فيسن يعني على وجه التأكد ان يصوم ستة ايام من شهر شوال قال لما في الخبر الصحيح وفيه قال عليه الصلاة والسلام من صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اما بعد سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وهذا درس الرابع عشر شرح باب الصوم من فتح المعين لشرح قرة العين للشيخ العلامة زين الدين الملباري رحمه الله تعالى رحمة واسعة واليوم ان شاء الله نشرع في الفصل الاخير من فصول هذا الباب وهو الفصل الذي عقده المصنف في صوم التطوع. فقال رحمه الله تعالى ورضي عنه فصل في في صوم التطوع يعني في بيان حكمه وهو الاستحباب. كان الانسب ان يذكر هذا الفصل قبل الاعتكاف كما صنع غيره وسبق بينها قبل ذلك ان الصوم تعتريه احكام اربعة فالصوم قد يكون واجبا وقد يكون مندوبا وقد يكون مكروها وقد يكون محرما. وقلنا الاصل فيه الند والاستحباب عرفنا قبل ذلك ان الصوم المندوب ينقسم الى ثلاثة اقسام القسم الاول وهو ما يتكرر بتكرر السنين. بمعنى انه يأتي في كل سنة مثال ذلك صوم يوم عرفة وصوم يوم عرفة كما سيأتي من خلال كلام الشيخ رحمه الله تعالى من الصوم المسنون والصوم المؤكد لان النبي صلى الله عليه وسلم صامه وحث الناس على صيامه عليه الصلاة والسلام وبين صلى الله عليه وسلم انه يكفر السنة الماضية وسنة مقبلة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة. وسنعرف ايضا ان الاحوط ان يصوم اليوم الثامن مع اليوم التاسع. هذا صوم صوم عرفة من الصوم الذي يتكرر بتكرر السن. كذلك تاسوعاء وعاشوراء. وتاسعاء هو اليوم التاسع من شهر الله المحرم وعاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم. وذلك لانه يكفر السنة الماضية كما جاء في صحيح مسلم ويوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله تبارك وتعالى فيه نبيه موسى عليه السلام. فايضا تاسوعاء وعاشوراء يتكرر بتكرر السنين كذلك صوم الحادي عشر من محرم هذا ايضا صوم المندوب مستحب وصوم ستة ايام من شوال. والاشهر الحرم والعشر الاول من ذي الحجة وغير ذلك من الصوم المندوب الذي يتكرر بتكرر السنين. ويأتي في السنة الواحدة مرة واحدة هذا هو القسم الاول. القسم التاني من الصوم المندوب صوم يتكرر بتكرر الشهور. بمعنى انه يأتي في كل شهر من شهور السنة ومن ذلك الايام البيض ايام البيض انما سميت بذلك لبياض اللي يليها باكتمال القمر فيها. تلتاشر واربعتاشر وخمستاشر من كل شهر قمري. قمر يكون مكتملا فينير هذه الليالي. فسميت هذه الايام بالايام البيض هذا يتكرر بتكرر؟ الشهور. كذلك الايام السود هذا ايضا مما يسن صيامه. والايام السود سميت بذلك لسواد لياليها والحكمة من استحباب صوم هذه الايام هو تزويد الشهر بالعبادة وكذلك من اجل آآ طلب كشف سواد القلب او السواد الذي قد يعتري القلب الايام السود تمانية وعشرين وتسعة وعشرين وثلاثين من كل شهر قمري. لماذا سميت بذلك؟ سميت بذلك كما قلنا لسواد لياليها لان في هذه الليالي يعني يكتمل اختفاء القمر ثم ينتظر الناس ظهوره من جديد فعلى هيئة الهلال فاذا جاء على صورة الهلال عرفنا بذلك ان الشهر المقبل قد دخل فهذا ايضا مما يستحب صيامه والقسم التالت ما يتكرر بتكرر الاسابيع بمعنى انه يندب صيامه في كل اسبوع ومن ذلك الاثنين والخميس. هذا بالنسبة لاقسام صوم او الصوم المندوب او الصوم المتطوع به. والتطوع شرعا هو التقرب الى الله تبارك وتعالى بما ليس بفرد من العبادات فلما نقول فصل في صوم التطوع فالمقصود بالتطوع هنا يعني الصوم الذي يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى وهو ليس بفرض. والصوم له فضائل العظيمة وثواب جزيل عند رب العالمين سبحانه وتعالى. والله عز وجل استأثر بثواب الصوم عنده وقال ربنا سبحانه وتعالى كل عمل ابن ادم له الا الصوم فانه لي وانا اجزي به وقال النبي صلى الله عليه وسلم للصائم فرحتان فرحة عند افطاره وفرحة عند لقاء ربه. يفرح بما يجده من اجر وثواب الصيام الذي كان يصومه ويتنفل ويتقرب به الى الله سبحانه تبارك وتعالى وقال النبي صلى الله عليه وسلم لخلوف فم الصائم اطيب عند الله تعالى من ريح المسك ومن اجل هذا الخلوف آآ كره الاستياك للصائم بعد الزوال حتى يفطر كما سبق وبينه قال الشيخ رحمه الله تعالى فصل في صوم التطوع قال وله من الفضائل والمثوبة ما لا يحصيه الا الله ومن ثم اضافه الله تعالى اليه دون غيره من العبادات فقال كل عمل ابن ادم له الا الصوم فانه لي وانا اجزي به قوله رحمه الله وله يعني الصوم له من الفضائل والمثوبة بمعنى الثواب ما لا يحصيه الا الله تبارك وتعالى قال ومن ثم يعني من اجل ان له من الفضائل والثواب الشيء العظيم اضافه الله تبارك وتعالى الى نفسه فقال الا الصوم فانه لي وانا اجزي به يضع طعامه وشرابه من اجلي واختلف العلماء لماذا اضاف الله تبارك وتعالى الصوم الى نفسه؟ جماعة من العلماء ذهبوا الى ان الله تبارك وتعالى اضافه الى نفسه من باب التشريف الله عز وجل يضيف اشياء الى نفسه تشريفا وتعظيما زي مسلا قول الله تبارك وتعالى ناقة الله وسقياها فاضافت ناقة لنفسه تعظيما وتشريفا لها وتقول بيت الله المسجد بيت الله. فهنا الاضافة اضافة تشريف وتكريم وكذلك في هذا الحديث اضاف الله تبارك وتعالى الصوم الى نفسه تشريفا وتعظيما له. وهو من اشرف واعظم العبادات التي يتقرب بها الانسان الى الله سبحانه وتعالى. بعض علماء وهو آآ ما ذهب اليه الرمي رحمه الله تعالى اليوم العاشر بالصوم حتى وان لم يصم يوما قبله ولا يوما بعده. فلا بأس بافراده. فان النبي صلى الله عليه وسلم صامه ولم يصم يوما لا قبله ولا بعده قال لان عشت الى قابل لاصومن التاسع قال اضافه الى نفسه لانه ابعد عن الرياء من غيره لانه ابعد عن الرياء من غيره. يعني ممكن اي عمل ظاهر يستطيع الانسان ان يرائي فيه الا الصوم لا يمكن للانسان ابدا ان يرائي بالصوم لانه يمكن ان يأكل خفية دون ان يطلع عليه احد من الناس آآ لذلك لكوني آآ الصوم لا يفعله الا المخلصون. فاضافه الله تبارك وتعالى الى نفسه ومن العلماء وهذا نقل عن سفيان رحمه الله تعالى ورضي عنه ذكر ان يوم القيامة تتعلق خصماء المرء بجميع اعماله الا الصوم. فانه لا سبيل لهم عليه. فانه اذا لم يبقى الا الصوم الله تبارك وتعالى ما بقي من المظالم. ويدخله بالصوم الجنة قيل غير ذلك من الاقاويل في آآ اضافة الصوم الى رب العالمين سبحانه وتعالى دون غيه من الاعمال. قال الشيخ رحمه الله تعالى وفي الصحيحين من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا. من صام يوما في سبيل الله الاصل في اطلاق هذه الكلمة سبيل سبيل الله انها تطلق على الجهاد. وهذا هو الغالب كما قلنا في الاطلاق لكن المراد هنا يعني ابتغاء وجه الله سبحانه تبارك وتعالى ما الجزاء المترتب على ذلك؟ قال باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا. هنا اطلق الجزء واراد به الكل. فالمراد بقوله باعد الله وجهه يعني باعد الله زاته وجسده عن النار سبعين خريفا. يعني سبعين سبعين عاما. وهنا ايضا اطلق الجزء واراد به الكل. اطلق الخريف واراد به العام وخص الخريف بالذكر لانه اعدل ايام السنة. والمراد بذلك انه آآ يبعد عن النار مسافة لو قدرت لبلغ زمن سيرها سبعين سنة. ثم شرع الشيخ رحمه الله تعالى في ذكر الصوم الذي يتطوع به فقال رحمه الله تعالى ويسن متأكدا صوم يوم عرفة لغير حاج لانه يكفر السنة التي هو فيها والتي بعدها كما في خبر مسلم. وهو تاسع ذي الحجة والاحوط صوم الثامن مع عرفة يسن متأكدا يعني مما يسن صومه على وجه التأكيد صيام يوم عرفة ومحل ذلك لغير الحاج. وكذلك غير المسافر وغير المريض بان يكون قويا مقيما طيب بالنسبة للحاج؟ الحاج لا يسن له ان يصوم ذلك اليوم. بل يسن له ان يفطر في ذلك اليوم حتى ولو كان قويا باعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وايضا من اجل ان يقوى على الدعاء. فان النبي صلى الله عليه وسلم افطر في يوم عرفة في حجة الوداع. ولم ما علم ان اناسا ظلوا على صيامهم قال عليه الصلاة والسلام اولئك العصاة اولئك العصاة ومن اجل ايضا ان يقوى على الدعاء لان النبي صلى الله عليه وسلم قال خير الدعاء دعاء يوم عرفة. من ثم يسن ان يصوم آآ غير الحاج وغير المسافر واما المسافر وكذلك المريض وكذلك الحاج كما قلنا يسن لهما الفطر واما اه محل ذلك بالنسبة للمسافر والمريض محل سنية الفطر للمسافر والمريض اذا اجهدهما الصوم. يعني اذا اتعبهما الصوم طيب ان قويا على الصوم يعني المسافر والمريض صام آآ هذا اليوم لتحصيل هذا الفضل الذي ورد الخبر فقال يسن متأكدا صوم يوم عرفة لغير الحاج وقلن كذلك لغير المريض ولغير المسافر قلنا لغير الحاج حتى وان كان قويا واما بالنسبة للمسافر والمريض فان اطاق ذلك وقوي عليه قال لانه يكفر السنة لان صوم يوم عرفة يكفر السنة يعني الذنوب الحاصلة في هذه السنة كما في خبر مسلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده. والسنة التي اه قبله يعني قبل يوم عرفة والسنة التي بعده يعني السنة التي بعد يوم عرفة. السنة التي اولها المحرم. الذي يلي هذا الشهر. جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه انه كان يقول هذه بشرى بحياة سنة مستقبلة لمن صامه ليه؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم بشر بكفارة السنة لسنة مقبلة فدل ذلك على ان من يصوم هذا اليوم يبشر بانه يعيش السنة المقبلة لان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى. ان هو الا وحي يوحى وورد ايضا في خبر ابن عمر رضي الله تعالى عنهما من صام يوم عرفة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ما هو يوم عرفة؟ قال رحمه الله تعالى وهو تاسع ذي الحجة والاحوط صوم الثامن يعني من ذي الحجة مع عرفة. ليه؟ لانه ربما يكون هو التاسع في الواقع. لكن الناس اخطأوا في رؤية الهلال فالاحوط ان يصوم الثامن من اجل ان يتيقن من حصول الاجل طيب آآ في الخبر قال النبي صلى الله عليه وسلم احتسبوا على الله عز وجل ان يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده. التكفير هنا هل يعود على الكبائر؟ والصغائر ولا الصغائر فقط؟ قال رحمه الله والمكفر الصغائر التي لا تتعلق بحق الادمي اذ الكبائر لا يكفرها الا التوبة الصحيحة المكفر الصغائر. وهذا الذي اعتمده الشيخ ابن حجر رحمه الله تعالى واما الجمال الرملي فذكر كلاما حاصله انه قد يعم كذلك غير الصغائر الذي يظهر من الاحاديث التي وردت في شأن تكفير الذنوب ان ما صرحت به الاحاديث بان شرط التكفير اجتناب الكبائر فهذا معناه ان هذا العمل يكفر الصغائر فقط واما الاحاديث التي فيها انه يكفر الكبائر يبقى هذا معناه انه يكفر الكبائر ولا يدع شيئا من الذنوب لكن الاختلاف حاصل بين العلماء في الاحاديث التي جاءت مطلقة. ليس فيها تصريح بوجوب اجتناب الكبائر وليست فيها تصريح بانها تكفر الكبائر فجاءت مطلقة فباء من العلماء من قال يعم الصغائر والكبائر كما ذهب اليه الجمال الرملي رحمه الله ومنهم من خص ذلك بالصغائر فقط لان الكبائر تحتاج الى توبة صحيحة كما ذهب اليه الشيخ ابن حجر رحمه الله تعالى رحمة واسعة وان كان يعني لو قلنا بان هذا يشمل الكبائر والصغائر لما ابعدنا لان فضل الله تبارك وتعالى واسع. والانسان حتى اه بمجرد الاستغفار والذكر واه اتباع السيئات بالحسنات. يكفر الله تبارك وتعالى عنه ما جرى قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف هذا في حق الكفار مجرد الانتهاء عما كانوا يفعلونه فان الله عز وجل يغفر لهم باسلامهم لان الاسلام يجود بما قبله وقال ربنا سبحانه وتعالى ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما. يبقى بمجرد الاستغفار ايضا يكفر الله تبارك وتعالى عنه ما مضى من سيئاته. وقال الله عز وجل اقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان البنات يذهبن السيئات وهذا السيئات هنا جاءت معرفة بالالف واللام. فتعم الصغائر منها والكبائر. فالحاصل ان فضل الله سبحانه وتعالى واسع فلا يبعد ان نقول بان هذه الاعمال الصالحة زي صيام يوم عرفة وزي آآ غيرة من آآ الصوم المتطوع به قد يغفر الله تبارك وتعالى به ما شاء شاء من الذنوب ومن ذلك الكبائر. قال رحمه الله ويتأكد ثم قال بعد ذلك اذا الكبائر لا يكفرها الا التوبة الصحيحة. قال وحقوق الادمي متوقفة على رضاه. فان لم تكن له صغائر زيد في حسناته حقوق الادمي متوقفة على رضاه يعني على المسامحة على ان يسامح حقه ويتنازل عنه والا فلابد ان يستوفي حقه. قبل ان يأتي يوم لا درهم فيه ولا دينار. وانما الحسنات والسيئات كما قال النبي صلى الله عليه وسلم قال فان لم تكن له صغائر زيد في الحسنات. يعني هو الان شخص صام يوم عرفة. قلنا انه يكفر صغائر السنة الماضية والسنة المقبلة. طب ليست له صغائر قال زيد له في حسناته ثم قال بعد ذلك ويتأكد صوم الثمانية قبله للخبر الصحيح فيها. المقتضي لافضلية عشرها على عشر رمضان الاخير جاء في حديث عبدالله بن عباس كما في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما العمل في ايام افضل منها في هذه الايام؟ قالوا ولا الجهاد قال ولا الجهاد الا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء في لفظ قال ما من ايام العمل الصالح فيها احب الى الله تعالى من هذه الايام. يعني ايام العشر قالوا ولا الجهاد يا رسول الله؟ في سبيل الله يا رسول الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء. هذا الحديث يدل عمومه على استحباب الاعمال الصالحة في هذه الايام المباركات. ومن اكد هذه الاعمال الصيام. ثبت ايضا في السنن ان النبي صلى الله عليه صام هذه الايام طيب ايهما افضل العشر الاواخر من رمضان ولا العشر الاواخر او العشر الاوائل من ذي الحجة خلاف بين العلماء. جمع العلماء او بعض العلماء بين ذلك فقالوا ليالي العشر الاواخر افضل من ليالي العشر الاول من ذي الحجة لان ليالي العشر الاواخر فيها ليلة القدر واما ايام العشر الاول من ذي الحجة فهي افضل من ايام العشر الاواخر من رمضان لان الحديث جاء صريحا عن النبي صلى الله عليه وسلم ما من ايام العمل الصالح فيها احب الى الله تبارك وتعالى من هذه الايام فهذا فيه دلالة على افضلية هذا الزمن على غيره من الازمنة ولهذا العمل الصالح فيها احب الى الله سبحانه وتعالى من غيره من الايام قال رحمه الله تعالى ويوم عاشوراء ويوم عاشوراء يعني ويسن متأكدا ايضا صيام يوم عاشوراء وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله طيب لماذا لم يجب صوم عاشوراء لم يجب لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان هذا اليوم يوم عاشوراء ولم يكتب عليكم صيامه. فمن شاء فليصم ومن شاء يفطر لذلك بنقول وهو من اكد الصوم لان النبي صلى الله عليه وسلم صامه وبين صلى الله عليه وسلم الاجر الجزيل المترتب على صيام هذا هذا اليوم المبارك. طيب الان صوم عاشوراء يكفر سنة ماضية. صوم يوم عرفة يكفر سنة ماضية وسنة مقبلة فدل هذا على افضلية يوم عرفة على يوم عاشوراء قال العلماء الحكمة من افضلية هذا اليوم على ذاك هو ان يوم عرفة يوم محمدي يعني انه مختص بامة محمد واما صوم عاشوراء فهو يوم موساوي لان اليهود كانوا يصومون هذا اليوم لانه يوم نجى الله عز وجل فيه موسى عليه السلام من فرعون. طيب ايهما افضل ليس فيها بياض لليالي ليس مسلا تلتاشر واربعتاشر وخمستاشر فيها يكون القمر بدرا منيرا فسميت هذه الايام بالايام البيض. لكن الايام الاولى من آآ شهر شوال ليست كذلك. فهي ستة من شوال موسى ولا محمد؟ نبينا صلى الله عليه وسلم افضل الانبياء. فكان يومه بسنتين قال رحمه الله وهو يعني يوم عاشوراء عاشر المحرم. يعني اليوم العاشر من المحرم طب لماذا تأكد صومه؟ قال لانه يكفر السنة الماضية كما في مسلم. يعني كما في صحيح الامام مسلم قال وتاسوعاء يعني ويسن صيام يوم تاسوعاء. وهو تاسع يعني هو تاسع من شهر الله المحرم. قال لخبر مسلم الذي فيه دليل على سنية صوم هذا اليوم قال لان بقيت الى قابل. يعني السنة المقبلة لاصومن التاسع فعزم النبي صلى الله عليه وسلم على صيام هذا اليوم. قال فمات قبله يعني قبل مجيء تاسوعاء في العام القابل طيب ما الحكمة من استحباب صوم هذه الايام؟ قال او صوم يوم تاسوعاء على وجه الخصوص. قال والحكمة مخالفة اليهود الحكمة من صيام يوم التاسع مع اليوم العاشر هو اننا نخالف بذلك اليهود فانهم يصومون العاشر فقط. فنحن نخالفهم ونصوم التاسع معهم قال ومن ثم سن لمن لم يصمه صوم الحادي عشر. صوم الحادي عشر. طب هنا الشيخ بيقول الحكمة مخالفة اليهود هل هناك حكمة اخرى لاستحباب يوم تاسوعاء؟ نعم وهي الاحتياط لاحتمال الغلط في اول الشهر. فيكون يوم التاسع هو يوم عاشوراء. فله صمنا التاسع مع العاشر يبقى بذلك تيقنا من ان صمنا يوم يوم عاشوراء. زي ما قلنا بالظبط في صيام يوم عرفة. يتأكد كذلك صوم الثامن علشان نتيقن من صوم يوم عرفة وتحصيل هذا الثواب الجزيل. كذلك هنا بالنسبة للصوم التاسع من آآ شهر الله المحرم فيه مخالفة لليهود وفيه كذلك الاخذ بالاحتياط وايضا فيه احتراز من افراده بالصوم لانه قد يصادف يوم جمعة. فلو صمنا معه يوم التاسع من شهر الله المحرم بعدنا ذلك عن افراد يوم الجمعة بالصوم لكن لو احنا افردناه بالصوم يعني جاء شخص وصام عاشوراء فقط وكان في يوم جمعة. هل عليه حرج؟ لا لا حرج عليه لا بأس بافراده ولو وقع في يوم الجمعة. قال رحمه الله تعالى ومن ثم سن له او سنة لمن لم يصمه يعني اذا لم يصمه يوم التاسع من شهر الله المحرم ان يصوم الحادي عشر قال بل ان صامه لخبر فيه. يعني حتى وان صام يوم التاسع مع اليوم العاشر يسن كذلك ان يصوم اليوم الحادي عشر من شهر الله المحرم قال لخبر فيه يعني ايه لوجود خبر في صيامه وهو ما رواه الامام احمد صوموا يوم عاشوراء خالفوا اليهود وصوموا قبله يوما وبعده يوما ذكر في شرح الروض ذكر شيخ الاسلام زكريا في شرح الروض ان الشافعي نص في الام والاملاء على استحباب صوم الثلاثة ونقله عنه شيخ ابو حامد وغيره قال رحمه الله تعالى وفي الام لا بأس ان يفرده يعني لا بأس بافراد واقتصر صلى الله عليه وسلم على صوم يوم عاشوراء قال واما احاديث الاكتحال والغسل والتطيب في يوم عاشوراء فمن وضع الكذابين الاحاديث التي جاءت في الاكتحال والاغتسال والتطيب في يوم عاشوراء فمن وضع الكذابين من النواصب الذين كانوا يحثون الناس على الاحتفال في هذا اليوم لانه اليوم الذي قتل فيه الامام الحسين رضي الله تعالى عنه وارضاه سيد شباب اهل الجنة وسيد الشهداء لذلك هؤلاء النواصب الذين كانوا يعادون ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا فرحين اشد الفرح بموته وضعوا الاحاديث المنكرة والموضوعة في التوسعة او نقول في الفرح والاغتسال والاكتحال في هذا اليوم كانه يوم عيد كانهم يوم عيد والصواب في ذلك انه لم يرد في الاكتحال والاغتسال والتطيب في هذا اليوم لم يرد فيه حديث صحيح لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن احد من الصحابة ولا استحبه احد من ائمة المسلمين ولم يصح في هذه الاحاديث الا بعض الاحاديث المقاربة مش هنقول الصحيحة لكن فيها مقاربة فيها احباب التوسعة على العيال في مثل هذا اليوم. وهذا امر مشهود ومجرب. ان التوسعة على العيال وعلى الاهل بيوم عاشوراء فيه من الخير ما الله به عليم قال رحمه الله تعالى وصوم ستة ايام من شوال لما في الخبر الصحيح ان صومها مع صوم رمضان كالصيام الدهري واتصالها بيوم العيد افضل مبادرة للعبادة. وهذا ايضا من الصوم المسنود المسنون المتأكد ان يصوم ستة ايام من شهر شوال الذي يسميه العوام بالايام البيض وهذا خطأ انما هو ستة ايام من شوال لانه كصيام الدهر قال رحمه الله لما في الخبر الصحيح ان صومها مع صوم رمضان كصيام الدهر قال واتصالها بيوم العيد افضل مبادرة للعبادة واتصالها يعني اتصال هذه الايام الستة بيوم العيد افضل يوم العيد هو الاول من شوال فيصوم الستة ايام من شوال من اليوم التالي مباشرة. مبادرة للعبادة. فيصوم الثاني من شوال الثالث الرابع الخامس السادس السابع ده المقصود بكلامه رحمه الله تعالى واتصالها بيوم العيد افضل طبعا لا يصوم يوم العيد لان يوم العيد يحرم صومه بقوله رحمه الله تعالى هنا وصوم ستة ايام من شوال لما في الخبر الصحيح ان صومها مع صوم رمضان كصيام الدهر. ايه معنى كصيام الدهر؟ يعني كصيام السنة. طيب ايه معنى كصيام السنة؟ يعني كأنه صام السنة فرضا والا لم يكن لخصوصية ست شوال معنى. ليه؟ لان من صام مع رمضان ستة ايام من غيرها حصل له صوم الدهر لو صام ستة ايام بعد ان فرغ من صوم رمضان وصام هذه الايام الستة من ذي القعدة الحسنة بعشر امثال امثالها يبقى كانه صام الدهر ايضا طيب ايه الفايدة بقى من تخصيص الستة ايام من شوال اذا؟ قالوا لا. الصيام في شوال اجره اعظم. ولهذا خصه النبي صلى الله عليه سلم بالذكر طيب ما وجه الاعظمية هنا؟ ان صومه كصيام الفرض من حيث الثواب. ونعلم جميعا ان ثواب الفرض اعظم عند الله سبحانه وتعالى من ثواب النفل قال الشيخ رحمه الله تعالى وايام الليالي البيض وهي الثالث عشر وتالياه لصحة الامر بصومها لان صوم الثلاثة كصوم الشهر. اذ الحسنة بعشر امثالها. ومن ثم تحصل السنة بثلاثة غيرها. لكن انها افضل ويبدل على الاوجه ثالث عشر ذي الحجة بسادس عشره من الصوم كذلك المتأكد كما يقول الشيخ رحمه الله تعالى صيام صيام ايام الليالي البيض وعرفنا لماذا سميت بذلك وهي السالس عشر وتالياه. ولو انه صام الثاني عشر لكان هذا افضل لما فيه من الاحتياط يبقى بدل ما يبدأ الصوم من تلاتاشر يبدأ الصوم من يوم اتناشر احتياطا للعبادة لانه ربما غلطنا في دخول الشهر كما قلنا قبل ذلك في عاشوراء وفي عرفة. قال وهي الثالث والاحتياط ان يصوم الثاني عشر معها. قال وتالياه وهو بعشر والخامس عشر لصحة الامر بصومها. وفي