الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وهذا هو المجلس الرابع عشر بعد المئة من شرح باب الصلاة من فتح المعين بشرح قرة العين للشيخ العلامة زين الدين الملباري رحمه الله تعالى ورضي عنه نفعنا بعلومه في الدارين وكنا في الدروس الماضية كنا ختمنا الكلام عن صلاة الجمعة وعما يتعلق بها من اداب اب وتكلمنا كذلك عما ختم به المصنف هذا الفصل. وهو ما يتعلق بكيفية صلاة المسافر فرغ من ذلك رحمه الله ثم انه شرع في فصل جديد وهو فصل في الصلاة على الميت وهذا الفصل معقود لبيان ما يتعلق بتجهيز الميت فقول المصنف هنا فصل في الصلاة على الميت يعني وغير ذلك مما ذكرناه عادة العلماء انهم آآ يذكرون قبل الكلام عن تجهيز الميت آآ بعض المقدمات من استحباب ذكر الموت لكل احد وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم حث على ذلك فقال عليه الصلاة والسلام اكثروا من ذكر هاظم اللذات وذكر الغزالي رحمه الله تعالى في الاحياء ان هذا الحديث يستحب الاكثار منه لكل احد لان الانسان اذا اكثر من ذكر هذا الحديث فانه آآ سيزجره عن معصية الله سبحانه وتعالى ويكون ادعى الى طاعته سبحانه تبارك وتعالى ولهذا قالوا يتأكد على كل مكلف ان يكثر من ذكر الموت وعلل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بما زاده النسائي في سننه قال فانه ما ذكر في كثير الا قلله ولا قليل الا كثره يعني ما ذكر الموت في كثير من الدنيا واقبال على الدنيا مع قليل من العمل الا وجعل الانسان مكثرا ومقبلا على طاعة الله سبحانه وتعالى متقللا من هذه الدنيا وكذلك العكس ولهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاكثار من ذكر الموت وجاء في اه سنن الترمذي انه عليه الصلاة والسلام قال لاصحابه استحيوا من الله حق الحياء. قالوا انا استحي يا نبي الله والحمد لله فقال النبي عليه الصلاة والسلام ليس كذلك ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبلى ومن اراد الاخرة ترك زينة الحياة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء فقوله عليه الصلاة والسلام فليحفظ الرأس وما وعى يعني فليحفظ الرأس وما اشتمل عليه. طيب وما الذي اشتمل عليه الرأس اشتملت الرأس على السمع وعلى البصر وعلى اللسان فليحفظ كل ذلك لان كل تلك الجوارح ستشهد على الانسان يوم القيامة يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يكسبون. فيشهد كل ذلك على بني ادم يوم القيامة اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم فيشهد كل ذلك على الانسان ولهذا قال عليه الصلاة والسلام فليحفظ هذه الرأس وليحفظ ما اشتملت عليه من الجوارح لان كل هذا سيسأل عنه يوم القيامة وما اقترفه بهذه الجوارح. قال وليحفظ البطن وما حوى والبطن قد حوت على القلب وحوت كذلك على الفرج فيحفظ متنه ويصون هذه البطن عن الحرام من المطعم. وكذلك المشرب فيستحب الاكثار من ذكر الموت فان الانسان اذا اكثر من ذلك فانه سيستحي من الله سبحانه وتعالى حق الحياء وهذا مستحب لكل احد سواء كان ذكرا او انثى شابا او كهلا او كان شيخا صحيحا كان او مريضا. لماذا؟ لان الموت قريب من كل احد من هؤلاء قد يموت الشاب ويبقى الهرم ويموت الصحيح ويبقى المريض الى اجل ابعد ولهذا يجب اغتنام فرصة الحياة قبل ان يدرك الانسان منا الموت ولهذا قال عليه الصلاة والسلام كما في حديث عبدالله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال اغتنم خمسا قبل خمس فقال عليه الصلاة والسلام حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك وفي حديث عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه وارضاه قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل يعني تقلل من هذه الدنيا ما استطعت الى ذلك وكن خفيف الحمل كما هو حال عابر السبيل وحال الغريب اذا نزل ببلد من البلدان. فانه يكون خفيف الحمل. وكذلك لانك في هذه الدنيا لا تمكث فيها طويلا خصوصا وان اعمار هذه الامة اعمار قصيرة بالمقارنة بالامم السابقة كما قال عليه الصلاة والسلام اعمار امتي بين الستين والسبعين قيل من يجاوز من يجاوز زلك ويجب الاستعداد للموت بالتوبة من المعاصي والذنوب وخاصة المزالم في حقوق العباد فيجب على كل احد ان يرد هذه المظالم الى اصحابها يرد الديون لاهلها ويخرج من ذلك برد هذه الاشياء الى اصحابها كما امر الله سبحانه وتعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. وكذلك لو كان على الشخص دين فلابد ان يستبرئ اصحاب هذه الديون من هذا الدين فاذا ابرؤوه فانه يعني يكون قد ادى ما عليه بذلك وكذلك يتأكد استحباب ذكر الموت ووجوب الاستعداد له في حق المريض فيما اذا نزلت به مقدمات الموت ذلك لانه اذا ذكر الموت وهو في هذا المقام فان قلبه يرق وسيخاف ولو كانت عليه مظالم فانه احرى برد هذه المظالم قبل ان يموت وكذلك سيكثر من ذكر الله سبحانه وتعالى ويكثر من الطاعات ما استطاع الى ذلك سبيلا المريض يكثر من ذكر الموت لانه احرى بزيادة الطاعة لله سبحانه وتعالى وكذلك احرى بالخروج من المزالم وكذلك يرضى في نفس الوقت بقضاء الله وقدره ويصبر على ذلك. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير وليس ذاك لاحد الا لمؤمن. ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وقال عليه الصلاة والسلام لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله تبارك وتعالى. لانه لو احسن الظن بالله فسيحب لقاء الله عز وجل. ومن احب لقاء الله احب الله لقاءه وايضا اذا كان في هذا المقام اعني المريض فانه ينبغي عليه ان يكون بين الخوف والرجاء يخاف عقاب الله تبارك وتعالى على ما اقترف من الذنوب ويرجو رحمة الله تبارك وتعالى جاء في حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو بالموت فقال عليه الصلاة والسلام كيف تجدك فقال والله يا رسول الله اني ارجو الله واني اخاف ذنوبي قال يا رسول الله اني ارجو الله واني اخاف ذنوبي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يجتمعان في قلب عبد في هذا الموطن الا اعطاه الله ما يرجو انه مما يخاف فلهذا يجمع بين الخوف والرجاء قدر المستطاع فان الله تبارك وتعالى يؤمنه مما يخاف ويعطيه ما يرجو واذا اشتد بهذا المريض مرضه فلا يجوز له ان يتمنى الموت لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك كما في حديث ام الفضل رضي الله عنها ان النبي عليه الصلاة والسلام دخل عليهم وعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتكي فتمنى عباس الموت فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عم لا تتمنى الموت فانك ان كنت محسنا فان تؤخر تزداد احسانا الى احسانك وان كنت مسيئا فان تؤخر فتستعتب من اساءتك خير لك فلا تتمنى الموت. يعني الانسان اذا اشتد به المرض لا يتمنى الموت لانه لو كان محسنا فانه سيؤخر في الاجل فتزداد حسناته ويزداد احسانه فيكون هذا خير لهذا المريض ولو كان هذا المريض مسيئا فايضا لا يتمنى الموت لانه لو اخر في الاجل لعله يتوب الى الله سبحانه وتعالى ويعود الى الله سبحانه وتعالى ويخرج من هذه مزالم وهذه الذنوب التي وقع فيها فيكون ايضا خيرا له. فلهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت فيمن وقع او اشتد عليه البلاء فان كان لابد فاعلا فليدعوا بما قاله عليه الصلاة والسلام اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ان كانت الوفاة خيرا لي وكما ذكرنا لو كانت عليه حقوق في هذا الموطن فليؤديها الى اصحابها. اذا تيسر له ذلك جاء في الحديث قال عليه الصلاة والسلام من كانت عنده مظلمة لاخيه من عرضه او