فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جاهد جهدا شديدا. قال ما لي ارى قد جهدت جهدا شديدا فقال يا رسول الله اني عملت امس فجئت حين جئت فالقيت نفسي فنمت اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وهذا الدرس الاول من شرح باب الصوم من فتح المعين بشرح قرة العين لشيخ الامام العلامة آآ زين الدين الملباري رحمه الله تعالى رحمة واسعة الشيخ رحمه الله تعالى بعد ما تكلم وافتتح كتابه بالكلام عن باب الصلاة ثم ثنى بالكلام عن احكام الزكاة تلف بالكلام عن باب الصوت هذه عادة الفقهاء بترتيب كتب الفقه انهم يأتون بالكلام عن احكام الصوم بعد فراغهم من احكام الزكاة والسبب في ذلك هو مراعاة الترتيب الوارد لحديث عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه وارضاه بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان فاتى النبي صلى الله عليه وسلم بالكلام عن الصوم بعد الكلام عن الزكاة وبعد الكلام عن الصلاة قول الشيخ رحمه الله تعالى باب الصوم هذا شروع منه رحمه الله في الركن الرابع من اركان الاسلام والصوم في اللغة هو الامساك ويستعمل في كل امساك يقال صام اذا سكت باعتبار انه امسك عن الكلام صامت الخيل يعني وقفت. ومن ذلك قول جبريل عليه السلام لمريم فاما ترين من البشر احدا فقولي اني نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا وهذا كان جائزا في شرعها في شرع بني اسرائيل حينئذ ان تصوم عن الكلام وتمسك عنه لكن بالنسبة لشرعنا هل يجوز للانسان ان يمسك عن الكلام هذا غير جائز نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن آآ صيام يوم وليلة يعني عن سكوت يوم وليلة لكن هذا في شرع من كان قبلنا كان هذا جائزا. فمريم عليها السلام نذرت الا تتكلم مع احد من الانس قولها اني نذرت للرحمن صوما قال ابن عباس يعني صمتا ومن ذلك ايضا قول النابغة وهو يصف المعركة قال خير صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج واخرى تعلك اللجمة يريد بقولي هنا صائمة يعني واقفة ممسكة عن الحركة ممسكة عن الجولات والصائم يسمى سائحا لان الله تبارك وتعالى اذا ذكر الصائمين لم يذكر السائحين واذا ذكر السائحين لم يذكر الصائمين قال الله عز وجل الحامدون السائحون وقال الله عز عز وجل سائحات طيبات وابكارا السائحون والسائحات يعني الصائمون. وهذا الذي عليه عامة اهل التفسير واهل اللغة ايضا ان مربص بالسائحين هنا يعني الصائمين قيل للصائم سائح لان الذي يسيح متعبدا يسيح ولا زاد معه انما يطعم اذا وجد الزاد وكذلك بالنسبة للصائم. الصائم لا يطعم ايضا وهو يشبه السائح فسمي كذلك فمعنى الصيام في اللغة هو الامساك واما الصيام في الشرع فعرفه المصنف رحمه الله تعالى بانه امساك عن مفطر بشروطه الاتية نقول او الصيام شرعا هو الامساك عن شهوتي البطن والفرج من بين طلوع الفجر الى غروب الشمس بنية التقرب الى الله تبارك وتعالى عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياكم الله جميعا فالصيام في الشرع والامساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر الى غروب الشمس بنية التقرب الى الله تبارك وتعالى وصوم رمضان صوم ويجب هو ركن من اركان الاسلام دل على وجوب صوم رمضان الكتاب والسنة والاجماع والشيخ رحمه الله تعالى يقول وفرض في شعبان في السنة الثانية من الهجرة. قوله رحمه الله فرض في شعبان يعني صوم رمضان طرده الله عز وجل في شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة ودل على وجوب صوم رمضان كما ذكرنا الكتاب والسنة والاجماع. اما من الكتاب فقول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له. وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون. شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخرى. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكر فاول هذه الايات قال الله عز وجل كتب عليكم الصيام. ومعنى كتب يعني فرد المراد بذلك ان الله عز وجل فرضه وكتب ذلك في اللوح المحفوظ ثم قال عز وجل كما كتب على الذين من قبلكم اختلف العلماء هنا في قوله عز وجل كما للتشبيه الوارد في هذه الاية هل هو على الحقيقة فيكون صيام رمضان قد كتب على الذين من قبلنا ولا المراد مطلق الصيام دون القدر ودون الوقت مولانا العلماء في هذه المسألة المصنف رحمه الله تعالى هنا يرجح القول الثاني ان المراد بقوله سبحانه وتعالى كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم يعني المراد بذلك مطلق الصيام دون وقت وقدره. واما فرض رمضان فهذا من خصائص هذه الامة هذا هو الذي رجحه الشيخ رحمه الله تعالى هنا ولهذا قال وهو من خصائصنا يعني ان صيام رمضان فرض صيام رمضان هذا من خصائص هذه الامة ولم يسبق لامة من الامم ان فرض عليها صيام رمضان والقول الاول كما قلنا لان هذا على الحقيقة بمعنى ان صيام رمضان كان قد كتب على الامم السابقة كما كتب علينا صيام قال واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصيام رمضان وان تؤدوا لله خمس ما غنمتم قال وانهاكم عن الدبان والنقير والحنتم والمزفت وهذه الاشياء الاربعة التي نهى عنها النبي عليه الصلاة والسلام من يقول بالقول الاول بس دل على ذلك بالحديث الذي رواه عمر واورده ابن ابي حاتم في اسناد فيه مجهول ولفظه صيام رمضان كتبه الله على الامم قبلكم فدل هذا على ان صيام رمضان كان مفروضا على هذه الامة وكان مفروضا كذلك على الامم السابقة من قال بالقول الثاني الذي رجحه الشيخ رحمه الله بان المقصود بذلك مطلق الصوم لا صيام رمضان استدل على ذلك بان الله سبحانه وتعالى في الاية بيقول كما وكما تقتضي التشبيه لا من كل الوجوه كان قد فرض الله عز وجل عليهم الصيام لكن ليس صيام ليس صيام رمضان وفي هذا جاء عن ابن مسعود وعن معاذ وعن غيرهما من الصحابة لم يزل الصوم مشروعا من زمن نوح عليه السلام لكن ليس بخصوص شهر رمضان ثم قال الله عز وجل لعلكم تتقون وهذا اشارة الى ان من كان قبلنا كان قد فرض عليه الصوم من باب الاسار والاثقال التي كلفهم الله عز وجل بها اما هذه الامة والله عز وجل اوجب عليها الصوم ليكون سببا لاتقاء المعاصي وليكون حائلا بينهم وبين الوقوع فيها ولهذا قال الله عز وجل لعلكم تتقون. ولم يكن كذلك الامر في الامم السابقة جاء عن السدي رحمه الله تعالى انه قال اما الذين من قبلنا فالنصارى كتب عليهم رمضان وكتب عليهم الا يأكلوا ولا يشربوا بعد النوم ولا ينكحوا النساء فاشتد على النصارى صيام رمضان وجعل يتقلب عليهم في الشتاء والصيف فلما رأوا ذلك اجتمعوا فجعلوا صياما في الفصل بين الشتاء والصيف. كان يصومون في الربيع قالوا ونزيد على ذلك عشرين يوما نكفر بها ما صنعنا فجعلوا صيامهم خمسين فلم يزل المسلمون على ذلك يصنعون كما تصنع النصارى حتى كان من امر ابي قيس ابن صرمة. وعمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه فاحل الله عز وجل لاهل الاسلام الاكل والشرب والجماع الى طلوع الفجر هذا قال به البعض قال به بعض الصحابة وقال به الاعمش لكن الذي عليه جماعة علماء المسلمين ان المراد بذلك يعني طلوع الفجر وان كان جائعا علي رضي الله عنه انه صلى الفجر فالحاصل الان ان المسألة فيها خلاف والمصنف رحمه الله كما قلنا يقول صيام شهر رمضان هذا من خصائص هذه الامة القول الاول هو الذي عليه عامة العلماء ان الله تبارك وتعالى فرض صيام رمضان على هذه الامة وفرضه كذلك على الامم السابقة. قال كتب الله عز وجل صوم شهر رمضان على كل امة واذا جاء التفسير عن مجاهد فحسبك به كما آآ يقول الشافعي رحمه الله تعالى كان يقول فعض عليه بالنواجز