافق الداعي هذه الساعة فان الله تبارك وتعالى يستجيب دعاءه. فاذا بنقول يسن ان يقرأ سورة الكهف ويسن ان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويسن كذلك ان يكثر من الدعاء رجاء يصادف ساعة الاجابة. طيب اذا قرأ سورة الكهف هل يجهر بالقراءة ولا لا يجهر السنة انه يترك الجهر طالما انه يحصل به تأزي لمصلي او لنائب ولهذا قال الشيخ ابن حجر رحمه الله قال ينبغي حرمة الجهر بالقراءة في المسجد وحمل كلام النووي بالكراهة على ما اذا خف التأزي وعلى كون القراءة في غير المسجد ولهذا ما يحصل من بعض المصلين او من بعض الناس من الجهر بالقراءة في المساجد بسورة الكهف هذا قال عنه الشيخ ابن حجر رحمه الله ينبغي ان يكون هذا محرما وان كان النووي رحمه الله تعالى صرح بالكراهة لكن حملوا الكراهة هنا على ما اذا خف التأذي او ان تكون القراءة في غير في غير المسجد فهذه من جملة السنن وكذلك من هذه السنن انه يستحب له ان يفعل الخير في هذا اليوم المبارك من صدقة ونحو ويكثر من ذكر الله تبارك وتعالى طيب هذه يعني بعض السنن اردنا ان نذكر بها لاننا لو علقنا على كلام المصنف ربما سيطول بنا المجلس فنرجي ان شاء الله اه تفصيل ذلك في المجلس القادم ونتوقف هنا ونكتفي بذلك وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه. وعتادا الى يمن القدوم عليه انه بكل جميل كفيل. وهو حسبنا ونعم الوكيل ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا واياكم لما يحب ويرضى. وان يأخذ بناصيتنا الى البر والتقوى. ونسأل الله عز وجل ان يثبتنا على هذا الخير وان يديم علينا هذا الفضل انه ولي ذلك ومولاه جزاكم الله جميعا خير جزاء. واسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفع بكم جميعا ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال