هو الامساك فقط عن الاكل والشرب وسائر المفطرات بل يجب عليك ذلك ان يصون لسانه عن هذا الذي ذكر الشيخ رحمه الله وعن كل افة من افات اللسان وافات الجوارح المعروفة اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وهذا درس الثاني عشر من شرح باب الصوم من فتح المعين بشرح قرة العين للشيخ زين الدين الماليباري رحمه الله رحمة واسعة وما زلنا في الفصل الذي عقده الشيخ رحمه الله تعالى في سنن الصوم. اتكلمنا في الدرس اللي فات عن اه بعض هذه السنن تكلمنا عن التصحر وقلنا يسن لصائم رمضان وغيره ان يتسحر ويسن له كذلك ان يؤخر هذا السحور ما لم يقع في شك وقلنا ان السحور يدخل وقته بنصف الليل ويستمر الى طلوع الفجر والفائدة منه وجهانها اللي هو التقوي ولى مخالفة اهل الكتاب قلنا في حق من يتقوى او من يحتاج الى ذلك فاذا منه التقوي والا مخالفة اهل الكتاب ولهذا يسن له ان على جرعة ماء وكذلك يسن التطيب وقت السحر وقلنا ان هذه السنة ليست خاصة بالصوم بل هي عامة في جميع الليالي لان هذا وقت مبارك كما اسلفنا وذكرنا ذلك فيما مضى كذلك من هذه السنن تعجيل الفطر وعرفنا ان الصائم اذا تيقن الغروب فانه يسن له تعجيل الفطر واما اذا ظن الغروب فانه يجوز له الفطر واما اذا شك في الغروب فانه يحرم عليه حينئذ الفطر لان الاصل هو بقاء النهار والغروب يعرف في العمران والصحاري التي بها جبال بزوال الشعاع من اعالي الحيطان والجبال وكذلك يسن ان يقدم الفطر على الصلاة كما هو ثابت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم. ان لم يخشى من تعجيل فوات الجماعة او تكبيرة الاحرام وكذلك يسن ان يكون الفطر على تمر والاكمل ان يكون بسلاس فان لم يجد تمرا على حسوات من ماء ولو من زمزم وقلنا الاولى ان يكون على رطب والا فتمر والا فماء والا فحلو او فان لم يجد حلوا آآ حلوى قال رحمه الله تعالى فلو تعارض التعجيل على الماء والتأخير على التمر قدم الاول فيما استظهره شيخنا وقال ايضا يظهر في تمر قويت شبهته وماء خفت شبهته ان الماء افضل. كذلك من هذه السنن ان يكون ان يدعو بعد الفطر فيقول اللهم لك صمت وعلى رزقك افطرت ويزيد من افطر بالماء ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الاجر ان شاء الله تعالى وكذلك يسن ان يغتسل من نحو جنابة او حيض او نحو ذلك قبل الفجر وقلنا ذلك من اجل ان يبدأ العبادة وهو على طهارة. والشيخ رحمه الله تعالى هنا بيقول لئلا يصل الماء الى باطن نحو اذنه او دبره. فيفطر فيما لو كان قد بالغ. ولهذا قال الشيخ رحمه الله قال شيخنا وقضيته ان وصوله لذلك مفطر. وليس عمومه مرادا كما هو ظاهر اخذا مما مر المسابقة ماء نحو المضمضة المشروع او غسل الفم المتنجس لا يفطر. لعذره فيحمل هذا على مبالغة منهي عنها وكذلك مما يسن كف النفس عن طعام فيه شبهة وكف النفس عن شهوة مباحة من مسموع ومبصر ومس طيب وشمه ولو تعارضت كراهة مس الطيب للصائم ورد الطيب فاجتناب المس اولى لان كراهته تؤدي الى نقصان العبادة. قال في الحلية الاولى للصائم ترك الاكتحال قال رحمه الله ويكره سواك بعد الزوال قبل غروب فعلمنا من ذلك ان وقت الكراهة ينتهي بغروب الشمس قال وان نام او اكل كريها ناسيا فيكره استعمال السواك بعد الزوال وقبل الغروب مطلقا. حتى وان نام او اكل كريها ناسيا وبعض اصحابنا وبه قال الرملي رحمه الله تعالى وغيره قال يسن السواك ولو بعد الزوال فيما لو تغير الفم بنحو نوم. وهذا نقرأه الشيخ رحمه الله تعالى هنا فقال وقال جمع لم يكره بل يسن ان تغير الفم بنحو نومه ثم قال بعد ذلك ومما يتأكد للصائم كف اللسان عن كل محرم ككذب وغيبة ومشاتمة لانه محبط للاجر كما صرحوا به ودلت عليه الاخبار الصحيحة ونص عليه الشافعي رحمه الله تعالى والاصحاب. واقرهم في المجموع وبه يرد بحث الازرعي حصوله وعليه اثم معصيته وقال بعضهم يبطل اصل صومه وهو قياس مذهب احمد في الصلاة في المغصوب في اول الكلام عن مبطلات الصوم زكرنا ان المبطلات تنقسم الى قسمين القسم الاول تعرف بالمحبطات القسم الثاني وهي تعرف بالمفطرات. وقلنا للمحبطات عبارة عن افعال تبطل ثواب الصوم لكن لا تبطل اصل الصوم فهذه تسمى بالمحبطات ومن ذلك الكذب والغيبة والنميمة شهادة الزور النظر لما يحرم او النظر الى ما يحل لكن مع شهوة اليمين الكاذبة. كل هذه محبطات لثواب الصوم. لكن اصل الصوم صحيح مجزئ تبرأ به الذمة ويسقط به الطلب. ونعلم جميعا ان الكذب في كل الاحوال الاصل فيه انه محرم والغيبة كذلك والمشاتمة ايضا كذلك. لكن يتأكد تحريم ذلك فيما لو كان صائما يتأكد تحريم ذلك فيما لو كان صائما. ولهذا الشيخ يقول ومما يتأكد للصائم يعني من حيث الصوم اوعى فليس معنى ذلك انه في غير الصوم هو هو حلال لأ هو في غيره حرام لكن يتأكد هذه الحرمة فيما لو كان صائم فلو كف لسانه عن ذلك يثاب عليه ثوابين. الثواب الاول ثواب الواجب حيث انه صان لسانه عن الوقوع في الحرام والثواب الثاني وهو المندوب من حيث انه ترك ذلك ايضا في الصوم فاذا لم يكف لسانه عن ذلك فاغتاب مثلا حصل الاثم المترتب على الغيبة في نفسها وخالف ايضا بذلك السنة لانه لم ينزه صومه عن الوقوع في هذه المعصية فبذلك يبطل ثواب الصوم. يبقى هنا ابطال واحباط ثواب الصوم زائد على الاثم الذي وقع فيه بهذه المعصية اللي هي الغيبة والنميمة وما شابه ذلك طيب لماذا عبر السنية قال ومما يتأكد للصائم عبر بذلك لانه اراد ان يبين ان هذا الفعل انما يبطل الثواب ولكن لا يبطل اصل العمل او اصل الصوم قال رحمه الله تعالى ومما يتأكد للصائم كف اللسان عن كل محرم يعني منع اللسان عن كل محرم ومثل على ذلك فقال ككذب والكذب هو الاخبار بما يخالف الواقع قال وغيبة والغيبة ذكرك اخاك بما يكره حتى ولو كان فيه واذا لم يكن فيه فهذا بهتان وظلم ولو كان ذلك بحضرته حتى لو كان حاضرا فهذا ايضا يحرم لما فيه من الايذاء وهل هي من الكبائر ولا من الصغائر قالوا لو كانت الغيبة لاهل العلم ولاهل القرآن فهي من الكبائر وان كانت الغيبة في من دون ذلك فهي من جملة الصغائر قال رحمه الله تعالى ومشاتمة يعني مما يتأكد للصائم ان يكف لسانه عن المشاتمة والمشاتمة من الشتم والشتم والسب بمعنى واحد وهي مشافهة الغير بما يكره وان لم يكن فيه حد كقول الشخص الاخر يا ظالم او يا احمق او يا حمار الى اخره. كل هذا فيه ايذاء وهذا يحبط ثواب الصوم قال رحمه الله كما صرحوا به قال لانه محبط للاجر قال لانه محبط للاجر كما صرحوا به. محبط للاجر آآ كما دلت عليه الاخبار الصحيحة ومن ذلك ما جاء في الصحيح صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. فهذا الحديث يدل على ان ليس المراد من الصوم قال كما صرحوا به يعني كما صرح به الاصحاب بان هذا محبط للعمل قال رحمه الله تعالى ونص عليه الشافعي والاصحاب واقرهم في المجموع واقرهم في المجموع واقرهم النووي في كتابه كتاب المجموع في شرح المهذب للامام الشرازي رحمه الله تعالى قال وبه يرد بحث الاذرعي والازرعي رحمه الله تعالى كان يذهب الى ان آآ هذه الافات التي ذكرها من كذب وغيبة ومشاتمة يحصل بها الاثم لكن لا يحبط العمل الشيخ رحمه الله تعالى بيقول الذي صرحوا به ودلت عليه الاحاديث الصحيحة ترد على الذي ذكره الازرعي من ان الصواب يحصل ولكنه يأثم لوقوعه في هذه المعصية الصواب في ذلك ان نقول ان الثواب ايضا بالنسبة للمشاتم او الذي وقع في الكذب او نحو ذلك بطل ثوابه مع ان اصل صومه صحيح قال وقال بعضهم وهو الامام الاوزاعي رحمه الله تعالى كما في التحفة يبطل اصل صومه وهو قياس مذهب احمد في الصلاة في المنصوب. يعني لو صلى في ارض مغصوبة او صلى في ثوب منصوب او توضأ بماء مغصوب ما حكم هذه الصلاة في مذهب الامام احمد؟ صلاة باطلة قد يقول قياس مذهب احمد ان مثل هذه الافعال الكذب والغيبة والنميمة في اثناء الصوم تبطل اصل الصوم ثم قال بعد ذلك ولو شتمه احد فليقل ولو في نفل اني صائم وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم الصيام جنة فاذا كان احدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل فان امرؤ قاتله او شأتمه فليقل اني صائم اني صائم والمعنى انه يقول بقلبه من اجل ان يصبر نفسه ولا يذهب او لا تذهب بركة الصوم او يقول ذلك بلسانه بنية وعظ الشاتم والمعتدي بلسانه لو جمعهما فهذا حسن يعني يقول ذلك سرا يعظ ويصبر نفسه بذلك ويقول ذلك ايضا جهرا من اجل ان يعظ من اه يشتمه قال رحمه الله تعالى ولو شتمه احد فليقل ولو في نفل يعني ولو كان في صوم نفل اني صائم مرتين او ثلاثا في نفسه تذكيرا لها مرتين او ثلاثا او اكثر يصبر نفسه كما قلنا فيقول ذلك سرا ويعظ غيره الذي هو الشاتم. يقول ذلك مرتين او ثلاثا او اكثر قال في نفسه تذكيرا لها وبلسانه. يعني يقول ذلك في نفسه يصبر نفسه ويقول ذلك ايضا بلسانه من اجل ان يعظ الخصم قال حيث لم يظن رياء. يعني محل قول او استحباب قول المشتوم الصائم اني صائم محله استحباب ذلك اذا لم يخشى الرياء او اذا لم يظن الرياء طيب لو انه ظن الرياء يبقى هنا لا يقول بلسانه اني صائم. بل يقول ذلك بقلبه يصبر نفسه على الاذى الذي يسمعه قال فان اقتصر على احدهما يعني يقول باللسان ولا يقول بالقلب؟ قال فان اقتصر على احدهما فالاولى بلسانه لو اقتصر على احدهما فالاولى بلسانه ايضا محل ذلك اذا امن الرياء لان القصد بذلك الوعظ قال رحمه الله تعالى وسن مع التأكيد برمضان وعشره الاخير اكد اكثار صدقة وتوسعة على عيال واحسان على الاقارب والجيران للاتباع. وذلك لما رواه البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما. قال كان النبي صلى الله عليه وسلم او كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن. قال فلرسول الله صلى الله عليه وسلم اجود بالخير من الريح المرسلة فمن السنة المؤكدات في رمضان وفي العشر الاواخر على وجه الخصوص الاكثار من الصدقة والتوسعة على العيال والاحسان الى الاقارب والجيران. اتباعا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيتأكد ذلك ويسن من حيث الصوم والا فهذا سنة في كل زمن. يعني الصدقة مستحبة في كل وقت. لكن تتأكد الصدقة في رمضان وفي العشر الاواخر منه اكد قال رحمه الله تعالى وان يفطر الصائمين يعني ويسن كذلك ان يفطر الصائمين وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم من فطر صائما فله مثل اجره ولا ينقص من اجر الصائم شيء قال اي يعشيهم ان قدر والا فعلى نحو شربة. يعني ايه المقصود بتفطير الصائم تفطير الصائم يعني يعشيه يعشيه يعني يؤكله يأتي له بطعام يأكل منه وآآ ليس مجرد لقمة او تمرة او مسلا بعض الماء فهذا المقصود بتفطير الصائم ان استطاع او امكنه ذلك. طب اذا لم يمكنه ذلك قال والا فعلى نحو شربة. يعني شربة ماء حتى لو كان على شيء يسير. حتى لا يفوته هذا الاجر قال رحمه الله تعالى واكسار تلاوة للقرآن في غير نحو الحش ولو نحو طريق. يعني يسن كذلك للصائم ان يكثر من تلاوة القرآن ويكثر كذلك من مدارسة القرآن والمدارسة يعني ان يقرأ على غيره ويقرأ عليه غيره وانما يتأكد ذلك في رمضان لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل في كل عام مرة. حتى اذا كان العام الذي توفي فيه عرض القرآن على جبريل مرتين. فدل هذا على استحباب مدارسة القرآن خصوصا في رمضان. قال في غير نحو الحش. والحش في اصل اللغة هو البستان. اطلق بعد ذلك مجازا على اماكن الخلاء. طب ايه علاقة هذا بذاك؟ لانهم كانوا اذا اراد الواحد المهم ان يقضي حاجته كان يذهب الى البساتين. باعتبار ان هذا المكان لا يراه فيه احد. والبستان اسمه حش ثم لما اتخذوا الكنف وجعلوها آآ من اجل قضاء الحاجة اطلقوا على هذه الكنف الحشو فيسن ان يكثر من تلاوة القرآن الا اذا كان في اماكن قضاء الحاجة فهذا مكروه. بل بعضهم صرح بالحرمة حال قضاء الحاجة قال ولو نحو طريق يعني يكثر تلاوة القرآن حتى ولو كان في الطريق. حتى ولو كان في الطريق قال رحمه الله تعالى وافضل الاوقات للقراءة من النهار بعد الصبح ومن الليل في السحر فبين العشائين وقراءة الليل اولى افضل اوقات قراءة القرآن كما يذكر الشيخ رحمه الله تعالى اذا كان نهارا بعد صلاة الصبح واذا كان ليلا ففي السحر. والا فبين العشائين. مربي العشائين هنا يعني المغرب والعشاء. ونبهنا قبل ذلك ان هذا الوقت وقت مبارك وكثير من السلف كانوا يمكثون هذا الوقت في الصلاة وقراءة القرآن وبعضهم كان يبدأ قيام الليل من هذا الوقت. هو ما بين عشائين هذا هدي اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت في في الصحيح ان الصحابة رضي الله تعالى عنهم صلوا المغرب مع النبي صلى الله عليه وسلم وجلسوا ولم يخرجوا من المسجد فاخذوا يتدارسون فيما بينهم آآ معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ان اناسا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. خرج اليهم النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة العشاء فقال ما زلتم ها هنا فقالوا يا رسول الله صلينا المغرب فكنا ننتظر حتى نصلي معك العشاء فنظر النبي صلى الله عليه وسلم الى السماء وكان كثيرا ما ينظر الى السماء قال وانا امة لكم ثم قال واصحابي امنة لامتي فاذا ذهبت اصحابي اتى ما توعد. ثم حدثهم النبي صلى الله عليه وسلم ببقية الحديث. الحاصل يعني ان هذا الوقت وقت مبارك ما بين العشائين قراءة القرآن والمذاكرة ونحو الصلاة ونحو ذلك. هذا من الاوقات المباركة التي يغفل الناس عنها. فافضل اوقات قراءة القرآن على معتمد المذهب هو ما كان في الصلاة فافضل اوقات قراءة القرآن وافضل احوال قراءة القرآن هو ما كان في الصلاة. ولذلك المذهب مذهب على ان تطويل الصلاة افضل من تطويل السجود تطويل القراءة يعني في الصلاة حال القيام افضل من تطويل السجود. ليه؟ لان محل القيام فيه قراءة للقرآن. والقرآن افضل الذكر بخلاف السجود السجود نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قراءة القرآن حال السجود وحال الركوع فلذلك كان القيام افضل من السجود ويستحب فيه الاكثار من قراءة القرآن. قال رحمه الله تعالى افضل الاوقات للقراءة يعني خارج الصلاة من النهار بعد صلاة الصبح قال ومن الليل في السحر. قال فبين العشائين وقراءة الليل او لا يعني من قراءة النهار باعتبار ان الخشوع والتدبر في قراءة الليل لا يحصلان في قراءة النهار. قال وينبغي ان يكون شأن القارئ التدبر وهذه من الاداب يتدبر يعني يقرأ ويتفهم ما حضور القلب والله عز وجل بين لنا سبحانه وتعالى كيف ينتفع الانسان بهذا القرآن وكيف يتدبره قال ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد فذكر الله عز وجل في هذه الاية كيفية تدبر وتفهم القرآن يبقى قلبه حاضر وكذلك قلبه حاضر وسمعه حاضر وهو يتفكر فيما يقول. لكن يتلو ايات القرآن وذهنه مشغول بشيء اخر فهذا لا يمكن ان يتفهم ويتدبر او يخشع فيما يقرأ. كذلك فيما لو كان يقرأ بعينه واذنه اسمع شيئا اخر هذا ايضا لا يمكن ان ان يتدبر او يفهم ما يقرأ. فالله سبحانه وتعالى ذكره عز وجل ان مفاتيح تدبر القرآن بهذه الامور المذكورة. يبقى قلبه حاضر كذلك هو مصغي لما يقول وعقله ايضا يفكر فيما يقرأ وفيما يتلى. قال وينبغي ان يكون شأن القارئ التدبر البرج قال الله عز وجل كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. وليتذكر اولوا الالباب وقال الله عز وجل في معرض الانكار والتوبيخ لاقوام قال افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وقال بعض السلف لان اقرأ اذا زلزلت الارض زلزالها والقارعة اتدبرهم واتفهم هذه الصور احب الي من ان اقرأ القرآن كله كذلك نعم في قول الله سبحانه وتعالى اناء الليل واطراف النهار. ممتاز هذا فيه دليل على ان افضل اوقات القراءة هو ما كان على هذا النحو بعد الصبح وكذلك في السحر. جزاك الله خيرا. قال قال ابو الليث في البستان ينبغي للقارئ ان يختم القرآن في السنة مرتين. ان لم يقدر على الزيادة وقال ابو حنيفة رضي الله عنه من قرأ القرآن في كل سنة مرتين فقد ادى حقه. وقال الامام احمد يكره تأخير ختمة اكثر من اربعين يوما بلا عذر لحديث عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه وارضاه والامام النووي رحمه الله تعالى قال في الاذكار ما ملخصه ينبغي ان يحافظ على تلاوته ليلا ونهارا سفرا وحضرا وقد كانت للسلف رضي الله عنهم عادات مختلفة في القدر الذي يختمون فيه فكان جماعة منهم يختمون في كل شهرين ختمة. في كل شهرين ختمة يعني بيقرأوا كل يوم حزب من القرآن. اربع اربع ارباع. قال اخرون في كل شهر خاتمة. يعني بعضهم كان يقرأ جزءا في اليوم. قال واخرون في كل عشر ليال ختمة واخرون في كل زمان ختمة واخرون في كل سبع او في كل سبع ليال وهذا فعل الاكثرين من السلف واخرون في كل ست ليالي واخرون في اربع وكثيرون في كل ثلاث. وكان كثيرون يختمون في كل يوم وليلة ختمة. وختم جماعة في كل يوم وليلة ختمتين واخرون في كل يوم وليلة ثلاث ختمات وخاتم بعضهم في اليوم والليلة ثمان ختمات اربعا في الليل واربعا في النهار. وفضل الله تبارك وتعالى يؤتيه ما يشاء. والانسان اذا اعتاد على قراءة القرآن وهذا امر مجرب ومعروف اذا تعود لسانه على قراءة القرآن سهل عليه وكان خفيفا كالماء العذب الزلالي. وكلما ابتعد الانسان عن قراءة القرآن ثقل عليه جدا. حتى انه لا يستطيع ان يقرأ ولو وجها في اليوم فكل ما ورد عن السلف في ذلك هذا ليس بمستغرب لانهم كانوا يكثرون من تلاوة القرآن. فكلما كثرت التلاوة كلما تيسر عليهم ذلك جدا قال رحمه الله والمختار ان ذلك يختلف باختلاف الاشخاص. فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر يحصل له معه وكمال فهم لما يقرأ وكذا من كان مشغولا بنشر العلم او فصل الحكومات بين المسلمين او غير ذلك من مهمات الدين والمصالح العامة للمسلمين مين فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه اخلال بما هو مرصد له ومن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما امكنه من غير خروج الى حد الملل او الهذرمة في القراءة كره جماعة من المتقدمين الختم في يوم وليلة. ويدل عليه ما رويناه بالاسانيد الصحيحة في سنن ابي داوود والترمذي. عن عبدالله بن عمرو ابن العاص قال النبي صلى الله عليه وسلم ليفقه من قرأ القرآن في اقل من ثلاث. قال اما وقت الابتداء والختم فهو الى خيرة القارئ فان كان يختم في الاسبوع مرة فقد كان عثمان يبتدأ ليلة الجمعة ويختم ليلة الخميس فالامر في ذلك واسع جدا. متى يبدأ الختمة؟ متى ينتهي والمقدار الذي يقرأه كل هذا بحسب حال الشخص وبحسب انشغاله بامور او مصالح المسلمين قال رحمه الله تعالى وقال احمد يكره تأخير ختمه اكثر من اربعين يوما بلا عذر لحديث عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه وارضاه. وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى حديث عبدالله بن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرأ القرآن في كل شهرين مرة فقال اني اقوى على اكثر من ذلك. قال ففي كل شهر مر. قال فاني اقوى على اكثر من ذلك. فما زال بي؟ قال حتى قال اقرأوا في ثلاث قال ولا يفقه القرآن آآ من قرأه في اقل من ذلك. فاقل الاحوال ان هو يختم في كل اربعين مرة او في كل شهر مرة انسان مهما اتى من اعمال صالحة فلن يجد بركة كالبركة التي يجدها في اه تلاوته لكتاب الله سبحانه وتعالى. وكما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وارضاه انك لن تتعبد لله عز وجل بافضل مما خرج منه يقصد بذلك القرآن. فالله عز وجل تكلم به. فلن تجد بركة اعظم من بركة شيء خرج من رب العالمين سبحانه وتعالى وتكلم به رب العالمين عز وجل قال رحمه الله تعالى واكثار عبادة واعتكاف للاتباع. سيما بتشديد الياء قد تخفف والافصح جروا ما بعدها وتقديم لا عليها يعني لا سيما. وما زائدة وهي دالة على ان ما بعدها اولى بالحكم مما لها قال عشر اخره فيتأكد له اكثار الثلاثة المذكورة للاتباع. يقول رحمه الله تعالى يسن اكثار العبادة. يعني مع التأكيد يكثر من التعبد الى الله سبحانه وتعالى في رمضان. وذلك لان وقت وزمان رمضان وقت فاضل. ووردت آآ احاديث فيها دلالة على مضاعفة اجر الاعمال الصالحة ومضاعفة الحسنات في رمضان. وان الله تبارك وتعالى ييسر فيه للعامل ما لا ييسر في غيره من الاوقات وهذا ايضا معلوم ومشاهد. في شهر رمضان بيجد الانسان قوة وخفة للعمل الصالح ولا يجد مثل ذلك في غيره في غير رمضان. فيقوى على القيام ويقوى على الصيام ويقوى على عبادات كثيرة جدا. ممكن لو هو اراد ان يعملها في غير رمضان فانه لا يقوى على ذلك. قال رحمه الله تعالى قال واكثار عبادة يعني ويسني اكثار العبادة في رمضان. قال واعتكاف يعني ويسن مع التأكيد الاكثار من الاعتكاف. قال الاتباع كما في حديث عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الاواخر من رمضان قال سيما وسي معناها المثل والماء كما ذكر هنا ما هنا زائدة. تدل على ما ان ما بعدها اولى بالحكم مما قبلها قال عشر اخره يعني العشر الاواخر منهم قال فيتأكد له اكثار الثلاثة المذكورة للاتباع اللي هي الصدقة والتلاوة والاعتكاف اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم فانه كان يجتهد في العشر الاواخر ما لا يجتهد في غيرها. وكان صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر الاخير احيا الليل وايقظ اهله وشد المأزر وهذا فيه كناية عن التهيؤ للعبادة والاقبال عليها بهمة ونشاط قال بعد ذلك ويسن ان يمكث معتكفا الى صلاة العيد. او ان يعتكف قبل دخول العشر ويتأكد اكثار العبادات المذكورة فيه رجاء مصادفة ليلة القدر. اتكلم عن ذلك ان شاء الله في الدرس القادم. وآآ نتوقف هنا وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه وعتادا الى يمن القدوم عليه. انه كل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل ونسأل الله سبحانه وتعالى ان اه يثبتنا على هذا الخير وان يديم علينا هذا الفضل انه ولي ذلك ومولاه. جزاكم الله جميعا خير الجزاء. جعل ذلك في موازين حسناتكم جميعا ان شاء الله تعالى