مجاهد من اوثق الناس في تفسير كتاب الله سبحانه وتعالى. ولهذا كان الامام البخاري رحمه الله يعتمد كثيرا على آآ تفسير مجاهد لايات القرآن ذلك لان المجاهد كان من اخص آآ تلاميذ عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنه حتى قال انه عرض القرآن كله على عبد ابن عباس يستوقفه على كل اية ثلاث مرات يقرأ عليه القرآن كله ويستوقف عبدالله بن عباس على كل اية منه فكان اعلم الناس بتفسير كتاب الله سبحانه وتعالى هنا مجاهد يقول كتب الله صوم شهر رمضان على كل ام. بنقول هذه الاية تدل على مشروعية وعلى وجوب صوم رمضان. واما من السنة فعندنا احاديث كثيرة منها حديث عبدالله بن عمر بني الاسلام على خمس وذكر النبي صلى الله عليه وسلم منها صوم رمضان وايضا يدل على ذلك حديث طلحة بن عبيدالله ان اعرابيا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس فقال يا رسول الله اخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة وقال النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس الا ان تطوع شيئا قال اخبرني ما فرض الله علي من الصيام وقال شهر رمضان الا ان تتطوع شيئا قال اخبرني بما فرض الله علي من الزكاة فاخبره النبي صلى الله عليه وسلم شرائع الاسلام فقال الرجل والذي اكرمك لا اتطوع شيئا ولا انقص مما فرض الله علي شيئا وقال النبي صلى الله عليه وسلم افلح ان صدق او دخل الجنة قال او دخل الجنة ان صدق ايضا في الصحيحين من حديث عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال قدم وفد عبد القيس وقالوا يا رسول الله ان بيننا وبينك كفار مضر. فلسنا نصل اليك الا في الشهر الحرام فمرنا بامر نأخذ به وندعو اليه من وراءنا فقال عليه الصلاة والسلام امركم باربع وانهاكم عن اربع الايمان بالله شهادة ان لا اله الا الله وعقد النبي صلى الله عليه وسلم بيده اشياء كان الناس ينتابزون فيها الاشربة الماء ويضعون في هذا الماء تمر تمرا او زبيبا او نحو ذلك من اجل ان يحلو هذا الماء ويشربونه بعد ذلك فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الانتباه في هذه الاشياء الاربعة لان الانتباه فيها مما يؤدي الى اسراع الاسكار في هذا المشروب. فيصير حراما نجسا فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الانتباه في هذه الاشياء الاربعة فقال وانهاكم عن الدبان. الدبان اللي هو القرع. قرع اليابس فلا يجوز ان يصنع منه وعاء من اجل الانتباه قال والنقير والنقير وبرع جذع ينقر وسطه ينتبذ فيه قال والحنتم والحنتم عبارة عن جرار خضر افواه هذه الجرة في الجنب كان يجرى فيها الخمر من الطائف فنهاهم ايضا عليه الصلاة والسلام من الانتباه فيها. قال والمزفت وهو ايضا نوع من انواع الاواني كما بينا فهذا الحديث ايضا يدل على مشروعية بل على وجوب صيام رمضان واجمع المسلمون على ذلك لا خلاف بين احد من اهل الاسلام على ان صيام رمضان فرض وواجب الله سبحانه وتعالى انما فرض الصيام في شهر رمضان كما قلنا من طلوع الفجر الى غروب الشمس. ولما نقول من طلوع الفجر ما معنى هذا الكلام؟ يعني من تبين طلوع الفجر الثاني اللي هو الفجر الصادم الفجر المستطير منتشر ضوءه ويستمر الامساك الى غروب الشمس دل على ذلك قول الله عز وجل وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر فالله سبحانه وتعالى بيقول حتى يتبين يعني حتى يتضح حتى يظهر واضحا جليا هذا الخيط الابيض اللي هو بياض النهار من سواد الليل وهذا انما يحصل بطلوع الفجر. ودي مسألة مهمة لا كما فهمه البعض وقال به البعض من اه اهل العلم. وان كان القول شاذا اه جاء هذا عن الاعمش ان المراد حتى يتبين لكم الخيط الابيض. قالوا المربي ذلك يعني وقت الاسفار يعني اذا كان بعد طلوع الفجر بمدة وانتشر الضوء في الطرقات حينئذ يجب الامساك عن المفطرات وبعدما صلى رضي الله عنه وارضاه آآ قال للناس الان ظهر الخيط الابيض او تبين الخيط الابيض من الخيط الاسود حاصل يعني ان المراد بقوله سبحانه وتعالى حتى يتبين يعني حتى يظهر واضحا جليا الخيط الابيض اللي هو آآ طلوع الفجر فاذا بنقول صيام رمضان فرض واجب بدلالة ما ذكرناه. طيب صيام غير رمضان هل يجب لأ صيام غير رمضان ليس بواجب. لا يجب صوم غير رمضان باصل الشرع وهذا بالاجماع لكن قد يجب اه الصوم بنذر او بكفارة او جزاء الصيد او نحو ذلك لكن الصوم الواجب باصل شرع انما هو صيام رمضان فقط دل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الاعرابي لما سأله عن الاسلام وسأله عن صيام رمضان قال هل علي غيره؟ قال لا الا انت الطواب الان لما شرع شرع آآ الصيام في الاسلام هل كان قد شرع لنفس السورة التي نصومها الان ولا كانت سورة مختلفة الصيام مر بمراحل لم يكن ان لم يكن الصيام في اول الاسلام كما هو عليه الحال. الان مسلا كما يصوم الناس الان ليس كما كان يصومون في اول الاسلام في بادئ الامر كان الشرع يحرم على الصائم الاكل والشرب والجماع من حين ينام او يصلي العشاء ايهما وجد اولا حصل التحريم يبقى هو الان اذن المغرب. الان الرجل اراد ان يفطر ان يأكل او ان يشرب اذا نام قبل ان يأكل او ان يشرب لا يحل له الاكل او الشرب او الجماع او اي شيء من ذلك الى اليوم الذي يليه او صلى العشاء لو صلى العشاء ايضا وجب عليه الامساك عن هذه المفطرات الى اليوم الذي يليه سواء نام اولا او صلى العشاء حصل التحريم ويظل كذلك الى اليوم الذي يليه حتى كان من آآ من الصحابي قيس ابن سرمة وما كان كذلك من عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنهما روى البخاري عن البراء رضي الله عنه انه قال كان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم اذا كان الرجل صائما فحضر الافطار فنام قبل ان يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وان قيس بن صرمة الانصاري كان صائما فلما حضر الافطار آآ قيس ابن سرمة هذا كان مزارعا كان فلاحا كان يعني يجهد جهدا شديدا في الزراع فبيقول البراء رضي الله عنه قال وان قيس ابن صرمة كان صائما فلما حضر الافطار اتى امرأته فقال لها اعندك طعام قالت لا ولكن انطلقوا فاطلب لك وكان يومه يعمل فغلبته عيناه يعني نام قبل ان يأكل فجاءته امرأته فلما رأته قالت خيبة لك ليه؟ لان هيفضل على هذا الحال دون طعام ولا شراب الى اليوم التالي قال فلما انتصف النهار يعني من اليوم التالي غشي عليه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الاية. احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم ففرحوا بها فرحا شديدا ونزلت وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر اه جاء في سنن ابي داوود عن معاذ رضي الله عنه قال احيلت الصلاة ثلاثة احوال واحويل الصوم ثلاثة احوال. فساق احوال الصلاة ثم قال وهو يسوق احوال الصوم. قال واما احوال الصيام فان النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فجعل يصوم من كل ثلاثة ايام فصام سبعة عشر شهرا من ربيع الاول الى رمضان من كل شهر ثلاثة ايام يبقى هذا الصوم الذي كان يصومه النبي صلى الله عليه وسلم اولا كان يصوم ثلاثة ايام من كل شهر قال وصام يوم عاشوراء قال ثم ان الله عز وجل فرض عليه الصيام فانزل الله عز وجل يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم الى قوله وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين. فكان اول ما فرض الله عز وجل الصيام جعله على التخيير ما معنى التخيير؟ يعني من شاء صام ومن شاء لم يصم ويطعم مسكينا فهذا يجزئ عنه حتى انزل الله عز وجل بعد ذلك شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن الى قوله عز وجل فمن شهد منكم الشهر فليصمه فصار واجبا على كل احد ان يصوم رمضان لكن رخص الله عز وجل للمريض والمسافر وثبت الاطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام. قال معاذ فهذان حولان. قال رحمه الله تعالى ورضي عنه قال وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا فاذا ناموا امتنعوا قال ثم ان رجلا من الانصار يقال له صرمة ظل يعمل صائما حتى امسى. فجاء الى اهله فصلى العشاء نام فلم يأكل ولم يشرب حتى اصبح فاصبح صائما واصبحت حين اصبحت صائما قال معاذ وكان عمر قد اصاب من النساء من جارية او من حرة. بعد ما نام واتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له. فانزل الله عز وجل احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم الى قوله ثم اتموا الصيام الى الليل عمر رضي الله تعالى عنه وارضاه نام فبعدما استيقظ من نومه خلاص طالما نام يبقى يحرم عليه اي مفطر. لا يجوز له ان يأتي النساء. بعدما نام عمر اتى الى امرأته وقالت له كنت نائما وقال لها لا. ليه؟ علشان آآ اراد وامرأته او جاريتك ارادت ان تذكره بذلك. فقال لها لا. فانزل الله سبحانه وتعالى علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم يعني تخدعون انفسكم وفي رواية ان قال للجارية كنت نائمة فقالت له ما كنت نائمة فانزل الله سبحانه وتعالى هذه الاية فهذه احوال الصيام كما يرويها معاذ رضي الله تعالى عنه وارضاه. وآآ في الصحيحين من حديث سلمة بن الاكوع قال لما نزلت على الذين يطيقونه فدية طعام ومسكين كان من اراد ان يفطر ويفدي حتى نزلت الاية التي بعدها فنسقتها ثبت الله تبارك وتعالى بعد ذلك صيام شهر رمضان صار واجبا على كل احد توفرت فيه شروط الوجوب ورخص الله عز وجل للمريض والمسافر وللشيخ الكبير وللحامل وللمرضع كما سيأتي معنا ان شاء الله. رخص لهم ترك الصوم مع الفدية كما سنعلم او القضاء بالنسبة للمسافر الى اخره والنبي صلى الله عليه وسلم صام تسع رمضانات كلها نواقص الا رمضان واحدا كان كاملا والحكمة من ذلك كما يقولون ان الله تبارك وتعالى اراد ان يبين لهذه الامة ان صيامها يقع كاملا حتى ولو اتى رمضان ناقصا بدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم اغلب الصيام الذي صامه كان ناقصا يعني الشهر لم يكتمل فوقع اجره كاملا على الله سبحانه تبارك وتعالى الشيخ بيقول وهو من خصائصنا ومن المعلوم من الدين بالضرورة ومعنى المعلوم من الدين بالضرورة يعني انه واجب ادلته تشبه العلم الضروري وهو من المعلوم من ادلة الدين علما يشبه الضروري الذي لا يمكن دفعه ولهذا لو جاء شخص وجحد وجوب الصوم كفر بذلك كفر بذلك حتى ولو كان يصوم والكفر هنا من جهة الاعتقاد. شأن الصيام شأن الصلاة. لو ان انسانا يقول الصلاة ليست بواجبة لم يفرض الله عز وجل علينا الصلاة وكان يصلي هل يكفر ولا لا يكفر؟ اه نعم يكفر لانه جاحد لوجوب الصوم فالكفر من جهة الجحود لا من جهة الترك ونحوه الصوم جاء في فضائل عظيمة من باب العموم وكذلك صوم رمضان من باب الخصوص من ذلك ما جاء في حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل كل عمل ابن ادم له الا الصيام فانه لي وان اجزي به قال الصيام جنة. ومعنى الجنة يعني الوقاية والستر واذا كان يوم صوم احدكم فلا يرقص ولا يصخب يعني يفعل شيئا من افعال اهل الجهل من الصياح والسفه ونحو ذلك فان سابه احد او قاتله فليقل اني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما اذا افطر فرح واذا لقي ربه فرح بصومه وهذا الحديث عام في كل صوم سواء كان صوما واجبا او كان صوما يتنفل به صاحبه الله سبحانه وتعالى يقول كل عمل ابن ادم له الا الصيام فالله تبارك وتعالى لما يجعل ثواب الصيام لله سبحانه وتعالى الله تولاه لم يطلع احدا عليه فدل على ان ثوابه عظيم وذلك لان الانسان انما يصوم لله تبارك وتعالى. لا يمكن ان تجد احدا يصوم رياء وصومعة ابدا ليه؟ لانه اذا صام امام الناس فيمكن اذا اختلى بنفسه يمكن ان يأكل او ان يشرب فلا يمكن للانسان ان يصوم لله او ان يصوم الا ويكون صيامه لله سبحانه وتعالى لذلك الله تبارك وتعالى تولى آآ ثواب الصائم. وقال فانه لي وانا اجزي به. وهذا يشمل ما لو كان الصوم واجبا او كان متنفلا به فقال ربنا سبحانه وتعالى الا الصيام فانه لي وانا اجزي به. قال عليه الصلاة والسلام فان سابه يعني الصائم احد او قاتله فليقل اني امرؤ صائم وهذا ايضا مما يغفل الناس عنه خصوصا في صوم النفل يعني تجد الناس بيصوموا رمضان آآ ممكن يمتنعون عن بعض افعال اهل الجهل من السب والسفه الى اخره. ممكن وان كان يعني بيحصل عكس لكن بالنسبة لغير ذلك من الايام بيكون اقل بلا شك لكن بالنسبة للمتنفل بصومه قد يغيب عنه هذا الامر انه اذا كان يوم صومه فلا يرفث والرفث هنا يعني ليتكلم بكلام فاحش وليحفظ لسانه وهو في صوم النفل ولا يفعل افعال اهل الجهل وان سابه احد او قاتله فليقل اني امرؤ صائم هذه من الاداب التي ينبغي لكل صائم ان يتحلى بها لان الاحاديث هذه غالبا ما يتذكرها الناس في اثناء صوم رمضان فاذا سابه احد او قاتله يقول اني امرؤ صائم طيب في بقية الصيام صيام النفل زي مسلا صيام شعبان او صيام الاشهر الحرم او نحو ذلك من الصيام المستحب. هل معنى ذلك انك ترد على صاحب السب وترد عليه بكلام فاحش وبذيء. هل معنى ذلك انك آآ تطلق نظرك الى ما حرم الله سبحانه وتعالى لا هذه اداب في حق كل احد وجاء في رواية مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن ادم يضاعف له الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف قال الله عز وجل الا الصوم فانه لي وان اجزي به. يدعو شهوته وطعامه من اجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولا خلوف فيه اطيب عند الله من ريح المسك. اي عمل صالح بيعمله الانسان الله تبارك وتعالى يضاعفه له الى اضعاف العشرة الى سبعمائة ضعف قال الا الصوم يعني معنى ذلك ان الصوم قد يجازي عليه ربنا سبحانه وتعالى الى ما هو اعظم من ذلك وهذا يدل على عظيم فضل الصائم وفي لفظ للبخاري قال صلى الله عليه وسلم الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وان امرؤ قاتله او شاتمه فليقل اني صائم اني صائم وفي حديث النسائي عن عثمان بن ابي العاص قال عليه الصلاة والسلام الصيام جنة يعني وقاية من الوقوع فيما حرم الله قال كجنة احدكم من القتال وفي مسند احمد من حديث ابي هريرة قال الصيام جنة وحصن حصين من النار في حديث ابي سعيد الذي رواه الشيخان قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا هذا ايضا عام فيما لو صام صوما هو فرض او كان متنفلا بهذا الصوم. من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا قال عليه الصلاة والسلام كما في مسند احمد من حديث عبدالله ابن عمرو قال الصيام والقرآن يشفعان العبد يوم القيامة. يقول الصيام اي ربي منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه. قال عليه الصلاة والسلام فيشفعان. فيشفعان العبد امام الله تبارك جو تعال في حديث اخر من الاحاديث العظيمة جدا في فضل الصوم وهو حديث الذي رواه احمد عن حذيفة قال اسندت النبي صلى الله عليه وسلم الى صدري فقال عليه الصلاة والسلام من قال لا اله الا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة يعني اي واحد يقول هذه الكلمة ويختم بها حياته يكون اخر ما قاله يدخل الجنة يعني في اول زمرة الداخلين قال ومن صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له به دخل الجنة. من صام وقبضه الله وهو صائم ايضا يدخل الجنة في اول زمرة الداخلين قال ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة وجاء في حديث ابي امامة في سنن النسائي قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت مرني بامر اخذه عنك وقال عليه الصلاة والسلام عليك بالصوم فانه لا مثل له. وفي رواية قال فانه لا عدل له. لا شيء يعدل الصوم بحال من الاحوال وفي الترمذي من حديث ابي امامة قال عليه الصلاة والسلام من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقا كما ما بين السماء والارض في حديس ايضا عزيم جدا في حديث ابي موسى رواه عبدالرزاق وابن ابي شيبة في المصنف بيقول في في في وقت ان كانوا آآ راجعين من الحبشة قال كنا في البحر فبينما نحن نسير وقد رفعنا الشراع ولا نرى جزيرة ولا شيء. بينما هو في البحر في هذه السفينة بيقول فبينما نحن نسير وقد رفعنا الشراء ولا نرى جزيرة ولا شيئا قال اذ سمعنا مناديا ينادي يا اهل السفينة قفوا اخبركم قال ابو موسى فقمنا ننظر فلم نرى شيئا فنادى سبعا قال فلما كانت السابعة قمت فقلت يا هذا اخبرنا ما تريد ان تخبرنا به فانك ترى حالنا. ولا نستطيع ان نقف عليها فقال الا اخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه ايما عبد اظمأ نفسه في الله في يوم حار ارواه الله يوم القيامة ما من عبد يظمأ نفسه لله وظمأ ما له العطش يعني يمتنع عن ذلك لله تبارك وتعالى في يوم حار الا ارواه الله يوم القيامة زاد ابو اسامة قال فكنت لا تشاء ان ترى ابا موسى صائما في يوم بعيد ما بين الطرفين الا رأيتهم يعني كان ابو موسى رضي الله عنه بسبب هذه الواقعة وهذه الحادثة كان يتحرى الايام شديدة الحر من اجل ان يصومها ليه؟ لانه قال من فعل ذلك ارواه الله يوم القيامة. والجزاء من جنس العمل اما بالنسبة لصيام رمضان فجاءت فيه فضيلة خاصة قضايا كثيرة ايضا الحديث الذي رواه البخاري ومسلم كلنا نعرفه وكلنا نحفظه. حديث ابي هريرة قال عليه الصلاة والسلام من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومعنى ايمانا واحتسابا يعني ايه؟ كان مصدقا جازما بان هذا مما افترضه الله عز وجل عليه وكان محتسبا للاجر عند الله سبحانه وتعالى من فعل ذلك غفر له ما تقدم من ذنبه. وكذلك من قام ليلة القدر وفي سنن ابي داوود من حديث ابي هريرة قال صلى الله عليه وسلم من صام رمضان وقامه ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. شف قد ايه يعني هذا الموسم موسم طاعة في رمضان الله تبارك وتعالى يعطي فيه عطاء من اوسع ما يكون مغفرة زنوب بالجملة من الصيام من القيام من قيام ليلة القدر عطاء بالجملة في هذا في هذا الشهر المبارك وقال عليه الصلاة والسلام في حديث ابي هريرة في صحيح مسلم قال الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن اذا اجتنب الكبائر. قال عليه الصلاة والسلام ايضا اذا دخل شهر رمضان فتحت ابواب السماء غلقت ابواب جهنم سلسلة الشياطين واحاديس كثيرة جدا ان شاء الله نأتي على بعد من هذه الاحاديث آآ باذن الله تبارك وتعالى وفضائل هذا العمل الصالح الجليل الصوم في الدرس القادم حتى لا نطيل عليكم اكثر من ذلك وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه وعتادا الى يوم القدوم عليه انه بكل جميل كفيل وحسبنا ونعم الوكيل ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا جميعا للعمل بما نقول ونسمع ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه نسأل الله سبحانه وتعالى ان اه يثبتنا جميعا على هذا الخير. وان يديم علينا هذا الفضل انه ولي ذلك ومولاه جزاكم الله جميعا خير الجزاء اسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا واياكم لما فيه الخير والصلاح انه جواد كريم ان شاء الله نكمل غدا بازن الله سبحانه وتعالى بعضا من فضائل الصوم ونشرع ان شاء الله في آآ مسائله اه فيما ذكره الشيخ اهو