حديث ابي ذر فيما رواه احمد والترمذي. قال اذا صمت من الشهر ثلاثا فصم ثلاثة عشر واربع عشرة وخمس عشرة. قال لان الصوم او لان صوم ثلاثة كصوم الشهر. وهذا تعليل لاستحباب صيام هذه ايام الثلاثة. فالحسنة بعشر امثالها فكأنه صام الشهر كله بصومه لهذه الايام الثلاثة وجاء في رواية عن ابي ذر قال من صام ثلاثة ايام من كل شهر فقد صام الدهر كله. قال رحمه الله تعالى ومن ثم تحصل السنة بثلاثة غيرها يعني من اجل ان صوم الثلاثة كصوم الشهر باعتبار ان الحسنة بعشر امثالها تحصل السنة آآ ان يصوم ثلاثة ايام غير هذه الايام ولو كان آآ في اول الشهر او في اخر الشهر والحاصل في ذلك كما افاده السبكي رحمه الله تعالى وغيره انه يسن ان يصوم ثلاثة ايام من كل شهر وان تكون ايام البيض فان صامها اتى بالسنتين لان هذه الايام الثلاثة اللي هي الايام البيض هي التي امر النبي صلى الله عليه وسلم بصيامها. وان لم يصمها وصام اياما غيرها يكون قد اتى بسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن هذا مفضول. ولهذا قال الشيخ لكنها افضل قال ويبدل على الاوجه ثالث عشر ذي الحجة بسادس عشره قال ويبدل على الاوجه الثالث عشر من ذي الحجة بالسادس عشر ليل لان يوم تلتاشر من ذي الحجة يحرم صومه. لانه من ايام التشريق. احنا عندنا في يوم العاشر من ذي الحجة اللي هو يوم النحر يوم العيد ويوم حداشر واتناشر وتلتاشر هذه ايام التشريق وايام التشريق يحرم صومها طب هيبدل يوم تلتاشر بانهي يوم؟ هيبدله بيوم ستاشر من زي الحجة لانه سيصوم يوم اربعتاشر وخمستاشر ويكمل يوم السادس عشر من ذي الحجة فيكون بذلك صام ثلاثة ايام. قال رحمه الله وقال الجلال البلقيني لا بل يسقط يعني لا يبدل هذا اليوم باليوم السادس عشر. بل يسقط صومه. يعني يسقط طلب الصوم فيصوم في ذي الحجة يومين فقط. ليوم آآ اربعتاشر ويوم خمستاشر هذا عند الجلال بلقين رحمه الله تعالى والاوجه كما يذكر الشيخ انه يصوم اليوم السادس عشر مكان اليوم الثالث عشر. قال سن صوم ايام السود وهي الثامن والعشرون وتالياه. يعني ويتأكد كذلك صيام ويسن كذلك صيام الايام ايام الليالي السود. وعرفنا انها سميت بذلك لسواد جميع الليالي فيها لعدم وجود القمر وهي الثامن والعشرون وتاليهم لكن لو نقص الشهر يبقى هنا سيصوم كم يوم؟ هيصوم يومين فقط فيصوم الثامن والعشرون والتاسع والعشرون. لو اكتمل الشهر سيصوم اليوم الثلاثين. اذا نقص الشهر فسيعوضه بصوم اول الشهر ليه؟ لان ليلته كلها سوداء قال رحمه الله تعالى وصوم الاثنين والخميس للخبر الحسن انه صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صومهما وقال عليه الصلاة والسلام تعرض فيهما الاعمال فاحب ان يعرض عملي وانا صائم. والمراد عرضها على الله تبارك وتعالى. وهذا ايضا من الصوم الذي يتأكد صيامه واستحبابه. صوم الاثنين والخميس. وذلك للخبر الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ان هذين اليومين تعرض فيهما الاعمال على الله سبحانه وتعالى. يعني اعمال ما بينهما مع هذه الايام تعرض على الله سبحانه وتعالى اعمال الثلاثاء والاربعاء والخميس في الخميس واعمال الجمعة والسبت والاحد والاثنين في الاثنين ويحب ان يعرض عملي وانا صائم يعني وانا متلبس بالصوم حقيقة. ذلك لان العرض انما يكون قبل الغروب كما صح بذلك الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والمراد عرضها على الله عز وجل والمراد بالعرض هنا يعني على وجه الاجمال. ليه؟ لان العرض انما يكون على الله سبحانه وتعالى مطلقا. سواء كان عرض الاثنين او الخميس او ليلة النصف من شعبان او ليلة القدر فالفرق انما هو في الاجمال والتفصيل فعرض الاثنين والخميس على الله اجمالي وكذلك عرض ليلة النصف من شعبان وليلة القدر. واما العرض التفصيلي هو في كل يوم وليلة. كما نص على ذلك ابن حجر في التحفة. قال الله اي تعرض على الله تعالى وكذا تعرض في ليلة النصف من شعبان وفي ليلة القدر. فالاول اي عرضها يوم الاثنين والخميس ما لي باعتبار الاسبوع والثاني باعتبار السنة وكذا الثالث. وفائدة تكرير ذلك اظهار شرف العاملين بين الملائكة. اما عرض تفصيلا فهو رفع الملائكة لها بالليل لمرة وبالنهار مرة هذا آآ ملخص ما ذكره رحمه الله تعالى. يبقى اذا العرض الاجمالي للاعمال في كل اسبوع مرتين وفي كل سنة كذلك. واما العرض التفصيلي للاعمال فهو في كل يوم تعرض الاعمال تفصيلا على الله سبحانه وتعالى فلنحسن العمل لانه يعرض على الله سبحانه وتعالى في كل يوم مرتين. قال رحمه الله تعالى واما رفع الملائكة فانه مرة بالليل ومرة بالنهار يعني عرض الملائكة لهذه الاعمال في اليوم مرتين كما ذكرنا. وذلك لاجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار عند صلاة العصر ثم ترتفع ملائكة النهار وتبقى ملائكة الليل. فيجتمعان مرة اخرى عند صلاة الصبح فترتفع ملائكة الليل وتبقى ملائكة النهار وهذا هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار. يبقى الوقت الذي مر عليك طيلة الليل كل ما عملته في هذا الليل يكتب في صحائف الملائكة حتى اذا جاء الصبح رفعت الملائكة هذه الاعمال الى الله سبحانه وتعالى ثم تكتب ملائكة النهار ما يعمله العبد طيلة النهار حتى اذا جاء العصر رفعت الملائكة هذه الاعمال قال الى الله سبحانه وتعالى وعرضت هذه الاعمال على الله عز وجل نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعفو عنا جميعا وان يتجاوز عنا وان يسترنا بستره الجميل قال رحمه الله ورفعوها في شعبان محمول على رفع اعمال العام مجملة. وهذا هو الرفع الاجمالي كما قلنا الرفع او العرض الاجمالي في كل اسبوع مرتين الاثنين والخميس وفي كل سنة كذلك في النصف من شعبان والتفصيل في كل يوم مرتين يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل ويا ملائكة بالنهار. ثم قال بعد ذلك وصوم الاثنين افضل من صوم الخميس لخصوصيات ذكروها فيه وعد الحليمي اعتياد صومها مكروها وعد الحليمي اعتياد صومها مكروها شاذ فشيء بيقول صوم الاسنين افضل. لماذا؟ لانه اليوم الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو اليوم الذي بعث فيه وتوفي فيه فهو افضل من يوم الخميس من اجل هذه الامور العظيمة التي جرت فيها بعض الشافعية والحليمي رحمه الله تعالى كان يقول اعتياد صوم الاثنين والخميس هذا مكروه قال وهذا شاز لماذا هو مكروه لان في ذلك تشبيها برمضان. وهذا شاز بل وضعيف مردود والصواب انه مستحب في كل الاحوال. طيب نتوقف هنا وان شاء الله نكمل في الدرس القادم باقي المسائل المتعلقة بصوم التطوع وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفع معلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يجعل ما قلناه وما سمعناه زادا الى حسن المصير اليه وعتادا الى يوم القدوم عليه. انه بكل جميل كفيله حسبنا ونعم الوكيل ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يثبتنا واياكم على هذا الخير وان يديم علينا هذا الفضل انه ولي ذلك ومولاه جزاكم الله جميعا خير الجزاء. واسأل الله سبحانه وتعالى ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال. وان يجعل ذلك في موازين حسناتنا جميعا ان شاء الله تعالى. نفع الله بكم ورزقنا واياكم خيري الدنيا والاخرة