ماله قال فليؤدها اليه قبل ان يأتي يوم القيامة لا يقبل فيه دينار ولا درهم ان كان له عمل صالح اخذ منه واعطي صاحبه وان لم يكن له عمل صالح اخذ من سيئات صاحبه وحملت عليه وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام اتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال عليه الصلاة والسلام ان المفلس من امتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ياتي وقد شتم هذا وقذف هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته. قال عليه الصلاة والسلام فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار. والعياذ بالله وقال عليه الصلاة والسلام ايضا قال من مات وعليه دين فليس ثم دينار ولا درهم ولكنها الحسنات والسيئات وفي الحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام الدين دينان فمن مات وهو ينوي قضاءه فانا وليه ومن مات وهو لا ينوي قضاءه فذاك الذي يؤخذ من حسناته ليس يومئذ دينار ولا درهم فكان النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بين لنا ما هو الدين الذي يؤاخذ به الانسان يوم القيامة؟ هو الدين الذي مات عنه الانسان ولم ينوي قضاءه قبل ان يموت. هذا الذي يؤخذ عليه يؤخذ من حسناته وليس يومئذ دينار ولا درهم وجاء في حديث جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه وارضاه قال لما آآ حضر آآ احد دعاني ابي من الليل فقال ما اراني الا مقتولا في اول من يقتل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واني لا اترك بعدي اعز علي منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وان علي دينا فاقض واستوصي باخوتك خيرا قال فاصبحنا فكان اول قتيل فهنا سنجد ان عبد الله ابن حرام رضي الله عنه ووالد الجابر ابن عبدالله وصى جابر بما عليه من الديون من اجل ان يقضيها ووصاه كذلك باخوته لان او باخواته لان جابر رضي الله تعالى عنه وارضاه كان له آآ تسع اخوات مات عنهن ابوه ولهذا جابر رضي الله عنه وارضاه لما اراد ان يتزوج ما تزوج بكرا وانما تزوج امرأة ثيبا لماذا من اجل ان ترعى اخواته البنات وايضا مما آآ يستحب الاستعجال بالوصية. خصوصا في حق الشخص المريض قبل ان يموت وذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين وله شيء يريد ان يوصي فيه الا طيته مكتوبة عند رأسه قال عبدالله بن عمر ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك الا وعندي وصيتي وهذا الحديث رواه الشيخان وايضا مما ينبغي على المريض انه آآ يوصي لاقربائه الذين لا يرثون اي احد من اقرباء هذا المريض ليس له حق في الارث ينبغي على هذا المريض ان يوصي له بشيء من ماله وذلك لقول الله تبارك وتعالى كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين ومعنى ان ترك خيرا يعني ان ترك مالا. فالله سبحانه وتعالى سمى المال خيرا قال ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين. طيب اذا اراد ان يوصي يوصي بماله كله ولا بنصف المال ولا باقل من ذلك جاء في حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اباح له ان يوصي بالثلث وقال ثلث كثير آآ سعد ابن ابي وقاص قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة الوداع. قال فمرضت مرضا اشفيت منه على الموت يعني قارب على الموت قال فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ان لي مالا كثيرا وليس يرثني الا ابنة لي. قال افاوصي بثلثي مالي؟ يعني بالثلثين؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا. قلت بشطر مالي؟ طب بنصف المال؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا قلت فثلث مالي؟ فقال عليه الصلاة والسلام الثلث والثلث كثير انك يا سعد ان تدع ورثتك اغنياء خير لك من ان تدعهم عالة يتكففون الناس وقال بيده انك يا سعد لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا اجرت عليها. حتى اللقمة تجعلها في كيفي امرأتك. ولهذا ابن عباس رضي الله عنه وارضاه كان يقول لو ان الناس غض عن الثلث غضوا عن الثلث الى الربع لكان افضل ذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم قال الثلث والثلث كثير يعني لو انهم اوصوا بالربع كان هذا افضل واولى من الثلث لانه صلى الله عليه وسلم قال الثلث كثير واذا اوصى بشيء فانه ينبغي عليه ايضا ان يشهد على هذه الوصية. يشهد عليها رجلين عدلين من المسلمين وان لم يكون فرجلين من غير المسلمين لماذا؟ لان الله تبارك وتعالى يقول يا ايها الذين امنوا شهادة بينكم اذا حضر احدكم الموت حين الوصية اثنان ذو عدل من او اخران من غيركم ان انتم ضربتم في الارض فاصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله ان ارتبطم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله اذا لمن الاثمين الاية. فلهذا يوصي طيب الان اذا اراد ان يوصي بشيء من ماله للوالدين او الاقربين الذين يرثون هل يجوز له ذلك؟ هل يجوز ان يوصي بشيء من ماله؟ لاحد من الوالدين او الاقربين ممن يرث هذا الشخص الجواب لا يجوز له ذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله اعطى كل ذي حق حقه قال فلا وصية لوارث قال فلا وصية لوارث. لو اراد ان ان يوصي يوصي لاحد ممن آآ لا يرث ممن لا حق له في هذه التركة يوصي له كما قلنا بالثلث او اقل من الثلث لكن لو اراد ان يوصي لاحد ممن يرث نقول له لا يجوز لك ذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا وصية لوارث. طيب نفترض انه اوصى لاحد من الورثة ووافق بقية الورثة على ذلك. نقول خلاص هذا جائز وهي بمثابة الهبة من هؤلاء الورثة لهذا الشخص نفس الحل فيما لو اوصى باكثر من الثلث لغير الورثة لاحد مسلا من الفقراء او لاحد من الاصدقاء احد من الاقارب اوصى له باكثر من الثلث. نقول تنفذ الوصية في الثلث فقط. اما ما فوق ذلك فيرجع فيه الى رضا الورثة لو ارتضى هؤلاء الورثة بما زاد عن الثلث فتكون هبة من هؤلاء لهذا الشخص طيب اذا لم يرتضي الورثة باكثر من الثلث يبقى لا تنفذ الوصية فيما زاد على الثلث لان النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه وارضاه اجاز له الثلث فقط. قال والثلث؟ والثلث كثير والشيء بالشيء يذكر هنا نقول ويحرم كذلك على هذا الشخص المريض آآ الاضرار في الوصية ما سورة ذلك؟ ما سورة الاضرار بالوصية؟ سورة ذلك ان هو يوصي بحرمان بعض الورثة من حقهم كما يفعل بعض الناس. بعض الناس سيكون بينه وبين احد الاقارب آآ خصومة فيموت وآآ قد اوصى بماله كله مثلا لاحد الناس اضرارا بهؤلاء الورثة. هذا حرام هذا حرام حرمان بعض الورثة من حقهم هذا حرام. او تفضيل بعض الورثة على البعض الاخر ولهذا قال الله تبارك وتعالى للرجال للرجال آآ نصيب مما ترك الوالدان والاقربون وللنساء نصيب مما تركوا الوالدان والاقربون وكان هذا كثيرا آآ في الجاهلية وكذلك هنا في هذه العصور خصوصا مسلا في آآ مسلا عندنا هنا في مصر في آآ بعض المحافظات في صعيد ونحو ذلك آآ يعني آآ ما يحبون ان المرأة ترث يحبون ان يجعلوا المال كله في يد الولد في يد الذكر اما المرأة فلا يحبون آآ ان ترث شيئا من مالهم. فيموت الواحد منهم وقد اوصى بالمال كله لهذا الذكر او اه نحو ذلك فهذا حرام هذا لا يجوز الله تبارك وتعالى يقول وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون مما قل منه او كثر نصيبا مفروضا. هذا فرضه الله سبحانه وتعالى. فما ينفعش واحد ياتي بعد ذلك ويحرم البنت من الميراث او يحرم الزوجة من الميراث بحجة ان هذه البنت متزوجة هو المال اللي هتاخده سيأخذه الزوج او هذه الزوجة لو اخذت شيئا من التركة ربما تزوجت بعد ذلك شخصا اخر كل هذا لا يجوز. المال مال الله تبارك وتعالى. الله عز وجل يقول واتوهم من مال الله الذي اتاكم. فهذا المال هو مال الله عز وجل وهو الذي اتاه اياه سبحانه وتعالى. وهو الذي يقسمه كيفما اراد. عز وجل. ان الله اعطى كل ذي بحق حقه. يبقى هذا هو حقه لا يجوز لك ايها المريض ان تتدخل في مثل ذلك هذا المال كان عندك وديعة لمدة معينة هي مدة الحياة. الان انت ستفارق الدنيا ما لك ولهذا المال؟ الان لم يعد مالك سينتقل الى غيرك كما انتقل من غيرك اليك فلا يجوز لاحد بحال الاضرار في الوصية. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار قال من ضار ضره الله ومن شاق شاقه الله سبحانه وتعالى والجزاء من جنس العمل ولذلك نص العلماء على عدم جواز هذا الامر. وقالوا الوصية الجائرة مردودة الوصية الجائرة مردودة. ذلك لان النبي صلى الله عليه وسلم قال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد وجاء في حديث آآ عمران بن حصين رضي الله عنه ان رجلا اعتق عند موته ستة فجاء ورثته من الاعراب فاخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع فقال عليه الصلاة والسلام او فعل ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو علمنا ان شاء الله ما صلينا عليه فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لو علمنا انه فعل ذلك يعني انه اضر بالورثة واعتق كل هؤلاء قبل ان يموت اضرارا بكم ما صلينا عليه طيب ما صلينا عليه هذا من باب الزجر وليس من باب التكفير ليس معنى ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم حكم بانه كافر. لانه قد يستدل بعضه التكفيريين بمثل ذلك ان الانسان يكفر بمجرد المعصية. نقول لا النبي صلى الله عليه وسلم انما فعل ذلك من باب الزجر طيب ما الذي دلنا على ذلك؟ انه صلى الله عليه وسلم فعل ذلك زجرا وليس حكما بالتكفير لهذا الشخص حد يعرف يجيب عن هذا الاشكال النبي صلى الله عليه وسلم قال لو علمنا ان شاء الله ما صلينا عليه. بنقول ما صلينا عليه يعني من باب الزجر وليس هذا فيه تكفير بالمعصية طيب ما الذي دلنا على ذلك طيب نعيد الحديث مرة اخرى ان حديس عمران بن الحسين ان رجلا اعتق عند موته ستة رجلة. يعني ستة رجال فجاء ورثته من الاعراب فاخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع فقال عليه الصلاة والسلام او فعل ذلك قال لو علمنا ان شاء الله ما صلينا عليه فاقرع بينهم فاعتق منهم اثنين ورد اربعة في الرقه ها ما رأيكم كيف نجيب عن هذا الاشكال لم ينهى عن ان يصلى ان يصلي عليه الصحابة هذا جيد احسنت لم ينه عن الصلاة عليه او دفنه مع المسلمين ايضا هذا جيد خصوصا ان هذا وقت بيان طيب في شيء اخر ممكن نستدل به على عدم التكفير بالمعصية هنا هذا شيء مهم جدا عدم النهي عن دفنه مع المسلمين جيد ها الاستثناء. طب فيه شيء اخر مهم جدا طب انتم درستم مواريث قبل ذلك صح درستم احكام الفرائض والمواريث قبل ذلك لم يورث لو كان كافرا. ممتاز يا محمد احسنت. هذا هو لو كان كافرا لم يورث صلى الله عليه وسلم احدا من ماله شيئا. لان اختلاف الدين مانع من موانع الارث لان اختلاف الدين مانع من مواريع الارث. فلو كان كافرا لم يورث النبي صلى الله عليه وسلم احدا شيئا من ماله. لكن هنا ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ هؤلاء الرقيق فاقرع بينهم فاعتق منهم اثنين ورد اربعة في الرقه ورد اربعة فيه الرق فهذا دليل على انه صلى الله عليه وسلم انما ترك الصلاة على هذا. الشخص من باب او قال او عزم على آآ ترك الصلاة على هذا الشخص من باب الزجر لا من باب التكفير فالحاصل يعني الان ان الوصية الجائرة باطلة مردودة بدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم رد العتق الذي فعله هذا الشخص قبل ان يموت واقرع بينهم فاعتق اثنين رد اربعة اخرى منهم في الرقة وآآ كذلك مما ينبغي على الشخص قبل ان يموت ان آآ يوصي من خلفه بالسنة في التجهيز من نحو التغسيل والصلاة والتكفين والصلاة والدفن فينبغي ان يكون حريصا على السنة وعلى الوصية بالسنة في مثل تلك الامور وذلك لان الله تبارك وتعالى يقول يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. ولهذا كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوصون بذلك في حديث عامر بن سعد بن ابي وقاص ان اباه قال في مرضه الذي مات فيه قال الحدوا لي لحدا. وانصبوا علي اللبن نصبا كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم فاوصى سعد رضي الله عنه وارضاه بان يلحد له كما هو الحال ما من صنيع الصحابة رضي الله تعالى عنهم مع النبي عليه الصلاة والسلام واللحد والشق هذا سيأتي معنا ان شاء الله. لما نتكلم عن دفن الميت. وفي حديث ابي بردة قال اوصى ابو موسى الله تعالى عنه وارضاه حين حضره الموت قال اذا انطلقتم بجنازتي فاسرعوا بي المشي ولا تتبعوني بمجمر ولا تجعلن علي آآ ولا تجعلن على لحدي شيئا يحول بيني وبين التراب. ولا تجعلن على بناء واشهدكم اني بريء من كل حالقة او سالقة او خارقة قالوا سمعت فيه شيئا؟ قال نعم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حديث حذيفة قال اذا انا مت فلا تؤذنوا به احدا. فاني اخاف ان يكون نعي واني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن النعيم ولهذا قال النووي رحمه الله تعالى في الاذكار قال ويستحب له استحبابا مؤكدا ان يوصي من خلفه باجتناب ما جرت اذت به من البدع في الجنائز. ويؤكد العهد بذلك يؤكد عليهم العهد بذلك الا يخالفوا احدا الا يخالف احد احد منهم شيئا من السنن في تجهيز من نحو التغسيل والتكفين الصلاة وكذلك الدفن. كما هو يعني المأثور عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا حضرته الوفاة فانه يستحب التلقين قال النبي صلى الله عليه وسلم لقنوا موتاكم لا اله الا الله. وقال عليه الصلاة والسلام من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة وان اصابه قبل ذلك ما اصابه واذا حضر هذا الشخص الموت ايضا فيستحب لمن كان موجودا الا يتكلم الا بخير ودي من المسائل المهمة جدا ومن السنن يعني صراحة التي غفل عنها كثير من الناس. بعض الناس موجودين عند الشخص الميت ويتكلمون بكلام من لا ينبغي اما في حق هذا الميت او في حق اناس اخرين فيغتابون ويتكلمون بكلام محرم من نحو اميمة ونحو وغير ذلك وهذا لا ينبغي بحضرة هذا الشخص لان هذا الشخص الذي في هذه الحالة تحضره الملائكة هذا المجلس وهذا المقام تحضره الملائكة فلا ينبغي ان يتكلم الناس الا وقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا حضرتم المريض او الميت فقولوا خيرا. فان الملائكة يؤمنون على ما تقولون وكما قلنا يستحب الانشغال بذكر الله سبحانه وتعالى في هذا المقام وتلقين الميت. طيب ايه معنى تلقين الميت؟ المراد ان هو آآ يذكر كلمة التوحيد فيسمعها المحتضر يتكلم بهذه الكلمة قبل ان يموت هذا ارفق به لذلك في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم آآ اعاد رجلا من الانصار فقال يا خال قل لا اله الا الله. فقال اخار ام عم؟ قال بل خال قال فخير لي ان اقول لا اله الا الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم. فيستحب ان يعني يتكلم بهذه الكلمة واذا لقنه فيلقنه برفق لئلا يشق على هذا الشخص وكذلك يستحب قراءة سورة ياسين قال النبي صلى الله عليه وسلم اقرأوا ياسين على موتاكم يعني على من حضره الموت يعني على من حضره الموت اذا كان هذا الشخص آآ كافرا وعاده مسلم فيستحب ان يعرض عليه الاسلام كما في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم عاد غلاما يهوديا كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فقعد النبي صلى الله عليه وسلم عند رأسه فقال له اسلم فنظر هذا الغلام الى ابيه وهو عنده. فقال له ابوه اطع ابا القاسم. فاسلم. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول الحمد لله الذي انقذه من النار فلما مات قال النبي صلى الله عليه وسلم صلوا على صاحبكم. وهذا دليل واضح جدا على ان اي شخص يموت على غير الاسلام فهو ومن اهل النار وهذا الحديث اخرجه البخاري هذا الغلام لما مات وقد اسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي انقذه من النار بي فده هذا دليل على انه لو مات على اليهودية لدخل النار رب العالمين سبحانه وتعالى بذلك من النار ببركة النبي عليه الصلاة والسلام فاذا مات هذا الشخص وخرجت روحه فانه ينبغي على الحاضرين بعض الامور. منها تغميض العينين والدعاء لهذا الميت. كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع ابي سلمة وقد شق بصره فاغمضه عليه الصلاة والسلام وقال ان الروح اذا قبض تبعه البصر فضج ناس من اهله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تدعوا على انفسكم الا بخير. فان الملائكة يؤمنون على ما قولون ثم قال عليه الصلاة والسلام اللهم اغفر لابي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وكذلك يستحب ان اه يغطوا هذا الميت بثوب يستر جميع البدن كما فعل برسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات كما في حديث عائشة في الصحيحين واما من مات محرما فانه يستر لكن لا يغطى رأسه ولا وجهه لان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حق الرجل الذي وقصته ناقته قال عليه الصلاة والسلام اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تحنتوه يعني لا تطيبوه. قال ولا تخمروا رأسه ولا وجهه. فانه يبعث يوم القيامة ملبيا فلو مات هذا الشخص محرما يغطى جميع البدن الا الوجه وكذلك الرأس ويستحب كذلك التعجيل بالتجهيز فيما اذا بان موته كما في حديث ابي هريرة قال عليه الصلاة والسلام اسرعوا بالجنازة وآآ كذلك لا يدفن في غير البلد الذي مات فيه. لا ينقل من بلد الى بلد اخر لو مات في بلد فانه يدفن في هذه البلد ولا ينقل الى بلد اخرى لان الصحابة رضي الله تعالى عنهم ما كانوا ينقلون احدا من مكان الى مكان حتى ولو كان مهاجرا والنبي صلى الله عليه وسلم في يوم احد حمل القتل امر بحمل القتلى من اجل ان يدفنوا في البقيع فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ان النبي صلى الله عليه وسلم يأمركم ان تدفنوا القتلى في مضاجعهم يعني في المكان الذي ماتوا فيه ولم يبح النبي صلى الله عليه وسلم نقل هؤلاء من اجل ان يدفنوا في بلد اخرى او في مكان اخر وكذلك يستحب ان يبادر البعض بقضاء ما على هذا الميت من المال ومن الديون وآآ النبي صلى الله عليه وسلم كان يحث الصحابة رضي الله تعالى عنهم على ذلك. وفي ذلك جملة من الاحاديث يعني هذا سريعا ما يتعلق بما آآ يعني بالاداب التي ينبغي ان تراعى آآ عند المرض وعند الاحتضار وعند آآ نزول الموت. وهذه كلها مقدمات ايذكرها العلماء قبل الكلام عن تجهيز الميت. ان شاء الله نتكلم عن تجهيز الميت من نحو الصلاة والتكفين وكذلك والصلاة في الدرس القادم ونتوقف هنا ونكتفي بذلك حتى يعني لا يطول بنا اه المقام وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه الى حسن المصير اليه وعتادا الى يمن القدوم عليه انه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل. ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا واياكم لما يحب ويرضى وان يأخذ بناصيتنا الى البر والتقوى. ونسأله سبحانه وتعالى ان يحسن لنا ولكم الختام وان يجعل اه خير اعمالنا اه خواتمها وخير ايامنا يوم ان نلقاه فيه. انه اه جواد كريم